- عربي - نصوص الآيات عثماني : هَٰٓأَنتُمْ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلْأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
- عربى - نصوص الآيات : ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ۚ قل موتوا بغيظكم ۗ إن الله عليم بذات الصدور
- عربى - التفسير الميسر : ها هوذا الدليل على خطئكم في محبتهم، فأنتم تحبونهم وتحسنون إليهم، وهم لا يحبونكم ويحملون لكم العداوة والبغضاء، وأنتم تؤمنون بالكتب المنزلة كلها ومنها كتابهم، وهم لا يؤمنون بكتابكم، فكيف تحبونهم؟ وإذا لقوكم قالوا -نفاقًا-: آمنَّا وصدَّقْنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض بدا عليهم الغم والحزن، فعَضُّوا أطراف أصابعهم من شدة الغضب، لما يرون من ألفة المسلمين واجتماع كلمتهم، وإعزاز الإسلام، وإذلالهم به. قل لهم -أيها الرسول-: موتوا بشدة غضبكم. إن الله مطَّلِع على ما تخفي الصدور، وسيجازي كلا على ما قدَّم مِن خير أو شر.
- السعدى : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
قال الله مهيجا للمؤمنين على الحذر من هؤلاء المنافقين من أهل الكتاب، ومبينا شدة عداوتهم { هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله } أي: جنس الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه وهم لا يؤمنون بكتابكم، بل إذا لقوكم أظهروا لكم الإيمان { وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل } وهي أطراف الأصابع من شدة غيظهم عليكم { قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور } وهذا فيه بشارة للمؤمنين أن هؤلاء الذين قصدوا ضرركم لا يضرون إلا أنفسهم، وإن غيظهم لا يقدرون على تنفيذه، بل لا يزالون معذبين به حتى يموتوا فيتنقلوا من عذاب الدنيا إلى عذاب الآخرة.
- الوسيط لطنطاوي : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
ثم ذكر- سبحانه- أمورا أخرى من شأنها أن تجعل المؤمنين يقلعون عن مباطنة ومصافاة أعدائهم في الدين فقال: ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ أى ها أنتم أولاء أيها المؤمنون تحبون هؤلاء الذين يخالفونكم في عقيدتكم، وتتمنون لهم الهداية والخير، بينما هم لا يحبونكم ولا يريدون لكم إلا الشرور والهزائم والضعف.
وفي هذه الجملة الكريمة عتاب ولوم للمؤمنين الذين يلقون إلى أعدائهم بالمودة، ويكشفون لهم عن أسرارهم ودخائلهم.
وها حرف تنبيه، وقوله: أَنْتُمْ مبتدأ وقوله: أُولاءِ خبره، وقوله: تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ كلام مستأنف لبيان خطئهم في موالاتهم ومحبتهم لمن يبغضونهم ويخالفونهم في الدين.
وبعضهم جعل أَنْتُمْ مبتدأ، وقوله: أُولاءِ منادى حذف منه حرف النداء، وقوله:
تُحِبُّونَهُمْ هو الخبر عن المبتدأ.
وبعضهم جعل جملة تُحِبُّونَهُمْ في موضع نصب على الحال من اسم الإشارة الذي هو الخبر.
والمراد بالكتاب في قوله: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ جنس الكتب السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه.
أى أنتم أيها المؤمنون تحبونهم وهم لا يحبونكم، وأنتم تؤمنون بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه وهم لا يؤمنون بشيء من كتابكم الذي أنزله الله على نبيكم محمد صلّى الله عليه وسلّم وما دام الأمر كذلك فكيف تتخذونهم بطانة من دون إخوانكم المؤمنين؟ لا شك أن من يفعل ذلك يكون بعيدا عن الطريق القويم، والعقل السليم.
ثم بين- سبحانه- سببا ثالثا يدل على قبيح مخالطتهم ومصافاتهم فقال- تعالى-: وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ.
والعض هو الإمساك بالأسنان أى تحامل الأسنان بعضها على بعض. يقال: عض يعض عضا وعضيضا إذا تحامل بأسنانه على الشيء.
والأنامل جمع أنملة، وهي أطراف الأصابع. وقيل هي الأصابع.
والغيظ: أشد الغضب. وعضهم الأنامل كناية عن شدة غضبهم وتحسرهم وحنقهم على المؤمنين.
أى أن هؤلاء الذين يواليهم بعضكم أيها المؤمنون بلغ من نفاقهم وسوء ضمائرهم أنهم إذا لقوكم قالوا آمنا بدينكم وبنبيكم محمد صلّى الله عليه وسلّم وإذا خلوا، أى خلا بعضهم ببعض أكل الحقد قلوبهم عليكم، وسلقوكم بألسنة حداد، وتمنوا لكم المصائب، وأظهروا فيما بينهم أشد ألوان الغيظ نحوكم بسبب ما يرونه من ائتلافكم، واجتماع كلمتكم، وعجزهم عن أن يجدوا سبيلا إلى التشفي منكم. وإلحاق الاضرار بين صفوفكم.
ومن كان كذلك في كفره ونفاقه، كان من الواجب على كل مؤمن أن يحتقره وأن يبتعد عنه لأنه لا يريد للمؤمنين إلا شرا.
ثم ختم- سبحانه- الآية الكريمة بما يكبت هؤلاء المنافقين ويبقى حسرتهم فقال: قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.
والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم: ولكل مؤمن من أتباعه لتحريضه على مقاطعة هؤلاء الذين لا يريدون إلا الشر.
أى: قل لهم دوموا على غيظكم واستمروا عليه إلى أن تموتوا. فإن قوة الإسلام وعزة أهله التي جعلتكم تبغضون المؤمنين ستبقى وستستمر، وإن أحقادكم على المسلمين لن تنقص من قوتهم وعلو كلمتهم شيئا.
فالمراد الدعاء عليهم بأن يزداد غيظهم حتى يهلكوا به، وهذا يستلزم أن يستمر ما يغيظهم ويكبتهم وهو نجاح الإسلام وقوته.
والباء في قوله: بِغَيْظِكُمْ للملابسة، أى موتوا متلبسين بغيظكم وحقدكم.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أى محيط بما خفى فيها، ومطلع على ما يبيته هؤلاء المنافقون للمسلمين، وسيحاسبهم عليه حسابا عسيرا. ويعذبهم بسبب ذلك عذابا أليما.
قال الجمل: وهذه الجملة يحتمل أن تكون مستأنفة، أخبر الله- تعالى- بذلك. لأنهم كانوا يخفون غيظهم ما أمكنهم، فذكر ذلك لهم على سبيل الوعيد. ويحتمل أن تكون من جملة المقول، أى قل لهم كذا وكذا فتكون في محل نصب بالقول، ومعنى قوله: بِذاتِ الصُّدُورِ أى بالمضمرات ذوات الصدور. فذات هنا تأنيث ذي بمعنى صاحبة الصدور. وجعلت صاحبة للصدور لملازمتها لها وعدم انفكاكها عنها، نحو أصحاب الجنة وأصحاب النار وفي هذه الجملة الكريمة تطييب لقلب النبي صلّى الله عليه وسلّم ولقلوب أصحابه. حيث بين- سبحانه- لهم أنه ناصرهم، وأنه كاشف لهم أمر أعدائهم متى أطاعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، ولم يجعلوا من أولئك الأعداء الذين يضمرون لهم كل شر وضغينة بطانة لهم.
