- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِى ٱلْحَيَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُۥ ۖ وَٱنظُرْ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِى ٱلْيَمِّ نَسْفًا
- عربى - نصوص الآيات : قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ۖ وإن لك موعدا لن تخلفه ۖ وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا ۖ لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا
- عربى - التفسير الميسر : قال موسى للسامري: فاذهب فإن لك في حياتك أن تعيش منبوذًا تقول لكل أحد: لا أَمَسُّ ولا أُمَسُّ، وإن لك موعدا لعذابك وعقابك، لن يُخْلفك الله إياه، وسوف تلقاه، وانظر إلى معبودك الذي أقمت على عبادته لنُحرقنَّه بالنار، ثم لنُذرينَّه في اليمِّ تذرية.
- السعدى : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
فقال له موسى: { فَاذْهَبْ } أي: تباعد عني واستأخر مني { فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ } أي: تعاقب في الحياة عقوبة، لا يدنو منك أحد، ولا يمسك أحد، حتى إن من أراد القرب منك، قلت له: لا تمسني، ولا تقرب مني، عقوبة على ذلك، حيث مس ما لم يمسه غيره، وأجرى ما لم يجره أحد، { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ } فتجازى بعملك، من خير وشر، { وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا } أي: العجل { لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا } ففعل موسى ذلك، فلو كان إلها، لامتنع ممن يريده بأذى ويسعى له بالإتلاف، وكان قد أشرب العجل في قلوب بني إسرائيل، فأراد موسى عليه السلام إتلافه وهم ينظرون، على وجه لا تمكن إعادته بالإحراق والسحق وذريه في اليم ونسفه، ليزول ما في قلوبهم من حبه، كما زال شخصه، ولأن في إبقائه محنة، لأن في النفوس أقوى داع إلى الباطل، فلما تبين لهم بطلانه، أخبرهم بمن يستحق العبادة وحده لا شريك له
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
و قوله - سبحانه - : ( قَالَ فاذهب فَإِنَّ لَكَ فِي الحياة أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ ) حكاية لما قاله موسى - عليه السلام - للسامرى .
والمساس : مصدر ماسّ - بالتشديد - كقتال من قاتل ، وهو منفى بلا التى لنفى الجنس .
والمعنى : قال موسى للسامرى : ما دمت قد فعلت ذلك فاذهب ، فإن لك فى مدة حياتك ، أن تعاقب بالنبذ من الناس ، وأن تقول لهم إذا ما اقترب أحد منك : ( لاَ مِسَاسَ ) أى لا أمَسُّ أحدا ولا يَمسُّنى أحد ، ولا أخالط أحداً ولا يخالطنى أحد .
قال صاحب الكشاف : عوقب فى الدنيا بعقوبة لا شىء أطم منها وأوحش وذلك أنه مُنِع من مخالطة الناس منعا كليا ، وحرم عليهم ملاقاته ومكالمه ومبايعته ومواجهته ، وكل ما يعايش به الناس بعضهم بعضا . وإذا اتفق أن يماس أحدا - رجلا أو امرأة - حم الماس والممسوس - أى أصيبا بمرض الحمى - فتحامى الناس وتحاموه ، وكان يصيح : لا مساس . وعادى فى الناس أوحش من القاتل اللاجىء إلى الحرم ، ومن الوحش النافر فى البرية . . .
وقال الآلوسى ما ملخصه : والسر فى عقوبته على جنايته بما ذكر . أنه ضد ما قصده من إظهار ذلك ليجتمع عليه الناس ويعززوه ، فكان ما فعله سببا لبعدهم عنه وتحقيره . وقيل : عوقب بذلك ليكون الجزاء من جنس العمل ، حيث نبذ فنبذ ، فإن ذلك التحامى عنه أشبه شىء بالنبذ . . .
قالوا : وهذه الآية الكريمة أصلى فى نفى أهل البدع والمعاصى وهجرانهم وعدم مخالطتهم .
ثم بين - سبحانه - عقوبة السامرى فى الآخرة ، بعد بيان عقوبته فى الدنيا فقال : ( وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ ) .
وقوله : ( تُخْلَفَهُ ) قرأها الجمهور بضم التاء وفتح اللام . أى : وإن لك موعدا فى الآخرة لن يخلفك الله - تعالى - إياه . بل سينجزه لك ، فيعاقبك يومئذ العقاب الأليم الذى تستحقه بسبب ضلالك وإضلالك ، كما عاقبك فى الدنيا بعقوبة الطرد والنفور من الناس .
وقرأ ابن كثير وأبو عمر ( لَّن تُخِلَفَهُ ) بضم التاء وكسر اللام أى : وإن لك موعدا فى الآخرة لن تستطيع التخلف عنه ، أو المهرب منه ، بل ستأتيه وأنت صاغر . . .
ثم بين - سبحانه - أيضا - للسامرى : وانظر إلى معبودك العجل الذى أقمت على عبادته أنت وأتباعك فى غيبتى عنكم .
( لَّنُحَرِّقَنَّهُ ) بالنار أمام أعينكم ، والجملة جواب لقسم محذوف ، أى : والله لنحرقنه ( ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليم نَسْفاً ) أى : لم لَنُذرِينَّه فى البحر تذرية ، بحيث لا يبقى منه عين ولا أثر .
يقال : نسف الطعام ينسفه نسفا ، إذا فرقه وذراه بحيث لا يبقى منه شىء .
وقد نفذ موسى - عليه السلام - ذلك حتى يظهر للأغبياء الجاهلين الذين عبدوا العجل ، أنه لا يستحق ذلك . وإنما يستحق الذبح والتذرية ، وأن عبادتهم له إنما هى دليل واضح على انطماس بصائرهم ، وشدة جهلهم .
- البغوى : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
( قال فاذهب فإن لك في الحياة ) أي : ما دمت حيا ، ( أن تقول لا مساس ) أي : لا تخالط أحدا ، ولا يخالطك أحد ، وأمر موسى بني إسرائيل أن لا يخالطوه ، ولا يقربوه .
قال ابن عباس : لا مساس لك ولولدك ، و " المساس " من المماسة ، معناه : لا يمس بعضنا بعضا ، فصار السامري يهيم في البرية مع الوحوش والسباع ، لا يمس أحدا ولا يمسه أحد ، عاقبه الله بذلك ، وكان إذا لقي أحدا يقول : " لا مساس " ، أي : لا تقربني ولا تمسني .
