- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمِنَ ٱلْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر ۚ عليهم دائرة السوء ۗ والله سميع عليم
- عربى - التفسير الميسر : ومن الأعراب مَن يحتسب ما ينفق في سبيل الله غرامة وخسارة لا يرجو له ثوابًا، ولا يدفع عن نفسه عقابًا، وينتظر بكم الحوادث والآفات، ولكن السوء دائر عليهم لا بالمسلمين. والله سميع لما يقولون عليم بنياتهم الفاسدة.
- السعدى : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
فمنهم {مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ} من الزكاة والنفقة في سبيل اللّه وغير ذلك، {مَغْرَمًا} أي: يراها خسارة ونقصا، لا يحتسب فيها، ولا يريد بها وجه اللّه، ولا يكاد يؤديها إلا كرها.
{وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ} أي: من عداوتهم للمؤمنين وبغضهم لهم، أنهم يودون وينتظرون فيهم دوائر الدهر، وفجائع الزمان، وهذا سينعكس عليهم فعليهم دائرة السوء.
وأما المؤمنون فلهم الدائرة الحسنة على أعدائهم، ولهم العقبى الحسنة، {وَاللَّهُ سميع عليم} يعلم نيات العباد، وما صدرت عنه الأعمال، من إخلاص وغيره.
- الوسيط لطنطاوي : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
ثم بين - سبحانه - حال فريق آخر من منافقى الاعراب فقال : ( وَمِنَ الأعراب مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً ) .
أى : ومن الاعراب قوم آخرون يعتبرون ما ينفقونه فى سبيل الله غرامة وخسارة عليهم لأنهم لا ينفقون ما ينفقونه طمعا فى ثواب ، أو خوفا من عقاب وإنما ينفقونه تقية ورياء ومداراة للمسلمين ، لا مساعدة للغزاة والمجاهدين ولا حبا فى انتصار المؤمنين .
قال الجمل : وقوله : ( وَمِنَ الأعراب مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً ) " من " مبتدأ وهى موصولة أو موصوفة ، و " مغرما " . مفعول ثان ، لأن " اتخذ " هنا بمعنى صير ، والمفعول الأول قوله : " ما ينفق " .
والمغرم : الخسران ، مشتق من الغربم وهو الهلاك لأنه سببه ، وقيل أصله الملازمة ، ومنه الغريم للزومه من يطالبه .
وقوله : ( وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدوائر ) معطوف على ما قبله ، والتربص : الانتظار والترقب والدوائر : جمع دائرة . وهو ما يحيط بالإِنسان من مصائب ونكبات ، كما تحيط الدائرة بالشئ الذى بداخلها .
أى : أنهم بجانب اعتبارهم ما ينفقونه غرامة وخسارة ، ينتظرون بكم - أيها المؤمنون - صروف الدهر ونوائبه التى تبدل حالكم من الخير إلى الشر ومن النصر إلى الهزيمة ، ومن الصحة إلى المرض والأسقام ، ومن الأمان والاطمئنان إلى القلب والاضطراب . .
وقوله : ( عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السوء ) جملة معترضة ، جئ بها للدعاء عليهم .
أى : عليهم لا عليكم - أيها المؤمنون - تدور دائرة السوء ، التى يتبدل بها حالهم إلى الهلاك والفساد .
والسوء - بفتح السين - مصدر ساءه يسوءه سوءا ، إذا فعل به ما يكره ، والسوء - بالضم - اسم منه . وقيل المفتوح بمعنى الذم ، والمضموم بمعنى العذاب والضرر .
وإضافة الدائرة إلى السوء من إضافة الموصوف إلى صفته للمبالغة ، كما فى قولهم : رجل صدق .
وفى هذا التعبير ما فيه من الذم لهؤلاء المنافقين ، لأنه - سبحانه - جعل السوء كأنه دائرة تطبق عليهم فلا تفلتهم ، وتدور بهم فلا تدع لهم مهربا أو منجاة من عذابها وضررها .
وقوله : ( والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) تذييل قصد به تهديدهم وتحذيرهم بما ارتكسوا فيه من نفاق وكفر وشقاق .