- البغوى : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
( ها أنتم ) ها تنبيه وأنتم كناية للمخاطبين من الذكور ، ( أولاء ) اسم للمشار إليهم يريد أنتم أيها المؤمنون ، ( تحبونهم ) أي : تحبون هؤلاء اليهود الذين نهيتكم عن مباطنتهم للأسباب التي بينكم من القرابة والرضاع والمصاهرة ، ( ولا يحبونكم ) هم لما بينكم من مخالفة الدين ، قال مقاتل : هم المنافقون يحبهم المؤمنون لما أظهروا من الإيمان ، ولا يعلمون ما في قلوبهم ، ( وتؤمنون بالكتاب كله ) يعني : بالكتب كلها وهم لا يؤمنون بكتابكم ، ( وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا ) وكان بعضهم مع بعض ( عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) يعني : أطراف الأصابع واحدتها أنملة بضم الميم وفتحها ، من الغيظ لما يرون من ائتلاف المؤمنين واجتماع كلمتهم ، وعض الأنامل عبارة عن شدة الغيظ وهذا من مجاز الأمثال ، وإن لم يكن ثم عض ، ( قل موتوا بغيظكم ) أي : ابقوا إلى الممات بغيظكم ، ( إن الله عليم بذات الصدور ) أي : بما في القلوب من خير وشر .
- ابن كثير : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
وقوله تعالى : ( ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله ) أي : أنتم - أيها المؤمنون - تحبون المنافقين مما يظهرون لكم من الإيمان ، فتحبونهم على ذلك وهم لا يحبونكم ، لا باطنا ولا ظاهرا ( وتؤمنون بالكتاب كله ) أي : ليس عندكم في شيء منه شك ولا ريب ، وهم عندهم الشك والريب والحيرة .
وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( وتؤمنون بالكتاب كله ) أي : بكتابكم وكتابهم ، وبما مضى من الكتب قبل ذلك ، وهم يكفرون بكتابكم ، فأنتم أحق بالبغضاء لهم ، منهم لكم . رواه ابن جرير .
( وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) والأنامل : أطراف الأصابع ، قاله قتادة .
وقال الشاعر :
أود كما ما بل حلقي ريقتي وما حملت كفاي أنملي العشرا
وقال ابن مسعود ، والسدي ، والربيع بن أنس : ( الأنامل ) الأصابع .
وهذا شأن المنافقين يظهرون للمؤمنين الإيمان والمودة ، وهم في الباطن بخلاف ذلك من كل وجه ، كما قال تعالى : ( وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) وذلك أشد الغيظ والحنق ، قال الله تعالى : ( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ) أي : مهما كنتم تحسدون عليه المؤمنين ويغيظكم ذلك منهم ، فاعلموا أن الله متم نعمته على عباده المؤمنين ، ومكمل دينه ، ومعل كلمته ، ومظهر دينه ، فموتوا أنتم بغيظكم ( إن الله عليم بذات الصدور ) أي : هو عليم بما تنطوي عليه ضمائركم ، وتكنه سرائركم من البغضاء والحسد والغل للمؤمنين ، وهو مجازيكم عليه في الدنيا بأن يريكم خلاف ما تؤملون ، وفي الآخرة بالعذاب الشديد في النار التي أنتم خالدون فيها ، فلا خروج لكم منها .
- القرطبى : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
قوله تعالى : هاأنتم أولاء تحبونهم يعني المنافقين ; دليله قوله وإذا لقوكم قالوا آمنا ; قاله أبو العالية ومقاتل . والمحبة هنا بمعنى المصافاة ، أي أنتم أيها المسلمون تصافونهم ولا يصافونكم لنفاقهم . وقيل : المعنى تريدون لهم الإسلام وهم يريدون لكم الكفر . وقيل : المراد اليهود ; قاله الأكثر . والكتاب اسم جنس ; قال ابن عباس : يعني بالكتب . واليهود يؤمنون بالبعض ; كما قال تعالى : وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه
وإذا لقوكم قالوا آمنا أي بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وإذا خلوا فيما بينهم عضوا عليكم الأنامل يعني أطراف الأصابع من الغيظ والحنق عليكم ; فيقول بعضهم لبعض : ألا ترون إلى هؤلاء ظهروا وكثروا . والعض عبارة عن شدة الغيظ مع عدم القدرة على إنفاذه ; ومنه قول أبي طالب :
يعضون غيظا خلفنا بالأنامل
وقال آخر :
إذا رأوني أطال الله غيظهم عضوا من الغيظ أطراف الأباهيم
يقال : عض يعض عضا وعضيضا . والعض ( بضم العين ) : علف دواب أهل الأمصار مثل الكسب والنوى المرضوخ ; يقال منه : أعض القوم ، إذا أكلت إبلهم العض . وبعير عضاضي ، أي سمين كأنه منسوب إليه . والعض ( بالكسر ) : الداهي من الرجال والبليغ المكر . وعض الأنامل من فعل المغضب الذي فاته ما لا يقدر عليه ، أو نزل به ما لا يقدر على تغييره . وهذا العض هو بالأسنان كعض اليد على فائت قريب الفوات . وكقرع السن النادمة ، إلى غير ذلك من عد الحصى والخط في الأرض للمهموم . ويكتب هذا العض بالضاد الساقطة ، وعظ الزمان بالظاء المشالة ; كما قال :
وعظ زمان يا ابن مروان لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلفا
وواحد الأنامل أنملة ( بضم الميم ) ويقال بفتحها ، والضم أشهر . وكان أبو الجوزاء إذا تلا هذه الآية قال : هم الإباضية . قال ابن عطية : وهذه الصفة قد تترتب في كثير من أهل البدع إلى يوم القيامة .
قوله تعالى : قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور إن قيل : كيف لم يموتوا والله تعالى إذا قال لشيء : كن فيكون . قيل عنه جوابان : أحدهما : قال فيه الطبري وكثير من المفسرين : هو دعاء عليهم . أي قل يا محمد أدام الله غيظكم إلى أن تموتوا . فعلى هذا يتجه أن يدعو عليهم بهذا مواجهة وغير مواجهة بخلاف اللعنة .
الثاني : إن المعنى أخبرهم أنهم لا يدركون ما يؤملون ، فإن الموت دون ذلك . فعلى هذا المعنى زال معنى الدعاء وبقي معنى التقريع والإغاظة . ويجري هذا المعنى مع قول مسافر بن أبي عمرو :
ويتمنى في أرومتنا ونفقأ عين من حسدا
وينظر إلى هذا المعنى قوله تعالى : من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع .
- الطبرى : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
القول في تأويل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ
قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، وأقروا بما جاءهم به نبيهم من عند ربهم =" لا تتخذوا بطانة من دونكم "، يقول: لا تتخذوا أولياء وأصدقاء لأنفسكم =" من دونكم " يقول: من دون أهل دينكم وملَّتكم، يعني من غير المؤمنين.
* * *
وإنما جعل "
البطانة " مثلا لخليل الرجل، فشبهه بما ولي بطنه من ثيابه، لحلوله منه -في اطِّلاعه على أسراره وما يطويه عن أباعده وكثير من أقاربه- محلَّ ما وَلِيَ جَسده من ثيابه.* * *
فنهى الله المؤمنين به أن يتخذوا من الكفار به أخلاء وأصفياء، ثم عرّفهم ما هم عليه لهم منطوون من الغش والخيانة، وبغيهم إياهم الغوائل، فحذرهم بذلك منهم ومن مخالَّتهم، (12) فقال تعالى ذكره: "
لا يألونكم خبالا " ، يعني لا يستطيعونكم شرًّا ، من " ألوت آلُو ألوًا " ، يقال: " ما ألا فلان كذا " ، أي: ما استطاع ، كما قال الشاعر: (13)جَـهْرَاءُ لا تَـأْلُو، إذَا هِـيَ أَظْهَـرَتْ،
بَصَــرًا، وَلا مِــنْ عَيْلَـةٍ تُغْنِينـي (14)
يعني: لا تستطيع عند الظهر إبصارًا.
