- عربي - نصوص الآيات عثماني : مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍۢ وَرَٰعِنَا لَيًّۢا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِى ٱلدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
- عربى - نصوص الآيات : من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ۚ ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا
- عربى - التفسير الميسر : من اليهود فريق دأبوا على تبديل كلام الله وتغييره عمَّا هو عليه افتراء على الله، ويقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: سمعنا قولك وعصينا أمرك واسمع منَّا لا سمعت، ويقولون: راعنا سمعك أي: افهم عنا وأفهمنا، يلوون ألسنتهم بذلك، وهم يريدون الدعاء عليه بالرعونة حسب لغتهم، والطعن في دين الإسلام. ولو أنهم قالوا: سمعنا وأطعنا، بدل و"عصينا"، واسمع دون "غير مسمع"، وانظرنا بدل "راعنا" لكان ذلك خيرًا لهم عند الله وأعدل قولا ولكن الله طردهم من رحمته؛ بسبب كفرهم وجحودهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يصدقون بالحق إلا تصديقًا قليلا لا ينفعهم.
- السعدى : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
ثم بين كيفية ضلالهم وعنادهم وإيثارهم الباطل على الحق فقال: { مِنَ الَّذِينَ هَادُوا } أي: اليهود وهم علماء الضلال منهم. { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } إما بتغيير اللفظ أو المعنى، أو هما جميعا. فمن تحريفهم تنزيل الصفات التي ذكرت في كتبهم التي لا تنطبق ولا تصدق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم على أنه غير مراد بها، ولا مقصود بها بل أريد بها غيره، وكتمانهم ذلك. فهذا حالهم في العلم أشر حال، قلبوا فيه الحقائق، ونزلوا الحق على الباطل، وجحدوا لذلك الحق، وأما حالهم في العمل والانقياد فإنهم { يَقُولون سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } أي: سمعنا قولك وعصينا أمرك، وهذا غاية الكفر والعناد والشرود عن الانقياد، وكذلك يخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم بأقبح خطاب وأبعده عن الأدب فيقولون: { اسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ } قصدهم: اسمع منا غير مسمع ما تحب، بل مسمع ما تكره، { وَرَاعِنَا } قصدهم بذلك الرعونة، بالعيب القبيح، ويظنون أن اللفظ -لما كان محتملا لغير ما أرادوا من الأمور- أنه يروج على الله وعلى رسوله، فتوصلوا بذلك اللفظِ الذي يلوون به ألسنتهم إلى الطعن في الدين والعيب للرسول، ويصرحون بذلك فيما بينهم، فلهذا قال: { لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ } ثم أرشدهم إلى ما هو خير لهم من ذلك فقال: { وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ } وذلك لما تضمنه هذا الكلام من حسن الخطاب والأدب اللائق في مخاطبة الرسول، والدخول تحت طاعة الله والانقياد لأمره، وحسن التلطف في طلبهم العلم بسماع سؤالهم، والاعتناء بأمرهم، فهذا هو الذي ينبغي لهم سلوكه. ولكن لما كانت طبائعهم غير زكية، أعرضوا عن ذلك، وطردهم الله بكفرهم وعنادهم، ولهذا قال: { وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا }
- الوسيط لطنطاوي : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
ثم ذكر- سبحانه- ألوانا من الأقوال والأعمال القبيحة التي كان اليهود يقولونها ويفعلونها للإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى المسلمين فقال: مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ.
وتحريف الشيء إمالته وتغييره. ومنه قولهم: طاعون يحرف القلوب، أى يميلها ويجعلها على حرف، أى جانب وطرف. وأصله من الحرف يقال: حرف الشيء عن وجهه، صرفه عنه.
والجملة الكريمة بيان للموصول وهو قوله- تعالى- الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ.
ويجوز أن يكون قوله مِنَ الَّذِينَ هادُوا خبر لمبتدأ محذوف. وقوله يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ صفة له.
أى من الذين هادوا قوم أو فريق من صفاتهم أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه أى يميلونه عن مواضعه، ويجعلون مكانه غيره، ويفسرونه تفسيرا سقيما بعيدا عن الحق والصواب.
قال الفخر الرازي: في كيفية التحريف وجوه:
أحدها: أنهم كانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر. مثل تحريفهم اسم «ربعة» عن موضعه في التوراة بوضعهم «آدم طويل» ، وكتحريفهم الرجم بوضعهم الجلد بدله.
الثاني: أن المراد بالتحريف إلقاء الشبه الباطلة، والتأويلات الفاسدة، وصرف اللفظ من معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه من الحيل اللفظية، كما يفعله أهل البدعة في زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذاهبهم. وهذا هو الأصح.
الثالث: أنهم كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويسألونه عن أمر فيخبرهم ليأخذوا به فإذا خرجوا من عنده حرفوا كلامه» .
والذي نراه أولى أن تحريف هؤلاء اليهود للكلم عن مواضعه يتناول كل ذلك، لأنهم لم يتركوا وسيلة من وسائل التحريف الباطل إلا فعلوها، أملا منهم في صرف الناس عن الدعوة الإسلامية، ولكن الله- تعالى- خيب آمالهم.
قال الزمخشري: فإن قلت: كيف قيل هاهنا عَنْ مَواضِعِهِ وفي المائدة مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ؟ قلت: «أما عن مواضعه» فعلى ما فسرنا من إزالته عن مواضعه التي أوجبت حكمة وضعه فيها، بما اقتضت شهواتهم من إبدال غيره مكانه.
وأما مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ فالمعنى أنه كانت له مواضع قمن بأن يكون فيها. فحين حرفوه تركوه كالغريب الذي لا موضع له بعد مواضعه ومقاره. والمعنيان متقاربان» .
ثم حكى- سبحانه- لونا ثانيا من ضلالتهم فقال: وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا أى.
ويقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إذا ما أمرهم بشيء: سمعنا قولك وعصينا أمرك فنحن مع فهمنا لما تقول لا نطيعك لأننا متمسكون باليهودية.
ثم حكى- سبحانه- لونا ثالثا من مكرهم فقال: وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وهذه الجملة معطوفة على ما قبلها وداخلة تحت القول السابق.
أى: ويقولون ذلك في أثناء مخاطبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وهو كلام ذو وجهين وجه محتمل للشر. بأن يحمل على معنى «اسمع» حال كونك غير مسمع كلاما ترضاه. ووجه محتمل للخير. بأن يحمل على معنى اسمع منا غير مسمع كلاما تكرهه.
فأنت تراهم- لعنهم الله- أنهم كانوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المحتمل للشر والخير موهمين غيرهم أنهم يريدون الخير، مع أنهم لا يريدون إلا الشر، بسبب ما طفحت به نفوسهم من حسد للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين.
ثم حكى- سبحانه- لونا رابعا من خبثهم فقال: وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وهو كلام معطوف على ما قبله وداخل تحت القول السابق.
وكلمة راعِنا كلمة ذات وجهين- أيضا- فهي محتملة للخير بحملها على معنى ارقبنا وأمهلنا أو انتظرنا نكلمك. ومحتملة للشر بحملها على شبه كلمة عبرانية كانوا يتسابون بها. أو على السب بالرعونة أى الحمق.
قال الراغب: قوله: - تعالى- وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ كان ذلك قولا يقولونه للنبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم يقصدون به رميه بالرعونة، ويوهمون أنهم يقولون: راعنا أى: أحفظنا. من قولهم: رعن الرجل يرعن رعنا فهو رعن» أى أحمق.
وأصل كلمة لَيًّا لويا لأنه من لويت، فأدغمت الواو في الياء لسبقها بالسكون. واللى:
الانحراف والالتفات والانعطاف.
والمراد أنهم كانوا يلوون ألسنتهم بالكلمة أو بالكلام ليكون اللفظ في السمع مشبها لفظا آخر هم يريدونه لأنه يدل على معنى ذميم.
أى أنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم والاستهزاء راعِنا ويقصدون بهذا القول الإساءة إليه صلى الله عليه وسلم وينطقون بهذه الكلمة وما يشابهها نطقا ملتويا منحرفا ليصرفوها عن جانب احتمالها للخير إلى جانب احتمالها للشر. ولذا فقد نهى الله- تعالى- المؤمنين عن مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الألفاظ.
قال ابن كثير: عند تفسيره لقوله- تعالى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا: نهى الله عباده المؤمنين عن أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم. وذلك أن اليهود كانوا يعلنون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص- عليهم لعائن الله-: فإذا أرادوا أن يقولوا اسمع لنا: يقولون راعنا، ويورون بالرعونه: وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم بأنهم كانوا إذا سلموا إنما يقولون. السام عليكم. والسام هو الموت. ولهذا أمرنا أن نرد عليهم بوعليكم. وإنما يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا. والغرض أن الله- تعالى- نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولا وفعلا» .
