- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ ٱلْءَاخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ۖ وللدار الآخرة خير للذين يتقون ۗ أفلا تعقلون
- عربى - التفسير الميسر : وما الحياة الدنيا في غالب أحوالها إلا غرور وباطل، والعمل الصالح للدار الآخرة خير للذين يخشون الله، فيتقون عذابه بطاعته واجتناب معاصيه. أفلا تعقلون -أيها المشركون المغترون بزينة الحياة الدنيا- فتقدِّموا ما يبقى على ما يفنى؟
- السعدى : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
هذه حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة، أما حقيقة الدنيا فإنها لعب ولهو، لعب في الأبدان ولهو في القلوب، فالقلوب لها والهة، والنفوس لها عاشقة، والهموم فيها متعلقة، والاشتغال بها كلعب الصبيان. وأما الآخرة، فإنها { خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } في ذاتها وصفاتها، وبقائها ودوامها، وفيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، من نعيم القلوب والأرواح، وكثرة السرور والأفراح، ولكنها ليست لكل أحد، وإنما هي للمتقين الذين يفعلون أوامر الله، ويتركون نواهيه وزواجره { أَفَلَا تَعْقِلُونَ } أي: أفلا يكون لكم عقول، بها تدركون، أيّ الدارين أحق بالإيثار.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
ثم عقد- سبحانه- مقابلة بين الحياة الدنيا والآخرة. بين فيها أن الحياة الآخرة هي الحياة العالية السامية الباقية، أما الحياة الدنيا فهي إلى زوال وانتهاء فقال- تعالى-:
وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ، وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ.
اللعب: هو العمل الذي لا يقصد به مقصدا صحيحا من تحصيل منفعة أو دفع مضرة، واللهو: هو طلب ما يشغل عن معالى الأمور وعما يهم الإنسان ويعنيه.
والمعنى: إن هذه الحياة التي نعتها الكفار بأنها لا حياة سواها ما هي إلا لهو ولعب لمن يطلبها بأنانية وشره من غير استعداد لما يكون وراءها من حياة أخرى فيها الحساب والجزاء، وفيها النعيم الذي لا ينتهى، وفيها السعادة التي لا تحد، بالنسبة للذين اتقوا ربهم، ونهوا أنفسهم عن الهوى.
فالحياة الدنيا لعب ولهو لمن اتخذوها فرصة للتكاثر والتفاخر وجمع الأموال من حلال وحرام، ولم يقيموا وزنا للأعمال الصالحة التي كلفهم الله- تعالى- بها. أما بالنسبة للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. فإن الحياة الدنيا تعتبر وسيلة إلى رضا الله الذي يظفرون به يوم القيامة، وإن ما يحصل عليه المؤمنون في هذا اليوم من ثواب جزيل ومن نعيم مقيم هو خير من الدنيا وما فيها من متعة زائلة ومن شهوات لا دوام لها.
والاستفهام في قوله- تعالى- أَفَلا تَعْقِلُونَ للحث على التدبر والتفكر والموازنة بين اللذات العاجلة الفانية التي تكون في الدنيا، وبين النعيم الدائم الباقي الذي يكون في الآخرة.
ثم أخذ القرآن الكريم في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وفي تسليته عما أصابه من قومه فقال:
- البغوى : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ) باطل وغرور لا بقاء لها ( وللدار الآخرة ) قرأ ابن عامر ( ولدار الآخرة ) مضافا أضاف الدار إلى الآخرة ، ويضاف الشيء إلى نفسه عند اختلاف اللفظين ، كقوله : ( وحب الحصيد ) ، وقولهم : ربيع الأول ومسجد الجامع ، سميت الدنيا لدنوها ، وقيل : لدناءتها ، وسميت الآخرة لأنها بعد الدنيا ، ( خير للذين يتقون ) الشرك ، ( أفلا تعقلون ) أن الآخرة أفضل من الدنيا ، قرأ أهل المدينة وابن عامر ويعقوب ( أفلا تعقلون ) بالتاء هاهنا وفي الأعراف وسورة يوسف و " يس " ، ووافق أبو بكر في سورة يوسف ، ووافق حفص إلا في سورة " يس " ، وقرأ الآخرون بالياء فيهن .
