- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ۖ فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني ۖ إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين
- عربى - التفسير الميسر : وألْهمنا أم موسى حين ولدته وخشيت عليه أن يذبحه فرعون كما يذبح أبناء بني إسرائيل: أن أرضعيه مطمئنة، فإذا خشيت أن يُعرف أمره فضعيه في صندوق وألقيه في النيل، دون خوف من فرعون وقومه أن يقتلوه، ودون حزن على فراقه، إنا رادُّو ولدك إليك وباعثوه رسولا. فوضعته في صندوق وألقته في النيل، فعثر عليه أعوان فرعون وأخذوه، فكانت عاقبةُ ذلك أن جعله الله لهم عدوًّا وحزنًا، فكان إهلاكُهم على يده. إن فرعون وهامان وأعوانهما كانوا آثمين مشركين.
- السعدى : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
وكان في وقت تلك المخافة العظيمة، التي يذبحون بها الأبناء، أوحى إلى أمه أن ترضعه، ويمكث عندها.
{ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } بأن أحسست أحدا تخافين عليه منه أن يوصله إليهم، { فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ } أي نيل مصر، في وسط تابوت مغلق، { وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } فبشرها بأنه سيرده عليها، وأنه سيكبر ويسلم من كيدهم، ويجعله اللّه رسولا.
وهذا من أعظم البشائر الجليلة، وتقديم هذه البشارة لأم موسى، ليطمئن قلبها، ويسكن روعها، فإنها خافت عليه، وفعلت ما أمرت به، ألقته في اليم، فساقه اللّه تعالى.
- الوسيط لطنطاوي : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
ثم فصل - سبحانه - الحديث عن موسى - عليه السلام - فذكر ما ألهمه لأمه عند ولادته . وما قالته امرأة فرعون له عند التقاط آل فرعون لموسى ، وما كانت عليه أم موسى من حيرة وقلق ، وما قالته لأخته ، وكيف رد الله - تعالى - بفضله وكرمه موسى إلى أمه . .
لنستمع إلى السورة الكريمة ، وهى تفصل هذه الأحداث ، بأسلوبها البديع المؤثر فتقول : ( وَأَوْحَيْنَآ إلى أُمِّ موسى أَنْ أَرْضِعِيهِ . . . ) .
قال الإمام الرازى : اعلم أنه - تعالى - لما قال : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين استضعفوا ) ابتدأ بذكر أوائل نعمه فى هذا الباب فقال : ( وَأَوْحَيْنَآ إلى أُمِّ موسى أَنْ أَرْضِعِيهِ ) .
والوحى إلى أم موسى ، يجوز أن يكون عن طريق الإلهام ، كما فى قوله - تعالى - : ( وأوحى رَبُّكَ إلى النحل . . ) أو عن طريق المنام ، أو عن طريق إرسال ملك أخبرها بذلك .
قال الآلوسى : والظاهر أن الإيحاء إليها كان بإرسال ملك ، ولا ينافى ذلك الإجماع على عدم نبوتها ، لما أن الملائكة - عليهم السلام - قد ترسل إلى غير الأنبياء وتكلمهم .
والظاهر - أيضا - أن هذا الإيحاء كان بعد الولادة . . وقيل : كان قبلها . . .
و ( أَنْ ) فى قوله ( أَنْ أَرْضِعِيهِ ) مفسرة ، لأن الوحى فيه معنى القول دون حروفه .
والخوف : حالة نفسية تعترى الإنسان ، فتجعله مضطرب المشاعر ، لتوقعه حصول أمر يكرهه .
والحزن : اكتئاب نفسى يحدث للإنسان من أجل وقوع ما يكرهه ، كموت عزيز لديه . أو فقده لشىء يحبه .
وفى الكلام حذف يعرف من السياق ، والتقدير : وحملت أم موسى به فى الوقت الذى كان فرعون يذبح الأبناء ، ويستحيى النساء ، وأخفت حملها عن غيرها ، فلما وضعته اصابها ما أصابها من خوف وفزع على مصير ابنها ، وهنا ألهمناها بقدرتنا وإرادتنا . وقذفنا فى قلبها أن أرضعيه فى خفاء وكتمان ( فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ ) من فرعون وحاشيته أن يقتلوه كما قتلوا غيره من أبناء بنى إسرائيل .
( فَأَلْقِيهِ فِي اليم ) أى : فى البحر والمراد به نهر النيل ، وسمى بحرا لاتساعه ، وإن كان الغالب إطلاق البحر على المياه غير العذبة .
( وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تحزني ) أى : ولا تخافى عليه من حصول مكروه له ، ولا تحزنى لمفارقته لك ، فهو فى رعايتنا وحمايتنا ، ومن رعاه الله - تعالى - وحماه ، فلا خوف عليه ولا حزن .
وجملة ( إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المرسلين ) تعليل لنهى عن الخوف والحزن ، وتبشير لها بأن ابنها سيعود إليها ، وسيكون من رسل الله - عز وجل - .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت ما المراد بالخوفين - فى الآية - حتى أوجب أحدهما ونهى عن الآخر؟
قلت : أما الأول ، فالخوف عليه من القتل ، لأنه كان إذا صاح خافت أن يسمع الجيران صوته ، فينموا عليه . وأما الثانى : فالخوف عليه من الغرق ومن الضياع ، ومن الوقوع فى يد بعض العيون المبثوتة من قبل فرعون لى تطلب الولدان .
فإن قلت : ما الفرق بين الخوف والحزن؟ قلت : الخوف ، غم يلحق الإنسان لشىء متوقع .
والحزن : غم يلحقه لشىء وقع ، فنهيت عنهما جميعا وأومنت بالوحى إليها ، ووعدت بما يلسيها ، ويمطئن قلبها ، ويملؤها غبطة وسرورا ، وهو رده إليها . وجعله من المرسلين .
