- عربي - نصوص الآيات عثماني : ٱتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ ۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
- عربى - نصوص الآيات : اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ۖ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ۗ ولذكر الله أكبر ۗ والله يعلم ما تصنعون
- عربى - التفسير الميسر : اتل ما أُنزل إليك من هذا القرآن، واعمل به، وأدِّ الصلاة بحدودها، إن المحافظة على الصلاة تنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي والمنكرات؛ وذلك لأن المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها، يستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تنعدم رغبته في الشر، ولَذكر الله في الصلاة وغيرها أعظم وأكبر وأفضل من كل شيء. والله يعلم ما تصنعون مِن خيرٍ وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.
- السعدى : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
يأمر تعالى بتلاوة وحيه وتنزيله، وهو هذا الكتاب العظيم، ومعنى تلاوته اتباعه، بامتثال ما يأمر به، واجتناب ما ينهى عنه، والاهتداء بهداه، وتصديق أخباره، وتدبر معانيه، وتلاوة ألفاظه، فصار تلاوة لفظه جزء المعنى وبعضه، وإذا كان هذا معنى تلاوة الكتاب، علم أن إقامة الدين كله، داخلة في تلاوة الكتاب. فيكون قوله: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ } من باب عطف الخاص على العام، لفضل الصلاة وشرفها، وآثارها الجميلة، وهي { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }
والفحشاء: كل ما استعظم واستفحش من المعاصي التي تشتهيها النفوس.
والمنكر: كل معصية تنكرها العقول والفطر.
ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر، فبالضرورة، مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه، تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها. وثَمَّ في الصلاة مقصود أعظم من هذا وأكبر، وهو ما اشتملت عليه من ذكر اللّه، بالقلب واللسان والبدن. فإن اللّه تعالى، إنما خلق الخلق لعبادته، وأفضل عبادة تقع منهم الصلاة، وفيها من عبوديات الجوارح كلها، ما ليس في غيرها، ولهذا قال: { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }
ويحتمل أنه لما أمر بالصلاة ومدحها، أخبر أن ذكره تعالى خارج الصلاة أكبر من الصلاة، كما هو قول جمهور المفسرين، لكن الأول أولى، لأن الصلاة أفضل من الذكر خارجها، ولأنها -كما تقدم- بنفسها من أكبر الذكر.
{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } من خير وشر، فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.
- الوسيط لطنطاوي : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
والمقصود بالتلاوة فى قوله - تعالى - : ( اتل مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكتاب ) : القراءة المصحوبة بضبط الألفاظ ، وبتفهم المعانى . والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم كل من آمن به . أى : اقرأ - أيها الرسول الكريم - ما أوحينا إليك من آيات هذا القرآن قراءة تدبر واعتبار واتعاظ ، ودوام على ذلك ، ومر أتباعك أن يقتدوا بك فى المواظبة على هذه القراءة الصحيحة النافعة .
( وَأَقِمِ الصلاة ) أى : وواظب على إقامة الصلاة فى أوقاتها بخشوع وإخلاص واطمئنان ، وعلى المؤمنين أن يقتدوا لك فى ذلك .
وقوله : ( إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر ) تعليل للأمر بالمحافظة على إقامة الصلاة بخشوع وإخلاص . أى : دوام - أيها الرسول الكريم - على إقامة الصلاة بالطريقة التى يحبها الله - تعالى - ، فإن من شأن الصلاة التى يؤديها المسلم فى أوقاتها بشخوع وإخلاص ، أن تنهى مؤديها عن ارتكاب الفحشاء - وهى كل ما قبح قوله وفعله - ، وعن المنكر - وهو كل ما تنكره الشرائع والعقول السليمة - .
قال الجمل : " ومعنى نهيها عنهما ، أنها سبب الانتهاء عنها لأنها مناجاة لله - تعالى - ، فلا بد أن تكون مع إقبال تام على طاعته ، وإعراض كل عن معاصيه .
قال ابن مسعود : فى الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصى الله ، فمن لم تأمره صلاته بالمعروف ، ولم تنهه عن المنكر ، لم يزدد من الله إلا بعداً . .
وروى عن أنس - رضى الله عنه - أن فتى من الأنصار ، كان يصلى مع النبى صلى الله عليه وسلم ثم يأتى الفواحش ، فذكر للنبى صلى الله عليه وسلم - فقال : إن صلاته ستناه ، فلم يلبث أن تاب وحسن حاله .