* * *
وإنما يعني جل ذكره بقوله: "
لا يألونكم خبالا "، البطانةَ التي نهى المؤمنين عن اتخاذها من دونهم، فقال: إن هذه البطانة لا تترككم طاقتها خبالا أي لا تدع جهدها فيما أورثكم الخبال. (15)* * *
وأصل "
الخبْل " و " الخبال "، الفساد، ثم يستعمل في معان كثيرة، يدل على ذلك الخبرُ عن النبي صلى الله عليه وسلم:7679-"
من أصيب بخبْل = أو جرَاح ". (16)* * *
وأما قوله: "
ودوا ما عنِتُّم "، فإنه يعني: ودوا عنتكم، يقول: يتمنون لكم العنَت والشر في دينكم وما يسوءكم ولا يسرُّكم. (17)* * *
وذكر أن هذه الآية نـزلت في قوم من المسلمين كانوا يخالطوهم حلفائهم من اليهود وأهل النفاق منهم، ويصافونهم المودَّة بالأسباب التي كانت بينهم في جاهليتهم قبل الإسلام، فنهاهم الله عن ذلك وأن يستنصحوهم في شيء من أمورهم.
*ذكر من قال ذلك:
7680- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال، قال محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من اليهود، لما كان بينهم من الجوار والحِلْف في الجاهلية، فأنـزل الله عز وجل فيهم، ينهاهم عن مباطنتهم (18) تخوُّف الفتنة عليهم منهم: "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم " إلى قوله: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ . (19)7681- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا "، في المنافقين من أهل المدينة. نهى الله عز وجل المؤمنين أن يتولَّوهم.7682- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم "، نهى الله عز وجل المؤمنين أن يستدخلوا المنافقين، (20) أو يؤاخوهم، أو يتولوهم من دون المؤمنين. (21)7683- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: "
لا تتخذوا بطانة من دونكم "، هم المنافقون.7684- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله: "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا "، يقول: لا تستدخلوا المنافقين، (22) تتولوهم دون المؤمنين.7685- حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا هشيم قال، أخبرنا العوام بن حوشب، عن الأزهر بن راشد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تستضيئوا بنار أهل الشرك، ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيا قال: فلم ندر ما ذلك، حتى أتوا الحسن فسألوه، فقال: نعم، أما قوله: "
لا تنقشوا في خواتيمكم عربيًّا "، فإنه يقول: لا تنقشوا في خواتيمكم " محمد "، وأما قوله: " ولا تستضيئوا بنار أهل الشرك "، فإنه يعني به المشركين، يقول: لا تستشيروهم في شيء من أموركم. قال: قال الحسن: وتصديق ذلك في كتاب الله، ثم تلا هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ". (23) .7686- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم "، أما " البطانة "، فهم المنافقون.7687- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم " الآية، قال: لا يستدخل المؤمن المنافق دون أخيه. (24)7688- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم " الآية، قال: هؤلاء المنافقون. وقرأ قوله: قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ الآية.* * *
قال أبو جعفر: واختلفوا في تأويل قوله: "
ودّوا ما عنِتُّم ".فقال بعضهم معناه: ودوا ما ضللتم عن دينكم. (25)
*ذكر من قال ذلك:
7689- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "
ودوا ما عنتم "، يقول: ما ضللتم.* * *
وقال آخرون بما:-
7690- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: "
ودوا ما عنتم "، يقول: في دينكم، يعني: أنهم يودون أن تعنتُوا في دينكم.* * *
قال أبو جعفر: فإن قال لنا قائل: وكيف قيل: "
ودوا ما عنتم "، فجاء بالخبر عن " البطانة "، بلفظ الماضي في محل الحال، والقطع بعد تمام الخبر، والحالات لا تكون إلا بصور الأسماء والأفعال المستقبلة دون الماضية منها؟ (26) .قيل: ليس الأمر في ذلك على ما ظننت من أنّ قوله: "
ودوا ما عنتم " حال من " البطانة "، وإنما هو خبر عنهم ثان منقطعٌ عن الأول غير متصل به. وإنما تأويل الكلام: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة صفتهم كذا، صفتهم كذا. فالخبر عن الصفة الثانية غير متصل بالصفة الأولى، وإن كانتا جميعًا من صفة شخص واحد.* * *
وقد زعم بعض أهل العربية أن قوله: "
ودوا ما عنتم "، من صلة البطانة، وقد وصلت بقوله: " لا يألونكم خبالا "، فلا وجه لصلة أخرى بعد تمام " البطانة " بصلته. (27) ولكن القول في ذلك كما بينا قبل، من أن قوله: " ودوا ما عنتم "، خبر مبتدأ عن " البطانة "، غير الخبر الأول، وغير حال من البطانة ولا قطع منها. (28) .* * *
القول في تأويل قوله تعالى : قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: قد بدت بغضاء هؤلاء الذين نهيتكم أيها المؤمنون، أن تتخذوهم بطانة من دونكم لكم ="
من أفواههم "، يعني بألسنتهم. والذي بدا لهم منهم بألسنتهم، (29) إقامتهم على كفرهم، وعداوتهم من خالف ما هم عليه مقيمونَ من الضلالة. فذلك من أوكد الأسباب في معاداتهم أهل الإيمان، لأن ذلك عداوة على الدين، والعداوة على الدين العداوة التي لا زوال لها إلا بانتقال أحد المتعاديين إلى ملة الآخر منهما، وذلك انتقال من هدى إلا ضلالة كانت عند المنتقل إليها ضلالة قبل ذلك. فكان في إبدائهم ذلك للمؤمنين، ومقامهم عليه، أبينُ الدلالة لأهل الإيمان على ما هم عليه من البغضاء والعداوة.* * *
وقد قال بعضهم: معنى قوله: "
قد بدت البغضاء من أفواههم "، قد بدت بغضاؤهم لأهل الإيمان، إلى أوليائهم من المنافقين وأهل الكفر، بإطلاع بعضهم بعضًا على ذلك. وزعم قائلو هذه المقالة أنّ الذين عنوا بهذه الآية أهل النفاق، دون من كان مصرحًا بالكفر من اليهود وأهل الشرك.* ذكر من قال ذلك:
7691- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد عن قتادة، قوله: "
قد بدت البغضاء من أفواههم "، يقول: قد بدت البغضاء من أفواهُ المنافقين إلى إخوانهم من الكفار، من غشهم للإسلام وأهله، وبغضهم إياهم.7692- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: "
قد بدت البغضاء من أفواههم "، يقول: من أفواه المنافقين.* * *
وهذا القول الذي ذكرناه عن قتادة، قول لا معنى له. وذلك أن الله تعالى ذكره إنما نهى المؤمنين أن يتخذوا بطانة ممن قد عرفوه بالغش للإسلام وأهله والبغضاء، إما بأدلة ظاهرة دالة على أنّ ذلك من صفتهم، وإما بإظهار الموصوفين بذلك العداوة والشنآن والمناصبة لهم. فأما من لم يُثبِتوه معرفةً أنه الذي نهاهم الله عز وجل عن مخالَّته ومباطنته، (30) فغير جائز أن يكونوا نهوا عن مخالته ومصادقته، إلا بعد تعريفهم إياهم، إما بأعيانهم وأسمائهم، وإما بصفات قد عرفوهم بها.
وإذْ كان ذلك كذلك = وكان إبداء المنافقين بألسنتهم ما في قلوبهم من بغضاء المؤمنين إلى إخوانهم من الكفار، غير مدرِك به المؤمنون معرفةَ ما هم عليه لهم، مع إظهارهم الإيمانَ بألسنتهم لهم والتودد إليهم = كان بيِّنًا أن الذي نهى الله المؤمنون عن اتخاذهم لأنفسهم بطانة دونهم، هم الذين قد ظهرت لهم بغضاؤهم بألسنتهم، على ما وصفهم الله عز وجل به، فعرَفهم المؤمنون بالصفة التي نعتهم الله بها، وأنهم هم الذين وصفهم تعالى ذكره بأنهم أصحاب النار هم فيها خالدون، ممن كان له ذمةٌ وعهدٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أهل الكتاب. لأنهم لو كانوا المنافقين، لكان الأمر فيهم على ما قد بينا. ولو كانوا الكفار ممن قد ناصب المؤمنين الحربَ، لم يكن المؤمنون متخذيهم لأنفسهم بطانة من دون المؤمنين، مع اختلاف بلادهم وافتراق أمصارهم، ولكنهم الذين كانوا بين أظهُر المؤمنين من أهل الكتاب أيامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وعقدٌ من يهود بني إسرائيل.
