- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
- عربى - نصوص الآيات : فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
- عربى - التفسير الميسر : لقد عَمَّتهم السعادة حين مَنَّ الله عليهم، فأعطاهم مِن عظيم جوده وواسع كرمه من النعيم والرضا ما تَقَرُّ به أعينهم، وهم يفرحون بإخوانهم المجاهدين الذين فارقوهم وهم أحياء؛ ليفوزوا كما فازوا، لِعِلْمِهم أنهم سينالون من الخير الذي نالوه، إذا استشهدوا في سبيل الله مخلصين له، وأن لا خوف عليهم فيما يستقبلون من أمور الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
- السعدى : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
{ فرحين بما آتاهم الله من فضله } أي: مغتبطين بذلك، قد قرت به عيونهم، وفرحت به نفوسهم، وذلك لحسنه وكثرته، وعظمته، وكمال اللذة في الوصول إليه، وعدم المنغص، فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله: فتم لهم النعيم والسرور، وجعلوا { يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم } أي: يبشر بعضهم بعضا، بوصول إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم، وأنهم سينالون ما نالوا، { ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون } أي: يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم المستلزم كمال السرور
- الوسيط لطنطاوي : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
ثم بين- سبحانه- ما هم فيه من مسرة وحبور فقال: فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أى فرحين فرحا عظيما بعد انتقالهم من الدنيا، بما أعطاهم الله في حياتهم الجديدة من ضروب النعم المتعددة التي من بينها الثواب العظيم، والنعيم الدائم، والسعادة التي ليس بعدها سعادة.
وقوله فَرِحِينَ يصح أن يكون حالا من الضمير في يُرْزَقُونَ أو من الضمير في «أحياء» وقوله مِنْ فَضْلِهِ متعلق بآتاهم.
ومِنْ يصح أن تكون للسببية أى الذي آتاهم متسبب عن فضله. أو لابتداء الغاية وقوله
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ معطوف على فرحين لتأويله بيفرحون. أو هو حال من الضمير في فَرِحِينَ بتقدير وهم يستبشرون ...
وأصل الاستبشار: طلب البشارة وهو الخبر السار الذي تظهر آثاره على البشرة إلا أن المراد هنا السرور استعمالا للفظ في لازم معناه.
أى: أن هؤلاء الشهداء فرحين بما آتاهم الله من فضله من شرف الشهادة، ومن الفوز برضا الله، ويسرون بما تبين لهم من حسن مآل إخوانهم الذين تركوهم من خلفهم على قيد الحياة، لأن الأحياء عند ما يموتون شهداء مثلهم سينالون رضا الله وكرامته، وسيظفرون بتلك الحياة الأبدية الكريمة كما ظفروا هم بها. فالمراد بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم: رفقاؤهم الذين كانوا يجاهدون معهم في الدنيا ولم يظفروا بالشهادة بعد، لأنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وفي هذا دلالة على أن أرواح هؤلاء الشهداء قد منحها الله- تعالى- من الكشف والصفاء ما جعلها تطلع على ما يسرها من أحوال الذين يهمهم شأنهم في الدنيا.
وقيل: إن معنى لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ لم يدركوا فضلهم ومنزلتهم.
وقوله مِنْ خَلْفِهِمْ متعلق بمحذوف حال من فاعل يَلْحَقُوا أى لم يلحقوهم متخلفين عنهم باقين بعد في الدنيا. أو متعلق بقوله يَلْحَقُوا ذاته على معنى أنهم قد يقوا بعدهم وهؤلاء الشهداء قد تقدموهم.
وقوله أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ بدل اشتمال من قوله بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مبين لكون استبشارهم بحال إخوانهم لا بذواتهم.
والمعنى: ويستبشرون بما تبين لهم من حال الذين تركوهم من خلفهم في الدنيا من رفقائهم المجاهدين، وهو أنهم لا خوف عليهم في المستقبل ولا هم يحزنون على ما تركوه في الدنيا، بل هم سيكونون آمنين مطمئنين بعد فراقهم للدنيا وعند ما يبعثون يوم القيامة.
ونفى عنهم الخوف والحزن، لأن الخوف يكون بسبب توقع المكروه النازل في المستقبل.
والحزن يكون بسبب فوات المنافع التي كانت موجودة في الماضي. فبين- سبحانه- أنه لا خوف عليهم فيما سيأتيهم من أحوال القيامة، ولا حزن لهم فيما فاتهم من متاع الدنيا.