والخلاصة : أن من شأن الصلاة المصحوبة بالإِخلاص والخشوع وبإتمام سنننها وآدابها ، أن تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر ، فإن وجدت إنساناً يؤدى الصلاة ، ولكنه مع ذلك يرتكب بعض المعاصى ، فأقول لك : إن الذنب ليس ذنب الصلاة ، وإنما الذنب ذنبه ذا المرتكب للمعاصى ، لأنه لم يؤد الصلاة أداء مصحوباً بالخشوع والإِخلاص .
. . . وإنما أداها دون أن يتأثر بها قلبه . . ولعلها تنهاه فى يوم من الأيام ببركة مداومته عليها ، كما جاء فى الحديث الشريف : "
إن الصلاة ستنهاه " .وقوله - سبحانه - : ( وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ) أى : ولذكر الله - تعالى - بجميع أنواعه من تسبيح وتحميد وتكبير وغير ذلك من ألوان العبادة والذكر ، أفضل وأكبر من كل شئ آخر ، لأن هذا الذكر لله - تعالى - فى كل الأحوال ، دليل على صدق الإِيمان ، وحسن الصلة بالله - تعالى - .
قال الآلوسى ما ملخصه : قوله - تعالى - : ( وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ) ، قال ابن عباس ، وابن مسعود ، وابن عمر . . أى : ولذكر الله - تعالى - إياكم ، أكبر من ذكركم إياه - سبحانه - . .
وروى عن جماعة من السلف أن المعنى : ولذرك العبد لله - تعالى - ، أكبر من سائر الأعمال .
أخرج الإِمام أحمد عن معاذ بن جبل قال : ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله يوم القيامة ، من ذكر الله - تعالى - .
وقيل : المراد بذكر الله : الصلاة . كما فى قوله - تعالى - : ( فاسعوا إلى ذِكْرِ الله ) أى : إلى الصلاة ، فيكون المعنى : وللصلاة أكبر من سائر الطاعات ، وإنما عبر عنها به ، للإِيذان بأن ما فيها من ذكر الله - تعالى - هو العمدة فى كونها مفضلة على الحسنات ، نهاية عن السيئات .
ويبدو لنا أن المراد بذكر الله - تعالى - هنا : ما يشمل كل قول طيب وكل فعل صالح ، يأتيه المسلم بإخلاص وخشوع ، وعلى رأس هذه الأقوال والأفعال : التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ، والصلاة وما اشتملت عليه من أقوال وأفعال . .
وأن المسلم متى أكثر من ذكر الله - تعالى - ، كان ثوابه - سبحانه - له ، وثناؤه عليه ، أكبر وأعظم من كل قول ومن كل فعل .
وقوله - سبحانه - : ( والله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) تذييل قصد به الترغيب فى إخلاص العبادة لله ، والتحذير من الرياء فيها .
أى : داوموا - أيها المؤمنون . على تلاوة القرآن الكريم ، بتدبر واعتبار ، وأقيموا الصلاة فى أوقاتها بخشوع وخضوع ، وأكثروا من ذكر الله - تعالى - فى كل أحوالكم ، فإن الله - تعالى - يعلم ما تفعلونه وما تصنعونه من خير أو شر ، وسيجازى - سبحانه - الذين آساءوا بما عملوا ، ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى .
- البغوى : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
( اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) يعني القرآن ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) الفحشاء : ما قبح من الأعمال ، والمنكر : ما لا يعرف في الشرع . قال ابن مسعود ، وابن عباس : في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله ، فمن لم تأمره صلاته بالمعروف ، ولم تنهه عن المنكر ، لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا .
وقال الحسن ، وقتادة : من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فصلاته وبال عليه . وروي عن أنس قال : كان فتى من الأنصار يصلي الصلوات الخمس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لا يدع شيئا من الفواحش إلا ركبه ، فوصف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاله فقال : " إن صلاته تنهاه يوما " فلم يلبث أن تاب وحسن حاله . وقال ابن عون : معنى الآية أن الصلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر ما دام فيها .