وهكذا نجد الآية الكريمة قد اشتملت على أبلغ الأساليب وأبدعها ، فى بيان قدرة الله - تعالى - ورعايته لمن يريد رعايته .
قالوا : مدح الأصمعى امرأة لإنشادها شعرا حسنا ، فقرأت هذه الآية الكريمة قم قالت له : أبعد هذه الآية فصاحة ، لقد اشتملت على أمرين وهما ( أَرْضِعِيهِ ) ( فَأَلْقِيهِ ) ونهيين وهما ( لاَ تَخَافِي وَلاَ تحزني ) وخبرين ( إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المرسلين ) وبشارتين فى ضمن الخبرين وهما : الرد والجعل المذكوران .
- البغوى : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
( وأوحينا إلى أم موسى ) وحي إلهام لا وحي نبوة ، قال قتادة : قذفنا في قلبها ، وأم موسى يوخابذ بنت لاوي بن يعقوب ، ( أن أرضعيه ) واختلفوا في مدة الرضاع ، قيل : ثمانية أشهر . وقيل : أربعة أشهر . وقيل : ثلاثة أشهر كانت ترضعه في حجرها ، وهو لا يبكي ولا يتحرك ، ( فإذا خفت عليه ) يعني : من الذبح ، ( فألقيه في اليم ) واليم : البحر ، وأراد هاهنا النيل ، ( ولا تخافي ) قيل : لا تخافي عليه من الغرق ، وقيل : من الضيعة ، ( ولا تحزني ) على فراقه ، ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) روى عطاء عن الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال . إن بني إسرائيل لما كثروا بمصر ، استطالوا على الناس ، وعملوا بالمعاصي ، ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، فسلط الله عليهم القبط فاستضعفوهم إلى أن أنجاهم على يد نبيه . وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : إن أم موسى لما تقاربت ولادتها ، وكانت قابلة من القوابل التي وكلهن فرعون بحبالى بني إسرائيل مصافية لأم موسى ، فلما ضرب بها الطلق أرسلت إليها فقالت : قد نزل بي ما نزل ، فلينفعني حبك إياي اليوم ، قالت : فعالجت قبالتها ، فلما أن وقع موسى بالأرض هالها نور بين عيني موسى ، فارتعش كل مفصل منها ، ودخل حب موسى قلبها . ثم قالت لها : يا هذا ما جئت إليك حين دعوتني إلا ومن رأيي قتل مولودك ، ولكن وجدت لابنك هذا حبا ما وجدت حب شيء مثل حبه ، فاحفظي ابنك فإني أراه هو عدونا ، فلما خرجت القابلة من عندها أبصرها بعض العيون ، فجاءوا إلى بابها ليدخلوا على أم موسى ، فقالت أخته يا أماه هذا الحرس بالباب ، فلفت موسى في خرقة ، فوضعته في التنور وهو مسجور ، وطاش عقلها ، فلم تعقل ما تصنع .
قال : فدخلوا فإذا التنور مسجور ، ورأوا أم موسى لم يتغير لها لون ولم يظهر لها لبن ، فقالوا لها : ما أدخل عليك القابلة ؟ قالت : هي مصافية لي فدخلت علي زائرة ، فخرجوا من عندها ، فرجع إليها عقلها فقالت لأخت موسى : فأين الصبي ؟ قالت لا أدري ، فسمعت بكاء الصبي من التنور فانطلقت إليه وقد جعل الله - سبحانه وتعالى - النار عليه بردا وسلاما ، فاحتملته . قال : ثم إن أم موسى لما رأت إلحاح فرعون في طلب الولدان خافت على ابنها ، فقذف الله في نفسها أن تتخذ له تابوتا ثم تقذف التابوت في اليم وهو النيل ، فانطلقت إلى رجل نجار من قوم فرعون فاشترت منه تابوتا صغيرا ، فقال لها النجار : ما تصنعين بهذا التابوت ؟ قالت : ابن لي أخبئه في التابوت ، وكرهت الكذب . قال ولم تقل : أخشى عليه كيد فرعون ، فلما اشترت التابوت وحملته وانطلقت به انطلق النجار إلى الذباحين ليخبرهم بأمر أم موسى ، فلما هم بالكلام أمسك الله لسانه فلم يطق الكلام ، وجعل يشير بيده فلم يدر الأمناء ما يقول . فلما أعياهم أمره قال كبيرهم : اضربوه فضربوه وأخرجوه ، فلما انتهى النجار إلى موضعه رد الله عليه لسانه فتكلم ، فانطلق - أيضا - يريد الأمناء فأتاهم ليخبرهم فأخذ الله لسانه وبصره فلم يطق الكلام ولم يبصر شيئا ، فضربوه وأخرجوه ، فوقع في واد يهوي فيه حيران ، فجعل الله عليه إن رد لسانه وبصره أن لا يدل عليه وأن يكون معه يحفظه حيث ما كان ، فعرف الله منه الصدق فرد عليه لسانه وبصره فخر لله ساجدا ، فقال : يا رب دلني على هذا العبد الصالح ، فدله الله عليه ، فخرج من الوادي فآمن به وصدقه ، وعلم أن ذلك من الله - عز وجل - . وقال وهب بن منبه : لما حملت أم موسى بموسى كتمت أمرها جميع الناس ، فلم يطلع على حبلها أحد من خلق الله ، وذلك شيء ستره الله لما أراد أن يمن به على بني إسرائيل ، فلما كانت السنة التي يولد فيها بعث فرعون القوابل وتقدم إليهن ففتشن النساء تفتيشا لم يفتشن قبل ذلك مثله . وحملت أم موسى بموسى فلم ينتأ بطنها ، ولم يتغير لونها ، ولم يظهر لبنها ، وكانت القوابل لا تتعرض لها ، فلما كانت الليلة التي ولد فيها ولدته ولا رقيب عليها ولا قابلة ، ولم يطلع عليها أحد إلا أخته مريم ، فأوحى الله إليها " أن أرضعيه ، فإذا خفت عليه " الآية ، فكتمته أمه ثلاثة أشهر ترضعه في حجرها ، لا يبكي ولا يتحرك ، فلما خافت عليه عملت تابوتا له مطبقا ثم ألقته في البحر ليلا .