وقوله وَطَعْناً فِي الدِّينِ أى يقولون ذلك من أجل القدح في الدين والاستهزاء بتعاليمه، وبنبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم بين- سبحانه- ما كان بحب عليهم أن يقولوه لو كانوا يعقلون فقال: تعالى- وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ
أى: ولو أنهم قالوا عند سماعهم لما يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من حق وخير، سَمِعْنا قولك سماع قبول واستجابة، وأطعنا أمرك بدل قولهم سمعنا وعصينا.
ولو أنهم قالوا عند مخاطبتهم له صلى الله عليه وسلم وَاسْمَعْ إجابتنا لدعوة الحق وَانْظُرْنا حتى نفهم عنك ما تريده منا بدل قولهم وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ لو أنهم فعلوا ذلك لكان قولهم هذا خيرا لهم وأعدل من أقوالهم السابقة الباطلة التي حكاها القرآن عنهم.
ولكنهم لسوء طباعهم لم يفعلوا ذلك فحقت عليهم اللعنة في الدنيا والآخرة وقد صرح القرآن بذلك فقال: وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا. أى: ولكنهم لم يقولوا ما هو خير لهم وأقوم بل قالوا ما هو شر وباطل، فاستحقوا اللعنة من الله بسبب كفرهم وسوء أفعالهم:
ولفظ قَلِيلًا في قوله فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا منصوب على الاستثناء من قوله لَعَنَهُمُ أى: ولكن لعنهم الله إلا فريقا منهم آمنوا فلم يلعنوا: أو منصوب على الوصفية لمصدر محذوف أى: ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا إيمانا قليلا أى ضعيفا ركيكا لا يعبأ به، ولا يغنى عنهم من عذاب الله شيئا لأنه إيمان غير صحيح بسبب تفريقهم بين رسل الله في التصديق والطاعة.
قال- تعالى- إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ، وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا. أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً.
- البغوى : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
( من الذين هادوا ) قيل : هي متصلة بقوله ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ( من الذين هادوا ) وقيل : هي مستأنفة ، معناه : من الذين هادوا من يحرفون ، كقوله تعالى : " وما منا إلا له مقام معلوم " ( الصافات - 164 ) أي : من له مقام معلوم ، يريد : فريق ، ( يحرفون الكلم ) يغيرون الكلم ( عن مواضعه ) يعني : صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : كانت اليهود يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه عن الأمر ، فيخبرهم ، فيرى أنهم يأخذون بقوله ، فإذا انصرفوا من عنده حرفوا كلامه ، ( ويقولون سمعنا ) قولك ( وعصينا ) أمرك ، ( واسمع غير مسمع ) أي : اسمع منا ولا نسمع منك ، ( غير مسمع ) أي : غير مقبول منك ، وقيل : كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : اسمع ، ثم يقولون في أنفسهم : لا سمعت ، ( وراعنا ) أي : ويقولون راعنا ، يريدون به النسبة إلى الرعونة ، ( ليا بألسنتهم ) تحريفا ( وطعنا ) قدحا ( في الدين ) أن قوله : " وراعنا " من المراعاة ، وهم يحرفونه ، يريدون به الرعونة ، ( ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا ) أي : انظر إلينا مكان قولهم راعنا ، ( لكان خيرا لهم وأقوم ) أي أعدل وأصوب ، ( ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ) إلا نفرا قليلا منهم ، وهو عبد الله بن سلام ومن أسلم معه منهم .
- ابن كثير : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
ثم قال تعالى : ( من الذين هادوا ) " من " هذه لبيان الجنس كقوله : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان )
وقوله : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) أي : يتأولون على غير تأويله ، ويفسرونه بغير مراد الله ، عز وجل ، قصدا منهم وافتراء ( ويقولون سمعنا وعصينا ) أي يقولون سمعنا ما قلته يا محمد ولا نطيعك فيه . هكذا فسره مجاهد وابن زيد ، وهو المراد ، وهذا أبلغ في عنادهم وكفرهم ، أنهم يتولون عن كتاب الله بعد ما عقلوه ، وهم يعلمون ما عليهم في ذلك من الإثم والعقوبة .
وقوله ( واسمع غير مسمع ) أي : اسمع ما نقول ، لا سمعت . رواه الضحاك عن ابن عباس . وقال مجاهد والحسن : واسمع غير مقبول منك .
قال ابن جرير : والأول أصح . وهو كما قال . وهذا استهزاء منهم واستهتار ، عليهم لعنة الله [ والملائكة والناس أجمعين ] .
( وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ) أي : يوهمون أنهم يقولون : راعنا سمعك بقولهم : " راعنا " وإنما يريدون الرعونة . وقد تقدم الكلام في هذا عند قوله : ( ياأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ) [ البقرة : 104 ] .
ولهذا قال تعالى عن هؤلاء اليهود الذين يريدون بكلامهم خلاف ما يظهرونه : ( ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ) يعني : بسبهم النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم قال تعالى : ( ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ) أي : قلوبهم مطرودة عن الخير مبعدة منه ، فلا يدخلها من الإيمان شيء نافع لهم وقد تقدم الكلام على قوله تعالى : ( فقليلا ما يؤمنون ) [ البقرة : 88 ] والمقصود : أنهم لا يؤمنون إيمانا نافعا .
- القرطبى : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
قوله تعالى : من الذين هادوا قال الزجاج : إن جعلت من متعلقة بما قبل فلا يوقف على قوله نصيرا ، وإن جعلت منقطعة فيجوز الوقف على نصيرا والتقدير من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم ؛ ثم حذف . وهذا مذهب سيبويه ، وأنشد النحويون :
لو قلت ما في قومها لم تيثم يفضلها في حسب وميسم
قالوا : المعنى لو قلت ما في قومها أحد يفضلها ؛ ثم حذف . وقال الفراء : المحذوف " من " المعنى : من الذين هادوا من يحرفون . وهذا كقوله تعالى : وما منا إلا له مقام معلوم أي من له . وقال ذو الرمة :
فظلوا ومنهم دمعه سابق له وآخر يذري عبرة العين بالهمل
يريد ومنهم من دمعه ، فحذف الموصول . وأنكره المبرد والزجاج ؛ لأن حذف الموصول كحذف بعض الكلمة . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وإبراهيم النخعي " الكلام " . قال النحاس : و " الكلم " في هذا أولى ؛ لأنهم إنما يحرفون كلم النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ما عندهم في التوراة وليس يحرفون جميع الكلام ، ومعنى يحرفون يتأولونه على غير تأويله . وذمهم الله تعالى بذلك لأنهم يفعلونه متعمدين . عن مواضعه يعني صفة النبي صلى الله عليه وسلم . ويقولون سمعنا وعصينا أي سمعنا قولك وعصينا أمرك . واسمع غير مسمع قال ابن عباس : كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : اسمع لا سمعت ، هذا مرادهم - لعنهم الله - وهم يظهرون أنهم يريدون اسمع غير مسمع مكروها ولا أذى . وقال الحسن ومجاهد . معناه غير مسمع منك ، أي مقبول ولا مجاب إلى ما تقول . قال النحاس : ولو كان كذلك لكان غير مسموع منك . وتقدم القول في وراعنا ومعنى ليا بألسنتهم أي يلوون ألسنتهم عن الحق أي يميلونها إلى ما في قلوبهم . وأصل اللي الفتل ، وهو نصب على المصدر ، وإن شئت كان مفعولا من أجله . وأصله لويا ثم أدغمت الواو في الياء . وطعنا معطوف عليه أي يطعنون في الدين ، أي يقولون لأصحابهم لو كان نبيا لدرى أننا نسبه ، فأظهر الله تعالى نبيه على ذلك فكان من علامات نبوته ، ونهاهم عن هذا القول . ومعنى وأقوم أصوب لهم في الرأي . فلا يؤمنون إلا قليلا أي إلا إيمانا قليلا لا يستحقون به اسم الإيمان . وقيل : معناه لا يؤمنون إلا قليلا منهم ؛ وهذا بعيد لأنه عز وجل قد أخبر عنهم أنه لعنهم بكفرهم .
- الطبرى : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
القول في تأويل قوله : مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ
قال أبو جعفر: ولقوله جل ثناؤه: " من الذين هادوا يحرفون الكلم "، وجهان من التأويل.
أحدهما: أن يكون معناه: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ =" من الذين هادوا يحرفون الكلم "، فيكون قوله: " من الذين هادوا " من صلة " الذين ". وإلى هذا القول كانت عامة أهلِ العربية من أهل الكوفة يوجِّهون قوله: " من الذين هادوا يحرِّفون ". (4)
* * *
والآخر منهما: أن يكون معناه: من الذين هادوا من يُحرِّف الكلم عن مواضعه، فتكون "
مَن " محذوفة من الكلام، اكتفاء بدلالة قوله: " من الذين هادوا "، عليها. وذلك أن " مِن " لو ذكرت في الكلام كانت بعضًا ل " مَن "، فاكتفى بدلالة " مِنْ"، عليها. والعرب تقول: " منا من يقول ذلك، ومِنا لا يقوله "، (5) بمعنى: منا من يقول ذاك، ومنا من لا يقوله = فتحذف " مَن " اكتفاء بدلالة " مِنْ" عليه، كما قال ذو الرمة:فَظَلُّــوا, وَمِنْهُـمْ دَمْعُـهُ سَـابِقٌ لَـهُ
وَآخَـرُ يَثْنِـي دَمْعَـةَ العَيْـنِ بِـالهَمْلِ (6)
يعني: ومنهم مَن دمعه، وكما قال الله تبارك وتعالى: وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ [سورة الصافات: 164]. وإلى هذا المعنى كانت عامة أهل العربية من أهل البصرة يوجِّهون تأويل قوله: "
من الذين هادوا يحرفون الكلم "، غير أنهم كانوا يقولون: المضمر في ذلك " القوم "، كأن معناه عندهم: من الذين هادوا قوم يحرِّفون الكلم، ويقولون: نظير قول النابغة:كَــأَنَّكَ مِــنْ جِمَــالِ بَنِـي أُقَيْشٍ
يُقَعْقَــعُ خَــلْفَ رِجْلَيْــهِ بِشَــنِّ (7)
يعني: كأنك جمل من جمال أقيش.
