- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًا
- عربى - نصوص الآيات : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ۖ ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ۖ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا
- عربى - التفسير الميسر : واصبر نفسك -أيها النبي- مع أصحابك مِن فقراء المؤمنين الذين يعبدون ربهم وحده، ويدعونه في الصباح والمساء، يريدون بذلك وجهه، واجلس معهم وخالطهم، ولا تصرف نظرك عنهم إلى غيرهم من الكفار لإرادة التمتع بزينة الحياة الدنيا، ولا تُطِعْ من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه، وصار أمره في جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا.
- السعدى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
يأمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته، في الأوامر والنواهي -أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين { الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ } أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
{ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك.
{ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فإن هذا ضار غير نافع، وقاطع عن المصالح الدينية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة، فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال: { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا } غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره.
{ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } أي: صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه، كما قال تعالى: { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم } الآية. { وَكَانَ أَمْرُهُ } أي: مصالح دينه ودنياه { فُرُطًا } أي: ضائعة معطلة. فهذا قد نهى الله عن طاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به، ودلت الآية، على أن الذي ينبغي أن يطاع، ويكون إماما للناس، من امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتبع مراضي ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه، فحقيق بذلك، أن يتبع ويجعل إماما، والصبر المذكور في هذه الآية، هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام. وفي الآية، استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه.
- الوسيط لطنطاوي : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
ثم ساقت السورة الكريمة لونا من الأدب السامى ، والتوجيه العالى ، حيث بينت أن أولى الناس بالرعاية والمجالسة هم المؤمنون الصادقون ، وأمرت النبى صلى الله عليه وسلم بأن يصبر نفسه معهم ، فقال - تعالى - : ( واصبر نَفْسَكَ مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم بالغداة والعشي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا . . ) وقد ذكر المفسرون فى سبب نزول هذه الآية روايات منها : أنها نزلت فى أشراف قريش ، حين طلبوا من النبى صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم وحده ، ولا يجالسهم مع ضعفاء أصحابه كبلال وعمار وابن مسعود . وليفرد أولئك بمجلس على حدة ، فنهاه الله - تعالى - عن ذلك . . وأمره أن يصبر نفسه فى الجلوس مع هؤلاء الفقراء فقال : ( واصبر نَفْسَكَ مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم بالغداة والعشي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) .
وصبر النفس معناه : حبسها وتثبيتها على الشئ ، يقال : صبرَت فُلانا أصْبِره صَبْراً ، أى : حبسته .
والغداة : أول النهار . والعشى . آخره .
والمعنى : عليك - أيها الرسول الكريم - أن تحبس نفسك وتعودها على مجالسة أصحابك ( الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم ) أى : يعبدونه ويتقربون إليه بشتى أنواع القربات ، فى الصباح والمساء ، ويداومون على ذلك ، دون أن يريدوا شيئا من وراء هذه العبادة ، سوى رضا الله - تعالى - عنهم ورحمته بهم .
وفى تخصيص الغداة والعشى بالذكر : إشعار بفضل العبادة فيهما : لأنهما محل الغفلة والاشتغال بالأمور الدنيوية غالبا .
ويصح أن يكون ذكر هذين الوقتين المقصود به مداومة العبادة . وإلى هذا المعنى أشار الآلوسى بقوله : قوله : ( يَدْعُونَ رَبَّهُم بالغداة والعشي ) أى : يعبدونه دائما . وشاع استعمال مثل هذه العبارة للدوام . وهى نظير قولهم : ضرب زيد الظهر والبطن . يريدون به ضرب جميع البدن . وأبقى غير واحد اللفظين على ظاهرهما أى : يعبدونه فى طرفى النهار .
وقوله : ( يريدون وجهه ) مدح لهم بالإِخلاص والبعد عن الرياء والمباهاة . . فهم لا يتقربون إلى الله - تعالى - بالطاعات من أجل دينا يصيبونها . أو من أجل إرضاء الناس .
وإنما هم يبتغون بعبادتهم رضا الله - تعالى - وحده ، لا شيئا آخر من حظوظ الدنيا .
وقوله - سبحانه - ( وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا . . ) نهى له صلى الله عليه وسلم - عن الغفلة عنهم ، بعد أمره بحبس نفسه عليهم .
والفعل ( تَعْدُ ) بمعنى تصرف . يقال عداه عن الأمر عدوا إذا صرفه عنه وشغله .
أى : احبس نفسك مع هؤلاء المؤمنين الصادقين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه - سبحانه - ولا تصرف عيناك النظر عنهم ، وتتجاوزهم إلى غيرهم من الأغنياء ، طمعا فى إسلامهم .
فالمراد بإرادة الحياة الدنيا الحرص على مجالسة أهل الغنى والجاه حبا فى إيمانهم .
وجملة ( تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا ) فى موضع الحال من الضمير المضاف إليه فى قوله ( عيناك ) ، وإنما ساغ ذلك لأن المضاف هنا جزء من المضاف إليه .
وقوله - تعالى - ( وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا واتبع هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) نهى آخر مؤكد لما قبله من حبس نفسه صلى الله عليه وسلم على هؤلاء المؤمنين الفقراء ، وعدم صرف نظره عنهم إلى غيرهم من المتغطرسين الأغنياء .
والفرط - بضم الفاء والراء - : مجاوزة الحد ، ونبذ الحق والصواب ، واتباع الباطل والضلال . أى : ولا تطع - أيها الرسول الكريم - فى تنحية المؤمنين الفقراء عن مجلسك أقوال أولئك الغافلين عن طاعتنا وعبادتنا لاستحواذ الشيطان عليها ، والذين اتبعوا أهواءهم فآثروا الغى على الرشد . والذين كان أمرهم . فرطا أى : مخالفا للحق ، ومجاوزا للصواب ، ومؤديا للضياع والخسران .