وقيل : كان إذا مس أحدا أو مسه أحد حما جميعا حتى أن بقاياهم اليوم يقولون ذلك ، وإذا مس أحد من غيرهم أحدا منهم حما جميعا في الوقت .
( وإن لك ) يا سامري ، ( موعدا ) لعذابك ، ( لن تخلفه ) قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب : ( لن تخلفه ) بكسر اللام أي : لن تغيب عنه ، ولا مذهب لك عنه ، بل توافيه يوم القيامة ، وقرأ الآخرون بفتح اللام أي : لن تكذبه ولن يخلفك الله ، ومعناه : أن الله تعالى يكافئك على فعلك ولا تفوته .
( وانظر إلى إلهك ) بزعمك ، ( الذي ظلت عليه عاكفا ) أي ظلت ودمت عليه مقيما تعبده ، والعرب تقول : ظلت أفعل كذا بمعنى ظللت ، ومست بمعنى مسست .
( لنحرقنه ) بالنار ، قرأ أبو جعفر بالتخفيف من الإحراق ، ( ثم لننسفنه ) لنذرينه ، ( في اليم ) في البحر ، ( نسفا ) روي أن موسى أخذ العجل فذبحه فسال منه دم ، لأنه كان قد صار لحما ودما ثم حرقه بالنار ، ثم ذراه في اليم ، قرأ ابن محيصن : " لنحرقنه " بفتح النون وضم الراء لنبردنه بالمبرد ، ومنه قيل للمبرد المحرق . وقال السدي : أخذ موسى العجل فذبحه ثم حرقه بالمبرد ، ثم ذراه في اليم .
- ابن كثير : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
( قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ) أي : كما أخذت ومسست ما لم يكن أخذه ومسه من أثر الرسول ، فعقوبتك في الدنيا أن تقول : " لا مساس " أي : لا تماس الناس ولا يمسونك .
( وإن لك موعدا ) أي : يوم القيامة ، ( لن تخلفه ) أي : لا محيد لك عنه .
وقال قتادة : ( أن تقول لا مساس ) قال : عقوبة لهم ، وبقاياهم اليوم يقولون : لا مساس .
وقوله : ( وإن لك موعدا لن تخلفه ) قال الحسن ، وقتادة ، وأبو نهيك : لن تغيب عنه .
وقوله : ( وانظر إلى إلهك ) أي : معبودك ، ( الذي ظلت عليه عاكفا ) أي : أقمت على عبادته ، يعني : العجل ( لنحرقنه ) قال الضحاك عن ابن عباس ، والسدي : سحله بالمبارد ، وألقاه على النار .
وقال قتادة : استحال العجل من الذهب لحما ودما ، فحرقه بالنار ، ثم ألقاه ، أي : رماده في البحر; ولهذا قال : ( ثم لننسفنه في اليم نسفا ) .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، أنبأنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمارة بن عبد وأبي عبد الرحمن ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : إن موسى لما تعجل إلى ربه ، عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلي نساء بني إسرائيل ، ثم صوره عجلا قال : فعمد موسى إلى العجل ، فوضع عليه المبارد ، فبرده بها ، وهو على شط نهر ، فلم يشرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد العجل إلا اصفر وجهه مثل الذهب . فقالوا لموسى : ما توبتنا ؟ قال : يقتل بعضكم بعضا .
وهكذا قال السدي : وقد تقدم في تفسير سورة " البقرة " ثم في حديث " الفتون " بسط ذلك .
- القرطبى : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
قوله تعالى : قال فاذهب أي قال له موسى فاذهب أي من بيننا فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس أي لا أمس ولا أمس طول الحياة . فنفاه موسى عن قومه وأمر بني إسرائيل ألا يخالطوه ولا يقربوه ولا يكلموه عقوبة له . قال الشاعر :
تميم كرهط السامري وقوله ألا لا يريد السامري مساسا
قال الحسن : جعل الله عقوبة السامري ألا يماس الناس ولا يماسوه عقوبة له ولمن كان منه إلى يوم القيامة ؛ وكأن الله - عز وجل - شدد عليه المحنة ، بأن جعله لا يماس أحدا ولا يمكن من أن يمسه أحد ، وجعل ذلك عقوبة له في الدنيا . ويقال : ابتلي بالوسواس وأصل الوسواس من ذلك الوقت . وقال قتادة : بقاياهم إلى اليوم يقولون ذلك - لا مساس - وإن مس واحد من غيرهم أحدا منهم حم كلاهما في الوقت . ويقال : إن موسى هم بقتل السامري ، فقال الله تعالى له : لا تقتله فإنه سخي . ويقال لما قال له موسى : فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس خاف فهرب فجعل يهيم في البرية مع السباع والوحشي ، لا يجد أحدا من الناس يمسه حتى صار كالقائل لا مساس ؛ لبعده عن الناس وبعد الناس عنه ؛ كما قال الشاعر :
حمال رايات بها قناعسا حتى تقول الأزد لا مساسا
مسألة : هذه الآية أصل في نفي أهل البدع والمعاصي وهجرانهم وألا يخالطوا ، وقد فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك بكعب بن مالك والثلاثة الذين خلفوا . ومن التجأ إلى الحرم وعليه قتل لا يقتل عند بعض الفقهاء ، ولكن لا يعامل ولا يبايع ولا يشارى ، وهو إرهاق إلى الخروج . ومن هذا القبيل التغريب في حد الزنا ، وقد تقدم جميع هذا كله في موضعه ، فلا معنى لإعادته . والحمد لله وحده . وقال هارون القارئ : ولغة العرب لا مساس بكسر السين وفتح الميم ، وقد تكلم النحويون فيه ؛ فقال سيبويه : هو مبني على الكسر كما يقال اضرب الرجل . وقال أبو إسحاق : لا مساس نفي وكسرت السين لأن الكسرة من علامة التأنيث ؛ تقول فعلت يا امرأة . قال النحاس وسمعت علي بن سليمان يقول سمعت محمد بن يزيد يقول : إذا اعتل الشيء من ثلاث جهات وجب أن يبنى ، وإذا اعتل من جهتين وجب ألا ينصرف ؛ لأنه ليس بعد ترك الصرف إلا البناء ؛ فمساس ودراك اعتل من ثلاث جهات : منها أنه معدول ، ومنها أنه مؤنث ، وأنه معرفة ؛ فلما وجب البناء فيه وكانت الألف قبل السين ساكنة كسرت السين لالتقاء الساكنين ؛ كما تقول اضرب الرجل . ورأيت أبا إسحاق يذهب إلى أن هذا القول خطأ ، وألزم أبا العباس إذا سمى امرأة بفرعون يبنيه ، وهذا لا يقوله أحد . وقال الجوهري في الصحاح : وأما قول العرب لا مساس مثال قطام فإنما بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر وهو المس . وقرأ أبو حيوة ( لا مساس ) . وإن لك موعدا لن تخلفه يعني يوم القيامة . والموعد مصدر ؛ أي إن لك وعدا لعذابك . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ( تخلفه ) بكسر اللام وله معنيان : أحدهما : ستأتيه ولن تجده مخلفا ؛ كما تقول : أحمدته أي وجدته محمودا . والثاني : على التهديد أي لا بد لك من أن تصير إليه . والباقون بفتح اللام ؛ بمعنى : إن الله لن يخلفك إياه .
