- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَكُمْ فِى ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌ يَٰٓأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون
- عربى - التفسير الميسر : ولكم في تشريع القصاص وتنفيذه حياة آمنة -يا أصحاب العقول السليمة-؛ رجاء تقوى الله وخشيته بطاعته دائمًا.
- السعدى : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
ثم بين تعالى حكمته العظيمة في مشروعية القصاص فقال: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } أي: تنحقن بذلك الدماء, وتنقمع به الأشقياء, لأن من عرف أنه مقتول إذا قتل, لا يكاد يصدر منه القتل, وإذا رئي القاتل مقتولا انذعر بذلك غيره وانزجر, فلو كانت عقوبة القاتل غير القتل, لم يحصل انكفاف الشر, الذي يحصل بالقتل، وهكذا سائر الحدود الشرعية, فيها من النكاية والانزجار, ما يدل على حكمة الحكيم الغفار، ونكَّر " الحياة " لإفادة التعظيم والتكثير. ولما كان هذا الحكم, لا يعرف حقيقته, إلا أهل العقول الكاملة والألباب الثقيلة, خصهم بالخطاب دون غيرهم، وهذا يدل على أن الله تعالى, يحب من عباده, أن يعملوا أفكارهم وعقولهم, في تدبر ما في أحكامه من الحكم, والمصالح الدالة على كماله, وكمال حكمته وحمده, وعدله ورحمته الواسعة، وأن من كان بهذه المثابة, فقد استحق المدح بأنه من ذوي الألباب الذين وجه إليهم الخطاب, وناداهم رب الأرباب, وكفى بذلك فضلا وشرفا لقوم يعقلون. وقوله: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } وذلك أن من عرف ربه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة, أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله, ويعظم معاصيه فيتركها, فيستحق بذلك أن يكون من المتقين.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
هذا وقد نقل عن العرب ما يدل على أنهم تحدثوا عن حكمة القصاص ومن أقوالهم في هذا الشأن : " قتل البعض إحياء للجميع ، وأكثروا القتل ليقل القتل " وأجمعوا على أن أبلغ الأقوال التي عبروا بها عن هذا المعنى قولهم " القتل أنفى للقتل " وقد أجمع أولو العلم على أن قوله - تعالى - ( وَلَكُمْ فِي القصاص حَيَاةٌ ) أبلغ من هذه العبارة التي نطق بها حكماء العرب ، بمقدار ما بين كلام الخالق وكلام المخلوق ، وذكروا أن الآية تفوق ما نطق به حكماء العرب من وجوه كثيرة من أهمها :
1 - أن الآية جعلت سبب الحياة القصاص وهو القتل على وجه التساوي ، أما العبارة العربية فقد جعلت سبب الحياة القتل ، ومن القتل ما يكون ظلماً ، فيكون سببا للفناء لا للحياة ، وتصحيح هذه العبارة أن يقال : القتل قصاصا أنفى للقتل ظلما .
2 - أن الآية جاءت خالية من التكرار اللفظي ، فعبرت عن القتل الذي هو سبب الحياة بالقصاص . والعبارة كرر فيها لفظ القتل فمسها بهذا التكرار من القتل ما سلمت منه الآية .
3 - أن الآية جعلت القصاص سبباً للحياة التي تتوجه إليها الرغبة مباشرة ، والعبارة العربية جعلت القتل سبباً لنفي القتل الذي تترتب عليه الحياة .
4 - الآية مبنية على الإِثبات والمثل على النفي ، والإِثبات أشرف لأنه أول والنفي ثان له .
5 - أن تنكير حياة في الآية يفيد تعظيماً ، فيدل على أن القصاص حياة متطاولة كما في قوله - تعالى - ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ الناس على حَيَاةٍ ) ولا كذلك المثل . فإن اللام فيه للجنس ، ولذا فسروا الحياة فيها بالبقاء .
6 - تعريف ( القصاص ) بلام الجنس الدالة على حقيقة هذا الحكم المشتملة على الضرب والجرح والقتل - وغير ذلك ، والمثل لا يشمل ذلك .