والله تعالى - " سميع " لكل ما يتفوهون به أقوال ، " عليم " بكل ما يظهرونه وما يبطنونه من أحوال ، وسيحاسبهم على ما صدر منهم حسابا عسيرا يوم القيامة : وينزل بهم العقاب الذى يناسب جرائمهم . .
- البغوى : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ) قال عطاء : لا يرجو على إعطائه ثوابا ، ولا يخاف على إمساكه عقابا ، إنما ينفق خوفا أو رياء والمغرم التزام ما لا يلزم . ( ويتربص ) وينتظر ( بكم الدوائر ) يعني : صروف الزمان ، التي تأتي مرة بالخير ومرة بالشر . وقال يمان بن رئاب : يعني ينقلب الزمان عليكم فيموت الرسول ويظهر المشركون ، ( عليهم دائرة السوء ) عليهم يدور البلاء والحزن . ولا يرون في محمد ودينه إلا ما يسوءهم .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : " دائرة السوء " هاهنا وفي سورة الفتح بضم السين ، معناه : الضر والبلاء والمكروه . وقرأ الآخرون بفتح السين على المصدر . وقيل : بالفتح الردة والفساد ، وبالضم الضر والمكروه .
( والله سميع عليم ) نزلت في أعراب أسد وغطفان وتميم . ثم استثنى فقال :
- ابن كثير : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وأخبر تعالى أن منهم ( من يتخذ ما ينفق ) أي : في سبيل الله ( مغرما ) أي : غرامة وخسارة ، ( ويتربص بكم الدوائر ) أي : ينتظر بكم الحوادث والآفات ، ( عليهم دائرة السوء ) أي : هي منعكسة عليهم والسوء دائر عليهم ، ( والله سميع عليم ) أي : سميع لدعاء عباده ، عليم بمن يستحق النصر ممن يستحق الخذلان .
- القرطبى : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
قوله تعالى ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم قوله تعالى ومن الأعراب من يتخذ ( من ) في موضع رفع بالابتداء . ما ينفق مغرما مفعولان ; والتقدير ينفقه ، فحذفت الهاء لطول الاسم . مغرما معناه غرما وخسرانا ; وأصله لزوم الشيء ; ومنه : إن عذابها كان غراما أي لازما ، أي يرون ما ينفقونه في جهاد وصدقة غرما ولا يرجون عليه ثوابا . ويتربص بكم الدوائر التربص الانتظار ; وقد تقدم . ( والدوائر ) جمع دائرة ، وهي الحالة المنقلبة عن النعمة إلى البلية ، أي يجمعون إلى الجهل بالإنفاق سوء الدخلة وخبث القلب . عليهم دائرة السوء قرأه ابن كثير وأبو عمرو بضم السين هنا وفي الفتح ، وفتحها الباقون . وأجمعوا على فتح السين في قوله : ما كان أبوك امرأ سوء . والفرق بينهما أن السوء بالضم المكروه . قال الأخفش : أي عليهم دائرة الهزيمة والشر . وقال الفراء : أي عليهم دائرة العذاب والبلاء . قالا : ولا يجوز امرأ سوء . بالضم ; كما لا يقال : هو امرؤ عذاب ولا شر . وحكي عن محمد بن يزيد قال : السوء بالفتح الرداءة . قال سيبويه : مررت برجل صدق ، ومعناه برجل صلاح . وليس من صدق اللسان ، ولو كان من صدق اللسان لما قلت : مررت بثوب صدق . ومررت برجل سوء ليس هو من سؤته ، وإنما معناه مررت برجل فساد . وقال الفراء : السوء بالفتح مصدر سؤته سوءا ومساءة وسوائية . قال غيره : والفعل منه ساء يسوء . والسوء بالضم اسم لا مصدر ; وهو كقولك : عليهم دائرة البلاء والمكروه .