قوله تعالى : وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا أي دمت وأقمت عليه . عاكفا أي ملازما . وأصله ظللت ؛ قال :
خلا أن العتاق من المطايا أحسن به فهن إليه شوش
أي أحسسن . وكذلك قرأ الأعمش بلامين على الأصل . وفي قراءة ابن مسعود ( ظلت ) بكسر الظاء . يقال : ظللت أفعل كذا إذا فعلته نهارا وظلت وظلت ؛ فمن قال : ظلت حذف اللام الأولى تخفيفا ؛ ومن قال ظلت ألقى حركة اللام على الظاء . لنحرقنه قراءة العامة بضم النون وشد الراء من حرق يحرق . وقرأ الحسن وغيره بضم النون وسكون الحاء وتخفيف الراء من أحرقه يحرقه . وقرأ علي وابن عباس وأبو جعفر وابن محيصن وأشهب العقيلي ( لنحرقنه ) بفتح النون وضم الراء خفيفة ، من حرقت الشيء أحرقه حرقا بردته وحككت بعضه ببعض ، ومنه قولهم : حرق نابه يحرقه ويحرقه أي سحقه حتى سمع له صريف ؛ فمعنى هذه القراءة لنبردنه بالمبارد ، ويقال للمبرد المحرق . والقراءتان الأوليان معناهما الحرق بالنار . وقد يمكن جمع ذلك فيه ؛ قال السدي : ذبح العجل فسال منه كما يسيل من العجل إذا ذبح ، ثم برد عظامه بالمبرد وحرقه وفي حرف ابن مسعود ( لنذبحنه ثم لنحرقنه ) واللحم والدم إذا أحرقا صارا رمادا فيمكن تذريته في اليم فأما الذهب فلا يصير رمادا وقيل عرف موسى ما صير به الذهب رمادا ، وكان ذلك من آياته .
ومعنى لننسفنه لنطيرنه . وقرأ أبو رجاء ( لننسفنه ) بضم السين لغتان ، والنسف نفض الشيء ليذهب به الريح وهو التذرية ، والمنسف ما ينسف به الطعام ؛ وهو شيء متصوب الصدر أعلاه مرتفع ، والنسافة ما يسقط منه ؛ يقال : اعزل النسافة وكل من الخالص . ويقال : أتانا فلان كأن لحيته منسف ؛ حكاه أبو نصر أحمد بن حاتم . والمنسفة آلة يقلع بها البناء ، ونسفت البناء نسفا قلعته ، ونسف البعير الكلأ ينسفه بالكسر إذا اقتلعه بأصله ، وانتسفت الشيء اقتلعته ؛ عن أبي زيد .
- الطبرى : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)
يقول تعالى ذكره: قال موسى للسامريّ: فاذهب فإن لك في أيام حياتك أن تقول: لا مساس: أي لا أمس، ولا أُمسُّ.. وذُكر أن موسى أمر بني إسرائيل أن لا يؤاكلوه، ولا يخالطوه، ولا يبايعوه، فلذلك قال له: إن لك في الحياة أن تقول لا مساس، فبقي ذلك فيما ذكر في قبيلته.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قال: كان والله السامريّ عظيما من عظماء بني إسرائيل، من قبيلة يقال لها سامرة، ولكن عدوّ الله نافق بعد ما قطع البحر مع بني إسرائيل، قوله ( فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ ) فبقاياهم اليوم يقولون لا مساس.
وقوله ( وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ) اختلفت القراء في قراءته، فقرأته عامة قرّاء أهل المدينة والكوفة (لن تُخْلَفَهُ) بضم التاء وفتح اللام بمعنى: وإن لك موعدا لعذابك وعقوبتك على ما فعلت من إضلالك قومي حتى عبدوا العجل من دون الله، لن يخلفكه الله، ولكن يذيقكه، وقرأ ذلك الحسن وقَتادة وأبو نهيك ( وَإنَّ لَكَ مَوْعِدا لَنْ تُخْلِفَهُ) بضمّ التاء وكسر اللام، بمعنى: وإن لك موعدا لن تخلفه أنت يا سامريّ، وتأوّلوه بمعنى: لن تغيب عنه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبد المؤمن، قال: سمعت أبا نهيك يقرأ ( لَن تُخْلِفَهُ أنْتَ) يقول: لن تغيب عنه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ) يقول: لن تغيب عنه.
قال أبو جعفر: والقول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، لأنه لا شكّ أن الله موف وعده لخلقه بحشرهم لموقف الحساب، وأن الخلق موافون ذلك اليوم، فلا الله مخلفهم ذلك، ولا هم مخلفوه بالتخلف عنه، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب في ذلك.
وقوله ( وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ) يقول: وانظر إلى معبودك الذي ظلت عليه مقيما تعبده.
