- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌۢ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وقالوا قلوبنا غلف ۚ بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون
- عربى - التفسير الميسر : وقال بنو إسرائيل لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا مغطاة، لا يَنْفُذ إليها قولك. وليس الأمر كما ادَّعَوْا، بل قلوبهم ملعونة، مطبوع عليها، وهم مطرودون من رحمة الله بسبب جحودهم، فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلا لا ينفعهم.
- السعدى : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
أي: اعتذروا عن الإيمان لما دعوتهم إليه, يا أيها الرسول, بأن قلوبهم غلف, أي: عليها غلاف وأغطية, فلا تفقه ما تقول، يعني فيكون لهم - بزعمهم - عذر لعدم العلم, وهذا كذب منهم، فلهذا قال تعالى: { بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ } أي: أنهم مطرودون ملعونون, بسبب كفرهم، فقليلا المؤمن منهم, أو قليلا إيمانهم، وكفرهم هو الكثير.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
ثم حكى القرآن بعض الدعاوى الباطلة التي كان يدعيها اليهود في العصر النبوي ورد عليها بما يدحضها فقال:
وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ أى: قال اليهود الذين كانوا في العهد النبوي: قلوبنا يا محمد مغطاة بأغطية حسية مانعة من نفوذ ما جئت به فيها. ومقصدهم من ذلك، إقناطه صلّى الله عليه وسلّم من إجابتهم لدعوته حتى لا يعيد عليهم الدعوة من بعد.
والغلف: جمع أغلف، وهو الذي جعل له غلاف، ومنه قيل للقلب الذي لا يعي ولا يفهم، قلب أغلف، كأنه حجب عن الفهم بالغلاف.
قال ابن كثير: وقرأ ابن عباس- بضم اللام- وهو جمع غلاف. أى: قلوبنا أوعية لكل علم فلا نحتاج إلى علمك.
وقد رد الله- تعالى- على كذبهم هذا بما يدحضه ويفضحه فقال:
بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ أى: أن قلوبهم ليست غلفا بحيث لا تصل إليها دعوة الحق بل هي متمكنة بأصل فطرتها من قبول الحق، ولكن الله أبعدهم من رحمته بسبب كفرهم بالأنبياء واستحبابهم العمى على الهدى.
والفاء في قوله: فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ للدلالة على أن ما بعدها متسبب عما قبلها وما في قوله فَقَلِيلًا ما لتأكيد معنى القلة.
والمعنى أن الله لعنهم وكان هذا اللعن سببا لقلة إيمانهم فلا يؤمنون إلا إيمانا قليلا، وقلة الإيمان ترجع إلى معنى أنهم لا يؤمنون إلا بقليل مما يجب عليهم الإيمان به. وقد وصفهم الله- تعالى- فيما سبق بأنهم كانوا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
ثم نبه القرآن المؤمنين إلى نوع آخر من رذائل اليهود، ويتجلى هذا النوع في جحودهم الحق عن معرفة وعناد، وكراهتهم الخير لغيرهم يدافع الأنانية والحسد، وتحولهم إلى أناس يتميزون من الغيظ إذا ما رأوا نعمة تساق لغير أبناء ملتهم.
- البغوى : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
{وقالوا} يعني اليهود.
{قلوبنا غلف} جمع الاغلف وهو الذي عليه غشاء، معناه: "عليها غشاوة فلا تعي ولا تفقه ما تقول" قاله مجاهد وقتادة، نظيره قوله تعالى: {وقالوا قلوبنا في أكنة} [5 - فصلت].
وقرأ ابن عباس (غلف) بضم اللام وهي قراءة الأعرج وهو جمع غلاف أي قلوبنا أوعية لكل علم فلا تحتاج إلى علمك قاله ابن عباس وعطاء.
وقال الكلبي: "معناه أوعية لكل علم فلا تسمع حديثاً إلا تعيه إلا حديثك لا تعقله ولا تعيه ولو كان فيه خير لوعته وفهمته".
قال الله عز وجل: {بل لعنهم الله} طردهم الله وأبعدهم عن كل خير.
{بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون} قال قتادة: "معناه لن يؤمن منهم إلا قليل لأن من آمن من المشركين أكثر ممن آمن من اليهود"، أي فقليلاً يؤمنون ونصب قليلاً على الحال.
وقال معمر: "لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم ويكفرون بأكثره". أي فقليل يؤمنون ونصب قليلاً بنزع الخافض، و(ما) صلة على قولهما.
وقال الواقدي: "معناه لا يؤمنون قليلاً ولا كثيراً كقول الرجل للآخر: ما أقل ما تفعل كذا أي لا تفعله أصلاً".