* * *
و "
البغضاء "، مصدر. وقد ذكر أنها في قراءة عبد الله بن مسعود: ( قَدْ بَدَا البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ )، على وجه التذكير. وإنما جاز ذلك بالتذكير ولفظه لفظ المؤنث، لأن المصادر تأنيثها ليس بالتأنيث اللازم، فيجوز تذكيرُ ما خرج منها على لفظ المؤنث وتأنيثه، كما قال عز وجل: وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ [سورة هود: 67]، وكما قال: فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ [سورة الأنعام: 157]، وفي موضع آخر: وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ [سورة هود: 94] قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ [سورة الأعراف: 73 ، 85 ] (31)* * *
وقال: "
من أفواههم "، وإنما بدا ما بدا من البغضاء بألسنتهم، لأن المعنيّ به الكلام الذي ظهر للمؤمنين منهم من أفواههم، فقال: " قد بدت البغضاء من أفواههم " بألسنتهم.* * *
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: والذي تخفي صدورهم = يعني: صدور هؤلاء الذين نهاهم عن اتخاذهم بطانة، فتخفيه عنكم، أيها المؤمنون ="
أكبر "، يقول: أكبر مما قد بدا لكم بألسنتهم من أفواههم من البغضاء وأعظم. كما:-7693- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "
وما تخفي صدورهم أكبر "، يقول: وما تخفي صدورهم أكبر مما قد أبدوا بألسنتهم.7694- حدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله: "
وما تخفي صدورهم أكبر " يقول: ما تكن صدورهم أكبر مما قد أبدوا بألسنتهم.* * *
القول في تأويل قوله : قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: "
قد بينا لكم " أيها المؤمنون =" الآيات "، يعني بـ" الآيات " العبر. قد بينا لكم من أمر هؤلاء اليهود الذين نهيناكم أن تتخذوهم بطانة من دون المؤمنين، ما تعتبرون وتتعظون به من أمرهم =" إن كنتم تعقلون "، يعني: إن كنتم تعقلون عن الله مواعظه وأمره ونهيه، وتعرفون مواقع نفع ذلك منكم، ومبلغ عائدته عليكم.---------------------
الهوامش :
(12) في المطبوعة: "
فحذرهم بذلك منهم عن مخاللتهم" ، فك إدغام اللام وحذف الواو قبل"عن" ، وفي المخطوطة"وعن مخالتهم" ، والصواب في قراءتها ما أثبت ، إلا أن يكون سقط من الكلام"نهاهم" فيكون"ونهاهم عن مخالتهم".(13) هو أبو العيال الهذلي .
(14) ديوان الهذليين 2: 263 ، الحيوان 3: 535، المعاني الكبير: 690، اللسان (ألا) (جهر). من شعر جيد في مقارضات بينه وبين بدر بن عامر الهذلي، قال بدر بن عامر أبياتًا، حين بلغه أن ابن أخ لأبي العيال، أنه ضلع مع خصمائه، فانتفى من ذلك وزعم أنه ليس ممن يأتي سوءًا إلى أخيه أبي العيال، فكذبه أبو العيال، فبادر بدر يرده. وكله شعر حسن في معناه. فشبه أبو العيال شعر بدر فيه وفي الثناء عليه بالشاة فقال له:
أَقْسَــمْتَ لا تَنْسَـى شَـبابَ قَصِيـدَةٍ
أبــدًا!! فَمَـا هـذا الَّـذِي يُنْسِـينِي?
فَلَسَــوْفَ تَنْسَــاهَا وَتَعْلَــمُ أَنَّهـا
تَبَــعٌ لآبِيَــةِ العِصَــابِ زَبُــونِ
وَمَنَحْــتَني فَـرَضِيتُ زِىَّ مَنِيحَـتي
فَــإِذَا بِهَـا، وَأَبِيـكَ، طَيْـفُ جُـنُونِ
جَــهْرَاءَ لا تَـأْلُو...................
....................................
والجهراء: هي التي لا تبصر في الشمس، وهو ضعف في البصر. ويقال:"
عال يعيل عيلا وعيلة" افتقر. يقول: أهديت لي شعرًا وثناء وقولا فرضيته، ثم إذا لا شيء إلا قول وكلام، إذا انكشف الأمر وظهر، عمى هذا الشعر وانطفأ، وإذا جد الجد، لم يغن قولك شيئًا، بل كنت كما قلت لك آنفًا:فَلَقَـد رَمَْقُتـك فِـي المجَـالِسِ كلِّهَـا
فَــإِذَا، وأنـتَ تُعِيـنُ مـن يَبْغِينـي"
(15) لقد أبعد أبو جعفر المذهب في احتياله في تفسير"لا يألونكم" ، فإن بيان أهل اللغة عن معنى هذا الحرف من العربية ، أصدق وأكمل من بيانه ، فقد ذكروا المعنى الذي ذكره ثم قالوا: "ما ألوت ذلك: أي ما استطعته؛ وما ألوت أن أفعله: أي ما تركت" وقالوا: "هي من الأضداد؛ ألا: فتر وضعف = وألا: اجتهد" ، فراجع ذلك في كتب العربية.
(16) الأثر: 7679- رواه أبو جعفر غير مسند؛ ورواه أحمد في مسنده 4: 31 ، والبيهقي في السنن 8: 53 ، ورواية أحمد من طريق شيخه"محمد بن سلمة الحراني ، عن ابن إسحاق = ويزيد بن هرون قال أنبأنا محمد بن إسحاق = عن الحارث بن فضيل ، عن فضيل ، عن سفيان بن أبي العوجاء -قال يزيد: السلمي- عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقال يزيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول-: من أصيب بدم أو خبل =الخبل: الجراح= فهو بالخيار بين إحدى ثلاث: إما أن يقتص ، أو يأخذ العقل ، أو يعفو ، فإن أراد رابعة فخذوا على يده ، فإن فعل شيئا من ذلك ثم عدا بعد فقتل ، فله النار خالدا فيها مخلدا".
يعني بالدم: قتل النفس -وبالخبل أو الجراح: قطع العضو. وقد تركت ما في الطبري على حاله: "أو جراح" وبينت بالترقيم أنها كأنها رواية أخرى في قوله: "خبل" ، شك من الراوي. ولكن سياق الخبر يرجح عندي أنها: "أي: جراح" ، لأنه قد جاء في الحديث نفسه تفسير"الخبل" بالجراح.
(17) انظر تفسير"العنت" فيما سلف 4: 358 - 361.
(18) في المطبوعة: "فنهاهم" بالفاء في أوله ، والصواب من المخطوطة وابن هشام.
(19) الأثر: 7680- سيرة ابن هشام 2: 207 ، وهو تابع الأثرين السالفين رقم: 7644 ، 7645.
(20) قوله: "يستدخلوا" أي يتخذوهم أخلاء. استدخله: اتخذه دخيلا ، مثل قولهم استصحبه: اتخذه صاحبًا ، والدخيل والمداخل: الذي يداخل الرجل في أموره كلها. وهذا البناء"استدخله" مما أغفلته كتب اللغة ، وهو عربي معرق كما ترى.
