- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَنَضَعُ ٱلْمَوَٰزِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـًٔا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍۢ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ۖ وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ۗ وكفى بنا حاسبين
- عربى - التفسير الميسر : ويضع الله تعالى الميزان العادل للحساب في يوم القيامة، ولا يظلم هؤلاء ولا غيرهم شيئًا، وإن كان هذا العمل قدْرَ ذرة مِن خير أو شر اعتبرت في حساب صاحبها. وكفى بالله محصيًا أعمال عباده، ومجازيًا لهم عليها.
- السعدى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
يخبر تعالى عن حكمه العدل، وقضائه القسط بين عباده إذا جمعهم في يوم القيامة، وأنه يضع لهم الموازين العادلة، التي يبين فيها مثاقيل الذر، الذي توزن بها الحسنات والسيئات، { فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ ْ} مسلمة أو كافرة { شَيْئًا ْ} بأن تنقص من حسناتها، أو يزاد في سيئاتها.
{ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ْ} التي هي أصغر الأشياء وأحقرها، من خير أو شر { أَتَيْنَا بِهَا ْ} وأحضرناها، ليجازى بها صاحبها، كقوله: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ْ}
وقالوا { يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ْ}
{ وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ْ} يعني بذلك نفسه الكريمة، فكفى به حاسبا، أي: عالما بأعمال العباد، حافظا لها، مثبتا لها في الكتاب، عالما بمقاديرها ومقادير ثوابها وعقابها واستحقاقها، موصلا للعمال جزاءها.
- الوسيط لطنطاوي : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
ثم بين - سبحانه - مظهرا من مظاهر عدله مع عباده يوم القيامة فقال : ( وَنَضَعُ الموازين القسط لِيَوْمِ القيامة فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً . . . ) .
أى : ونحضر الموازين العادلة لمحاسبة الناس على أعمالهم يوم القيامة ولإعطاء كل واحد منهم ما يستحقه من ثواب أو عقاب ، دون أن يظلم ربك أحداً من خلقه .
( وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وكفى بِنَا حَاسِبِينَ ) أى : وإن كانت الأعمال التى عملها الإنسان فى الدنيا فى نهاية الحقارة والقلة ، أتينا بها فى صحيفة عمله لتوزن ، وكفى بنا عادِّين ومحصين على الناس أعمالهم ، إذ لا يخفى علينا شىء منها سواء أكان قليلا أم كثيراً .
قال ابن كثير : قوله : ( وَنَضَعُ الموازين ) الأكثر على أنه ميزان واحد ، وإنما جمع باعتبار تعدد الأعمال الموزونة فيه .
وقال القرطبى : " الموازين : جمع ميزان ، فقيل : إنه يدل بظاهره على أن لكل مكلف ميزانا توزن به أعماله ، فتوضع الحسنات فى كفة ، والسيئات فى كفة .
وقيل : يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد ، يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله . . . وقيل : ذِكْر الميزان مثَل وليس ثَمَّ ميزان وإنما هو العدل ، والذى وردت به الأخبار ، وعليه السواد الأعظم القول الأول . و "
القسط " صفة الموازين ووحد لأنه مصدر . . .واللام فى قوله ( لِيَوْمِ القيامة ) قيل للتوقيت . أى للدلالة على الوقت ، كقولهم : جاء فلان لخمس ليال بقين من الشهر . وقيل هى لام كى ، أى : لأجل يوم القيامة ، أو بمعنى فى أى : في يوم القيامة .
وقوله - سبحانه - ( فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ) بيان للعدل الإلهى ، وأنه - سبحانه - لا يظلم أحدا شيئا مما له أو عليه ، أى : فلا تظلم نفس شيئا من الظلم لا قليلا ولا كثيراً .
وقوله ( وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ) تصوير لدقة الحساب ، وعدم مغادرته لشىء من أعمال الناس ، إذ الخردل حب فى غاية الصغر والدقة . ومثقال الشىء : وزنه .
وأنث الضمير فى قوله "
بها " وهو راجع إلى المضاف الذى هو " حبة من خردل " .وقوله - سبحانه - : ( وكفى بِنَا حَاسِبِينَ ) بيان لإحاطة الله - تعالى - : بعلم كل شىء . كما قال - تعالى - ( إِنَّ الله لاَ يخفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأرض وَلاَ فِي السمآء ) وفى معنى هذه الآية وردت آيات كثيرة منها قوله - تعالى - : ( إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ) وقوله - سبحانه - : ( يابني إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السماوات أَوْ فِي الأرض يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد ذكرت أولئك المشركين بجانب من نعم الله - تعالى - عليهم ، وحضهم على التدبر والاتعاظ ، وأنذرتهم بسوء العاقبة إذا ما استمروا فى كفرهم وشركهم ، وصورت لهم دقة الحساب يوم القيامة ، وأن كل إنسان سيحاسب على عمله سواء أكان صغيرا أم كبيرا ، ولا يظلم ربك أحدا .
- البغوى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
( ونضع الموازين القسط ) أي : ذوات القسط ، والقسط : العدل ، ( ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ) لا ينقص من ثواب حسناته ولا يزاد على سيئاته ، وفي الأخبار : إن الميزان له لسان وكفتان .
