- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍۢ فَٱنْهَارَ بِهِۦ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم ۗ والله لا يهدي القوم الظالمين
- عربى - التفسير الميسر : لا يستوي مَن أسَّس بنيانه على تقوى الله وطاعته ومرضاته، ومن أسَّس بنيانه على طرف حفرة متداعية للسقوط، فبنى مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المسلمين، فأدَّى به ذلك إلى السقوط في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين المتجاوزين حدوده.
- السعدى : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
ثم فاضل بين المساجد بحسب مقاصد أهلها وموافقتها لرضاه فقال: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ} أي: على نية صالحة وإخلاص {وَرِضْوَانٌ} بأن كان موافقا لأمره، فجمع في عمله بين الإخلاص والمتابعة، {خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا} أي: على طرف {جُرُفٍ هَارٍ} أي: بال، قد تداعى للانهدام، {فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} لما فيه مصالح دينهم ودنياهم.
- الوسيط لطنطاوي : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
ثم بين - سبحانه - أنه لا يتسوى من أسس بنيانه على الحق ، ومن أسس نبيانه على الباطل فقال : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ على تقوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فانهار بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) .
قال صاحب الكشاف : قرئ أَسَّسَ بنيانَه ، وأُسِسّ بنيانهُ على البناء للفاعل والمفعول . والشفا . الحرف والشفير . وحرف الوادى : جانبه الذى يتحفر أصله بالماء وتجرفه السيول ، فيبقى واهيا ، والهار وهو المتصدع الذى أوشك على التهدم - وهار صفة لجرف ، أى جرف موصوف بأنه هائر أى متساقط .
والمعنى : أفمن أسس بنيان دنيه على قاعدة قوية محكمة ، وهى الحق الذى هو تقوى الله ورضوانه ( خَيْرٌ أَم مَّنْ ) أسسه على قاعدة هى أضعف القواعد وأرخاها وأقلها بقاء ، وهو الباطل والنفاق الذى مثله مثل ( شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ) فى قلة الثبات والاستمساك .
وضع شفا الجرف فى مقابلة التقوى ، لأنه جعل مجازاً عما ينافى التقوى .
فإن قلت : فما معنى قوله : ( فانهار بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) .
قلت : لما جعل الجرف الهائر مجازا عن الباطل ، قيل : فانهار به فى نار جهنم ، على معنى : فطاح به الباطل فى نار جهنم ، إلا أنه شح المجاز فجئ بلفظ الانهيار الذى هو للجرف ، وليتصور أن المبطل كأنه اسس بنيانه على شفا جرف من اودية جهنم ، فانهار به ذلك الجرف فهوى فى قعرها ، ولا ترى أبلغ من هذا الكلام ، ولا أدل منه على حقيقة الباطل ولكنه أمره .
وقال صاحب المنار ما ملخصه : والمراد بالمثل هنا ببيان ثبات الحق الذى هو دين الإِسلام وقوته ، ودوامه ، وسعادة أهله به ، وذكره باثره وثمرته فى عمل أهله وجماعها التقوى ، وبيان ضعف الباطل واضمحلاله وقرب زواله ، وخيبة صاحبه ، وسرعة انقطاع آماله .
وقد ذكر فى وصف بنيان الفريق الأول وهم المؤمنون المشبه دون المشبه به لأنه هو المقصود بالذات ، وذكر من وصف الفريق الثانى - وهم المنافقون - الهيئة المشبه بها دون المشبه ، لأنه ذكر قبل ذلك مقاصدهم الخبيثة من بناء مسجد الضرار . وهذا من دقائق إيجاز القرآن .
وقوله : ( والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين ) أى مضت سنة الله - تعالى - فى خلقه أنه - سبحانه - لا يهدى إلى طريق الخير ، أولئك الذين استحبوا العمى على الهدى وظلموا أنفسهم بوضعهم الأمور فى غير مواضعها .
- البغوى : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
( أفمن أسس بنيانه ) قرأ نافع وابن عامر " أسس " بضم الهمزة وكسر السين ، " بنيانه " برفع النون فيهما جميعا على غير تسمية الفاعل . وقرأ الآخرون " أسس " فتح الهمزة والسين ، " بنيانه " : بنصب النون ، على تسمية الفاعل . ( على تقوى من الله ورضوان خير ) أي : على طلب التقوى ورضا الله تعالى خير ( أم من أسس بنيانه على شفا ) على شفير ، ( جرف ) قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر " جرف " ساكنة الراء ، وقرأ الباقون بضم الراء وهما لغتان ، وهي البئر التي لم تطو . قال أبو عبيدة : هو الهوة وما يجرفه السيل من الأودية فينجرف بالماء فيبقى واهيا ، ( هار ) أي : هائر وهو الساقط يقال : هار يهور فهو هائر ، ثم يقلب فيقال : هار مثل شاك وشائك وعاق وعائق . وقيل : هو من يهار : إذا انهدم ، ومعناه : الساقط الذي يتداعى بعضه في إثر بعض ، كما ينهار الرمل والشيء الرخو . ( فانهار به ) أي : سقط بالباني ( في نار جهنم ) يريد بناء هذا المسجد الضرار كالبناء على شفير جهنم فيهور بأهلها فيها . قال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد صيرهم النفاق إلى النار .