- ابن كثير : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( وقالوا قلوبنا غلف ) أي : في أكنة .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وقالوا قلوبنا غلف ) أي : لا تفقه .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( وقالوا قلوبنا غلف ) [ قال ] هي القلوب المطبوع عليها .
وقال مجاهد : ( وقالوا قلوبنا غلف ) عليها غشاوة .
وقال عكرمة : عليها طابع . وقال أبو العالية : أي لا تفقه . وقال السدي : يقولون : عليها غلاف ، وهو الغطاء .
وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : ( وقالوا قلوبنا غلف ) هو كقوله : ( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ) [ فصلت : 5 ] .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، في قوله : ( غلف ) قال : يقول : قلبي في غلاف فلا يخلص إليه ما تقول ، قرأ ( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه )
وهذا هو الذي رجحه ابن جرير ، واستشهد مما روي من حديث عمرو بن مرة الجملي ، عن أبي البختري ، عن حذيفة ، قال : القلوب أربعة . فذكر منها : وقلب أغلف مغضوب عليه ، وذاك قلب الكافر .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي ، أنبأنا أبي ، عن جدي ، عن قتادة ، عن الحسن في قوله : ( قلوبنا غلف ) قال : لم تختن .
هذا القول يرجع معناه إلى ما تقدم من عدم طهارة قلوبهم ، وأنها بعيدة من الخير .
قول آخر :
قال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( وقالوا قلوبنا غلف ) قال قالوا : قلوبنا مملوءة علما لا تحتاج إلى علم محمد ، ولا غيره .
وقال عطية العوفي : ( وقالوا قلوبنا غلف ) أي : أوعية للعلم .
وعلى هذا المعنى جاءت قراءة بعض الأنصار فيما حكاه ابن جرير : " وقالوا قلوبنا غلف " بضم اللام ، أي : جمع غلاف ، أي : أوعية ، بمعنى أنهم ادعوا أن قلوبهم مملوءة بعلم لا يحتاجون معه إلى علم آخر . كما كانوا يمنون بعلم التوراة . ولهذا قال تعالى : ( بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون ) ، أي : ليس الأمر كما ادعوا بل قلوبهم ملعونة مطبوع عليها ، كما قال في سورة النساء : ( وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ) [ النساء : 155 ] . وقد اختلفوا في معنى قوله : ( فقليلا ما يؤمنون ) وقوله : ( فلا يؤمنون إلا قليلا ) ، فقال بعضهم : فقليل من يؤمن منهم [ واختاره فخر الدين الرازي وحكاه عن قتادة والأصم وأبي مسلم الأصبهاني ] وقيل : فقليل إيمانهم . بمعنى أنهم يؤمنون بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثواب والعقاب ، ولكنه إيمان لا ينفعهم ، لأنه مغمور بما كفروا به من الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال بعضهم : إنهم كانوا غير مؤمنين بشيء ، وإنما قال : ( فقليلا ما يؤمنون ) وهم بالجميع كافرون ، كما تقول العرب : قلما رأيت مثل هذا قط . تريد : ما رأيت مثل هذا قط . [ وقال الكسائي : تقول العرب : من زنى بأرض قلما تنبت ، أي : لا تنبت شيئا ] . .
حكاه ابن جرير ، والله أعلم .
- القرطبى : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
قوله تعالى : وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون
قوله تعالى : وقالوا يعني اليهود قلوبنا غلف بسكون اللام جمع أغلف ، أي عليها أغطية . وهو مثل قوله : قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه أي في أوعية . قال مجاهد : " غلف " عليها غشاوة . وقال عكرمة : عليها طابع . وحكى أهل اللغة غلفت السيف ؛ جعلت له غلافا ، فقلب أغلف ، أي مستور عن الفهم والتمييز . وقرأ ابن عباس والأعرج وابن محيصن " غلف " بضم اللام . قال ابن عباس : أي قلوبنا ممتلئة علما لا تحتاج إلى علم محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره . وقيل : هو جمع غلاف . مثل خمار وخمر ، أي قلوبنا أوعية للعلم فما بالها لا تفهم عنك وقد وعينا علما كثيرا ! وقيل : المعنى فكيف يعزب عنها علم محمد صلى الله عليه وسلم . فرد الله تعالى عليهم بقوله : بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون ثم بين أن السبب في نفورهم عن الإيمان إنما هو أنهم لعنوا بما تقدم من كفرهم واجترائهم ، وهذا هو الجزاء على الذنب بأعظم منه . وأصل اللعن في كلام العرب الطرد والإبعاد . ويقال للذئب : لعين . وللرجل الطريد : لعين ، وقال الشماخ :
ذعرت به القطا ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين
ووجه الكلام : مقام الذئب اللعين كالرجل ، فالمعنى أبعدهم الله من رحمته . وقيل : من توفيقه وهدايته . وقيل : من كل خير ، وهذا عام . فقليلا نعت لمصدر محذوف ، تقديره فإيمانا قليلا ما يؤمنون . وقال معمر : المعنى لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم ويكفرون بأكثره ، ويكون " قليلا " منصوبا بنزع حرف الصفة . وما صلة ، أي فقليلا يؤمنون . وقال الواقدي : معناه لا يؤمنون قليلا ولا كثيرا ، كما تقول : ما أقل ما يفعل كذا ، أي لا يفعله ألبتة . وقال الكسائي : تقول العرب مررنا بأرض قل ما تنبت الكراث والبصل ، أي لا تنبت شيئا .