- البغوى : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
( فرحين بما آتاهم الله من فضله ) رزقه وثوابه ، ( ويستبشرون ) ويفرحون ( بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ) من إخوانهم الذين تركوهم أحياء في الدنيا على مناهج الإيمان والجهاد لعلمهم أنهم إذا استشهدوا ولحقوا بهم ونالوا من الكرامة ما نالوا فهم لذلك مستبشرون ، ( ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
- ابن كثير : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
وقوله : ( فرحين بما آتاهم الله [ من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] ) أي : الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند الله ، وهم فرحون مما هم فيه من النعمة والغبطة ، ومستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله أنهم يقدمون عليهم ، وأنهم لا يخافون مما أمامهم ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم .
قال محمد بن إسحاق ( ويستبشرون ) أي : ويسرون بلحوق من خلفهم من إخوانهم على ما مضوا عليه من جهادهم ، ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب الله الذي أعطاهم .
[ و ] قال السدي : يؤتى الشهيد بكتاب فيه : " يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا ، ويقدم عليك فلان يوم كذا وكذا ، فيسر بذلك كما يسر أهل الدنيا بقدوم غيابهم " .
وقال سعيد بن جبير : لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة للشهداء قالوا : يا ليت إخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما عرفناه من الكرامة ، فإذا شهدوا للقتال باشروها بأنفسهم ، حتى يستشهدوا فيصيبوا ما أصبنا من الخير ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمرهم وما هم فيه من الكرامة ، وأخبرهم - أي ربهم - [ أني ] قد أنزلت على نبيكم وأخبرته بأمركم ، وما أنتم فيه ، فاستبشروا بذلك ، فذلك قوله : ( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ) الآية .
وقد ثبت في الصحيحين عن أنس ، رضي الله عنه ، في قصة أصحاب بئر معونة السبعين من الأنصار ، الذين قتلوا في غداة واحدة ، وقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوهم ، يدعو عليهم ويلعنهم ، قال أنس : ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع : " أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا " .
- القرطبى : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
و فرحين نصب في موضع الحال من المضمر في يرزقون . ويجوز في الكلام " فرحون " على النعت لأحياء . وهو من الفرح بمعنى السرور . والفضل في هذه الآية هو النعيم المذكور . وقرأ ابن السميقع " فارحين " بالألف وهما لغتان ، كالفره والفاره ، والحذر والحاذر ، والطمع والطامع ، والبخل والباخل . قال النحاس : ويجوز في غير القرآن رفعه ، يكون نعتا لأحياء .
قوله تعالى : ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم المعنى لم يلحقوا بهم في الفضل ، وإن كان لهم فضل . وأصله من البشرة ; لأن الإنسان إذا فرح ظهر أثر السرور في وجهه . وقال السدي . : يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من يقدم عليه من إخوانه ، فيستبشر كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا . وقال قتادة وابن جريج والربيع وغيرهم : استبشارهم بأنهم يقولون : إخواننا الذين تركنا خلفنا في الدنيا يقاتلون في سبيل الله مع نبيهم ، فيستشهدون فينالون من الكرامة مثل ما نحن فيه ; فيسرون ويفرحون لهم بذلك . وقيل : إن الإشارة بالاستبشار للذين لم يلحقوا بهم إلى جميع المؤمنين وإن لم يقتلوا ، ولكنهم لما عاينوا ثواب الله وقع اليقين بأن دين الإسلام هو الحق الذي يثيب الله عليه ; فهم فرحون لأنفسهم بما آتاهم الله من فضله ، مستبشرون للمؤمنين بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . ذهب إلى هذا المعنى الزجاج وابن فورك .
- الطبرى : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)
قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: ويفرحون بمن لم يلحق بهم من إخوانهم الذين فارقوهم وهم أحياء في الدنيا على مناهجهم من جهاد أعداء الله مع رسوله، لعلمهم بأنهم إن استشهدوا فلحقوا بهم صاروا من كرامة الله إلى مثل الذي صاروا هم إليه، فهم لذلك مستبشرون بهم، فرحون أنهم إذا صاروا كذلك " لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، يعني بذلك: (43) لا خوف عليهم، لأنهم قد أمنوا عقاب الله، وأيقنوا برضاه عنهم، فقد أمنوا الخوف الذي كانوا يخافونه من ذلك في الدنيا، ولا هم يحزنون على ما خلَّفوا وراءهم من أسباب الدنيا ونكد عيشها، للخفض الذي صارُوا إليه والدعة والزُّلْفة. (44) .