( والله لا يهدي القوم الظالمين ) قال قتادة : والله ما تناهى أن وقع في النار ، وذكر لنا أنه حفرت بقعة فيه ، فرئي الدخان يخرج منها . وقال جابر بن عبد الله : رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار .
- ابن كثير : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
يقول تعالى : لا يستوي من أسس بنيانه على تقوى الله ورضوان ، ومن بنى مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين ، وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل ، فإنما بنى هؤلاء بنيانهم ( على شفا جرف هار ) أي : طرف حفيرة مثاله ( في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) أي : لا يصلح عمل المفسدين .
قال جابر بن عبد الله : رأيت المسجد الذي بني ضرارا يخرج منه الدخان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن جريج ذكر لنا أن رجالا حفروا فوجدوا الدخان يخرج منه . وكذا قال قتادة .
وقال خلف بن ياسين الكوفي : رأيت مسجد المنافقين الذي ذكره الله تعالى في القرآن ، وفيه جحر يخرج منه الدخان ، وهو اليوم مزبلة . رواه ابن جرير رحمه الله .
وقوله : ( لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم ) أي : شكا ونفاقا بسبب إقدامهم على هذا الصنيع الشنيع ، أورثهم نفاقا في قلوبهم ، كما أشرب عابدو العجل حبه .
- القرطبى : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
قوله تعالى أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين
فيه خمس مسائل : الأولى : قوله تعالى أفمن أسس أي أصل ، وهو استفهام معناه التقرير . و ( من ) بمعنى الذي ، وهي في موضع رفع بالابتداء ، وخبره ( خير ) . وقرأ نافع وابن عامر وجماعة ( أسس بنيانه ) على بناء ( أسس ) للمفعول ورفع ( بنيان ) فيهما . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وجماعة أسس بنيانه على بناء الفعل للفاعل ونصب ( بنيانه ) فيهما . وهي اختيار أبي عبيد لكثرة من قرأ به ، وأن الفاعل سمي فيه . وقرأ نصر بن عاصم بن علي " أفمن أسس " بالرفع ( بنيانه ) بالخفض . وعنه أيضا ( أساس بنيانه ) وعنه أيضا ( أس بنيانه ) بالخفض . والمراد أصول البناء كما تقدم . وحكى أبو حاتم قراءة سادسة وهي ( أفمن آساس بنيانه ) قال النحاس : وهذا جمع أس ; كما يقال : خف وأخفاف ، والكثير " إساس " مثل خفاف . قال الشاعر :
أصبح الملك ثابت الأساس في البهاليل من بني العباس
الثانية : قوله تعالى على تقوى من الله قراءة عيسى بن عمر - فيما حكى سيبويه - بالتنوين ، والألف ألف إلحاق كألف تترى فيما نون ، وقال الشاعر :
يستن في علقى وفي مكور
وأنكر سيبويه التنوين ، وقال : لا أدري ما وجهه . على شفا الشفا : الحرف والحد ، وقد مضى في ( آل عمران ) مستوفى . و جرف قرئ برفع الراء ، وأبو بكر وحمزة بإسكانها ; مثل الشغل والشغل ، والرسل والرسل ، يعني جرفا ليس له أصل . والجرف : ما يتجرف بالسيول من الأودية ، وهو جوانبه التي تنحفر بالماء ، وأصله من الجرف والاجتراف ; وهو اقتلاع الشيء من أصله . هار ساقط ; يقال . تهور البناء إذا سقط ، وأصله هائر ، فهو من المقلوب يقلب وتؤخر ياؤها ، فيقال : هار وهائر ، قاله الزجاج . ومثله لاث الشيء به إذا دار ; فهو لاث أي لائث . وكما قالوا : شاكي السلاح وشائك السلاح . قال العجاج :
لاث به الأشاء والعبري
الأشاء النخل ، والعبري السدر الذي على شاطئ الأنهار . ومعنى لاث به مطيف به . وزعم أبو حاتم أن الأصل فيه هاور ، ثم يقال هائر مثل صائم ، ثم يقلب فيقال هار . وزعم الكسائي أنه من ذوات الواو ومن ذوات الياء ، وأنه يقال : تهور وتهير .
قلت : ولهذا يمال ويفتح .
الثالثة : قوله تعالى فانهار به في نار جهنم فاعل ( انهار ) الجرف ; كأنه قال : فانهار الجرف بالبنيان في النار ; لأن الجرف مذكر . ويجوز أن يكون الضمير في ( به ) يعود على ( من ) وهو الباني ; والتقدير : فانهار من أسس بنيانه على غير تقوى . وهذه الآية ضرب مثل لهم ، أي من أسس بنيانه على الإسلام خير أم من أسس بنيانه على الشرك والنفاق . وبين أن بناء الكافر كبناء على جرف جهنم يتهور بأهله فيها . والشفا : الشفير . وأشفى على كذا أي دنا منه .