فأما نحويو الكوفة فينكرون أن يكون المضمر مع "
مِن " إلا " مَن " أو ما أشبهها. (8)* * *
قال أبو جعفر: والقول الذي هو أولى بالصواب عندي في ذلك: قول من قال: قوله: "
من الذين هادوا "، من صلة ( الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ ) ، لأن الخبرين جميعًا والصفتين، من صفة نوع واحد من الناس، وهم اليهود الذين وصفَ الله صفتهم في قوله: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ ) وبذلك جاء تأويلُ أهل التأويل، فلا حاجة بالكلام = إذ كان الأمر كذلك = إلى أن يكون فيه متروك.* * *
وأما تأويل قوله: "
يُحَرِّفون الكلِمَ عن مواضعه "، (9) فإنه يقول: يبدِّلون معناها ويغيِّرونها عن تأويله.* * *
و "
الكلم " جماع " كلمة ".* * *
وكان مجاهد يقول: عنى بـ "
الكلم "، التوراة.9691 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "
يحرفون الكلم عن مواضعه "، تبديل اليهود التوراة.9692 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
* * *
وأما قوله: "
عن مواضعه "، فإنه يعني: عن أماكنه ووجوهه التي هي وجوهه.* * *
القول في تأويل قوله : وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا
يعني بذلك جل ثناؤه: من الذين هادوا يقولون: سمعنا، يا محمد، قولك، وعصينا أمرك، كما:-
9693 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد في قوله: "
سمعنا وعصينا "، قال: قالت اليهود: سمعنا ما نقول ولا نطيعك.9694 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
9695 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
9696 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: "
سمعنا وعصينا "، قالوا: قد سمعنا، ولكن لا نطيعك.* * *
القول في تأويل قوله : وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ
قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن اليهود الذين كانوا حوالَيْ مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره: أنهم كانوا يسبّون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذونه بالقبيح من القول، ويقولون له: اسمع منا غير مسمع، كقول القائل للرجل يَسُبُّه: "
اسمع، لا أسمعَك الله "، كما:-9697 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
واسمع غير مسمع "، قال: هذا قول أهل الكتاب يهود، كهيئة ما يقول الإنسان: " اسمع لا سمعت "، أذًى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشتمًا له واستهزاءً.9698 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: "
واسمع غير مسمع " قال: يقولون لك: " واسمع لا سمعت ".وقد روي عن مجاهد والحسن: أنهما كانا يتأوّلان في ذلك بمعنى: واسمع غير مقبول منك.
= ولو كان ذلك معناه لقيل: "
واسمع غير مسموع "، ولكن معناه: واسمع لا تسمع، ولكن قال الله تعالى ذكره: لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ، فوصفهم بتحريف الكلام بألسنتهم، والطعن في الدين بسبِّ النبي صلى الله عليه وسلم.* * *
وأما القول الذي ذكرته عن مجاهد: "
واسمع غير مسمع "، يقول: غير مقبول ما تقول، فهو كما:-9699 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: "
واسمع غير مسمع "، قال: غير مُسْتمع - قال ابن جريج، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد: " واسمع غير مسمع "، غير مقبول ما تقول.9700 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
9701 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الحسن في قوله: "
واسمع غير مسمع "، قال: كما تقول اسمع غير مَسْموع منك.9702 - وحدثنا موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: كان ناس منهم يقولون: "
واسمع غير مسمع "، كقولك: اسمع غير صاغِرٍ. (10)* * *
القول في تأويل قوله : وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ
قال أبو جعفر: يعني بقوله: "
وراعنا "، أي: راعنا سمعك، افهم عنّا وأفهمنا. وقد بينا تأويل ذلك في" سورة البقرة " بأدلته، بما فيه الكفاية عن إعادته. (11)* * *
ثم أخبر الله جل ثناؤه عنهم أنهم يقولون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "
ليًّا بألسنتهم "، يعني تحريكًا منهم بألسنتهم بتحريف منهم لمعناه إلى المكروه من معنييه، (12) واستخفافًا منهم بحق النبي صلى الله عليه وسلم، وطعنًا في الدين، كما:-9703 - حدثني الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر قال، قال قتادة: كانت اليهود يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: "
راعنا سمعك "! يستهزئون بذلك، فكانت اليهود قبيحة أن يقال: (13) " راعنا سمعك " =" ليًّا بألسنتهم " والليّ: تحريكهم ألسنتهم بذلك =" وطعنًا في الدين ".9704 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: "
راعنا ليًّا بألسنتهم "، كان الرجل من المشركين يقول: " أرعني سمعك "! يلوي بذلك لسانه، يعني: يحرِّف معناه.9705 - حدثنا محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أييه، عن ابن عباس: مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ، إلى "
وطعنًا في الدين "، فإنهم كانوا يستهزئون، ويلوون ألسنتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويطعنون في الدين.9706 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: "
وراعنا ليا بألسنتهم وطعنًا في الدين "، قال: " راعنا "، طعنهم في الدين، وليهم بألسنتهم ليبطلوه، ويكذبوه. قال: و " الرَّاعن "، الخطأ من الكلام. (14)9707 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر قال، حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: "
ليا بألسنتهم "، قال: تحريفًا بالكذب.* * *
القول في تأويل قوله : وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ولو أن هؤلاء اليهود الذين وصف الله صفتهم، قالوا لنبي الله: "
سمعنا يا محمد قولك، وأطعنا أمرك، وقبلنا ما جئتنا به من عند الله، واسمع منا، وانظرنا ما نقول، وانتظرنا نفهم عنك ما تقول لنا " =" لكان خيرًا لهم وأقوم "، يقول: لكان ذلك خيرًا لهم عند الله =" وأقوم "، يقول: وأعدل وأصوبَ في القول.* * *
وهو من "
الاستقامة " من قول الله: وَأَقْوَمُ قِيلا [سورة المزمل: 6]، بمعنى: وأصوبُ قيلا (15) كما:-9708 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "
ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرًا لهم "، قال: يقولون اسمع منا، فإنا قد سمعنا وأطعنا، وانظرنا فلا تعجل علينا.9709 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابر، عن عكرمة ومجاهد قوله: "
وانظُرنا "، قال: اسمع منا.9710 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: "
وانظرنا "، قال: أفهمنا.9711 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد،"
وانظرنا "، قال: أفهمنا.* * *
قال أبو جعفر: وهذا الذي قاله مجاهد وعكرمة، من توجيههما معنى: "
وانظرنا " إلى: " اسمع منا " = وتوجيه مجاهد ذلك إلى " أفهمنا " = فما لا نعرف في كلام العرب، (16) إلا أن يكون أراد بذلك من توجيهه إلى " أفهمنا " ، انتظرنا نفهم ما تقول = أو: انتظرنا نقل حتى تسمع منا = فيكون ذلك معنًى مفهومًا، وإن كان غير تأويلٍ للكلمة ولا تفسير لها. (17) ولا نعرف: " انظرنا " في كلام العرب، (18) إلا بمعنى: انتظرنا وانظر إلينا = فأما " انظرنا " بمعنى: انتظرنا، فمنه قول الحطيئة:وَقَــدْ نَظَــرْتُكُمُ لَــوْ أَنَّ دِرَّتَكُـمْ
يَوْمًـا يَجِـيء بهـا مَسْـحِي وَإِبْسَاسِي (19)
وأما "
انظرنا "، بمعنى: انظر إلينا، فمنه قول عبد الله بن قيس الرقيات:ظَـاهِرَاتُ الجَمـالِ وَالحُسْـنِ يَنْظُرْنَ
كَمَـــا يَنْظُـــرُ الأَرَاكَ الظِّبَــاءُ (20)
بمعنى: كما ينظر إلى الأراك الظباء. (21)
* * *
القول في تأويل قوله : وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا (46)
قال أبو جعفر: يعني بذلك: ولكن الله تبارك وتعالى أخْزَى هؤلاء اليهود الذين وصف صفتهم في هذه الآية، فأقصاهم وأبعدهم من الرشد واتباع الحق (22) ="
بكفرهم "، يعني: بجحودهم نبوّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند ربهم من الهدى والبينات =" فلا يؤمنون إلا قليلا "، يقول: فلا يصدقون بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند ربهم، ولا يقرُّون بنبوته =" إلا قليلا "، يقول: لا يصدقون بالحق الذي جئتهم به، يا محمد، إلا إيمانًا قليلا كما:-9712 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: "
فلا يومنون إلا قليلا "، قال: لا يؤمنون هم إلا قليلا.قال أبو جعفر: وقد بيّنا وجه ذلك بعلله في"
سورة البقرة ". (23)---------------------
الهوامش :
(4) انظر معاني القرآن للفراء 1: 271.