قال ابن عباس وغيره : وكان لفرعون يومئذ بنت لم يكن له ولد غيرها ، وكانت من أكرم الناس عليه ، وكان لها كل يوم ثلاث حاجات ترفعها إلى فرعون ، وكان بها برص شديد ، وكان فرعون قد جمع لها أطباء مصر والسحرة فنظروا في أمرها ، فقالوا له : أيها الملك لا تبرأ إلا من قبل البحر ، يوجد فيه شبه الإنسان فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرأ من ذلك ، وذلك في يوم كذا وساعة كذا حين تشرق الشمس ، فلما كان يوم الاثنين غدا فرعون إلى مجلس كان على شفير النيل ومعه امرأته آسية بنت مزاحم ، وأقبلت ابنة فرعون في جواريها حتى جلست على شاطئ النيل مع جواريها تلاعبهن وتنضح الماء على وجوههن ، إذ أقبل النيل بالتابوت تضربه الأمواج ، فقال فرعون : إن هذا لشيء في البحر قد تعلق بالشجرة ايتوني به ، فابتدروه بالسفن من كل جانب حتى وضعوه بين يديه ، فعالجوا فتح الباب فلم يقدروا عليه وعالجوا كسره فلم يقدروا عليه ، فدنت آسية فرأت في جوف التابوت نورا لم يره غيرها فعالجته ففتحت الباب فإذا هي بصبي صغير في مهده ، وإذا نور بين عينيه ، وقد جعل الله رزقه في إبهامه يمصه لبنا ، فألقى الله لموسى المحبة في قلب آسية ، وأحبه فرعون وعطف عليه ، وأقبلت بنت فرعون ، فلما أخرجوا الصبي من التابوت عمدت بنت فرعون إلى ما كان يسيل من ريقه فلطخت به برصها فبرأت ، فقبلته وضمته إلى صدرها ، فقال الغواة من قوم فرعون : أيها الملك إنا نظن أن ذلك المولود الذي تحذر منه بني إسرائيل هو هذا ، رمي به في البحر فرقا منك فاقتله ، فهم فرعون بقتله . قالت آسية : قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ، وكانت لا تلد ، فاستوهبت موسى من فرعون فوهبه لها ، وقال فرعون أما أنا فلا حاجة لي فيه ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو قال فرعون يومئذ هو قرة عين لي كما هو لك لهداه الله كما هداها " . فقيل لآسية سميه فقالت : سميته موسى لأنا وجدناه في الماء والشجر فمو هو الماء ، وسي هو الشجر فذلك قوله - عز وجل - : ( فالتقطه آل فرعون )
- ابن كثير : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
ذكروا أن فرعون لما أكثر من قتل ذكور بني إسرائيل ، خافت القبط أن يفني بني إسرائيل فيلون هم ما كانوا يلونه من الأعمال الشاقة . فقالوا لفرعون : إنه يوشك - إن استمر هذا الحال - أن يموت شيوخهم ، وغلمانهم لا يعيشون ، ونساؤهم لا يمكن أن يقمن بما يقوم به رجالهم من الأعمال ، فيخلص إلينا ذلك . فأمر بقتل الولدان عاما وتركهم عاما ، فولد هارون ، عليه السلام ، في السنة التي يتركون فيها الولدان ، وولد موسى ، عليه السلام ، في السنة التي يقتلون فيها الولدان ، وكان لفرعون أناس موكلون بذلك ، وقوابل يدرن على النساء ، فمن رأينها قد حملت أحصوا اسمها ، فإذا كان وقت ولادتها لا يقبلها إلا نساء القبط ، فإذا ولدت المرأة جارية تركنها وذهبن ، وإن ولدت غلاما دخل أولئك الذباحون ، بأيديهم الشفار المرهفة ، فقتلوه ومضوا قبحهم الله . فلما حملت أم موسى به ، عليه السلام ، لم يظهر عليها مخايل الحمل كغيرها ، ولم تفطن لها الدايات ، ولكن لما وضعته ذكرا ضاقت به ذرعا ، وخافت عليه خوفا شديدا وأحبته حبا زائدا ، وكان موسى ، عليه السلام ، لا يراه أحد إلا أحبه ، فالسعيد من أحبه طبعا وشرعا قال الله تعالى : ( وألقيت عليك محبة مني ) [ طه : 39 ] . فلما ضاقت ذرعا به ألهمت في سرها ، وألقي في خلدها ، ونفث في روعها ، كما قال الله تعالى : ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) . وذلك أنه كانت دارها على حافة النيل ، فاتخذت تابوتا ، ومهدت فيه مهدا ، وجعلت ترضع ولدها ، فإذا دخل عليها أحد ممن تخاف جعلته في ذلك التابوت ، وسيرته في البحر ، وربطته بحبل عندها . فلما كان ذات يوم دخل عليها من تخافه ، فذهبت فوضعته في ذلك التابوت ، وأرسلته في البحر وذهلت عن أن تربطه ، فذهب مع الماء واحتمله ، حتى مر به على دار فرعون ، فالتقطه الجواري فاحتملنه ، فذهبن به إلى امرأة فرعون ، ولا يدرين ما فيه ، وخشين أن يفتتن عليها في فتحه دونها . فلما كشفت عنه إذا هو غلام من أحسن الخلق وأجمله وأحلاه وأبهاه ، فأوقع الله محبته في قلبها حين نظرت إليه ، وذلك لسعادتها وما أراد الله من كرامتها وشقاوة بعلها
- القرطبى : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
قوله تعالى : وأوحينا إلى أم موسى قد تقدم معنى الوحي ومحامله واختلف في هذا الوحي إلى أم موسى ; فقالت فرقة : كان قولا في منامها وقال قتادة : كان إلهاما . وقالت فرقة : كان بملك يمثل لها ، قال مقاتل : أتاها جبريل بذلك . فعلى هذا هو وحي إعلام لا إلهام . وأجمع الكل على أنها لم تكن نبية ، وإنما إرسال الملك إليها على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص والأعمى في الحديث المشهور ; خرجه البخاري ومسلم ، وقد ذكرناه في سورة ( براءة ) وغير ذلك مما روي من تكليم الملائكة للناس من غير نبوة ، وقد سلمت على عمران بن حصين فلم يكن بذلك نبيا .