- ابن كثير : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
وقوله : ( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ) أي : إنما غالبها كذلك ( وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون )
- القرطبى : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
قوله تعالى : وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون
فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو أي : لقصر مدتها كما قال :
ألا إنما الدنيا كأحلام نائم وما خير عيش لا يكون بدائم تأمل إذا ما نلت بالأمس لذة
فأفنيتها هل أنت إلا كحالم
وقال آخر :
فاعمل على مهل فإنك ميت واكدح لنفسك أيها الإنسان
فكان ما قد كان لم يك إذ مضى وكان ما هو كائن قد كانا
وقيل : المعنى : متاع الحياة الدنيا لعب ولهو ; أي الذي يشتهوه في الدنيا لا عاقبة له ، فهو بمنزلة اللعب واللهو . ونظر سليمان بن عبد الله في المرآة فقال : أنا الملك الشاب ; فقالت له جارية له :
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى غير أن لا بقاء للإنسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب كان في الناس غير أنك فاني
وقيل : معنى لعب ولهو باطل وغرور ، كما قال : وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور فالمقصد بالآية تكذيب الكفار في قولهم : إن هي إلا حياتنا الدنيا واللعب معروف ، والتلعابة الكثير اللعب ، والملعب مكان اللعب ; يقال : لعب يلعب . واللهو أيضا معروف ، وكل ما شغلك فقد ألهاك ، ولهوت من اللهو ، وقيل : أصله الصرف عن الشيء ; من قولهم : لهيت عنه ; قال المهدوي : وفيه بعد ; لأن الذي معناه الصرف لامه ياء بدليل قولهم : لهيان ، ولام الأول واو .
الثانية : ليس من اللهو واللعب ما كان من أمور الآخرة ، فإن حقيقة اللعب ما لا ينتفع به واللهو ما يلتهى به ، وما كان مرادا للآخرة خارج عنهما ; وذم رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال علي : الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار نجاة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها . وقال محمود الوراق :
لا تتبع الدنيا وأيامها ذما وإن دارت بك الدائرة
من شرف الدنيا ومن فضلها أن بها تستدرك الآخرة
وروى أبو عمر بن عبد البر عن أبي سعيد الخدري ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان فيها من ذكر الله أو أدى إلى ذكر الله والعالم والمتعلم شريكان في الأجر وسائر الناس همج لا خير فيه وأخرجه الترمذي عن أبي هريرة وقال : حديث حسن غريب . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من هوان الدنيا على الله ألا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها . وروى الترمذي عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء . وقال الشاعر :
تسمع من الأيام إن كنت حازما فإنك منها بين ناه وآمر
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فات من شيء فليس بضائر
ولن تعدل الدنيا جناح بعوضة ولا وزن زف من جناح لطائر
فما رضي الدنيا ثوابا لمؤمن ولا رضي الدنيا جزاء لكافر
وقال ابن عباس : هذه حياة الكافر لأنه يزجيها في غرور وباطل ، فأما حياة المؤمن فتنطوي على أعمال صالحة ، فلا تكون لهوا ولعبا .
قوله تعالى : وللدار الآخرة خير أي الجنة لبقائها ; وسميت آخرة لتأخرها عنا ، والدنيا لدنوها منا .
وقرأ ابن عامر ( ولدار الآخرة ) بلام واحدة ; والإضافة على تقدير حذف المضاف وإقامة الصفة مقامه ، التقدير : ولدار الحياة الآخرة . وعلى قراءة الجمهور وللدار الآخرة اللام لام الابتداء ، ورفع الدار بالابتداء ، وجعل الآخرة نعتا لها والخبر خير للذين يقويه تلك الدار الآخرة وإن الدار الآخرة لهي الحيوان . فأتت الآخرة صفة للدار فيهما . للذين يتقون أي الشرك . أفلا تعقلون قرئ بالياء والتاء ; أي : أفلا يعقلون أن الأمر هكذا فيزهدوا في الدنيا . والله أعلم .