7 - أن الآية مع أفضليتها عن المثل من حيث البلاغة والشمول واللفظ والمعنى أقل حروفاً من المثل .
هذه بعض وجوه أفضلية الآية على المثل ، وهناك وجوه أخرى ذكرها العلماء في كتبهم .
وفي قوله : ( ياأولي الألباب ) تنبيه بحرف النداء على التأمل في حكمة القصاص .
و ( الألباب ) : جمع لب وهو العقل الخالص من شوائب الأوهام ، أو العقل الذيك الذي يستبين الحقائق بسرعة وفطنة ، ويستخرج لطائف المعاني من مكانها ببراعة وحسن تصرف .
وفي هذا النداء تنبيه على أن من ينكرون مصلحة القصاص وأثره النافع في تثبيت دعائم الأمن ، يعيشون بين الناس بعقول غير سليمة ، ولا يزال الناس يشاهدون في كل عصر ما يثيره القتل في صدور أولياء القتلى من أحقاد طاغية ، لولا أن القصاص يخفف من سطوتها لتمادت بهم في تقاطع وسفك دماء دون الوقوف عند حد .
وختمت الآية بهذه الجملة التعليلية ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون ) زيادة في إقناع نفوسهم بأمر القصاص ، أي : شرعنا لكم هذه الأحكام الحكيمة لتتقوا القتل حذراً من القصاص ، ولتعيشوا آمنين مطمئنين ، ومتوادين متحابين .
وبهذا البيان الحكيم تكون الآيتان الكريمتان قد أرشدنا إلى ما يحمى النفوس ، ويحقن الدماء ، ويردع المعتدين عن الاعتداء ، ويغرس بين الناس معاني التسامح والإِخاء ، ويقيم حايتهم على أساس من الرحمة والعدالة وحسن القضاء .
وبعد أن بين - سبحانه - ما يتعلق بالقصاص أتبعه بالحديث عن الوصية ، ليرشد الناس إلى ما ينبغي أن تكون عليه ، وليبطل ما كان من عوائد الجاهلية من وصايا جائرة فقال - تعالى - :
( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الموت . . . )
- البغوى : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
قوله تعالى ( ولكم في القصاص حياة ) أي بقاء وذلك أن القاصد للقتل إذا علم أنه إذا قتل يقتل يمتنع عن القتل فيكون فيه بقاؤه وبقاء من هم بقتله وقيل في المثل القتل قلل القتل وقيل في المثل القتل أنفى للقتل " وقيل معنى الحياة سلامته من قصاص الآخرة فإنه إذا اقتص منه حيا في الآخرة وإذا لم يقتص منه في الدنيا اقتص منه في الآخرة ( يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) أي تنتهون عن القتل مخافة القود
- ابن كثير : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
وقوله : ( ولكم في القصاص حياة ) يقول تعالى : وفي شرع القصاص لكم وهو قتل القاتل حكمة عظيمة لكم ، وهي بقاء المهج وصونها ; لأنه إذا علم القاتل أنه يقتل انكف عن صنيعه ، فكان في ذلك حياة النفوس . وفي الكتب المتقدمة : القتل أنفى للقتل . فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح ، وأبلغ ، وأوجز .
( ولكم في القصاص حياة ) قال أبو العالية : جعل الله القصاص حياة ، فكم من رجل يريد أن يقتل ، فتمنعه مخافة أن يقتل .
وكذا روي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وأبي مالك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، ومقاتل بن حيان ، ( يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) يقول : يا أولي العقول والأفهام والنهى ، لعلكم تنزجرون فتتركون محارم الله ومآثمه ، والتقوى : اسم جامع لفعل الطاعات وترك المنكرات .
