- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءَايَةً مَّكَانَ ءَايَةٍۢ ۙ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوٓاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وإذا بدلنا آية مكان آية ۙ والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر ۚ بل أكثرهم لا يعلمون
- عربى - التفسير الميسر : وإذا بدَّلنا آية بآية أخرى، والله الخالق أعلم بمصلحة خَلْقه بما ينزله من الأحكام في الأوقات المختلفة، قال الكفار: إنما أنت -يا محمد- كاذب مختَلِق على الله ما لم يَقُلْه. ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس كما يزعمون. بل أكثرهم لا عِلْم لهم بربهم ولا بشرعه وأحكامه.
- السعدى : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
يذكر تعالى أن المكذبين بهذا القرآن يتتبعون ما يرونه حجة لهم، وهو أن الله تعالى هو الحاكم الحكيم، الذي يشرع الأحكام، ويبدل حكما مكان آخر لحكمته ورحمته، فإذا رأوه كذلك قدحوا في الرسول وبما جاء به و { قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ } قال الله تعالى: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } فهم جهال لا علم لهم بربهم ولا بشرعه، ومن المعلوم أن قدح الجاهل بلا علم لا عبرة به، فإن القدح في الشيء فرع عن العلم به، وما يشتمل عليه مما يوجب المدح أو القدح.
- الوسيط لطنطاوي : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
وقوله - تعالى - : ( وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ . . . ) التبديل رفع الشئ مع وضع غيره مكانه . فتبديل الآية رفعها بآية أخرى .
وجمهور المفسرين على أن المراد بالآية هنا : الآية القرآنية . وعلى أن المراد بتبديلها نسخها .
قال صاحب الكشاف : تبديل الآية مكان الآية هو النسخ ، والله - تعالى - ينسخ الشرائع بالشرائع لأنها مصالح ، وما كان مصلحة بالأمس يجوز أن يكون مفسدة اليوم وخلافه مصلحة . والله - تعالى - عالم بالمصالح والمفاسد ، فيثبت ما يشاء ، وينسخ ما يشاء بحكمته . . .
وقال الجمل : قوله - تعالى - ( وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ . . . ) وذلك أن المشركين من أهل مكة قالوا : إن محمدا صلى الله عليه وسلم يسخر بأصحابه ، يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدا ، ما هذا إلا مفترى يتقوله من تلقاء نفسه ، فأنزل الله - تعالى - : ( وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ . . . ) والمعنى : وإذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكما آخر .
وقال الآلوسى : قوله - تعالى - : ( وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ) أى : وإذا نزلنا آية من القرآن مكان آية منه . وجعلناها بدلا منها بأن نسخناها بها . . .
ومنهم من يرى أن المراد بالآية هنا " الآية الكونية " أى المعجزة التى أتى بها كل نبى لقومه وأن المراد بتبديلها : الإِتيان بمعجزة أخرى سواها .
قال الشيخ القاسمى عند تفسيره لهذه الآية : وذهب قوم إلى أن المعنى تبديل آية من آيات الأنبياء المتقدمين . كآية موسى وعيسى وغيرهما من الآيات الكونية الآفاقية ، بآية أخرى نفسية علمية ، وهى كون المنزل هدى ورحمة وبشارة يدركها العقل .
فبدلت تلك - وهى الآيات الكونية - بآية هو كتاب العلم والهدى من نبى أمى صلى الله عليه وسلم .
- البغوى : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
( وإذا بدلنا آية مكان آية ) يعني وإذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكما آخر ، ( والله أعلم بما ينزل ) أعلم بما هو أصلح لخلقه فيما يغير ويبدل من أحكامه ، ( قالوا إنما أنت ) يا محمد ، ( مفتر ) مختلق ، وذلك أن المشركين قالوا : إن محمدا يسخر بأصحابه ، يأمرهم اليوم بأمر ، وينهاهم عنه غدا ، ما هو إلا مفتر ، يتقوله من تلقاء نفسه .
قال الله تعالى ( بل أكثرهم لا يعلمون ) حقيقة القرآن ، وبيان الناسخ من المنسوخ .