- الطبرى : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
القول في تأويل قوله : وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ومن الأعراب من يَعُدُّ نفقته التي ينفقها في جهاد مشرك، أو في معونة مسلم، أو في بعض ما ندب الله إليه عباده =(مغرما)، يعني: غرمًا لزمه، لا يرجو له ثوابًا، ولا يدفع به عن نفسه عقابًا =(ويتربص بكم الدوائر)، يقول: وينتظرون بكم الدوائر، (22) أن تدور بها الأيام والليالي إلى مكروهٍ ومجيء محبوب, (23) وغلبة عدوٍّ لكم. (24) يقول الله تعالى ذكره: (عليهم دائرة السوء)، يقول: جعل الله دائرة السوء عليهم, ونـزول المكروه بهم لا عليكم أيها المؤمنون, ولا بكم =(والله سميع)، لدعاء الداعين =(عليم) بتدبيرهم، وما هو بهم نازلٌ من عقاب الله، وما هم إليه صائرون من أليم عقابه. (25)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
17094- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قول الله: (ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرمًا ويتربص بكم الدوائر)، قال: هؤلاء المنافقون من الأعراب الذين إنما ينفقون رياءً اتِّقاءَ أن يُغْزَوْا أو يُحارَبوا أو يقاتلوا, ويرون نفقتهم مغرمًا. ألا تراه يقول: (ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء)؟
* * *
واختلفت القرأة في قراءه ذلك.
فقرأ عامة قرأة أهل المدينة والكوفة: (عَلَيهِم دَائِرَةُ السَّوْءِ) بفتح السين, بمعنى النعت لـ " الدائرة ", وإن كانت " الدائرة " مضافة إليه, كقولهم: " هو رجل السَّوْء ", " وامرؤ الصدق ", من كأنه إذا فُتح مصدرٌ من قولهم: سؤته أسوُءه سَوْءًا ومَساءَةً ومَسَائِيَةً. (26)
* * *
وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز وبعض البصريين: (عَلَيهِم دَائِرَةُ السُّوْءِ) ، بضم السين، كأنه جعله اسمًا, كما يقال: عليه دائرة البلاء والعذاب. ومن قال: " عليهم دائرة السُّوء " فضم, لم يقل: " هذا رجل السُّوء " بالضم, و " الرجل السُّوء ", (27) وقال الشاعر: (28)
وكُـنْتُ كَـذِئْبِ السَّـوْءِ لَمَّـا رَأَى دَمًا
بِصَاحِبِـه يَوْمًـا أحَـالَ عَـلَى الـدَّمِ (29)
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا بفتح السين, بمعنى: عليهم الدائرة التي تَسُوءهم سوءًا. كما يقال: " هو رجل صِدْق "، على وجه النعت.
---------------------
الهوامش :
(22) انظر تفسير " التربص " فيما سلف ص : 291 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(23) في المطبوعة " ونفى محبوب " ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهي سيئة الكتابة .
(24) انظر تفسير " الدوائر " فيما سلف 10 : 404 .
(25) انظر تفسير " سميع " و " عليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( سمع ) ، ( علم ) .
(26) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 449 ، 450 .
(27) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 450 .
(28) هو الفرزدق .
(29) ديوانه : 749 ، وطبقات فحول الشعراء : 306 ، والحيوان 5 : 319 ، 6 : 298 ، واللسان (حول) ، وغيرها كثير ، من أبيات لها خبر طويل . وقوله : " أحال على الدم " ، أي : أقبل عليه . والذئبان ربما أقبلا على الرجل إقبالا واحدًا ، وهما سواء على عداوته والجزم على أكله ، فإذا أدمى أحدهما وثب على صاحبه فمزقه وأكله ، وترك الإنسان ( من كلام الجاحظ ) . وقد كرر الفرزدق هذا المعنى في قوله :
فَتًـى لَيْسَ لابْنِ العَمِّ كالذِّئْبِ , إن رَأَى
بِصَاحِبِــهِ يَوْمًـا دَمًـا فَهْـوَ آكِلُـهُ
.