- الطبرى : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
القول في تأويل قوله : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (32)
قال أبو جعفر: وهذا تكذيب من الله تعالى ذكره هؤلاء الكفارَ المنكرين البعثَ بعد الممات في قولهم: إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ , [سورة الأنعام : 29].
يقول تعالى ذكره، مكذبًا لهم في قبلهم ذلك: " ما الحياة الدنيا " ، أيها الناس =" إلا لعب ولهو " ، يقول : ما باغي لذاتِ الحياة التي أدْنيت لكم وقرّبت منكم في داركم هذه، (16) ونعيمَها وسرورَها، فيها، (17) والمتلذذُ بها، والمنافسُ عليها, إلا في لعب ولهو، لأنها عما قليل تزول عن المستمتع بها والمتلذذِ فيها بملاذّها, أو تأتيه الأيام بفجائعها وصروفها، فَتُمِرُّ عليه وتكدُر، (18) كاللاعب اللاهي الذي يسرع اضمحلال لهوه ولعبه عنه, ثم يعقبه منه ندمًا، ويُورثه منه تَرحًا. يقول: لا تغتروا، أيها الناس، بها, فإن المغتر بها عمّا قليل يندم =" وللدار الآخرة خير للذين يتقون " ، يقول: وللعمل بطاعته، والاستعدادُ للدار الآخرة بالصالح من الأعمال التي تَبقى منافعها لأهلها، ويدوم سرورُ أهلها فيها, خيرٌ من الدار التي تفنى وشيكًا، (19) فلا يبقى لعمالها فيها سرور، ولا يدوم لهم فيها نعيم =" للذين يتقون " ، يقول: للذين يخشون الله فيتقونه بطاعته واجتناب معاصيه، والمسارعة إلى رضاه =" أفلا تعقلون " ، يقول: أفلا يعقل هؤلاء المكذّبون بالبعث حقيقةَ ما نخبرهم به، من أن الحياة الدنيا لعب ولهوٌ, وهم يرون من يُخْتَرم منهم، (20) ومن يهلك فيموت، ومن تنوبه فيها النوائب وتصيبُه المصائب وتفجعه الفجائع. ففي ذلك لمن عقل مدَّكر ومزدجر عن الركون إليها، واستعباد النفس لها = ودليلٌ واضح على أن لها مدبِّرًا ومصرفًا يلزم الخلقَ إخلاصُ العبادة له، بغير إشراك شيءٍ سواه معه .
------------------------
الهوامش :
(16) انظر تفسير"
الحياة الدنيا" فيما سلف 1: 245.(17) سياق الجملة: "
ما باغي لذات الحياة . . . ونعيمها وسرورها" ، بالعطف ثم قوله: "فيها" ، سياقه: "ما باغي لذات الحياة . . . فيها". وقوله بعد: "والمتلذذ بها" مرفوع معطوف على قوله: "ما باغي لذات الحياة".(18) في المطبوعة: "
فتمر عليه وتكر" غير ما في المخطوطة ، وهو ما أثبته ، وهو الصواب"تمر" من"المرارة" ، أي: تصير مرة بعد حلاوتها ، وكدرة بعد صفائها.(19) في المطبوعة ، حذف قوله"
وشيكا" ، كأنه لم يحسن قراءتها."وشيكا": سريعًا.(20) "
اخترم الرجل" (بالبناء للمجهول) و"اخترمته المنية من بين أصحابه" ، أخذته من بينهم وخلا منه مكانه ، كأن مكانه صار خرمًا في صفوفهم. - ابن عاشور : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
لمّا جرى ذكر الساعة وما يلحق المشركين فيها من الحسرة على ما فرّطوا ناسب أن يذكّر الناس بأنّ الحياة الدنيا زائلة وأنّ عليهم أن يستعدّوا للحياة الآخرة . فيحتمل أن يكون جواباً لقول المشركين : { إن هي إلاّ حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين } [ الأنعام : 29 ]. فتكون الواو للحال ، أي تقولون إن هي إلاّ حياتنا الدنيا ولو نظرتم حقّ النظر لوجدتم الحياة الدنيا لعباً ولهواً وليس فيها شيء باق ، فلعلمتم أنّ وراءها حياة أخرى فيها من الخيرات ما هو أعظم ممّا في الدنيا وإنّما يناله المتّقون ، أي المؤمنون ، فتكون الآية إعادة لدعوتهم إلى الإيمان والتقوى ، ويكون الخطاب في قوله : { أفلا تعقلون } التفاتاً من الحديث عنهم بالغيبة إلى خطابهم بالدعوة .