وقيل : أراد بالصلاة القرآن ، كما قال تعالى : " ولا تجهر بصلاتك " ( الإسراء - 110 ) أي : بقراءتك ، وأراد أنه يقرأ القرآن في الصلاة ، فالقرآن ينهاه عن الفحشاء والمنكر . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، أخبرنا علي بن الجعد ، أخبرنا قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن رجلا يقرأ القرآن الليل كله فإذا أصبح سرق ، قال : " ستنهاه قراءته " .
وفي رواية قيل : يا رسول الله إن فلانا يصلي بالنهار ويسرق بالليل ، فقال : " إن صلاته لتردعه " . قوله - عز وجل - : ( ولذكر الله أكبر ) أي : ذكر الله أفضل الطاعات . أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ببغداد ، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، أخبرنا هارون بن معروف أبو علي الضرير ، أخبرنا أنس بن عياض ، حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش ، عن أبي تجرية ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وأن تلقوا عدوكم ، فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم " ؟ قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : " ذكر الله " .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، أخبرنا حميد بن زنجويه ، أخبرنا أبو الأسود ، أخبرنا ابن لهيعة عن دراج ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل أي ، العباد أفضل ، درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا " قالوا : يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله ؟ فقال : " لو ضرب بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر أو يختضب دما ، لكان الذاكر الله كثيرا أفضل منه درجة " . وروينا أن أعرابيا قال : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : " أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله " .
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أخبرنا مسلم بن الحجاج القشيري ، أخبرنا أمية بن بسطام العيشي ، أخبرنا يزيد ، يعني : ( ابن زريع ) ، أخبرنا روح بن القاسم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان ، فقال : " سيروا ، هذا جمدان ، سبق المفردون " ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " .
أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، أخبرنا خلاد بن أسلم ، حدثنا النضر ، أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت الأغر قال : أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : " لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده " . وقال قوم : معنى قوله : " ولذكر الله أكبر " أي : ذكر الله إياكم أفضل من ذكركم إياه . ويروى ذلك عن ابن عباس ، وهو قول مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ويروى ذلك مرفوعا عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال عطاء في قوله : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر " ، قال : ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية . ( والله يعلم ما تصنعون ) قال عطاء : يريد لا يخفى عليه شيء .
- ابن كثير : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
ثم قال تعالى آمرا رسوله والمؤمنين بتلاوة القرآن ، وهو قراءته وإبلاغه للناس : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ) يعني : أن الصلاة تشتمل على شيئين : على ترك الفواحش والمنكرات ، أي : إن مواظبتها تحمل على ترك ذلك . وقد جاء في الحديث من رواية عمران ، وابن عباس مرفوعا : " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر ، لم تزده من الله إلا بعدا " .
[ ذكر الآثار الواردة في ذلك ] :
قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن هارون المخرمي الفلاس ، حدثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد ، حدثنا عمر بن أبي عثمان ، حدثنا الحسن ، عن عمران بن حصين قال : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) قال : " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر ، فلا صلاة له " .
وحدثنا علي بن الحسين ، حدثنا يحيى بن أبي طلحة اليربوعي حدثنا أبو معاوية ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر ، لم يزدد بها من الله إلا بعدا " . ورواه الطبراني من حديث أبي معاوية .
وقال ابن جرير : حدثنا القاسم ، حدثنا الحسين ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن العلاء بن المسيب ، عمن ذكره ، عن ابن عباس في قوله : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) قال : فمن لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر ، لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا . فهذا موقوف
. قال ابن جرير : وحدثنا القاسم ، حدثنا الحسين ، حدثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لا صلاة لمن لم يطع الصلاة ، وطاعة الصلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر " . قال : وقال سفيان : ( قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك ) [ هود : 87 ] قال : فقال سفيان : أي والله ، تأمره وتنهاه .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال أبو خالد مرة : عن عبد الله - : " لا صلاة لمن لم يطع الصلاة ، وطاعة الصلاة تنهاه عن الفحشاء والمنكر " .
والموقوف أصح ، كما رواه الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : قيل لعبد الله : إن فلانا يطيل الصلاة ؟ قال : إن الصلاة لا تنفع إلا من أطاعها .
وقال ابن جرير : قال علي : حدثنا إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من صلى صلاة لم تنهه عن الفحشاء والمنكر ، لم يزدد بها من الله إلا بعدا " .