- القرطبى : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
قوله تعالى : ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون
فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ولكم في القصاص حياة هذا من الكلام البليغ الوجيز كما تقدم ، ومعناه : لا يقتل بعضكم بعضا ، رواه سفيان عن السدي عن أبي مالك ، والمعنى : أن القصاص إذا أقيم وتحقق الحكم فيه ازدجر من يريد قتل آخر ، مخافة أن يقتص منه فحييا بذلك معا . وكانت العرب إذا قتل الرجل الآخر حمي قبيلاهما وتقاتلوا وكان ذلك داعيا إلى قتل العدد الكثير ، فلما شرع الله القصاص قنع الكل به وتركوا الاقتتال ، فلهم في ذلك حياة .
الثانية : اتفق أئمة الفتوى على أنه لا يجوز لأحد أن يقتص من أحد حقه دون السلطان ، وليس للناس أن يقتص بعضهم من بعض ، وإنما ذلك لسلطان أو من نصبه السلطان لذلك ، ولهذا جعل الله السلطان ليقبض أيدي الناس بعضهم عن بعض .
الثالثة : وأجمع العلماء على أن على السلطان أن يقتص من نفسه إن تعدى على أحد من رعيته ، إذ هو واحد منهم ، وإنما له مزية النظر لهم كالوصي والوكيل ، وذلك لا يمنع القصاص ، وليس بينهم وبين العامة فرق في أحكام الله عز وجل ، لقوله جل ذكره : كتب عليكم القصاص في القتلى وثبت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرجل شكا إليه أن عاملا قطع يده : لئن كنت صادقا لأقيدنك منه ، وروى النسائي عن أبي سعيد الخدري قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا إذ أكب عليه رجل ، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون كان معه ، فصاح الرجل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ تعال ] فاستقد . قال : بل عفوت يا رسول الله ، وروى أبو داود الطيالسي عن أبي فراس قال : خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : ألا من ظلمه أميره فليرفع ذلك إلي أقيده منه ، فقام عمرو بن العاص فقال : يا أمير المؤمنين ، لئن أدب رجل منا رجلا من أهل رعيته لتقصنه منه ؟ قال : كيف لا أقصه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ، ولفظ أبي داود السجستاني عنه قال : خطبنا عمر بن الخطاب فقال : إني لم أبعث عمالي ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ، فمن فعل ذلك به فليرفعه إلي أقصه منه ، وذكر الحديث بمعناه .
الرابعة : قوله تعالى : لعلكم تتقون تقدم معناه . والمراد هنا تتقون القتل فتسلمون من القصاص ، ثم يكون ذلك داعية لأنواع التقوى في غير ذلك ، فإن الله يثيب بالطاعة على الطاعة ، وقرأ أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي " ولكم في القصص حياة " . قال النحاس : قراءة أبي الجوزاء شاذة . قال غيره : يحتمل أن يكون مصدرا كالقصاص . وقيل : أراد بالقصص القرآن ، أي لكم في كتاب الله الذي شرع فيه القصص حياة ، أي نجاة .
- الطبرى : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " ولكم في القصَاص حَياةٌ يا أولي الألباب "، ولكم يا أولي العقول، فيما فرضتُ عليكم وأوجبتُ لبعضكم على بعض، من القصاص في النفوس والجراح والشجاج، مَا مَنع به بعضكم من قتل بعض، وقَدَع بعضكم عن بعض، فحييتم بذلك، فكان لكم في حكمي بينكم بذلك حياة. (70)
* * *
واختلف أهل التأويل في معنى ذلك.
فقال بعضهم في ذلك نحو الذي قلنا فيه.
* ذكر من قال ذلك:
2617- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: " ولكم في القصَاص حياةٌ يا أولي الألباب " قال، نكالٌ, تَناهٍ.
2618- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن أبي زائدة, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: " ولكم في القصاص حياة " قال، نكالٌ, تَناهٍ.
2619- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.
2620- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد, عن سعيد, عن قتادة: " ولكم في القصاص حياة "، جعل الله هذا القصاص حياة، ونكالا وعظةً لأهل السفه والجهل من الناس. وكم من رجل قد هَمّ بداهية، لولا مخافة القصاص لوقع بها, ولكن الله حَجز بالقصاص بعضهم عن بعض؛ وما أمر الله بأمر قط إلا وهو أمر صلاح في الدنيا والآخرة، ولا نهي الله عن أمر قط إلا وهو أمر فساد في الدنيا والدين, والله أعلم بالذي يُصلح خَلقه.