- ابن عاشور : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
هذا فريق من الأعراب يُظهر الإيمان ويُنفق في سبيل الله . وإنما يفعلون ذلك تقية وخوفاً من الغزو أو حباً للمحمدة وسلوكاً في مسلك الجماعة ، وهم يبطنون الكفر وينتظرون الفرصة التي تمكِّنهم من الانقلاب على أعقابهم . وهؤلاء وإن كانوا من جملة منافقي الأعراب فتخصيصهم بالتقسيم هنا منظور فيه إلى ما اختصوا به من أحوال النفاق ، لأن التقاسيم في المقامات الخَطابية والمجادلات تعتمد اختلافاً مَّا في أحوال المقسّم ، ولا يُعبأ فيها بدخول القسم في قسِيمه .
فقوله : { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً } هو في التقسيم كقوله : { ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر } [ التوبة : 99 ]. ومعنى { يتخذ } يَعُد ويجعل ، لأن اتخذ من أخوات جعل . والجعل يطلق بمعنى التغيير من حالة إلى حالة نحو جعلت الشقة برداً . ويطلق بمعنى العد والحسبان نحو { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً } [ النحل : 91 ] فكذلك { يَتخذ } هنا .
والمَغرم : ما يدفع من المال قهراً وظُلماً ، فهؤلاء الأعراب يؤتون الزكاة وينفقون في سبيل الله ويعُدون ذلك كالأتاوات المالية والرزايا يدفعونها تقية . ومن هؤلاء من امتنعوا من إعطاء الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قائلهم من طيء في زمن أبي بكر لما جاءهم الساعي لإحصاء زكاة الأنعام :
فَقُولاَ لهذا المرءِ ذُو جاءَ ساعياً ... هَلُمَّ فإن المَشْرفيَّ الفرائض
أي فرائض الزكاة هي السيف ، أي يعطون الساعي ضربَ السيف بدلاً عن الزكاة .
والتربص : الانتظار . والدوائر : جمع دائرة وهي تغير الحالة من استقامة إلى اختلال . وتقدم الكلام عليها عند قوله تعالى : { يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } في سورة العقود ( 52 ).
والباء للسببية كقوله تعالى : { نتربص به ريب المنون } [ الطور : 30 ] وجُعل المجرور بالباء ضمير المخاطبين على تقدير مضاف . والتقدير : ويتربص بسبب حالتكم الدوائر عليكم لظهور أن الدوائر لا تكون سبباً لانتظارِ الانقلاب بل حالهم هي سبب تربصهم أن تنقلب عليهم الحال لأن حالتهم الحاضرة شديدة عليهم .
فالمعنى أنهم ينتظرون ضعفكم وهزيمتكم أو ينتظرون وفاة نبيكم فيظهرون ما هو كامن فيهم من الكفر . وقد أنبأ الله بحالهم التي ظهرت عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهم أهل الردة من العرب .
وجملة : { عليهم دائرة السوء } دعاء عليهم وتحقير ، ولذلك فُصلت . والدعاء من الله على خلقه : تكوين وتقدير مشوبٌ بإهانة لأنه لا يعجزه شيء فلا يحتاج إلى تمني ما يريده . وقد تقدم الكلام عليه عند قوله تعالى : { فلعنة الله على الكافرين } في سورة البقرة ( 89 ).
وقد كانت على الأعراب دائرة السوء إذ قاتلهم المسلمون في خلافة أبي بكر عام الردة وهزموهم فرجعوا خائبين . وإضافة دائرة } إلى { السوء } من الإضافة إلى الوصف اللازم كقولهم : عِشاءُ الآخِرة . إذ الدائرة لا تكون إلا في السوء . قال أبو علي الفارسي : لو لم تضف الدائرة إلى السوء عُرف منها معنى السوء لأن دائرة الدهر لا تستعمل إلا في المكروه . ونظيره إضافة السوء إلى ذئب في قول الفرزدق :
فكنتَ كذئب السَّوء حين رأى دَماً ... بصاحبه يوماً أحال على الدم
إذ الذئب متمحض للسوء إذ لا خير فيه للناس . والسَّوء بفتح السين المصدر ، وبضمها الاسم . وقد قرأ الجمهور بفتح السين . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحدهما بضم السين . والمعنى واحد .