(5) في المطبوعة: "
والعرب تقول: منا من يقول ذلك" بزيادة"من" وهو خطأ ، والصواب من معاني القرآن للفراء. أما المخطوطة فكان فيها: "والعرب تقول ذلك ومثالا لا يقوله" وهو من عبث الناسخ وإسقاطه.(6) ديوانه 485 ، وقبله: مع اختلاف الرواية:
بَكَـيْتُ عَـلَى مَـيٍّ بِهَـا إذْ عَرَفْتُهَـا
وَهِجْتُ الْهَوَى حَتَّى بَكَى القَوْمُ مِنْ أَجْلِي
فَظَلُّــوا وَمِنْهُـمْ دَمْعُـهُ غَـالِبٌ لَـهُ
وَآخَـرُ يَثْنِـي عَـبْرَةَ العَيْـنِ بـالهَمْلِ
وَهَـلْ هَمَـلانُ الْعَيْـنِ رَاجِعُ مَا مَضَى
مِـنَ الوَجْـدِ، أوْ مُدْنِيكِ يَا مَيُّ مِنْ أَهْلِي
وكان في المطبوعة: "
يذري دمعة العين بالمهل" وهو خطأ ، وتغيير من الطابع ، وفي المخطوطة"يثني" كما في الديوان.وقوله: "
يثني دمعة العين" ، أي يرد هملانها. وقوله: "بالهمل" متعلق بقوله"دمعة" ووضع"دمعة" هنا مصدرًا لقوله: "دمعت عينه دمعًا ودمعانًا ودموعًا" ، وزاده هو"دمعة" على وزن"رحمة" في المصادر = وكذلك في رواية"عبرة" ، كلاهما مصدر ، ولم تثبته كتب اللغة. يقول: وآخر يرد إرسال العين دمعها منهملا ، يعني: لولا ذلك لسالت دموعه غزارًا.(7) مضى تخريجه فيما سلف 1: 179 ، تعليق: 2 ، ونسيت هناك أن أرده إلى هذا المكان ، فأثبته.
(8) انظر مقالة الفراء في معاني القرآن 1: 271.
(9) انظر تفسير"
التحريف" فيما سلف 2: 248 ، 249.(10) في المطبوعة: "
غير صاغ" ، والصواب من المخطوطة.(11) انظر ما سلف 2: 459-467.
(12) انظر تفسير"
اللي" و"اللي بالألسنة" فيما سلف 6: 535-537.(13) في المخطوطة والمطبوعة: "
فكان في اليهود قبيحة فقال" ، وهو كلام لا يستقيم البتة ، وصوابه الذي لا شك فيه ما أثبت ، وانظر كونها كلمة قبيحة لليهود في 2: 460.(14) انظر القول في"
الراعن" فيما سلف 2: 465 ، 466.(15) انظر تفسر"
أقوم" فيما سلف 6: 77 ، 78.(16) في المطبوعة والمخطوطة: "
ما لا نعرف" بغير فاء ، ولكني زدتها لأنها أعرق في العربية وأقوم للسياق.(17) في المخطوطة والمطبوعة: "
غير تأويل الكلمة" والصواب ما أثبت.(18) في المطبوعة: "
فلا نعرف" بالفاء ، والأجود ما في المخطوطة ، كما أثبته.(19) ديوانه: 52 ، والكامل 1: 351 ، وهذا خطأ لا شك فيه في رواية البيت ، وأثبته على حاله ، لأنه دلالة على عجلة أبي جعفر أحيانًا في كتابة تفسيره ، ودليل على حفظه الشعر ، ولولا ذلك لم يخلط هذا الخلط فإن هذه القصيدة ، هي التي هجا بها الزبرقان بن بدر ، ومدح بغيض ابن عامر ، والتي شكاه من أجلها الزبرقان إلى عمر بن الخطاب فحبسه ، يقول للزبرقان لما غضب حين استضافه بغيض:
مَـا كـانَ ذَنْـبُ بَغِيـض لا أَبَــا لَكُمُ
فِـي بَــائِسٍ جَـاءَ يَحْـدُو آخِرَ الناسِ
لَقَــدْ مَــرَيْتُكُمُ لَــوْ أَنَّ دِرَّتكُــمْ
يَوْمًـا يجِـيءُ بِهَـا مَسْـحِي وَإبْسَاسِي
وَقَــدْ مَدَحْــتُكُمْ عَمْـدًا لأُرْشِــدَكُمْ
كَيْمَـا يَكُــونَ لَكُـمْ مَتْحٍـي وَإمْرَاسِي
ثم يليه بيت الشاهد الذي كان ينبغي أن يذكره هنا أبو جعفر ، كما ذكره فيما سلف في تفسير"
انظرنا" من سورة البقرة 2: 467 ، 468 وقد شرحته هناك. ولولا أن أثبت حال أبي جعفر في كتابه ، لألغيت البيت المذكور في المتن ، ولوضعت هذا البيت:وَقَــدْ نَظَــرْتُكُمُ أَعْشَـاءَ صَـادِرَةٍ
لِلْخِـمْسِ طَـالَ بِهَـا حَوْزِي وَتَنْسَاسِي
وقوله: "
لقد مريتكم" من قولهم: "مري الناقة يمريها مريًا": إذا مسح ضرعها لتدر. و"الدرة": الدفعة من اللبن و"المسح" مسح الضرع للحلب. و"الإبساس": هو صوت الراعي ، يلينه لناقته عند الحلب لتسكن ويسهل حلبها. يقول: لقد ترفقت لكم ، أستخرج خيركم بالمديح الرقيق والقول اللين ، فلم ألمق خيرًا ، ولم تجودوا به.وكان في المخطوطة: "
يجيء به" وهو خطأ.(20) ديوانه: 171 ، من قصيدته التي فخر فيها بقريش ، ومدح مصعب بن الزبير ، وذكر نساء عبد شمس بن عبد مناف فقال:
وَحِسَــانٌ مِثْـلُ الــدُّمَي عَبْشَـمِيَّاتٌ
عَلَيْهِــــن بَهْجَـــةٌ وَحَيَـــاءُ
لا يَبِعْـنَ العِيَـابَ فـي مَوْسِـمٍ النَّاسِ
إذَا طَـــافَ بِالعِيـــابِ النِّسَــاءُ
ظَـاهِرَاتُ الجَمَـالِ والسَّـرْو ........
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
و"
السرو": الشرف وكرم المحتد. وهي أجود الروايتين ، وقوله: "كما ينظر الأراك الظباء" ، من حسن التشبيه ، ودقة الملاحظة للعلاقة بين الشرف والسؤدد. وما يكون للمرء من شمائل وسمت وهيأة. ويعني أنهن قد ينصبن أجيادهن ، كأنهن ظباء تعطو الأراك لتناله. وذلك أظهر لجمال أجيادهن ، وحركتهن. والجيد فيه دلالة من دلائل الخلق لا يخطئها بصير.(21) انظر تفسير نظيرة هذه الكلمة من آية البقرة: "
وقولوا انظرنا" 2: 467 - 469.(22) انظر تفسير"
اللعنة" فيما سلف 2: 328 / 3: 254 ، 261 / 6: 577.(23) يعني تفسير قوله تعالى"
فقليلا ما يؤمنون" 2: 329 - 331. - ابن عاشور : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
يجوز أن يكون هذا كلاماً مستأنفاً .
و { مِنْ } تبعيضية ، وهي خبر لمبتدإ محذوف دلّت عليه صفته وهي جملة { يحرّفون } والتقدير : قوم يحرّفون الكلَم .
وحَذْفُ المبتدإ في مثل هذا شائع في كلام العرب اجتزاء بالصفة عن الموصوف وذلك إذا كان المبتدأ موصوفاً بجملة أوْ ظرف ، وكان بعضَ اسم مجرور بحرف { من } ، وذلك الاسم مقدّم على المبتدإ . ومن كلمات العرب المأثورة قولهم : «مِنَّا ظعنَ ومنّا أقام» أي منّا فريق ظعن ومنّا فريق أقام . ومنه قول ذي الرمّة :
فظَلّوا ومنهم دَمْعُهُ غالبٌ له ... وآخرُ يذري دمْعة العين بالهَمْل
أي ومنهم فريق ، بدليل قوله في العطف وآخر . وقولُ تميم بن مُقْبِل :
ومَا الدَّهْر إلاّ تَارتان فمنهمَا ... أمُوتُ وأخْرى أبتغي العَيشَ أكْدَح
وقد دلّ ضمير الجمع في قوله { يحرّفون } أنّ هذا صنيع فريق منهم ، وقد قيل : إنّ المراد به رفاعة بن زيد بن التَّابوت من اليهود ، ولعلّ قائل هذا يعني أنّه من جملة هؤلاء الفريق ، إذ لا يجوز أن يكون المراد واحداً ويؤتى بضمير الجماعة ، وليس المقام مقام إخفاء حتّى يكون على حدّ قوله عليه السلام : " ما بال أقوام يشترطون " الخ .