والأصح في هذا كله الموقوفات عن ابن مسعود ، وابن عباس ، والحسن وقتادة ، والأعمش وغيرهم ، والله أعلم .
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا جرير - يعني ابن عبد الحميد - عن الأعمش ، عن أبي صالح قال : أراه عن جابر - شك الأعمش - قال : قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن فلانا يصلي فإذا أصبح سرق ، قال : " سينهاه ما يقول " .
وحدثنا محمد بن موسى الحرشي حدثنا زياد بن عبد الله ، عن الأعمش عن أبي صالح ، عن جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه - ولم يشك - ثم قال : وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الأعمش واختلفوا في إسناده ، فرواه غير واحد عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أو غيره ، وقال قيس عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، وقال جرير وزياد : عن عبد الله ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن جابر .
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش قال : أنبأنا أبو صالح عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق ؟ فقال : " إنه سينهاه ما يقول " .
وتشتمل الصلاة أيضا على ذكر الله تعالى ، وهو المطلوب الأكبر ; ولهذا قال تعالى : ( ولذكر الله أكبر ) أي : أعظم من الأول ، ( والله يعلم ما تصنعون ) أي : يعلم جميع أقوالكم وأعمالكم .
وقال أبو العالية في قوله : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ، قال : إن الصلاة فيها ثلاث خصال ، فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة : الإخلاص ، والخشية ، وذكر الله . فالإخلاص يأمره بالمعروف ، والخشية تنهاه عن المنكر ، وذكر القرآن يأمره وينهاه .
وقال ابن عون الأنصاري : إذا كنت في صلاة فأنت في معروف ، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر ، والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر .
وقال حماد بن أبي سليمان : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) يعني : ما دمت فيها .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( ولذكر الله أكبر ) ، يقول : ولذكر الله لعباده أكبر ، إذا ذكروه من ذكرهم إياه .
وكذا روى غير واحد عن ابن عباس . وبه قال مجاهد ، وغيره .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن داود بن أبي هند ، عن رجل ، عن ابن عباس : ( ولذكر الله أكبر ) قال : ذكر الله عند طعامك وعند منامك . قلت : فإن صاحبا لي في المنزل يقول غير الذي تقول : قال : وأي شيء يقول ؟ قلت : قال : يقول الله : ( فاذكروني أذكركم ) [ البقرة : 152 ] ، فلذكر الله إيانا أكبر من ذكرنا إياه . قال : صدق .
قال : وحدثنا أبي ، حدثنا النفيلي ، حدثنا إسماعيل ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( ولذكر الله أكبر ) قال : لها وجهان ، قال : ذكر الله عندما حرمه ، قال : وذكر الله إياكم أعظم من ذكركم إياه .
وقال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، أخبرنا عطاء بن السائب ، عن عبد الله بن ربيعة قال : قال لي ابن عباس : هل تدري ما قوله تعالى : ( ولذكر الله أكبر ) ؟ قال : قلت : نعم . قال : فما هو ؟ قلت : التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة ، وقراءة القرآن ، ونحو ذلك . قال : لقد قلت قولا عجبا ، وما هو كذلك ، ولكنه إنما يقول : ذكر الله إياكم عندما أمر به أو نهى عنه إذا ذكرتموه ، أكبر من ذكركم إياه
. وقد روي هذا من غير وجه عن ابن عباس . وروي أيضا عن ابن مسعود ، وأبي الدرداء ، وسلمان الفارسي ، وغيرهم . واختاره ابن جرير .
- القرطبى : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
قوله تعالى : اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ( اتل ) أمر من التلاوة والدءوب عليها وقد مضى في ( طه ) الوعيد فيمن أعرض عنها وفي مقدمة الكتاب الأمر بالحض عليها والكتاب يراد به القرآن .
الثانية : ( وأقم الصلاة ) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته وإقامة الصلاة أداؤها في أوقاتها بقراءتها وركوعها وسجودها وقعودها وتشهدها وجميع شروطها وقد تقدم بيان ذلك في ( البقرة ) فلا معنى للإعادة .
الثالثة : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر يريد : إن الصلوات الخمس هي التي تكفر ما بينها من الذنوب ; كما قال عليه السلام : أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء ; قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا خرجه الترمذي من حديث أبي هريرة وقال فيه : حديث حسن صحيح . وقال ابن عمر : الصلاة هنا القرآن . والمعنى : الذي يتلى في الصلاة ينهى عن الفحشاء والمنكر وعن الزنا والمعاصي .