روي أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فأراه كل كفة ما بين المشرق والمغرب ، فغشي عليه ، ثم أفاق فقال : يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات؟ فقال : يا داود إني [ إذا ] رضيت على عبدي ملأتها بتمرة .
( وإن كان مثقال حبة من خردل ) قرأ أهل المدينة ( مثقال ) برفع اللام هاهنا وفي سورة لقمان ، أي وإن وقع مثقال حبة ، ونصبها الآخرون على معنى : وإن كان ذلك الشيء مثقال حبة أي : زنة حبة من خردل ، ( أتينا بها ) أحضرناها لنجازي بها .
( وكفى بنا حاسبين ) قال السدي : محصين ، والحسب معناه : العد ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : عالمين حافظين ، لأن من حسب شيئا علمه وحفظه .
- ابن كثير : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
وقوله : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ) أي : ونضع الموازين العدل ليوم القيامة . الأكثر على أنه إنما هو ميزان واحد ، وإنما جمع باعتبار تعدد الأعمال الموزونة فيه .
وقوله : ( فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) كما قال تعالى : ( ولا يظلم ربك أحدا ) [ الكهف : 49 ] ، وقال : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) [ النساء : 40 ] ، وقال لقمان : ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ) [ لقمان : 16 ] .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، حدثنا ابن المبارك ، عن ليث بن سعد ، حدثني عامر بن يحيى ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا ، كل سجل مد البصر ، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمتك كتبتي الحافظون؟ قال : لا يا رب ، قال : أفلك عذر ، أو حسنة؟ " قال : فيبهت الرجل فيقول : لا يا رب . فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة واحدة ، لا ظلم اليوم عليك . فيخرج له بطاقة فيها : " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله " فيقول : أحضروه ، فيقول : يا رب ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول : إنك لا تظلم ، قال : " فتوضع السجلات في كفة [ والبطاقة في كفة ] " ، قال : " فطاشت السجلات وثقلت البطاقة " قال : " ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم " .
ورواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث الليث بن سعد ، به ، وقال الترمذي : حسن غريب .
وقال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن عمرو بن يحيى ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " توضع الموازين يوم القيامة ، فيؤتى بالرجل ، فيوضع في كفة ، فيوضع ما أحصي عليه ، فتمايل به الميزان " قال : " فيبعث به إلى النار " قال : فإذا أدبر به إذا صائح من عند الرحمن عز وجل يقول : [ لا تعجلوا ] ، فإنه قد بقي له ، فيؤتى ببطاقة فيها " لا إله إلا الله " فتوضع مع الرجل في كفة حتى يميل به الميزان " .
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا ليث بن سعد ، عن مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة; أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جلس بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، إن لي مملوكين ، يكذبونني ، ويخونونني ، ويعصونني ، وأضربهم وأشتمهم ، فكيف أنا منهم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم ، إن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم ، كان فضلا لك [ عليهم ] وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم ، كان كفافا لا لك ولا عليك ، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم ، اقتص لهم منك الفضل الذي يبقى قبلك " . فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويهتف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما له أما يقرأ كتاب الله؟ : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) فقال الرجل : يا رسول الله ، ما أجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء - يعني عبيده - إني أشهدك أنهم أحرار كلهم . - القرطبى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
قوله تعالى : ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا الموازين جمع ميزان . فقيل : إنه يدل بظاهره على أن لكل مكلف ميزانا توزن به أعماله ، فتوضع الحسنات في كفة ، والسيئات في كفة . وقيل : يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد ، يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله ؛ كما قال :
ملك تقوم الحادثات لعدله فلكل حادثة لها ميزان
ويمكن أن يكون ميزانا واحدا عبر عنه بلفظ الجمع . وخرج اللالكائي الحافظ أبو القاسم في سننه عن أنس يرفعه : إن ملكا موكلا بالميزان فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان فإن رجح نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خف نادى الملك : شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا . وخرج عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : صاحب الميزان يوم القيامة جبريل - عليه السلام - وقيل : للميزان كفتان وخيوط ولسان والشاهين ؛ فالجمع يرجع إليها . وقال مجاهد وقتادة والضحاك : ذكر الميزان مثل وليس ثم ميزان وإنما هو العدل . والذي وردت به الأخبار وعليه السواد الأعظم القول الأول . وقد مضى في ( الأعراف ) بيان هذا ، وفي ( الكهف ) أيضا . وقد ذكرناه في كتاب ( التذكرة ) مستوفى والحمد لله . والقسط العدل أي ليس فيها بخس ولا ظلم كما يكون في وزن الدنيا . والقسط صفة الموازين ووحد لأنه مصدر ؛ يقال : ميزان قسط ، وميزانان قسط ، وموازين قسط . مثل رجال عدل ورضا . وقرأت فرقة ( القصط ) بالصاد . ليوم القيامة أي لأهل يوم القيامة . وقيل : المعنى في يوم القيامة . فلا تظلم نفس شيئا أي لا ينقص من إحسان محسن ولا يزاد في إساءة مسيء .