قال ابن جرير - " بعد أن ذكر جملة من الأقوال فى معنى قوله - تعالى - : ( فرطا ) : وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب قول من قال معناه : ضياعا وهلاكا . من قولهم : أفرط فلان فى هذا الأمر إفراطاً ، إذا أسرف فيه . وتجاوز قدره . وكذلك قوله : ( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) . معناه : وكان أمر هذا الذى أغفلنا قلبه عن ذكرنا فى الرياء والكبر واحتقار أهل الإِيمان سرفا قد تجاوز حده ، فضيع بذلك الحق وهلك " .
فالآية الكريمة تسوق للناس توجيها حكيما فى بيان القيم الحقيقية للناس؛ وهى أنها تتمثل فى الإِيمان والتقوى ، لا فى الغنى والجاه .
فالمؤمن الصادق فى إيمانه ، الكريم فى أخلاقه . . هو الذى يحرص على مخالطة أهل الإِيمان والتقوى . ولا يمنعه فقرهم من مجالستهم ومصاحبتهم ومؤانستهم والتواضع لهم ، والتقدم إليهم بما يسرهم ويشرح صدورهم .
ولقد ربى النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه على هذا الخلق الكريم ، روى الشيخان عن سهل بن سعد الساعدى قال : " مر رجل على النبى صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس : " ما رأيك فى هذا؟ " فقال : رجل من أشرف الناس ، هذا والله حرىٌّ إن خطب أن يزوج ، وإن شفع أن يشفع . فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مرّ رجل آخر : فقال له صلى الله عليه وسلم : " ما رأيك فى هذا "؟ فقال : يا رسول الله ، هذا رجل من فقراء المسلمين هذا والله حرى إن خطب أن لا يزوج ، وإن شفع ألا يشفع ، وإن قال أن لا يسمع لقوله . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا خير من ملء الأرض مثل هذا " " .
- البغوى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
قوله عز وجل : ( واصبر نفسك ) الآية . نزلت في عيينة بن حصن الفزاري أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم وعنده جماعة من الفقراء فيهم سلمان وعليه شملة قد عرق فيها وبيده خوصة يشقها ثم ينسجها فقال عيينة للنبي صلى الله عليه وسلم : أما يؤذيك ريح هؤلاء ونحن سادات مضر وأشرافها فإن أسلمنا أسلم الناس وما يمنعنا من اتباعك إلا هؤلاء فنحهم عنك حتى نتبعك أو اجعل لنا مجلسا ولهم مجلسا فأنزل الله عز وجل : ( واصبر نفسك ) أي احبس يا محمد نفسك ( مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) طرفي النهار ( يريدون وجهه ) أي : يريدون الله لا يريدون به عرضا من الدنيا .
قال قتادة : نزلت في أصحاب الصفة وكانوا سبعمائة رجل فقراء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرجعون إلى تجارة ولا إلى زرع ولا ضرع يصلون صلاة وينتظرون أخرى فلما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم " .
( ولا تعد ) أي : لا تصرف ولا تتجاوز ( عيناك عنهم ) إلى غيرهم ( تريد زينة الحياة الدنيا ) أي : طلب مجالسة الأغنياء والأشراف وصحبة أهل الدنيا .
( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) أي : جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا يعني : عيينة بن حصن . وقيل : أمية بن خلف ( واتبع هواه ) أي مراده في طلب الشهوات ( وكان أمره فرطا ) قال قتادة ومجاهد : ضياعا وقيل : معناه ضيع أمره وعطل أيامه وقيل : ندما . وقال مقاتل بن حيان : سرفا . وقال الفراء : متروكا . وقيل باطلا . وقيل : مخالفا للحق . وقال الأخفش : مجاوزا للحد . قيل : معنى التجاوز في الحد هو قول عيينة : إن أسلمنا أسلم الناس وهذا إفراط عظيم .
- ابن كثير : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
وقوله : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) أي : اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ، ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ، ويسألونه بكرة وعشيا من عباد الله ، سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء . يقال : إنها نزلت في أشراف قريش ، حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلال وعمار وصهيب [ وخباب ] وابن مسعود ، وليفرد أولئك بمجلس على حدة . فنهاه الله عن ذلك ، فقال : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) الآية [ الأنعام : 52 ] الآية ، وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء ، فقال : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه )
وقال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، عن إسرائيل ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد - هو ابن أبي وقاص - قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر ، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا! . قال : وكنت أنا وابن مسعود ، ورجل من هذيل ، وبلال ورجلان نسيت اسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع ، فحدث نفسه ، فأنزل الله عز وجل : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي التياح قال : سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاص يقص ، فأمسك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قص ، فلأن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس ، أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب "
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا هاشم حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت كردوس بن قيس - وكان قاص العامة بالكوفة - يقول : أخبرني رجل من أصحاب بدر : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لأن أقعد في مثل هذا المجلس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب " . قال شعبة : فقلت : أي مجلس ؟ قال : كان قاصا
وقال أبو داود الطيالسي في مسنده : حدثنا محمد ، حدثنا يزيد بن أبان ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن أجالس قوما يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس ، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، ولأن أذكر الله من صلاة العصر إلى غروب الشمس أحب إلي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا " . فحسبنا دياتهم ونحن في مجلس أنس ، فبلغت ستة وتسعين ألفا ، وهاهنا من يقول : " أربعة من ولد إسماعيل " والله ما قال إلا ثمانية ، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا عمرو بن ثابت ، عن علي بن الأقمر ، عن الأغر أبي مسلم - وهو الكوفي - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يقرأ سورة الكهف ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم " .
هكذا رواه أبو أحمد ، عن عمرو بن ثابت ، عن علي بن الأقمر ، عن الأغر مرسلا . وحدثناه يحيى بن المعلى ، عن منصور ، حدثنا محمد بن الصلت ، حدثنا عمرو بن ثابت ، عن علي بن الأقمر ، عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجل يقرأ سورة الحجر أو سورة الكهف ، فسكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكر حدثنا ميمون المرئي ، حدثنا ميمون بن سياه ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله ، لا يريدون بذلك إلا وجهه ، إلا ناداهم مناد من السماء : أن قوموا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات " تفرد به أحمد ، رحمه الله .