- ابن كثير : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم ، وأنه لا يتصور منهم الإيمان وقد كتب عليهم الشقاوة ، وذلك أنهم إذا رأوا تغيير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا للرسول : ( إنما أنت مفتر ) أي : كذاب ، وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد .
وقال مجاهد : ( بدلنا آية مكان آية ) أي : رفعناها وأثبتنا غيرها .
وقال قتادة : هو كقوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) [ البقرة : 106 ] .
- القرطبى : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
قوله تعالى : وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون
قوله تعالى : وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قيل : المعنى بدلنا شريعة متقدمة بشريعة مستأنفة ; قاله ابن بحر . مجاهد : أي رفعنا آية وجعلنا موضعها غيرها . وقال الجمهور : نسخنا آية بآية أشد منها عليهم . والنسخ والتبديل رفع الشيء مع وضع غيره مكانه . وقد تقدم الكلام في النسخ في البقرة مستوفى
قالوا يريد كفار قريش .
إنما أنت مفتر أي كاذب مختلق ، وذلك لما رأوا من تبديل الحكم .
بل أكثرهم لا يعلمون لا يعلمون أن الله شرع الأحكام وتبديل البعض بالبعض .
- الطبرى : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
يقول تعالى ذكره: وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى، والله أعلم بما ينـزل : يقول: والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدِّل ويغير من أحكامه، قالوا: إنما أنت مفتر يقول: قال المشركون بالله ، المكذبو رسوله لرسوله: إنما أنت يا محمد مفتر: أي مكذب تخرص بتقوّل الباطل على الله ، يقول الله تعالى بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد: إنما أنت مفتر جهال ، بأنّ الذي تأتيهم به من عند الله ناسخه ومنسوخه ، لا يعلمون حقيقة صحته.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل وحدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) رفعناها فأنـزلنا غيرها.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال: نسخناها، بدّلناها، رفعناها، وأثبتنا غيرها.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) هو كقوله مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا .
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قالوا: إنما أنت مفتر، تأتي بشيء وتنقضه، فتأتي بغيره. قال: وهذا التبديل ناسخ، ولا نبدل آية مكان آية إلا بنسخ.
- ابن عاشور : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
استمرّ الكلام على شأن القرآن وتنزيهه عما يوسوسه الشيطان في الصدّ عن متابعته .
ولما كان من أكبر الأغراض في هذه السورة بيان أن القرآن منزل من عند الله ، وبيان فضله وهديه فابتدىء فيها بآية { ينزل الملائكة بالروح من أمره } [ سورة النحل : 2 ] ، ثم قفِّيت بما اختلقه المشركون من الطّعن فيه بعد تنقلات جاء فيها { وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين } [ سورة النحل : 24 ] ، وأتبع ذلك بتنقلات بديعة فأُعيد الكلام على القرآن وفضائله من قوله تعالى : { وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبيّن لهم الذي اختلفوا فيه } [ سورة النحل : 64 ] ثم قوله { ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } [ سورة النحل : 89 ]. وجاء في عقب ذلك بشاهد يجمع ما جاء به القرآن ، وذلك آية { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } [ سورة النحل : 90 ] ، فلما استقرّ ما يقتضي تقرّر فضل القرآن في النفوس نبّه على نفاسته ويمنه بقوله : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [ سورة النحل : 98 ] ، لا جرم تهيأ المقام لإبطال اختلاق آخر من اختلاقهم على القرآن اختلاقاً مموّهاً بالشبهات كاختلاقهم السابق الذي أشير إليه بقوله تعالى : { وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين } [ سورة النحل : 24 ]. ذلك الاختلاق هو تعمّدهم التّمويه فيما يأتي من آيات القرآن مخالفاً لآيات أخرى لاختلاف المقتضي والمقام . والمغايرة باللين والشدّة ، أو بالتعميم والتخصيص ، ونحو ذلك مما يتبع اختلافه اختلاف المقامات واختلاف الأغراض واختلاف الأحوال التي يتعلّق بها ، فيتّخذون من ظاهر ذلك دون وضعه مواضعه وحمله محاملهُ مغامز يتشدّقون بها في نواديهم ، يجعلون ذلك اضطراباً من القول ويزعمونه شاهداً باقتداء قائله في إحدى المقالتين أو كلتيهما . وبعض ذلك ناشىء عن قصور مداركهم عن إدراك مرامي القرآن وسموّ معانيه ، وبعضه ناشىء عن تعمّد للتجاهل تعلّقاً بظواهر الكلام يلبّسون بذلك على ضعفاء الإدراك من أتباعهم ، ولذلك قال تعالى : بل أكثرهم لا يعلمون } ، أي ومنهم من يعلمون ولكنهم يكابرون .