وإن كان مثقال حبة من خردل قرأ نافع وشيبة وأبو جعفر ( مثقال حبة ) بالرفع هنا ؛ وفي ( لقمان ) على معنى إن وقع أو حضر ؛ فتكون كان تامة ولا تحتاج إلى خبر . الباقون مثقال بالنصب على معنى وإن كان العمل أو ذلك الشيء مثقال . ومثقال الشيء ميزانه من مثله . أتينا بها مقصورة الألف قراءة الجمهور أي أحضرناها وجئنا بها للمجازاة عليها ولها . يجاء بها أي بالحجة ولو قال به أي بالمثقال لجاز . وقيل : مثقال الحبة ليس شيئا غير الحبة فلهذا قال : أتينا بها . وقرأ مجاهد وعكرمة ( آتينا ) بالمد على معنى جازينا بها . يقال آتى يؤاتي مؤاتاة . وكفى بنا حاسبين أي محاسبين على ما قدموه من خير وشر . وقيل : حاسبين إذ لا أحد أسرع حسابا منا . والحساب العد . روى الترمذي عن عائشة - رضي الله عنها - : أن رجلا قعد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم ؟ قال : يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك ، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك ، وإن كان عقابك فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل ، قال : فتنحى الرجل فجعل يبكي ويهتف . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما تقرأ كتاب الله تعالى : ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا فقال الرجل : والله يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم ، أشهدك أنهم أحرار كلهم . قال حديث غريب .
- الطبرى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
يقول تعالى ذكره ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ ) العدل وهو (القِسْطَ) وجعل القسط وهو موحد من نعت الموازين، وهو جمع لأنه في مذهب عدل ورضا ونظر. وقوله ( لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) يقول: لأهل يوم القيامة، ومن ورد على الله في ذلك اليوم من خلقه، وقد كان بعض أهل العربية يوجه معنى ذلك إلى " في" كأن معناه عنده: ونضع الموازين القسط في يوم القيامة، وقوله ( فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ) يقول: فلا يظلم الله نفسا ممن ورد عليه منهم شيئا بأن يعاقبه بذنب لم يعمله أو يبخسه ثواب عمل عمله، وطاعة أطاعه بها، ولكن يجازي المحسن بإحسانه، ولا يعاقب مسيئا إلا بإساءته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ )... إلى آخر الآية، وهو كقوله وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ يعني بالوزن: القسط بينهم بالحقّ في الأعمال الحسنات والسيئات، فمن أحاطت حسناته بسيئاته ثقلت موازينه، يقول: أذهبت حسناته سيئاته، ومن أحاطت سيئاته بحسناته فقد خفَّت موازينه وأمه هاوية، يقول: أذهبت سيئاته حسناته.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قال: إنما هو مثل، كما يجوز الوزن كذلك يجوز الحقّ، قال الثوري: قال ليث عن مجاهد ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ ) قال: العدل.
وقوله ( وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ) يقول: وإن كان الذي من عمل الحسنات، أو عليه من السيئات وزن حبة من خردل أتينا بها: يقول: جئنا بها فأحضرناها إياه.
كما حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ابن زيد، في قوله ( وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ) قال: كتبناها وأحصيناها له وعليه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ) قال: يؤتي بها لك وعليك، ثم يعفو إن شاء أو يأخذ، ويجزي بما عمل له من طاعة ، وكان مجاهد يقول في ذلك ما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ) قال: جازينا بها.
حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد أنه كان يقول ( وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ) قال: جازينا بها ، وقال أتينا بها، فأخرج قوله بها مخرج كناية المؤنث، وإن كان الذي تقدم ذلك قوله مثقال حبة، لأنه عني بقوله بها الحبة دون المثقال، ولو عني به المثقال لقيل به، وقد ذكر أن مجاهدا إنما تأوّل قوله ( أَتَيْنَا بِهَا ) على ما ذكرنا عنه، لأنه كان يقرأ ذلك ( آتَيْنا بها) بمدّ الألف. وقوله: ( وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) يقول: وحسب من شهد ذلك الموقف بنا حاسبين، لأنه لا أحد أعلم بأعمالهم وما سلف في الدنا من صالح أو سيئ منا.
- ابن عاشور : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)
يجوز أن تكون الواو عاطفة هذه الجملة على جملة { ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك } [ الأنبياء : 46 ] الخ لمناسبة قولهم { إنا كنا ظالمين } [ الأنبياء : 46 ] ، ولبيان أنهم مجازَون على جميع ما أسلفوه من الكفر وتكذيب الرسول بياناً بطريق ذكر العموم بعد الخصوص في المُجَازَيْن ، فشابه التذييل من أجل عموم قوله تعالى { فلا تظلم نفس شيئاً } ، وفي المجازَى عليه من أجل قوله تعالى { وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها }.
ويجوز أن تكون الواو للحال من قوله { رَبِّك } [ الأنبياء : 46 ] ، وتكون نون المتكلم المعظّم التفاتاً لمناسبة الجزاء للأعمال كما يقال : أدّى إليه الكيل صاعاً بصاع ، ولذلك فرع عليه قوله تعالى : { فلا تظلم نفس شيئاً }.
ويجوز أن تكون الجملة معترضة وتكون الواو اعتراضية .
والوضع حقيقته : حط الشيء ونَصْبه في مكان ، وهو ضد الرفع . ويطلق على صنع الشيء وتعيينه للعمل به وهو في ذلك مجاز .