ويجوز أن يكون { من الذين هاوا } صفة للذين أوتوا نصيباً من الكتاب ، وتكون { مِن } بيانيّة أي هم الذين هادوا ، فَتكون جملة { يحرّفون } حالاً من قوله : { الذين هادوا } . وعلى الوجهين فقد أثبتت لهم أوصاف التحريف والضلالة ومحبّة ضلال المسلمين . والتحريف : الميل بالشيء إلى الحرف وهو جانب الشيء وحافته ، وسيأتي عند قوله تعالى : { يحرقون الكلم عن مواضعه } في سورة المائدة ( 13 ) ، وهو هنا مستعمل في الميل عن سواء المعنى وصريحه إلى التأويل الباطل ، كما يقال : تنكَّب عن الصراط ، وعن الطريق ، إذا أخطأ الصواب وصار إلى سوء الفهم أو التضليل ، فهو على هذا تحريفُ مراد الله في التوراة إلى تأويلات باطلة ، كما يفعل أهل الأهواء في تحريف معاني القرآن بالتأويلات الفاسدة . ويجوز أن يكون التحريف مشقّاً من الحرف وهو الكلمة والكتابة ، فيكون مراداً به تغيير كلمات التوراة وتبديلها بكلمات أخرى لتُوافِق أهواء أهل الشهوات في تأييد ما هم عليه من فاسد الأعمال . والظاهر أنّ كلا الأمرين قد ارتكبه اليهود في كتابهم . وما ينقل عن ابن عبّاس أنّ التحريف فساد التأويل ولا يعمد قوم على تغيير كتابهم ، ناظرٌ إلى غالب أحوالهم ، فعلى الاحتمال الأول يَكون استعمال عن } في قوله : { عن مواضعه } مجازاً ، ولا مجاوزة ولا مواضِعَ ، وعلى الثاني يكون حقيقة إذ التحريف حينئذٍ نقل وإزالة .
وقوله : { ويقولون } عطف على { يحرّفون } ذُكر سوء أفعالهم وسوء أقوالهم ، وهي أقوالهم التي يواجهون بها الرسول عليه الصلاة والسلام : يقولون سمِعْنا دعوتَك وعصيناك ، وذلك إظهار لتمسّكهم بدينهم ليزول طمع الرسول في إيمانهم ، ولذلك لم يَرَوا في قولهم هذا أذى للرسول فأعقبوه بقولهم له : { واسمع غير مسمع } إظهار للتأدب معه .
ومعنى { اسمع غير مُسمع } أنّهم يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم عند مراجعته في أمر الإسلام : اسمع منّا ، ويعقّبون ذلك بقولهم : { غير مسمع } يوهمون أنّهم قصدوا الظاهر المتبادر من قولهم : غير مُسمع ، أي غير مأمور بأن تسمع ، في معنى قول العرب : ( افعَلْ غيرَ مَأمُور ) . وقيل معناه : غير مُسْمَع مَكروهاً ، فلعلّ العرب كانوا يقولون : أسْمَعَه بمعنى سَبَّه . والحاصل أنّ هذه الكلمة كانت معروفة الإطلاق بين العرب في معنى الكرامة والتلطّف . إطلاقاً متعارفاً ، ولكنّهم لمّا قالوها للرسول أرادوا بها معنى آخر انتحلوه لها من شيء يسمَح به تركيبها الوضعي ، أي أن لا يسمع صوتاً من متكلّم . لأن يصير أصمّ ، أو أن لا يُستجاب دعاؤه . والذي دلّ على أنّهم أرادوا ذلك قوله بعد : { ولو أنهم قالوا } إلى قوله : { اسمع وانظرنا } فأزال لهم كلمة ( غير مسمع ) . وقصدُهم من إيراد كلام ذي وجهين أن يُرضوا الرسول والمؤمنين ويُرضوا أنفسهم بسوء نيتهم مع الرسول عليه السلام ويرضوا قومهم ، فلا يجدوا عليهم حجّة .
وقولهم : { وراعنا } أتوا بلفظ ظاهره طلب المُراعاة ، أي الرفق ، والمراعاة مفاعلة مستعملة في المبالغة في الرعي على وجه الكناية الشائعة التي ساوت الأصل ، ذلك لأنّ الرعي من لوازمه الرفقُ بالمرعِيّ ، وطلب الخصب له ، ودفع العادية عنه . وهم يريدون ب { راعنا } كلمة في العبرانية تدلّ على ما تدلّ عليه كلمة الرعونة في العَربية ، وقد روي أنّها كلمة { رَاعُونا } وأنّ معناها الرعونة فلعلّهم كانوا يأتون بها ، يوهمون أنّهم يعظّمون النبي صلى الله عليه وسلم بضمير الجماعة ، ويدلّ لذلك أنّ الله نهى المسلمين عن متابعتهم إيّاهم في ذلك اغتراراً فقال في سورة البقرة ( 104 ) : { يأيها الذين آمنوا لا تَقولوا رَاعنا وقولوا انظُرْنا } واللَّيُّ أصله الانعطاف والانثناء ، ومنه ولا تَلْوُون على أحد } ، وهو يحتمل الحقيقة في كلتا الكلمتين : اللّي ، والألسنة ، أي أنّهم يثنون ألسنتهم ليكون الكلام مشبهاً لغتين بأن يشبعوا حركات ، أو يقصروا مُشْبَعات ، أو يفخّموا مرقّقا ، أو يرقّقوا مفخما ، ليعطي اللفظ في السمع صورة تشبِه صورة كلمة أخرى ، فإنّه قد تخرج كلمة من زنة إلى زنة ، ومن لغة إلى لغة بمثل هذا . ويحتمل أن يراد بلفظ ( الليّ ) مجازُه ، وب ( الألسنة ) مجازه : فالليّ بمعنى تغيير الكلمة ، والألسنة مجاز على الكلام ، أي يأتون في كلامهم بما هو غير متمحّض لمعنى الخير .
وانتصب «ليّاً» على المفعول المطلق ل { يقولون } ، لأنّ الليّ كيفية من كيفيات القَول .
وانتصب { طعناً في الدين } على المفعول لأجله ، فهو من عطف بعض المفاعيل على بعض آخر ، ولا ضير فيه ، ولك أن تجعلهما معاً مفعولين مطلقين أو مفعولين لأجلهما ، وإنما كان قولهم ( طعناً في الدين ) ، لأنّهم أضمروا في كلامهم قصداً خبيثاً فكانوا يقولون لإخوانهم ، ومن يليهم من حديثي العهد بالإيمان : لو كان محمّد رسولاً لعلم ما أردنا بقولنا ، فلذلك فضحهم الله بهذه الآية ونظائرها .
وقوله : { ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا } أي لو قالوا ما هو قبول للإسلام لكان خيراً . وقوله : { سمعنا وأطعنا } يشبه أنّه ممّا جرى مجرى المثل بقول من أمر بشيء وامتثله «سَمّعٌ وطاعة» ، أي شأني سمع وطاعة ، وهو ممّا التزم فيه حذف المبتدإ لأنّه جرى مجرى المثل ، وسيجيء في سورة النور ( 51 ) قولُه تعالى : { إنّما كان قولَ المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا } وقوله : وأقوم تفضيل مشتقّ من القيام الذي هو بمعنى الوضوح والظهور ، كقولهم : قام الدليلُ على كذا ، وقامت حجّة فلان . وإنّما كان أقومَ لأنّه دالّ على معنى لا احتمال فيه ، بخلاف قولهم .
والاستدراك في قوله : { ولكن لعنهم الله بكفرهم } ناشىء عن قوله : { لكان خيراً لهم } ، أي ولكن أثر اللَّعْنَة حاق بهم فحرموا ما هو خير فلا ترشَحُ نفوسهم إلاّ بآثار ما هو كمين فيها من فعل سيّىءٍ وقول بَذَاءٍ لا يستطيعون صرف أنفسهم عن ذلك .