- الطبرى : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ
قال أبو جعفر: اختلفت الْقَرَأَة في قراءة ذلك. فقرأه بعضهم: (وقالوا قلوبنا غُلْف) مخففة اللام ساكنة. وهي قراءة عامة الأمصار في جميع الأقطار. وقرأه بعضهم: " وقالوا قلوبنا غُلُف " مثقلة اللام مضمومة.
* * *
فأما الذين قرأوها بسكون اللام وتخفيفها, فإنهم تأولوها، أنهم قالوا: قلوبنا في أكنة وأغطية وغلْف. و " الغلْف " -على قراءة هؤلاء- جمع " أغلف ", وهو الذي في غلاف وغطاء، كما يقال للرجل الذي لم يختتن " أغلف ", والمرأة " غلفاء ". وكما يقال للسيف إذا كان في غلافه: " سيف أغلف ", وقوس غلفاء " وجمعها " غُلْف ", وكذلك جمع ما كان من النعوت ذكره على " أفعل " وأنثاه على " فعلاء ", يجمع على " فُعْل " مضمومة الأول ساكنة الثاني, مثل: " أحمر وحمر, وأصفر وصفر ", فيكون ذلك جماعا للتأنيث والتذكير. ولا يجوز تثقيل عين " فعل " منه، إلا في ضرورة شعر, كما قال طرفة بن العبد: (57)
أيهـــا الفتيــان فــي مجلســنا
جـــردوا منهـــا وِرادا وشُــقُر (58)
يريد: شُقْرًا, إلا أن الشعر اضطره إلى تحريك ثانيه فحركه. ومنه الخبر الذي:-
1497 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان قال، حدثنا عمرو بن قيس الملائي, عن عمرو بن مرة الجملي, عن أبي البختري, عن حذيفة قال: القلوب أربعة - ثم ذكرها - فقال فيما ذكر: وقلب أغلف معصوب عليه, فذلك قلب الكافر. (59)
* * *
* ذكر من قال ذلك, يعني أنها في أغطية.
1498 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني ابن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد, عن سعيد بن جبير، أو عكرمة, عن ابن عباس: (وقالوا قلوبنا غلف)، أي في أكنة.
1499 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثنا معاوية بن صالح, عن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: (قلوبنا غلف)، أي في غطاء.
1500 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس,: (وقالوا قلوبنا غلف)، فهي القلوب المطبوع عليها.
1501 - حدثني عباس بن محمد قال، حدثنا حجاج قال، قال ابن جريج, أخبرني عبد الله بن كثير, عن مجاهد قوله: (وقالوا قلوبنا غلف)، عليها غشاوة.
1502 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل قال، أخبرني عبد الله بن كثير, عن مجاهد: (وقالوا قلوبنا غلف)، عليها غشاوة.
1503 - حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال، حدثنا شريك عن الأعمش قوله: (قلوبنا غلف)، قال: هي في غُلُف.
1504 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (وقالوا قلوبنا غلف)، أي لا تفقه.
1505 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة: (وقالوا قلوبنا غلف)، قال: هو كقوله: قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ [فصلت : 5].
1506 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن قتادة في قوله: (قلوبنا غلف) قال: عليها طابَع, قال: هو كقوله: قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ .
1507 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (قلوبنا غلف)، أي لا تفقه.
1508 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وقالوا قلوبنا غلف)، قال: يقولون: عليها غلاف، وهو الغطاء.
1509 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (قلوبنا غلف)، قال يقول: قلبي في غلاف, فلا يخلص إليه مما تقول شيء، وقرأ: وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ [فصلت: 5]. (60)
* * *
قال أبو جعفر: وأما الذين قرأوها "
غلف " بتحريك اللام وضمها, فإنهم تأولوها أنهم قالوا: قلوبنا غلف للعلم, بمعنى أنها أوعية.قال: و "
الغلف " على تأويل هؤلاء جمع " غلاف ". كما يجمع " الكتاب كتب, والحجاب حجب, والشهاب شهب. فمعنى الكلام على تأويل قراءة من قرأ " غلف " بتحريك اللام وضمها، وقالت اليهود: قلوبنا غلف للعلم, وأوعية له ولغيره.* ذكر من قال ذلك:
1510 - حدثني عبيد بن أسباط بن محمد قال، حدثنا أبي, عن فضيل بن مرزوق, عن عطية: (وقالوا قلوبنا غلف)، قال: أوعية للذكر.