* * *
ونصب " أن لا " بمعنى: يستبشرون لهم بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. (45) .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
8226- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم " الآية، يقول: لإخوانهم الذين فارقوهم على دينهم وأمرهم، لما قدموا عليه من الكرامة والفضل والنعيم الذي أعطاهم.
8227- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: " ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم " الآية، قال، يقولون: إخواننا يقتلون كما قتلنا، يلحقونا فيصيبون من كرامة الله تعالى ما أصبنا.
8228- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: ذكر لنا عن بعضهم في قوله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، قال: هم قتلى بدر وأحد، زعموا أن الله تبارك وتعالى لما قبض أرواحهم وأدخلهم الجنة، (46) جُعلت أرواحهم في طير خضر ترعى في الجنة، وتأوي إلى قناديل من ذهب تحت العرش. فلما رأوا ما أعطاهم الله من الكرامة، قالوا: ليت إخواننا الذين بعدنا يعلمون ما نحن فيه! فإذا شهدوا قتالا تعجَّلوا إلى ما نحن فيه! فقال الله تعالى: إنيّ منـزل على نبيكم ومخبر إخوانكم بالذي أنتم فيه. ففرحوا به واستبشروا، وقالوا: يخبر الله نبيكم وإخوانكم بالذي أنتم فيه، فإذا شهدوا قتالا أتوكم! قال: فذلك قوله: فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إلى قوله: أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ .
8229- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: " ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم "، أي: ويسرون بلحوق من لحق بهم من إخوانهم على ما مضوا عليه من جهادهم، ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب الله الذي أعطاهم، وأذهب الله عنهم الخوف والحزن. (47) .
8230- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم "، قال: هم إخوانهم من الشهداء ممَّن يُستشهد من بعدهم =" لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " حتى بلغ: وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ .
8231- حدثنا محمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: أما "
يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم "، فإن الشهيد يؤتى بكتاب فيه من يقدم عليه من إخوانه وأهله، فيقال: " يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا، ويقدم عليك فلان يوم كذا وكذا "، فيستبشر حين يقدم عليه، كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا.------------------
الهوامش :
(43) انظر تفسير نظيرة هذه الآية فيما سلف 1: 551 / 2 : 150 ، 512 ، 513 / 5: 519.
(44) "
الخفض": لين العيش وسعته وخصبه ، يقال: "عيش خفض ، وخافض ، وخفيض ، ومخفوض": خصيب في دعة ولين. و"الزلفة": القربة والدرجة والمنزلة ، عند الله رب العالمين.(45) انظر معاني القرآن للفراء 1: 247.
(46) انظر تفسير"
زعم" فيما سلف قريبًا ص 392 تعليق: 1.(47) الأثر: 8229- سيرة ابن هشام 3: 126 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها: 8220 ونص ابن هشام: "
قد أذهب الله. . ." ، وهو أجود. - ابن عاشور : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
وقولُه : { فرحين } حال من ضمير { يرزقون } .
والاستبشار : حصول البشارة ، فالسين والتاء فيه كما هما في قوله تعالى : { واستغنى اللَّه } [ التغابن : 6 ] وقد جمع اللَّهُ لهم بين المسرّة بأنفسهم والمسرّة بمن بقي من إخوانهم ، لأنّ في بقائهم نكاية لأعدائهم ، وهم مع حصول فضل الشهادة لهم على أيدي الأعداء يتمنّون هلاك أعدائهم ، لأنّ في هلاكهم تحقيق أمنية أخرى لهم وهي أمنية نصر الدين .
فالمراد { بالذين لم يلحقوا بهم } رفقاؤهم الذين كانوا يجاهدون معهم ، ومعنى لم يلحقوا بهم لم يستشهدوا فيصيروا إلى الحياة الآخرة .