2621- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " قال، قد جعل الله في القصاص حياة, إذا ذكره الظالم المتعدي كفّ عن القتل.
2622- حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه، عن الربيع قوله: " ولكم في القصاص حياة " الآية, يقول: جعل الله هذا القصاص حياة وعبرة لكم. كم من رجل قد هَمّ بداهية فمنعه مخافة القصاص أن يقع بها! وإن الله قد حجز عباده بعضهم عن بعض بالقصاص.
2623- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قوله: " ولكم في القصاص حياة " قال، نكالٌ, تناهٍ. قال ابن جريج: حَياةٌ. مَنعةٌ.
2624- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " ولكم في القصاص حياة " قال، حياةٌ، بقية. (71) إذا خاف هذا أن يُقتل بي كفّ عني, لعله يكون عدوًّا لي يريد قتلي, فيذكر أن يُقْتَل في القصاص, فيخشى أن يقتل بي, فيكفَّ بالقصاص الذي خافَ أن يقتل، لولا ذلك قتل هذا.
2625- حدثت عن يعلى بن عبيد قال، حدثنا إسماعيل, عن أبي صالح في قوله: " ولكم في القصاص حياة " قال، بقاء.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: ولكم في القصاص من القاتل بقاء لغيره، لأنه لا يقتل بالمقتول غيرُ قاتله في حكم الله. وكانوا في الجاهلية يقتلون بالأنثى الذكر, وبالعبد الحرّ.
* ذكر من قال ذلك:
2626- حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " ولكم في القصاص حياة "، يقول: بقاء, لا يقتل إلا القاتل بجنايته.
* * *
وأما تأويل قوله: " يا أولي الألباب "، فإنه: يا أولي العقول." والألباب " جمع " اللب ", و " اللب " العقل.
* * *
وخص الله تعالى ذكره بالخطاب أهلَ العقول, لأنهم هم الذين يعقلون عن الله أمره ونهيه، ويتدبّرون آياته وحججه دونَ غيرهم.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى : لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)
قال أبو جعفر: وتأويل قوله: " لعلكم تتقون "، أي تتقون القصاص، فتنتَهون عن القتل، كما:-
269- حدثني به يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " لعلكم تتقون " قال، لعلك تَتقي أن تقتله، فتقتل به.
---------------------
الهوامش :
(70) قدعه يقدعه قدعًا : كفه . ومنه : "اقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة" ، أي كفوها عما تشتهي وتريد .
(71) بقية : أي إبقاء . وأخشى أن تكون"تقية" بالتاء ، أي اتقاء ، كما يدل عليه سائر الأثر . وكلتاهما صحيحة المعنى .
- ابن عاشور : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
تذييل لهاته الأحكام الكبرى طمأن به نفوس الفريقين أولياءَ الدم والقاتلين في قبول أحكام القصاص فبين أن في القصاص حياة ، والتنكير في { حياة } للتعظيم بقرينة المقام ، أي في القصاص حياة لكم أي لنفوسكم؛ فإن فيه ارتداع الناس عن قتل النفوس ، فلو أهمل حكم القصاص لما ارتدع الناس؛ لأن أشدَّ ما تتوقاه نفوس البشر من الحوادث هو الموت ، فلو علم القاتل أنه يَسلم من الموت لأقدم على القتل مستخفاً بالعقوبات كما قال سعد بن ناشب لما أصاب دَماً وهرب فعاقبه أمير البصرة بهدم داره بها :
سَأَغْسِلُ عني العار بالسيف جالبا ... عليَّ قضاءُ الله ما كان جالبا
وأَذْهَل عَن داري وأَجْعَلُ هَدْمَها ... لِعِرْضِيَ من باقي المذمَّة حاجبا
ويَصْغُر في عينِي تلادي إذا انْثَنَتْ ... يَميني بإدراككِ الذي كنتُ طالبا
ولو ترك الأمر للأخذ بالثأر كما كان عليه في الجاهلية لأفرطوا في القتل وتسلسل الأمر كما تقدم ، فكان في مشروعية القصاص حياة عظيمة من الجانبين ، وليس الترغيب في أخذ مال الصلح والعفو بناقض لحكمة القصاص؛ لأن الازدجار يحصل بتخيير الولي في قبول الدية فلا يطمئن مضمر القتل إلى عفو الولي إلاّ نادراً وكفى بهذا في الازدجار .