الرابعة : في هذه الآية دليل على أن كل شيء ابتدئ بنية تقوى الله تعالى والقصد لوجهه الكريم فهو الذي يبقى ويسعد به صاحبه ويصعد إلى الله ويرفع إليه ، ويخبر عنه بقوله : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام على أحد الوجهين . ويخبر عنه أيضا بقوله : والباقيات الصالحات على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
الخامسة : واختلف العلماء في قوله تعالى : فانهار به في نار جهنم هل ذلك حقيقة أو مجاز على ؛ قولين ; الأول : أن ذلك حقيقة وأن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أرسل إليه فهدم رئي الدخان يخرج منه ; من رواية سعيد بن جبير . وقال بعضهم : كان الرجل يدخل فيه سعفة من سعف النخل فيخرجها سوداء محترقة . وذكر أهل التفسير أنه كان يحفر ذلك الموضع الذي انهار فيخرج منه دخان . وروى عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه قال : جهنم في الأرض ، ثم تلا فانهار به في نار جهنم . وقال جابر بن عبد الله : أنا رأيت الدخان يخرج منه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( والثاني ) أن ذلك مجاز ، والمعنى : صار البناء في نار جهنم ، فكأنه انهار إليه وهوى فيه ; وهذا كقوله تعالى : فأمه هاوية . والظاهر الأول ، إذ لا إحالة في ذلك . والله أعلم .
- الطبرى : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
القول في تأويل قوله : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة قوله: (أفمن أسس بنيانه).
فقرأ ذلك بعض قرأة أهل المدينة: (أَفَمَنْ أُسِّسَ بُنْيَانُهُ عَلَى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمَّنْ أُسِّسَ بُنْيَانُهُ)، على وجه ما لم يسمَّ فاعله في الحرفين كليهما.
* * *
وقرأت ذلك عامة قرأة الحجاز والعراق: " أَفَمَنْ أُسِّس بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أُسِّس بُنْيَانَهُ " ، على وصف " من " بأنه الفاعل الذي أسس بنيانه. (46)
* * *
قال أبو جعفر: وهما قراءتان متفقتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ. غير أن قراءته بتوجيه الفعل إلى " من "، إذ كان هو المؤسس، (47) أعجبُ إليّ.
* * *
قال أبو جعفر: فتأويل الكلام إذًا: أيُّ هؤلاء الذين بنوا المساجد خير، أيها الناس، عندكم: الذين ابتدءوا بناء مسجدهم على اتقاء الله، بطاعتهم في بنائه، وأداء فرائضه ورضًى من الله لبنائهم ما بنوه من ذلك، وفعلهم ما فعلوه = خيرٌ, أم الذين ابتدءوا بناءَ مسجدهم على شفا جُرفٍ هارٍ؟
يعني بقوله: (على شفا جرف)، على حرف جُرُف. (48)
* * *
و " الجرف "، من الركايا، ما لم يُبْنَ له جُولٌ (49)
* * *
(هار)، يعني متهوِّر. وإنما هو " هائر "، ولكنه قلب, فأخرت ياؤها فقيل: " هارٍ"، كما قيل: " هو شاكي السلاح "، (50) و " شائك ", وأصله من " هار يهور فهو هائر "، وقيل: " هو من هارَ يهار "، إذا انهدم. ومن جعله من هذه اللغة قال: " هِرْت يا جرف "، ومن جعله " من هار يهور "، قال: " هُرْت يا جرف ".
* * *
قال أبو جعفر: وإنما هذا مَثَلٌ. يقول تعالى ذكره: أيّ هذين الفريقين خير؟ وأيّ هذين البناءين أثبت؟ أمَن ابتدأ أساس بنائه على طاعة الله، وعلمٍ منه بأن بناءه لله طاعة، والله به راضٍ, أم من ابتدأه بنفاق وضلال، وعلى غير بصيرة منه بصواب فعله من خطئه, فهو لا يدري متى يتبين له خطأ فعله وعظيم ذنبه، فيهدمه, كما يأتي البناءُ على جرف ركيَّةٍ لا حابس لماء السيول عنها ولغيره من المياه، ثَرِيّةِ التراب متناثرة، (51) لا تُلْبِثه السيول أن تهدمه وتنثره؟
= يقول الله جل ثناؤه: (فانهار به في نار جهنم)، يعني فانتثر الجرف الهاري ببنائه في نار جهنم. كما:-
17244- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: (فانهار به)، يعني قواعده =(في نار جهنم). (52)
17245- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (فانهار به)، يقول: فخرَّ به.
17246- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله)، إلى قوله: (فانهار به في نار جهنم)، قال: والله ما تناهَى أنْ وقع في النار. ذكر لنا أنه تحفَّرت بقعة منها، (53) فرُؤي منها الدخان.
17247- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج: بنو عمرو بن عوف. استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في بنيانه, فأذن لهم، ففرغوا منه يوم الجمعة، فصلوا فيه الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد. قال: وانهار يوم الاثنين. قال: وكان قد استنظرهم ثلاثًا، السبت والأحد والاثنين =(فانهار به في نار جهنم), مسجد المنافقين، انهار فلم يتناهَ دون أن وقع في النار = قال ابن جريج: ذكر لنا أن رجالا حفروا فيه, فأبصروا الدخان يخرج منه.