كما حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ) الذي أقمت عليه.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: فقال له موسى ( وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ) يقول: الذي أقمت عليه. وللعرب في ظلت: لغتان: الفتح في الظاء، وبها قرأ قرّاء الأمصار، والكسر فيها، وكأن الذين كسروا نقلوا حركة اللام التي هي عين الفعل من ظللت إليها، ومن فتحها أقرّ حركتها التي كانت لها قبل أن يحذف منها شيء، والعرب تفعل في الحروف التي فيها التضعيف ذاك، فيقولون في مَسِسْت مَست ومِسْت وفي هممت بذلك: همت به، وهل أحست فلانا وأحسسته، كما قال الشاعر:
خَــلا أنَّ العِتــاقَ مِــنَ المَطايـا
أحَسْــنَ بِــهِ فَهُـنَّ إلَيْـهِ شُـوسُ (2)
وقوله (لَنحرّقَنَّه) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامَّة قرّاء الحجاز والعراق (لَنُحَرّقَنَّهُ) بضم النون وتشديد الراء، بمعنى لنحرقنه بالنار قطعة قطعة، ورُوي عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك ( لَنُحْرِقَنَّهُ) بضم النون، وتخفيف الراء، بمعنى: لنحرقنه بالنار إحراقة واحدة، وقرأه أبو جعفر القارئ: ( لَنَحرُقَنَّهُ) بفتح النون وضم الراء بمعنى: لنبردنه بالمبارد من حرقته أحرقه وأحرّقه، كما قال الشاعر:
بِــذِي فِــرْقَيْنِ يَـوْمَ بَنُـو حُـبَيْبٍ
نُيُـــوبَهُمُ عَلَيْنـــا يَحْرُقُونـــا (3)
والصواب في ذلك عندنا من القراءة (لَنُحَرِّقَنَّهُ) بضم النون وتشديد الراء، من الإحراق بالنار.
كما حدثني عليّ قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (لَنُحَرقَنَّهُ) يقول: بالنار.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (لَنُحَرّقَنَّهُ) فحرّقه ثم ذراه في اليم ، وإنما اخترت هذه القراءة لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
وأما أبو جعفر، فإني أحسبه ذهب إلى ما حدثنا به موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط عن السديّ( وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ) ثم أخذه فذبحه، ثم حرقه بالمبرد، ثم ذراه في اليم، فلم يبق بحر يومئذ إلا وقع فيه شيء منه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ) قال: وفي بعض القراءة لنذبحنه ثم لنحرقنه، ثم لننسفنه في اليمّ نسفا.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في حرف ابن مسعود ( وانْظُرْ إلى إلهِكَ الَّذي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفا لَنذْبَحَنَّهُ ثُمَّ لَنُحَرّقنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ في اليَمّ نَسْفا).
وقوله ( ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ) يقول: ثم لنذرّينه في البحر تذرية، يقال منه: نسف فلان الطعام بالمنسف: إذا ذراه فطير عنه قشوره وترابه باليد أو الريح.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ) يقول: لنذرينه في البحر.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: ذراه في اليمّ، واليمّ: البحر.
حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: ذراه في اليم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة في اليمّ، قال: في البحر.
---------------
الهوامش:
(2) البيت لأبي زبيد الطائي ( اللسان : حسس ) . ورواية الشطر الثاني فيه : " حسين به فهن إليه شوس " . قال : حس بالشيء يحس ( كيقتل ) حسا ( بالفتح ) وحسا ( بالكسر ) وحسيسا ، وأحس به ، وأحسه : شعر به . وأما قولهم " أحست بالشيء " فعلى الحذف كراهية التقاء المثلين . قال سيبويه : وكذلك يفعل في كل بناء يبنى اللام من الفعل منه على السكون ، لا تصل إليه الحركة ، شبهوها بأقمت . الأزهري : ويقال : هل أحست : بمعنى أحسست . ويقال : حست بالشيء إذا علمته وعرفته . قال : ويقال : أحسست الخبر وأحسته وحسيت وحست : إذا عرفت منه طرفا وتقول ما أحسست بالخبر وما أحست وما حسيت وما حست : أي لم أعرف منه شيئا . . . وربما قالوا : حسيت بالخبر ، وأحسيت به ، يبدلون من السين ياء ، قال أبو زبيد : " خلا أن . . . البيت " . قال الجوهري وأبو عبيدة يروي بيت أبي زبيد ؛ " أحسن به فهو إليه شوس " . وأصله أحسن . أه . ويقال في ظل وما وما أشبهه كل مضعف مكسور العين في الماضي : ظللت أفعل كذا ، بلامين ، وظلت أفعل كذا بحذف اللام الأولى ، وبفتح الفاء . وظلت أفعل كذا ، بحذف اللام ونقل حركتها إلى الظاء .
(3) البيت أنشده المفضل الضبي ونسبه لعامر بن شقيق ( اللسان : حرق ، ومعجم ما استعجم للبكري 210 ) وذو فرقين أو ذات فريقين كما في معجم ما استعجم : هضبة ببلاد بني تميم - بين طريق البصرة والكوفة وهي إلى الكوفة أقرب . أه . وفي شرح الحماسة للتبريزي ( 2 : 67 ) نسب القصيدة لعامر بن شقيق من بني كوز بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك . وقبل البيت :
فــإنك لــو رأيــت ولـم تريـه
أكــف القــوم تخــرق بالقنينــا
قال : وذو فرقين : هضبة في بلاد بني أسد ، من ناحية الفرات . وقوله " بذي فرقين" : يجوز أن يتعلق بقوله : " لو رأيت" ، ويجوز أن يتعلق بتخرق بالقنينا . وكذلك قوله " يوم بني حبيب " : ويجوز أن يكون ظرفا لكل واحد من الفعلين ، لأنهما ظرفان ، والفاعل ، تيينا+ لها . ويقال : هو يحرق أنيابه : أحدهما للزمان والآخر للمكان ، وأضاف اليوم إلى الجملة التي بعده ، لأن الأزمنة تضاف إلى الجمل ، من الابتداء والخبر ، والفعل والفاعل ، تبيينا لها. ويقال : هو يحرق أنيابه : إ ذا حك بعضها ببعض تهديدا ، ويقال : هو يحرق عليه الأرم ، أي يصف بأنيابه تغيظا . ويقال : حرقه إذا حك بعضها ببعض تهديدا ، ويقال : هو يحرق عليه الأرم ، أي يصرف بأنيابه تغيظا . ويقال : حرقه بالمبرد : إذا برده . وحكى أبو حاتم : فلان يحرق نابه على ، برفع الباء ، لأنه هو الذي يحرق . وقال أبو العلاء قوله " بذي فرقين " : أراد : ذات فرقين ، فذكر على معنى الموضع أو الجبل وهي التي ذكرها عبيد في قوله * فـــذات فــرقين فــالقليب *
قيل : هي تثنية كسنام الفالج ، فلذلك سميت ذات فرقين .
القول في تأويل قوله تعالى : كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: كما قصصنا عليك يا محمد نبأ موسى وفرعون وقومه وأخبار بني إسرائيل مع موسى ( كَذَلِكَ نَقُصُّ &; 18-368 &; عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ) يقول: كذلك نخبرك بأنباء الأشياء التي قد سبقت من قبلك، فلم تشاهدها ولم تعاينها ، وقوله ( وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا ) يقول تعالى ذكره لمحمد صلى الله عليه وسلم: وقد آتيناك يا محمد من عندنا ذكرا يتذكر به، ويتعظ به أهل العقل والفهم، وهو هذا القرآن الذي أنـزله الله عليه، فجعله ذكرى للعالمين .