وقال الطبراني : حدثنا إسماعيل بن الحسن ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، عن أسامة بن زيد عن أبي حازم ، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال : نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في بعض أبياته : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) فخرج يلتمسهم ، فوجد قوما يذكرون الله تعالى ، منهم ثائر الرأس ، وجافي الجلد وذو الثوب الواحد ، فلما رآهم جلس معهم وقال : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني الله أن أصبر نفسي معهم "
عبد الرحمن هذا ، ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة وأما أبوه فمن سادات الصحابة ، رضي الله عنهم .
وقوله : ( ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ) قال ابن عباس : ولا تجاوزهم إلى غيرهم : يعني : تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة .
( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) أي : شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا ( واتبع هواه وكان أمره فرطا ) أي : أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع ، ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته ، ولا تغبطه بما هو فيه ، كما قال تعالى : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ) [ طه : 131 ]
- القرطبى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
قوله تعالى : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا
قوله تعالى : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي هذا مثل قوله : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي في سورة " الأنعام " وقد مضى الكلام فيه . وقال سلمان الفارسي - رضي الله عنه - : جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عيينة بن حصن والأقرع بن حابس فقالوا : يا رسول الله ; إنك لو جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم - يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين ، وكانت عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها - جلسنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك ، فأنزل الله - تعالى - : واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه - حتى بلغ - إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها . يتهددهم بالنار . فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله قال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي ، معكم المحيا ومعكم الممات . وقرأ نصر بن عاصم ومالك بن دينار وأبو عبد الرحمن " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي " وحجتهم أنها في السواد بالواو . وقال أبو جعفر النحاس : وهذا لا يلزم لكتبهم الحياة والصلاة بالواو ، ولا تكاد العرب تقول الغدوة لأنها معروفة .
وروي عن الحسن " ولا تعد عيناك عنهم " أي لا تتجاوز عيناك إلى غيرهم من أبناء الدنيا طلبا لزينتها ; حكاه اليزيدي . وقيل : لا تحتقرهم عيناك ; كما يقال فلان تنبو عنه العين ; أي مستحقرا .
تريد زينة الحياة الدنيا أي تتزين بمجالسة هؤلاء الرؤساء الذين اقترحوا إبعاد الفقراء من مجلسك ; ولم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل ذلك ، ولكن الله نهاه عن أن يفعله ، وليس هذا بأكثر من قوله لئن أشركت ليحبطن عملك . وإن كان الله أعاذه من الشرك .
وتريد فعل مضارع في موضع الحال ; أي لا تعد عيناك مريدا ; كقول امرئ القيس :
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وزعم بعضهم أن حق الكلام : لا تعد عيناك عنهم ; لأن " تعد " متعد بنفسه . قيل له : والذي وردت به التلاوة من رفع العينين يئول إلى معنى النصب فيها ، إذا كان لا تعد عيناك عنهم بمنزلة لا تنصرف عيناك عنهم ، ومعنى لا تنصرف عيناك عنهم لا تصرف عينيك عنهم ; فالفعل مسند إلى العينين وهو في الحقيقة موجه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ; كما قال - تعالى - : فلا تعجبك أموالهم فأسند الإعجاب إلى الأموال ، والمعنى : لا تعجبك يا محمد أموالهم . ويزيدك وضوحا قول الزجاج : إن المعنى لا تصرف بصرك عنهم إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة .
قوله تعالى : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا روى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله - تعالى - : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا قال : نزلت في أمية بن خلف الجمحي ، وذلك أنه دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمر كرهه من تجرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة ; فأنزل الله - تعالى - : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا يعني من ختمنا على قلبه عن التوحيد . واتبع هواه يعني الشرك .
وكان أمره فرطا قيل هو من التفريط الذي هو التقصير وتقديم العجز بترك الإيمان . وقيل : من الإفراط ومجاوزة الحد ، وكأن القوم قالوا : نحن أشراف مضر إن أسلمنا أسلم الناس ; وكان هذا من التكبر والإفراط في القول . وقيل : فرطا أي قدما في الشر ; من قولهم : فرط منه أمر أي سبق . وقيل : معنى أغفلنا قلبه وجدناه غافلا ; كما تقول : لقيت فلانا فأحمدته ; أي وجدته محمودا . وقال عمرو بن معديكرب لبني الحارث بن كعب : والله لقد سألناكم فما أبخلناكم ، وقاتلناكم فما أجبناكم ، وهاجيناكم فما أفحمناكم ; أي ما وجدناكم بخلاء ولا جبناء ولا مفحمين .
وقيل : نزلت ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا في عيينة بن حصن الفزاري ; ذكره عبد الرزاق ، وحكاه النحاس عن سفيان الثوري . والله أعلم .
- الطبرى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
القول في تأويل قوله تعالى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (واصْبِرْ) يا محمد (نَفْسَكَ مَعَ) أصحابك ( الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) بذكرهم إياه بالتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء والأعمال الصالحة من الصلوات المفروضة وغيرها(يُرِيدُونَ) بفعلهم ذلك (وَجْهَهُ) لا يريدون عرضا من عرض الدنيا.