ويحتمل أنَّه اعتراض بالتذييل لحكاية حالهم في الآخرة ، فإنَّه لما حكى قولهم : { يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها } [ الأنعام : 31 ] علم السامع أنَّهم فرّطوا في الأمور النافعة لهم في الآخرة بسبب الانهماك في زخارف الدنيا ، فذُيّل ذلك بخطاب المؤمينن تعريفاً بقيمة زخارف الدنيا وتبشيراً لهم بأنّ الآخرة هي دار الخير للمؤمنين ، فتكون الواو عطفت جملة البشارة على حكاية النذارة . والمناسبة هي التضادّد . وأيضاً في هذا نداء على سخافة عقولهم إذ غرّتهم في الدنيا فسوّل لهم الاستخفاف بدعوة الله إلى الحق . فيجعل قوله : { أفلا تعقلون } خطاباً مستأنفاً للمؤمنين تحذيراً لهم من أن تغرّهم زخارف الدنيا فتلهيهم عن العمل للآخرة .
وهذا الحكم عامّ على جنس الحياة الدنيا ، فالتعريف في الحياة تعريف الجنس ، أي الحياة التي يحياها كلّ أحد المعروفة بالدنيا ، أي الأولى والقريبة من الناس ، وأطلقت الحياة الدنيا على أحوالها ، أو على مدّتها .
واللعب : عمل أو قول في خفّة وسرعة وطيش ليست له غاية مفيدة بل غايته إراحة البال وتقصير الوقت واستجلاب العقول في حالة ضعفها كعقل الصغير وعقل المتعب ، وأكثره أعمال الصبيان . قالوا ولذلك فهو مشتقّ من اللّعاب ، وهو ريق الصبي السائل . وضدّ اللعب الجِدّ .
واللهو : ما يشتغل به الإنسان ممّا ترتاح إليه نفسه ولا يتعب في الاشتغال به عقله . فلا يطلق إلاّ على ما فيه استمتاع ولذّة وملائمة للشهوة .
وبين اللهو واللعب العموم والخصوص الوجهي . فهما يجتمعان في العمل الذي فيه ملاءمة ويقارنه شيء من الخفّة والطيش كالطرب واللهو بالنساء . وينفرد اللعب في لعب الصبيان . وينفرد اللهو في نحو الميسر والصيد .
وقد أفادت صيغة { وما الحياة الدنيا إلاّ لعب ولهو } قصَر الحياة على اللعب واللهو ، وهو قصر موصوف على صفة . والمراد بالحياة الأعمال التي يحبّ الإنسان الحياة لأجلها ، لأنّ الحياة مدّة وزمن لا يقبل الوصف بغير أوصاف الأزمان من طول أو قصر ، وتحديد أو ضدّه ، فتعيّن أنّ المراد بالحياة الأعمال المظروفة فيها .
واللعب واللهو في قوة الوصف ، لأنّهما مصدران أريد بهما الوصف للمبالغة ، كقول الخنساء
: ... فإنّما هي إقبال وإدبار
وهذا القصر ادّعائي يقصد به المبالغة ، لأنّ الأعمال الحاصلة في الحياة كثيرة ، منها اللهو واللعب ، ومنها غيرهما ، قال تعالى : { إنّما الحياة الدنيا لعب ولَهْو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد } [ الحديد : 20 ]. فالحياة تشتمل على أحوال كثيرة منها الملائم كالأكل واللذات ، ومنها المؤلم كالأمراض والأحزان ، فأمّا المؤلمات فلا اعتداد بها هنا ولا التفات إليها لأنّها ليست ممّا يرغب فيه الراغبون ، لأنّ المقصود من ذكر الحياة هنا ما يحصل فيها ممّا يحبّها الناس لأجله ، وهو الملائمات .