روي عن ابن عباس أنه قال : «كان إذا نزلت آية فيها شدّة ثم نزلت آية ألين منها يقول كفار قريش : والله ما محمد إلا يسخر بأصحابه ، اليوم يأمر بأمرٍ وغداً ينهى عنه ، وأنه لا يقول هذه الأشياء إلا من عند نفسه» اه .
وهذه الكلمة أحسن ما قالهُ المفسّرون في حاصل معنى هذه الآية . فالمراد من التبديل في قوله تعالى؛ { بدلنا } مطلقُ التغاير بين الأغراض والمقامات ، أو التغاير في المعاني واختلافها باختلاف المقاصد والمقامات مع وضوح الجمع بين محاملها .
والمرد بالآية الكلام التام من القرآن ، وليس المراد علامة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أعني المعجزة بقرينة قوله تعالى : { والله أعلم بما ينزل }.
فيشمل التبديلُ نسخ الأحكام مثل نسخ قوله تعالى : { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها }
[ سورة الإسراء : 110 ] بقوله تعالى : { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين } [ سورة الحجر : 94 ]. وهذا قليل في القرآن الذي يقرأ على المشركين لأن نسخ الأحكام إنما كثر بعد الهجرة حين تكوّنت الجامعة الإسلامية ، وأما نسخُ التلاوة فلم يرد من الآثار ما يقتضي وقوعه في مكّة فمن فسّر به الآية كما نقل عن مجاهد فهو مشكل .
ويشمل التعارض بالعموم والخصوص ونحو ذلك من التعارض الذي يحمل بعضه على بعض ، فيفسّر بعضه بعضاً ويؤوّل بعضه بعضاً ، كقوله تعالى : { والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض } في سورة الشورى ( 5 ) مع قوله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا } في سورة المؤمن ( 7 ) ، فيأخذون بعموم { ويستغفرون لمن في الأرض } [ سورة الشورى : 5 ] فيجعلونه مكذّباً لخصوص { ويستغفرون للذين آمنوا } [ سورة غافر : 7 ] فيزعمونه إعراضاً عن أحد الأمرين إلى الأخير منهما .
وكذلك قوله تعالى : { واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً } [ سورة المزمل : 10 ] يأخذون من ظاهره أنه أمر بمتاركتهم فإذا جاءت آيات بعد ذلك لدعوتهم وتهديدهم زعموا أنه انتقض كلامه وبدا له ما لم يكن يبدو له من قبل .
وكذلك قوله تعالى : { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } [ سورة الأحقاف : 9 ] مع آيات وصف عذاب المشركين وثواب المؤمنين .
وكذلك قوله تعالى : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } [ سورة الإسراء : 15 ] مع قوله تعالى : { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم } [ سورة النحل : 25 ] ومن هذا ما يبدو من تخالف بادىء الأمر كقوله بعد ذكر خلق الأرض { ثم استوى إلى السماء } في [ سورة فصلت : 11 ] مع قوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها } من سورة النازعات ( 30 ) ، فيحسبونه تناقضاً مع الغفلة عن محمل بعد ذلك من جعل ( بعد ) بمعنى ( مع ) وهو استعمال كثير ، فهم يتوهّمون التناقض مع جهلهم أو تجاهلهم بالوَحَدات الثماني المقرّرة في المنطق .
