- عربي - نصوص الآيات عثماني : قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِى ٱلصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : قيل لها ادخلي الصرح ۖ فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ۚ قال إنه صرح ممرد من قوارير ۗ قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين
- عربى - التفسير الميسر : قيل لها: ادخلي القصر، وكان صحنه مِن زجاج تحته ماء، فلما رأته ظنته ماء تتردد أمواجه، وكشفت عن ساقيها لتخوض الماء، فقال لها سليمان: إنه صحن أملس من زجاج صاف والماء تحته. فأدركت عظمة ملك سليمان، وقالت: رب إني ظلمت نفسي بما كنت عليه من الشرك، وانقدتُ متابعة لسليمان داخلة في دين رب العالمين أجمعين.
- السعدى : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
فـ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ماء لأن القوارير شفافة، يرى الماء الذي تحتها كأنه بذاته يجري ليس دونه شيء، وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا للخياضة وهذا أيضا من عقلها وأدبها، فإنها لم تمتنع من الدخول للمحل الذي أمرت بدخوله لعلمها أنها لم تستدع إلا للإكرام وأن ملك سليمان وتنظيمه قد بناه على الحكمة ولم يكن في قلبها أدنى شك من حالة السوء بعد ما رأت ما رأت.
فلما استعدت للخوض قيل لها: إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ أي: مملس مِنْ قَوَارِيرَ فلا حاجة منك لكشف الساقين. فحينئذ لما وصلت إلى سليمان وشاهدت ما شاهدت وعلمت نبوته ورسالته تابت ورجعت عن كفرها و قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
فهذا ما قصه الله علينا من قصة ملكة سبأ وما جرى لها مع سليمان، وما عدا ذلك من الفروع المولدة والقصص الإسرائيلية فإنه لا يتعلق بالتفسير لكلام الله وهو من الأمور التي يقف الجزم بها، على الدليل المعلوم عن المعصوم، والمنقولات في هذا الباب كلها أو أكثرها ليس كذلك، فالحزم كل الحزم، الإعراض عنها وعدم إدخالها في التفاسير. والله أعلم.
- الوسيط لطنطاوي : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ثم ختم - سبحانه - هذه القصة ببيان ما فاجأها به سليمان ، لتزداد يقينا بوحدانية الله - تعالى - ، وبعظم النعم التى أعطاها - سبحانه - له فقال : ( قِيلَ لَهَا ادخلي الصرح فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ) .
والصرح : القصر ويطلق على كل بناء مرتفع . ومنه قوله - تعالى - : ( وَقَالَ فَرْعَوْنُ ياهامان ابن لِي صَرْحاً لعلي أَبْلُغُ الأسباب ) ويطلق - أيضا - على صحن الدار وساحته . يقال : هذه صرحة الدار . أى : ساحتها وعرصتها .
وكان سليمان - عليه السلام - قد بنى هذا الصرح ، وجعل بلاطه من زجاج نقى صاف كالبلور . بحيث يرى الناظر ما يجرى تحته من ماء .
أى : قال سليمان لملكة سبأ بعد أن سألها : أهكذا عرشك ، وبعد أن أجابته بما سبق بيانه . قال لها : ادخلى هذا القصر ، فلما رأت هذا الصرح وما عليه من جمال وفخامة ، حسبته لجة ، أى : ظنته ماء غزيرا كالبحر .
( وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ) لئلا تبتل بالماء أذيال ثيابها .
وهنا قال سليمان مزيلا لما اعتراها من دهشة : ( إِنَّهُ ) أى : ما حسبته لجة ( صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ ) أى : قصر مملس من زجاج لا يحجب ما وراءه .
فقوله ( مُّمَرَّدٌ ) بمعنى مملس ، مأخوذ من قولهم : شجرة مرداء إذا كانت عارية من الورق ، وغلام أمرد ، إذا لم يكن فى وجهه شعر والتمريد فى البناء ، معناه : التمليس والتسوية والنعومة .
والقوارير : جمع قارورة ، وهى إناء من زجاج ، وتطلق القارورة على المرأة ، لأن الولد يقر فى رحمها ، أو تشبيها لها بآنية الزجاج من حيث ضعفها ، ومنه الحديث الشريف : " رفقا بالقوارير " والمراد بالقوارير هنا . المعنى الأول .
ثم حكى - سبحانه - ما قالته بلقيس بعد أن رأت جانبا من عداب صنع الله فقال : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ) أى : بسبب عبادى لغيرك قبل هذا الوقت . . . ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ ) طائعة مختارة ، وإسلامى إنما هو ( لِلَّهِ رَبِّ العالمين ) وليس لأحد سواه .
وبعد ، فهذا تفسير محرر لتلك القصة ، وقد أعرضنا عن كثير من الإسرائيليات التى حشا بها بعض المفسرين تفاسيرهم ، عند حديثهم عن الآيات التى وردت فى هذه القصة ، ومن ذلك ما يتعلق بسليمان - عليه السلام - وبجنوده من الطير . وبمحاورة النملة له ، وبالهدية التى أرسلتها ملكة سبأ إليه ، وبما قالته الشياطين لسليمان عن هذه المرأة . . الخ وقد اشتملت هذه القصة على عبر وعظات وأحكام وآداب ، من أهمها ما يأتى :
1 - أن الله - تعالى - قد أعطى - بفضله وإحسانه - داود وسليمان - عليهما السلام - نعما عظيمة ، على رأسها نعمة النبوة ، والملك ، والعلم النافع .
وأنهما قد قابلا هذه النعم بالشكر لله - تعالى - واستعمالها فيما خلقت له .
ونرى ذلك فى قوله - تعالى - : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ الحمد لِلَّهِ الذي فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ المؤمنين ) وفى قوله - تعالى - : ( رَبِّ أوزعني أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعلى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصالحين ) وفى قوله - سبحانه - : ( هذا مِن فَضْلِ رَبِّي ليبلوني أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) 2 - أن سليمان - عليه السلام - قد أقام دولته على الإيمان بالله - تعالى - وعلى العلم النافع ، وعلى القوة العادلة .
أما الإيمان بالله - تعالى - وإخلاص العبادة له - سحبانه - ، فهو كائن له - عليه السلام - بمقتضى نبوته التى اختاره الله لها ، وبمقتضى دعوته إلى وحدانية الله - عز وجل - فقد حكى القرآن عنه أنه قال فى رسالته إلى ملكة سبأ : ( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ الله الرحمن الرحيم أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ )
وأما العلم النافع ، فيكفى أن القصة الكريمة قد افتتحت بقوله - تعالى - : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً . . ) واشتملت على قوله - سبحانه - : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ ياأيها الناس عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطير . . ) وعلى قوله - عز و جل - : ( قَالَ الذي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكتاب أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) وأما القوة ، فنراها فى قوله - تعالى - : ( وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الجن والإنس والطير فَهُمْ يُوزَعُونَ ) وفى قوله - سبحانه ( ارجع إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) 3 - أن سليمان عليه السلام كانت رسالته الأولى نشر الإيمان بالله - تعالى - فى الأرض ، وتطهيرها من كل معبود سواه .
والدليل على ذلك أن الهدهد عندما أخبره بحال الملكة التى كانت هى وقومها يعبدون الشمس من دون الله . . .
ما كان من سليمان - عليه السلام - إلا أن حمله كتابا قويا بليغا يأمرهم فيه بترك التكبر والغرور ، وبإسلام وجوهمم لله وحده : ( أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) 4 - أن سليمان - عليه السلام - كان يمثل الحاكم اليقظ المتنبه لأحوال رعيته ، حيث يعرف شئونها الصغيرة والكبيرة ، ويعرف الحاضر من أفرادها والغائب ، حتى ولو كان الغائب طيرا صغيرا ، من بين آلاف الخلائق الذين هم تحت قيادته .
ولقد صور القرآن ما كان عليه سليمان - عليه السلام - من يقظة ودراية بأفراد رعيته أبدع تصوير فقال : ( وَتَفَقَّدَ الطير فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الهدهد أَمْ كَانَ مِنَ الغآئبين ) قال الإمام القرطبى : رحمه الله - : فى هذه الآية دليل على تفقد الإمام أحوال رعيته ، والمحافظة عليهم ، فانظر إلى الهدهد مع صغره ، كيف لم يَخْفَ على سليمان حاله ، فكيف بعظام الملك . .
ثم يقول - رحمه الله - على سبيل التفجع والشكوى عن حال الولاة فى عهده : فما ظنك بوال تذهب على يديه البلدان ، وتضيع الرعية ويضيع الرعيان . . . ورحم الله القائل :
وهل أفسد الدينَ إلا الملوكُ ... وأحبارُ سوءٍ ورهبانُها
5 - أن سليمان - عليه السلام - كان بجانب تعهده لشئون رعيته ، يمثل الحاكم الحازم العادل ، الذى يحاسب المهمل ، ويتوعد المقصر ، ويعاقب من يستحق العقاب ، وفى الوقت نفسه يقبل عذر المعتذر متى اعتذر عذرا مشروعا ومقنعا .
انظر إليه وهو يقول - كما حكى القرآن عنه - عندما تفقد الهدهد فلم يجده : ( لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ) إن الجيوش الجرارة التى تحت قيادة سليمان - عليه السلام - لا تؤثر فيها غياب هدهد منها . . . ولكن سليمان القائد الحازم ، كأنه يريد أن يعلم جنوده ، أن لكل جندى رسالته التى يجب عليه أن يؤديها على الوجه الأكمل سواء أكان هذا الجندى صغيرا أم كبيرا ، وأ ، من فرط فى الأمور الصغيرة ، لا يستبعد منه أن يفرط فى الأمور الكبيرة .