17248- حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا عبد العزيز بن المختار, عن عبد الله الداناج, عن طلق بن حبيب, عن جابر قوله: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ، قال: رأيت المسجد الذي بني ضرارًا يخرج منه الدخان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. (54)
17249- حدثنا محمد بن مرزوق البصري قال، حدثنا أبو سلمة قال، حدثنا عبد العزيز بن المختار, عن عبد الله الداناج قال، حدثني طلق العنـزي, عن جابر بن عبد الله قال: رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار. (55)
17250- حدثني سلام بن سالم الخزاعي قال، حدثنا خلف بن ياسين الكوفي قال: حججت مع أبي في ذلك الزمان = يعني: زمان بني أمية = فمررنا بالمدينة, فرأيت مسجد القبلتين = يعني مسجد الرسول = وفيه قبلة بيت المقدس، فلما كان زمان أبي جعفر, قالوا: يدخل الجاهل فلا يعرف القبلة! فهذا البناءُ الذي ترون، جرى على يَدِ عبد الصمد بن علي. ورأيت مسجد المنافقين الذي ذكره الله في القرآن, وفيه حجر يخرج منه الدخان, وهو اليوم مَزْبَلة. (56)
* * *
قوله: (والله لا يهدي القوم الظالمين)، يقول: والله لا يوفق للرشاد في أفعاله، من كان بانيًا بناءه في غير حقه وموضعه, ومن كان منافقًا مخالفًا بفعله أمرَ الله وأمرَ رسوله.
-----------------------
الهوامش :
(46) في المطبوعة : " على وصف من بناء الفاعل " ، وهو خلط في الكلام ، صوابه ما في المخطوطة ، وهو ما أثبته .
(47) في المطبوعة : " إذا كان من المؤسس" وأثبت ما في المخطوطة ، وهو محض صواب .
(48) انظر تفسير " الشفا " فيما سلف 7 : 85 ، 86 .
(49) في المطبوعة : " من الركي " ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو مطابق لما في مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 269 ، وهذا نص كلامه .
و " الركايا " جمع " ركية " ، وتجمع أيضا على " ركي " ، بحذف التاء ، وهي البئر . و " الجول " ( بضم الجيم ) ، هو جانب البئر والقبر إلى أعلاها من أسفلها .
وهذا التفسير الذي ذكره أبو عبيدة ، لم أجده في تفسير الكلمة في كتب اللغة ، ولكنه جائز صحيح المعنى ، إن صحت روايته .
(50) في المطبوعة : " شاك السلاح " ، والصواب ما في المخطوطة بالياء في آخره .
(51) في المطبوعة : " ترى به التراب متناثرا " ، غير ما في المخطوطة ، إذ كانت غير منقوطة ، ويقال : " أرض ثرية " ، إذا كانت ذات ثرى وندى . و " ثريت الأرض فهي ثرية " ، إذا نديت ولانت بعد الجدوبة واليبس .
(52) في المطبوعة ، أسقط " يعني " .
(53) في المطبوعة : " أنه حفرت بقعة منه " ، وأثبت ما في المخطوطة . وقوله " تحفرت " أي : صارت فيها حفرة ، وكأنه غيرها لأنها لم تذكر في كتب اللغة ، ولكنها قياس عربي عريق .
وقوله " منها " أي : من أرض مسجد الضرار .
(54) الأثر : 17248 - " عبد العزيز بن المختار الأنصاري ، الدباغ " ، ثقة ، روى له الجماعة . مضى برقم : 1685 .
و " عبد الله الداناج " ، هو " عبد الله بن فيروز " و " دانا " بالفارسية ، العالم . ثقة ، مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 / 2 / 136 .
و " طلق بن حبيب العنزي " ، ثقة ، سمع جابرا . مترجم في التهذيب ، والكبير 2 / 2 / 360 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 490 .
وهذا خبر صحيح الإسناد ، خرجه السيوطي في الدر المنثور 3 : 279 ، وقال : " أخرجه مسدد في مسنده ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، وصححه ، وابن مردويه " . وسيأتي بإسناد آخر في الذي يليه .
(55) الأثر : 17249 - هو مكرر لأثر السالف .
" محمد بن مرزوق " ، هو " محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي " . شيخ الطبري ، مضى برقم 28 : 8224 .
و " أبو سلمة " ، هو : " موسى بن إسماعيل المنقري التبوذكي " ، ثقة . مضى برقم : 15202 .
(56) الأثر: 17250 - "سلام بن سالم الخزاعي " ، شيخ الطبري ، مضى برقم: 252 ، 6529 .
و " خلف بن ياسين الكوفي " ، مضى برقم : 252 ، ورواية " سلام بن سالم الخراعي " عنه . وذكر أخي السيد أحمد هناك أنه قد يكون " خلف بن ياسين بن معاذ الزيات " ، وهو كذاب . والظاهر أنه هو هو ، لأن خلفا يروي في هذا الخبر عن أبيه ، وأبوه " ياسين بن معاذ الزيات " ، وهو أيضا ضعيف متروك الحديث ، وكان من كبار فقهاء الكوفة ، روى عن الزهري ، ومكحول ، وحماد بن أبي سليمان ، وهو مترجم في لسان الميزان 6 : 238 ، والكبير 4 / 2 / 429 ، وقال : " يتكلمون فيه ، منكر الحديث " ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 312 ، وذكر أنه قد روى عنه ابنه خلف، ولكنه لم يترجم " خلف بن ياسين بن معاذ " . وهذا الخبر الشاهد بأن " ياسين " أبا "خلف"، كان على عهد بني أمية، ورواية خلف ابنه عنه، وشيوخ "ياسين" الذين روى عنهم ، كل ذلك دال على صواب ما ذهب إليه أخي ، من أن " خلف بن ياسين الكوفي " ، هو " خلف بن ياسين بن معاذ الزيات " .