و { من خلفهم } تمثيل بمعنى من بعدهم ، والتقدير : ويستبشرون بالذين لم يصيروا إلى الدار الآخرة مِن رفاقهم بأَمْنِهم وانتفاءِ ما يُحْزنهم . وقوله : { ألا خوف عليهم } بدل اشتمال ، و ( لا ) عاملة عمل ليس ومفيدة معناها ، ولم يُبن اسم ( لا ) على الفتح هنا لظهور أنّ المقصود نفي الجنس ولا احتمال لنفي الوحدة فلا حاجة لبناء النكرة على الفتح ، وهو كقول إحدى نساء حديث أمّ زرع : « زوجي كلَيْللِ نِهَامَة ، لا حرٌّ ولا قرّ ولا مخافة ولا سَآمَهْ » برفع الأسماء النكرات الثلاثة .
وفي هذا دلالة على أنّ أرواح هؤلاء الشهداء مُنحت الكشفَ على ما يسرّها من أحوال الذين يهمّهم شأنهم في الدنيا . وأنّ هذا الكشف ثابت لجميع الشهداء في سبيل الله ، وقد يكون خاصّاً الأحوال السارّة لأنّها لذّة لها . وقد يكون عامّاً لِجميع الأحوال لأنّ لذّة الأرواح تحصل بالمعرفة ، على أنّ الإمام الرازي حَصَر اللذّة الحقيقية في المعارف . وهي لذّة الحكماء بمعرفة حقائق الأشياء ، ولو كانت سيئة .
وفي الآية بشارة لأصحاب أُحُد بأنّهم لا تلحقهم نكبة بعد ذلك اليوم .
- إعراب القرآن : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
«فَرِحِينَ» حال منصوبة بالياء «بِما آتاهُمُ اللَّهُ» الجار والمجرور متعلقان بفرحين والجملة صلة الموصول ولفظ الجلالة فاعل «مِنْ فَضْلِهِ» متعلقان بآتاهم «وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله «لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة صلة الموصول «مِنْ خَلْفِهِمْ» متعلقان بمحذوف حال من فاعل يلحقوا «أَلَّا خَوْفٌ» أن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف لا خوف لا نافية خوف مبتدأ «عَلَيْهِمْ» متعلقان بمحذوف خبر «وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» الواو عاطفة وما بعدها معطوف وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور بدل من الذين.
- English - Sahih International : Rejoicing in what Allah has bestowed upon them of His bounty and they receive good tidings about those [to be martyred] after them who have not yet joined them - that there will be no fear concerning them nor will they grieve
- English - Tafheem -Maududi : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(3:170) rejoicing in what Allah has bestowed upon them out of His bounty, *121 jubilant that neither fear nor grief shall come upon the believers left behind in the world who have not yet joined them.
- Français - Hamidullah : et joyeux de la faveur qu'Allah leur a accordée et ravis que ceux qui sont restés derrière eux et ne les ont pas encore rejoints ne connaîtront aucune crainte et ne seront point affligés
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : und sind froh über das was Allah ihnen von Seiner Huld gewährt hat und sind glückselig über diejenigen die sich nach ihnen noch nicht angeschlossen haben daß keine Furcht über sie kommen soll noch sie traurig sein sollen
- Spanish - Cortes : contentos por el favor que Alá les ha hecho y alegres por quienes aún no les han seguido porque no tienen que temer y no estarán tristes
- Português - El Hayek : Estão jubilosos por tudo quanto Deus lhes concedeu da Sua graça e se regozijam por aqueles que ainda nãosucumbiram porque estes não serão presas do temor nem se atribularão
- Россию - Кулиев : радуясь тому что Аллах даровал им по Своей милости и ликуя от того что их последователи которые еще не присоединились к ним не познают страха и не будут опечалены
- Кулиев -ас-Саади : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