6 - أن الجندى الصغير فى الأمة التى يظلها العدل والحرية والأمان . . . لا يمنعه صغره من أن يرد على الحاكم الكبير ، بشجاعة وقوة . . .
انظر إلى الهدهد - مع صغره - يحكى عن القرآن ، أنه رد على نبى الله سليمان الذى آتاه الله ملكا لا ينبغى لأحد من بعده بقوله : ( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) ونجد سليمان - عليه السلام - لا يؤاخذه على هذا القول ، بل يضع قوله موضع التحقيق والاختبار فيقول له : ( قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الكاذبين ) وهكذا الأمم العاقلة الرشيدة ، لا يهان فيها الصغير ، ولا يظلم فيها الكبير .
7 - أن حكمة الله - تعالى - قد اقتضت أن تتألف الأمم من حاكمين ومحكومين ، وأن كل فريق له حقوق وعليه واجبات ، وأن الأمم لا تصلح بدون حاكم يحكمها ويرعى شئونها ، ويحق الحق ويبطل الباطل .
قال القرطبى : عند تفسيره لقوله - تعالى - : ( وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الجن والإنس والطير فَهُمْ يُوزَعُونَ ) فى الآية دليل على اتخاذ الإمام والحكام وَزَعةً - أى ولاة ، أو قضاة - يكفون الناس ويمنعونهم من تطاول بعضهم على بعض . . .
قال ابن عون : سمعت الحسن يقول وهو فى مجلس قضائه : والله ما يصلح هؤلاء الناس إلا وزعة .
ومن الأقوال الحكيمة لأمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضى الله عنه - " إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " .
8 - أن الحاكم العاقل هو الذى يستشير من هو أهل للاستشارة فى الأمور التى تهم الأمة . فها هى ذى ملكة سبأ عندما جاءها كتاب سليمان - عليه السلام - جمعت وجوه قومها ، وقالت لهم - كما حكى القرآن عنها : ( ياأيها الملأ أَفْتُونِي في أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حتى تَشْهَدُونِ . . ) قال القرطبى : وفى هذه الآية دليل على صحة المشاورة . . . وقد قال - الله - تعالى - لنبيه صلى الله عليه وسلم ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمر ) وقد مدح الله الفضلاء بقوله : ( وَأَمْرُهُمْ شورى بَيْنَهُمْ ) والمشاورة من الأمر القديم وخاصة فى الحرب ، فهذه بلقيس امرأة جاهلية كانت تعبد الشمس من دون الله قالت : ( ياأيها الملأ أَفْتُونِي في أَمْرِي . . ) لتختبر عزمهم على مقاومة عدوهم . وربما كان فى استبدادها برأيها وهن فى طاعتها ، وكان فى مشاورتهم وأخذ رأيهم عون على ما تريده من شوكتهم ، وشدة مدافعتهم ، ألا ترى إلى قولهم فى جوابهم : ( نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ والأمر إِلَيْكِ فانظري مَاذَا تَأْمُرِينَ . . ) 9 - أن الهداية إذا لمس المهدى إليه من ورائها ، عدم الإخلاص فى إهدائها . وأن المقصد منها صرفه عن حق يقيمه ، أو عن باطل يزيله .
. . فإن الواجب عليه أن يرد هذه الهدية لصاحبها . وأن يمتنع عن قبولها . . .
ألا ترى إلى سليمان - عليه السلام - قد رد الهدية الثمينة التى أهدتها بلقيس إليه ، حين أحس أن من وراء هذه الهدية شيئا . يتنافى مع تبليغ وتنفيذ رسالة الله - تعالى - التى أمره بتبليغها وتنفيذها ، ألا وهى : الأمر بإخلاص العبادة لله - تعالى - والنهى عن الإشراك به ، وبلقيس إنما كانت تقصد بهديتها ، اختبار سليمان ، أنبى هو أم ملك ، كما سبق أن أشرنا .
لذا وجدنا القرآن يحكى عن سليمان - عليه السلم - أنه رد هذه الهدية مع من جاءوا بها ، وقال : ( أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَآ آتَانِيَ الله خَيْرٌ مِّمَّآ آتَاكُمْ بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ) 10 - أن ملكة سبأ دل تصرفها على أنها كانت ملكة عاقبة رشيدة ، حكيمة ، فقد استشارت خاصتها فى كتاب سليمان - عليه السلام - ، ولوحت لهم بقوته وبما سيترتب على حره ، وآثرت أن تقدم له هدية على سبيل الامتحان ، واستحبت المسالمة على المحاربة . . . وكان عندها الاستعداد لقبول الحق والدخول فيه ، وما أخرها عن المسارعة إليه إلا لكونها كانت من قوم كافرين .
وعندما التقت بسليمان ، وانكشفت لها الحقائق سارعت إلى الدخول فى الدين الحق ، وقالت : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ العالمين ) .
هذه بعض العبر والعظات التى تؤخذ من هذه القصة . . .
- البغوى : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
قوله - عز وجل - : ( قيل لها ادخلي الصرح ) الآية ، وذلك أن سليمان أراد أن ينظر إلى قدميها وساقيها من غير أن يسألها كشفها ، لما قالت الشياطين : إن رجليها كحافر الحمار ، وهي شعراء الساقين ، أمر الشياطين فبنوا له صرحا أي : قصرا من زجاج ، وقيل بيتا من زجاج كأنه الماء بياضا ، وقيل : الصرح صحن الدار ، وأجرى تحته الماء ، وألقى فيه كل شيء من دواب البحر السمك والضفادع وغيرهما ، ثم وضع سريره في صدره وجلس عليه وعكفت عليه الطير والجن والإنس . وقيل : اتخذ صحنا من قوارير وجعل تحتها تماثيل من الحيتان والضفادع ، فكان الواحد إذا رآه ظنه ماء . وقيل : إنما بنى الصرح ليختبر فهمها كما فعلت هي بالوصفاء والوصائف فلما جلس على السرير دعا بلقيس ، فلما جاءت قيل لها ادخلي الصرح .
( فلما رأته حسبته لجة ) وهي معظم الماء ، ( وكشفت عن ساقيها ) لتخوضه إلى سليمان ، فنظر سليمان فإذا هي أحسن الناس قدما وساقا إلا أنها كانت شعراء الساقين ، فلما رأى سليمان ذلك صرف بصره عنه وناداها ( قال إنه صرح ممرد ) مملس مستو ، ( من قوارير ) وليس بماء ، ثم إن سليمان دعاها إلى الإسلام ، وكانت قد رأت حال العرش والصرح فأجابت ، و ( قالت رب إني ظلمت نفسي ) بالكفر . وقال مقاتل : لما رأت السرير والصرح علمت أن ملك سليمان من الله فقالت : رب إني ظلمت نفسي بعبادة غيرك ، ( وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) أي : أخلصت له التوحيد . وقيل : إنها لما بلغت الصرح وظنته لجة ، قالت في نفسها : إن سليمان يريد أن يغرقني ، وكان القتل علي أهون من هذا ، فقولها : " ظلمت نفسي " تعني بذلك الظن .
واختلفوا في أمرها بعد إسلامها ، قال عون بن عبد الله : سأل رجل عبد الله بن عتبة : هل تزوجها سليمان ؟ قال : انتهى أمرها إلى قولها : أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ، يعني : لا علم لنا وراء ذلك . وقال بعضهم : تزوجها ، ولما أراد أن يتزوجها كره ما رأى من كثرة شعر ساقيها ، فسأل الإنس : ما يذهب هذا ؟ قالوا : الموسى ، فقالت المرأة : لم تمسني حديدة قط ، فكره سليمان الموسى ، وقال : إنها تقطع ساقيها ، فسأل الجن فقالوا : لا ندري ، ثم سأل الشياطين فقالوا : إنا نحتال لك حيلة حتى تكون كالفضة البيضاء ، فاتخذوا النورة والحمام ، فكانت النورة والحمامات من يومئذ فلما تزوجها سليمان أحبها حبا شديدا ، وأقرها على ملكها ، وأمر الجن فابتنوا لها بأرض اليمن ثلاثة حصون لم ير الناس مثلها ارتفاعا وحسنا ، وهي : سلحين وبينون وعمدان . ثم كان سليمان يزورها في كل شهر مرة بعد أن ردها إلى ملكها ويقيم عندها ثلاثة أيام ، يبتكر من الشام إلى اليمن ، ومن اليمن إلى الشام ، وولدت له فيما ذكر وروي عن وهب قال : زعموا أن بلقيس لما أسلمت قال لها سليمان : اختاري رجلا من قومك أزوجكه ، قالت : ومثلي يا نبي الله تنكح الرجال وقد كان لي في قومي من الملك والسلطان ما كان ؟ قال : نعم ، إنه لا يكون في الإسلام إلا ذلك ، ولا ينبغي لك أن تحرمي ما أحل الله لك ، فقالت : زوجني إن كان لا بد من ذلك ذا تبع ملك همذان فزوجه إياها ، ثم ردها إلى اليمن ، وسلط زوجها ذا تبع على اليمن ، ودعا زوبعة أمير جن اليمن ، فقال : اعمل لذي تبع ما استعملك فيه ، فلم يزل بها ملكا يعمل له فيها ما أراد حتى مات سليمان ، فلما أن حال الحول ، وتبينت الجن موت سليمان أقبل رجل منهم فسلك تهامة حتى إذا كان في جوف اليمن صرخ بأعلى صوته : يا معشر الجن إن الملك سليمان قد مات ، فارفعوا أيديكم فرفعوا أيديهم وتفرقوا ، وانقضى ملك ذي تبع ، وملك بلقيس مع ملك سليمان . وقيل : إن الملك وصل إلى سليمان وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة .
- ابن كثير : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وقوله : ( قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ) وذلك أن سليمان ، عليه السلام أمر الشياطين فبنوا لها قصرا عظيما من قوارير ، أي : من زجاج ، وأجرى تحته الماء ، فالذي لا يعرف أمره يحسب أنه ماء ، ولكن الزجاج يحول بين الماشي وبينه . واختلفوا في السبب الذي دعا سليمان ، عليه السلام ، إلى اتخاذه ، فقيل : إنه لما عزم على تزويجها واصطفائها لنفسه ; ذكر له جمالها وحسنها ، ولكن في ساقيها هلب عظيم ، ومؤخر أقدامها كمؤخر الدابة . فساءه ذلك ، فاتخذ هذا ليعلم صحته أم لا ؟ - هذا قول محمد بن كعب القرظي ، وغيره - فلما دخلت وكشفت عن ساقيها ، رأى أحسن الناس وأحسنه قدما ، ولكن رأى على رجليها شعرا ; لأنها ملكة ليس لها بعل فأحب أن يذهب ذلك عنها فقيل لها : الموسى ؟ فقالت : لا أستطيع ذلك . وكره سليمان ذلك ، وقال للجن : اصنعوا شيئا غير الموسى يذهب به هذا الشعر ، فصنعوا له النورة . وكان أول من اتخذت له النورة ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، ومحمد بن كعب القرظي ، والسدي ، وابن جريج ، وغيرهم .
وقال محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن رومان : ثم قال لها : ادخلي الصرح ، ليريها ملكا هو أعز من ملكها ، وسلطانا هو أعظم من سلطانها . فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ، لا تشك أنه ماء تخوضه ، فقيل لها : إنه صرح ممرد من قوارير . فلما وقفت على سليمان ، دعاها إلى عبادة الله وعاتبها في عبادتها الشمس من دون الله .
وقال الحسن البصري : لما رأت العلجة الصرح عرفت - والله - أن قد رأت ملكا أعظم من ملكها .
وقال محمد بن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن وهب بن منبه قال : أمر سليمان بالصرح ، وقد عملته له الشياطين من زجاج ، كأنه الماء بياضا . ثم أرسل الماء تحته ، ثم وضع له فيه سريره ، فجلس عليه ، وعكفت عليه الطير والجن والإنس ، ثم قال : ادخلي الصرح ، ليريها ملكا هو أعز من ملكها ، وسلطانا هو أعظم من سلطانها ( فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ) ، لا تشك أنه ماء تخوضه ، قيل لها : ( إنه صرح ممرد من قوارير ) ، فلما وقفت على سليمان ، دعاها إلى عبادة الله ، عز وجل ، وعاتبها في عبادتها الشمس من دون الله . فقالت بقول الزنادقة ، فوقع سليمان ساجدا إعظاما لما قالت ، وسجد معه الناس ، فسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع ، فلما رفع سليمان رأسه قال : ويحك ! ماذا قلت ؟ - قال : وأنسيت ما قالت فقالت : ( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) ، فأسلمت وحسن إسلامها .
وقد روى الإمام أبو بكر بن أبي شيبة في هذا أثرا غريبا عن ابن عباس ، قال : حدثنا الحسين بن علي ، عن زائدة ، حدثني عطاء بن السائب ، حدثنا مجاهد ، ونحن في الأزد - قال : حدثنا ابن عباس قال : كان سليمان ، عليه السلام ، يجلس على سريره ، ثم توضع كراسي حوله ، فيجلس عليها الإنس ، ثم يجلس الجن ، ثم الشياطين ، ثم تأتي الريح فترفعهم ، ثم تظلهم الطير ، ثم يغدون قدر ما يشتهي الراكب أن ينزل شهرا ورواحها شهرا ، قال : فبينما هو ذات يوم في مسير له ، إذ تفقد الطير ففقد الهدهد فقال : ( ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ) ، قال : فكان عذابه إياه أن ينتفه ، ثم يلقيه في الأرض ، فلا يمتنع من نملة ولا من شيء من هوام الأرض .
قال عطاء : وذكر سعيد بن جبير عن ابن عباس مثل حديث مجاهد ( فمكث غير بعيد ) - فقرأ حتى انتهى إلى قوله - ( قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا ) وكتب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، إلى بلقيس : ( ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ) ، فلما ألقى الهدهد بالكتاب إليها ، ألقي في روعها : إنه كتاب كريم ، وإنه من سليمان ، وأن لا تعلوا علي وأتوني مسلمين . قالوا : نحن أولو قوة . قالت : إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ، وإني مرسلة إليهم بهدية . فلما جاءت الهدية سليمان قال : أتمدونني بمال ، ارجع إليهم . فلما نظر إلى الغبار - أخبرنا ابن عباس قال : وكان بين سليمان وبين ملكة سبأ ومن معها حين نظر إلى الغبار كما بيننا وبين الحيرة ، قال عطاء : ومجاهد حينئذ في الأزد - قال سليمان : أيكم يأتيني بعرشها ؟ قال : وبين عرشها وبين سليمان حين نظر إلى الغبار مسيرة شهرين ، ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) . قال : وكان لسليمان مجلس يجلس فيه للناس ، كما يجلس الأمراء ثم يقوم - قال : ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) . قال سليمان : أريد أعجل من ذلك . فقال الذي عنده علم من الكتاب : أنا أنظر في كتاب ربي ، ثم آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك . قال : [ فنظر إليه سليمان فلما قطع كلامه رد سليمان بصره ] ، فنبع عرشها من تحت قدم سليمان ، من تحت كرسي كان سليمان يضع عليه رجله ، ثم يصعد إلى السرير . قال : فلما رأى سليمان عرشها [ مستقرا عنده ] قال : ( هذا من فضل ربي ) ، ( قال نكروا لها عرشها ) ، فلما جاءت قيل لها : أهكذا عرشك ؟ قالت : كأنه هو . قال : فسألته عن أمرين ، قالت لسليمان : أريد ماء [ من زبد رواء ] ليس من أرض ولا من سماء - وكان سليمان إذا سئل عن شيء ، سأل الإنس ثم الجن ثم الشياطين . [ قال ] فقالت الشياطين : هذا هين ، أجر الخيل ثم خذ عرقها ، ثم املأ منه الآنية . قال : فأمر بالخيل فأجريت ، ثم أخذ عرقها فملأ منه الآنية . قال : وسألت عن لون الله عز وجل . قال : فوثب سليمان عن سريره ، فخر ساجدا ، فقال : يا رب ، لقد سألتني عن أمر إنه يتكايد ، أي : يتعاظم في قلبي أن أذكره لك . قال : ارجع فقد كفيتكهم ، قال : فرجع إلى سريره فقال : ما سألت عنه ؟ قالت : ما سألتك إلا عن الماء . فقال لجنوده : ما سألت عنه ؟ فقالوا : ما سألتك إلا عن الماء . قال : ونسوه كلهم . قال : وقالت الشياطين لسليمان : تريد أن تتخذها لنفسك ، فإن اتخذها لنفسه ثم ولد بينهما ولد ، لم ننفك من عبوديته . قال : فجعلوا صرحا ممردا من قوارير ، فيه السمك . قال : فقيل لها : ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة ، وكشفت عن ساقيها ، فإذا هي شعراء . فقال سليمان : هذا قبيح ، ما يذهبه ؟ فقالوا : تذهبه المواسي . فقال : أثر الموسى قبيح ! قال : فجعلت الشياطين النورة . قال : فهو أول من جعلت له النورة .
ثم قال أبو بكر بن أبي شيبة : ما أحسنه من حديث .
قلت : بل هو منكر غريب جدا ، ولعله من أوهام عطاء بن السائب على ابن عباس ، والله أعلم . والأقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب ، مما يوجد في صحفهم ، كروايات كعب ووهب - سامحهما الله تعالى - فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل ، من الأوابد والغرائب والعجائب ، مما كان وما لم يكن ، ومما حرف وبدل ونسخ . وقد أغنانا الله ، سبحانه ، عن ذلك بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ، ولله الحمد والمنة .
أصل الصرح في كلام العرب : هو القصر ، وكل بناء مرتفع ، قال الله ، سبحانه وتعالى ، إخبارا عن فرعون - لعنه الله - أنه قال لوزيره هامان ( ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ) الآية [ غافر : 36 ، 37 ] . والصرح : قصر في اليمن عالي البناء ، والممرد أي : المبني بناء محكما أملس ( من قوارير ) أي : زجاج . وتمريد البناء تمليسه . ومارد : حصن بدومة الجندل .
والغرض أن سليمان ، عليه السلام ، اتخذ قصرا عظيما منيفا من زجاج لهذه الملكة ; ليريها عظمة سلطانه وتمكنه ، فلما رأت ما آتاه الله ، تعالى ، وجلالة ما هو فيه ، وتبصرت في أمره انقادت لأمر الله وعرفت أنه نبي كريم ، وملك عظيم ، فأسلمت لله ، عز وجل ، وقالت : ( رب إني ظلمت نفسي ) أي : بما سلف من كفرها وشركها وعبادتها وقومها الشمس من دون الله ، ( وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) أي : متابعة لدين سليمان في عبادته لله وحده ، لا شريك له ، الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا .
- القرطبى : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة التقدير عند سيبويه : ادخلي إلى الصرح فحذف ( إلى ) وعدي الفعل . وأبو العباس يغلطه في هذا ; قال : لأن ( دخل ) يدل على مدخول . وكان الصرح صحنا من زجاج تحته ماء وفيه الحيتان ، عمله ليريها ملكا أعظم من ملكها ; قاله مجاهد . وقال قتادة : كان من قوارير خلفه ماء حسبته لجة أي ماء . وقيل : الصرح : القصر ; عن أبي عبيدة . كما قال :
تحسب أعلامهن الصروحا
وقيل : الصرح : الصحن ; كما يقال : هذه صرحة الدار وقاعتها ; بمعنى . وحكى أبو عبيدة في الغريب المصنف أن الصرح كل بناء عال مرتفع من الأرض ، وأن الممرد الطويل . النحاس : أصل هذا أنه يقال لكل بناء عمل عملا واحدا : صرح ; من قولهم : لبن صريح : إذا لم يشبه ماء ; ومن قولهم : صرح بالأمر ، ومنه : عربي صريح . وقيل : عمله ليختبر قول الجن فيها : إن أمها من الجن ، ورجلها رجل حمار ; قاله وهب بن منبه . فلما رأت اللجة فزعت وظنت أنه قصد بها الغرق ، وتعجبت من كون كرسيه على الماء ، ورأت ما هالها ، ولم يكن لها بد من امتثال الأمر . وكشفت عن ساقيها فإذا هي أحسن الناس ساقا ; سليمة مما قالت الجن ، غير أنها كانت كثيرة الشعر ، فلما بلغت هذا الحد ، قال لها سليمان بعد أن صرف بصره عنها : إنه صرح ممرد من قوارير والممرد المحكوك المملس ، ومنه الأمرد . وتمرد الرجل : إذا أبطأ خروج لحيته بعد إدراكه ; قاله الفراء . ومنه الشجرة المرداء التي لا ورق عليها . ورملة مرداء إذا كانت لا تنبت . والممرد أيضا المطول ، ومنه قيل للحصن مارد . أبو صالح : طويل على هيئة النخلة . ابن شجرة : واسع في طوله وعرضه . قال :
غدوت صباحا باكرا فوجدتهم قبيل الضحى في السابري الممرد
أي الدروع الواسعة .
وعند ذلك استسلمت بلقيس وأذعنت وأسلمت وأقرت على نفسها بالظلم ; على ما يأتي . ولما رأى سليمان عليه السلام قدميها قال لناصحه من الشياطين : كيف لي أن أقلع هذا الشعر من غير مضرة بالجسد ؟ فدله على عمل النورة ، فكانت النورة والحمامات من يومئذ . فيروى أن سليمان تزوجها عند ذلك وأسكنها الشام ; قاله الضحاك .
وقال سعيد بن عبد العزيز في كتاب النقاش : تزوجها وردها إلى ملكها : باليمن ، وكان يأتيها على الريح كل شهر مرة ; فولدت له غلاما سماه داود مات في زمانه . وفي بعض الأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كانت بلقيس من أحسن نساء العالمين ساقين وهي من أزواج سليمان عليه السلام في الجنة فقالت عائشة : هي أحسن ساقين مني ؟ فقال عليه السلام : أنت أحسن ساقين منها في الجنة ذكره القشيري . وذكر الثعلبي عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أول من اتخذ الحمامات سليمان بن داود فلما ألصق ظهره إلى الجدار فمسه حرها قال أواه من عذاب الله . ثم أحبها حبا شديدا وأقرها على ملكها باليمن ، وأمر الجن فبنوا لها ثلاثة حصون لم ير الناس مثلها ارتفاعا : سلحون وبينون وعمدان ، ثم كان سليمان يزورها في كل شهر مرة ، ويقيم عندها ثلاثة أيام . وحكى الشعبي أن ناسا من حمير حفروا مقبرة الملوك ، فوجدوا فيها قبرا معقودا فيه امرأة عليها حلل منسوجة بالذهب ، وعند رأسها لوح رخام فيه مكتوب :
يا أيها الأقوام عوجوا معا وأربعوا في مقبري العيسا
لتعلموا أني تلك التي قد كنت أدعى الدهر بلقيسا
شيدت قصر الملك في حمير قومي وقدما كان مأنوسا
وكنت في ملكي وتدبيره أرغم في الله المعاطيسا
بعلي سليمان النبي الذي قد كان للتوراة دريسا
وسخر الريح له مركبا تهب أحيانا رواميسا
مع ابن داود النبي الذي قدسه الرحمن تقديسا
وقال محمد بن إسحاق ووهب بن منبه : لم يتزوجها سليمان ، وإنما قال لها : اختاري زوجا ; فقالت : مثلي لا ينكح وقد كان لي من الملك ما كان . فقال : لا بد في الإسلام من ذلك . فاختارت ذا تبع ملك همدان ، فزوجه إياها وردها إلى اليمن ، وأمر زوبعة أمير جن اليمن أن يطيعه ، فبنى له المصانع ، ولم يزل أميرا حتى مات سليمان . وقال قوم : لم يرد فيه خبر صحيح لا في أنه تزوجها ولا في أنه زوجها . وهي بلقيس بنت السرح بن الهداهد بن شراحيل بن أدد بن حدر بن السرح بن الحرس بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح . وكان جدها الهداهد ملكا عظيم الشأن قد ولد له أربعون ولدا كلهم ملوك ، وكان ملك أرض اليمن كلها ، وكان أبوها السرح يقول لملوك الأطراف : ليس أحد منكم كفؤا لي ، وأبى أن يتزوج منهم ، فزوجوه امرأة من الجن يقال لها ريحانة بنت السكن ، فولدت له بلقمة وهي بلقيس ، ولم يكن له ولد غيرها . وقال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم : كان أحد أبوي بلقيس جنيا فمات أبوها ، واختلف عليها قومها فرقتين ، وملكوا أمرهم رجلا فساءت سيرته ، حتى فجر بنساء رعيته ، فأدركت بلقيس الغيرة ، فعرضت عليه نفسها فتزوجها ، فسقته الخمر حتى حزت رأسه ، ونصبته على باب دارها فملكوها . وقال أبو بكرة : ذكرت بلقيس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة . ويقال : إن سبب تزوج أبيها من الجن أنه كان وزيرا لملك عات يغتصب نساء الرعية ، وكان الوزير غيورا فلم يتزوج ، فصحب مرة في الطريق رجلا لا يعرفه ، فقال هل لك من زوجة ؟ فقال : لا أتزوج أبدا ، فإن ملك بلدنا يغتصب النساء من أزواجهن ، فقال لئن تزوجت ابنتي لا يغتصبها أبدا . قال : بل يغتصبها . قال : إنا قوم من الجن لا يقدر علينا ; فتزوج ابنته فولدت له بلقيس ; ثم ماتت الأم وابتنت بلقيس قصرا في الصحراء ، فتحدث أبوها بحديثها غلطا ، فنمى للملك خبرها فقال له : يا فلان تكون عندك هذه البنت الجميلة وأنت لا تأتيني بها ، وأنت تعلم حبي للنساء ثم أمر بحبسه ، فأرسلت بلقيس إليه إني بين يديك ; فتجهز للمسير إلى قصرها ، فلما هم بالدخول بمن معه أخرجت إليه الجواري من بنات الجن مثل صورة الشمس ، وقلن له ألا تستحي ؟ تقول لك سيدتنا : أتدخل بهؤلاء الرجال معك على أهلك ؟ فأذن لهم بالانصراف ودخل وحده ، وأغلقت عليه الباب وقتلته بالنعال ، وقطعت رأسه ورمت به إلى عسكره ، فأمروها عليهم ، فلم تزل كذلك إلى أن بلغ الهدهد خبرها سليمان عليه السلام . وذلك أن سليمان لما نزل في بعض منازله قال الهدهد : إن سليمان قد اشتغل بالنزول ، فارتفع نحو السماء فأبصر طول الدنيا وعرضها ، فأبصر الدنيا يمينا وشمالا ، فرأى بستانا لبلقيس فيه هدهد ، وكان اسم ذلك الهدهد عفير ، فقال عفير اليمن ليعفور سليمان : من أين أقبلت ؟ وأين تريد ؟ قال : أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود . قال : ومن سليمان ؟ قال : ملك الجن والإنس والشياطين والطير والوحش والريح وكل ما بين السماء والأرض . فمن أين أنت ؟ قال : من هذه البلاد ; ملكها امرأة يقال لها بلقيس ، تحت يدها اثنا عشر ألف قيل ، تحت يد كل قيل مائة ألف مقاتل من سوى النساء والذراري ; فانطلق معه ونظر إلى بلقيس وملكها ، ورجع إلى سليمان وقت العصر ، وكان سليمان قد فقده وقت الصلاة فلم يجده ، وكانوا على غير ماء . قال ابن عباس في رواية : وقعت عليه نفحة من الشمس . فقال لوزير الطير : هذا موضع من ؟ قال : يا نبي الله هذا موضع الهدهد قال : وأين ذهب ؟ قال : لا أدري أصلح الله الملك . فغضب سليمان وقال : لأعذبنه عذابا شديدا الآية . ثم دعا بالعقاب سيد الطير وأصرمها وأشدها بأسا فقال : ما تريد يا نبي الله ؟ فقال : علي بالهدهد الساعة . فرفع العقاب نفسه دون السماء حتى لزق بالهواء ، فنظر إلى الدنيا كالقصعة بين يدي أحدكم ، فإذا هو بالهدهد مقبلا من نحو اليمن ، فانقض نحوه وأنشب فيه مخلبه . فقال له الهدهد : أسألك بالله الذي أقدرك وقواك علي إلا رحمتني . فقال له : الويل لك ; وثكلتك أمك ! إن نبي الله سليمان حلف أن يعذبك أو يذبحك . ثم أتى به فاستقبلته النسور وسائر عساكر الطير . وقالوا الويل لك ; لقد توعدك نبي الله . فقال : وما قدري وما أنا ! أما استثنى ؟ قالوا : بلى إنه قال : أو ليأتيني بسلطان مبين ثم دخل على سليمان فرفع رأسه ، وأرخى ذنبه وجناحيه تواضعا لسليمان عليه السلام . فقال له سليمان : أين كنت عن خدمتك ومكانك ؟ لأعذبنك عذابا شديدا أو لأذبحنك . فقال له الهدهد : يا نبي الله اذكر وقوفك بين يدي الله بمنزلة وقوفي بين يديك . فاقشعر جلد سليمان وارتعد وعفا عنه . وقال عكرمة : إنما صرف الله سليمان عن ذبح الهدهد أنه كان بارا بوالديه ; ينقل الطعام إليهما فيزقهما . ثم قال له سليمان : ما الذي أبطأ بك ؟ فقال الهدهد ما أخبر الله عن بلقيس وعرشها وقومها حسبما تقدم بيانه . قال الماوردي : والقول بأن أم بلقيس جنية مستنكر من العقول لتباين الجنسين ، واختلاف الطبعين ، وتفارق الحسين ; لأن الآدمي جسماني والجن روحاني ، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ، ويمنع الامتزاج مع هذا التباين ، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف .
قلت : قد مضى القول في هذا ، والعقل لا يحيله مع ما جاء من الخبر في ذلك ، وإذا نظر في أصل الخلق فأصله الماء على ما تقدم بيانه ، ولا بعد في ذلك ; والله أعلم . وفي التنزيل وشاركهم في الأموال والأولاد وقد تقدم . وقال تعالى : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان . على ما يأتي في ( الرحمن ) .
قوله تعالى : قالت رب إني ظلمت نفسي أي بالشرك الذي كانت عليه ; قاله ابن شجرة . وقال سفيان : أي بالظن الذي توهمته في سليمان ; لأنها لما أمرت بدخول الصرح حسبته لجة ، وأن سليمان يريد تغريقها فيه . فلما بان لها أنه صرح ممرد من قوارير علمت أنها ظلمت نفسها بذلك الظن . وكسرت ( إن ) لأنها مبتدأة بعد القول . ومن العرب من يفتحها فيعمل فيها القول . وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين إذا سكنت ( مع ) فهي حرف جاء لمعنى بلا اختلاف بين النحويين . وإذا فتحتها ففيها قولان : أحدهما : أنه بمعنى الظرف اسم . والآخر : أنه حرف خافض مبني على الفتح ; قاله النحاس .
- الطبرى : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ذُكر أن سليمان لما أقبلت صاحبة سبإ تريده, أمر الشياطين فبنوا له صرحا, وهو كهيئة السطح من قوارير, وأجرى من تحته الماء ليختبر عقلها بذلك, وفهمها على نحو الذي كانت تفعل هي من توجيهها إليه الوصائف والوصفاء ليميز بين الذكور منهم والإناث معاتبة بذلك كذلك.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه, قال: أمر سليمان بالصرح, وقد عملته له الشياطين من زجاج كأنه الماء بياضا, ثم أرسل الماء تحته, ثم وضع له فيه سريره, فجلس عليه, وعكفت عليه الطير والجنّ والإنس, ثم قال: (ادْخُلِي الصَّرْحَ ) ليريها مُلكا هو أعزُ من ملكها, وسلطانا هو أعظم من سلطانها(فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ) لا تشكُّ أنه ماء تخوضه, قيل لها: ادخلي إنه صرح ممرّد من قوارير; فلما وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله ونعى عليها في عبادتها الشمس دون الله, فقالت بقول الزنادقة, فوقع سليمان ساجدا إعظاما لما قالت, وسجد معه الناس; وسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع; فلما رفع سليمان رأسه قال: ويحك ماذا قلت؟ قال: وأُنْسِيت ما قالت: , فقالت: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) وأسلمت, فحسن إسلامها.
وقيل: إن سليمان إنما أمر ببناء الصرح على ما وصفه الله, لأن الجنّ خافت من سليمان أن يتزوّجها, فأرادوا أن يزهدوه فيها, فقالوا: إن رجلها رجل حمار, وإن أمها كانت من الجنّ, فأراد سليمان أن يعلم حقيقة ما أخبرته الجنّ من ذلك.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن أبي معشر, عن محمد بن كعب القرظيّ, قال: قالت الجنّ لسليمان تزهِّده في بلقيس: إن رجلها رجل حمار, وإن أمها كانت من الجنّ. فأمر سليمان بالصرح, فعُمِل, فسجن فيه دواب البحر: الحيتان, والضفادع; فلما بصرت بالصرح قالت: ما وجد ابن داود عذابا يقتلني به إلا الغرق؟(حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ) قال: فإذا أحسن الناس ساقا وقدما. قال: فضنّ سليمان بساقها عن الموسى, قال: فاتخذت النورة بذلك السبب.
وجائز عندي أن يكون سليمان أمر باتخاذ الصرح للأمرين الذي قاله وهب, والذي قاله محمد بن كعب القرظيّ, ليختبر عقلها, وينظر إلى ساقها وقدمها, ليعرف صحة ما قيل له فيها.
وكان مجاهد يقول -فيما ذكر عنه في معنى الصرح- ما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: &; 19-474 &; ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( الصرْحَ ) قال: بركة من ماء ضرب عليها سليمان قوارير ألبسها. قال: وكانت بلقيس هلباء شعراء, قدمها كحافر الحمار, وكانت أمها جنية.
حدثني أحمد بن الوليد الرملي, قال: ثنا هشام بن عمار, قال: ثنا الوليد بن مسلم, عن سعيد بن بشير, عن قَتادة, عن النضر بن أنس, عن بشير بن نهيك, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان أحد أبوي صاحبة سبإ جنبا ".
قال: ثنا صفوان بن صالح, قال: ثني الوليد, عن سعيد بن بشير, عن قَتادة, عن بشير بن نهيك, عن أبي هريرة, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم, ولم يذكر النضر بن أنس.
وقوله: (فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) يقول: فلما رأت المرأة الصرح حسبته لبياضه واضطراب دواب الماء تحته لجة بحر كشفت من ساقيها؛ لتخوضه إلى سليمان.
ونحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) قال: وكان من قوارير, وكان الماء من خلفه فحسبته لجة.
قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: (حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) قال: بحرا.
حدثنا عمرو بن عليّ, قال: ثنا ابن سوار, قال: ثنا روح بن القاسم, عن عطاء بن السائب, عن مجاهد, في قوله: (وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ) فإذا هما شعراوان, فقال: ألا شيء يذهب هذا؟ قالوا: الموسى, قال: لا الموسى له أثر, فأمر بالنورة فصنعت.
حدثني أبو السائب, قال: ثنا حفص, عن عمران بن سليمان, عن عكرمة وأبي صالح قالا لما تزوّج سليمان بلقيس قالت له: لم تمسني حديدة قطّ، قال سليمان للشياطين: انظروا ما يُذهب الشعر؟ قالوا: النورة, فكان أوّل من صنع النورة.
وقوله: (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ) يقول جلّ ثناؤه: قال سليمان لها: إن هذا ليس ببحر, إنه صرح ممرّد من قوارير, يقول: إنما هو بناء مبني مشيد من قوارير.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج: ( مُمَرَّدٌ ) قال: مشيد.
وقوله: (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ )... الآية, يقول تعالى ذكره: قالت المرأة صاحبة سبإ: رب إني ظلمت نفسي في عبادتي الشمس, وسجودي لما دونك (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ ) تقول: وانقدت مع سليمان مذعنة لله بالتوحيد, مفردة له بالألوهة والربوبية دون كل من سواه.
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في: (حَسِبَتْهُ لُجَّةً ) قال: (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ) فَعرفت أنها قد غلبت (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
- ابن عاشور : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)
وذكر الدخول يقتضي أن الصرح مكان له باب . وفي سفر الملوك الأول في الإصحاح العاشر : فلما رأت البيت الذي بناه .
وحكاية أنها حسبته لجة عندما رأته تقتضي أن ذلك بدا لها في حين دخولها فدل على أن الصرح هو أول ما بدا لها من المدخل فهو لا محالة ساحة مَعْنِيّة للنزهة فرشت بزجاج شفاف وأجري تحته الماء حتى يخاله الناظر لُجّة ماء . وهذا من بديع الصناعة التي اختصت بها قصور سليمان في ذلك الزمان لم تكن معروفة في اليمن على ما بلغته من حضارة وعظمة بناء .
وقرأ قنبل عن ابن كثير { عن سأقيها } بهمزة ساكنة بعد السين عوضاً عن الألف على لغة من يهمز حرف المدّ إذا وقع وسط الكلمة . ومنه قول جرير :
لحَب المُؤقِداننِ إليَّ مؤسى ... وجعدة إذْ أضاءهما الوقود
فهمَز المؤقدان ومؤسى . ... وكشف ساقيها كان من أجل أنها شمرت ثيابها كراهية ابتلالها بما حسبته ماء . فالكشف عن ساقيها يجوز أن يكون بخلع خفيها أو نعليها ، ويجوز أن يكون بتشمير ثوبها . وقد قيل : إنها كانت لا تلبس الخفّين . والممرّد : المملس .
والقوارير : جمع قارورة وهي اسم لإناء من الزجاج كانوا يجعلونه للخمر ليظهر للرائي ما قرّ في قعر الإناء من تفث الخمر فيظهر المقدار الصافي منها . فسمى ذلك الإناء قارورة لأنه يظهر منه ما يقَرّ في قعره ، وجمعت على قَوارير ، ثم أطلق هذا الجمع على الطين الذي تتخذ منه القارورة وهو الزجاج ، فالقوارير من أسماء الزجاج ، قال بشار :
ارفُق بعمرو إذا حركْت نسبته ... فإنه عربي من قَوارير
يريد أن نسبته في العرب ضعيفة إذا حُرّكت تكسرت . وقد تقدم ذكر الزجاج عند قوله تعالى : { المصباح في زجاجة } في سورة النور ( 35 ) .