وأمّا الملائمات فهي كثيرة ، ومنها ما ليس بلعب ولهو ، كالطعام والشراب والتدفّىء في الشتاء والتبرّد في الصيف وجمع المال عند المولع به وقرى الضيف ونكاية العدوّ وبذل الخير للمحتاج ، إلاّ أنّ هذه لمّا كان معظمها يستدعي صرف همّة وعمل كانت مشتملة على شيء من التعب وهو منافر . فكان معظم ما يحبّ الناس الحياة لأجله هو اللهو واللعب ، لأنّه الأغلب على أعمال الناس في أول العمر والغالبُ عليهم فيما بعد ذلك . فمن اللعب المزاح ومغازلة النساء ، ومن اللهو الخمر والميسر والمغاني والأسمار وركوب الخيل والصيد .
فأمّا أعمالهم في القربات كالحجّ والعمرة والنذر والطواف بالأصنام والعتيرة ونحوها فلأنّها لمّا كانت لا اعتداد بها بدون الإيمان كانت ملحقة باللعب ، كما قال تعالى : { وما كان صلاتُهم عند البيت إلاّ مكاء وتصدية } [ الأنفال : 35 ] ، وقال : { الذين اتّخذوا دينهم لَهَواً ولعباً وغرّتهم الحياة الدنيا } [ الأعراف : 51 ].
فلا جرم كان الأغلب على المشركين والغالب على الناس اللعب واللهو إلاّ من آمن وعمل صالحاً . فلذلك وقع القصر الادّعائي في قوله : { وما الحياة الدنيا إلاّ لعب ولهو }.
وعقّب بقوله : { وللدّار الآخرة خير للذين يتَّقون } ، فعلم منه أنّ أعمال المتَّقين في الدنيا هي ضدّ اللعب واللهو ، لأنّهم جعلت لهم دار أخرى هي خير ، وقد علم أنّ الفوز فيها لا يكون إلاّ بعمل في الدنيا فأنتج أنّ عملهم في الدنيا ليس اللهو واللعب وأنّ حياة غيرهم هي المقصورة على اللهو واللعب .
والدار محلّ إقامة الناس ، وهي الأرض التي فيها بيوت الناس من بناء أو خيام أو قباب . والآخرة مؤنّثُ وصف الآخِر بكسر الخاء وهو ضدّ الأول ، أي مقرّ الناس الأخير الذي لا تحوّل بعده .
وقرأ جمهور العشرة { وللدار } بلامين لام الابتداء ولام التعريف ، وقرأوا { الآخرة } بالرفع . وقرأ ابن عامر { ولَدارُ الآخرة } بلام الابتداء فقط وبإضافة دار منكّرة إلى الآخرة فهو من إضافة الموصوف إلى الصفة ، كقولهم : مسجد الجامع ، أو هو على تقدير مضاف تكون { الآخرة } وصفاً له . والتقدير : دار الحياة الآخرة .
و { خَيْر } تفضيل على الدنيا باعتبار ما في الدنيا من نعيم عاجل زائل يلحق معظمة مؤاخذةٌ وعذاب .
وقوله { للذين يتّقون } تعريض بالمشركين بأنّهم صائرون إلى الآخرة لكنّها ليست لهم بخير ممّا كانوا في الدنيا . والمراد ب { الذين يتّقون } المؤمنون التابعون لما أمر الله به ، كقوله تعالى : { هدى للمتّقين } [ البقرة : 2 ] ، فإنّ الآخرة لهؤلاء خير محض . وأمّا من تلحقهم مؤاخذة على أعمالهم السيئة من المؤمنين فلمّا كان مصيرهم بعدُ إلى الجنّة كانت الآخرة خيراً لهم من الدنيا .