فالتبديل في قوله تعالى : بدلنا } هو التعويض ببدل ، أي عوض . والتعويض لا يقتضي إبطال المعوّض بفتح الواو بل يقتضي أن يجعل شيء عوضاً عن شيء . وقد يبدو للسامع أن مثل لفظ المعوّض بفتح الواو جعل عِوضاً عن مثل لفظ العوض بالكسر في آيات مختلفة باختلاف الأغراض من تبشير وإنذار ، أو ترغيب وترهيب ، أو إجمال وبيان ، فيجعله الطاعنون اضطراباً لأن مثله قد كان بُدل ولا يتأملون في اختلاف الأغراض . وقد تقدم شيء من هذا المعنى عند قوله تعالى : { ائت بقرآن غيرِ هذا أو بدّله } في سورة يونس ( 15 ).
ومكان آية } منصوب على الظرفية المكانية بأن تأتي آية في الدعوة والخطاب في مكان آية أخرى أتت في مثل تلك الدعوة ، فالمكان هنا مكان مجازي ، وهو حالة الكلام والخطاب ، كما يسمّى ذلك مقاماً ، فيقال : هذا مقام الغضب ، فلا تأت فيه بالمزح . وليس المرَاد مكانَها من ألواح المُصْحَف ولا بإبدالها مَحوُها منه .
وجملة { والله أعلم بما ينزل } معترضة بين شرط { إذا } وجوابها . والمقصود منها تعليم المسلمين لا الردّ على المشركين ، لأنهم لو علموا أن الله هو المنزل للقرآن لارتفع البهتان . والمعنى : أنه أعلم بما ينزل من آية بدل آية ، فهو أعلم بمكان الأولى ومكان الثانية ومحمللِ كلتيهما ، وكل عنده بمقدار وعلى اعتبار .
وقرأ الجمهور { بما ينزل } بفتح النون وتشديد الزاي . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بسكون النون وتخفيف الزاي .
وحكاية طعنهم في النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة قصر الموصوف على الصّفة ، فجعلوه لا صفة له إلا الافتراء ، وهو قصر إضافي ، أي لستَ بمرسل من الله . وهذا من مجازفتهم وسرعتهم في الحكم الجائر فلم يقتصروا على أن تبديله افتراء بل جعلوا الرسول مقصوراً على كونه مفترياً لإفادة أن القرآن الوارد مقصور على كونه افتراء .
وأصل الافتراء : الاختراع ، وغَلَب على اختراع الخبر ، أي اختلاقه ، فساوَى الكذب في المعنى ، ولذلك قد يطلق وحده كما هنا ، وقد يطلق مقترناً بالكذب كقوله الآتي : { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون } [ سورة النحل : 105 ] إرجاعاً به إلى أصل الاختراع فيجعل له مفعول هو آيل إلى معناه فصار في معنى المفعول المطلق . وقد تقدم عند قوله تعالى : { ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب } في [ سورة العقود : 103 ].
و { بل } للإضراب الإبطالي على كلامهم ، وهو من طريقة النقض الإجمالي في علم المناظرة .
وضمير { أكثرهم } للذين قالوا إنما أنت مفتر ، أي ليس كما قالوا ولكن أكثر القائلين ذلك لا يعلمون ، أي لا يفهمون وضع الكلام مواضعه وحَمله محامله .
وفهم من الحكم على أكثرهم بعدم العلم أن قليلاً منهم يعلمون أن ذلك ليس افتراء ولكنهم يقولون ذلك تلبيساً وبهتاناً ولا يعلمون أن التّنزيل من عند الله لا ينافي إبطال بعض الأحكام إذا اختلفت المصالح أو روعي الرّفق .
ويجوز حمل لفظ أكثر على إرادة جميعهم كما تقدّم في هذه السورة .
- إعراب القرآن : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
«وَإِذا» الواو استئنافية وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه «بَدَّلْنا آيَةً» ماض وفاعله ومفعوله الأول «مَكانَ» مفعول به ثان «آيَةً» مضاف إليه «وَاللَّهُ أَعْلَمُ» لفظ الجلالة مبتدأ وأعلم خبر والجملة اعتراضية لا محل لها «بِما» ما موصولية متعلقان بأعلم «يُنَزِّلُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «قالُوا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب إذا «إِنَّما» كافة ومكفوفة «أَنْتَ مُفْتَرٍ» مبتدأ وخبر والجملة مقول القول «بَلْ» حرف إضراب «أَكْثَرُهُمْ» مبتدأ والهاء مضاف إليه «لا يَعْلَمُونَ» لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر وجملة أكثرهم إلخ مستأنفة.