واسمها أيارخا وقيل أيارخت فيما ذكر السهيلي وقال الثعلبي : واسم أم موسى لوحا بنت هاند بن لاوى بن يعقوب . أن أرضعيه وقرأ عمر بن عبد العزيز : ( أن ارضعيه ) بكسر النون وألف وصل ; حذف همزة ( أرضع ) تخفيفا ثم كسر النون لالتقاء الساكنين . قال مجاهد : وكان الوحي بالرضاع قبل الولادة . وقال غيره : بعدها . قال السدي : لما ولدت أم موسى أمرت أن ترضعه عقيب الولادة وتصنع به بما في الآية ; لأن الخوف كان عقيب الولادة وقال ابن جريج : أمرت بإرضاعه أربعة أشهر في بستان ، فإذا خافت أن يصيح لأن لبنها لا يكفيه صنعت به هذا . والأول أظهر إلا أن الآخر يعضده قوله : فإذا خفت عليه و ( إذا ) لما يستقبل من الزمان ; فيروى أنها اتخذت له تابوتا من بردي وقيرته بالقار من داخله ، ووضعت فيه موسى وألقته في نيل مصر وقد مضى خبره في ( طه ) قال ابن عباس : إن بني إسرائيل لما كثروا بمصر استطالوا على الناس ، وعملوا بالمعاصي ، فسلط الله عليهم القبط ، وساموهم سوء العذاب ، إلى أن نجاهم الله على يد موسى قال وهب : بلغني أن فرعون ذبح في طلب موسى سبعين ألف وليد ويقال : تسعون ألفا . ويروى أنها حين اقتربت وضربها الطلق ، وكانت بعض القوابل الموكلات بحبالى بني إسرائيل مصافية لها ، فقالت : لينفعني حبك اليوم ، فعالجتها فلما وقع إلى الأرض هالها نور بين عينيه ، وارتعش كل مفصل منها ، ودخل حبه قلبها ، ثم قالت : ما جئتك إلا لأقتل مولودك وأخبر فرعون ، ولكني وجدت لابنك حبا ما وجدت مثله قط ، فاحفظيه ; فلما خرجت جاء عيون فرعون فلفته في خرقة ووضعته في تنور مسجور نارا لم تعلم ما تصنع لما طاش عقلها ، فطلبوا فلم يلفوا شيئا ، فخرجوا وهي لا تدري مكانه ، فسمعت بكاءه من التنور ، وقد جعل الله عليه النار بردا وسلاما .
قوله تعالى : ولا تخافي فيه وجهان : أحدهما : لا تخافي عليه الغرق ; قاله ابن زيد الثاني : لا تخافي عليه الضيعة ; قاله يحيى بن سلام ولا تحزني فيه أيضا وجهان : أحدهما : لا تحزني لفراقه ; قاله ابن زيد الثاني : لا تحزني أن يقتل ; قاله يحيى بن سلام فقيل : إنها جعلته في تابوت طوله خمسة أشبار وعرضه خمسة أشبار ، وجعلت المفتاح مع التابوت وطرحته في اليم بعد أن أرضعته أربعة أشهر وقال آخرون : ثلاثة أشهر وقال آخرون ثمانية أشهر ; في حكاية الكلبي وحكي أنه لما فرغ النجار من صنعة التابوت نم إلى فرعون بخبره ، فبعث معه من يأخذه ، فطمس الله عينيه وقلبه فلم يعرف الطريق ، فأيقن أنه المولود الذي يخاف منه فرعون ، فآمن من ذلك الوقت ; وهو مؤمن آل فرعون ; ذكره الماوردي . قال ابن عباس : فلما توارى عنها ندمها الشيطان وقالت في نفسها : لو ذبح عندي فكفنته وواريته لكان أحب إلي من إلقائه في البحر فقال الله تعالى : إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين أي إلى أهل مصر . حكى الأصمعي قال : سمعت جارية أعرابية تنشد وتقول :
أستغفر الله لذنبي كله قبلت إنسانا بغير حله مثل الغزال ناعما في دله
فانتصف الليل ولم أصله
فقلت : قاتلك الله ما أفصحك ! فقالت : أويعد هذا فصاحة مع قوله تعالى : وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه الآية فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين .
- الطبرى : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)
يقول تعالى ذكره: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ) حين ولدت موسى ( أَنْ أَرْضِعِيهِ ).
وكان قَتادة يقول, في معنى ذلك ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ): قذفنا في قلبها.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ) وحيًا جاءها من الله, فقذف في قلبها, وليس بوحي نبوة, أن أرضعي موسى، ( فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي )... الآية..
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة, قوله: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ) قال: قذف في نفسها.
حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: أمر فرعون أن يذبح مَن وُلِد من بني إسرائيل سنة, ويتركوا سنة; فلما كان في السنة التي يذبحون فيها حملت بموسى; فلما أرادت وضعه, حزنت من شأنه, فأوحى الله إليها( أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ).
واختلف أهل التأويل في الحال التي أمرت أمّ موسى أن تلقي موسى في اليم, فقال بعضهم: أُمرت أن تلقيه في اليم بعد ميلاده بأربعة أشهر, وذلك حال طلبه من الرضاع أكثر مما يطلب الصبيّ بعد حال سقوطه من بطن أمه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: (أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ) قال: إذا بلغ أربعة أشهر وصاح، وابتغى من الرضاع أكثر من ذلك (فَأَلْقِيهِ) حينئذ (فِي الْيَمِّ) فذلك قوله: (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ).