وقوله : { أفلا تعقلون } عطف بالفاء على جملة : { وما الحياة الدنيا } إلى آخرها لأنّه يتفرّع عليه مضمون الجملة المعطوفة . والاستفهام عن عدم عقلهم مستعمل في التوبيخ إن كان خطاباً للمشركين ، أو في التحذير إن كان خطاباً للمؤمنين . على أنَّه لمّا كان استعماله في أحد هذين على وجه الكناية صحّ أن يراد منه الأمران باعتبار كلا الفريقين ، لأنّ المدلولات الكنائية تتعدّد ولا يلزم من تعدّدها الاشتراك ، لأنّ دلالتها التزامية ، على أنّنا نلتزم استعمال المشترك في معنييه .
وقرأ نافع ، وابن عامر ، وحفص ، وأبو جعفر ، ويعقوب ، { أفلا تعقلون } بتاء الخطاب على طريقة الإلتفات . وقرأه الباقون بياء تحتية ، فهو على هذه القراءة عائد لما عاد إليه ضمائر الغيبة قبله ، والاستفهام حينئذٍ للتعجيب من حالهم .
وفي قوله : { للذين يتّقون } تأييس للمشركين .
- إعراب القرآن : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
«وَمَا» الواو استئنافية ما نافية لا عمل لها «الْحَياةُ» مبتدأ و«الدُّنْيا» صفة مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «إِلَّا» أداة حصر. «لَعِبٌ» خبر «وَلَهْوٌ» معطوف «وَلَلدَّارُ» الواو حالية ، واللام للابتداء ، الدار مبتدأ «الْآخِرَةُ» صفة «خَيْرٌ» خبر «لِلَّذِينَ» متعلقان بخبر والجملة حالية وجملة «يَتَّقُونَ» صلة الموصول لا محل لها. «أَفَلا تَعْقِلُونَ» الهمزة للاستفهام ، الفاء استئنافية ، لا نافية وجملة تعقلون مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : And the worldly life is not but amusement and diversion; but the home of the Hereafter is best for those who fear Allah so will you not reason
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(6:32) The life of this world is nothing but a sport and a pastime, *20 and the life of the Hereafter is far better for those who seek to ward off their ruin. Will you not, then, understand?
- Français - Hamidullah : La présente vie n'est que jeu et amusement La demeure dans l'au-delà sera meilleure pour ceux qui sont pieux Eh bien ne comprenez-vous pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Das diesseitige Leben ist nur Spiel und Zerstreuung Die jenseitige Wohnstätte ist für diejenigen die gottesfürchtig sind wahrlich besser Begreift ihr denn nicht
- Spanish - Cortes : La vida de acá no es sino juego y distracción Sí la Morada Postrera es mejor para quienes temen a Alá ¿Es que no razonáis
- Português - El Hayek : Que é a vida terrena senão jogo e diversão frívola A morada na outra vida é preferível para os tementes Noa ocompreendeis
- Россию - Кулиев : Мирская жизнь - всего лишь игра и потеха а последняя обитель лучше для тех кто богобоязнен Неужели вы не разумеете
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
Мирская жизнь - всего лишь игра и потеха, а последняя обитель лучше для тех, кто богобоязнен. Неужели вы не разумеете?Мирская жизнь, по сути дела, является всего лишь игрой и потехой: игрой - для тела, и потехой - для души. Она заставляет людей терять голову, их души переполняются любовью к ней, а их помыслы связываются только с ней. Она увлекает людей так же, как игры и развлечения увлекают маленьких детей. Но если человек богобоязнен, то ему будет гораздо лучше в Последней жизни, которая превосходит мирскую жизнь по своим качествам и по своей продолжительности. В ней собраны всевозможные блага, которых жаждут человеческие души, которыми упиваются взоры и которые доставляют много радости и удовольствия. Однако эти блага достанутся далеко не каждому - они достанутся только богобоязненным праведникам, которые выполняют повеления Аллаха и остерегаются нарушать Его запреты. Неужели люди не способны поразмыслить, чтобы понять, какой из этих двух жизней следует отдать предпочтение?