- English - Sahih International : And when We substitute a verse in place of a verse - and Allah is most knowing of what He sends down - they say "You [O Muhammad] are but an inventor [of lies]" But most of them do not know
- English - Tafheem -Maududi : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(16:101) And when We send down one verse to elaborate upon the other-and Allah knows best what to send down-they say, "You forge this Qur'an yourself. " *102 The fact is that most of them do not know the reality.
- Français - Hamidullah : Quand Nous remplaçons un verset par un autre - et Allah sait mieux ce qu'Il fait descendre - ils disent Tu n'es qu'un menteur Mais la plupart d'entre eux ne savent pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn Wir einen Vers anstelle eines anderen Verses austauschen - und Allah weiß sehr wohl was Er offenbart - sagen sie "Du ersinnst nur Lügen" Aber nein Die meisten von ihnen wissen nicht
- Spanish - Cortes : Cuando sustituimos una aleya por otra -Alá sabe bien lo que revela- dicen ¡Eres sólo un falsario Pero la mayoría no saben
- Português - El Hayek : E quando abrogamos um versículo por outro e Deus bem sabe o que revela dizemte Só tu és dele o forjador Porém a maioria deles é insipiente
- Россию - Кулиев : Когда Мы заменяем один аят другим они говорят Воистину ты - лжец Аллаху лучше знать то что Он ниспосылает Но большая часть их не знает этого
- Кулиев -ас-Саади : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
Когда Мы заменяем один аят другим, они говорят: «Воистину, ты - лжец». Аллаху лучше знать то, что Он ниспосылает. Но большая часть их не знает этого.Всевышний поведал о том, что грешники, которые отвергают Священный Коран, пытаются найти оправдание своему неверию. Всевышний Аллах, будучи мудрым Правителем, издает законы и заменяет одни предписания другими, руководствуясь божественной мудростью и милосердием. Однако неверующие используют это обстоятельство для того, чтобы уличить во лжи Божьего посланника, да благословит его Аллах и приветствует. Они называют его выдумщиком и лжецом, однако большая часть их ничего не ведает об этом. Они являются невеждами, которые не знают о своем Господе и Его законодательстве. И совершенно очевидно, что не следует придавать значения упрекам невежд, которые лишены правильных познаний, поскольку критика должна опираться на знание того, что заслуживает похвалы, а что достойно порицания. Вот почему далее Всевышний поведал о мудрости ниспослания одних предписаний вместо других и сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Bir ayetin yerini başka bir ayetle değiştirdiğimizde ki Allah ne indirdiğini gayet iyi bilir onlar "Sen sadece uyduruyorsun" derler Hayır öyle değildir ama onların çoğu bunu bilmezler
- Italiano - Piccardo : Quando sostituiamo un versetto con un altro e Allah ben conosce quello che fa scendere dicono “Non sei che un impostore” La maggior parte di loro nulla conosce
- كوردى - برهان محمد أمين : کاتێکیش ئایهتێك دهخهینه جێی ئایهتێکی تر بۆ ئهوهی پله به پله شتێك حهرام بکهین یان دیاردهیهکی نهفامی لابهرین خوایش خۆی دهزانێت چی دادهبهزێنێت و چ فهرمانێك دهدات ئهوه نهفامان دهڵێن ئهی محمد صلی الله علیه وسلم بێگومان تۆ ههر له خۆتهوه شت ههڵدهبهستیت نهخێر وا نیه ئهو له خۆیهوه شت ناڵێت بهڵکو زۆربهی ئهو نهفامانه تێناگهن و نازانن
- اردو - جالندربرى : اور جب ہم کوئی ایت کسی ایت کی جگہ بدل دیتے ہیں۔ اور خدا جو کچھ نازل فرماتا ہے اسے خوب جانتا ہے تو کافر کہتے ہیں کہ تم یونہی اپنی طرف سے بنا لاتے ہو۔ حقیقت یہ ہے کہ ان میں اکثر نادان ہیں
- Bosanski - Korkut : Kada Mi ajet dokinemo drugim – a Allah najbolje zna što objavljuje – oni govore "Ti samo izmišljaš" A nije tako nego većina njih ne zna