радуясь тому, что Аллах даровал им по Своей милости, и ликуя от того, что их последователи, которые еще не присоединились к ним, не познают страха и не будут опечалены.- Turkish - Diyanet Isleri : Allah yolunda öldürülenleri ölü saymayın bilakis Rableri katında diridirler Allah'ın bol nimetinden onlara verdiği şeylerle sevinç içinde rızıklanırlar arkalarından kendilerine ulaşamayan kimselere kendilerine korku olmadığını ve kendilerinin üzülmeyeceklerini müjde etmek isterler
- Italiano - Piccardo : lieti di quello che Allah per Sua grazia concede E a quelli che sono rimasti dietro loro danno la lieta novella “Nessun timore non ci sarà afflizione”
- كوردى - برهان محمد أمين : زۆر دڵخۆش و شادمانن بهو بهخشش و زیاده فهزڵهی که خوا پێی بهخشیوون مژدهش دهدهن بهوانهی هێشتا بهوان نهگهیشتوون و شههید نهبوون که بێگومان هیچ ترس و بیمێکیان لهسهر نییه هیچ غهم و پهژارهیهکتان بۆ پێش نایهت له بهجێ هێشتنی دنیا
- اردو - جالندربرى : جو کچھ خدا نے ان کو اپنے فضل سے بخش رکھا ہے اس میں خوش ہیں۔ اور جو لوگ ان کے پیچھے رہ گئے اور شہید ہوکر ان میں شامل نہیں ہوسکے ان کی نسبت خوشیاں منا رہے ہیں کہ قیامت کے دن ان کو بھی نہ کچھ خوف ہوگا اور نہ وہ غمناک ہوں گے
- Bosanski - Korkut : radosni zbog onoga što im je Allah od dobrote Svoje dao i veseli zbog onih koji im se još nisu pridružili za koje nikakva straha neće biti i koji ni za čim neće tugovati;
- Swedish - Bernström : De gläds åt vad Gud i Sin nåd har skänkt dem och de gläds över [budskapet] att de som [ännu] inte har följt dem utan blivit kvar inte skall känna fruktan och att ingen sorg skall tynga dem
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka dalam keadaan gembira disebabkan karunia Allah yang diberikanNya kepada mereka dan mereka bergirang hati terhadap orangorang yang masih tinggal di belakang yang belum menyusul mereka bahwa tidak ada kekhawatiran terhadap mereka dan tidak pula mereka bersedih hati
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(Mereka riang gembira) menjadi hal dari kata ganti yang terdapat pada yurzaquuna (dengan karunia yang diberikan Allah kepada mereka, dan) mereka (bersenang hati terhadap orang-orang yang masih belum menyusul di belakang mereka) yakni dari saudara-saudara mereka orang-orang beriman dan yang menjadi badal bagi 'alladziina' (bahwa) artinya disebabkan karena (tak ada kekhawatiran terhadap mereka, dan tidak pula mereka akan berdukacita) di akhirat kelak. Maksudnya mereka bersenang hati pula karena teman-teman mereka yang akan menyusul di belakang tak perlu dikhawatirkan nasib dan keamanan mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ নিজের অনুগ্রহ থেকে যা দান করেছেন তার প্রেক্ষিতে তারা আনন্দ উদযাপন করছে। আর যারা এখনও তাদের কাছে এসে পৌঁছেনি তাদের পেছনে তাদের জন্যে আনন্দ প্রকাশ করে। কারণ তাদের কোন ভয় ভীতিও নেই এবং কোন চিন্তা ভাবনাও নেই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : தன் அருள் கொடையிலிருந்து அல்லாஹ் அவர்களுக்கு அளித்ததைக் கொண்டு அவர்கள் ஆனந்தத்துடன் இருக்கிறார்கள்; மேலும் போரில் ஈடுபட்டிருந்த தன் முஃமினான சகோதரர்களில் மரணத்தில் தம்முடன் சேராமல் இவ்வுலகில் உயிருடன் இருப்போரைப் பற்றி; "அவர்களுக்கு எவ்வித பயமுமில்லை அவர்கள் துக்கப்படவும் மாட்டார்கள்" என்று கூறி மகிழ்வடைகிறார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ปลาบปลื้มต่อสิ่ง ที่อัลลอฮ์ทรงประทานให้แก่พวกเขา จากความกรุณาของพระองค์ และปิติยินดีต่อบรรดาผู้ที่ยังมาไม่ทันพวกเขาซึ่งอยู่เบื้องหลังพวกเขา ว่า ไม่มีความกลัวใด ๆ แก่พวกเขาและทั้งพวกเขาจะไม่เสียใจ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар Аллоҳ Ўз фазлидан берган нарсалардан хурсандлар ва ҳали ортларидан ўзларига қўшилмаган биродарларига уларга хавф йўқлигини ҳамда хафа ҳам бўлмасликларининг хушхабарини бермоқдалар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们又喜欢真主赏赐自己的恩惠,又喜欢留在人间,还没有赶上他们的那些教胞,将来没有恐惧,也不忧愁。