ومعنى { فلا يؤمنون إلا قليلاً } أنهم لا يؤمنون أبداً فهو من تأكيد الشيء بما يشبه ضدّه ، وأطلق القلّة على العدم . وفسّر به قول تَأبّط شرّاً :
قليلُ التشكّي للمُهِمّ يصيبُه ... كثيرُ الهَوى شَتَّى النَّوَى والمَسالك
قال الجاحظ في «كتاب البيان» عند قول عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود يصف أرض نصيبين «كثيرة العقارب قليلة الأقارب» ، يضعون ( قليلاً ) في موضع ( ليس ) ، كقولهم : فلان قليل الحياء . ليس مرادهم أن هناك حياء وإن قَلَّ» . قلت : ومنه قول العرب : قَلَّ رجل يقولُ ذلك ، يريدون أنّه غير موجود . وقال صاحب «الكشاف» عند قوله تعالى : «أإله مع الله قليلاً ما تذكّرون» «والمعنى نفي التذكير . والقلّة مستعمل في معنى النفي» . وإنّما استعملت العرب القلّة عوضاً عن النفي لضرب من الاحتراز والاقتصاد ، فكأنَّ المتكلّم يخشى أن يُتلقّى عموم نفيه بالإنكار فيتنازل عنه إلى إثبات قليل وهو يريد النفي .
- إعراب القرآن : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
- English - Sahih International : Among the Jews are those who distort words from their [proper] usages and say "We hear and disobey" and "Hear but be not heard" and "Ra'ina" twisting their tongues and defaming the religion And if they had said [instead] "We hear and obey" and "Wait for us [to understand]" it would have been better for them and more suitable But Allah has cursed them for their disbelief so they believe not except for a few
- English - Tafheem -Maududi : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا(4:46) Among those who have become Jews *72 there are some who alter the words from their context, *73 and make a malicious play with their tongues and seek to revile the true faith. They say: 'We have heard and we disobey' (sami'na wa 'asayna), *74 'Do hear us, may you turn dumb' (isma' ghayr musma') *75 and 'Hearken to us' (ra'ina). It would indeed have been better for them and more upright if they had said: 'We have heard and we obey' (sami'na wa ata'na) *76 and: 'Do listen to us, and look at us (with kindness)' (wa isma' wa unzurna). But Allah has cursed them because of their disbelief. Scarcely do they believe.
- Français - Hamidullah : Il en est parmi les Juifs qui détournent les mots de leur sens et disent Nous avions entendu mais nous avons désobéi Ecoute sans qu'il te soit donné d'entendre et favorise nous Ra'inâ tordant la langue et attaquant la religion Si au contraire ils disaient Nous avons entendu et nous avons obéi Ecoute et Regarde-nous ce serait meilleur pour eux et plus droit Mais Allah les a maudits à cause de leur mécréance; leur foi est donc bien médiocre
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Unter denjenigen die dem Judentum angehören verdrehen manche den Sinn der Worte und sagen "Wir hören doch wir widersetzen uns" und "Höre" als ob du nicht hörtest "raina" wobei sie mit ihren Zungen verdrehen und die Religion schmähen Wenn sie gesagt hätten "Wir hören und gehorchen" und "Höre" und "unzurna" wäre es wahrlich besser und richtiger für sie Aber Allah hat sie für ihren Unglauben verflucht Darum glauben sie nur wenig
- Spanish - Cortes : Algunos judíos alteran el sentido de las palabras y dicen Oímos y desobedecemos ¡Escucha sin que se pueda oír ¡Raina trabucando con sus lenguas y atacando la Religión Si dijeran Oímos y obedecemos¡Escucha ¡Unzurna sería mejor para ellos y más correcto Pero Alá les ha maldecido por su incredulidad Creen pero poco
- Português - El Hayek : Entre os judeus há aqueles que deturpam as palavras quanto ao seu significado Dizem Ouvimos e nos rebelamos Dizem ainda "Issmah ghaira mussmaen wa ráina distorcendolhes assim os sentidos difamando a religião Porém setivessem dito Ouvimos e obedecemos Escutanos e dignanos com a Tua atenção "anzurna" em vez de "Ráina" teria sidomelhor e mais propício para eles Porém Deus os amaldiçoa por sua perfídia porque não crêem senão pouquíssimos deles
- Россию - Кулиев : Среди иудеев есть такие которые переставляют слова со своих мест и говорят Мы слышали и ослушаемся и Послушай то что нельзя слушать и Заботься о нас Они кривят своими языками и поносят религию А если бы они сказали Мы слышали и повинуемся и Выслушай и Присматривай за нами то это было бы лучше для них и вернее Однако Аллах проклял их за неверие и они не веруют за исключением немногих
- Кулиев -ас-Саади : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
Среди иудеев есть такие, которые переставляют слова со своих мест и говорят: «Мы слышали и ослушаемся» и «Послушай то, что нельзя слушать» и «Заботься о нас». Они кривят своими языками и поносят религию. А если бы они сказали: «Мы слышали и повинуемся» и «Выслушай» и «Присматривай за нами», то это было бы лучше для них и вернее. Однако Аллах проклял их за неверие, и они не веруют, за исключением немногих.Всевышний разъяснил, в чем проявлялось заблуждение и упрямство людей Писания и как они отдавали предпочтение лжи перед истиной. Он разъяснил, что заблудшие иудейские богословы исказили священные тексты и их смысл. Примером этого были их утверждения о том, что упомянутые в их Писании качества последнего посланника, которые идеально подходят только Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, указывают на другого пророка. Они заявляли, что эти откровения не относятся к Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, и скрывали истину. Таким было их отношение к знаниям, и как же отвратительно такое отношение! Они искажали истину, нарекали правду ложью и таким образом отрицали ее. Что же касается их отношения к праведным поступкам и выполнению Божьих повелений, то оно проявлялось в том, что они говорили: «Мы слышали твои слова, но не желаем выполнять твои приказы». Такое поведение было свидетельством величайшего неверия, упрямства и нежелания покориться Аллаху. Они обращались к Божьему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, с дурными и непристойными речами и говорили: «Послушай то, что нельзя слушать!» Они желали, чтобы Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, никогда не слышал ничего приятного и слышал только неприятные слова. Они говорили: «Заботься о нас!» Играя словами, они желали выставить его глупым и порочным человеком. Они полагали, что если их слова не выдают их дурных намерений, то они смогут ввести в заблуждение Аллаха и Его посланника, да благословит его Аллах и приветствует. Они кривили своими языками и поносили религию, то есть использовали двусмысленные выражения для того, чтобы оскорбить религию и Божьего посланника, да благословит его Аллах и приветствует, и открыто поносили религию в разговорах между собой. Затем Аллах указал людям Писания на поступки, которые принесли бы им гораздо больше пользы. Им следовало сказать: «Слушаем и повинуемся! Выслушай нас! Присматривай за нами!» Если бы они поступили так, то изложили бы свои мысли правильно и почтительно отнеслись бы к посланнику Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует. Они бы на деле покорились Его воле и проявили бы учтивость, которая необходима тому, кто приобретает знания, а их вопросы были бы выслушаны, и им было бы оказано внимание. Они должны были поступить так, но благородство не было присуще им, и они не сделали этого. Аллах же прогнал их прочь за неверие и упрямство. Они были прокляты за то, что отказались от веры, и лишь немногие из них уверовали после этого.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yahudilerden sözleri yerlerinden değiştirip "İşittik ve karşı geldik kulak vermeyerek dinle" ve dillerini eğip bükerek ve dini yererek "Bizi de dinle" diyenler vardır Şayet "İşittik ve itaat ettik dinle ve bizi gözet" demiş olsalardı onlar için daha iyi daha doğru olurdu İşte Allah inkarları yüzünden onlara lanet etmiştir Onların ancak pek azı inanır