والميزان : اسم آلة الوزن . وله كيفيات كثيرة تختلف باختلاف العوائد ، وهي تتّحد في كونها ذات طبقين متعادليْن في الثقل يُسميان كِفتين بكسر الكاف وتشديد الفاء تكونان من خشب أو من حديد ، وإذا كانتا من صُفر سُميتا صنجتين بصاد مفتوحة ونون ساكنة ، معلق كل طبق بخيوط في طرف يجمعهما عود من حديد أو خشب صلب ، في طرفيه عروتان يشد بكل واحدة منهما طبق من الطبقين يسمى ذلك العود ( شَاهين ) وهو موضوع مَمدوداً ، وتجعَل بوسطه على السواء عروة لتمسكه مِنها يدُ الوازن ، وربما جعلوا تلك العروة مستطيلة من معدن وجعلوا فيها إبرة غليظة من المعدن منوطة بعروة صغيرة من معدن مَصُوغَة في وسط ( الشاهين ) فإذا ارتفع الشاهين تحركتْ تلك الإبرة فإذا ساوت وسط العروة الطويلة على سواء عُرف اعتدال الوزن وإن مالت عرف عدم اعتداله ، وتسمى تلك الإبرة لساناً ، فإذا أريد وزن شيئين ليعلم أنهما مستويان أو أحدهما أرجح وضع كلّ واحد منهما في كِفّة ، فالتي وضع فيها الأثقل منهما تنزل والأخرى ذات الأخف ترتفع وإن استويتا فالموزونان مستويان ، وإذا أريد معرفة ثِقل شيء في نفسه دون نسبته إلى شيء آخر جعلوا قطعاً من معدن : صُفرٍ أو نُحَاس أو حديدٍ أو حَجر ذات مقادير مضبوطةٍ مصطلح عليها مثل الدرهم والأوقية والرَّطل ، فجعلوها تقديراً لثقل الموزون ليعلم مقدار ما فيه لدفع الغبن في التعاوض ، ووحدتها هو المثقال ، ويسمى السَّنْج بفتح السين المهملة وسكون النون بعدها جيم .
والقِسْط بكسر القاف وسكون السين اسم المفعول ، وهو مصدر وفعله أقسط مهموزاً . وتقدم في قوله تعالى : { قائماً بالقسط } في [ سورة آل عمران : 18 ].
وقد اختلف علماء السلف في المراد من الموازين هنا : أهو الحقيقةُ أم المجاز ، فذهب الجمهور إلى أنه حقيقة وأن الله يجعل في يوم الحشر موازين لوزن أعمال العباد تشبه الميزان المتعارف ، فمنهم من ذهب إلى أن لكل أحد من العباد ميزاناً خاصاً به توزن به أعماله ، وهو ظاهر صيغة الجمع في هذه الآية وقوله تعالى :
{ فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية } في [ سورة القارعة : 67 ].
ومنهم من ذهب إلى أنه ميزان واحد توزن فيه أعمال العباد واحداً فواحداً ، وأنه بيد جبريل ، وعليه فالجَمع باعتبار ما يوزن فيها ليوافق الآثار الواردة في أنه ميزان عام .
واتفق الجميع على أنه مناسب لعظمة ذلك لا يشبه ميزانَ الدنيا ولكنه على مثاله تقريباً . وعلى هذا التفسير يكون الوضع مستعملاً في معناه الحقيقي وهو النصْبُ والإرصاد .
وذهب مجاهد وقتادة والضحّاك وروي عن ابن عباس أيضاً أن الميزان الواقع في القرآن مثَلٌ للعدل في الجزاء كقوله { والوزن يومئذ الحق } في [ سورة الأعراف : 8 ] ، ومال إليه الطبري . قال في «الكشاف» : «الموازين الحساب السوي والجزاء على الأعمال بالنّصفَة من غير أن يُظلم أحدٌ» ه . أي فهو مستعار للعدل في الجزاء لمشابهته للميزان في ضبط العدل في المعاملة كقوله تعالى { وأنزلنا معهم الكتاب والميزان } [ الحديد : 25 ].
والوضع : ترشيحٌ ومستعار للظهور .
وذهب الأشاعرة إلى أخذ الميزان على ظاهره .
وللمعتزلة في ذلك قولان ففريق قالوا : الميزان حقيقة ، وفريق قالوا : هو مجاز . وقد ذكر القولين في «الكشاف» فدل صنيعه على أن القولين جاريان على أقوال أيمتهم وصرح به في «تقرير المواقف» .
وفي «المقاصد» : «ونسبة القول بانتفاء حقيقة الميزان إلى المعتزلة على الإطلاق قصور من بعض المتكلمين» ه .
قلت : لعلّه أراد به النسفيّ في «عقائده» .
قال أبو بكر بن العربي في كتاب «العواصم من القواصم» : «انفرد القرآن بذكر الميزان ، وتفردت السنة بذكر الصراط والحوض ، فلما كان هذا الأمر هكذا اختلف الناس في ذلك ، فمنهم من قال إن الأعمال توزن حقيقة في ميزان له كفّتان وشاهين وتجعل في الكفتين صحائف الحسنات والسيئات ويخلق الله الاعتماد فيها على حسب علمه بها . ومنهم من قال إنما يرجع الخبر عن الوزن إلى تعريف الله العبادَ بمقادير أعمالهم . ونقل الطبري وغيره عن مجاهد أنه كان يميل إلى هذا .