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي بكر بن عبد الله, قال: لم يقل لها: إذا ولدتيه فألقيه في اليمّ, إنما قال لها: ( أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ) بذلك أُمرت, قال: جعلته في بستان, فكانت تأتيه كلّ يوم فترضعه, وتأتيه كلّ ليلة فترضعه, فيكفيه ذلك.
وقال آخرون: بل أُمِرت أن تلقيه في اليمّ بعد ولادها إياه, وبعد رضاعها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى بن هارون, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السدي, قال: لما وضعته أرضعته، ثم دعت له نجارا، فجعل له تابوتًا، وجعل مفتاح التابوت من داخل, وجعلته فيه, فألقته في اليمِّ.
وأولى قول قيل في ذلك بالصواب, أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر أمّ موسى أن ترضعه, فإذا خافت عليه من عدو الله فرعون وجنده أن تلقيه في اليمّ. وجائز أن تكون خافتهم عليه بعد أشهر من ولادها إياه; وأيّ ذلك كان, فقد فعلت ما أوحى الله إليها فيه, ولا خبر قامت به حجة, ولا فطرة في العقل لبيان أيّ ذلك كان من أيٍّ, فأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال جل ثناؤه، واليمّ الذي أُمِرَت أن تلقيه فيه هو النيل.
كما حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السدي (فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ) قال: هو البحر, وهو النيل. وقد بيَّنا ذلك بشواهده, وذكر الرواية فيه فيما مضى، بما أغنى عن إعادته.
وقوله: (وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي) يقول: لا تخافي على ولدك من فرعون وجنده أن يقتلوه, ولا تحزني لفراقه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: (وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي) قال: لا تخافي عليه البحر, ولا تحزني لفراقه؛( إنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ).
وقوله: ( إِنَّا رَادًّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) يقول: إنا رادّو ولدك إليك للرضاع لتكوني أنت ترضعيه, وباعثوه رسولا إلى من تخافينه عليه أن يقتله, وفعل الله ذلك بها وبه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكَ) وباعثوه رسولا إلى هذا الطاغية, وجاعلو هلاكه، ونجاة بني إسرائيل مما هم فيه من البلاء على يديه.
- ابن عاشور : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)
عطف على جملة { ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا } [ القصص : 5 ] ، إذ الكل من أجزاء النبأ . وتتضمن هذه الجملة تفصيلاً لمجمل قوله { ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا } ، فإن الإرادة لما تعلقت بإنقاذ بني إسرائيل من الذل خلق الله المنقذ لهم .
والوحي هنا وحي إلهام يوجد عنده من انشراح الصدر ما يحقق عندها أنه خاطر من الواردات الإلهية . فإن الإلهام الصادق يعرض للصالحين فيوقع في نفوسهم يقيناً ينبعثون به إلى عمل ما ألهموا إليه . وقد يكون هذا الوحي برؤيا صادقة رأتها . وأم موسى لم يعرف اسمها في كتب اليهود ، وذكر المفسرون لها أسماء لا يوثق بصحتها .
وقوله { أن أرضعيه } تفسير ل { أوحينا } . والأمر بإرضاعه يؤذن بجمل طويت وهي أن الله لما أراد ذلك قدّر أن يكون مظهر ما أراده هو الجنين الذي في بطن أم موسى ووضعته أمه ، وخافت عليه اعتداء أنصار فرعون على وليدها وتحيرت في أمرها فألهمت أو أريت ما قصه الله هنا وفي مواضع أخرى .
والإرضاع الذي أمرت به يتضمن أن : أخفيه مدة ترضعه فيها فإذا خفت عليه أن يعرف خبره فألقيه في اليمّ .
وإنما أمرها الله بإرضاعه لتقوى بُنيته بلبان أمه فإنه أسعد بالطفل في أول عمره من لبان غيرها ، وليكون له من الرضاعة الأخيرة قبل إلقائه في اليمّ قوت يشد بنيته فيما بين قذفه في اليم وبين التقاط آل فرعون إياه وإيصاله إلى بيت فرعون وابتغاء المراضع ودلالة أخته إياهم على أمه إلى أن أُحضرت لإرضاعه فأرجع إليها بعد أن فارقها بعض يوم . وحكت كتب اليهود أن أم موسى خبأته ثلاثة أشهر ثم خافت أن يفشو أمره فوضعته في سفط مقيَّر وقذفته في النهر . وقد بشرها الله بما يزيل همها بأنه راده إليها وزاد على ذلك بما بشرها بما سيكون له من مقام كريم في الدنيا والآخرة بأنه { من المرسلين } .
والظاهر أن هذا الوحي إليها كان عند ولادته وأنها أمرت بأن تلقيه في اليم عندما ترى دلائل المخافة من جواسيس فرعون وذلك ليكون إلقاؤه في اليم عند الضرورة دفعاً للضر المحقق بالضر المشكوك فيه ثم ألقي في يقينها بأنه لا بأس عليه .
و { اليم } : البحر وهو هنا نهر النيل الذي كان يشق مدينة فرعون حيث منازل بني إسرائيل . واليم في كلام العرب مرادف البحر ، والبحر في كلامهم يطلق على الماء العظيم المستبحر ، فالنهر العظيم يسمى بحراً قال تعالى { وما يستوي البحران هذا عذاب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج } [ فاطر : 12 ] ، فإن اليم من الأنهار .
وقد كانت هذه الآية مثالاً من أمثلة دقائق الإعجاز القرآني فذكر عياض في «الشفاء» والقرطبي في «التفسير» يزيد أحدهما على الآخر عن الأصمعي : أنه سمع جارية أعرابية تنشد :
أستغفر الله لأمري كله ... قتلت إنساناً بغير حله
مثل غزال ناعماً في دله ... انتصف الليل ولم أُصَلِّه
وهي تريد التورية بالقرآن . فقال لها : قاتلك الله ما أفصحك يريد ما أبلغك ( وكانوا يسمون البلاغة فصاحة ) فقالت له : أو يعد هذا فصاحة مع قوله تعالى { وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } فجمع في آية واحدة خبرين ، وأمرين ، ونهيين ، وبشارتين .