بهرها ما رأت من آيات علمت منها أن سليمان صادق فيما دعاها إليه وأنه مؤيَّد من الله تعالى ، وعلمت أن دينها ودين قومها باطل فاعترفت بأنها ظلمت نفسها في اتباع الضلال بعبادة الشمس .
وهذا درجة أولى في الاعتقاد وهو درجة التخلية ، ثم صعدت إلى الدرجة التي فوقها وهي درجة التحَلّي بالإيمان الحق فقالت : { وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } فاعترفت بأن الله هو رب جميع الموجودات ، وهذا مقام التوحيد .
وفي قولها : { مع سليمان } إيمان بالدين الذي تقلده سليمان وهو دين اليهودية ، وقد أرادت جمع معاني الدين في هذه الكلمة ليكون تفصيلها فيما تتلقاه من سليمان من الشرائع والأحكام .
وجملة : { قالت رب إني ظلمت نفسي } جواب عن قول سليمان { إنه صرح ممرّد من قوارير } ولذلك لم تعطف .
والإسلام : الانقياد إلى الله تعالى . وتقلُّد بلقيس للتوحيد كان في خاصة نفسها لأنها دانت لله بذلك إذ لم يثبت أن أهل سبأ انخلعوا عن عبادة الأصنام كما يأتي في سورة سبأ . وأما دخول اليهودية بلاد اليمن فيأتي في سورة البروج . وسكت القرآن عن بقية خبرها ورجوعها إلى بلادها ، وللقصاصين أخبار لا تصح فهذا تمام القصة .
ومكان العبرة منها الاتعاظ بحال هذه الملكة ، إذ لم يصدّها علوّ شأنها وعظمة سلطانها مع ما أوتيته من سلامة الفطرة وذكاء العقل عن أن تنظر في دلائل صدق الداعي إلى التوحيد وتوقن بفساد الشرك وتعترف بالوحدانية لله ، فما يكون إصرار المشركين على شركهم بعد أن جاءهم الهدي الإسلامي إلا لسخافة أحلامهم أو لعمايتهم عن الحق وتمسكهم بالباطل وتصلبهم فيه . ولا أصل لما يذكره القصّاصون وبعض المفسرين من أن سليمان تزوج بلقيس ، ولا أن له ولداً منها . فإن رحبعام ابنَه الذي خلفه في الملك كان من زوجة عَمُّونِيَّة .
- إعراب القرآن : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ِيلَ»
ماض مبني للمجهول والجملة مستأنفةَهَا»
متعلقان بقيل دْخُلِي الصَّرْحَ»
أمر وفاعله ومفعوله والجملة مقول القولَ لَمَّا»
الفاء عاطفة على محذوف مقدر تقديره دخلته فلما رأته ولما ظرفية شرطيةَأَتْهُ»
ماض فاعله مستتر ومفعول به والجملة مضاف إليهَ سِبَتْهُ لُجَّةً»
فعل ماض فاعله مستتر ومفعول به أول ولجة مفعول به ثان والجملة جواب شرط لا محل لهاَ كَشَفَتْ»
الجملة معطوفةَنْ ساقَيْها»
متعلقان بكشفت وعلامة جره الياء لأنه مثنى الَ»
الجملة مستأنفةِنَّهُ صَرْحٌ»
إن واسمها وخبرهاُمَرَّدٌ»
صفةِنْ قَوارِيرَ»
متعلقان بصفة ثانية والجملة مقول القول الَتْ»
الجملة مستأنفةَبِّ»
منادى بأداة نداء محذوفة والجملة مقول القولِ نِّي»
إن واسمهاَلَمْتُ»
ماض وفاعلَ فْسِي»
مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة والياء مضاف إليه والجملة خبر إني وجملة إني وخبرها مقول القولَ أَسْلَمْتُ»
الجملة معطوفة على ظلمتَ عَ»
ظرف مكان متعلق بأسلمتُ لَيْمانَ»
مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرفِ لَّهِ»
متعلقان بأسلمتَ بِّ»
بدل لْعالَمِينَ»
مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
- English - Sahih International : She was told "Enter the palace" But when she saw it she thought it was a body of water and uncovered her shins [to wade through] He said "Indeed it is a palace [whose floor is] made smooth with glass" She said "My Lord indeed I have wronged myself and I submit with Solomon to Allah Lord of the worlds"
- English - Tafheem -Maududi : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(27:44) She was asked to enter the palace. When she saw it, she thought it was a 'pool of water, so she tucked up her skirt to enter it. Solomon said, "It is the glossy floor of glass. " *55 At this she exclaimed, "O my Lord! I have (hitherto) been unjust to myself; now I submit myself, with Solomon, to Allah, Lord of the worlds. " *56
- Français - Hamidullah : On lui dit Entre dans le palais Puis quand elle le vit elle le prit pour de l'eau profonde et elle se découvrit les jambes Alors [Salomon] lui dit Ceci est un palais pavé de cristal - Elle dit Seigneur je me suis fait du tort à moi-même Je me soumets avec Salomon à Allah Seigneur de l'univers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Es wurde zu ihr gesagt "Tritt in den Prachtbau ein" Als sie ihn sah hielt sie ihn für ein tiefes Wasser und entblößte ihre Unterschenkel Er sagte "Es ist ein mit Glas ausgelegter Prachtbau" Sie sagte "Mein Herr ich habe mir selbst Unrecht zugefügt aber ich ergebe mich nun zusammen mit Sulaiman Allah dem Herrn der Weltenbewohner"
- Spanish - Cortes : Se le dijo ¡Entra en el palacio Cuando ella lo vio creyó que era un estanque de agua y se descubrió las piernas Dijo él Es un palacio pavimentado de cristal Dijo ella ¡Señor He sido injusta conmigo misma pero como Salomón me someto a Alá Señor del universo
- Português - El Hayek : Foilhe dito Entra no palácio E quando o viu pensou que no piso houvesse água; e recolhendo a saia descobriu assuas pernas; Salomão lhe disse É um palácio revestido de cristal Ela disse Ó Senhor meu em verdade fui iníqua; agorame consagro com Salomão a Deus Senhor do Universo
- Россию - Кулиев : Ей сказали Войди во дворец Увидев его она приняла его за водную пучину и обнажила свои голени Он сказал Это - отшлифованный дворец из хрусталя Она сказала Господи Я была несправедлива к самой себе Я покоряюсь вместе с Сулейманом Соломоном Аллаху Господу миров
- Кулиев -ас-Саади : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
Ей сказали: «Войди во дворец». Увидев его, она приняла его за водную пучину и обнажила свои голени. Он сказал: «Это - отшлифованный дворец из хрусталя». Она сказала: «Господи! Я была несправедлива к самой себе. Я покоряюсь вместе с Сулейманом (Соломоном) Аллаху, Господу миров».Затем пророк Сулейман решил поразить ее своим могуществом и предложил ей войти в Сарх. Так называлась большая возвышенная зала, умащенная хрусталем, под которым протекал ручей. Когда царица увидела хрустальный дворец, то приняла его за водную пучину. Хрусталь был настолько прозрачен, что ей показалось, что во дворце действительно протекает ручей. Она решила пройтись по воде и обнажила ноги, приподняв платье. Подобное поведение свидетельствует о благоразумии и благонравии царицы. Она не отказалась от предложения Сулеймана и решилась войти во дворец, понимая, что предложения могущественного правителя было знаком уважения и почтения. Она уже убедилась в том, что Сулейман создал свое царство в соответствии с мудрым планом, и после всего увиденного даже не опасалась того, что могущественный царь станет причинять ей зло. Когда она попыталась войти в зал, Сулейман сказал, что нет необходимости снимать обувь или обнажать ноги. В царстве Сулеймана сабейская царица увидела множество удивительных знамений, свидетельствующих о том, что Сулейман был Божьим пророком и избранником. В результате она покаялась и отреклась от своего неверия. Такова достоверная история о сабейской царице и пророке Сулеймане, изложенная в Священном Коране. Более подробные обстоятельства этой истории либо являются измышлениями, либо основываются на сказаниях сынов Исраила. В любом случае, мы не можем использовать их в качестве толкования Слова Божьего, потому что толкование Священного Корана должно носить достоверный характер и опираться на ясные доказательства, которыми могут быть только другие коранические откровения либо достоверные хадисы Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует. А многочисленные истории о сабейской царице, которые слетают с уст рассказчиков, не соответствуют этим высоким требованиям. Поэтому лучше всего отказаться от этих историй и не смешивать их с толкованием последнего Небесного Откровения. А Всевышнему Аллаху об этом известно лучше.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ona "Köşke gir" dendi; salonu görünce onu derin bir su zannetti eteğini çekti Süleyman "Doğrusu bu camdan yapılmış mücella bir salondur" dedi Melike "Rabbim Şüphesiz ben kendime yazık etmişim Süleyman'la beraber Alemlerin Rabbi olan Allah'a teslim oldum" dedi
- Italiano - Piccardo : Le fu detto “Entra nel palazzo” Quando lo vide credette che fosse un'acqua profonda e si scoprì le gambe [Allora Salomone] disse “È un palazzo lastricato di cristallo” Disse [quella] “Signore Sono stata ingiusta nei miei stessi confronti Mi sottometto con Salomone ad Allah Signore dei mondi”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوسا پێی وترا بچۆره کۆشکهکهوه کاتێک بهرهو کۆشک کهوته ڕێ ئاوێک لهبهردهم کۆشکهکهدا بوو به شووشه سهری گیرا بوو جا که بهڵقیس بینی وای زانی ئاوێکی زۆره و قاچی خۆی ههڵکرد تا تهڕ نهبێت سولهیمان وتی ئهو پانتاییه به شووشه سهری گیراوه بهڵقیس سهرسام بوو لهدهسهڵات و کۆشک و تهلارو نازو نیعمهتی مادی و مهعنهوی که خوای گهوره به سولهیمانی بهخشیووه بۆیه وتی پهروهردگارا من بهڕاستی تا ئێستا ستهمم له خۆم کردووه ئیتر وا لهگهڵ سولهیماندا تهسلیمی خوای پهروهردگاری جیهانیان بووم