- ابن عاشور : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)
لم يزد موسى في عقاب السامريّ على أن خلعه من الأمّة ، إما لأنّه لم يكن من أنفسهم فلم يكن بالذي تجري عليه أحكام الشريعة ، وإما لأنّ موسى أعلم بأن السامري لا يرجى صلاحه ، فيكون ممن حقّت عليه كلمة العذاب ، مثل الذين قال الله تعالى فيهم : { إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم } [ يونس : 96 ، 97 ] ، ويكون قد أطلع الله موسى على ذلك بوحي أو إلهام ، مثل الذي قاتل قتالاً شديداً مع المسلمين ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " أما إنه من أهل النّار " ، ومثل المنافقين الذين أعلم الله بهم محمداً صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم حذيفة بن اليمان ببعضهم .
فقوله { فَاذْهَبْ } الأظهر أنه أمر له بالانصراف والخروج من وسط الأمّة ، ويجوز أن يكون كلمة زجر ، كقوله تعالى : { قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنّم جزاؤكم } [ الإسراء : 63 ] ، وكقول الشاعر مما أنشده سيبويه في «كتابه» ولم يعزه :
فاليوم قَرّبْتَ تهجونا وتشتمنا ... فاذْهَبْ فما وبك لأيام من عجب
ويجوز أن يكون مراداً به عدم الاكتراث بحاله كقول النبهاني من شعراء «الحماسة» :
فإن كنتَ سيدنا سُدْتَنا ... وإن كنت للخَال فاذْهَب فَخَلْ
أما قوله { فَإنَّ لَكَ في الحَيَاةِ أن تَقُولَ لا مِساس وإنَّ لكَ مَوْعِداً لَن تُخْلفَهُ } فهو إخبار بما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة ، فجعل حَظه في حياته أن يقول لا مِساس ، أي سلبه الله الأُنس الذي في طبع الإنسان فعوضه به هوساً ووسواساً وتوحشاً ، فأصبح متباعداً عن مخالطة الناس ، عائشاً وحده لا يترك أحداً يقترب منه ، فإذا لقيه إنسان قال له : لا مساس ، يخشى أن يمسه ، أي لا تمسني ولا أمسك ، أو أراد لا اقتراب مني ، فإن المس يطلق على الاقتراب كقوله { ولا تمسوها بسوء } [ هود : 64 ] ، وهذا أنسب بصيغة المفاعلة ، أي مقاربة بيننا ، فكان يقول ذلك ، وهذه حالة فظيعة أصبح بها سخرية .
ومِساس بكسر الميم في قراءة جميع القراء وهو مصدر ماسّهُ بمعنى مسه ، و ( لا ) نافية للجنس ، و { مساس اسمها مبني على الفتح .
وقوله وإنَّ لكَ مَوعِداً }
اللام في { لَكَ } استعارة تهكمية ، كقوله تعالى : { وإن أسأتم لها } [ الإسراء : 7 ] أي فعليها . وتوعده بعذاب الآخرة فجعله موعداً له ، أي موعد الحشر والعذاببِ ، فالموعد مصدر ، أي وعد لا يخلف { وعد الله لا يخلف الله وعده } [ الروم : 6 ]. وهنا توعُّد بعذاب الآخرة .وقرأ الجمهور { لن تُخلَفه بفتح اللاّم مبنيّاً للمجهول للعلم بفاعله ، وهو الله تعالى ، أي لا يؤخره الله عنك ، فاستعير الإخلاف للتأخير لمناسبة الموعد .
وقرأه ابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب بكسر اللام مضارع أخْلَف وهمزته للوجدان . يقال : أخلف الوعد إذا وجده مُخْلَفاً ، وإما على جعل السامريّ هو الذي بيده إخلاف الوعد وأنه لا يخلفه ، وذلك على طريق التهكم تبعاً للتهكم الذي أفاده لام الملك .
وبعد أن أوعد موسى السامريّ بيّن له وللذين اتبعوه ضلالهم بعبادتهم العجل بأنه لا يستحق الإلهيّة لأنّه معرّض للامتهان والعَجز ، فقال : وانْظُر إلى إلهك الَّذِي ظَلتَ عليهِ عاكِفاً لنُحرِقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ في الْيَممِ نَسْفاً }. فجعَل الاستدلال بالنظر إشارة إلى أنه دليل بيّن لا يحتاج المستدل به إلى أكثر من المشاهدة فإن دلالة المحسوسات أوضح من دلالة المعقولات .
وأضاف الإله إلى ضمير السامريّ تهكماً بالسامريّ وتحقيراً له ، ووصف ذلك الإله المزعوم بطريق الموصولية لما تدلّ عليه الصلة من التنبيه على الضلال والخطأ ، أي الذي لا يستحق أن يعكف عليه .
وقوله { ظلتَ } بفتح الظاء في القراءات المشهورة ، وأصله : ظَلَلْتَ : حذفت منه اللام الأولى تخفيفاً من توالي اللاميْن وهو حذف نادر عند سيبويه وعند غيره هو قياس .
وفعل ( ظلّ ) من أخوات ( كان ). وأصله الدلالة على اتصاف اسمه بخبره في وقت النّهار ، وهو هنا مجاز في معنى ( دام ) بعلاقة الإطلاق بناء على أنّ غالب الأعمال يكون في النّهار .
والعكوف : ملازمة العبادة وتقدم آنفاً . وتقديم المجرور في قوله { عَلَيْهِ عَاكِفَاً } للتخصيص ، أي الذي اخترته للعبادة دون غيره ، أي دون الله تعالى .
وقرأ الجمهور { لنُحرِّقنَّه } بضم النون الأولى وفتح الحاء وكسر الراء مشددة . والتحريق : الإحراق الشديد ، أي لنحرقنه إحراقاً لا يدع له شكلاً . وأراد به أن يذيبه بالنّار حتى يفسد شكله ويصير قِطَعاً .
وقرأ ابن جمّاز عن أبي جعفر { لنُحْرِقنه بضم النّون الأولى وبإسكان الحاء وتخفيف الراء . وقرأه ابن وَردان عن أبي جعفر بفتح النون الأولى وإسكان الحاء وضم الراء لأنّه يقال : أحرقه وحرّقه .