(21) في المطبوعة: "أي يتولوهم" ، وفي المخطوطة: "أن يتولوهم" ، والصواب ما أثبت.
(22) انظر ص 141 ، تعليق: 3.
(23) الحديث: 7685- الأزهر بن راشد البصري: ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 1 / 1 / 455 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 313 - فلم يذكر فيه جرحا.
وهناك راو آخر ، اسمه"الأزهر بن راشد الكاهلي" ، وهو كوفي ، وهو غير البصري ، ومتأخر عنه. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم أيضا. فإن البصري يروى عنه"العوام بن حوشب" المتوفي سنة 148 ، والكوفي الكاهلي يروى عنه"مروان بن معاوية الفزاري" المتوفي سنة 193. ومروان بن معاوية من شيوخ أحمد. والعوام بن حوشب من شيوخ شيوخه. فشتان هذا وهذا.
ومع هذا الفرق الواضح أخطأ الحافظ المزي ، فذكر في التهذيب الكبير أن أبا حاتم قال في البصري: "مجهول". وتبعه الحافظ في تهذيب التهذيب ، والذهبي في الميزان. وزاد الأمر تخليطًا ، فذكر أنه ضعفه ابن معين .
وابن معين وأبو حاتم إنما قالا ذلك في الكاهلي الكوفي. فروى ابن أبي حاتم في ترجمة"الكاهلي" 1 / 1 / 313 ، رقم: 1180 ، عن ابن معين ، قال: "أزهر بن راشد ، الذي روى عنه مروان بن معاوية: ضعيف". ثم قال: "سألت أبي عن أزهر بن راشد؟ فقال: هو مجهول".
ولم يحقق الحافظ ابن حجر ، واشتبه عليه الكلام في الترجمتين ، فقال في ترجمة"الكاهلي" -بعد ترجمة"البصري"-: "أخشى أن يكونا واحدًا! لكن فرق بينهما ابن معين". والفرق بينهما كالشمس.
والحديث رواه أحمد في المسند: 11978 (ج 3 ص 99 حلبى) ، عن هشيم ، بهذا الإسناد - دون كلام الحسن ، وهو البصري.
ورواه البخاري كذلك في الكبير 1 / 1 / 455 - دون كلام الحسن ، عن مسدد ، عن هشيم ، به. ثم فسر البخاري بعضه ، فقال: "قال أبو عبد الله [هو البخاري نفسه]: عربيًا ، يعني"محمد رسول الله". يقول: لا تكتبوا مثل خاتم النبي: "محمد رسول الله".
ورواه أبو يعلى مطولا -مثل رواية الطبري أو أطول قليلا- وفيه كلام الحسن. رواه عن إسحاق بن إسرائيل ، عن هشيم ، بهذا الإسناد. نقله عنه ابن كثير 2: 227 ، ثم قال: "هكذا رواه الحافظ أبو يعلى رحمه الله. وقد رواه النسائي ، عن مجاهد بن موسى ، عن هشيم ، به. ورواه الإمام أحمد ، عن هشيم ، بإسناده مثله ، من غير ذكر تفسير الحسن البصري. وهذا التفسير فيه نظر"- إلى آخر ما قال. ولم أجده في سنن النسائي ، فلعله في السنن الكبرى.
وذكره السيوطي 2: 66 ، وزاد نسبته لعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الشعب. ولم ينسبه للنسائي ، ولا لتاريخ البخاري.
(24) انظر: 141 ، تعليق: 3 / ص: 142 ، تعليق: 1.
(25) انظر تفسير"العنت" فيما سلف ص4: 358 - 361.
(26) انظر"القطع" فيما سلف 6: 270 ، تعليق: 3 ، وسائر فهارس المصطلحات.
(27) انظر تفسير"الصلة" فيما سلف 5: 299 ، تعليق: 5 ، وهو نعت النكرة.
(28) انظر"القطع" فيما سلف 6: 270 ، تعليق: 3 ، وسائر فهارس المصطلحات.
(29) في المخطوطة والمطبوعة: "بأفواههم" ، والصواب المطابق لنص هذه الآية ، هو ما أثبت.
(30) في المطبوعة: "فأما من لم يتئسوه معرفة" ، ولا معنى له ، وفي المخطوطة: "لم سوه معرفة" غير منقوطة ، وصواب قراءتها ما أثبت. يقال: "أثبته معرفة" أي: عرفه حق المعرفة.
(31) انظر معاني القرآن للفراء 1: 231.
- ابن عاشور : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
استئناف ابتدائي ، قصد منه المقابلة بين خُلق الفريقين ، فالمؤمنون يحبّون أهل الكتاب ، وأهل الكتاب يبغضونهم ، وكلّ إناء بما فيه يرشح ، والشأن أنّ المحبَّة تجلب المحبَّة إلاّ إذا اختلفت المقاصد والأخلاق .
وتركيب ها أنتم أولاء ونظائره مثل هأنا تقدم في قوله تعالى في سورة [ البقرة : 85 ] : { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } ولمّا كان التعجيب في الآية من مجموع الحالين قيل : هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم } فالعَجب من محبّة المؤمنين إيّاهم في حال بغضهم المؤمنين ، ولا يذكر بعد اسم الإشارة جملة في هذا التركيب إلاّ والقصد التعجّب من مضمون تلك الجملة .
وجملة { ولا يحبونكم } جملة حال من الضمير المرفوع في قوله : { تحبونهم } لأنّ محلّ التّعجيب هو مجموع الحالين .
وليس في هذا التعجيب شيء من التغليط ، ولكنَّه مجرد إيقاظ ، ولذلك عقّبه بقوله : { وتؤمنون بالكتاب كله } فإنَّه كالعذر للمؤمنين في استبطانهم أهل الكتاب بعد إيمان المؤمنين ، لأنّ المؤمنين لمَّا آمنوا بجميع رسل الله وكتبهم كانوا ينسبون أهل الكتاب إلى هدى ذهب زمانه ، وأدخلوا فيه التّحريف بخلاف أهل الكتاب إذ يرمقون المسلمين بعين الازدراء والضلالة واتّباع ما ليس بحقّ . وهذان النظران ، منّا ومنهم ، هما أصل تسامح المسلمين مع قوّتهم ، وتصَلُّب أهل الكتابين مع ضعفهم .
{ وَتُؤْمِنُونَ بالكتاب كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قالوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الانامل مِنَ الغيظ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ } .
جملة { وتؤمنون } معطوفة على { تحبونهم } كما أن جملة { وإذا لقوكم } معطوفة على { ولا يحبونكم } وكلّها أحوال موزّعة على ضمائر الخطاب وضمائر الغيبة .
والتعريف في { الكتاب } للجنس وأكّد بصيغة المفرد مراعاةً للفظه ، وأراد بهذا جماعة من منافقي اليهود أشهرهم زيد بن الصتيتتِ القَيْنُقَاعي .
والعَضّ : شدّ الشيء بالأسنان . وعضّ الأنامل كناية عن شدّة الغيظ والتحسّر . وإن لم يكن عَضّ أنامل محسوساً ، ولكن كنّي به عن لازمه في المتعارف ، فإنّ الإنسان إذا اضطرب باطنه من الانفعال صدرت عنه أفعال تناسب ذلك الانفعال ، فقد تكون مُعِينة على دفع انفعاله كقتل عدوّه ، وفي ضدّه تقبيل من يحبّهُ ، وقد تكون قاصرة عليه يشفي بها بعض انفعاله ، كتخبّط الصّبي في الأرض إذا غضب ، وضَرب الرجل نفسه من الغضب ، وعضّه أصابعه من الغيظ ، وقرعه سنّه من النَّدم ، وضرب الكفّ بالكفّ من التحسّر ، ومن ذلك التأوّه والصّياح ونحوها ، وهي ضروب من علامات الجزع ، وبعضها جبلّي كالصياح ، وبعضها عادي يتعارفه النَّاس ويكثر بينهم ، فيصيرون يفعلونه بدون تأمّل ، وقال الحارث بن ظالم المري
: ... فأقبل أقوام لئام أذلّة
يعضّون من غيظ رؤوس الأباهم ... وقوله : { عليكم } على فيه للتَّعليل ، والضّمير المجرور ضمير المسلمين ، وهو من تعليق الحكم بالذات بتقدير حالة معيّنة ، أي على التئامكم وزوال البغضاء ، كما فعل شاس بن قيس اليهودي فنزل فيه قوله تعالى :
{ يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين } [ آل عمران : 100 ] ، ونظير هذا التعليق قول الشاعر
: ... لتقرعِنّ على السنّ من ندم
إذا تذكرتتِ يوما بعضَ أخلاقي ... و { من الغيظ } ( من ) للتعليل . والغيظ : غضب شديد يلازمه إرادة الانتقام .