1511 - حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال، حدثنا عبيد الله بن موسى قال، أخبرنا فضيل, عن عطية في قوله: (قلوبنا غلف) قال: أوعية للعلم. (61)
1512 - حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا فضيل, عن عطية مثله.
1513 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر بن عمارة, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس في قوله: (وقالوا قلوبنا غلف)، قال: مملوءة علما، لا تحتاج إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره.
* * *
والقراءة التي لا يجوز غيرها في قوله: (قلوبنا غلف)، هي قراءة من قرأ (غلف) بتسكين اللام - بمعنى أنها في أغشية وأغطية، لاجتماع الحجة من الْقَرَأَة وأهل التأويل على صحتها, وشذوذ من شذ عنهم بما خالفه، من قراءة ذلك بضم " اللام ".
وقد دللنا على أن ما جاءت به الحجة متفقة عليه، حجة على من بلغه. وما جاء به المنفرد، فغير جائز الاعتراض به على ما جاءت به الجماعة التي تقوم بها الحجة نقلا وقولا وعملا في غير هذا الموضع, فأغنى ذلك عن إعادته في هذا المكان. (62) .
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (بل لعنهم الله)، بل أقصاهم الله وأبعدهم وطردهم وأخزاهم وأهلكهم بكفرهم، وجحودهم آيات الله وبيناته, وما ابتعث به رسله, وتكذيبهم أنبياءه. فأخبر تعالى ذكره أنه أبعدهم منه ومن رحمته بما كانوا يفعلون من ذلك.
* * *
وأصل " اللعن " الطرد والإبعاد والإقصاء يقال: " لعن الله فلانا يلعنه لعنا، وهو ملعون ". ثم يصرف " مفعول ": فيقال: هو " لعين ". ومنه قول الشماخ بن ضرار:
ذعــرت بـه القطـا ونفيـت عنـه
مكــان الــذئب كـالرجل اللعيـن (63)
* * *
قال أبو جعفر: في قول الله تعالى ذكره: (بل لعنهم الله بكفرهم) تكذيب منه للقائلين من اليهود: (قلوبنا غلف). لأن قوله: (بل) دلالة على جحده جل ذكره وإنكاره ما ادعوا من ذلك، إذ كانت " بل " لا تدخل في الكلام إلا نقضا لمجحود. فإذ كان ذلك كذلك, فبَيِّنٌ أن معنى الآية: وقالت اليهود: قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه يا محمد. فقال الله تعالى ذكره: ما ذلك كما زعموا, ولكن الله أقصى اليهود وأبعدهم من رحمته، وطردهم عنها، وأخزاهم بجحودهم له ولرسله، فقليلا ما يؤمنون.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : فَقَلِيلا مَا يُؤْمِنُونَ (88)
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (فقليلا ما يؤمنون). فقال بعضهم، معناه فقليل منهم من يؤمن, أي لا يؤمن منهم إلا قليل.
* ذكر من قال ذلك:
1514 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون)، فلعمري لمن رجع من أهل الشرك أكثر ممن رجع من أهل الكتاب, إنما آمن من أهل الكتاب رهط يسير.
1515 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة: (فقليلا ما يؤمنون)، قال: لا يؤمن منهم إلا قليل.
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم.
* ذكر من قال ذلك:
1516 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو سفيان، عن معمر, عن قتادة: (فقليلا ما يؤمنون)، قال: لا يؤمن منهم إلا قليل. قال معمر: وقال غيره: لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى التأويلات في قوله: (فقليلا ما يؤمنون) بالصواب، ما نحن متقنوه إن شاء الله. وهو أن الله جل ثناؤه أخبر أنه لعن الذين وصف صفتهم في هذه الآية, ثم أخبر عنهم أنهم قليلو الإيمان بما أنـزل الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ولذلك نصب قوله: ( فقليلا)، لأنه نعت للمصدر المتروك ذكره. ومعناه: بل لعنهم الله بكفرهم، فإيمانا قليلا ما يؤمنون. فقد تبين إذًا بما بينا فساد القول الذي روي عن قتادة في ذلك. لأن معنى ذلك، لو كان على ما روي من أنه يعني به: فلا يؤمن منهم إلا قليل, أو فقليل منهم من يؤمن, لكان " القليل " مرفوعا لا منصوبا. لأنه إذا كان ذلك تأويله، كان " القليل " حينئذ مرافعا " ما ". فإذْ نصب " القليل " - و " ما " في معنى " من " أو " الذي" - [فقد] بقيت " ما " لا مرافع لها. (64) وذلك غير جائز في لغة أحد من العرب.