وليس بممتنع أن يكون الميزان والوزن على ظاهره وإنما يبقى النظر في كيفية وزن الأعمال وهي أعراض فها هنا يقف من وقف ويمشي على هذا من مشى . فمن كان رأيه الوقوف فمن الأول ينبغي أن يقف ، ومن أراد المشي ليجدَنّ سبيلاً مِئْتاء إذ يجد ثلاثة معان ميزاناً ووزناً وموزوناً ، فإذا مشى في طريق الميزان والوزن ووجده صحيحاً في كلّ لفظةٍ حتى إذا بلغ تمييز الموزون ولم يتبين له لا ينبغي أن يرجع القهقرى فيبطل ما قد أثبت بل يُبقي ما تقدم على حقيقته وصحته ويسعى في تأويل هذا وتبيينه اه .
وقلت : كلا القولين مقبول والكلّ متفقون على أن أسماء أحوال الآخرة إنما هي تقريب لنا بمتعارفنا والله تعالى قادر على كل شيء .
وليس بمثل هذه المباحث تعرف قدرة الله تعالى ولا بالقياس على المعتاد المتعارف تُجحد تصرفاته تعالى .
ويظهر لي أن التزام صيغة جمع الموازين في الآيات الثلاث التي ذكر فيها الميزان يرجح أن المراد بالوزن فيها معناه المجازي وأن بيانه بقوله { القسط } في هذه الآية يزيد ذلك ترجيحاً .
وتقدم ذكر الوزن في قوله تعالى : { والوزن يومئذ الحق } في [ سورة الأعراف : 8 ].
والقسط : العدل ، ويقال : القسطاس ، وهو كلمة معرّبة من اللغة الرومية ( اللاطينية ). وقد نقل البخاري في آخر «صحيحه» ذلك عن مجاهد .
فعلى اعتبار جعل الموازين حقيقة في آلات وزن في الآخرة يكون لفظ القسط الذي هو مصدر بمعنى العدل للموازين على تقدير مضاف ، أي ذات القسط ، وعلى اعتبار في الموازين في العدل يكون لفظ القسط بدلاً من الموازين فيكون تجريداً بعد الترشيح . ويجوز أن يكون مفعولاً لأجله فإنه مصدر صالح لذلك .
واللام في قوله تعالى { ليوم القيامة } تحتمل أن تكون للعلة مع تقدير مضاف ، أي لأجل يوم القيامة ، أي الجزاء في يوم القيامة . وتحتمل أن تكون للتوقيت بمعنى ( عند ) التي هي للظرفية الملاصقة كما يقال : كتبَ لثلاث خلون من شهر كذا ، وكقوله تعالى : { فطلقوهن لعدتهن } [ الطلاق : 1 ] أي نضع الموازين عند يوم القيامة .
وتفريع { فلا تظلم نفس شيئاً } على وضع الموازين تفريع العلة على المعلول أو المعلول على العلة . والظلم : ضد العدل ، ولذلك فرع نفيه على إثبات وضع العدل . و { شيئاً } منصوب على المفعولية المطلقة ، أي شيئاً من الظلم .
ووقوعه في سياق النفي دل على تأكيد العموم ، أي شيئاً من الظلم .
ووقوعه في سياق النفي دلّ على تأكيد العموم من فعل { تُظلم الواقع أيضاً في سياق النفي ، أي لا تظلم بنقص من خير استحقته ولا بزيادة شيء لم تستحقه ، فالظلم صادق بالحالين والشيء كذلك .
وهذه الجملة كلمة جامعة لمعان عدة مع إيجاز لفظها ، فنُفِيَ جنس الظلم ونُفي عن كل نفس فأفاد أن لا بقاء لظلم بدون جزاء .
وجملة { وإن كان مثقال حبة من خردل }
في موضع الحال . و ( إنْ ) وصلية دالة على أن مضمون ما بعدها من شأنه أن يُتوهم تخلف الحكم عنه فإذا نُصّ على شمول الحكم إياه علم أن شموله لما عداه بطريق الأولى . وقد يرد هذا الشرط بحرف ( لو ) غالباً كما في قوله تعالى : { فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به } في [ آل عمران : 91 ]. ويرد بحرف ( إن ) كما هنا ، وقول عمرو بن معد يكرب :ليس الجمال بمِئْزَر ... فاعلم وإن رديتَ بُردا
وقد تقدم في سورة آل عمران .
وقرأ الجمهور { مثقالَ } بالنصب على أنه خبر { كان } وأن اسمها ضمير عائد إلى { شيئاً . } وجواب الشرط محذوف دل عليه الجملة السابقة .
وقرأ نافع وأبو جعفر { مثقالُ } مرفوعاً على أن { كان } تامّة و { مثقال } فاعل .
ومعنى القراءتين متّحد المآل ، وهو : أنه إن كان لنفس مثقال حبّة من خردل من خير أو من شرّ يؤتَ بها في ميزان أعمالها ويجازَ عليها .
وجملة { أتينا بها } على القراءة الأولى مستأنفة ، وعلى القراءة الثانية إما جواب للشرط أو مستأنفة وجواب الشرط محذوف . وضمير { بها } عائد إلى { مثقال حبة }. واكتسب ضميرهُ التأنيث لإضافة معاده إلى مؤنث وهو { حبَة .