وقد ذكرنا اختلاف المختلفين في قوله ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) في سورة الأنعام، والصواب من القول في ذلك عندنا، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع ، والقرّاء على قراءة ذلك ( بالغَدَاةِ والعَشيّ ) ، وقد ذُكر عن عبد الله بن عامر وأبي عبد الرحمن السلمي أنهما كانا يقرآنه (بالغَدَوةِ والعَشِيّ) ، وذلك قراءة عند أهل العلم بالعربية مكروهة، لأن غدوة معرّفة، ولا ألف ولا لام فيها، وإنما يعرف بالألف واللام ما لم يكن معرفة ، فأما المعارف فلا تعرّف بهما ، وبعد، فإن غدوة لا تضاف إلى شيء، وامتناعها من الإضافة دليل واضح على امتناع الألف واللام من الدخول عليها، لأن ما دخلته الألف واللام من الأسماء صلحت فيه الإضافة ، وإنما تقول العرب: أتيتك غداة الجمعة، ولا تقول: أتيتك غدوة الجمعة، والقراءة عندنا في ذلك ما عليه القرّاء في الأمصار لا نستجيز غيرها لإجماعها على ذلك، وللعلة التي بيَّنا من جهة العربية.
( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) يقول جل ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وسلم: ولا تصرف عيناك عن هؤلاء الذين أمرتك يا محمد أن تصبر نفسك معهم إلى غيرهم من الكفار، ولا تجاوزهم إليه ، وأصله من قولهم: عدوت ذلك، فأنا أعدوه: إذا جاوزته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، في قوله: ( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) قال: لا تجاوزهم إلى غيرهم.
حدثني عليّ، قال: ثني عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ ، عن ابن عباس، قوله: ( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) يقول: لا تتعدّهم إلى غيرهم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ )... الآية، قال: قال القوم للنبيّ صلى الله عليه وسلم: إنا نستحيي أن نجالس فلانا وفلانا وفلانا، فجانبهم يا محمد، وجالس أشراف العرب، فنـزل القرآن ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) ولا تحقرهم، قال: قد أمروني بذلك، قال: ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ).
حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف ، أن هذه الآية لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فخرج يلتمس، فوجد قوما يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، وجافّ الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ" ورُفعت العينان بالفعل، وهو لا تعد.
وقوله: ( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم:لا تعدُ عيناك عن هؤلاء المؤمنين الذين يدعون ربهم إلى أشراف المشركين، تبغي بمجالستهم الشرف والفخر ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه فيما ذكر قوم من عظماء أهل الشرك، وقال بعضهم: بل من عظماء قبائل العرب ممن لا بصيرة لهم بالإسلام، فرأوه جالسا مع خباب وصهيب وبلال، فسألوه أن يقيمهم عنه إذا حضروا ، قالوا: فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنـزل الله عليه: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ثم كان يقوم إذا أراد القيام، ويتركهم قعودا، فأنـزل الله عليه ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) الآيَةَ(وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يريد زينة الحياة الدنيا: مجالسة أولئك العظماء الأشراف. وفد ذكرت الرواية بذلك فيما مضى قبل في سورة الأنعام.
حدثني الحسين بن عمرو العنقزي، قال: ثني أبي، قال: ثنا أسباط بن نصر، عن السدي، عن أبي سعيد الأزدي، وكان قارئ الأزد عن أبي الكنود، عن خباب في قصة ذكرها عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ذكر فيها هذا الكلام مدرجا في الخبر ( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: تجالس الأشراف.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرت أن عيينة بن حصن قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم: لقد آذاني ريح سلمان الفارسي، فاجعل لنا مجلسا منك لا يجامعوننا فيه، واجعل لهم مجلسا لا نجامعهم فيه، فنـزلت الآية.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: ذُكر لنا أنه لما نـزلت هذه الآية قال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتي مَنْ أُمرْتُ أنْ أصبِرَ نَفْسِي مَعَه ".
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد ، في قوله ( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: تريد أشراف الدنيا.
حدثنا صالح بن مسمار، قال: ثنا الوليد بن عبد الملك، قال: سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد الله الجهنيّ ، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي، عن سلمان الفارسي، قال: جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عيينة بن حصن، (1) والأقرع بن حابس وذووهم، فقالوا: يا نبيّ الله، إنك لو جلست في صدر المسجد، ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذرّ وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جباب الصوف، ولم يكن عليهم غيرها - جلسنا إليك وحادثناك، وأخذنا عنك ، فأنـزل الله : وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ، حتى بلغ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا يتهدّدهم بالنار ، فقام نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْني حتى أمَرَنِي أنْ أصْبِرَ نَفْسِي مَعَ رِجالٍ منْ أُمَّتي، مَعَكُمُ المَحْيا وَمَعَكُمُ المَماتُ".
وقوله: ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم:ولا تطع يا محمد من شغلنا قلبه من الكفار الذين سألوك طرد الرهط الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ عنك، عن ذكرنا، بالكفر وغلبة الشقاء عليه، واتبع هواه، وترك اتباع أمر الله ونهيه، وآثر هوى نفسه على طاعة ربه، وهم فيما ذُكر: عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس وذووهم.
حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أسباط، عن السدي، عن أبي سعيد الأزدي، عن أبي الكنود ، عن خباب ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ) قال: عُيينة، والأقرع.
وأما قوله: ( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معناه: وكان أمره ضياعا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: ( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) قال ابن عمرو في حديثه قال: ضائعا. وقال الحارث في حديثه: ضياعا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: ضياعا.
وقال آخرون: بل معناه: وكان أمره ندما.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن المثني، قال: ثنا بدل بن المحبر، قال: ثنا عباد بن راشد، عن داود (فُرُطا) قال: ندامة.
وقال آخرون: بل معناه: هلاكا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني الحسين بن عمرو، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أسباط ، عن السديّ، عن أبي سعيد الأزدي، عن أبي الكنود، عن خباب ( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) قال: هلاكا.
وقال آخرون: بل معناه: خلافا للحق.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد : ( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) قال: مخالفا للحقّ، ذلك الفُرُط.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: معناه: ضياعا وهلاكا، من قولهم: أفرط فلان في هذا الأمر إفراطا: إذا أسرف فيه وتجاوز قدره، وكذلك قوله (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) معناه: وكان أمر هذا الذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا في الرياء والكبر، واحتقار أهل الإيمان، سرفا قد تجاوز حدّه، فَضَيَّع بذلك الحقّ وهلك.