* * *
فأما أهل العربية فإنهم اختلفوا في معنى " ما " التي في قوله: (فقليلا ما يؤمنون). فقال بعضهم: هي زائدة لا معنى لها, وإنما تأويل الكلام: فقليلا يؤمنون, كما قال جل ذكره: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ [آل عمران: 159] وما أشبه ذلك، فزعم أن " ما " في ذلك زائدة, وأن معنى الكلام: فبرحمة من الله لنت لهم، وأنشد في ذلك محتجا لقوله ذلك - بيت مهلهل:
لـــو بأبــانين جــاء يخطبهــا
خــضب مـا أنـف خـاطب بـدم (65)
وزعم أنه يعني: خضب أنف خاطب بدم, وأن " ما " زائدة.
* * *
وأنكر آخرون ما قاله قائل هذا القول في" ما "، في الآية وفي البيت الذي أنشده, وقالوا: إنما ذلك من المتكلم على ابتداء الكلام بالخبر عن عموم جميع الأشياء, إذ كانت " ما " كلمة تجمع كل الأشياء، ثم تخص وتعم ما عمته بما تذكره بعدها.
* * *
وهذا القول عندنا أولى بالصواب. لأن زيادة ما لا يفيد من الكلام معنى في الكلام، غير جائز إضافته إلى الله جل ثناؤه.
* * *
ولعل قائلا أن يقول: هل كان للذين أخبر الله عنهم أنهم قليلا ما يؤمنون - من الإيمان قليل أو كثير، فيقال فيهم: " فقليلا ما يؤمنون "؟
قيل: إن معنى " الإيمان " هو التصديق. وقد كانت اليهود التي أخبر الله عنها هذا الخبر تصدق بوحدانية الله، وبالبعث والثواب والعقاب, وتكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ونبوته, وكل ذلك كان فرضا عليهم الإيمان به، لأنه في كتبهم, ومما جاءهم به موسى، فصدقوا ببعض - وذلك هو القليل من إيمانهم - وكذبوا ببعض، فذلك هو الكثير الذي أخبر الله عنهم أنهم يكفرون به.
* * *
وقد قال بعضهم: إنهم كانوا غير مؤمنين بشيء, وإنما قيل: (فقليلا ما يؤمنون)، وهم بالجميع كافرون, كما تقول العرب: " قلما رأيت مثل هذا قط". وقد روي عنها سماعا منها: مررت ببلاد قلما تنبت إلا الكراث والبصل " يعني: ما تنبت غير الكراث والبصل, وما أشبه ذلك من الكلام الذي ينطق به بوصف الشيء بـ " القلة ", والمعنى فيه نفي جميعه. (66)
* * *
---------------------------
الهوامش :
(57) ديوانه (أشعار الستة الجاهليين) : 331 ، من قصيدة نفيسة .
(58) جردوا : قدموا للغارة . وتجرد الفرس : تقدم الحلبة فخرج منها . وتجرد في الأمر : جد فيه . وراد جمع ورد (بفتح فسكون) وهو من الخيل ، بين الكميت والأشقر . والأشقر : الأحمر حمرة صافية ، يحمر منها السبيب والمعرفة والناصية . والعرب تقول : أكرم الخيل وذوات الخير منها شقرها .
(59) الخبر: 1497 - هذا موقوف على حذيفة، وإسناده جيد، إلا أنه منقطع، كما سنبين، إن شاء الله. الحكم بن بشير بن سلمان النهدي الكوفي: ثقة، مترجم في التهذيب، ووقع هناك خطأ مطبعي في اسمي أبيه وجده. وله ترجمة عند البخاري في الكبير 2/1/340، وابن أبي حاتم 1 / 2 /114. عمرو بن قيس الملائي": مضت ترجمته: 886. و"عمرو بن مرة الجملي"و"أبو البختري" واسمه"سعيد بن فيروز" مضيا في: 175.
انقطاع الإسناد، هو بين أبي البختري، المتوفي سنة 83، وبين حذيفة بن اليمان، المتوفى أوائل سنة 36 بعد مقتل عثمان بأربعين يوما. ونص في التهذيب على أن أبا البختري لم يدرك حذيفة.
هذا الخبر ذكره الطبري مختصرا - كما ترى - وجاء به السيوطي كاملا 1: 87، ونسبه لابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص، وابن جرير، فذكر نحوه، موقوفا على حذيفة.