فالخبران هما { وأوحينا إلى أم موسى } وقوله { فإذا خفت عليه } لأنه يشعر بأنها ستخاف عليه .
والأمران هما : { أرضعيه } و ( ألقيه ) .
والنهيان : { ولا تخافي } و { لا تحزني } .
والبشارتان : { إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } .
والخوف : توقع أمر مكروه ، والحزن : حالة نفسية تنشأ من حادث مكروه للنفس كفوات أمر محبوب ، أو فقد حبيب ، أو بعده ، أو نحو ذلك .
والمعنى : لا تخافي عليه الهلاك من الإلقاء في اليم ، ولا تحزني على فراقه .
والنهي عن الخوف وعن الحزن نهي عن سببيهما وهما توقع المكروه والتفكر في وحشة الفراق .
وجملة { إنا رادوه إليك } في موقع العلة للنهيين لأن ضمان رده إليها يقتضي أنه لا يهلك وأنها لا تشتاق إليه بطول المغيب . وأما قوله { وجاعلوه من المرسلين } فإدخال للمسرة عليها .
- إعراب القرآن : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
«وَأَوْحَيْنا» الواو حرف عطف وماض وفاعله «إِلى أُمِّ» متعلقان بالفعل «مُوسى » مضاف إليه ، والجملة معطوفة على ما قبلها. «أَنْ» حرف تفسير لا محل لها «أَرْضِعِيهِ» أمر وفاعله ومفعوله «فَإِذا» الفاء حرف استئناف وإذا ظرفية شرطية غير جازمة «خِفْتِ» ماض وفاعله «عَلَيْهِ» متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة «فَأَلْقِيهِ» الفاء رابطة وأمر وفاعله ومفعوله «فِي الْيَمِّ» متعلقان بالفعل ، والجملة لا محل لها لأنها جواب إذا. «وَلا تَخافِي» الواو حرف عطف ومضارع والياء فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها. «وَلا تَحْزَنِي» الجملة معطوفة على ما قبلها. «إِنَّا» إن واسمها «رَادُّوهُ» خبرها والهاء مضاف إليه «إِلَيْكِ» متعلقان برادوه والجملة تعليل لا محل لها «وَجاعِلُوهُ» معطوف على رادوه «مِنَ الْمُرْسَلِينَ» متعلقان بجاعلوه.
- English - Sahih International : And We inspired to the mother of Moses "Suckle him; but when you fear for him cast him into the river and do not fear and do not grieve Indeed We will return him to you and will make him [one] of the messengers"
- English - Tafheem -Maududi : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(28:7) We *9 inspired the mother of Moses, saying, "Suckle him, and when you see any danger for him, cast him into the river, and fear not nor grieve, for We shall restore him to you and shall include him among the Messengers." *10
- Français - Hamidullah : Et Nous révélâmes à la mère de Moïse [ceci] Allaite-le Et quand tu craindras pour lui jette-le dans le flot Et n'aie pas peur et ne t'attriste pas Nous te le rendrons et ferons de lui un Messager
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir gaben der Mutter Musas ein "Stille ihn Und wenn du um ihn fürchtest dann setze ihn in das Wasser und fürchte dich nicht und sei nicht traurig Wir werden ihn dir zurückbringen und ihn zu einem der Gesandten machen"
- Spanish - Cortes : Inspiramos a la madre de Moisés Dale de mamar y en caso de peligro ponlo en el río ¡No temas por él no estés triste Te lo devolveremos y haremos de él un enviado
- Português - El Hayek : E inspiramos a mãe de Moisés Amamentao e se temes por ele lançao ao rio; não temas nem te aflijas porque todevolveremos e o faremos um dos mensageiros
- Россию - Кулиев : Мы внушили матери Мусы Моисея Корми его грудью Когда же станешь опасаться за него то брось его в реку Не бойся и не печалься ибо Мы вернем его тебе и сделаем одним из посланников
- Кулиев -ас-Саади : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
Мы внушили матери Мусы (Моисея): «Корми его грудью. Когда же станешь опасаться за него, то брось его в реку. Не бойся и не печалься, ибо Мы вернем его тебе и сделаем одним из посланников».Воспитывай младенца сама, но если почувствуешь опасность, то положи его в деревянный сундук и брось в Нил. Не бойся и не печалься - Мы вернем тебе дитя и сделаем его одним из посланников. Так Господь вселил в душу матери Мусы веру в то, что она получит своего сына назад и что ее ребенок вырастет и будет защищен от козней нечестивого народа, а позднее станет посланником Аллаха. Он ниспослал ей эту благую весть, чтобы она не переживала за свое чадо. И вот наступил день, когда мать Мусы почувствовала приближение опасности. Она сделала то, что ей было велено, бросив сундук с младенцем в реку. Тем самым она вверила судьбу своего ребенка в руки Всевышнего.