وفي قوله تعالى : { يا أولي الألباب } تنبيه بحرف النداء على التأمل في حكمة القصاص ولذلك جيء في التعريف بطريق الإضافة الدالة على أنهم من أهل العقول الكاملة؛ لأن حكمة القصاص لا يدركها إلاّ أهل النظر الصحيح؛ إذ هو في بادىء الرأي كأنه عقوبة بمثل الجناية؛ لأن في القصاص رزية ثانية لكنه عند التأمل هو حياة لا رزية للوجهين المتقدمَيْن .
وقال : { لعلكم تتقون } إكمالاً للعلة أي تقريباً لأن تتقوا فلا تتجاوزوا في أخذ الثأر حدَّ العدل والإنصاف . ولعل للرجاء وهي هنا تمثيل أو استعارة تبعية كما تقدم عند قوله تعالى : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم إلى قوله لعلكم تتقون } [ البقرة : 21 ] في أول السورة .
وقوله : { في القصاص حياة } من جوامع الكلم فاق ما كان سائراً مسرى المثل عند العرب وهو قولهم ( القتل أَنْفَى لِلْقَتْل ) وقد بينه السكاكي في «مفتاح العلوم» و«ذيله» من جاء بعده من علماء المعاني ، ونزيد عليهم : أن لفظ القصاص قد دل على إبطال التكايل بالدماء وعلى إبطال قتل واحد من قبيلة القاتل إذا لم يظفروا بالقاتل وهذا لا تفيده كلمتهم الجامعة .
- إعراب القرآن : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
«وَلَكُمْ» الواو استئنافية لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «فِي الْقِصاصِ» متعلقان بمحذوف حال. «حَياةٌ» مبتدأ مؤخر. «يا أُولِي» يا أداة نداء أولي منادى مضاف منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. «الْأَلْبابِ» مضاف إليه. «لَعَلَّكُمْ» لعل واسمها. «تَتَّقُونَ» فعل مضارع والواو فاعل والجملة خبر لعل.
- English - Sahih International : And there is for you in legal retribution [saving of] life O you [people] of understanding that you may become righteous
- English - Tafheem -Maududi : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(2:179) There is security of life for you in the law of retribution. *181 It is expected that you will refrain from breaking this law.