وقد: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، قال: قيل له: كيف قرأ عاصم؟ فقال ( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) قال أبو كريب: قال أبو بكر: كان عُيينة بن حصن يفخر بقول أنا وأنا.
------------------------
الهوامش:
(1) في الأصل : عيينة بن بدر . والصواب : ابن حصن ، ولعله من سبق القلم . وقد ذكره صحيحا بعده بقليل .
- ابن عاشور : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
- إعراب القرآن : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
«وَاصْبِرْ» الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر «نَفْسَكَ» مفعول به والكاف مضاف إليه «مَعَ» ظرف مكان متعلق باصبر «الَّذِينَ» اسم موصول مضاف إليه «يَدْعُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة «رَبَّهُمْ» مفعول به والهاء مضاف إليه «بِالْغَداةِ» متعلقان بيدعون «وَالْعَشِيِّ» معطوف على الغداة «يُرِيدُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله «وَجْهَهُ» مفعول به والهاء مضاف إليه والجملة في محل نصب على الحال «وَلا» الواو عاطفة ولا ناهية «تَعْدُ» مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة «عَيْناكَ» فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة «عَنْهُمْ» متعلقان بتعد «تُرِيدُ» مضارع فاعله مستتر «زِينَةَ» مفعول به «الْحَياةِ» مضاف إليه «الدُّنْيا» صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر «وَلا» الواو عاطفة ولا ناهية «تُطِعْ» مضارع مجزوم بلا وفاعله مستتر والجملة معطوفة «مَنْ» موصولية مفعول به «أَغْفَلْنا» ماض وفاعله «قَلْبَهُ» مفعول به والجملة صلة «عَنْ ذِكْرِنا» متعلقان بأغفلنا «وَاتَّبَعَ» الواو عاطفة وماض فاعله مستتر «هَواهُ» مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة «وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً» كان واسمها وخبرها والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : And keep yourself patient [by being] with those who call upon their Lord in the morning and the evening seeking His countenance And let not your eyes pass beyond them desiring adornments of the worldly life and do not obey one whose heart We have made heedless of Our remembrance and who follows his desire and whose affair is ever [in] neglect
- English - Tafheem -Maududi : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(18:28) And keep yourself whole-heartedly content with those who pray to their Lord morning and evening in order to win His approval, and do not turn your attention away from them. Do you desire the allurements of the world *28 ? Do not follow the one" *29 whose heart We have made neglectful of Our remembrance and who follows his own lust and goes to extremes in the conduct of his affairs. *30
- Français - Hamidullah : Fais preuve de patience [en restant] avec ceux qui invoquent leur Seigneur matin et soir désirant Sa Face Et que tes yeux ne se détachent point d'eux en cherchant le faux brillant de la vie sur terre Et n'obéis pas à celui dont Nous avons rendu le cœur inattentif à Notre Rappel qui poursuit sa passion et dont le comportement est outrancier
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Halte dich geduldig zurück zusammen mit denen die ihren Herrn morgens und abends anrufen im Begehren nach Seinem Angesicht Und deine Augen sollen nicht über sie hinwegsehen indem du den Schmuck des diesseitigen Lebens begehrst' Und gehorche nicht jemandem dessen Herz Wir Unserem Gedenken gegenüber unachtsam gemacht haben der seiner Neigung folgt und dessen Angelegenheit durch Maßlosigkeit ausgezeichnet ist
- Spanish - Cortes : ¡No rehúyas estar con los que invocan a su Señor mañana y tarde por deseo de agradarle ¡No quites los ojos de ellos por deseo del ornato de la vida de acá ¡No obedezcas a aquél cuyo corazón hemos hecho que se despreocupe de Nuestro recuerdo que sigue su pasión y se conduce insolentemente
- Português - El Hayek : Sê paciente juntamente com aqueles que pela manhã e à noite invocam seu Senhor anelando contemplar Seu Rosto Nãonegligencies os fiéis desejando o encanto da vida terrena e não escutes aquele cujo coração permitimos negligenciar o atode se lembrar de Nós e que se entregou aos seus próprios desejos excedendose em suas ações
- Россию - Кулиев : Будь же терпелив вместе с теми которые взывают к своему Господу по утрам и перед закатом и стремятся к Его Лику Не отвращай от них своего взора желая украшений этого мира и не повинуйся тем чьи сердца Мы сделали небрежными к Нашему поминанию кто потакает своим желаниям и чьи дела окажутся тщетными
- Кулиев -ас-Саади : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
Будь же терпелив вместе с теми, которые взывают к своему Господу по утрам и перед закатом и стремятся к Его Лику. Не отвращай от них своего взора, желая украшений этого мира, и не повинуйся тем, чьи сердца Мы сделали небрежными к Нашему поминанию, кто потакает своим желаниям и чьи дела окажутся тщетными.