- ابن عاشور : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
تفريع على قوله : { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه } [ التوبة : 108 ] لزيادة بيان أحقية المسجد المؤسَّس على التقوى بالصلاة فيه .
وبيان أن تفضيل ذلك المسجد في أنه حقيق بالصلاة فيه تفضيل مسلوب المشاركة لأن مسجد الضرار ليس حقيقاً بالصلاة فيه بعد النهي ، لأن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لو وقعت لأكسبت مَقصدَ وَاضعيه رواجاً بين الأمة وهو غرضهم التفريق بين جماعات المسلمين كما تقدم .
والفاء مؤخرة عن همزة الاستفهام لأحقية حرف الاستفهام بالتصدير . والاستفهام تقريري .
والتأسيس : بناءُ الأساس ، وهو قاعدة الجدار المبني من حجر وطين أو جص .
والبنيان في الأصل مصدر بوزن الغُفران والكفران ، اسم لإقامة البيت ووضعه سواء كان البيت من أثواب أم من أدم أم كان من حجر وطين فكل ذلك بناء . ويطلق البنيان على المبني من الحجر والطين خاصة . وهو هنا مطلق على المفعول ، أي المبني . وما صدق ( من ) صاحبُ البناء ومستحقه ، فإضافة البنيان إلى ضمير ( مَن ) إضافة على معنى اللام . وشُبه القصد الذي جعل البناء لأجله بأساس البناء ، فاستعير له فعل { أسس } في الموضعين .
ولما كان من شأن الأساس أن تطلب له صلابة الأرض لدوامه جعلت التقوى في القصد الذي بني له أحد المسجدين ، فشبهت التقوى بما يرتكز عليه الأساس على طريقة المكنية ، ورُمز إلى المشبه به المحذوف بشيء من ملائماته وهو حرف الاستعلاء . وفُهم أن هذا المشبه به شيء راسخ ثابت بطريق المقابلة في تشبيه الضد بما أسس على شفاً جُرُف هار ، وذلك بأن شبه المقصد الفاسد بالبناء بجرْف جُرف منهار في عدم ثبات ما يقام عليه من الأساس بله البناء على طريقة الاستعارة التصريحية . وحرف الاستعلاء ترشيح .
وفرع على هذه الاستعارة الأخيرة تمثيل حالة هدمه في الدنيا وإفضائه ببانيه إلى جهنم في الآخرة بانهيار البناء المُؤسس على شفَا جُرف هارَ بساكنه في هوّة . وجعل الانهيار به إلى نار جهنم إفضاء إلى الغاية من التشبيه . فالهيئة المشبهة مركبة من محسوس ومعقول وكذلك الهيئة المشبه بها . ومقصود أن البنيان الأول حصل منه غرض بانيه لأن غرض الباني دوام ما بناه . فهم لما بنوه لقصد التقوى ورضى الله تعالى ولم يُذكر ما يقتضي خيبتهم فيه كما ذُكر في مقابله عُلم أنهم قد اتقوا الله بذلك وأرضوه ففازوا بالجنة ، كما دلت عليه المقابلة ، وأن البنيان الثاني لم يَحصل غرضُ بانيه وهو الضرار والتفريق فخابوا فيما قصدوه فلم يثبت المقصد ، وكان عدم ثباته مفضياً بهم إلى النار كما يفضي البناء المنهار بساكنه إلى الهلاك .
والشَّفا بفتح الشين وبالقصر : حرف البئر وحرف الحفرة .
والجُرف بضمتين : جانب الوادي وجانب الهُوة .
وهارٍ : اسم مشتق من هَارَ البناءُ إذا تصدع ، فقيل : أصله هَوَر بفتحتين كما قالوا خَلَف في خالف . وليست الألف التي بعد الهاء ألف فاعل بل هي عين الكلمة منقلبة عن الواو لأن الواو متحركة وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً ، وقيل هو اسم فاعل من هار البناء وأصل وزنه هاور ، فوقع فيه قلب بين عينه ولامه تخفيفاً . وقد وقع ذلك في ألفاظ كثيرة من اللغة مثل قولهم : شاكي السلاح ، أصله شائِك . ورجل صاتٌ عالي الصوت أصله صائتٌ . ويدل لذلك قولهم : انهار ولم يقولوا انهرى . وهَرٍ مبالغةً في هَار .
وقرأ نافع وابن عامر وحدهما فعل { أسس } في الموضعين بصيغة البناء للمفعول ورفع { بنيانُه } في الموضعين . وقرأها الباقون بالبناء للفاعل ونصب { بنيانَه } في الموضعين .
وقرأ الجمهور { جُرُف } بضم الراء . وقرأه ابن عامر وحمزة وأبو بكر عن عاصم وخلفٌ بسكون الراء .