- Turkish - Diyanet Isleri : Dünya hayatı sadece oyun ve oyalanmadır; ahiret yurdu sakınanlar için daha iyidir Düşünmüyor musunuz
- Italiano - Piccardo : La vita presente non è che gioco effimero L'altra vita è certamente migliore per quelli che temono Allah Non capite dunque
- كوردى - برهان محمد أمين : ژیانی دنیا جگه له یاری و گهمهو گاڵتهیهکی کهم نهبێت هیچی تر نیه بێگومان ماڵی دوایی بهههشتی بهرین چاکتره بۆ ئهوانهی که پارێزکاری و خواناسی دهکهن ئایا ئهوه عهقڵ و ژیریتان بۆ ناخهنهکار و ژیر نابن
- اردو - جالندربرى : اور دنیا کی زندگی تو ایک کھیل اور مشغولہ ہے۔ اور بہت اچھا گھر تو اخرت کا گھر ہے یعنی ان کے لئے جو خدا سے ڈرتے ہیں۔ کیا تم سمجھتے نہیں
- Bosanski - Korkut : Život na ovome svijetu je samo igra i zabava a onaj svijet je zaista bolji za one koji se Allaha boje Zašto se ne opametite
- Swedish - Bernström : Detta jordiska liv är inte mycket mer än lek och flyktig glädje; de eviga boningarna är ett bättre [mål att sträva mot] för de gudfruktiga Vill ni inte använda ert förstånd
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan tiadalah kehidupan dunia ini selain dari mainmain dan senda gurau belaka Dan sungguh kampung akhirat itu lebih baik bagi orangorang yang bertakwa Maka tidakkah kamu memahaminya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
(Dan tiadalah kehidupan dunia ini) artinya kesibukannya (selain dari main-main dan senda-gurau) adapun mengenai amal taat dan hal-hal yang menjadi sarananya maka hal itu termasuk perkara-perkara akhirat. (Dan sungguh kampung akhirat itu) di dalam suatu qiraat yang dimaksud dengan kampung akhirat itu ialah surga (lebih baik bagi orang-orang yang takwa) yang takut berbuat kemusyrikan. (Maka tidakkah kamu memahaminya?) dengan memakai ya dan ta; hal itu kemudian mendorong kamu untuk beriman.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : পার্থিব জীবন ক্রীড়া ও কৌতুক ব্যতীত কিছুই নয়। পরকালের আবাস পরহেযগারদের জন্যে শ্রেষ্টতর। তোমরা কি বুঝ না
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உலக வாழ்க்கை வீணும் விளையாட்டுமேயன்றி வேறில்லை பயபக்தியுடையவர்களுக்கு நிச்சயமாக மறுமை வீடே மிகவும் மேலானதாகும்; நீங்கள் இதைப் புரிந்து கொள்ள வேண்டாமா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และชีวิตความเป็นอยู่แห่งโลกนี้นั้นมิใช่อะไรอื่น นอกจากการเล่น และการเพลิดเพลินเท่านั้น และแน่นอนสำหรับบ้านแห่งอาคีเราะห์ นั้นดียิ่งกว่า สำหรับบรรดาผู้ที่ยำเกรง พวกเจ้าไม่ใช้ปัญญาดอกหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бу дунё ҳаёти ўйинкулгудан ўзга ҳеч нарса эмас Тақво қилувчилар учун охират ҳовлиси яхшироқдир Ақл юритмайсизларми Дунё ва охират илоҳий мезон билан ўлчаняпти Аллоҳнинг эътиборида бу дунё ҳеч нарсага арзимайди ва у дунёга солиштирганда ҳеч нарсага айланиб қолади
- 中国语文 - Ma Jian : 今世的生活,只是嬉戏和娱乐;后世,对于敬畏的人,是更优美的。难道你们不了解吗?