Всевышний повелел Своему пророку Мухаммаду и всем, кто придерживается его повелений и запретов, терпеливо следовать прямому пути вместе с правоверными рабами, которые стремятся к своему Господу и искренне взывают к Нему в начале и в конце дня. Поклонение и искреннее служение Аллаху являются неотъемлемыми качествами таких верующих. Из этого следует, что Аллах повелел Своим рабам проводить время в обществе людей, неотъемлемыми качествами которых являются поклонение и искреннее служение Аллаху. Мусульмане должны почаще общаться с такими людьми, даже если они являются бедняками, потому что общение с праведниками приносит человеку неисчислимую пользу. Если же человек отворачивается от таких людей, то это не приносит ему ничего, кроме вреда. Он лишается многочисленных духовных благ, а его душа начинает постепенно привязываться к мирской жизни. Он начинает все чаще помышлять о земных благах, в то время как стремление к Последней жизни постепенно покидает его сердце. А происходит это, потому что мирские прелести ослепляют человека и очаровывают его душу, в результате чего человек перестает поминать Аллаха и устремляется за мирскими удовольствиями и наслаждениями. Он теряет время, губит свою жизнь и оказывается в огромном убытке. Его уделом становятся вечное несчастье и бесконечное разочарование. Аллах запретил повиноваться таким людям, потому что они предали забвению своего Господа, а Всевышний Аллах заставил их забыть про самих себя. Они уступали своим низменным желаниям и поступали по своей прихоти, даже если это обрекало их на погибель и великий урон. Они обожествляли собственную прихоть, и поэтому Всевышний Аллах сказал: «Видел ли ты того, кто обожествил свою прихоть? Аллах ввел его в заблуждение на основании знания, запечатал его слух и сердце и бросил на его взор покрывало» (45:23). Такие люди лишаются не только духовного, но и мирского блага, и Аллах запретил повиноваться им, потому что повиновение этим грешникам заставляет человека уподобляться им, в результате чего человек перенимает некоторые из их скверных качеств. Из этого откровения следует, что люди должны повиноваться только тем, кто действительно является примером для подражания. Сердца таких людей переполняются любовью к Аллаху, и эта любовь выплескивается наружу в форме праведных речей. И поэтому праведники часто поминают Аллаха, стремятся снискать Его благоволение и ставят волю Господа превыше собственной прихоти. Благодаря этому они сохраняют собственное время, приводят в порядок свои дела, совершают праведные деяния и призывают окружающих к религии, которую они исповедуют по милости своего Господа. Такие люди достойны быть примером для подражания. Что же касается терпения, о котором упоминается в этом аяте, то под ним подразумевается терпеливое выполнение предписаний Аллаха. Это - самая славная форма терпения, и если человеку удается довести ее до совершенства, то для него не составляет труда терпеливо выполнять все остальное. В этом кораническом аяте также подчеркивается превосходство поминания Аллаха и обращения к Нему с мольбой в начале и в конце дня. Аллах похвалил верующих за этот поступок, и это свидетельствует о том, что поминание Аллаха утром и вечером является богоугодным делом. Если же Аллах любит какое-либо из деяний, то Он непременно приказывает Своим рабам совершать его и вдохновляет их на это.
- Turkish - Diyanet Isleri : Sabah akşam Rablerinin rızasını dileyerek O'na yalvaranlarla beraber sen de sabret Dünya hayatının güzelliklerini isteyerek gözlerini o kimselerden ayırma Bizi anmasını kendisine unutturduğumuz ve işinde aşırı giderek hevesine uyan kimseye uyma
- Italiano - Piccardo : E persevera insieme con coloro che invocano il loro Signore al mattino e alla sera desiderando il Suo Volto Non vadano oltre loro i tuoi occhi in cerca degli agi di questa vita Non dar retta a colui il cui cuore abbiamo reso indifferente al Ricordo di Noi che si abbandona alle sue passioni ed è oltraggioso nel suo agire
- كوردى - برهان محمد أمين : ئارام بگرهو خۆت ڕابگره لهگهڵ ئهو کهسانهدا که خواپهرستی دهکهن و یادی پهروهردگاریان ویردی سهرزاریانه له بهرهبهیان و دهمهو ئێواراندا مهبهستیانهو دهیانهوێت که ئهو زاته له خۆیان ڕازی بکهن ڕوو لهوان وهرمهگێڕهو ڕوو مهکه دنیاپهرستان و دهوڵهمهندان لهکاتێکدا تۆ زینهت و ڕازاوهیی ژیانی دنیات بوێت و بهگوێی ئهوجۆره کهسه مهکه که دڵیمان غافڵ کردووه له یادی خۆمان بههۆی دنیاپهرستیهوه شوێنی ئارهزووی خۆی کهوتووهو ههرچی کاروباری ههیه بێ سهرو بنهو له سنوور دهرچووه
- اردو - جالندربرى : اور جو لوگ صبح و شام اپنے پروردگار کو پکارتے اور اس کی خوشنودی کے طالب ہیں۔ ان کے ساتھ صبر کرتے رہو۔ اور تمہاری نگاہیں ان میں گزر کر اور طرف نہ دوڑیں کہ تم ارائش زندگانی دنیا کے خواستگار ہوجاو۔ اور جس شخص کے دل کو ہم نے اپنی یاد سے غافل کردیا ہے اور وہ اپنی خواہش کی پیروی کرتا ہے اور اس کا کام حد سے بڑھ گیا ہے اس کا کہا نہ ماننا
- Bosanski - Korkut : Budi čvrsto uz one koji se Gospodaru svome mole ujutro i navečer u želji da naklonost Njegovu zasluže i ne skidaj očiju svojih s njih iz želje za sjajem u životu na ovome svijetu i ne slušaj onoga čije smo srce nehajnim prema Nama ostavili koji strast svoju slijedi i čiji su postupci daleko od razboritosti
- Swedish - Bernström : Och ha tålamod med dem som morgon och afton anropar sin Herre och söker Hans välbehag och vänd dig inte ifrån dem för att i stället vila ögonen på denna världens pomp och ståt Och lyssna inte till den vars hjärta Vi har låtit förbli [kallt och] likgiltigt inför tanken på Oss och som [bara] frågar efter det som behagar honom själv För honom är allt hopp [om räddning] ute
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan bersabarlah kamu bersamasama dengan orangorang yang menyeru Tuhannya di pagi dan senja hari dengan mengharap keridhaanNya; dan janganlah kedua matamu berpaling dari mereka karena mengharapkan perhiasan dunia ini; dan janganlah kamu mengikuti orang yang hatinya telah Kami lalaikan dari mengingati Kami serta menuruti hawa nafsunya dan adalah keadaannya itu melewati batas