والنسف : تفريقٌ وإذراء لأجزاء شيء صلب كالبناء والتراب .
وأراد باليمّ البحر الأحمر المسمى بحر القلزم ، والمسمى في التوراة : بحْرَ سُوف ، وكانوا نازلين حينئذ على ساحله في سفح الطور .
و ( ثم ) للتّراخي الرتبي ، لأن نسف العجل أشد في إعدامه من تحريقه وأذل له .
وأكد ننسِفَنّه بالمفعول المطلق إشارة إلى أنه لا يتردد في ذلك ولا يخشى غضبه كما يزعمون أنّه إله .
- إعراب القرآن : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
«قالَ» الجملة مستأنفة «فَاذْهَبْ» الفاء عاطفة وفعل الأمر فاعله مستتر والجملة معطوفة «فَإِنَّ» الفاء عاطفة وإن حرف مشبه بالفعل «لَكَ» متعلقان بالخبر «فِي الْحَياةِ» متعلقان بمحذوف حال «أَنْ» ناصبة «تَقُولَ» مضارع فاعله مستتر والمصدر المؤول في محل نصب اسم إن «لا» نافية للجنس «مِساسَ» اسم لا والخبر محذوف والجملة في محل نصب مقول القول ويقال إن السامري أصابه مرض يشبه النقرس يؤذيه كل شيء مسه وذلك عقوبة له في الدنيا «وَإِنَّ» الواو عاطفة وإن حرف مشبه بالفعل «لَكَ» متعلقان بالخبر المقدم «مَوْعِداً» اسمها المؤخر «لَنْ» ناصبة «تُخْلَفَهُ» مضارع مبني للمجهول منصوب ونائب الفاعل مستتر والهاء مفعول به والجملة في محل نصب صفة لموعدا «وَانْظُرْ» الواو عاطفة وانظر أمر فاعله مستتر «إِلى إِلهِكَ» متعلقان بانظر «الَّذِي» موصول في محل جر صفة والجملة معطوفة «ظَلْتَ» ماض ناقص أصله ظللت حذفت اللام للتخفيف والتاء اسمها «عَلَيْهِ» متعلقان بعاكفا «عاكِفاً» خبر والجملة صلة الموصول لا محل لها «لَنُحَرِّقَنَّهُ» اللام موطئة للقسم ونحرقنه مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة فاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة لا محل لها لأنها جواب القسم «ثُمَّ» حرف عطف «لَنَنْسِفَنَّهُ» الجملة معطوفة «فِي الْيَمِّ» متعلقان بالفعل قبلهما «نَسْفاً» مفعول مطلق.
- English - Sahih International : [Moses] said "Then go And indeed it is [decreed] for you in [this] life to say 'No contact' And indeed you have an appointment [in the Hereafter] you will not fail to keep And look at your 'god' to which you remained devoted We will surely burn it and blow it into the sea with a blast
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا(20:97) Moses said, "Well, get away! now you shall have to say throughout your life: `Touch me not'. *74 And there is an appointed time for your reckoning which is inevitable. And just have a look at your god which you cherished so much: now We will burn it and shatter it and cast the ashes into the sea.
- Français - Hamidullah : Va-t-en dit [Moïse] Dans la vie tu auras à dire à tout le monde Ne me touchez pas Et il y aura pour toi un rendez-vous que tu ne pourras manquer Regarde ta divinité que tu as adorée avec assiduité Nous la brûlerons certes et ensuite nous disperserons [sa cendre] dans les flots
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er sagte "Geh weg Es ist dir im Leben beschieden zu sagen Berührt mich nicht Und du hast eine Verabredung die dir nicht gebrochen wird Und schau auf deinen Gott dessen Andacht du dich dauernd hingegeben hast Wir werden ihn ganz gewiß verbrennen und hierauf werden wir ihn ganz gewiß in das große Gewässer streuen
- Spanish - Cortes : Dijo ¡Vete de aquí En esta vida irás gritando '¡No me toquéis' Se te ha fijado una cita a la que no faltarás ¡Y mira a tu dios a cuyo culto tanto te has entregado ¡Hemos de quemarlo y dispersar sus cenizas por el mar
- Português - El Hayek : Disselhe Vaite pois Estás condenado a dizer isso por toda vida Não me toqueis E terás um destino do qual nuncapoderás fugir Olha para o teu deus ao qual estás entregue; prontamente o incineraremos e então lançaremos as suas cinzasao mar
- Россию - Кулиев : Муса Моисей сказал Ступай В этой жизни тебе придется говорить Я не касаюсь вас а вы не касайтесь меня А затем наступит срок которого тебе не удастся избежать Смотри же на своего бога которому ты предавался Мы сожжем его и развеем его по морю
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
Муса (Моисей) сказал: «Ступай! В этой жизни тебе придется говорить: “Я не касаюсь вас, а вы не касайтесь меня!”. А затем наступит срок, которого тебе не удастся избежать. Смотри же на своего бога, которому ты предавался. Мы сожжем его и развеем его по морю.В этой жизни тебя постигнет наказание, по причине которого люди будут избегать тебя и не станут прикасаться к тебе. Если же кто-нибудь захочет приблизиться к тебе, ты закричишь: «Не касайтесь меня! Не приближайтесь ко мне!» Это будет наказанием за то, что ты прикоснулся к тому, чего не касался никто другой, и осмелился совершить то, чего не совершал никто прежде. А когда наступит неизбежный день, ты получишь воздаяние за все совершенные тобой добрые и злые деяния. Смотри же на то, как мы будем сжигать твоего тельца. Муса сдержал свое обещание и сжег тельца, и если бы он действительно был богом, то сумел бы избежать подобной участи. Он сделал это на глазах у сынов Исраила, потому что любовь к нему успела проникнуть в их сердца. Он сжег животное