وجملة : { والله لا يهدي القوم الظالمين } تذييل ، وهو عام يشمل هؤلاء الظالمين الذين بنوا مسجد الضرار وغيرهم .
- إعراب القرآن : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
«أَفَمَنْ» الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية ومن اسم موصول مبتدأ والجملة مستأنفة «أَسَّسَ بُنْيانَهُ» ماض ومفعوله والهاء في محل جر بالإضافة والفاعل مستتر والجملة صلة «عَلى تَقْوى » متعلقان بأسس «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بمحذوف صفة تقوى «وَرِضْوانٍ» معطوف على تقوى «خَيْرٌ» خبر من «أَمْ» حرف عطف «مِنَ» معطوفة على من السابقة فهي مبتدأ «أَسَّسَ بُنْيانَهُ» الجملة صلة «عَلى شَفا» متعلقان بأسس «جُرُفٍ» مضاف إليه «هارٍ» صفة جرف «فَانْهارَ» الفاء عاطفة وماض فاعله مستتر «بِهِ» متعلقان بانهار «فِي نارِ» متعلقان بالفعل «جَهَنَّمَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف والجملة معطوفة «وَاللَّهُ» الواو استئنافية ولفظ الجلالة مبتدأ «لا» نافية «يَهْدِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر والجملة خبر «الْقَوْمَ» مفعول به «الظَّالِمِينَ» صفة القوم منصوبة بالياء لأنها جمع مذكر سالم.
- English - Sahih International : Then is one who laid the foundation of his building on righteousness [with fear] from Allah and [seeking] His approval better or one who laid the foundation of his building on the edge of a bank about to collapse so it collapsed with him into the fire of Hell And Allah does not guide the wrongdoing people
- English - Tafheem -Maududi : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(9:109) Why, is he better who founded his building upon Allah's fear and for His approval or he who founded his building on the brink of an under-mined bank *103 that tumbled with him down into the fire of Hell? Allah never shows the Right Way to such workers of iniquity *104 .
- Français - Hamidullah : Lequel est plus méritant Est-ce celui qui a fondé son édifice sur la piété et l'agrément d'Allah ou bien celui qui a placé les assises de sa construction sur le bord d'une falaise croulante et qui croula avec lui dans le feu de l'Enfer Et Allah ne guide pas les gens injustes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ist derjenige der seinen Bau auf Furcht vor Allah und Sein Wohlgefallen gegründet hat besser oder der der seinen Bau auf den Rand eines abstürzenden Hanges gegründet hat so daß er mit ihm ins Feuer der Hölle abstürzt Und Allah leitet das ungerechte Volk nicht recht
- Spanish - Cortes : ¿Quién es mejor quien ha cimentado su edificio en el temor de Alá y en Su satisfacción o quien lo ha cimentado al borde de una escarpa desgastada por la acción del agua y desmoronadiza que se derrumba arrastrándole al fuego de la gehena Alá no dirige al pueblo impío
- Português - El Hayek : Quem é melhor o que alicerçou o seu edifício fundamentado no temor a Deus esperançoso e Seu beneplácito ou que oconstruiu à beira do abismo e em seguida se arrojou com ele no fogo do inferno Sabei que Deus não ilumina os iníquos
- Россию - Кулиев : Тот ли кто заложил основание своего строения на страхе перед Аллахом и стремлении к Его довольству лучше или же тот кто заложил его на самом краю обрыва готового обвалиться так что он обвалился вместе с ним в огонь Геенны Воистину Аллах не ведет прямым путем несправедливых людей
- Кулиев -ас-Саади : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
Тот ли, кто заложил основание своего строения на страхе перед Аллахом и стремлении к Его довольству, лучше или же тот, кто заложил его на самом краю обрыва, готового обвалиться, так что он обвалился вместе с ним в огонь Геенны? Воистину, Аллах не ведет прямым путем несправедливых людей.Различия между мечетями заключаются в различии между намерениями их прихожан и соответствии этих намерений тому, что угодно Аллаху. Если мечеть построена с добрыми намерениями и в строгом соответствии с Его предписаниями, если ее устроители поступали искренне ради Аллаха и руководствовались дорогой Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, то она будет превосходить мечеть, которая построена на самом краю обрыва, готовом обрушиться вместе с этим строением прямо в огненную Преисподнюю. Воистину, Аллах не помогает беззаконникам узнать, что может принести им пользу в мирских и религиозных вопросах.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yapısını Allah'tan sakınmak ve Onun hoşnudluğuna ermek için yapan kimse mi daha hayırlıdır; yoksa yapısını kayacak bir yar kıyısına yapıp da onunla beraber cehennem ateşine yuvarlanan kimse mi Allah zulmeden kimselere doğru yolu göstermez