وجملة : { والله سميع عليم } تذييل ، أي سميع ما يتناجون به وما يدبرونه من الترصد ، عليم بما يبطنونه ويقصدون إخفاءه .
- إعراب القرآن : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
«وَمِنَ الْأَعْرابِ» الواو استئنافية ومتعلقان بخبر مقدم محذوف «مِنَ» موصولية مبتدأ «يَتَّخِذُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة صلة «ما» موصولية مفعول به أول «يُنْفِقُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «مَغْرَماً» مفعول به ثان ليتخذ «وَيَتَرَبَّصُ» معطوف على يتخذ وإعرابه مثله «بِكُمُ» متعلقان بيتربص «الدَّوائِرَ» مفعول به «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالخبر المقدم «دائِرَةُ» مبتدأ مؤخر «السَّوْءِ» مضاف إليه «وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» الواو عاطفة ومبتدأ وخبراه.
- English - Sahih International : And among the bedouins are some who consider what they spend as a loss and await for you turns of misfortune Upon them will be a misfortune of evil And Allah is Hearing and Knowing
- English - Tafheem -Maududi : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(9:98) There are such among the Bedouins, who regard what they expend in the Way as a penalty *96 and await some change of fortune to turn against you (so that they should be able to overthrow the government you have imposed on them,whereas they themselves have been encircled by a vicious circle; and Allah hears everything and knows everything.
- Français - Hamidullah : Parmi les Bédouins certains prennent leur dépense en aumône ou à la guerre comme une charge onéreuse et attendent pour vous un revers de fortune Que le malheur retombe sur eux Allah est Audient et Omniscient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Unter den Wüstenarabern gibt es auch manche die das was sie als Spende ausgeben als erzwungene Zahlung ansehen und für euch die Schicksalswendungen abwarten Gegen sie wird die böse Schicksalswendung sein Allah ist Allhörend und Allwissend
- Spanish - Cortes : Algunos beduinos consideran como onerosa obligación pecuniaria lo que gastan y acechan vuestras vicisitudes ¡Que sean ellos los que sufran un revés Alá todo lo oye todo lo sabe
- Português - El Hayek : Entre os beduínos há aqueles que consideram tudo quanto distribuem em caridade como uma perda; aguardam ainda que vos açoitem as vicissitudes Que as vicissitudes caiam sobre eles Sabei que Deus é Oniouvinte Sapientíssimo
- Россию - Кулиев : Среди бедуинов есть и такие которые считают свои пожертвования убытком и выжидают когда вас постигнут превратности судьбы Их самих постигнут превратности судьбы Воистину Аллах - Слышащий Знающий
- Кулиев -ас-Саади : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
Среди бедуинов есть и такие, которые считают свои пожертвования убытком и выжидают, когда вас постигнут превратности судьбы. Их самих постигнут превратности судьбы. Воистину, Аллах - Слышащий, Знающий.Некоторые бедуины считали закят и другие пожертвования на пути Аллаха убытком. Они не надеялись на Его вознаграждение и не делали пожертвований ради Него. Они едва ли раздавали пожертвования из-за своего нежелания творить добро. Их враждебность по отношению к правоверным была настолько велика, что они с нетерпением ждали, когда же их постигнут превратности судьбы и несчастья. Однако их злые помыслы всякий раз оборачивались против них самих. Что же касается правоверных, то они одерживали верх над своими недругами и, в конце концов, заслужили добрый конец. Воистину, Всевышнему Аллаху прекрасно известно о намерениях и поступках Своих рабов, об их искренности и прочих качествах.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bedevilerden Allah yolunda sarfettiklerini angarya sayanlar ve sizin başınıza belalar gelmesini bekleyenler vardır Belalar onlara olsun; Allah işitir ve bilir