- اردو - جالندربرى : پھر اس سے کہا گیا کہ محل میں چلیے جب اس نے اس کے فرش کو دیکھا تو اسے پانی کا حوض سمجھا اور کپڑا اٹھا کر اپنی پنڈلیاں کھول دیں۔ سلیمان نے کہا یہ ایسا محل ہے جس میں نیچے بھی شیشے جڑے ہوئے ہیں۔ وہ بول اٹھی کہ پروردگار میں اپنے اپ پر ظلم کرتی رہی تھی اور اب میں سلیمان کے ہاتھ پر خدائے رب العالمین پر ایمان لاتی ہوں
- Bosanski - Korkut : "Uđi u dvoranu" – bî joj rečeno I kad ona pogleda pomisli da je duboka voda pa zadiže haljinu uz noge svoje "Ova je dvorana uglačanim staklom popločana" – reče on – "Gospodaru moj" – uzviknu ona – "ja sam se prema sebi ogriješila i u društvu sa Sulejmanom predajem se Allahu Gospodaru svjetova"
- Swedish - Bernström : [Då] man bjöd henne att stiga in på palatsets gård trodde hon att det var [en bassäng med] djupt vatten och blottade benen [för att fästa upp sina kjolar] [Men Salomo] sade "Det är en gård belagd med glas" Hon utbrast "Herre Jag har gjort orätt mot mig själv [genom att tillbe solen] Men nu tillsammans med Salomo underkastar jag mig Guds världarnas Herres vilja"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dikatakan kepadanya "Masuklah ke dalam istana" Maka tatkala dia melihat lantai istana itu dikiranya kolam air yang besar dan disingkapkannya kedua betisnya Berkatalah Sulaiman "Sesungguhnya ia adalah istana licin terbuat dari kaca" Berkatalah Balqis "Ya Tuhanku sesungguhnya aku telah berbuat zalim terhadap diriku dan aku berserah diri bersama Sulaiman kepada Allah Tuhan semesta alam"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(Dan dikatakan pula kepadanya, "Masuklah ke dalam istana!") yang lantainya terbuat dari kaca yang bening sekali, kemudian di bawahnya ada air tawar yang mengalir yang ada ikannya. Nabi Sulaiman sengaja melakukan demikian sewaktu ia mendengar berita bahwa kedua betis ratu Balqis dan kedua telapak kakinya seperti keledai. (Maka tatkala dia melihat lantai istana itu dikiranya kolam air) yakni kolam yang penuh dengan air (dan disingkapkannya kedua betisnya) untuk menyeberangi yang ia duga sebagai kolam, sedangkan Nabi Sulaiman pada saat itu duduk di atas singgasananya di ujung lantai kaca itu, maka ternyata ia melihat kedua betis dan kedua telapak kakinya indah. (Sulaiman berkata) kepada Balqis, ("Sesungguhnya ia adalah istana licin) dan halus (yang terbuat dari kaca") kemudian Nabi Sulaiman mengajaknya untuk masuk Islam. (Balqis berkata, "Ya Rabbku! Sesungguhnya aku telah berbuat zalim terhadap diriku sendiri) dengan menyembah selain Engkau (dan aku berserah diri) mulai saat ini (bersama Sulaiman kepada Allah, Rabb semesta alam.") kemudian Nabi Sulaiman berkehendak untuk mengawininya tetapi ia tidak menyukai rambut yang ada pada kedua betisnya. Maka setan-setan membuat cahaya untuk Nabi Sulaiman, dengan cahaya itu lenyaplah bulu-bulu betisnya. Nabi Sulaiman menikahinya serta mencintainya, kemudian Nabi Sulaiman mengakui kerajaannya. Tersebutlah, bahwa Nabi Sulaiman menggilirnya sekali setiap bulan, kemudian ia tinggal bersamanya selama tiga hari untuk setiap giliran. Disebutkan di dalam suatu riwayat, bahwa Nabi Sulaiman telah diangkat menjadi raja sejak ia berumur tiga belas tahun. Pada saat ia meninggal dunia umurnya mencapai lima puluh tiga tahun; Maha Suci Allah yang tiada habis bagi kerajaan-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তাকে বলা হল এই প্রাসাদে প্রবেশ কর। যখন সে তার প্রতি দৃষ্টিপাত করল সে ধারণা করল যে এটা স্বচ্ছ গভীর জলাশয়। সে তার পায়ের গোছা খুলে ফেলল। সুলায়মান বলল এটা তো স্বচ্ছ স্ফটিক নির্মিত প্রাসাদ। বিলকীস বলল হে আমার পালনকর্তা আমি তো নিজের প্রতি জুলুম করেছি। আমি সুলায়মানের সাথে বিশ্ব জাহানের পালনকর্তা আল্লাহর কাছে আত্নসমর্পন করলাম।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவளிடம்; "இந்த மாளிகையில் பிரவேசிப்பீராக" என்று சொல்லப்பட்டது அப்போது அவள் அம் மாளிகையின் தரையைப் பார்த்து அதைத் தண்ணீர்த் தடாகம் என்று எண்ணிவிட்டாள்; எனவே தன் ஆடை நனைந்து போகாமலிருக்க அதைத்; தன் இரு கெண்டைக் கால்களுக்கும் மேல் உயர்த்தினாள் இதைக் கண்ணுற்ற ஸுலைமான் "அது நிச்சயமாகப் பளிங்குகளால் பளபளப்பாகக் கட்டப்பட்ட மாளிகைதான்" என்று கூறினார் அதற்கு அவள் "இறைவனே நிச்சயமாக எனக்கு நானே அநியாயம் செய்து கொண்டேன்; அகிலங்களுக்கெல்லாம் இறைவனான அல்லாஹ்வுக்கு ஸுலைமானுடன் நானும் முற்றிலும் வழிபட்டு முஸ்லிமாகிறேன்" எனக் கூறினாள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ได้มีเสียงกล่าวแก่นางว่า “โปรดเข้าไปในวังเถิด” ครั้นเมื่อนางเห็นมันนางคิดว่า มันเป็นสระที่เป็นห้วงน้ำ และนางได้เลิกหน้าแข็งของนาง เขา สุลัยมาน กล่าวว่า “มันเป็นวังทำให้ราบเรียบด้วยกระจาก” นางได้กล่าวว่า “ข้าแต่พระเจ้าของฉัน แท้จริงฉันได้อธรรมแก่ตัวฉันเอง และฉันขอนอบน้อมปฏิบัติตามสุลัยมาน เพื่ออัลลอฮ์พระเจ้าแห่งสากลโลก”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Умаликага Саройга кир дейилди Қачонки уни кўрганида сув деб ўйлаб пойчаларини очди УСулаймон Албатта бу биллурдан силлиқ қилиб ясалган саройдир деди У малика Эй Роббим албатта мен ўзимга зулм қилиб юрган эканман Сулаймон ила оламларнинг Робби– Аллоҳга мусулмон бўлдим деди Сарой олдидаги майдон ҳам биллурдан ясалган жуда силлиқ уни сув деб ўйлаб кийимингни кўтарма Ана шунда малика рўй бераётган ҳодисалар оддий эмаслигига балки Аллоҳ юборган Пайғамбарнинг мўъжизалари эканига ишонч ҳосил қилди Аллоҳ таолонинг қудратига тан берди
- 中国语文 - Ma Jian : 有人对她说:你进那宫殿去吧!当她看见那座宫殿的时候她以为宫殿里是一片汪洋,(就提起衣裳)露出她的两条小腿。他说:这确是用玻璃造成的光滑的宫殿。她说:我的主啊!我确是自欺的,我(现在)跟着素莱曼归顺真主全世界的主。
- Melayu - Basmeih : Setelah itu dikatakan kepadanya "Dipersilakan masuk ke dalam istana ini" Maka ketika ia melihatnya disangkanya halaman istana itu sebuah kolam air serta dia pun menyingsingkan pakaian dari dua betisnya Nabi Sulaiman berkata "Sebenarnya ini adalah sebuah istana yang diperbuat licin berkilat dari kaca" Mendengar yang demikian Balqis berdoa "Wahai Tuhanku sesungguhnya aku telah menganiaya diri sendiri dan sekarang aku menegaskan bahawa aku berserah diri memeluk Islam bersamasama Nabi Sulaiman kepada Allah Tuhan sekalian alam "
- Somali - Abduh : Waxaa lagu Yidhi Gal Daarta Markay Aragtayna waxay U Malaysay Mawjad Biya ah waxayna ka Faydatay Dhudhumadeeda wuxuuna ku yidhi waa Daar Salaax Sugan oo Quruurado ah waxayna Tidhi Eebow anigu waxaan Dulmiyey Naftayda waxaana u Islaamay la Jirka Sulaymaan Ilaahay Dartiis ee Eebaha Caalamka ah
- Hausa - Gumi : Aka ce mata "Ki shiga a gidan sarauta" To a lõkacin da ta gan shi ta yi zatona wai gurbi ne kuma ta kuranye daga ƙwaurinta Ya ce "Lalle ne shi gidan sarauta ne mai santsi daga madũbai" Ta ce "Yã Ubangijĩna Bã a rõƙon Allah sai da sunãyensa mãsu kyau tis'in da taran nan sai dai a dunƙule kamar a ce "Inã rõƙon Allah da sunãyenSa da na sani da waɗanda ban sani ba" Lalle nĩ na zãlunci kaina kuma nã sallama al'amari tãre da Sulaiman ga Allah Ubangijin halittu"
- Swahili - Al-Barwani : Akaambiwa Liingie behewa la hili jumba Alipo liona alidhani ni maji na akapandisha nguo mpaka kwenye miundi yake Sulaiman akasema Hakika hilo ni behewa lilio sakafiwa kwa viyoo Akasema Malkia Mola wangu Mlezi Mimi nimejidhulumu nafsi yangu na sasa nanyenyekea pamoja na Sulaiman kwa Mwenyezi Mungu Mola Mlezi wa walimwengu wote
- Shqiptar - Efendi Nahi : I është thënë asaj “Hyn në pallat Dhe kur e pa ajo atë mendoi se është ujë i thellë dhe përvoli fustanin për këmbë për të hyrë në ujë Sulejmani i tha asaj “Me të vërtetë ky pallat është i shtruar prej xhamave të lëmuara” Ajo tha “O Zoti im me të vërtetë unë e kam dëmtuar veten dhe tani bashkë me Sulejmanin i dorëzohem Perëndisë – Zotit të gjithësisë”
- فارسى - آیتی : گفتندش: به صحن قصر درآى. چون بديدش پنداشت كه آبگيرى ژرف است. دامن از ساقهايش برگرفت. سليمان گفت: اين صحنى است صاف از آبگينه. گفت: اى پروردگار من، من بر خويشتن ستم كردهام و اينك با سليمان در برابر پروردگار جهانيان تسليم شدم.