- Français - Hamidullah : C'est dans le talion que vous aurez la préservation de la vie ô vous doués d'intelligence ainsi atteindrez-vous la piété
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : In der Wiedervergeltung liegt Leben für euch o die ihr Verstand besitzt auf daß ihr gottesfürchtig werden möget
- Spanish - Cortes : En la ley del talión tenéis vida ¡hombres de intelecto Quizás así temáis a Alá
- Português - El Hayek : Tendes no talião a segurança da vida ó sensatos para que vos refreeis
- Россию - Кулиев : Возмездие спасает вам жизнь о обладатели разума Быть может вы будете богобоязненны
- Кулиев -ас-Саади : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
Возмездие спасает вам жизнь, о обладатели разума! Быть может, вы будете богобоязненны.Всевышний разъяснил великую пользу, которую приносит людям предписание вершить возмездие. Оно спасает жизнь многим людям и удерживает несчастных от совершения преступления, ибо если преступнику известно, что убийство наказывается смертной казнью, то он не станет совершать это преступление, и если убийцу казнят на глазах остальных людей, то многие из них начинают бояться этого и воздерживаются от преступлений. Если же убийство не наказывается смертной казнью, то общество оказывается не в состоянии предотвратить зло, которое порождается убийцами. Это относится и к остальным видам шариатских наказаний, которые не только служат воздаянием преступникам, но и предотвращают повторение подобных преступлений, свидетельствуя о мудрости Премудрого и Всепрощающего Господа. Следует отметить, что слово хайат ‘жизнь’ здесь находится в неопределенном состоянии, что подчеркивает важность ниспосланного предписания и его огромную пользу. Однако осмыслить его должным образом могут только люди, обладающие большим умом и здравым рассудком, и поэтому этот аят обращен именно к обладателям разума. Из этого следует, что Всевышнему Аллаху угодно, чтобы рабы Божьи задумывались над мудростью, заключенной в религиозных предписаниях и законах, поскольку приносимая ими огромная польза свидетельствует о божественном совершенстве Аллаха, Его безграничной мудрости и славе, абсолютной справедливости и всеобъемлющем милосердии. Если человек задумывается над этим, то он заслуживает называться обладателем разума, ведь именно к таким людям обратился сам Господин господ. И одного этого достаточно для того, чтобы подчеркнуть превосходство и величие разумных и размышляющих людей. Господь обратился к ним для того, чтобы они стали богобоязненны, ведь если человек познает своего Господа и постигает великие тайны, удивительные мудрости и славные знамения Божьей религии и Божьего закона, то это обязывает его повиноваться воле Аллаха, опасаться грехов и остерегаться ослушания. И если он поступает так, то по праву становится одним из богобоязненных рабов.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey akıl sahibleri Kısasta sizin için hayat vardır Artık Allah'a karşı gelmekten sakınırsınız
- Italiano - Piccardo : Nel contrappasso c'è una possibilità di vita per voi che avete intelletto Forse diventerete timorati [di Allah]
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی هۆشمهندهكان ژیانتان تهنها له تۆڵهسهندنهوهدایه لهو كهسانهی خهڵكی بهناحهق دهكوژن بۆ ئهوهی تهقواو له خوا ترسان ببێته پیشهتان و خۆ له دهستدرێژی و تاوان به دوور بگرن
- اردو - جالندربرى : اور اے اہل عقل حکم قصاص میں تمہاری زندگانی ہے کہ تم قتل و خونریزی سے بچو
- Bosanski - Korkut : U odmazdi vam je – opstanak o razumom obdareni da biste se ubijanja okanili
- Swedish - Bernström : I [stadgandet om] rättvis vedergällning har ni fått [ett skydd för ert] liv; [lägg märke till detta] ni som har förstånd Kanske fruktar ni [och tackar] Gud