وقوله : { قل موتوا بغيظكم } كلام لم يقصد به مخاطبون معيَّنون لأنَّه دعاء على الَّذين يعضّون الأنامل من الغيظ ، وهم يفعلون ذلك إذا خلوا ، فلا يتصوّر مشافهتهم بالدّعاء على التَّعيين ولكنَّه كلام قصد إسماعه لكلّ من يعلم من نفسه الاتّصاف بالغيظ على المسلمين وهو قريب من الخطاب الَّذي يقصد به عموم كُل مخاطب نحو : { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم } [ السجدة : 12 ] .
والدعاء عليهم بالموت بالغيظ صريحهُ طلب موتهم بسبب غيظهم ، وهو كناية عن ملازمة الغيظ لهم طول حياتهم إن طالت أو قصرت ، وذلك كناية عن دوام سبب غيظهم ، وهو حسن حال المسلمين ، وانتظام أمرهم ، وازدياد خيرهم ، وفي هذا الدعاء عليهم بلزوم ألم الغيظ لهم ، وبتعجيل موتهم به ، وكلّ من المعنيين المكني بهما مراد هنا ، والتكنّي بالغيظ وبالحسد عن كمال المغيظ منه المحسود مشهور ، والعرب تقول : فلان محسَّد ، أي هو في حالة نعمة وكمال .
{ إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } .
تذييل لقوله : { عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } وما بيْنها كالاعتراض أي أنّ الله مطلّع عليهم وهو مطلعك على دخائلهم .
- إعراب القرآن : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
«ها» الهاء للتنبيه «أَنْتُمْ» مبتدأ «أُولاءِ» خبر «تُحِبُّونَهُمْ» فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة حالية «وَلا يُحِبُّونَكُمْ» الواو عاطفة لا نافية والجملة معطوفة «وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ» كله توكيد والجار والمجرور متعلقان بالفعل المضارع تؤمنون قبلهما والجملة معطوفة «وَإِذا لَقُوكُمْ» الواو استئنافية إذا ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بقالوا لقوكم فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جر بالإضافة وجملة «قالُوا» الجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم «آمَنَّا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «وَ» عاطفة «إِذا» ظرف زمان يتضمن معنى الشرط «خَلَوْا ماض وفاعله والجملة مضاف إليه «عَضُّوا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم «عَلَيْكُمُ» متعلقان بعضوا «الْأَنامِلَ» مفعول به ، «مِنَ الْغَيْظِ» متعلقان بمحذوف تمييز أي حقدا من الغيظ. «قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ» جملة موتوا مقول القول وجملة «قُلْ» مستأنفة «مُوتُوا» أمر وفاعل والجملة مقول القول «بِغَيْظِكُمْ» متعلقان بموتوا «إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ» إن ولفظ الجلالة اسمها وعليم خبرها. «بِذاتِ» متعلقان بعليم «الصُّدُورِ» مضاف إليه والجملة مستأنفة أو تعليلية.
- English - Sahih International : Here you are loving them but they are not loving you while you believe in the Scripture - all of it And when they meet you they say "We believe" But when they are alone they bite their fingertips at you in rage Say "Die in your rage Indeed Allah is Knowing of that within the breasts"
- English - Tafheem -Maududi : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(3:119) Lo! It is you who love them but they do not love you even though you believe in the whole of the (heavenly) Book. *93 When they meet you they say: 'We believe', but when they are by themselves they bite their fingers in rage at you. Say: 'Perish in your rage.' Allah knows even what lies hidden in their breasts.
- Français - Hamidullah : Vous Musulmans vous les aimez alors qu'ils ne vous aiment pas; et vous avez foi dans le Livre tout entier Et lorsqu'ils vous rencontrent ils disent Nous croyons et une fois seuls de rage contre vous ils se mordent les bouts des doigts Dis mourez de votre rage En vérité Allah connaît fort bien le contenu des cœurs
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Da habt ihr sie doch geliebt während sie euch nicht lieben und ihr glaubt an das gesamte Buch Wenn sie euch treffen sagen sie "Wir glauben" Wenn sie jedoch allein sind beißen sie sich in die Fingerspitzen vor Grimm gegen euch Sag Sterbt an eurem Grimm Gewiß Allah weiß über das Innerste der Brüste Bescheid
- Spanish - Cortes : Vosotros bien que les amáis pero ellos no os aman Vosotros creéis en toda la Escritura Ellos cuando os encuentran dicen ¡Creemos pero cuando están a solas se muerden las puntas d e los dedos de rabia contra vosotros Di¡Morid de rabia Alá sabe bien lo que encierran los pechos
- Português - El Hayek : E eis que vós os amais; porém eles não vos amam apesar de crerdes em todo o Livro; porém eles quando vosencontram dizem Cremos Mas quando estão a sós mordem os dedos de raiva Dizelhes Morrei com a vossa raiva Sabeique Deus bem conhece o íntimo dos corações
- Россию - Кулиев : Вот вы любите их а они вас не любят И вы верите во все Писания Когда они встречаются с вами то говорят Мы уверовали Когда же остаются одни то кусают кончики пальцев от злобы к вам Скажи Умрите от своей злобы Аллаху известно о том что в груди
- Кулиев -ас-Саади : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
Вот вы любите их, а они вас не любят. И вы верите во все Писания. Когда они встречаются с вами, то говорят: «Мы уверовали». Когда же остаются одни, то кусают кончики пальцев от злобы к вам. Скажи: «Умрите от своей злобы! Аллаху известно о том, что в груди».Аллах предостерег Своих рабов от дружбы с неверующими и запретил мусульманам считать их своими приближенными или близкими друзьями, с которыми можно делиться своими секретами или секретами правоверных. Наряду с этим Аллах разъяснил рабам, почему они должны остерегаться близкой дружбы с неверующими. О правоверные! Неверующие не упускают случая навредить вам. Их слова и оговорки свидетельствуют об их лютой ненависти к вам, а ненависть и злоба, которые таятся в их сердцах, еще более ожесточенны, чем то злобное отношение, которое можно почувствовать из их слов и поступков. Аллах разъяснил вам истинное положение вещей, и если вы обладаете разумом и здравым смыслом, то вам все должно быть предельно ясно. Давайте теперь посмотрим на этот вопрос с другой стороны. Почему вы должны любить неверующих и считать их своими близкими друзьями и приближенными, если вам известно, что они сильно уклонились от истины в вопросах религии и не желают благодарить вас за вашу добродетель? Вы твердо придерживаетесь пути Божьих посланников, верите во всех пророков, отправленных Аллахом, и признаете все Писания, ниспосланные Им, тогда как они отказываются уверовать в самое славное Писание и самого славного Посланника, да благословит его Аллах и приветствует. Вы относитесь к ним с искренним состраданием и желаете им добра, тогда как они не питают к вам даже малой толики этих чувств. Неужели вы станете любить тех, кто не питает к вам любви и притворно заискивает перед вами? При встрече с вами они заявляют, что уверовали. Когда же они остаются наедине со своими единомышленниками, то кусают кончики пальцев от неистовой злобы и ненависти к вам и вашей религии. Пусть же они умрут от своей злобы, когда воочию убедятся в величии ислама и низости неверия. Это доставит им много неприятностей, и они умрут от собственного гнева и не смогут избавиться от него того, что они намереваются совершить. Аллаху известно обо всем, что таится в человеческих сердцах, и поэтому Он разъяснил Своим верующим рабам истинные намерения и чувства неверующих и лицемеров, враждующих с исламской религией.