قلت : ومنه الحديث الصحيح : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ) يريد قراءة الفاتحة وقال حماد بن أبي سليمان وابن جريج والكلبي : العبد ما دام في صلاته لا يأتي فحشاء ولا منكرا ; أي إن الصلاة تنهى ما دمت فيها . قال ابن عطية : وهذه عجمة وأين هذا مما رواه أنس بن مالك ; قال : كان فتى من الأنصار يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يدع شيئا من الفواحش والسرقة إلا ركبه ، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الصلاة ستنهاه . فلم يلبث أن تاب وصلحت حاله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم أقل لكم . وفي الآية تأويل ثالث وهو الذي ارتضاه المحققون وقال به المشيخة الصوفية وذكره المفسرون ; فقيل : المراد ب ( أقم الصلاة ) إدامتها والقيام بحدودها ثم أخبر حكما منه بأن الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر ; وذلك لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة ، والصلاة تشغل كل بدن المصلي ، فإذا دخل المصلي في محرابه وخشع وأخبت لربه واذكر أنه واقف بين يديه وأنه مطلع عليه ويراه ; صلحت لذلك نفسه وتذللت وخامرها ارتقاب الله تعالى وظهرت على جوارحه هيبتها ، ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة ، فهذا معنى هذه الأخبار ; لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون .
قلت : لا سيما وإن أشعر نفسه أن هذا ربما يكون آخر عمله ، وهذا أبلغ في المقصود وأتم في المراد ; فإن الموت ليس له سن محدود ولا زمن مخصوص ولا مرض معلوم وهذا مما لا خلاف فيه . وروي عن بعض السلف أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه فكلم في ذلك فقال : إني واقف بين يدي الله تعالى وحق لي هذا مع ملوك الدنيا فكيف مع ملك الملوك . فهذه صلاة تنهى - ولا بد - عن الفحشاء والمنكر ، ومن كانت صلاته دائرة حول الإجزاء لا خشوع فيها ولا تذكر ولا فضائل كصلاتنا - وليتها تجزي - فتلك تترك صاحبها من منزلته حيث كان فإن كان على طريقة معاص تبعده من الله تعالى تركته الصلاة يتمادى على بعده . وعلى هذا يخرج الحديث المروي عن ابن مسعود وابن عباس والحسن والأعمش قولهم : من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعدا وقد روي أن الحسن أرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم وذلك غير صحيح السند قال ابن عطية سمعت أبي رضي الله عنه يقول : فإذا قررنا ونظر معناه فغير جائز أن يقول : إن نفس صلاة العاصي تبعده من الله حتى كأنها معصية ، وإنما يتخرج ذلك على أنها لا تؤثر في تقريبه من الله بل تتركه على حاله ومعاصيه من الفحشاء والمنكر والبعد ، فلم تزده الصلاة إلا تقرير ذلك البعد الذي كان سبيله ، فكأنها بعدته حين لم تكف بعده عن الله . وقيل لابن مسعود : إن فلانا كثير الصلاة . فقال : إنها لا تنفع إلا من أطاعها .
قلت : وعلى الجملة فالمعنى المقصود بالحديث : لم تزده من الله إلا بعدا ولم يزدد بها من الله إلا مقتا إشارة إلى أن مرتكب الفحشاء والمنكر لا قدر لصلاته ; لغلبة المعاصي على صاحبها . وقيل : هو خبر بمعنى الأمر أي لينته المصلي عن الفحشاء والمنكر . والصلاة بنفسها لا تنهى ولكنها سبب الانتهاء . وهو كقوله تعالى : هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق وقوله : أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون
قوله تعالى : ولذكر الله أكبر أي ذكر الله لكم بالثواب والثناء عليكم أكبر من ذكركم له في عبادتكم وصلواتكم ، قال معناه ابن مسعود وابن عباس وأبو الدرداء وأبو قرة وسلمان والحسن ; وهو اختيار الطبري وروي مرفوعا من حديث موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قول الله عز وجل : ولذكر الله أكبر قال : ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه . وقيل : ذكركم الله في صلاتكم وفي قراءة القرآن أفضل من كل شيء .