- Italiano - Piccardo : Chi ha posto le fondamenta della moschea sul timor di Allah per compiacerLo non è forse migliore di chi ha posto le sue fondamenta su di un lembo di terra instabile e franosa che la fa precipitare insieme con lui nel fuoco dell'Inferno Allah non guida gli ingiusti
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئایا ئهو کهسهی که مزگهوت و کارو شوێنی لهسهر بنچینهی تهقواو له خوا ترسان دروست کرد بێت و ڕهزامهندی خوای مهبهست بێت چاکتره یاخود ئهو کهسهی که بینای مزگهوت شوێن و بهرنامه و کاری لهسهر لێواری کهندهڵانێکی بێ هێز و ڕووخاو دامهزراند بێت ئینجا لهگهڵ خۆیدا بڕوخێته ناو ئاگری دۆزهخهوه خوای گهورهش ڕێنموویی ئهو دهسته ستهمکاره ناکات
- اردو - جالندربرى : بھلا جس شخص نے اپنی عمارت کی بنیاد خدا کے خوف اور اس کی رضامندی پر رکھی وہ اچھا ہے یا وہ جس نے اپنی عمارت کی بنیاد گر جانے والی کھائی کے کنارے پر رکھی کہ وہ اس کو دوزخ کی اگ میں لے گری اور خدا ظالموں کو ہدایت نہیں دیتا
- Bosanski - Korkut : Da li je bolji onaj koji je temelj zgrade svoje postavio na strahu od Allaha i u želji da Mu se umili – ili onaj koji je temelj zgrade svoje postavio na rub podlokane obale koja se nagnula da se zajedno s njim u vatru džehennemsku sruši – A Allah neće ukazati na Pravi put narodu koji sam sebi nepravdu čini
- Swedish - Bernström : [Vem är den bäste] Den som uppför sin byggnad på en grund av gudsfruktan och strävan att vinna Guds välbehag eller den som bygger sitt hus på lös grund vid randen av ett stup så att det störtar samman [och drar] honom med sig ned i helvetets eld Gud vägleder inte de orättfärdiga;
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka apakah orangorang yang mendirikan mesjidnya di atas dasar takwa kepada Allah dan keridhaanNya itu yang baik ataukah orangorang yang mendirikan bangunannya di tepi jurang yang runtuh lalu bangunannya itu jatuh bersamasama dengan dia ke dalam neraka Jahannam Dan Allah tidak memberikan petunjuk kepada orangorang yang zalim
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(Maka apakah orang-orang yang mendirikan mesjidnya di atas dasar takwa) karena takut (kepada Allah dan) selalu mengharapkan (keridaan)-Nya itu (yang lebih baik, ataukah orang-orang yang mendirikan bangunannya di tepi) dapat dibaca jurufin dan dapat pula dibaca jurfin, artinya di pinggir (jurang) yakni hampir roboh (lalu bangunannya itu jatuh bersama-sama dengan dia) maksudnya bangunannya roboh berikut orang-orang yang membangunnya (ke dalam neraka Jahanam?) ungkapan ayat ini merupakan tamtsil/perumpamaan yang paling baik, yaitu menggambarkan pembangunan mesjid yang berdasarkan bukan kepada takwa, kemudian akibat-akibat yang akan dialaminya. Kata tanya pada permulaan ayat ini mengandung makna taqrir, artinya mesjid pertamalah yang baik seperti halnya mesjid Quba. Sedangkan gambaran yang kedua adalah perumpamaan mesjid dhirar. (Dan Allah tidak memberikan petunjuk kepada orang-orang yang lalim).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যে ব্যাক্তি স্বীয় গৃহের ভিত্তি রেখেছে কোন গর্তের কিনারায় যা ধ্বসে পড়ার নিকটবর্তী এবং অতঃপর তা ওকে নিয়ে দোযখের আগুনে পতিত হয়। আর আল্লাহ জালেমদের পথ দেখান না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : யார் மேலானவர் பயபக்தியுடன் அல்லாஹ்வின் திருப்பொருத்தத்தை நாடி ஒரு கட்டடத்தின் அடிப்படையை அமைத்தவரா அல்லது தானே சரிந்துவிடக்கூடிய பூமியை ஒட்டி அடிப்படையிட்டு அந்த அடிப்படையில் கட்டடத்தை அதுவும் சரிந்து பொடிப்பொடியாக நொறுங்கி அவருடன் நரக நெருப்பில் விழுந்து விடும் கட்டடத்தை அமைத்தவரா அல்லாஹ் அநியாயக்கார மக்களை நேர் வழியில் நடத்த மாட்டான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ผู้ที่วางรากฐานอาคารของเขาบนความยำเกรงต่ออัลลอฮ์ และบนความโปรดปรานนั้นดีกว่าหรือว่าผู้ที่วางรากฐานอาคารของเขาบนริมขอบเหวที่จะพังทลายลง แล้วมันก็พัง นำเขาลงไปในนรกและอัลลอฮ์นั้นจะไม่ชี้แนะทางแก่กลุ่มชนที่อธรรม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биносини Аллоҳга бўлган тақво ва Унинг розилиги асосида қурган кимса яхшими ёки биносини емирилаётган жар ёқасини асос қилиб қуриб у билан бирга жаҳаннам ўтига қулаган кимса яхшими Ва Аллоҳ золим қавмларни ҳидоят қилмас
- 中国语文 - Ma Jian : 以敬畏真主并祈求其喜悦为地基者更好呢?还是以倾颓的悬崖的边缘为地基,因而随著坠入火狱者更好呢?真主不引导不义的民众。