- Swedish - Bernström : Och när Vi låter ett budskap ersättas av ett [annat] Gud är väl medveten om vad Han uppenbarar steg för steg säger de "Detta har du [själv] satt samman" Nej de flesta av dem vet inte [vad de talar om]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apabila Kami letakkan suatu ayat di tempat ayat yang lain sebagai penggantinya padahal Allah lebih mengetahui apa yang diturunkanNya mereka berkata "Sesungguhnya kamu adalah orang yang mengadaadakan saja" Bahkan kebanyakan mereka tiada mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(Dan apabila Kami letakkan suatu ayat di tempat ayat yang lain) artinya dengan memansukhnya kemudian menggantinya dengan ayat yang lain demi kemaslahatan semua hamba (padahal Allah lebih mengetahui apa yang diturunkan-Nya, mereka berkata) orang-orang kafir kepada Nabi saw. ("Sesungguhnya kamu adalah orang yang mengada-ada saja.") seorang pendusta yang pandai membuat-buat perkataan dari dirimu sendiri. (Bahkan kebanyakan mereka tiada mengetahui) hakikat Alquran dan faedah yang terkandung di dalam penasikhan ini.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এবং যখন আমি এক আয়াতের স্থলে অন্য আয়াত উপস্থিত করি এবং আল্লাহ যা অবতীর্ণ করেন তিনিই সে সম্পর্কে ভাল জানেন; তখন তারা বলেঃ আপনি তো মনগড়া উক্তি করেন; বরং তাদের অধিকাংশ লোকই জানে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நாம் ஒரு வசனத்தை மற்றொரு வசனத்தின் இடத்தில் மாற்றினால் உம்மிடம் "நிச்சயமாக நீர் இட்டுக்கட்டுபவராக இருக்கின்றீர்" என்று அவர்கள் கூறுகிறார்கள்; எந்த நேரத்தில் எதை இறக்க வேண்டுமென்பதை அல்லாஹ்வே நன்கறிந்தவன் எனினும் அவர்களில் பெரும்பாலோர் இவ்வுண்மையை அறிய மாட்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเมื่อเราได้เปลี่ยนโองการหนึ่งแทนอีกโองการหนึ่ง และอัลลอฮ์ทรงรู้ดียิ่งในสิ่งที่พระองค์ได้ทรงประทานลงมา พวกเขากล่าวว่า “แท้จริงท่านเป็นผู้กุขึ้น” เปล่าเลย ส่วนมากของพวกเขาไม่รู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қачонки Биз бир оят ўрнини бошқа бир оят ила алмаштирсак –ҳолбуки Аллоҳ нимани нозил қилишни ўзи яхши билгувчидир–улар Шубҳасиз сен уйдирмачисан дерлар Йўқ Уларнинг кўплари билмаслар Аввалги ўрганган сураларимизда Қуръондаги баъзи оятлар кези келганда маълум сабабларга кўра насх этилиб Аллоҳ уларнинг ҳукми ўрнига бошқа оят ила бошқа ҳукм жорий қилишини билган эдик Ушбу оятда Қуръондаги баъзи оятларнинг насх бўлишига мушрикларнинг муносабатлари билдирилмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 当我以一节经文掉换另一节经文的时候真主知道自己所降示的他们说:你只是一个捏造者。不然!他们大半是不知道的。
- Melayu - Basmeih : Dan apabila Kami tukarkan satu ayat AlQuran untuk menggantikan ayat yang lain yang dimansukhkan dan Allah memang mengetahui akan apa yang Ia turunkan berkatalah mereka yang kafir "Sesungguhnya engkau wahai Muhammad hanyalah seorang pendusta"; padahal Nabi Muhammad tidak berdusta bahkan kebanyakan mereka tidak mengetahui hakikat yang sebenarnya
- Somali - Abduh : haddaan ku badallano Aayad meel Aayad kale Eebana ogyahay wuxuu dejin waxay dhahaan waxaad uun tahay Beenabuurte badankooduse wax ma oga
- Hausa - Gumi : Kuma idan Muka musanya wata ãyã a matsayin wata ãyã kuma Allah ne Mafi sani ga abin da Yake saukarwa sai su ce "Abin sani kawai kai aƙirƙiri ne" Ã'a mafi yawansu bã swa sani
- Swahili - Al-Barwani : Na tunapo badilisha Ishara pahala pa Ishara nyengine na Mwenyezi Mungu anajua anayo teremsha wao husema Wewe ni mzushi Bali wengi wao hawajui kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe kur Ne ta zëvendësojmë një ajet me një ajet tjetër – e Perëndia di më së mir se çka shpall – Mohuesit thonë “Ti je vetëm trillues” Por nuk është ashtu se shumica prej tyre nuk dijnë
- فارسى - آیتی : چون آيهاى را جانشين آيه ديگر كنيم، خدا بهتر مىداند كه چه چيز نازل كند. گفتند كه تو دروغ مىبافى، نه، بيشترينشان نادانند.