وقيل : المعنى ; إن ذكر الله أكبر مع المداومة من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر وقال الضحاك : ولذكر الله عندما يحرم فيترك أجل الذكر . وقيل : المعنى : ولذكر الله للنهي عن الفحشاء والمنكر أكبر أي كبير و ( أكبر ) يكون بمعنى كبير وقال ابن زيد وقتادة : ولذكر الله أكبر من كل شيء أي أفضل من العبادات كلها بغير ذكر . وقيل : ذكر الله يمنع من المعصية فإن من كان ذاكرا له لا يخالفه قال ابن عطية : وعندي أن المعنى ولذكر الله أكبر على الإطلاق أي هو الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر ، فالجزء الذي منه في الصلاة يفعل ذلك وكذلك يفعل في غير الصلاة لأن الانتهاء لا يكون إلا من ذاكر الله مراقب له . وثواب ذلك أن يذكره الله تعالى ; كما في الحديث : ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ) والحركات التي في الصلاة لا تأثير لها في نهي . والذكر النافع هو مع العلم وإقبال القلب وتفرغه إلا من الله وأما ما لا يتجاوز اللسان ففي رتبة أخرى وذكر الله تعالى للعبد هو إفاضة الهدى ونور العلم عليه وذلك ثمرة لذكر العبد ربه . قال الله عز وجل : فاذكروني أذكركم وباقي الآية ضرب من الوعيد والحث على المراقبة .
- الطبرى : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (اتْلُ) يعني: اقرأ (مَا أُوحِيَ إلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ) يعني: ما أنـزل إليك من هذا القرآن (وَأَقِمِ الصَّلاةَ) يعني: وأدّ الصلاة التي فرضها الله عليك بحدودها( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) اختلف أهل التأويل في معنى الصلاة التي ذُكرت في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى بها القرآن الذي يقرأ في موضع الصلاة، أو في الصلاة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أبي الوفاء، عن أبيه، عن ابن عمر ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) قال: القرآن الذي يقرأ في المساجد.
وقال آخرون: بل عنى بها الصلاة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) يقول: في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا خالد بن عبد الله، عن العلاء بن المسيب، عمن ذكره، عن ابن عباس، في قول الله: ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بُعدا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا خالد، قال: قال العلاء بن المسيب، عن سمرة بن عطية، قال: قيل لابن مسعود: إن فلانا كثير الصلاة، قال: فإنها لا تنفع إلا من أطاعها.
قال ثنا الحسين، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، قال: من لم تأمره صلاته بالمعروف، وتنهه عن المنكر، لم يزدد بها من الله إلا بعدا.
قال ثنا الحسين، قال: ثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن جُوَيبر، عن الضحاك، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يُطِعِ الصَّلاةَ، وَطاعَةُ الصَّلاةِ أنْ تَنْهَى عَنِ الفَحْشاءِ وَالمُنكَرِ" قال: قال سفيان: قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ قال: فقال سفيان: إي والله، تأمره وتنهاه.
قال علي: وحدثنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلى صَلاةً لَمْ تَنْهَهُ عَنِ الفَحْشاءِ وَالمُنكَرِ لَمْ يَزْدَدْ بِها مِنَ اللهِ إلا بُعْدًا ".
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن يونس، عن الحسن، قال: الصلاة إذا لم تنه عن الفحشاء والمنكر، قال: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعدا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة والحسن، قالا من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فإنه لا يزداد من الله بذلك إلا بعدا.
والصواب من القول في ذلك أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال ابن عباس وابن مسعود، فإن قال قائل: وكيف تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر إن لم يكن معنيا بها ما يتلى فيها؟ قيل: تنهى من كان فيها، فتحول بينه وبين إتيان الفواحش، لأن شغله بها يقطعه عن الشغل بالمنكر، ولذلك قال ابن مسعود: من لم يطع صلاته لم يزدد من الله إلا بعدا. وذلك أن طاعته لها إقامته إياها بحدودها، وفي طاعته لها مزدجر عن الفحشاء والمنكر.
حدثنا أبو حميد الحمصي، قال: ثنا يحيى بن سعيد العطار، قال: ثنا أرطاة، عن ابن عون، في قول الله ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) قال: إذا كنت في صلاة، فأنت في معروف، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر، و (الفَحْشَاءِ): هو الزنا، و (المُنْكَر): معاصي الله، ومن أتى فاحشة أو عَصَى الله في صلاته بما يفسد صلاته، فلا شكّ أنه لا صلاة له.