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
(Dan bersabarlah kamu) tahanlah dirimu (bersama-sama dengan orang-orang yang menyeru Rabbnya di pagi dan senja hari dengan mengharap) melalui ibadah mereka itu (keridaan-Nya) keridaan Allah swt., bukannya karena mengharapkan sesuatu daripada kebendaan duniawi sekali pun mereka adalah orang-orang miskin (dan janganlah berpaling) jangan kamu memalingkan (kedua matamu dari mereka) (karena mengharapkan perhiasan kehidupan dunia ini; dan janganlah kamu mengikuti orang yang hatinya telah Kami lalaikan dari mengingat Kami) maksudnya dilalaikan hatinya daripada Alquran, dan orang yang dimaksud adalah Uyaynah bin Hishn dan teman-temannya (serta memperturuti hawa nafsunya) yaitu melakukan perbuatan yang memusyrikkan (dan adalah keadaannya itu melewati batas) terlalu berlebih-lebihan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি নিজেকে তাদের সংসর্গে আবদ্ধ রাখুন যারা সকাল ও সন্ধ্যায় তাদের পালনকর্তাকে তাঁর সন্তুষ্টি অর্জনের উদ্দেশ্যে আহবান করে এবং আপনি পার্থিব জীবনের সৌন্দর্য কামনা করে তাদের থেকে নিজের দৃষ্টি ফিরিয়ে নেবেন না। যার মনকে আমার স্মরণ থেকে গাফেল করে দিয়েছি যে নিজের প্রবৃত্তির অনুসরণ করে এবং যার কার্য কলাপ হচ্ছে সীমা অতিক্রম করা আপনি তার অনুগত্য করবেন না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே எவர் தம் இறைவனுடைய திருப்பொருத்த்தை நாடியவர்களாக காலையிலும் மாலையிலும் அவனைப் பிரார்த்தனை செய்து கொண்டிருக்கிறார்களோ அவர்களுடன் நீரும் பொறுமையை மேற் கொண்டிருப்பீராக இன்னும் உலக வாழ்க்கையின் அலங்காரத்தை நாடி அத்தகையவர்களை விட்டும் உம் இரு கண்களையும் திருப்பி விடாதீர்; இன்னும் எவனுடைய இதயத்தை நம்மை நினைவு கூர்வதிலிருந்து நாம் திருப்பி விட்டோமோ அவனை நீர் வழிபடாதீர்; ஏனெனில் அவன்தன் இச்சையைப் பின் பற்றியதனால் அவனுடைய காரியம் வரம்பு மீறியமாகி விட்டது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงอดทนต่อตัวของเจ้า ร่วมกับบรรดาผู้วิงวอนต่อพระผู้เป็นเจ้าของพวกเขา ทั้งยามเช้าและยามเย็น โดยปารถนาความโปรดปรานของพระองค์ และอย่าให้สายตาของเจ้าหันเหออกไปจากพวกเขา ขณะที่เจ้าประสงค์ความสวยงามแห่งชีวิตของโลกนี้ แลเจ้าอย่าเชื่อฟังผู้ที่เราทำให้หัวใจของเขาละเลยจากการรำลึกถึงเรา และปฏิบัติตามอารมณ์ต่ำของเขา และกิจการของเขาพินาศสูญหาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўзингни эртаю кеч Роббиларига дуо қилиб Унинг юзини ирода қилувчилар ила сабр этиб тут Ҳаёти дунё зийнатини хоҳлаб улардан икки кўзингни бурма Қалбини Ўз зикримиздан ғофил қилиб қўйганларимизга ва ҳавойи нафсига эргашиб иши издан чиққанларга итоат қилма Ушбу ояти кариманинг нозил бўлиш сабаби ҳақида тафсири Кабирда қуйидагилар ривоят қилинади Қурайш раҳбарлари тўпланиб Расулуллоҳнинг с а в ҳузурларига боришди ва Агар бизнинг сенга иймон келтиришимизни истасанг анави фақирфуқораларни ҳузурингдан ҳайда дейишди Улар бу гаплари билан Билол Ҳаббоб Суҳайб ва бошқаларни кўзда тутган эдилар Қурайшликлар яна Улар билан бир жойда бўлсак кўнглимиз айнийди Улар билан бирга тўпланишга алоҳида вақт тайин қилиб қўй дейишди Ана шунда Аллоҳ таоло Ўзингни эртаю кеч Роббиларига дуо қилиб унинг юзини ирода қилувчилар ила сабр этиб тут оятини нозил қилди
- 中国语文 - Ma Jian : 在早晨和晚夕祈祷自己的主而求其喜悦者,你应当耐心地和他们在一起,不要藐视他们,而求今世生活的浮华。我使某些人的心忽视我的教训,而顺从自己的欲望。他们的行为是过分的,这种人你们不要顺从他们。
- Melayu - Basmeih : Dan jadikanlah dirimu sentiasa berdamping rapat dengan orangorang yang beribadat kepada Tuhan mereka pada waktu pagi dan petang yang mengharapkan keredaan Allah sematamata; dan janganlah engkau memalingkan pandanganmu daripada mereka hanya kerana engkau mahukan kesenangan hidup di dunia; dan janganlah engkau mematuhi orang yang Kami ketahui hatinya lalai daripada mengingati dan mematuhi pengajaran Kami di dalam AlQuran serta ia menurut hawa nafsunya dan tingkahlakunya pula adalah melampaui kebenaran
- Somali - Abduh : ee ku samirsii naftaada la jirka kuwa baryaya Eebahood aroor iyo galabba iyagoo dooni wajigiisa yeyna ka iilanin Indhahaagu xagooda adoo dooni quruxda nolosah dhaw ee aduun hana adeeein ruuxaan halmaansiinnay qalbigiisa Xusiddanada oo raacay hawadiisa uuna ahaaday amarkiisu xadgudub iyo Xumaan
- Hausa - Gumi : Ka haƙurtar da ranka tãre da waɗanda ke kiran Ubangijinsu sãfe da maraice sunã nufin yardarSa Kuma kada idãnunka su jũya daga barinsu kanã nufin ƙawar rãyuwar dũniya Kuma kada ka biwanda Muka shagaltar da zũciyarsa daga hukuncinMu kuma ya bi son zuciyarsa alhãli kuwa al'amarinsa ya kasance yin ɓarna
- Swahili - Al-Barwani : Na isubirishe nafsi yako pamoja na wanao muomba Mola wao Mlezi asubuhi na jioni hali ya kuwa wanataka radhi yake Wala macho yako yasiwaruke kwa kutaka pambo la maisha ya dunia Wala usimt'ii tuliye mghafilisha moyo wake asitukumbuke na akafuata matamanio yake yakawa yamepita mpaka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe bënu i durueshëm me ata që i luten Zotit të vet në mëngjes dhe mbrëmje duke dëshiruar kënaqësinë e Tij dhe mos i shmang sytë e tu nga ata në të tjerë duke dëshiruar stolitë e kësaj jete Mos dëgjo atë – zemrën e të cilit ia kemi lënë të zbrazët nga të përmendurit Neve dhe që i ndjek qejfet epshet e veta dhe punët e të cilit janë të shfrenuara
- فارسى - آیتی : و همراه با كسانى كه هر صبح و شام پروردگارشان را مىخوانند و خشنودى او را مىجويند، خود را به صبر وادار. و نبايد چشمان تو براى يافتن پيرايههاى اين زندگى دنيوى از اينان منصرف گردد. و از آن كه دلش را از ذكر خود بىخبر ساختهايم، و از پى هواى نفس خود مىرود و در كارهايش اسراف مىورزد، پيروى مكن.