- Turkish - Diyanet Isleri : Musa'nın annesine "Çocuğu emzir başına gelecekten korktuğun zaman onu suya bırak; korkma üzülme; Biz şüphesiz onu sana döndüreceğiz ve peygamber yapacağız" diye bildirmiştik
- Italiano - Piccardo : Rivelammo alla madre di Mosè “Allattalo e quando temerai per lui gettalo nel fiume e non temere e non essere afflitta Noi te lo restituiremo e faremo di lui uno degli Inviati”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئێمه دایكی موسامان ئاگاداركرد كه شیری بداتێ و پێمان وت جا كاتێك مهترسیت پایدا كرد لهوهی كه پێی بزانرێت فڕێی بدهره ڕووباری نیلهوه نه بترسه لهوهی تووشی بهڵ ببێت نه خهفهتیشی بۆ بخۆ چونكه ئێمه بهڕاستی دهیگێڕینهوه بۆ ڵت و لهئایندهشدا دهیكهین بهیهكێك له پێغهمبهره پهیامدارهكان
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے موسی کی ماں کی طرف وحی بھیجی کہ اس کو دودھ پلاو جب تم کو اس کے بارے میں کچھ خوف پیدا ہو تو اسے دریا میں ڈال دینا اور نہ تو خوف کرنا اور نہ رنج کرنا۔ ہم اس کو تمہارے پاس واپس پہنچا دیں گے اور پھر اسے پیغمبر بنا دیں گے
- Bosanski - Korkut : I Mi nadahnusmo Musaovu majku "Doji ga a kad se uplašiš za njegov život baci ga u rijeku i ne strahuj i ne tuguj Mi ćemo ti ga doista vratiti i poslanikom ga učiniti"
- Swedish - Bernström : Och Vi ingav Moses moder "Amma honom men när du tror att hans liv är i fara sätt då ut honom i [Nilen] Oroa dig inte och sörj inte; Vi skall låta honom återvända till dig och Vi skall göra honom till en av [Våra] budbärare"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan kami ilhamkan kepada ibu Musa; "Susuilah dia dan apabila kamu khawatir terhadapnya maka jatuhkanlah dia ke sungai Nil Dan janganlah kamu khawatir dan janganlah pula bersedih hati karena sesungguhnya Kami akan mengembalikannya kepadamu dan menjadikannya salah seorang dari para rasul
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
(Dan kami ilhamkan) wahyu berupa ilham atau ilham melalui mimpi (kepada ibu Musa) Musa adalah bayi yang dimaksud oleh peramal Firaun, dan tidak ada seorang pun mengetahui kelahirannya selain saudara perempuannya sendiri. ("Susukanlah dia! Apabila kamu khawatir terhadapnya maka hanyutkanlah dia ke dalam sungai) yakni sungai Nil (dan janganlah kamu khawatir) ia akan tenggelam (dan janganlah bersedih hati) karena berpisah dengan bayimu itu (karena sesungguhnya Kami akan mengembalikannya kepadamu, dan menjadikannya salah seorang dari para Rasul.") maka ibu Musa menyusukan Musa selama tiga bulan, selama itu Musa tidak pernah menangis. Akhirnya ibu Musa merasa khawatir akan keselamatan Musa, lalu ia menaruh Musa yang masih bayi itu ke dalam sebuah peti dilapisi dengan ter/aspal sebelah dalamnya, supaya air jangan masuk lalu dihanyutkan ke sungai Nil, di waktu malam hari.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি মূসাজননীকে আদেশ পাঠালাম যে তাকে স্তন্য দান করতে থাক। অতঃপর যখন তুমি তার সম্পর্কে বিপদের আশংকা কর তখন তাকে দরিয়ায় নিক্ষেপ কর এবং ভয় করো না দুঃখও করো না। আমি অবশ্যই তাকে তোমার কাছে ফিরিয়ে দেব এবং তাকে পয়গম্বরগণের একজন করব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நாம் மூஸாவின் தாயாருக்கு; "அவருக்கு உன் குழந்தைக்குப் பாலூட்டுவாயாக அவர் மீது ஏதம் ஆபத்து வரும் என்று நீ பயப்படுவாயானால் அவரை ஆற்றில் எறிந்து விடு அப்பால் அவருக்காக நீ பயப்படவும் வேண்டாம் துக்கப்படவும் வேண்டாம்; நிச்சயமாக நாம் அவரை உன்னிடம் மீள வைப்போம்; இன்னும் அவரை நம் தூதர்களில் ஒருவராக்கி வைப்போம்" என்று வஹீ அறிவித்தோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเราได้ดลใจแก่มารดาของมูซา “จงให้นมแก่เขา เมื่อเจ้ากลัวแทนเขาก็จงโยนเขาลงไปในแม่น้ำ และเจ้าอย่าได้กลัวและอย่าได้เศร้าโศก แท้จริงเราจะให้เขากลับไปหาเจ้า และเราจำทำให้เขาเป็นหนึ่งในบรรดาร่อซูล”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Мусонинг онасига Уни эмизавер Бас унга ёмонлик етишидан қўрққан чоғингда уни дарёга ташла қўрқма хафа бўлма Биз албатта уни сенга қайтаргувчимиз ва Пайғамбарлардан қилгувчимиз деб ваҳий қилдик Араб тилшунос олимлари бу ояти каримани Қуръони Каримнинг юксак даражадаги балоғат ва фасоҳатига мисол сифатида келтирадилар Аллоҳ таоло биргина оятда иккита буйруқ – эмизавер ва дарёга ташла иккита қайтариш–қўрқма хафа бўлма иккита башорат–уни сенга қайтарамиз ва Пайғамбарлардан қилгувчимиз жуфтликларини ишлатгандир Оналари кўнгилларига Аллоҳ таоло илҳом этган буйруқни бажардилар Гўдакни сандиққа солиб дарёга оқизиб юбордилар
- 中国语文 - Ma Jian : 我曾启示穆萨的母亲(说):你应当哺乳他,当你怕他受害的时候,你把他投在河里,你不要畏惧,不要忧愁,我必定要把他送还你,我必定要任命他为使者。
- Melayu - Basmeih : Dan Kami ilhamkan kepada ibu Musa" Susukanlah dia; dalam pada itu jika engkau takutkan sesuatu bahaya mengenainya dari angkara Firaun maka letakkanlah dia di dalam peti dan lepaskanlah dia ke laut; dan janganlah engkau merasa bimbang dan jangan pula berdukacita; sesungguhnya Kami akan mengembalikannya kepadamu dan Kami akan melantiknya menjadi salah seorang dari Rasulrasul Kami
- Somali - Abduh : Waxaan u Waxyoonay ku Ilhaamaynay Muuse Hooyadiis Nuuji markaad u Cabsatana ku Tuur Hirka Badda hana Cabsan hana Murugoon anagaa kugu soo Celine kana Yeeli kuwa la Diro Rasuul
- Hausa - Gumi : Kuma Muka yi wahayi zuwa ga uwar Mũsa cẽwa ki shãyar da shi sai idan kin ji tsõro game da shi to ki jẽfa shi a cikin kõgi kuma kada ki ji tsõro kuma kada ki yi baƙin ciki Lalle ne Mũ Mãsu mayar da shi ne zuwa gare ki kuma Mãsu sanya shi ne a cikin Manzanni
- Swahili - Al-Barwani : Tulimfunulia mama yake Musa kwa kumwambia Mnyonyeshe Na utakapo mkhofia basi mtie mtoni na usikhofu wala usihuzunike Hakika Sisi tutamrudisha kwako na tutamfanya miongoni mwa Mitume
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Na e kemi inspiruar nënën e Musait “Jepi gji e kur të frikësohesh për jetën e tij hudhe në det lumi Nil dhe mos u frikëso se do të mbytet as mos u hidhëro; Na me të vërtetë do ta bëjmë Pejgamber”
- فارسى - آیتی : و به مادر موسى وحى كرديم كه: شيرش بده و اگر بر او بيمناك شدى به دريايش بينداز و مترس و غمگين مشو، او را به تو باز مىگردانيم و در شمار پيامبرانش مىآوريم.