- Melayu - Basmeih : Dan juga mereka bersukacita dengan kurniaan Allah balasan mati Syahid yang telah dilimpahkan kepada mereka dan mereka bergembira dengan berita baik mengenai saudarasaudaranya orangorang Islam yang sedang berjuang yang masih tinggal di belakang yang belum mati dan belum sampai kepada mereka iaitu bahawa tidak ada kebimbangan dari berlakunya kejadian yang tidak baik terhadap mereka dan mereka pula tidak akan berdukacita
- Somali - Abduh : Iyagoo ku Faraxsan wuxuu siiyey Eebe oo Fadligiisa ah kuna Bishaaraysan kuwaan wali Haleelin ee Gadaashooda ah inuusan Korkoda Cabsi iyo Murugo midna ahyn
- Hausa - Gumi : Suna mãsu farin ciki sabõda abin da Allah Ya bã su daga falalarSa kuma suna yin bushãra ga waɗanda ba su risku da su ba daga bayansu; "Bãbu tsõro a kansu kuma ba su zama suna yin baƙin ciki ba"
- Swahili - Al-Barwani : Wanafurahia aliyo wapa Mwenyezi Mungu kwa fadhila yake na wanawashangilia wale ambao bado hawajajiunga nao walio nyuma yao ya kwamba haitakuwa khofu juu yao wala hawatahuzunika
- Shqiptar - Efendi Nahi : Janë të gëzuar për atë që ua ka dhënë Perëndia nga dhuntitë e Tij dhe sihariqohen me ata të cilët ende nuk u janë bashkuar shoqëruar dhe që kanë ngelur pas tyre meqë nuk do të ketë kurrfarë frike dhe të cilët për asgjë nuk do të pikëllohen;
- فارسى - آیتی : از فضيلتى كه خدا نصيبشان كرده است شادمانند. و براى آنها كه در پىشان هستند و هنوز به آنها نپيوستهاند خوشدلند كه بيمى بر آنها نيست و اندوهگين نمىشوند.
- tajeki - Оятӣ : Аз фазилате, ки Худо насибашон кардааст, шодмонанд. Ва барои онҳо, ки дар паяшон ҳастанд ва ҳанӯз ба онҳо напайвастаанд, хушдиланд, ки биме бар онҳо нест ва андӯҳгин намешаванд!
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار اﷲ نىڭ ئۆزلىرىگە بەرگەن پەزلىدىن خۇرسەندۇر، ئۆزلىرىنىڭ ئارقىسىدىن تېخى يېتىپ كەلمىگەن (يەنى شېھىت بولماي تىرىك قالغان) قېرىنداشلىرىغا (ئاخىرەتتە) نە قورقۇنچ، (دۇنيادىن ئايرىلغانلىقىغا) نە قايغۇ يوق ئىكەنلىكى بىلەن خۇش خەۋەر بېرىشنى تىلەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു തന്റെ അനുഗ്രഹത്തില് നിന്ന് തങ്ങള്ക്കേകിയ തില് അവര് സന്തുഷ്ടരാണ്. തങ്ങളുടെ പിന്നിലുള്ളവരും തങ്ങളോടൊപ്പം വന്നെത്തിയിട്ടില്ലാത്തവരുമായ വിശ്വാസികളുടെ കാര്യത്തിലുമവര് സംതൃപ്തരാണ്. അവര്ക്ക് ഒന്നും പേടിക്കാനോ ദുഃഖിക്കാനോ ഇല്ലെന്ന് അവരറിയുന്നതിനാലാണിത്.
- عربى - التفسير الميسر : لقد عمتهم السعاده حين من الله عليهم فاعطاهم من عظيم جوده وواسع كرمه من النعيم والرضا ما تقر به اعينهم وهم يفرحون باخوانهم المجاهدين الذين فارقوهم وهم احياء ليفوزوا كما فازوا لعلمهم انهم سينالون من الخير الذي نالوه اذا استشهدوا في سبيل الله مخلصين له وان لا خوف عليهم فيما يستقبلون من امور الاخره ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا
*121). There is a Tradition from the Prophet that he who leaves the world after having lived righteously is greeted with a life so felicitous that he never wishes to return to the world. The only exception to this are martyrs who wish to be sent back to the world so that they may once again attain martyrdom and thereby enjoy that unique joy, bliss and ecstasy which one experiences at the time of laying down one's life for God. (Ahmad b. Hanbal, Musnad, vol. Ill, 103, 126, 153, 173, 251, 276, 278, 284, 289; Bukhari, 'Tafsir al-Qur'an', 6 and 21: Muslim, 'Al-Imarah', 108, 109. 121 - Ed.)