и рассеял его прах по морю, дабы любовь к идолу навсегда покинула сердца его соплеменников. А если бы он оставил тельца в живых, то это стало бы очередным испытанием для сынов Исраила, потому что в человеческих сердцах чаще всего преобладает тяга к дурному и порочному. А после того, как сыны Исраила осознали свое заблуждение, святой пророк возвестил им о том, кто действительно заслуживает поклонения и обожествления и не имеет себе равных. Он сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Musa "Defol Doğrusu artık hayatta "Bana dokunmayın" demenden başka yapacağın yoktur Senin için asla kaçamayacağın bir ceza daha vardır Durup üzerinde titrediğin tanrına bak onu yakacağız sonra denize dökeceğiz" dedi
- Italiano - Piccardo : “Vattene disse [Mosè] "Per [tutta] la vita dovrai avvertire Non toccatemi" Sei destinato ad un incontro cui non potrai mancare Guarda il dio che hai adorato assiduamente lo bruceremo e disperderemo [le ceneri] nel mare
- كوردى - برهان محمد أمين : موسا به سامیری وت دهبڕۆ تا ماوی له ژیاندا ههر کهسێک نزیکت کهوتهوه دهبێت بڵێیت به هیچ شێوهیهک بهریهککهوتن نی یه دیاره که دهست ههرکهسی بهربکهوتبێت تووشی ئازارێکی زۆر بووه دڵنیاش به که کاتێکی تریشت بۆ دیاری کراوه که ههرگیز ناتوانیت لێی دهرباز ببیت سهرنجی خواکهشت بده که بهدهوریدا دهسوڕایتهوه و دهتپهرست دهبێت بیسوتێنین و ههلا ههلای بکهین و بیخهینه ناو دهریاوه
- اردو - جالندربرى : موسی نے کہا جا تجھ کو دنیا کی زندگی میں یہ سزا ہے کہ کہتا رہے کہ مجھ کو ہاتھ نہ لگانا اور تیرے لئے ایک اور وعدہ ہے یعنی عذاب کا جو تجھ سے ٹل نہ سکے گا اور جس معبود کی پوجا پر تو قائم و معتکف تھا اس کو دیکھ۔ ہم اسے جلادیں گے پھر اس کی راکھ کو اڑا کر دریا میں بکھیر دیں گے
- Bosanski - Korkut : "E onda se gubi" – reče Musa – "čitavog svog života ćeš govoriti 'Neka me niko ne dotiče' a čeka te još i određeni čas koji te neće mimoići Pogledaj samo ovog tvog 'boga' kojem si se klanjao; mi ćemo ga sigurno spaliti i po moru mu prah rasuti
- Swedish - Bernström : [Moses] sade ”Bort härifrån Ditt [straff] i livet skall vara att [alltid] säga 'rör mig inte' Och du skall [en Dag] kallas till ett möte från vilket du inte kan utebli Se nu på din gud som du inte vill upphöra att dyrka – jag svär att bilden skall smältas ned i eld och att [det som återstår] skall kastas i havet
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Berkata Musa "Pergilah kamu maka sesungguhnya bagimu di dalam kehidupan di dunia ini hanya dapat mengatakan "Janganlah menyentuh aku" Dan sesungguhnya bagimu hukuman di akhirat yang kamu sekalikali tidak dapat menghindarinya dan lihatlah tuhanmu itu yang kamu tetap menyembahnya Sesungguhnya kami akan membakarnya kemudian kami sungguhsungguh akan menghamburkannya ke dalam laut berupa abu yang berserakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا
(Berkata Musa) kepada Samiri, ("Pergilah kamu) dari kalangan kami ini (maka sesungguhnya bagimu di dalam kehidupan di dunia ini) selama kamu hidup di dalamnya (hanya dapat mengatakan) kepada orang-orang yang kamu bertemu dengannya, ('Janganlah menyentuhku') janganlah kamu mendekat kepadaku. Dan disebutkan bahwa sejak saat itu Samiri mengembara tanpa tujuan dan jika ada seseorang menyentuhnya atau dia menyentuhnya, maka semuanya kena penyakit demam. (Dan sesungguhnya bagimu telah ada ketentuan waktu) bagi hukumanmu (yang kamu sekali-kali tidak dapat menghindarinya) jika dibaca Lan tukhlifahu artinya, kamu tidak dapat selamat dari azab itu. Dan jika dibaca Lan Tukhlafahu artinya, kamu dibangkitkan kelak di hari kiamat untuk diazab (dan lihatlah tuhanmu itu yang kamu tetap) lafal Zhalta asalnya dibaca Zhalilta, kemudian Lam yang pertama dibuang sehingga jadilah Zhalta artinya yang kamu selamanya (menyembah kepadanya) tetap menyembahnya. (Sesungguhnya kami akan membakarnya) dengan api (kemudian kami sungguh-sungguh akan menghambur-hamburkannya ke dalam laut) berupa abu yang berserakan terbawa oleh angin laut. Dan Nabi Musa mengerjakan apa yang telah dikatakannya itu setelah terlebih dahulu menyembelihnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মূসা বললেনঃ দূর হ তোর জন্য সারা জীবন এ শাস্তিই রইল যে তুই বলবি; আমাকে স্পর্শ করো না এবং তোর জন্য একটি নির্দিষ্ট ওয়াদা আছে যার ব্যতিক্রম হবে না। তুই তোর সেই ইলাহের প্রতি লক্ষ্য কর যাকে তুই ঘিরে থাকতি। আমরা সেটি জালিয়ে দেবই। অতঃপর একে বিক্ষিপ্ত করে সাগরে ছড়িয়ে দেবই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "நீ இங்கிருந்து போய் விடு நிச்சயமாக இந்த வாழ்க்கையில் எவரைக் கண்டாலும் என்னைத் "தீண்டாதீர்கள்" என்று சொல்லித் திரிவது தான் உனக்குள்ளது மறுமையில் நிச்சயமாக உனக்கு வாக்களிக்கப்பட்ட வேதனையும் உண்டு அதை விட்டும் நீ தப்பமாட்டாய்; மேலும்; நீ தரிபட்டு ஆராதனை செய்து கொண்டிருந்தாயே அந்த "நாயனைப்" பார்; நிச்சயமாக அதனைச் சுட்டெரித்துப் பின்னர் சாம்பலாக்கி அதைக் கடலில் பரத்திவிடுவோம்" என்றார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : มูซากล่าวว่า “ท่านจงออกไป แท้จริงสำหรับท่านในชีวิตนี้จะได้รับการลงโทษโดยท่านกล่าวว่า อย่ามาแตะต้องฉัน และแท้จริงสำหรับท่านนั้นมีสัญญาหนึ่ง ท่านจะไม่ถูกทำให้ผิดสัญญาและจงดูพระเจ้าของท่านซึ่งท่านยึดถือบูชามันแน่นอนเราจะเผามัน แล้วเราจะโปรยมันลงในทะเลให้กระจาย”