- Italiano - Piccardo : Alcuni tra i giudei stravolgono il senso delle parole e dicono “Abbiamo inteso ma abbiamo disobbedito” Oppure “Ascolta senza che nessuno ti faccia ascoltare” e “râina” contorcendo la lingua e ingiuriando la religione Se invece dicessero “Abbiamo inteso e abbiamo obbedito” e “Ascolta” e “undhurnâ” sarebbe stato meglio per loro e più retto Allah li ha maledetti per la loro miscredenza Credono molto debolmente
- كوردى - برهان محمد أمين : ههندێک لهوانهی که بوونهته جوو قسه لهجێی خۆیدا دهسکاریی دهکهن و جێ گۆرکێی پێدهکهن و بهئارهزووی خۆیان لێکی دهدهنهوه به کینهوگاڵتهوه دهڵێن بیستمان و بهقسهشمان نهکردیت گوێ بگره دهک گوێت لێ نهبێت ههروهها دهیان وت راعنا و دهمیان بۆ خوار دهکردهوه تا مانایهکی ههڵه ببهخشێت و ببێته تهعنه و ڕهخنه له دین خۆ ئهگهر بهڕاستی ئهوان بیانوتایه بیستمان و گوێڕایهڵین و تۆیش گوێمان بۆ بگرهو مۆڵهتمان بده تا تێبگهین چاکترو ڕاستترو بهنرختر بوو بۆیان بهڵام چونکه پاک نین و دهروون نهخۆشن خوا نهفرهتی لێ کردوون بههۆی کوفریانهوه بۆیه باوهڕناهێنن کهمێک نهبێت
- اردو - جالندربرى : اور یہ جو یہودی ہیں ان میں سے کچھ لوگ ایسے بھی ہیں کہ کلمات کو ان کے مقامات سے بدل دیتے ہیں اور کہتے ہیں کہ ہم نے سن لیا اور نہیں مانا اور سنیئے نہ سنوائے جاو اور زبان کو مروڑ کر اور دین میں طعن کی راہ سے تم سے گفتگو کے وقت راعنا کہتے ہیں اور اگر یوں کہتے ہیں کہ ہم نے سن لیا اور مان لیا اور صرف اسمع اور راعنا کی جگہ انظرنا کہتے تو ان کے حق میں بہتر ہوتا اور بات بھی بہت درست ہوتی لیکن خدان نے ان کے کفر کے سبب ان پر لعنت کر رکھی ہے تو یہ کچھ تھوڑے ہی ایمان لاتے ہیں
- Bosanski - Korkut : Ima jevreja koji izvrću smisao riječima i govore uvijajući jezicima svojim i huleći pravu vjeru "Čujemo ali se ne pokoravamo" i "Čuj ne čuli te" i "Rā‘inā" A da oni kažu "Čujemo i pokoravamo se" i "Čuj" i "Pogledaj na nas" – bilo bi za njih bolje i ispravnije; ali Allah je njih zbog nevjerovanja njihova prokleo jer malo ko od njih vjeruje
- Swedish - Bernström : Bland de judiska trosbekännarna finns de som förvränger uppenbarelsens ord och bryter ut dem ur sitt sammanhang och de säger "Vi har hört men vi lyder inte" och "Hör vad ingen har hört" och "Du skall höra på oss" allt är ordvrängningar för att förlöjliga tron Om de [i stället] hade sagt "Vi har hört och vi skall lyda" och "Lyssna och ta hänsyn till oss" hade det varit bättre för dem och mer passande Men Gud har fördömt dem för deras vägran att lyssna till sanningen; deras tro gäller bara få ting
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Yaitu orangorang Yahudi mereka mengubah perkataan dari tempattempatnya Mereka berkata "Kami mendengar" tetapi kami tidak mau menurutinya Dan mereka mengatakan pula "Dengarlah" sedang kamu sebenarnya tidak mendengar apaapa Dan mereka mengatakan "Raa'ina" dengan memutarmutar lidahnya dan mencela agama Sekiranya mereka mengatakan "Kami mendengar dan menurut dan dengarlah dan perhatikanlah kami" tentulah itu lebih baik bagi mereka dan lebih tepat akan tetapi Allah mengutuk mereka karena kekafiran mereka Mereka tidak beriman kecuali iman yang sangat tipis
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
(Di antara orang-orang Yahudi) ada suatu kaum (mereka mengubah perkataan-perkataan) yakni yang diturunkan Allah dalam Taurat berupa tanda-tanda dan sifat-sifat Nabi Muhammad saw. (dari tempat-tempatnya) semula (dan kata mereka) kepada Nabi saw. bila beliau menitahkan mereka mengerjakan sesuatu: ("Kami dengar) ucapanmu (dan kami langgar.") perintahmu (dan dengarlah padahal tidak ada yang akan didengar) menjadi hal yang berarti doa; artinya semoga saya tidak mendengarnya. (Dan) kata mereka pula kepadanya ("Ra`ina.") padahal mereka telah dilarang mengucapkannya karena dalam bahasa mereka kata-kata itu berarti makian (dengan memutar-mutar lidah mereka dan mencela) menjelekkan (agama) Islam. (Sekiranya mereka mengatakan, "Kami dengar dan kami turut) sebagai ganti dari 'kami langgar' (dan dengarlah) saja (dan perhatikanlah kami") yaitu unzhurnaa sebagai ganti dari raa`inaa (tentulah itu lebih baik bagi mereka) daripada apa yang mereka ucapkan tadi (dan lebih tepat) lebih adil daripadanya. (Akan tetapi Allah mengutuk mereka) artinya menjauhkan mereka dari rahmat-Nya (disebabkan kekafiran mereka sehingga mereka tidaklah beriman selain hanya segelintir saja) misalnya Abdullah bin Salam dan para sahabatnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কোন কোন ইহুদী তার লক্ষ্য থেকে কথার মোড় ঘুড়িয়ে নেয় এবং বলে আমরা শুনেছি কিন্তু অমান্য করছি। তারা আরো বলে শোন না শোনার মত। মুখ বাঁকিয়ে দ্বীনের প্রতি তাচ্ছিল্য প্রদর্শনের উদ্দেশে বলে রায়েনা’ আমাদের রাখাল। অথচ যদি তারা বলত যে আমরা শুনেছি ও মান্য করেছি এবং যদি বলত শোন এবং আমাদের প্রতি লক্ষ্য রাখ তবে তাই ছিল তাদের জন্য উত্তম আর সেটাই ছিল যথার্থ ও সঠিক। কিন্তু আল্লাহ তাদের প্রতি অভিসম্পাত করেছেন তাদের কুফরীর দরুন। অতএব তারা ঈমান আনছে না কিন্তু অতি অল্পসংখ্যক।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : யூதர்களில் சிலர் வேத வாக்குகளின் கருத்தை அதற்குரிய இடத்திலிருந்து புரட்டுகின்றனர்; இன்னும் உம்மை நோக்கி 'நபியே நீர் சொன்னதை நாம் கேட்டோம் அதற்கு மாறாகவே செய்வோம்; இன்னும் நாம் கூறுவதை நீர் கேளும்; நீர் கூறுவது செவியேறாது போகட்டும்' என்று கூறி 'ராயினா' என்று தங்கள் நாவுகளைக் கோணிக்கொண்டு பேசி சன்மார்க்கத்தைப் பழிக்கின்றனர்; ஆனால் இதற்குப் பதிலாக அவர்கள் "நாம் செவியேற்றோம் இன்னும் உமக்கு நாங்கள் வழிப்பட்டோம்;" இன்னும் நாம் சொல்வதை கேளுங்கள்; எங்களை அன்போடு கவனியுங்கள் உள்ளுர்னா என்று கூறியிருப்பார்களானால் அது அவர்களுக்கு நன்மையாகவும் மிக்க நேர்மையாகவும் இருந்திருக்கும்ஆனால் அவர்களுடைய குஃப்ரின் நிராகரிப்பின் காரணமாக அல்லாஹ் அவர்களைச் சபித்து விட்டான்; ஆகையால் குறைவாகவே தவிர அவர்கள் ஈமான்கொள்ள மாட்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จากบางคนในหมู่ผู้เป็นยิวนั้น พวกเขาบิดเบือนบรรดาถ้อยคำให้เหออกจากที่ของมัน และพวกเขากล่าวว่า เราได้ยินกันแล้วและเราก็ได้ฝ่าฝืนกันแล้ว และท่านจงฟังโดยที่มิใช่เป็นผู้ได้ยิน และจงสดับฟังเราโดยบิดลิ้นของพวกเขา และใส่ร้ายในศาสนา และหากว่าพวกเขากล่าวว่า เราได้ยินกันแล้ว และได้เชื่อฟังกันแล้ว และท่านจงฟัง และมองดูเราเถิด ก็จะเป็นสิ่งดีกว่าแก่พวกเขา และเที่ยงตรงกว่า แต่ทว่าอัลลอฮฺได้ทรงละอนัต พวกเขาเสียแล้ว เนื่องด้วยการปฏิเสธศรัทธาของพวกเขา ดังนั้นพวกเขาจึงไม่ศรัทธากัน นอกจากเพียงเล็กน้อยเท่านั้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Яҳудий бўлганлардан калималарни ўз жойидан бузибўзгартирувчилар бор Улар тилларини бураб ва динга таъна етказиб Эшитдик ва исён қилдик эшит эшитмай қолгур ва Роина дерлар Агар улар эшитдик ва итоат қилдик эшит ва бизга назар сол деганларида албатта ўзларига яхши ва тўғри бўлар эди Лекин Аллоҳ уларни куфрлари сабабли лаънатлади Бас озгиналаридан бошқалари иймон келтирмаслар Яъни яҳудийлар разилона сўз ўйини қилишади Сиртдан чиройли одобли сўзларни айтгандек кўринишади аммо аслида тилларини буриб ўша сўзларнинг иккинчи–ёмон маъносини ифодалашади Мисол учун Пайғамбаримиз алайҳиссалом бир гапни айтсалар мўминмусулмонлар эшитдик ва итоат қилдик дер эдилар Яҳудийлар эса эшитдик ва исён қилдик дейишади Сиртдан қараганда худди мўминларга ўхшаб жавоб берганга ўхшашади Аслида эса у кишини масхара қилмоқчи ва динга таъна етказмоқчи бўладилар