- Turkish - Diyanet Isleri : İşte siz onlar sizi sevmezken onları seven ve Kitapların bütününe inanan kimselersiniz Size rastladıkları zaman "İnandık" derler yalnız kaldıklarında da size öfkelerinden parmaklarını ısırırlar De ki "Öfkenizden çatlayın" Allah kalblerde olanı bilir
- Italiano - Piccardo : Voi li amate mentre loro non vi amano affatto Mentre voi credete a tutta la Scrittura loro quando vi incontrano dicono “Crediamo”; ma quando son soli si mordono le dita rabbiosi contro di voi Di' “Morite nella vostra rabbia” In verità Allah conosce bene quello che è celato nei cuori
- كوردى - برهان محمد أمين : ئاگاداربن ئێوه ئهوانتان خۆش دهوێت بهڵام ئهوان ئێوهیان خۆش ناوێت و باوهڕتان بهههموو کتێبه ئاسمانیهکانیش ههیه بهڵام ئهوان باوهڕیان به محمد صلی الله علیه وسلم و به قورئان نیه کاتێکیش پێتان دهگهن دهڵێن ئێمه ئیماندارین بهڵام کاتێک به تهنها دهبن پهنجهی خۆیان دهگهزن ئهوهنده ڕق ئهستوور و داخ له دڵن پێیان بڵێ دهک بمرن له داخا بهڕاستی خوا خۆی زانایه بهوهی که له دڵ و دهروون و سینهکاندا حهشاردراوه و چاکتان دهناسێت
- اردو - جالندربرى : دیکھو تم ایسے صاف دل لوگ ہو کہ ان لوگوں سے دوستی رکھتے ہو حالانکہ وہ تم سے دوستی نہیں رکھتے اور تم سب کتابوں پر ایمان رکھتے ہو اور وہ تمہاری کتاب کو نہیں مانتے اور جب تم سے ملتے ہیں تو کہتے ہیں ہم ایمان لے ائے اور جب الگ ہوتے ہیں تو تم پر غصے کے سبب انگلیاں کاٹ کاٹ کھاتے ہیں ان سے کہہ دو کہ بدبختو غصے میں مر جاو خدا تمہارے دلوں کی باتوں سے خوب واقف ہے
- Bosanski - Korkut : Vi njih volite a oni vas ne vole a vi vjerujete u sve Knjige Kad vas sretnu govore "Vjerujemo" – a čim se nađu nasamo od srdžbe prema vama grizu vrhove prstiju svojih Reci "Umrite od muke" – Allahu su zaista dobro poznate misli svačije
- Swedish - Bernström : Det är ni som visar dem tillgivenhet; de hyser däremot inga varma känslor för er fastän ni tror på uppenbarelsen hel och hållen När de möter er säger de "Vi tror" Men när de är ensamma biter de sig i fingertopparna i ursinne Säg "Måtte ni gå under i ert ursinne Gud vet vad som rör sig i människans innersta"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Beginilah kamu kamu menyukai mereka padahal mereka tidak menyukai kamu dan kamu beriman kepada kitabkitab semuanya Apabila mereka menjumpai kamu mereka berkata "Kami beriman" dan apabila mereka menyendiri mereka menggigit ujung jari antaran marah bercampur benci terhadap kamu Katakanlah kepada mereka "Matilah kamu karena kemarahanmu itu" Sesungguhnya Allah mengetahui segala isi hati
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
(Begitulah) sebagai peringatan (kamu) hai (orang-orang) yang beriman (kalian mencintai mereka) karena akrabnya persaudaraannya dengan kamu (tetapi mereka tidak mencintai kamu) karena perbedaan agamamu dengan agama mereka (dan kamu beriman kepada kitab-kitab kesemuanya) artinya kepada semua kitab, tetapi mereka tidak beriman kepada Kitabmu. (Jika mereka menjumpai kamu, mereka berkata, "Kami beriman," dan apabila mereka telah berada dalam kalangan mereka sendiri, mereka menggigit ujung-ujung jari mereka disebabkan teramat marah kepadamu) melihat kerukunan kamu. Kemarahan diibaratkan dengan menggigit ujung-ujung jari, walaupun tidak sebenarnya terjadi. (Katakanlah, "Matilah kamu dengan kemarahanmu itu!") artinya tetaplah dalam keadaan demikian sampai kamu mati, karena tidak akan pernah kamu melihat hal-hal yang akan menyenangkan hatimu! (Sesungguhnya Allah mengetahui apa yang terdapat di dalam dada) maksudnya segala isi hati termasuk apa yang mereka sembunyikan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : দেখ তোমরাই তাদের ভালবাস কিন্তু তারা তোমাদের প্রতি মোটেও সদভাব পোষণ করে না। আর তোমরা সমস্ত কিতাবেই বিশ্বাস কর। অথচ তারা যখন তোমাদের সাথে এসে মিশে বলে আমরা ঈমান এনেছি। পক্ষান্তরে তারা যখন পৃথক হয়ে যায় তখন তোমাদের উপর রোষবশতঃ আঙ্গুল কামড়াতে থাকে। বলুন তোমরা আক্রোশে মরতে থাক। আর আল্লাহ মনের কথা ভালই জানেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : முஃமின்களே அறிற்து கொள்ளுங்கள்; நீங்கள் அவர்களை நேசிப்போராய் இருக்கின்றீர்கள் ஆனால் அவர்கள் உங்களை நேசிக்கவில்லை நீங்கள் வேதத்தை முழுமையாக நம்புகிறீர்கள்; ஆனால் அவர்களோ உங்களைச் சந்திக்கும் போது "நாங்களும் நம்புகிறோம்" என்று கூறுகிறார்கள்; எனினும் அவர்கள் உங்களை விட்டு விலகித் தனியாக இருக்கும் போது அவர்கள் உங்கள் மேலுள்ள ஆத்திரத்தினால் தம் விரல் நுனிகளைக் கடித்துக்கொள்கிறார்கள் நபியே நீர் கூறும்; "நீங்கள் உங்கள் ஆத்திரத்தில் இறந்து விடுங்கள்; நிச்சயமாக அல்லாஹ் உங்கள் உள்ளங்களில் உள்ளவற்றை அறிந்தவன்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ถึงรู้เถิดว่า พวกเจ้านี้แหละรักใคร่พวกเขาทั้งๆ ที่พวกเขาไม่รักใคร่พวกเจ้า และพวกเจ้าศรัทธาต่อคัมภีร์ทุกเล่ม และเมื่อพวกเขาพบพวกเจ้าพวกเขาก็กล่าวว่า พวกเราศรัทธากันแล้ว และเมื่อพวกเขาอยู่แต่ลำพัง พวกเขาก็กัดนิ้วมือ เนื่องจากความเคียดแค้นแก่พวกเจ้าจงกล่าเถิดมุฮัมมัด ว่า พวกเจ้าจงตายด้วยความเคียดแค้นของพสกเจ้าเถิด แท้จริงอัลลอฮ์เป็นผู้ทรงรอบรู้สิ่งที่อยู่ในหัวอกทั้งหลาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ҳой сизлар Уларни яхши кўрасизлару улар сизни яхши кўрмайдилар Сизлар китобнинг ҳаммасига иймон келтирасизлару улар сизларни кўрганда иймон келтирдик дерлар аммо ҳоли қолганларида сизларга бўлган қаттиқ аччиқларидан бармоқ тишларлар Сен Аччиқларинг билан ўлиб кетинглар деб айт Албатта Аллоҳ дилларни эгаллаган нарсаларни билувчидир Мусулмонлар соддаликлари учун ўзларидан бошқалар уларга чиройлироқ муомала қилиб бир оз мақтаб қўйса бўлди муҳаббат қўяверадилар уларни ўзларига сирдош қилиб олаверадилар Бу хато ишдир чунки қарши тараф ҳеч қачон мусулмонларни яхши кўрмайди Мусулмонлар Аллоҳдан тушган ҳамма китобларга жумладан ўзларига душманлик қилаётганларга тушган китобларга ҳам иймон келтирадилар Бу хато эмас балки мусулмонлик бурчидир