وقد ورد معناه مرفوعا: فروى أحمد في المسند: 11146 (ج3 ص 17 حلبي)، عن أبي النضر، عن أبي معاوية، وهو شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن ليث، وهو ابن أبي سليم، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري. وهذا إسناد صحيح. ويظهر منه أن أبا البختري كان عنده هذا الحديث، عن أبي سعيد مرفوعا متصلا، وعن حذيفة بن اليمان موقوفا منقطعا. ومثل هذا كثير، ولا نجعل إحدى الروايتين علة للأخرى.
وحديث أبي سعيد هذا: ذكره السيوطي 1: 87، ونسبه لأحمد"بسند جيد". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 63، وقال:"رواه أحمد، والطبراني في الصغير، وفي إسناده ليث بن أبي سليم". كأنه يريد إعلاله بضعف ليث. وليث بن أبي سليم: ليس بضعيف بمرة، ولكن في حفظه شيء وحديثه عندنا صحيح، إلا ما ظهر خطؤه فيه، كما بينا في شرح المسند: 1199، وقد ترجمة البخاري في الكبير 4 / 1 /246، فلم يذكر فيه جرحا.
(60) في المطبوعة:"شيء" ساقطة، واستدركتها من ابن كثير 1: 229.
(61) الخبر : 1511 - محمد بن عمارة الأسدى ، شيخ الطبري : لم أجد له ترجمة ولا ذكرا ، إلا في رواية الطبري عنه في التاريخ أيضًا مرارا .
(62) انظر ما سلف في هذا الجزء 2 : 210 ، 211 ، 265 ، 295
(63) ديوانه: 92، ومجاز القرآن 461، وسيأتي في 2: 33 (بولاق)، وروايته هناك وفي ديوانه،"مقام الذئب" والضمير في"به" إلى"ماء" في قوله قبله:
ومــاء قــد وردت لـوصل أروى
عليــه الطــير كــالورق اللجـين
وأراد في البيت: مقام الذئب الطريد اللعين كالرجل. والرجل اللعين المطرود لا يزال منتبذا عن الناس، شبه الذئب به، يعني في ذله وشدة مخافته وذعره.
(64) في المطبوعة : "وإن نصب القليل" ، وكأن الأجود ما أثبته . والزيادة بين القوسين واجبة .
(65) الكامل 2 : 68 ، ومعجم ما استعجم : 96 ، وشرح شواهد المغني : 247 وغيرها قال أبو العباس : "أبان جبل : وهما أبانان : أبان الأسود ، وأبان الأبيض قال مهلهل ، وكان نزل في آخر حربهم - حرب البسوس - في جنب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك ، وهو مذحج ، وجنب حي من أحيائهم وضيع ، وخطبت ابنته ومهرت أدما فزوجها وقال قبله :
أنكحهــا فقدهــا الأراقــم فــي
جــنب وكــان الحبــاء مـن أدم
(66) انظر ما سلف 1 : 554 ، تعليق : 1 ، وانظر معاني القرآن للفراء 1 : 59 - 60 .
- ابن عاشور : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
- إعراب القرآن : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
«وَقالُوا» الواو استئنافية ، قالوا فعل ماض وفاعل والجملة مستأنفة. «قُلُوبُنا غُلْفٌ» مبتدأ وخبر والجملة مقول القول. «بَلْ» حرف عطف وإضراب. «لَعَنَهُمُ» فعل ماض ومفعول به. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل. «بِكُفْرِهِمْ» متعلقان بالفعل قبلهما. «فَقَلِيلًا» الفاء استئنافية ، قليلا صفة لمفعول مطلق محذوف التقدير فلا تؤمنون إلا إيمانا قليلا. «ما» نكرة مبهمة صفة لقليل. وقيل مصدرية والمصدر المؤول فاعل قليل التقدير قليلا إيمانهم. والجملة تعليلة لا محل لها. «يُؤْمِنُونَ» مضارع وفاعله.
- English - Sahih International : And they said "Our hearts are wrapped" But [in fact] Allah has cursed them for their disbelief so little is it that they believe
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ(2:88) They say, "Our hearts are secure." *94 Nay, the fact is that Allah has cursed them for their disbelief; so they are little disposed to believe.