- Italiano - Piccardo : Ci sono beduini che considerano una grave imposizione quello che spendono e attendono la vostra disfatta Saranno loro ad essere sconfitti Allah tutto ascolta e conosce
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر لهو عهرهبه بیابان نشینانه کهسانێک ههیه که ئهوهی دهیبهخشێت بهسهرانه و غهرامهی دهزانێت چاوهڕێی ئهوه دهکهن چهندهها بهڵاو ناخۆشی بێته سهرتان یاخوا مهینهتی خراپ بهسهر ئهواندا بێت خوایش ههمیشه بیسهره به گوفتاریان زانایه به نیهتیان
- اردو - جالندربرى : اور بعض دیہاتی ایسے ہیں کہ جو خرچ کرتے ہیں اسے تاوان سمجھتے ہیں اور تمہارے حق میں مصیبتوں کے منتظر ہیں۔ ان ہی پر بری مصیبت واقع ہو۔ اور خدا سننے والا اور جاننے والا ہے
- Bosanski - Korkut : Ima beduina koji ono što daju smatraju nametom I jedva čekaju da vas nesreća stigne – neka njih pogodi nesreća A Allah sve čuje i sve zna
- Swedish - Bernström : Och det finns de bland ökenaraberna som ser allt vad de ger ut [för Guds sak] som ett bötesstraff och som väntar och hoppas att ett olycksöde skall drabba er Men det är över dem som olycksmolnen [skockar sig]; Gud hör allt ser allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Di antara orangorang Arab Badwi itu ada orang yang memandang apa yang dinafkahkannya di jalan Allah sebagi suatu kerugian dan dia menantinanti marabahaya menimpamu merekalah yang akan ditimpa marabahaya Dan Allah Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(Di antara orang-orang Arab badui itu ada orang yang memandang apa yang dinafkahkannya) di jalan Allah (sebagai suatu kerugian) ketekoran dan kerugian sebab ia tidak mengharapkan akan pahalanya melainkan menginfakkannya karena rasa takut; mereka adalah Bani Asad dan Bani Ghathafan (dan menanti-nanti) malapetaka menimpa kalian sehingga ia bebas dari kalian (merekalah yang akan ditimpa marabahaya) dapat dibaca as-suu` dan dapat pula dibaca as-sau`, artinya azab dan kebinasaan itu justru akan menimpa mereka sendiri bukannya menimpa kalian. (Dan Allah Maha Mendengar) akan semua ucapan hamba-hamba-Nya (lagi Maha Mengetahui) perbuatan-perbuatan mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আবার কোন কোন বেদুইন এমন ও রয়েছে যারা নিজেদের ব্যয় করাকে জরিমানা। বলে গন্য করে এবং তোমার উপর কোন দুর্দিন আসে কিনা সে অপেক্ষায় থাকে। তাদেরই উপর দুর্দিন আসুক। আর আল্লাহ হচ্ছেন শ্রবণকারী পরিজ্ঞাত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : கிராமப்புறத்தவர்களில் சிலர் தர்மத்திற்காகச் செலவு செய்வதை நஷ்டமாகக் கருதுபவர்களும் இருக்கிறார்கள்; நீங்கள் காலச் சுழலில் சிக்கித் துன்பம் அடைய வேண்டுமென்றும் எதிர்பார்க்றார்கள் ஆனால் அவர்கள் மீதுதான் கெட்டகாலம் சுழன்று கொண்டு இருக்கிறது இன்னும் அல்லாஹ் எல்லாவற்றையும் கேட்பவனாகவும்யாவற்றையம் நன்கு அறிபவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และในหมู่อาหรับชนบทนั้น มีผู้ถือเอาสิ่งที่ตนบริจาคไปเป็นค่าปรับ และถือว่าเป็นการขาดทุนและพวกเขารอคอยเหตุร้ายที่จะเกิดแก่พวกท่าน เหตุร้ายเหล่านั้นจงประสบแก่พวกเขาเขาเถิดและอัลลอฮ์นั้นเป็นผู้ทรงได้ยินทรงรอบรู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аъробийлардан қилган инфоқни зиён деб биладиган ва сизга балоофат келишини кутиб турадиганлари ҳам бор Ёмон балолар ўзларига урсин Аллоҳ эшитгувчи ва билгувчи зотдир Оятда васфи келган мунофиқлар аъробийлардир Улар мусулмонларга ўзларининг сири очилиб қолишидан қўрқиб закот беришга ва жиҳод учун баъзи бир сарфларни қилишга мажбур бўладилар