- 中国语文 - Ma Jian : 你们喜爱他们,他们却不喜爱你们,你们确信一切天经,而他们遇见你们就说:我们已信道了。他们私相聚会的时候,为怨恨你们而咬自己的指头。你说:你们为怨恨而死亡吧!真主确是全知心事的。
- Melayu - Basmeih : Awaslah Kamu ini adalah orangorang yang melanggar larangan kamu sahajalah yang suka dan percayakan mereka sedang mereka tidak suka kepada kamu kamu juga beriman kepada segala Kitab Allah sedang mereka tidak beriman kepada AlQuran Dan apabila mereka bertemu dengan kamu mereka berkata "Kami beriman" tetapi apabila mereka berkumpul sesama sendiri mereka menggigit hujung jari kerana geram marah kepada kamu katakanlah wahai Muhammad "Matilah kamu dengan kemarahan kamu itu" Sesungguhnya Allah sentiasa mengetahui akan segala isi hati yang ada di dalam dada
- Somali - Abduh : Idinkani waad Jeceshihiin Iyaguna idinma jeela waxaadna rumeysaan Kitaabka dhammaantiis hadday idin la kulmaanna waxay dhahaan waannu rumeynay Hadday kaliyoobaanna waxay idiin Qaaniinaan Xubnaha Faraha Cadho darteed waxaad dhahdaa ku dhinta Cadhadiinna Eebana waa ogyahay waxa Laabta ku sugan
- Hausa - Gumi : Gã ku yã waɗannan Kunã son su bã su son ku kuma kuna ĩmãni da Littãfi dukansa Kuma idan sun haɗu da ku sukan ce "Mun yi ĩmani" Kuma idan sun kaɗaita sai su ciji yãtsu a kanku don takaici Ka ce "Ku mutu da takaicinku Lalle ne Allah Masani ne ga abin da ke cikin ƙirãza"
- Swahili - Al-Barwani : Hivyo basi nyinyi ndio mnawapenda watu hao wala wao hawakupendeni Nanyi mnaviamini Vitabu vyote Na wanapo kutana nanyi husema Tumeamini Na wanapo kuwa peke yao wanakuumieni vidole kwa chuki Sema Kufeni kwa chuki yenu Hakika Mwenyezi Mungu anayajua yaliomo vifuani
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ju jeni asi njerëzish që i doni ata por ata nuk ju duan juve Dhe ju u besoni të gjitha libravet Kur ata ju takojnë juve thonë “Na besojmë” e kur të mbeten vetëm nga pezmatimi ndaj jush ata i kafshojnë majet e gishtave me dhëmbë Thuaju “Vdisni me pezmatimin tuaj Se Perëndia me të vërtetë di ç’keni në zemrat tuaja”
- فارسى - آیتی : آگاه باشيد كه شما آنان را دوست مىداريد و حال آنكه آنها شما را دوست ندارند. شما به همه اين كتاب ايمان آوردهايد. چون شما را ببينند گويند: ما هم ايمان آوردهايم. و چون خلوت كنند، از غايت كينهاى كه به شما دارند سرانگشت خويش به دندان گزند. بگو: در كينه خويش بميريد؛ هرآينه خدا به آنچه در دلهاست آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Огоҳ бошед, ки шумо ононро дӯст медоред ва ҳол он ки онҳо шуморо дӯст надоранд. Шумо ба ҳамаи ин китоб имон овардаед. Чун шуморо бубинанд, гӯянд: «Мо ҳам имон овардаем». Ва чун хилват кунанд, аз ғояти кинае, ки ба Шумо доранд, сарангушти худ ба дандон газанд. Бигӯ: «Дар кинаи хеш бимиред! Албатта Худо ба он чӣ дар дилҳост, огоҳ аст».
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۆمىنلەر جامائەسى!) سىلەر ئۇلارنى دوست تۇتىسىلەر، ئۇلار سىلەرنى دوست تۇتمايدۇ (سىلەرگە بولغان دۈشمەنلىكنى يوشۇرۇن تۇتىدۇ)، سىلەر (ھەممە ساماۋى) كىتابقا ئىشىنىسىلەر (شۇنداق تۇرۇقلۇق ئۇلار سىلەرنى ئۆچ كۆرىدۇ)، ئۇلار سىلەر بىلەن ئۇچراشقاندا، ئىمان ئېيتتۇق، دەيدۇ. ئۆزلىرى يالغۇز قالغاندا سىلەرگە بولغان ئاچچىقىدىن بارماقلىرىنى چىشلەيدۇ. (ئى مۇھەممەد!) ئېيتىقىنكى، «ئاچچىقىڭلار بىلەن ئۆلۈڭلار! (يەنى اﷲ ئۆلگىنىڭلارغا قەدەر ئاچچىقىڭلارنى داۋاملاشتۇرسۇن!)» اﷲ ھەقىقەتەن دىللاردىكىنى بىلگۈچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നോക്കൂ, നിങ്ങളുടെ സ്ഥിതി: നിങ്ങളവരെ സ്നേഹിക്കുന്നു. അവരോ നിങ്ങളെ സ്നേഹിക്കുന്നുമില്ല. നിങ്ങള് എല്ലാ വേദങ്ങളിലും വിശ്വസിക്കുന്നു. നിങ്ങളെ കണ്ടുമുട്ടുമ്പോള് അവര് പറയും: "ഞങ്ങളും വിശ്വസിച്ചിരിക്കുന്നു." നിങ്ങളില്നിന്ന് പിരിഞ്ഞുപോയാലോ നിങ്ങളോടുള്ള വെറുപ്പുകാരണം അവര് വിരല് കടിക്കുന്നു. പറയുക: നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ വെറുപ്പുമായി മരിച്ചുകൊള്ളുക. മനസ്സുകളിലുള്ളതൊക്കെയും അല്ലാഹു നന്നായറിയുന്നുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : ها هوذا الدليل على خطئكم في محبتهم فانتم تحبونهم وتحسنون اليهم وهم لا يحبونكم ويحملون لكم العداوه والبغضاء وانتم تومنون بالكتب المنزله كلها ومنها كتابهم وهم لا يومنون بكتابكم فكيف تحبونهم واذا لقوكم قالوا نفاقا امنا وصدقنا واذا خلا بعضهم الى بعض بدا عليهم الغم والحزن فعضوا اطراف اصابعهم من شده الغضب لما يرون من الفه المسلمين واجتماع كلمتهم واعزاز الاسلام واذلالهم به قل لهم ايها الرسول موتوا بشده غضبكم ان الله مطلع على ما تخفي الصدور وسيجازي كلا على ما قدم من خير او شر
*93). It is strange that although the Muslims had reason to feel aggrieved by the Jews it was the latter who felt aggrieved by the Muslims. Since the Muslims believed in the Torah along with the Qur'an the Jews had no justifiable ground for complaint. If anyone had cause to complain it was the Muslims for the Jews did not believe in the Qur'an.