- Français - Hamidullah : Et ils dirent Nos cœurs sont enveloppés et impénétrables - Non mais Allah les a maudits à cause de leur infidélité leur foi est donc médiocre
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und sie sagen "Unsere Herzen sind verhüllt" Nein Vielmehr hat Allah sie für ihren Unglauben verflucht Wie wenig sie glauben
- Spanish - Cortes : Dicen Nuestros corazones están incircuncisos ¡No Alá les ha maldecido por su incredulidad Es tan poco lo que creen
- Português - El Hayek : Disseram Nossos corações são insensíveis Qual Deus os amaldiçoou por sua incredulidade Quão pouco acreditam
- Россию - Кулиев : Они сказали Сердца наши покрыты завесой или переполнены знаниями О нет это Аллах проклял их за их неверие Как же мала их вера
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
Они сказали: «Сердца наши покрыты завесой (или переполнены знаниями)». О нет, это Аллах проклял их за их неверие. Как же мала их вера!- Turkish - Diyanet Isleri : "Kalplerimiz perdelidir" dediler hayır Allah inkarlarından dolayı onları lanetlemiştir Onların pek azı inanırlar
- Italiano - Piccardo : E dissero “I nostri cuori sono incirconcisi” ma è piuttosto Allah che li ha maledetti a causa della loro miscredenza Tra loro sono ben pochi quelli che credono
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهها جولهكهكانی سهردهمی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم وتیان دڵهكانمان داخراوه له گوفتاری تۆ تێناگهین نهخێر وانی یه ئهوانه خوا نفرینی لێكردوون بههۆی كوفرو خوانهناسیانهوه كهوابوو به كهم شت بڕوا دهكهن
- اردو - جالندربرى : اور کہتے ہیں ہمارے دل پردے میں ہیں۔ نہیں بلکہ الله نے ان کے کفر کے سبب ان پر لعنت کر رکھی ہے۔ پس یہ تھوڑے ہی پر ایمان لاتے ہیں
- Bosanski - Korkut : Oni govore "Naša su srca okorjela" A nije tako nego je Allah njih prokleo zbog nevjerovanja njihova i zato je vrlo malo njih koji vjeruju
- Swedish - Bernström : De säger "Våra hjärtan är tillslutna" Nej det är Gud som har utestängt dem från Sin nåd på grund av deras förnekelse; de tror bara på få ting
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan mereka berkata "Hati kami tertutup" Tetapi sebenarnya Allah telah mengutuk mereka karena keingkaran mereka; maka sedikit sekali mereka yang beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ
(Dan mereka berkata) kepada nabi untuk berolok-olok, ("Hati kami tertutup") jamak dari 'aghlaf' yang berarti dibungkus tertutup rapat, sehingga tak dapat mendengar apa yang dikatakan orang. Firman Allah Taala, ("Tetapi) menegaskan kenyataan sebenarnya (Allah telah mengutuk mereka) menjauhkan mereka dari rahmat-Nya dengan menolak permohonan mereka sehingga mereka menjadi putus asa (disebabkan kekafiran mereka) jadi bukanlah karena cacat pada hati mereka, (maka hanya sedikit sekali mereka yang beriman"). 'Maa' merupakan tambahan untuk menunjukkan teramat sedikitnya mereka yang beriman itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা বলে আমাদের হৃদয় অর্ধাবৃত। এবং তাদের কুফরের কারণে আল্লাহ অভিসম্পাত করেছেন। ফলে তারা অল্পই ঈমান আনে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் அவர்கள் யூதர்கள் "எங்களுடைய இதயங்கள் திரையிடப்பட்டுள்ளன" என்று கூறுகிறார்கள் ஆனால் அவர்களுடைய குஃப்ரு என்னும் நிராகரிப்பின் காரனத்தால் அல்லாஹ் அவர்களைச் சபித்து விட்டான் ஆகவே அவர்கள் சொற்பமாகவே ஈமான் கொள்வார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเขากล่าวว่า หัวใจของพวกเรามีเปลือกหุ้มอยู่ มิใช่เช่นนั้นดอก อัลลอฮ์ทรงขับไล่พวกเขาให้ออกจากความเมตตาของพระองค์ต่างหาก เนื่องจากการปฏิเสธศรัทธาของพวกเขาช่างน้อยเหลือเกินที่พวกเขาศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва улар Қалбимиз ғилофланган дейишади Йўқ ундай эмас куфрлари сабабли Аллоҳ уларни лаънатлаган Бас озгинагина иймон келтирадилар Яҳудийлар Исломга даъват қилинганларида Бизнинг қалбимиз ғилофланган янги даъват кирмайди янги даъватчини қабул қилмайди деб айтишар эдилар Аллоҳ таоло ушбу оятда уларнинг бу гаплари ёлғон эканини фош этиб ҳақиқатни баён қилмоқда Ҳақиқат нима Ҳақиқат шулки улар аввалдан куфр келтириб иймондан қочиб юрганлари учун Аллоҳ уларни лаънатлаб яъни раҳматидан қувиб ҳидоят неъматидан маҳрум этган Шу сабабдан улар иймонга кела олмайдмлар Агар мабодо келсалар ҳам жуда оз келадилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们说:我们的心是受蒙蔽的。不然,真主为他们不信道而弃绝他们,故他们的信仰是很少的。
- Melayu - Basmeih : Dan mereka kaum Yahudi berkata pula "Hati kami tertutup tidak dapat menerima Islam" Sebenarnya hati mereka tidak tertutup bahkan Allah telah melaknatkan mereka disebabkan kekufuran mereka oleh itu maka sedikit benar mereka yang beriman
- Somali - Abduh : waxayna dheheen yuhuud quluubtanadu waxay ku sugantahay dabool saas ma aha ee waa la nacladay gaalnimadooda darteed wax yar bay rumeeyn
- Hausa - Gumi : Kuma suka ce "Zukatanmu suna cikin rufi" A'a Allah Yã la'ane su dõmin kafircinsu kadan kwarai suke yin ĩmãni
- Swahili - Al-Barwani : Na walisema Nyoyo zetu zimefunikwa Bali Mwenyezi Mungu amewalaani kwa kufuru zao kwa hivyo ni kidogo tu wanayo yaamini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata Hebrenjtë thanë “Zemrat tona janë të mbuluara” Jo s’është ashtu por ata i ka mallkuar Perëndia për shkak të mohimit të tyre; dhe prandaj prej tyre shumë pak besojnë
- فارسى - آیتی : گفتند: دلهاى ما در حجاب است. نه، خدا آنان را به سبب كفرى كه مى ورزند مطرود ساخته و چه اندك ايمان مىآورند.