- tajeki - Оятӣ : Ва ба модари Мӯсо ваҳй кардем, ки шираш бидеҳ ва агар бар ӯ бимнок шудӣ ӯро ба дарё бияндоз ва матарс ва ғамгин машав, ӯро ба ту бозмегардонем ва дар шумори паёмбаронаш меоварем.
- Uyghur - محمد صالح : مۇسانىڭ ئانىسىغا ئىلھام بىلەن بىلدۈردۇقكى: «مۇسانى ئېمىتكىن، ئۇنىڭ زىيانكەشلىككە ئۇچرىشىدىن قورقساڭ، ئۇنى (ساندۇققا سېلىپ) دەرياغا (يەنى نىل دەرياسىغا) تاشلىغىن، ئۇنى (ھالاك بولارمىكىن دەپ) قورقمىغىن، (ئۇنىڭ پىراقىدىن) قايغۇرمىغىن، ئۇنى ساڭا چوقۇم قايتۇرىمىز ۋە ئۇنى پەيغەمبەرلەردىن قىلىمىز»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മൂസായുടെ മാതാവിനു നാം സന്ദേശം നല്കി: "അവനെ മുലയൂട്ടുക. അഥവാ, അവന്റെ കാര്യത്തില് നിനക്ക് ആശങ്ക തോന്നുന്നുവെങ്കില് അവനെ നീ പുഴയിലെറിയുക. പേടിക്കേണ്ട. ദുഃഖിക്കുകയും വേണ്ട. തീര്ച്ചയായും നാമവനെ നിന്റെയടുത്ത് തിരിച്ചെത്തിക്കും. അവനെ ദൈവദൂതന്മാരിലൊരുവനാക്കുകയും ചെയ്യും."
- عربى - التفسير الميسر : والهمنا ام موسى حين ولدته وخشيت عليه ان يذبحه فرعون كما يذبح ابناء بني اسرائيل ان ارضعيه مطمئنه فاذا خشيت ان يعرف امره فضعيه في صندوق والقيه في النيل دون خوف من فرعون وقومه ان يقتلوه ودون حزن على فراقه انا رادو ولدك اليك وباعثوه رسولا فوضعته في صندوق والقته في النيل فعثر عليه اعوان فرعون واخذوه فكانت عاقبه ذلك ان جعله الله لهم عدوا وحزنا فكان اهلاكهم على يده ان فرعون وهامان واعوانهما كانوا اثمين مشركين
*9) That a son was born in the same period to an Israelite parents who was later known by the name of Moses to the world, has been omitted. According to the Bible and the Talmud, the family descended from Levi, a son of the Prophet Jacob, and the name of the Prophet Moses' father was Amram, which has been pronounced as Imran by the Qur'an. They already had two children before Moses, the elder a daughter, named Miriam, and the younger her brother, Aaron. Probably the proclamation that every male child born in an Israelite home would be killed, had not yet been issued when the Prophet Aaron was born; therefore, he was saved. The third child was born when the proclamation was in full force.
*10) That is, "She was not commanded to cast the child into the river immediately after birth, but to suckle it till she felt a real danger for it. For instance, if she felt that the secret had been exposed and the enemies had come to know of the child's birth through some means, or through some wretched informer from among the Israelites themselves, she should place the child in a box and cast it into the river, without any hesitation. According to the Bible, the Prophet Moses' mother kept him hidden for three months after his birth. The Talmud adds that the Pharaoh's government had appointed Egyptian women who carried infants into the Israelite homes, and would make these babies cry, so as to make any hidden Israelite infants also cry and be thus discovered. This new method of spying worried Moses' mother and in order to save her child's life, she cast him into the river three months after his birth. Upto this point the version given by these Books is the same as the Qur'an's, and the event of casting the box into the river has also been described just as the Qur'an has described it. In Surah Ta Ha it has been said: Put this child in a box and place the box in the river." (v.39). The same has been said by the Bible and the Talmud. According to these, the Prophet Moses' mother made a basket of reeds and covered it with slime (tar) and with pitch to make it watertight. Then she laid the child in it and placed it in the river Nile. But the most important thing, which the Qur'an mentions, has found no mention anywhere in the Israelite traditions, that is, that the Prophet Moses' mother had done all this according to an inspiration from AIlah, and Allah had already assured her that by following that device not only would her child remain safe and secure but the child would ultimately be restored to her, and that her child would become Allah's Messenger in the future.