والمثقال : ما يماثل شيئاً في الثقل ، أي الوزن ، فمِثقال الحبة : مقدارها . والحبَة : الواحدة من ثمر النبات الذي يخرج من السنبل أو في المزادات التي كالقرون أو العبَابيد كالقطاني .
والخردل : حبوب دقيقة كحَبّ السمسم هي بزور شجر يسمى عند العرب الخَردل . واسمه في علم النبات ( سينَابيس ). وهو صنفان بري وبستاني . وينبت في الهند ومصر وأوروبا . وشجرته ذات ساق دقيقة ينتهي ارتفاعها إلى نحو متر . وأوراقها كبيرة . يُخرج أزهاراً صُفراً منها تتكون بزوره إذْ تخرج في مزادات صغيرة مملوءة من هذا الحب ، تخرج خضراء ثم تصير سوداء مثل الخرنوب الصغير . وإذا دُقّ هذا الحب ظهرت منه رائحة معطّرة إذا قُربت من الأنف شماً دَمَعت العينان ، وإذا وضع معجونها على الجلد أحدث فيه بعد هنيهة لذعاً وحرارة ثم لا يستطيع الجلد تحملها طويلاً ويترك موضعه من الجلد شديد الحمرة لتجمُّع الدم بظاهر الجلد ولذلك يجعل معجونُه بالماء دَواء يوضع على المحل المصاب باحتقان الدم مثل ذات الجَنب والنُزلات الصدرية .
وجملة وكفى بنا حاسبين } عطف على جملة { وإن كان مثقال حبة من خردل } ومفعول { كفى } محذوف دل عليه قوله تعالى : { فلا تظلم نفس شيئاً }. والتقدير : وكفى الناسَ نحن في حال حسابهم .
ومعنى كفاهم نحن حاسبين أنهم لا يتطلعون إلى حاسب آخر يعدل مثلَنا . وهذا تأمين للناس من أن يجازى أحد منهم بما لا يستحقه . وفي ذلك تحذير من العذاب وترغيب في الثواب .
وضمير الجمع في قوله تعالى { حاسبين } مراعىً فيه ضمير العظمة من قوله تعالى { بنا ، } والباء مزيدة للتوكيد ، وأصل التركيب : كَفينا الناسَ ، وهذه الباء تدخل بعد فعل ( كفَى ) غالباً فتدخل على فاعله في الأكثر كما هنا وقوله تعالى : { وكفى بالله شهيداً } في [ سورة النساء : 79 ]. وتدخل على مفعوله كما في الحديث : « كفى بالمرء إثماً أن يحدّث بكل ما سمع » . وانتصب { حاسبين } على الحال أو التمييز لنسبة { كفى }. وتقدمت نظائر هذا التركيب غير مرّة منها في قوله تعالى { وكفى بالله شهيداً } في [ سورة النساء : 79 ].
- إعراب القرآن : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
«وَنَضَعُ» الواو استئنافية ومضارع فاعله مستتر «الْمَوازِينَ» مفعول به «الْقِسْطَ» صفة «لِيَوْمِ» متعلقان بنضع «الْقِيامَةِ» مضاف إليه «فَلا» الفاء عاطفة «لا» نافية «تُظْلَمُ» مضارع مبني للمجهول «نَفْسٌ» نائب فاعل «شَيْئاً» مفعول مطلق والجملة معطوفة «وَإِنْ» الواو عاطفة إن شرطية «كانَ» ماض ناقص «مِثْقالَ» خبرها «حَبَّةٍ» مضاف إليه «مِنْ خَرْدَلٍ» متعلقان بصفة لحبة «أَتَيْنا» فعل ماض وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها «بِها» متعلقان بأتينا «وَكَفى » الواو عاطفة وفعل ماض «بِنا» الباء حرف جر زائد ونا في محل رفع فاعل «حاسِبِينَ» تمييز
- English - Sahih International : And We place the scales of justice for the Day of Resurrection so no soul will be treated unjustly at all And if there is [even] the weight of a mustard seed We will bring it forth And sufficient are We as accountant
- English - Tafheem -Maududi : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ(21:47) On the Day of Resurrection, We will set up just and accurate balances so that no one will be wronged in the least in anyway; even if it be an act equal in weight to a grain of mustard seed, We will bring it forth (to be weighed) and We suffice for reckoning. *48
- Français - Hamidullah : Au Jour de la Résurrection Nous placerons les balances exactes Nulle âme ne sera lésée en rien fût-ce du poids d'un grain de moutarde que Nous ferons venir Nous suffisons largement pour dresser les comptes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir stellen die gerechten Waagen für den Tag der Auferstehung auf So wird keiner Seele um irgend etwas Unrecht zugefügt; und wäre es auch das Gewicht eines Senfkorns Wir bringen es bei Und Wir genügen als Berechner
- Spanish - Cortes : Para el día de la Resurrección dispondremos balanzas que den el peso justo y nadie será tratado injustamente en nada Aunque se trate de algo del peso de un grano de mostaza lo tendremos en cuenta ¡Bastamos Nosotros para ajustar cuentas
- Português - El Hayek : E instalaremos as balanças da justiça para o Dia da Ressurreição Nenhuma alma será defraudada no mínimo que seja; mesmo se for do peso de um grão de mostarda têloemos em conta Bastamos Nós por cômputo