- 中国语文 - Ma Jian : 犹太教徒中有一群人篡改经文,他们说:我们听而不从,愿你听而不闻,拉仪那,这是因为巧方谩骂,诽谤正教。假若他们说:我们既听且从,你听吧,温助尔那,这对他们是更好的,是更正的。但真主因他们不信道而弃绝他们,故他们除少数人外都不信道。
- Melayu - Basmeih : Di antara orangorang Yahudi ada yang mengubah atau menukar ganti Kalamullah isi Kitab Taurat dari tempat dan maksudnya yang sebenar dan berkata kepada Nabi Muhammad "Kami dengar" sedang mereka berkata dalam hati "Kami tidak akan menurut" Mereka juga berkata "Tolonglah dengar tuan tidak diperdengarkan sesuatu yang buruk" serta mereka mengatakan "Raaeina"; Tujuan katakata mereka yang tersebut hanya memutar belitkan perkataan mereka dan mencela ugama Islam Dan kalaulah mereka berkata "Kami dengar dan kami taat dan dengarlah serta berilah perhatian kepada kami" tentulah yang demikian itu lebih baik bagi mereka dan lebih betul Akan tetapi Allah melaknat mereka dengan sebab kekufuran mereka Oleh itu mereka tidak beriman kecuali sedikit sahaja di antara mereka
- Somali - Abduh : Kuwii Yuhuudoobay waxay ka Leexin Kalimooyinka Meelahooda waxayna dhihi waan Maqalay oon Caasinay Maqla ha maqlinee waxayna dhihi na ilaali iilid Carrabkooda iyo Durid Diinta Islaamka darteed hadday dhahaan waan maqalay waana Adeeenay ee maqal na dayna saasaa u khayroonaan lahayd una toosnaanlahayd laakiin waxaa lacnaday Eebe Gaalnimadooda Darteed mana Rumeeyaan wax yar mooyee
- Hausa - Gumi : Daga waɗanda suka tũba Yahũdu akwai wasu sunã karkatar da magana daga wurãrenta suna cẽwa "Munjiya kuma mun ƙiya kuma ka jiya a wani wurin jiyãwa kuma rã'ina da ma'anar 'ruɓaɓɓe' ka tsare mu" dõmin karkatarwa da harsunansu kuma dõmin sũkã a cikin addini Kuma dã lalle sũ sun ce "Mun jiya kuma mun yi ɗa'a kuma ka saurãra kuma ka dãkata mana" haƙĩƙa dã ya kasance mafi alhẽri a gare su kuma mafi daidaita; amma Allah Yã la'anẽ su sabõda kãfircinsu don haka bã zã su yi ĩmãni ba sai kaɗan
- Swahili - Al-Barwani : Miongoni mwa Mayahudi wamo ambao hubadilisha maneno kuyatoa mahala pake na husema Tumesikia na tumeasi na sikia bila ya kusikilizwa Na husema "Raai'naa" kwa kuzipotoa ndimi zao ili kuitukana Dini Na lau kama wangeli sema Tumesikia na tumet'ii na usikie na "Undhurna" Utuangalie ingeli kuwa ni kheri kwao na sawa zaidi Lakini Mwenyezi Mungu amewalaani kwa kufuru yao; basi hawaamini ila wachache tu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Në mesin e Hebrenjve ka asish që i ngatërrojnë fjalët prej vendesh të tyre dhe thonë “Dëgjuam por kundërshtuam” dhe “Dëgjo mos dëgjofsh” dhe “Rá’iná” duke prishur kuptimin me gjuhën e tyre dhe duke sulmuar në fenë Po sikur ata të thonin “Dëgjuam dhe u bindëm” dhe “Dëgjo” e “Shikona neve” – kjo do të ishte më e mirë dhe më e drejtë për ata; por Perëndia i mallkoi ata për shkak të mohimit të tyre; ata nuk besojnë përpos një numri të vogël
- فارسى - آیتی : بعضى از جهودان كلمات خدا را به معنى دگرگون مىكنند و مىگويند: شنيديم و عصيان مىورزيم، و بشنو و كاش ناشنوا گردى و «راعنا». به لغت خويش زبان مىگردانند و به دين اسلام طعنه مىزنند. اگر مىگفتند كه شنيديم و اطاعت كرديم و «اُنظُرنا»، برايشان بهتر و به صوابتر بود. خدا آنان را به سبب كفرشان لعنت كرده و جز اندكى ايمان نياورند.
- tajeki - Оятӣ : Баъзе аз ҷуҳудон калимоти Худоро ба маънӣ дигаргун мекунанд ва мегӯянд: «Шунидем ва нофармонӣ мекунем ва бишнав ва кош ношунаво гардӣ ва «роъино». Ба луғати хеш забон мегардонанд ва ба дини ислом таъна мезананд. Агар мегуфтанд, ки шунидем ва итоъат кардем ва «Унзурно»", барояшон беҳтару басавобтар буд. Худо ононро ба сабаби куфрашон лаънат карда ва ҷуз андаке имон наёваранд.
- Uyghur - محمد صالح : يەھۇدىيلارنىڭ ئىچىدە كىتابنىڭ (يەنى تەۋراتنىڭ) سۆزلىرىنى ئۆزگەرتىۋېتىدىغانلارمۇ بار، ئۇلار: «بىز (سۆزۈڭنى) ئاڭلىدۇق، (ئەمرىڭگە) بويسۇنمىدۇق، بىزگە قۇلاق سال، بىز ساڭا قۇلاق سالمايمىز» دەيدۇ، دىنغا تەنە قىلىش يۈزىسىدىن، رائىنا دېگەن سۆزنى تىللىرىنى ئەگرى قىلىپ ئېيتىدۇ. ئەگەر ئۇلار (يۇقىرىقى سۆزلىرىنىڭ ئورنىغا) ئاڭلىدۇق ۋە بويسۇندۇق، قۇلاق سال، ئۇنزۇرنا دېسە، ئۇلار ئۈچۈن (اﷲ نىڭ دەرگاھىدا) تېخىمۇ ياخشى، تېخىمۇ توغرا بولاتتى، لېكىن كۇفرى سەۋەبلىك اﷲ ئۇلارنى رەھمىتىدىن يىراق قىلدى. ئۇلارنىڭ ئازغىنىسىدىن باشقىسى ئىمان ئېيتمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആ എതിരാളികള് ജൂതന്മാരില് പെട്ടവരാണ്. അവര് വാക്കുകളെ സന്ദര്ഭത്തില് നിന്നടര്ത്തിയെടുത്ത് ഉപയോഗിക്കുന്നു. തങ്ങളുടെ നാവു കോട്ടിയും സത്യമതത്തെ കടന്നാക്രമിച്ചും “സമിഅ്നാ വ അസ്വൈനാ” എന്നും “ഇസ്മഅ് ഗൈറ മുസ്മഅ്” എന്നും “റാഇനാ” എന്നും അവര് പറയുന്നു. “സമിഅ്നാ വ അത്വഅ്നാ” എന്നും “ഇസ്മഅ്” എന്നും “ഉന്ളുര്നാ” എന്നുമാണ് അവര് പറഞ്ഞിരുന്നതെങ്കില് അതവര്ക്ക് കൂടുതല് നന്നായേനെ. ഏറ്റം ശരിയായതും അതുതന്നെ. പക്ഷേ, അവരുടെ സത്യനിഷേധം കാരണമായി അല്ലാഹു അവരെ ശപിച്ചിരിക്കുന്നു. അതിനാലവര് വിശ്വസിക്കുകയില്ല; ഇത്തിരിയല്ലാതെ.
- عربى - التفسير الميسر : من اليهود فريق دابوا على تبديل كلام الله وتغييره عما هو عليه افتراء على الله ويقولون للرسول صلى الله عليه وسلم سمعنا قولك وعصينا امرك واسمع منا لا سمعت ويقولون راعنا سمعك اي افهم عنا وافهمنا يلوون السنتهم بذلك وهم يريدون الدعاء عليه بالرعونه حسب لغتهم والطعن في دين الاسلام ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا بدل و"عصينا" واسمع دون "غير مسمع" وانظرنا بدل "راعنا" لكان ذلك خيرا لهم عند الله واعدل قولا ولكن الله طردهم من رحمته بسبب كفرهم وجحودهم نبوه محمد صلى الله عليه وسلم فلا يصدقون بالحق الا تصديقا قليلا لا ينفعهم
*72). It is to be noted that this expression means 'they became Jews', rather than 'they were Jews'. For, originally, they were nothing but Muslims, just as the followers of every Prophet are Muslims. Only later on did they become merely 'Jews'.
*73). This signifies three things. First, that they tampered with the text of the Scripture. Second, that they misinterpreted the Scripture and thereby distorted the meanings of the verses of the Book. Third, that they came and stayed in the company of the Prophet (peace be on him) and his Companions and listened to the conversations which took place there, then went among other people and misreported what they had heard. They did this with the malicious intent of bringing the Muslims into disrepute and thereby preventing people from embracing Islam.
*74). When the ordinances of God are announced to them, they loudly proclaim: 'Yes, we have heard', (sami'na), but then they whisper: 'And we disobeyed' ('asayna). Or else they pronounce ata'na ('we obey') with such a twist of the tongue that it becomes indistinguishable from 'asayna.
*75). Whenever they wanted to say something to the Prophet (peace be on him) they would say, 'isma" (listen), but added to this the expression, 'ghayr musma" which had several meanings. It could either be a polite expression, meaning that he was worthy of such deep respect that one should say nothing to his dislike or it could have a malicious implication, meaning that he did not deserve to be addressed by anybody. It also meant the imprecation: 'May God turn you deaf.'
*76). For an explanation of this see Towards Understanding the Qur'an, vol. I, Surah 2, n. 108.