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan dalam qishaash itu ada jaminan kelangsungan hidup bagimu hai orangorang yang berakal supaya kamu bertakwa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(Dan bagimu dalam kisas itu terdapat kehidupan) artinya terjaminnya kelangsungan hidup manusia (hai orang-orang yang berakal) karena jika seseorang yang akan membunuh itu mengetahui bahwa ia akan dibunuh pula, maka ia akan merasa takut lalu mengurungkan rencananya sehingga berarti ia telah memelihara nyawanya dan nyawa orang yang akan dibunuhnya tadi. Disyariatkan oleh Allah Taala (supaya kamu bertakwa) artinya menjaga dirimu dari membunuh, agar terhindar dari kisas.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে বুদ্ধিমানগণ কেসাসের মধ্যে তোমাদের জন্যে জীবন রয়েছে যাতে তোমরা সাবধান হতে পার।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நல்லறிவாளர்களே கொலைக்குப் பழி தீர்க்கும் இவ்விதியின் மூலமாக உங்களுக்கு வாழ்வுண்டு இத்தகைய குற்றங்கள் பெருகாமல் நீங்கள் உங்களைத் தீமைகளில் நின்று காத்துக் கொள்ளலாம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และในการประหารฆาตกรให้ตายตามนั้น คือการธำรงไว้ซึ่งชีวิตสำหรับพวกเจ้า โอ้ผู้มีสติปัญญาทั้งหลาย เพื่อว่าพวกเจ้าจะได้ยำเกรง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сизларга қасос олишда ҳаёт бор Эй ақл эгалари Шоядки тақводор бўлсангиз Бу ояти карима қасоснинг шариатга киритилишининг ҳикматини баён қилмоқда Демак қасос олишда кишилар учун ҳаёт бор экан Қасос қалбдаги нафратни қондириш эмас балки олий мақсад–ҳаёт учун экан Қасос олиш йўлга қўйилса инсон ҳаётини сақлаб қолишда катта иш қилинган бўлади Чунки ҳар бир одам бошқа бировни ўлдирса қасосига ўзининг ҳам ўлдирилишини билади ва ҳеч қачон одам ўлдиришга қўл урмайди
- 中国语文 - Ma Jian : 有理智的人们啊!你们在抵罪律中获得生命,(以此为制),以便你们敬畏。
- Melayu - Basmeih : Dan di dalam hukuman Qisas itu ada jaminan hidup bagi kamu wahai orangorang yang berakal fikiran supaya kamu bertaqwa
- Somali - Abduh : waxaa idinku sugan Qisaasta nolol Dadka wax garadka ahow waxaadna mudantihiin inaad dhawrsataan
- Hausa - Gumi : Kuma kuna da rãyuwa a cikin ƙisãsi yã ma'abuta hankula; tsammãninku zã ku yi taƙawa
- Swahili - Al-Barwani : Mtakuwa nao uhai mzuri katika kulipiza kisasi enyi wenye akili ili msalimike
- Shqiptar - Efendi Nahi : O mendar Për ju ndëshkimi është gjallëri që të ruheni prej vrasjeve
- فارسى - آیتی : اى خردمندان، شما را در قصاص كردن زندگى است. باشد كه پروا كنيد.
- tajeki - Оятӣ : Эй хирадмандон, шуморо дар қасос кардан зиндагист. Шояд ки битарсед!
- Uyghur - محمد صالح : ئى ئەقىل ئىگىلىرى! سىلەرگە قىساستا ھاياتلىق بار، (يەنى كىشى بىراۋنى ئۆلتۈرگەن تەقدىردە ئۆزىنىڭمۇ ئۆلتۈرۈلىدىغانلىقىنى بىلسە، ئۇ، ئادەم ئۆلتۈرۈشتىن يانىدۇ، شۇنىڭ بىلەن، ئۇنىڭ ئۆزىمۇ، ئۇ ئۆلتۈرمەكچى بولغان ئادەممۇ ئۆلۈشتىن ساقلىنىپ قالىدۇ). (ناھەق قان تۆكۈشتىن) ساقلىنىشىڭلار ئۈچۈن (قىساس يولغا قويۇلدى)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ബുദ്ധിശാലികളേ, പ്രതിക്രിയയില് നിങ്ങള്ക്കു ജീവിതമുണ്ട്. നിങ്ങള് ഭക്തിയുള്ളവരാകാനാണിത്.
- عربى - التفسير الميسر : ولكم في تشريع القصاص وتنفيذه حياه امنه يا اصحاب العقول السليمه رجاء تقوى الله وخشيته بطاعته دائما
*181). This refutes another notion of Ignorance, a notion ingrained in the minds of many people, both past and present. On the one hand there are some people who, entrenched in Ignorance, tend to exceed the limits of moderation in revenge. At the other end of the spectrum stand those who are opposed in principle to the concept of executing a murderer. They have conducted such intense, world-wide propaganda against the death penalty that it has become abhorrent to many people. In fact the impact of this propaganda has been so great that in many countries the death penalty has been abolished altogether.
The Qur'an, however, addresses itself on this question to wise and intelligent people and cautions them against such immoderate leniency by proclaiming that the survival of human society rests on the application of the death penalty for homicide. A society which holds inviolable the lives of those who disregard the sanctity of human life is in fact rearing snakes and serpents. To save the life of one murderer is to risk the lives of many innocent human beings.