- Россию - Кулиев : В День воскресения Мы установим справедливые Весы и ни с кем не поступят несправедливо Если найдется нечто весом с горчичное зернышко Мы принесем его Довольно того что Мы ведем счет
- Кулиев -ас-Саади : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
В День воскресения Мы установим справедливые Весы, и ни с кем не поступят несправедливо. Если найдется нечто весом с горчичное зернышко, Мы принесем его. Довольно того, что Мы ведем счет!Всевышний поведал о справедливости своих решений и беспристрастности приговора, который будет вынесен в отношении творений, собранных на ристалище Судного дня. В тот день будут воздвигнуты справедливые весы, которые будут определять даже крупицы добрых и злых деяний. И тогда ни мусульмане, ни безбожники не будут обижены или притеснены, потому что Аллах не станет умалять их благодеяний и приумножать их грехов. И даже если человек совершил поступок размером с горчичное семечко - самое мелкое и ничтожное из творений, - он увидит его последствия и получит за него воздаяние. По этому поводу Всевышний сказал: «Тот, кто содеял добро весом в пылинку, увидит его. И тот, кто содеял зло весом в пылинку, увидит его» (99:7–8); «Будет положена книга, и ты увидишь, как грешники будут трепетать от того, что в ней. Они скажут: “Горе нам! Что это за книга! В ней не упущен ни малый, ни великий грех - все подсчитано”. Они обнаружат перед собой все, что совершили, и твой Господь ни с кем не поступит несправедливо» (18:49). Довольно того, что Аллах ведает обо всех деяниях Своих рабов. Он хранит эти деяния и записывает их в письменах. Он ведает об их размерах и точно знает, какое вознаграждение или наказание полагается тому, кто их совершает. И Он непременно воздаст каждому человеку за все, что тот совершил.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kıyamet günü doğru teraziler kurarız; hiçbir kimse hiçbir haksızlığa uğratılmaz Hardal tanesi kadar olsa bile yapılanı ortaya koyarız Hesap gören olarak Biz yeteriz
- Italiano - Piccardo : Rizzeremo bilance esatte nel Giorno della Resurrezione e nessuna anima subirà alcun torto; foss'anche del peso di un granello di senape lo riesumeremo Basteremo Noi a tirare le somme
- كوردى - برهان محمد أمين : ئێمه پێوهر و تهرازووهکانی دادپهروهری له ڕۆژی قیامهتدا دادهنێین جا هیچ کهس به هیچ شێوهیهک ستهمی لێ ناکرێت ئهگهر به قهدهر تۆوه خهرتهلهیهک که زۆر بچووک و ورده کارێکی چاک یان خراپی ئهنجام دابێت دهیهێنینه مهیدان جا ئهوهنده بهسه بۆ ئێمه که ئاوا به وردی حساب و لێپرسینهوه ئهنجام دهدهین
- اردو - جالندربرى : اور ہم قیامت کے دن انصاف کی ترازو کھڑی کریں گے تو کسی شخص کی ذرا بھی حق تلفی نہ کی جائے گی۔ اور اگر رائی کے دانے کے برابر بھی کسی کا عمل ہوگا تو ہم اس کو لاحاضر کریں گے۔ اور ہم حساب کرنے کو کافی ہیں
- Bosanski - Korkut : Mi ćemo na Sudnjem danu ispravne terazije postaviti pa se nikome krivo neće učiniti; ako nešto bude teško koliko zrno gorušice Mi ćemo za to kazniti ili nagraditi A dosta je to što ćemo Mi račune ispitivati
- Swedish - Bernström : På Uppståndelsens dag skall Vi ställa fram rättvisande vågar och ingen skall då lida den minsta orätt [Allt] till och med det som väger så litet som ett senapskorn skall Vi dra fram i ljuset Det är Vi som bäst håller räkning på allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kami akan memasang timbangan yang tepat pada hari kiamat maka tiadalah dirugikan seseorang barang sedikitpun Dan jika amalan itu hanya seberat biji sawipun pasti Kami mendatangkan pahalanya Dan cukuplah Kami sebagai pembuat perhitungan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