- tajeki - Оятӣ : Гуфтандаш: «Ба саҳни қаср дарой!» Чун бидидаш, пиндошт, ҳавзи пур аз об аст. Доман аз соқҳояш баргирифт. Сулаймон гуфт: «Ин саҳнест соф аз шиша». Гуфт: «Эй Парвардигори ман, ман бар худ ситам кардаам ва инак бо Сулаймон дар баробари Парвардигори ҷаҳониён таслим шудам».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇنىڭغا (يەنى بىلقىسقا): «سارايغا كىرگىن» دېيىلدى، ئۇ (يەنى بىلقىس) ساراينى چوڭ سۇ دەپ گۇمانلىنىپ (كىيىمىنى كۆتۈرۈپ) ئىككى پاچىقىنى ئاچتى، سۇلايمان ئېيتتى: «شۈبھىسىزكى، ئۇ ئەينەكتىن ياسالغان سارايدۇر». ئۇ (يەنى بىلقىس) ئېيتتى: «پەرۋەردىگارىم، مەن ھەقىقەتەن (اﷲ قا شېرىك كەلتۈرۈپ، قۇياشقا چوقۇنۇش بىلەن) ئۆزۈمگە زۇلۇم قىلدىم، سۇلايمان بىلەن بىللە ئالەملەرنىڭ پەرۋەردىگارى اﷲ قا بويسۇندۇم (يەنى سۇلايماننىڭ دىنىغا ئەگىشىپ ئىسلامغا كىردىم)»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവളോടു പറഞ്ഞു: "കൊട്ടാരത്തില് പ്രവേശിക്കുക.” എന്നാല് അവളതു കണ്ടപ്പോള് തെളിനീര് തടാകമാണെന്നു തോന്നി. തന്റെ കണങ്കാലില്നിന്ന് പുടവ പൊക്കുകയും ചെയ്തു. സുലൈമാന് പറഞ്ഞു: "ഇത് സ്ഫടികക്കഷ്ണങ്ങള് പതിച്ചുണ്ടാക്കിയ കൊട്ടാരമാണ്.” അവള് പറഞ്ഞു: "എന്റെ നാഥാ, ഞാന് എന്നോടുതന്നെ അന്യായം ചെയ്തിരിക്കുന്നു. ഞാനിതാ സുലൈമാനോടൊപ്പം പ്രപഞ്ചനാഥനായ അല്ലാഹുവിന് പൂര്ണമായും വിധേയയായിരിക്കുന്നു.”
- عربى - التفسير الميسر : قيل لها ادخلي القصر وكان صحنه من زجاج تحته ماء فلما راته ظنته ماء تتردد امواجه وكشفت عن ساقيها لتخوض الماء فقال لها سليمان انه صحن املس من زجاج صاف والماء تحته فادركت عظمه ملك سليمان وقالت رب اني ظلمت نفسي بما كنت عليه من الشرك وانقدت متابعه لسليمان داخله في دين رب العالمين اجمعين
*55) This was the last thing that opened the queen's eyes. The tirst thing was Solomon's letter that had been begun with the name of the AII-Compassionate, the AII-Merciful AIlah, a way different front the common custom prevalent among the kings. The second was his rejection of her gifts, which made the queen understand that he was a different kind of king. The third was the report made by the queen's envoys froth which she came to know about Solomon's pious life, his wisdom and his message of the Truth. This very dung had induced her to travel to Jerusalem herself to personally meet the Prophet Solomon, and to this she had referred when she said. "We had already known this and we had become Muslims." The fourth thing was the removal of her throne from Ma'rib to Jerusalem in no time, from which the queen realized that he had allah's power at Itil hack. Now this was the last thing that removed every doubt front her mind regarding the unique and great personality of the Prophet Solomon. When she saw that in spite of possessing every means of comfort and ease and a grand palace for a dwelling, he was so free from every conceit, so God-fearing and righteous and so grateful to God that he bowed before Him far every small favour and his life so different from the life of those who were enamoured of the world, she exclaimed the words that follow.
*56) This story of the Prophet Solomon and the queen of Sheba has been related in the Old and the New Testaments and the Israelite traditions in different ways, but the Qur'anic narration differs from alI others. A resume of the story as given in the Old Testament is as follows: "And when the queen of Sheba heard of the tame of Solomon, she came to prove Solomon with hard questions at Jerusalem, with a very great company . when she was come to Solomon, she communed with him of aII that was in her heart. And Solomon told her all her questions ...... And when the queen of Sheba had seen the wisdom of Solomon, and the house that he had built, and the meat of his table, and the sitting of his servants, and the attendance of his ministers, and their apparel; his cupbearers also, and their apparel; and his ascent by which he went up into the house of the Lord; there was no more spirit in her. And she said to the king, It was a true report which I heard in mine own land of thine acts, and of thine wisdom: Howbeit I believed nut their words, until I carte, and thine eves had seen it: and, behold, the one half of the greatness of they wisdom Was not told rte: for thou exceedest the (ante that 1 heard. Happy are thy men. and happy are these thy servants, which stand continually before thee, and hear thy wisdom. Blessed be the Lord they God, which delighted in thee to set thee on his throne ..... And she gave the king an hundred and twenty talents of gold, and of spices great abundance and precious stones: neither was there any such spice as the queen of Sheba gave king Solomon ..... And king Solomon gave to the queen of Sheba aII her desire, whatever she asked ..... So she turned, and went away to her own land, she and her servants." (2 Chronicles, 9: 1-12. A similar account is also found in I Kings, 10: 1-13). In the New Testament. the following sentence only has been reported from a discourse of the Prophet Jesus about the queen of Sheba . "The queen of the south shall rise up in the judgement with this generation, and shall condemn it: for she came from the uttermost parts of the earth to hear the wisdom of Solomon; and, behold, a greater than Solomon is here." (Matthew, 12: 42; Luke, 11: 31). The story of the Prophet Solomon and the queen of Sheba as given in the rabbinical traditions resembles in most parts with the Qur'anic version. The hopoe's absence, then its .arrival and reporting about Sheba and its queen, the Prophet Solomon's sending her a letter through it, the hoopoe's dropping the letter in front of the queen right at the time when she was going for sun-worship, the queen's calling for her ministers' council, then her sending of valuable gifts to Solomon, her travelling to Jerusalem and meeting him personally, her arrival in the palace and thinking that Prophet Solomon was sitting in the midst of a pool of water, tucking up her skirt in order to enter it-all this has been mentioned in these traditions as in the Qur'an. But there is no mention whatsoever in these traditions of the Prophet Solomon's reply on receipt of the gift, having the queen's th rune fetched from Ma'rib, his bowing down before God in thankfulness for every favour of His, and the queen's embracing the Faith ultimately, at his hand, his belief in the oneness of God, etc. And worst of aII, these wicked people have accused Prophet Solomon of having committed adultery, God forbid, with the queen of Sheba, giving rise to an illegitimate race, which gave birth to Nebuchadnezzar, the king of Babylon, who destroyed Jerusalem. (jewish Encyclopedia, Vol. XI, p. 443). The fact of the matter is that n section of the Jewish learned men have been highly critical of the Prophet Solomon. They have accused him of heinous crimes like violating the Commandments of the Torah, of pride of government, pride of wisdom, of being a hen-pecked husband, and of luxurious living, polytheism and idol-worship. (Jewish Encyclopedia, Vol. XI, pp. 439-441). It is due to this propaganda that the Bible presents him only as a king instead of a Prophet, a king who was lost in the love of polytheistic women against the Divine Commandments, whose heart was turned away from God, and was turned to other gods and goddesses. (I Kings, 11: 1-11). As against this it can be seen what great favour has the Qur'an done to the Israelites by cleansing the personalities of their elders of the tilth thrown at them by themselves, and yet the Israelites, ungrateful as they are, look upon the Qur'an and him who brought it as their enemies.