- Melayu - Basmeih : Dan tidak dinamakan kehidupan dunia melainkan permainan yang siasia dan hiburan yang melalaikan dan demi sesungguhnya negeri akhirat itu lebih baik bagi orangorang yang bertaqwa Oleh itu tidakkah kamu mahu berfikir
- Somali - Abduh : Nolosha Adduunyana ma aha waxaan Ciyaar iyo Madadaalo ahayn Guriga Aakharaana u Khayr roon kuwa Dhawrsan ee Miyeyydaan wax kasayn
- Hausa - Gumi : Kuma rãyuwar dũniya ba ta zama ba fãce wãsa da shagala kuma lalle ne Lãhira ce mafi alhẽri ga waɗanda suka yi taƙawa Shin ba za ku yi hankali ba
- Swahili - Al-Barwani : Na maisha ya dunia si chochte ila ni mchezo na pumbao tu Na hakika nyumba ya Akhera ni bora zaidi kwa wanao mcha Mungu Basi je hamtii akilini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Jeta e kësaj bote është vetëm lojë e argëtim kurse bota tjetër është e vërtetë më e mirë për ata që i druajnë Perëndisë A nuk po mendoni
- فارسى - آیتی : و زندگى دنيا چيزى جز بازيچه و لهو نيست و پرهيزگاران را سراى آخرت بهتر است. آيا به عقل نمىيابيد؟
- tajeki - Оятӣ : Ва зиндагии дунё чизе ҷуз бозичаву лаҳв нест ва парҳезгоронро сарои охират беҳтар аст. Оё ба ақл намеёбед?
- Uyghur - محمد صالح : دۇنيا تىرىكچىلىكى پەقەت ئويۇن، غەپلەتتىنلا ئىبارەت، تەقۋادارلىق قىلىدىغانلار ئۈچۈن ئەلۋەتتە ئۇ دۇنيا ياخشىدۇر، (بۇنى) چۈشەنمەمسىلەر؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഐഹികജീവിതമെന്നത് കളിതമാശയല്ലാതൊന്നുമല്ല. ഭക്തിപുലര്ത്തുന്നവര്ക്ക് ഉത്തമം പരലോകമാണ്. നിങ്ങള് ആലോചിച്ചറിയുന്നില്ലേ?
- عربى - التفسير الميسر : وما الحياه الدنيا في غالب احوالها الا غرور وباطل والعمل الصالح للدار الاخره خير للذين يخشون الله فيتقون عذابه بطاعته واجتناب معاصيه افلا تعقلون ايها المشركون المغترون بزينه الحياه الدنيا فتقدموا ما يبقى على ما يفنى
*20). This does not mean that earthly life has nothing serious about it and that it has been brought into being merely as a sport and pastime. What this observation means is that, compared with the true and abiding life of the Hereafter, earthly life seems, as it were, a sport, a transient pastime with which to amuse oneself before turning to serious business.
Earthly life has been likened to a sport and pastime for another reason as well. Since Ultimate Reality is hidden in this world, the superficially minded ones who lack true perception encounter many a thing which causes them to fall a prey to misconceptions. As a result of these misconceptions such persons indulge in a variety of actions which are so blatantly opposed to reality that their life seems to consist merely of sport and pastime. One who assumes the position of a king in this world, for instance, is no different from the person who plays the part of a king on the stage of a theatre. His head is bedecked with a crown and he goes about commanding people as if he were a king, even though he has no royal authority. He may later, if the director of the theatre wishes, be either dismissed from his royal office, put into prison or even be sentenced to death Plays of this kind go on all over the world. Saints and man-made deities are deemend to respond to human supplications even though they do not have a shred of authority to do so. Again, some people try to unravel the Unseen even though to do so lies altogether beyond their reach. There are those who claim to provide sustenance to others despite the fact that they are themselves dependent on others for their own sustenance. There are still others who think that they have the power either to bestow honour and dignity on human beings or to degrade them, either to confer benefits or to harm them. Such people go about trumpeting their own glory but their own foreheads bear the stamp of their humble bondage to their Creator. By just one twist of fortune such people may fall of their pededstrals and be trampled under the feet of those upon whom they have been imposing their God-like authority.
All these people come to a sudeen end with death.As soon as man crosses the boundaries of this world and steps into the Next, the reality will be fully manifest, all the misconceptions that he has entertained will be peeled away, and he will be shown the true worth of his belief and actions.