- Melayu - Basmeih : Maka adakah orang yang membangunkan masjid yang didirikannya di atas dasar taqwa kepada Allah dan untuk mencari keredaan Allah itu lebih baik ataukah orang yang membangunkan masjid yang didirikannya di tepi jurang yang hampir runtuh lalu runtuhlah ia dengan yang membangunkannya ke dalam api neraka Dan ingatlah Allah tidak akan memberi hidayah petunjuk kepada orangorang yang zalim
- Somali - Abduh : Ma Ruux ku billaabay dhismihiisa ka dhawrsasho Eebe iyo raalli noqoshadiisa yaa Khayrroon mise Ruux ku billaabay dhismihiisa God dumi dhinaciis oo kula dhici Naarta Jahannamo Eebana ma hanuuniyo Qoomka daalimiinta ah
- Hausa - Gumi : Shin wanda ya sanya harsãshin gininsa a kan taƙawa daga Allah da yarda shi ne mafi alhẽri kõ kuwa wanda ya sanya harsãshin gininsa a kan gãɓar rãmi mai tusgãwa Sai ya rũsa da shi a cikin wutar Jahannama Kuma Allah bã Ya shiryar da mutãne azzãlumai
- Swahili - Al-Barwani : Je Mwenye kuweka msingi wa jengo lake juu ya kumcha Mwenyezi Mungu na radhi zake ni bora au mwenye kuweka msingi wa jengo lake juu ya ukingo wa shimo linalo burugunyika na likaburugunyika naye katika Moto wa Jahannamu Na Mwenyezi Mungu hawaongoi watu madhaalimu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Cili është më i mirë ai që themelet e godinës së vet i vënë në rrugën e Perëndisë dhe kënaqësinë e Tij apo ai që themelet e godinës së tij i vënë në bregun e gërryer e rrokulliset me të në zjarrin e xhehennemit – E perëndia nuk don ta udhëzojë në rrugë të drejtë popullin zullumqarë
- فارسى - آیتی : آيا كسى كه بنيان مسجد را بر ترس از خدا و خشنودى او نهاده بهتر است، يا آن كسى كه بنيان مسجد را بر كناره سيلگاهى كه آب زير آن را شسته باشد نهاده است تا با او در آتش جهنم سرنگون گردد؟ و خدا مردم ستمگر را هدايت نمىكند.
- tajeki - Оятӣ : Оё касе, ки бинои масҷидро бар тарс аз Худо ва хушнудии Ӯ ниҳода, беҳтар аст ё он касе, ки бинои масҷидро бар канораи селгоҳе, ки об зери онро шуста бошад, ниҳодааст, то бо ӯ дар оташи ҷаҳаннам сарнагун гардад? Ва Худо мардуми ситамгарро ҳидоят намекунад.
- Uyghur - محمد صالح : (دىننىڭ) بىناسىنى اﷲ نىڭ تەقۋادارلىقى ۋە رازىلىقى ئاساسىغا قۇرغان ئادەم ياخشىمۇ ياكى يىقىلاي دەپ قالغان يارنىڭ گىرۋىكىگە قۇرۇپ، ئۆزىمۇ ئۇنىڭ بىلەن بىللە دوزاخ ئوتىغا ئۆرۈلۈپ چۈشكەن ئادەم ياخشىمۇ؟ اﷲ زالىم قەۋمنى ھىدايەت قىلمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഒരാള് അല്ലാഹുവോടുള്ള കറയറ്റ ഭക്തിയിലും അവന്റെ പ്രീതിയിലും തന്റെ കെട്ടിടം സ്ഥാപിച്ചു. മറ്റൊരാള് അടിമണ്ണിളകി പൊളിഞ്ഞുവീഴാന് പോകുന്ന മണല്ത്തസട്ടിന്റെ വക്കില് കെട്ടിടം പണിതു. അങ്ങനെയത് അവനെയും കൊണ്ട് നേരെ നരകത്തീയില് തകര്ന്നു വീഴുകയും ചെയ്തു. ഇവരില് ആരാണുത്തമന്? അക്രമികളായ ജനത്തെ അല്ലാഹു നേര്വ്ഴിയിലാക്കുകയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : لا يستوي من اسس بنيانه على تقوى الله وطاعته ومرضاته ومن اسس بنيانه على طرف حفره متداعيه للسقوط فبنى مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المسلمين فادى به ذلك الى السقوط في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين المتجاوزين حدوده
*103) In order to comprehend fully the implications of this simile, let us first consider the significance of the Arabic word ~~ (Juruf). This applies to the brink of that piece of land which has been undermined by a river or a stream, leaving its surface without any support. In this meaningful simile the construction of the structure of life on the Godless foundations has been compared to that building which is built on the river brink, which has been undermined by its water. It is obvious that the ignorant man who builds a structure on the surface of such a piece of land, merely because it is a piece of land, will not only lose the building but will also lose his own life, for it will inevitably fall down into the river along with him because it has nothing to support it. Likewise, the one who lays the foundation of the structure of the system of his life on the surface of worldly things, without any regard to God's fear or His favour which are the only permanent supports of human life, is like the man who builds his structure on the surface undermined by the river. For such a man himself undermines the structure of his life by his wrong deeds which inevitably follow if there is no bed-rock of God's fear and His favour. Therefore the surface on which he had built his life would one day inevitably tumble down into the abyss of Hell along with the earnings of his whole life.
*104) "The Right Way" that leads to man's real success.