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Бас жўна Кет Энди сенга бу ҳаётда тегиш йўқ дейишинг бор холос Албатта сенга хилоф қилмайдиган ваъдамиз бор Ўзинг ибодатида бардавом бўлган илоҳингга назар солиб қўй Биз уни албатта куйдирурмиз сўнгра денгизга сочиб юборурмиз Бани Исроилда тегиш йўқ номли қувғин жазоси бор эди Ўша жазога маҳкум бўлган шахс билан ҳеч ким алоқа қилмас ҳатто гаплашмас ҳам эди У ёлғизлик азобида ўлиб кетар эди
- 中国语文 - Ma Jian : 他说:你去吧!你这辈子必定常说:不要接触我。你确有一个(受刑的)约期,你绝不能避免它,你看你虔诚住守的神灵吧!我们必定要焚化它, 然后必把它撒在海里。
- Melayu - Basmeih : Nabi Musa berkata kepada Samiri "Jika demikian pergilah engkau adalah diusir dan dipulaukan kerana sesungguhnya telah ditetapkan bagimu akan berkata dalam kehidupan dunia ini ` Jangan sentuh daku ' dan sesungguhnya telah dijanjikan lagi untukmu satu balasan akhirat yang engkau tidak sekalikali akan terlepas daripadanya Dan sekarang lihatlah kepada tuhanmu yang engkau sekian lama menyembahnya sesungguhnya kami akan membakarnya kemudian kami akan menghancur dan menaburkan serbuknya di laut sehingga hilang lenyap
- Somali - Abduh : wuxuu yidhi Muuse tag waxaa kuu sugnaaday nolosha inaad dhahdo taabasho ma jirto waxaana kuu sugnaaday waqti aadan baajinayn day ilaahaagii aad ahayd mid ku kor nagi caabudi waanu gubi markaas waxaana ku firdhin mowjadda badda firdhin
- Hausa - Gumi : Mũsã ya ce "To ka tafi sabõda haka lalle ne kanã da a cikin rãyuwarka ka ce 'Bãbu shãfa' kuma kanã da wani ma'alkawarta bã zã a sãɓa maka gare ta ba Kuma ka dũba zuwa ga gunkinka wanda ka yini a kansa kanã mai lazimta Lalle ne muna ƙõne shi sa'an nan kuma munã shẽƙe shi a cikin tẽku shẽƙẽwa"
- Swahili - Al-Barwani : Musa akasema Basi ondoka Na kwa yakini utakuwa katika maisha ukisema Usiniguse Na hakika una ahadi kwako isiyo vunjwa Na mtazame huyo mungu wako uliye endelea kumuabudu Sisi kwa hakika tutamchoma moto kisha tutamtawanya baharini atawanyike
- Shqiptar - Efendi Nahi : Musai tha “E atëherë shko – tërë jetën do të flasësh “S’ka prekje le të mos më prekë askush dhe ty të është caktuar një premtim i cili doemos do të zbatohet Shiko në zotin tënd të cilin ti e ke adhuruar vazhdimisht Na do ta djegim atë e pastaj do ta hedhim atë në det – si pluhur
- فارسى - آیتی : گفت: برو، در زندگى اين دنيا چنان شوى كه پيوسته بگويى: «به من نزديك مشو.» و نيز تو را وعدهاى است كه از آن رها نشوى و اينك به خدايت كه پيوسته عبادتش مىكردى بنگر كه مىسوزانيمش و به دريايش مىافشانيم.
- tajeki - Оятӣ : Гуфт: «Бирав, дар зиндагии ин дунё чунон шавӣ, ки пайваста бигӯй: «Ба ман наздик машав». Ва низ туро ваъдаест, ки! аз он раҳо нашавӣ ва инак ба худоят, ки пайваста ибодаташ мекардӣ, бингар, ки месӯзонемаш ва ба дарёаш меафшонем.
- Uyghur - محمد صالح : مۇسا (سامىرىغا) ئېيتتى: «سەن بارغىن! سەن ئۆمۈرۋايەت (كۆرگەنلا كىشىگە) ماڭا يېقىنلاشماڭلار! دېگەيسەن (يەنى سېنىڭ كىشىگە يېقىنلاشماسلىقىڭ، كىشىنىڭ ساڭا يېقىنلاشماسلىقى بۇ دۇنيادا ساڭا بېرىلگەن جازادۇر)، شۈبھىسىزكى (ئاخىرەتتە جازالىنىدىغان) مۇئەييەن بىر ۋاقتىڭ بار، اﷲ ساڭا قىلغان بۇ ۋەدىسىگە خىلاپلىق قىلمايدۇ، سەن ھامان چوقۇنۇپ كېلىۋاتقان ئىلاھىڭغا قارىغىن، بىز ئۇنى چوقۇم (ئوتتا) كۆيدۈرىمىز، ئاندىن ئۇنىڭ (كۈلىنى) دېڭىزغا چېچىۋېتىمىز»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മൂസ പറഞ്ഞു: എങ്കില് നിനക്കു പോകാം. ഇനി ജീവിതകാലം മുഴുവന് നീ “എന്നെ തൊടരുതേ” എന്ന് വിലപിച്ചു കഴിയേണ്ടിവരും. ഉറപ്പായും നിനക്കൊരു നിശ്ചിത അവധിയുണ്ട്. അതൊരിക്കലും ലംഘിക്കപ്പെടുകയില്ല. നീ പൂജിച്ചുകൊണ്ടിരുന്ന ആ ദൈവത്തെ നോക്കൂ. നിശ്ചയമായും നാം അതിനെ ചുട്ടുകരിക്കുക തന്നെ ചെയ്യും. പിന്നെ നാമതിനെ ചാരമാക്കി കടലില് വിതറും.
- عربى - التفسير الميسر : قال موسى للسامري فاذهب فان لك في حياتك ان تعيش منبوذا تقول لكل احد لا امس ولا امس وان لك موعدا لعذابك وعقابك لن يخلفك الله اياه وسوف تلقاه وانظر الى معبودك الذي اقمت على عبادته لنحرقنه بالنار ثم لنذرينه في اليم تذريه
*74) The words show that he was not only made an outcast for life but was made to inform the people himself that he was an outcast, as given in Leviticus:
"And the leper in whom the plague is, his clothes shall be rent, and his head bare, and he shall put a covering upon his upper lip, and shall cry, Unclean, unclean. All the days wherein the plague shall be in him he shall be defiled; he is unclean: he shall dwell alone; without the camp shall his habitation be ". (13: 45-46).
We conclude from this that either he was inflicted with leprosy as a scourge by . Allah or the punishment inflicted on him was that, being a moral "leper", he should be made an outcast and should himself proclaim to be an unclean and impure person, saying, "Touch me not"