- tajeki - Оятӣ : Ва ҳамроҳ бо касоне, ки ҳар субҳу шом Парвардигорашонро мехонанд ва хушнудии Ӯро меҷӯянд, худро ба сабр водор. Ва набояд чашмони ту барои ёфтани зебу зиннатҳои ин зиндагии дунявӣ аз инон як сӯ гардад. Ва аз он, ки дилашро аз зикри худ бехабар сохтаем ва аз паи ҳавои нафси худ меравад ва дар корҳояш исроф меварзад, панравӣ накун.
- Uyghur - محمد صالح : سەن پەرۋەردىگارىڭنىڭ رازىلىقىنى تىلەپ، ئەتىگەن - ئاخشامدا ئۇنىڭغا ئىبادەت قىلىدىغانلار (يەنى ئاجىز، كەمبەغەل مۇسۇلمانلار) بىلەن سەۋرچان بىللە بولغىن، ھاياتىي دۇنيانىڭ زىبۇزىننىتىنى (يەنى مۇشرىكلارنىڭ چوڭلىرىنىڭ سۆھبىتىنى) دەپ، ئۇلارنى كۆزگە ئىلماي قالمىغىن، بىز دىلىنى زىكرىمىزدىن غەپلەتتە قالدۇرغان، نەپسى خاھىشىغا ئەگەشكەن، ئىشى ھەددىدىن ئاشقان ئادەمنىڭ (سۆزى) گە ئەگەشمىگىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : തങ്ങളുടെ നാഥന്റെ പ്രീതി പ്രതീക്ഷിച്ച് രാവിലെയും വൈകുന്നേരവും അവനോട് പ്രാര്ഥിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നവരോടൊപ്പം നീ നിന്റെ മനസ്സിനെ ഉറപ്പിച്ചുനിര്ത്തുക. ഇഹലോക ജീവിതത്തിന്റെ മോടി തേടി നിന്റെ കണ്ണുകള് അവരില്നിന്നും തെറ്റിപ്പോവാതിരിക്കട്ടെ. നമ്മുടെ സ്മരണയെ സംബന്ധിച്ച് അശ്രദ്ധരാവുന്നവനെയും തന്നിഷ്ടത്തെ പിന്പറ്റുന്നവനെയും പരിധി ലംഘിച്ച് ജീവിക്കുന്നവനെയും നീ അനുസരിച്ചുപോകരുത്.
- عربى - التفسير الميسر : واصبر نفسك ايها النبي مع اصحابك من فقراء المومنين الذين يعبدون ربهم وحده ويدعونه في الصباح والمساء يريدون بذلك وجهه واجلس معهم وخالطهم ولا تصرف نظرك عنهم الى غيرهم من الكفار لاراده التمتع بزينه الحياه الدنيا ولا تطع من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا واثر هواه على طاعه مولاه وصار امره في جميع اعماله ضياعا وهلاكا
*28) Though these words have also been addressed to the Holy Prophet, they are really meant for the chiefs of the Quraish. According to a Tradition related by Ibn `Abbas, the chiefs of the Quraish would say to the Holy Prophet that they considered it below their dignity to sit with such people as Bilal, Suhaib, 'Ammar, Khabbab, Ibn-Mas`ud and the like who generally remained in his company: and that if he should send them away, they would be willing to attend his meetings in order to learn about his Message. At this Allah revealed this verse: "And keep yourself whole-heartedly content with those who pray to their Lord morning and evening in order to win His approval and do not turn your attention away from them: (Do you desire to discard these sincere but poor people so that the chiefs of the Quraish, the well-to-do people, should come and sit near you?)" This was meant to warn the chiefs of the Quraish to this effect: "Your wealth, your pomp and show of which you are so proud, has no value at all in the sight of Allah and His Messenger; nay, those poor people are really more worthy in their sight, for they are sincere and always remember Allah." The same was the attitude of the chiefs of Prophet Noah's people, who said, "And we see also that none but the meanest and the most shallow of our people have become your followers. " .... (Noah replied,) "I am not going to drive away those who have believed in me, nor can I say about those whom you disdain, `Allah has not bestowed any good on them' . . . " (XXI: vv. 27, 29, 31)
*29) That is, "Do not yield to what he says, nor submit to him, nor fulfil his desire, nor follow his bidding."
*30) The original Arabic text may also mean, "Who discards the truth, breaks all moral limits and rushes on headlong." But in both cases it comes to this: "The one, who is neglectful of Allah and becomes a slave of his lust, inevitably transgresses all limits and becomes a victim of immoderation. Therefore the one,who will submit to him, will also follow the same way and wander about in deviation after him.