- tajeki - Оятӣ : Гуфтанд: «Дилҳои мо дар парда аст». На, Худо ононро ба сабаби куфре, ки меварзанд, нафрин кардааст ва чӣ андак имон меоваранд!
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار: «دىللىرىمىز پەردىلەنگەن» دېدى. ئۇنداق ئەمەس، ئۇلارنىڭ كۇفرى سەۋەبلىك اﷲ ئۇلارغا لەنەت قىلدى، ئۇلاردىن ئىمان ئېيتىدىغانلار ناھايىتى ئاز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് പറഞ്ഞു: "ഞങ്ങളുടെ മനസ്സുകള് അടഞ്ഞുകിടക്കുകയാണ്." അല്ല; സത്യനിഷേധം കാരണം അല്ലാഹു അവരെ ശപിച്ചിരിക്കയാണ്. അതിനാല് അവരില് അല്പം ചിലരേ വിശ്വസിക്കുന്നുള്ളൂ.
- عربى - التفسير الميسر : وقال بنو اسرائيل لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قلوبنا مغطاه لا ينفذ اليها قولك وليس الامر كما ادعوا بل قلوبهم ملعونه مطبوع عليها وهم مطرودون من رحمه الله بسبب جحودهم فلا يومنون الا ايمانا قليلا لا ينفعهم
*94). They said, in effect, that they were so staunch in their beliefs that their convictions would remain unaffected regardless of what was said. Such a claim is the hallmark of those bigots whose minds are seized by irrational prejudice. Nothing can be a matter of greater shame for human beings than the so-called firmness of conviction which they often boast of. What can be more foolish than adherence to inherited beliefs and convictions when their falseness is established by overwhelmingly strong arguments?
*95). Before the advent of the Prophet, the Jews were eagerly awaiting a Prophet whose coming had been prophesied by their own Prophets. In fact, the Jews used to pray for his advent so that the dominance of the unbelievers could come to an end and the age of their own dominance he ushered in. The people of Madina were witnesses to the fact that these same Jewish neighbours of theirs had yearned for the advent of such a Prophet. They often used to say: 'People may oppress us today as they wish, but when our awaited Prophet comes, we will settle our scores with our oppressors.'
Since the people of Madina had themselves heard such statements they were inclined to embrace the religion of the Prophet all the more readily lest their Jewist neighbours supersede them in acquiring this honour. It was therefore astonishing for them to find that when the promised Prophet did appear those same Jews who had so eagerly looked forward to welcoming him turned into his greatest enemies.
The statement 'and they recognized it' is confirmed by several contemporaneous events. The most authentic evidence in this connection is that of Safiyah, a wife of the Prophet, who was herself the daughter of one learned Jewish scholar (Huyayy b. Akhtab) and the niece of another (Abu Yasir). She says that when the Prophet migrated to Madina both her father and uncle went to meet him and conversed with him for quite a while. When they returned home, she heard the following conversation:
Uncle:Is he really the same Prophet whose advent has been prophesied in our Scriptures?
Father: By God, he is.
Uncle: Do you believe that?
Father: Yes..
Uncle. Then what do you intend to do?
Father: 1 will continue to oppose him and will not let his claim prevail as long as I live.
(Ibn Hishim, Sirah, eds., Mustafa al-Saqqa' et al., 2 vols., II edition, Cairo, 137511955, see vol. 1, pp. 518 f. See also Ibn IshAq, The Life of Muhammad, tr. and notes by A. Guillaume, London, Oxford University Press, 1955, pp. 241 f. - Ed.)