- tajeki - Оятӣ : Чун ояеро ҷонишини ояи дигар кунем, Худо беҳтар медонад, ки чӣ чиз нозил кунад. Гуфтанд, ки ту дурӯғ мебофӣ, на, бештаринашон нодонанд!
- Uyghur - محمد صالح : بىز بىر ئايەتنى يەنە بىر ئايەتنىڭ ئورنىغا ئالماشتۇرغىنىمىزدا (يەنى بىر ھۆكۈمنى بىكار قىلىپ، ئۇنىڭ ئورنىغا باشقا بىر ھۆكۈمنى چۈشۈرگىنىمىزدە)، - اﷲ ئۆزى نازىل قىلغاننى (يەنى شۇ ھۆكۈمدە بەندىگە نېمە مەنپەئەت ۋە ھېكمەت بارلىقىنى) ئۆزى ئوبدان بىلىدۇ - ئۇلار: «(ئى مۇھەممەد!) سەن (اﷲ قا) يالغان چاپلىدىڭ» دەيدۇ، ئۇنداق ئەمەس، ئۇلارنىڭ تولىسى (اﷲ نىڭ ھېكمىتىنى) ئۇقمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഒരു വചനത്തിനു പകരമായി മറ്റൊരു വചനം നാം അവതരിപ്പിക്കുമ്പോള് - താന് എന്താണ് അവതരിപ്പിക്കുന്നതെന്ന് അല്ലാഹുവിന് നന്നായറിയാം - അവര് പറയും: "നീ ഇത് കൃത്രിമമായി കെട്ടിയുണ്ടാക്കുന്നവന് മാത്രമാണ്.” എന്നാല് യാഥാര്ഥ്യം അതല്ല; അവരിലേറെപ്പേരും കാര്യമറിയുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : واذا بدلنا ايه بايه اخرى والله الخالق اعلم بمصلحه خلقه بما ينزله من الاحكام في الاوقات المختلفه قال الكفار انما انت يا محمد كاذب مختلق على الله ما لم يقله ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس كما يزعمون بل اكثرهم لا علم لهم بربهم ولا بشرعه واحكامه
*102) This may also mean, "To send down one Commandment to elaborate upon the other, for the Commandments were sent down piecemeal in the Qur'an". For instance, the Commandments about "prohibition" and fornication were sent down gradually one after the other during several years. But We hesitate to accept this interpretation because An-Nahl is a Makki Surah and to the best of our information there is no instance to show that Commandments were sent down piecemeal at Makkah. Therefore, we prefer the other interpretation. The Qur'an has added details of one theme and explained the same with different kinds of illustrations at different places. Likewise it has related a story in different words at different places and presented its different aspects and details at other places. It has put forward one argument at one place to prove a theme and another at another place to prove the same theme. It has related one theme concisely at one place and in detail at the other. That is what the disbelievers of Makkah put forward as proof that Muhammad (Allah's peace be upon him) forged the Qur'an himself. They argued like this: "Had the Qur'an been the Word of Allah it would have related in full one thing at one place, for Allah's knowledge is not defective that He should have to think out gradually the details of a theme and to give different versions to explain the same thing. In contrast to this, the knowledge of a human being is defective. A man has to think out gradually as has been done in the case of the Qur'an which is a clear proof that you have forged it yourself".