(Kami akan memasang timbangan yang tepat) timbangan yang adil (pada hari kiamat) pada hari itu (maka tiadalah dirugikan seseorang barang sedikit pun) dengan dikurangi pahala kebaikannya atau ditambahkan dosa keburukannya. (Dan jika) amalan itu (hanya seberat) sama beratnya dengan (biji sawi Kami mendatangkannya) yakni pahalanya. (Dan cukuplah Kami menjadi penghisab) segala sesuatu, yakni yang menghitungnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি কেয়ামতের দিন ন্যায়বিচারের মানদন্ড স্থাপন করব। সুতরাং কারও প্রতি জুলুম হবে না। যদি কোন আমল সরিষার দানা পরিমাণও হয় আমি তা উপস্থিত করব এবং হিসাব গ্রহণের জন্যে আমিই যথেষ্ট।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனவே எந்த ஓர் ஆத்மாவும் ஒரு சிறிதும் அநியாயம் செய்யப்படமாட்டாது மேலும் நன்மை தீமையில் ஒரு கடுகு அளவு எடையிருப்பினும் அதனையும் நாம் கணக்கில் கொண்டு வருவோம் அவ்வாறே கணக்கெடுக்க நாமே போதும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเราตั้งตราชูที่เที่ยงธรรมสำหรับวันกิยามะฮ์ ดังนั้นจะไม่มีชีวิตใดถูกอธรรมแต่อย่างใดเลย และแม้ว่ามันเป็นเพียงน้ำหนักเท่าเมล็ดพืชเล็ก เราก็จะนำมันมาแสดง และเป็นการพอเพียงแล้วสำหรับเราที่เป็นผู้ชำระสอบสวน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биз қиёмат куни учун адолат тарозуларини қўюрмиз Бирор жонга ҳеч қандай зулм қилинмас Агар амал ачитқи донаси оғирлигича бўлса ҳам келтирурмиз Ҳисобчиликда Ўзимиз кифоя қилурмиз
- 中国语文 - Ma Jian : 在复活日,我将设置公道的天秤,任何人都不受一点儿冤枉; 他的行为虽微 如芥子,我也要报酬他;我足为清算者。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatlah Kami akan mengadakan neraca timbangan yang adil untuk menimbang amal makhlukmakhluk pada hari kiamat; maka tidak ada diri sesiapa akan teraniaya sedikitpun; dan jika amalnya itu seberat biji sawi sekalipun nescaya Kami akan mendatangkannya untuk ditimbang dan dihitung; dan cukuplah Kami sebagai Penghitung
- Somali - Abduh : Waxaannu u Dejinaynaa Miisaanka Cadilka ah Maalinta Qiyaame lagamana Dulmiyo Naf waxba haba ahaado wax la eg Xabbad Khardal ah wax yar ee waan siinaynaa annagaana ugu Filan Xisaabiye
- Hausa - Gumi : Kuma Munã aza ma'aunan ãdalci ga Rãnar ¡iyãma sabõda haka ba a zãluntar rai da kõme Kuma kõ dã ya kasance nauyin ƙwãya daga kõmayya ne Mun zo da ita Kuma Mun isa zama Mãsu hisãbi
- Swahili - Al-Barwani : Nasi tutaweka mizani za uadilifu kwa Siku ya Kiyama Basi nafsi haitadhulumiwa kitu chochote Hata ikiwa ni uzito wa chembe ya khardali tutaileta Nasi tunatosha kuwa washika hisabu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Ne në Ditën e Kijametit do të vendosim peshoja të sakta e askujt nuk do t’i bëhet padrejtësi për asgjë edhe nëse është fjala për peshë sa të një kokërre hara dalli lloj mëlmese Na do ta sjellim atë për llogari e Na jemi të mjaftueshëm për llogaritje
- فارسى - آیتی : روز قيامت ترازوهاى عدل را تعبيه مىكنيم، و به هيچ كس ستم نمىشود. اگر عملى به سنگينى يك خردل هم باشد به حسابش مىآوريم، كه ما حسابكردن را بسندهايم.
- tajeki - Оятӣ : Рӯзи қиёмат тарозуҳои адлро омода мекунем ва ба ҳеҷ кас ситам намешавад. Агар амале ба сангинии як хардал ҳам бошад, ба ҳисобаш меоварем, ки мо ҳисоб карданро басандаем!
- Uyghur - محمد صالح : قىيامەت كۈنى بىز (ئەمەللەر تارتىلىدىغان) ئادالەت تارازىسىنى ئورنىتىمىز، ھېچ ئادەمگە قىلچە ئۇۋال قىلىنمايدۇ (يەنى ياخشى ئادەمنىڭ ياخشىلىقى كېمەيتىۋېتىلمەيدۇ، يامان ئادەمنىڭ يامانلىقى ئاشۇرۇۋېتىلمەيدۇ) ئەگەر ئۇنىڭ قىچا چاغلىق ئەمەلى بولسىمۇ، ئۇنى ھازىر قىلىمىز، (بەندىلەرنىڭ ئەمەللىرىدىن) ھېساب ئېلىشقا بىز يېتەرلىكمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഉയിര്ത്തെഴുന്നേല്പുനാളില് നാം കൃത്യതയുള്ള തുലാസ്സുകള് സ്ഥാപിക്കും. പിന്നെ ആരോടും അല്പവും അനീതി കാണിക്കുകയില്ല. കര്മം ഒരു കടുകുമണിത്തൂക്കമായാല് പോലും നാമത് വിലയിരുത്തും. കണക്കുനോക്കാന് നാം തന്നെ മതി.
- عربى - التفسير الميسر : ويضع الله تعالى الميزان العادل للحساب في يوم القيامه ولا يظلم هولاء ولا غيرهم شيئا وان كان هذا العمل قدر ذره من خير او شر اعتبرت في حساب صاحبها وكفى بالله محصيا اعمال عباده ومجازيا لهم عليها
*48) See also vv. 8-9 and E.N.'s 8-9 of Al-A'araf (Vll). It is difficult for us to understand the exact nature of the "Balance". Anyhow it is clear that the "Balance" will weigh accurately all the human moral deeds instead of material things, and will help judge whether a man is virtuous or wicked and how much. The Qur'an has used this word to make mankind understand that every deed, good or bad, will be weighed and judged according to merit.