- 中国语文 - Ma Jian : 游牧的阿拉伯人中有人把自己所捐献的钱财当做罚金,并等待著你们遭难。愿他们遭遇厄运。真主是全聪的,是全知的。
- Melayu - Basmeih : Dan sebahagian dari orangorang A'raab yang munafik itu memandang apa yang mereka belanjakan dermakan pada jalan Allah sebagai satu bayaran yang memberatkan sambil menunggu peredaran zaman yang membawa bala bencana menimpa kamu; atas merekalah tertimpanya bala bencana yang dibawa oleh peredaran zaman yang buruk itu Dan ingatlah Allah Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui
- Somali - Abduh : Reer baadiyaha waxaa ka mida kuwo kayeelan waxay bixin dayn Bax oo kale oo idin la sugi dhibaato korkooda ha ahaato wareegga xumaanta Eebana waa maqle og
- Hausa - Gumi : Kuma daga ƙauyãwã akwai waɗanda suke riƙon abin da suke ciyarwa a kan tãra ce kuma sunã saurãron aukuwar masĩfa a gare ku aukuwar mummunar masĩfa ta tabbata a kansu Kuma Allah ne Mai ji Masani
- Swahili - Al-Barwani : Na katika Mabedui hao wapo wanao fikiri kuwa wanayo yatoa ni gharama ya bure na wanakungojeleeni mambo yakugeukieni Mageuko maovu yatakuwa juu yao Na Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusikia Mwenye kujua
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ndër beduinët ka të atillë që shpenzimin në rrugë të Perëndisë e konsiderojnë si humbje e presin që t’u godet juve fatkeqësia Le t’i godet ata vallja e fatkeqësisë E Perëndia i dëgjon dhe i di të gjitha
- فارسى - آیتی : پارهاى از عربهاى باديهنشين آنچه را كه خرج مىكنند چون غرامتى مىپندارند و منتظرند تا به شما حوادثى برسد. حوادث بد بر خودشان باد و خدا شنوا و داناست.
- tajeki - Оятӣ : Баъзе аз арабҳои бодиянишин он чиро, ки харҷ мекунанд, чун зиёне мепиндоранд ва мунтазиранд, то ба шумо мусибате бирасад. Мусибати бад бар худашон бод ва Худо шунавову доност!
- Uyghur - محمد صالح : ئەئرابىلاردىن بەزىلىرى (اﷲ يولىدا) بەرگەن نەرسىلىرىنى جەرىمانە ھېسابلايدۇ، سىلەرنىڭ ھادىسىگە ئۇچرىشىڭلارنى كۈتىدۇ، ئۇلارنىڭ ئۆزلىرى ھالاكەتكە ئۇچرىسۇن، اﷲ (ئۇلارنىڭ سۆزلىرىنى) ئاڭلاپ تۇرغۇچى، (ئىشلىرىنى) بىلىپ تۇرغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ധനം ചെലവഴിക്കുന്നത് നഷ്ടമായി കാണുന്നവരും നിങ്ങളെ കാലവിപത്ത് ബാധിക്കുന്നത് കാത്തിരിക്കുന്നവരും ആ ഗ്രാമീണ അറബികളിലുണ്ട്. എന്നാല് കാലക്കേട് പിടികൂടാന് പോകുന്നത് അവരെത്തന്നെയാണ്. അല്ലാഹു എല്ലാം കേള്ക്കു ന്നവനും അറിയുന്നവനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ومن الاعراب من يحتسب ما ينفق في سبيل الله غرامه وخساره لا يرجو له ثوابا ولا يدفع عن نفسه عقابا وينتظر بكم الحوادث والافات ولكن السوء دائر عليهم لا بالمسلمين والله سميع لما يقولون عليم بنياتهم الفاسده
*96) This means that they regarded the payment of Zakat dues as a fine and the expenditure on hospitality, an Islamic duty, a penalty. Likewise, if they had to make any contributions towards Jihad, they did so to show that they were loyal to the Islamic State and not because they wanted to please Allah by giving sincere monetary help for His cause.