وقوله: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: ولذكر الله إياكم أفضل من ذكركم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن عبد الله بن ربيعة، قال: قال لي ابن عباس: هل تدري ما قوله: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: قلت: نعم، قال: فما هو؟ قال: قلت: التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة، وقراءة القرآن ونحو ذلك، قال: لقد قلت قولا عجبا وما هو كذلك، ولكنه إنما يقول: ذكر الله إياكم عندما أمر به أو نهى عنه، إذا ذكرتموه (أَكْبَرُ) من ذكركم إياه.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن ابن ربيعة، عن ابن عباس قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن عبد الله بن ربيعة، قال: سألني ابن عباس، عن قول الله: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) فقلت: ذكره بالتسبيح والتكبير والقرآن حسن، وذكره عند المحارم فيحتجز عنها. فقال: لقد قلت قولا عجيبا وما هو كما قلت، ولكن ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن ربيعة، عن ابن عباس (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: ذكر الله للعبد أفضل من ذكره إياه.
حدثنا محمد بن المثنى وابن وكيع، قال ابن المثنى: ثني عبد الأعلى وقال ابن وكيع: ثنا عبد الأعلى قال: ثنا داود، عن محمد بن أبي موسى، قال: كنت قاعدا عند ابن عباس، فجاءه رجل، فسأل ابن عباس عن ذكر الله أكبر، فقال ابن عباس: الصلاة والصوم، قال: ذاك ذكر الله، قال رجل: إني تركت رجلا في رحلي يقول غير هذا، قال: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: ذكر الله العباد أكبر من ذكر العباد إياه، فقال ابن عباس: صدق والله صاحبك.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد بن جُبَير، قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: حدثني عن قول الله (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: ذكر الله لكم أكبر من ذكركم له.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن داود، عن عكرمة (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: ذكر الله للعبد أفضل من ذكره إياه.
حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: هو قوله: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (وَلَذِكْرُ اللهِ) لعباده إذا ذكروه (أكْبَرُ) من ذكركم إياه.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ) قال: ذكر الله عبده أكبر من ذكر العبد ربه في الصلاة أو غيرها.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا هشيم، عن داود بن أبي هند، عن محمد بن أبي موسى، عن ابن عباس، قال: ذكر الله إياكم، إذا ذكرتموه، أكبر من ذكركم إياه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو تُمَيْلة، عن أبي حمزة، عن جابر، عن عامر، عن أبي قرة، عن سلمان، مثله.
حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثني عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عَريب، عن كثير بن مرّة الحضرميّ، قال: سمعت أبا الدرداء يقول: ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير من أن تغزوا عدوّكم، فتضربوا أعناقهم، وخير من إعطاء الدنانير والدراهم؟ قالوا: ما هو؟ قال: ذكركم ربكم، وذكر الله أكبر.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، قال: ثنا سفيان، عن جابر، عن عامر، عن أبي قرة، عن سلمان (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: قال ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
قال: ثني أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن عامر، قال: سألت أبا قرة، عن قوله: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
قال: ثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد وعكرمة قالا ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
قال: ثنا ابن فضيل، عن مطرف، عن عطية، عن ابن عباس قال: هو كقوله: (اذْكُرُونِي أذْكرْكُمْ) فذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
قال: ثنا حسن بن عليّ، عن زائدة، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: ذكر الله العبد أكبر من ذكر العبد لربه.
قال: ثنا أبو يزيد الرازي، عن يعقوب، عن جعفر، عن شعبة، قال: ذكر الله لكم أكبر من ذكركم له.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولذكركم الله أفضل من كلّ شيء.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا عمر بن أبي زائدة، عن العيزار بن حريث، عن رجل، عن سلمان أنه سئل: أيّ العمل أفضل؟ قال: أما تقرأ القرآن (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) : لا شيء أفضل من ذكر الله.
حدثنا ابن حميد أحمد بن المغيرة الحمصي، قال: ثنا عليّ بن عياش، قال: ثنا &; 20-45 &; الليث، قال: ثني معاوية، عن ربيعة بن يزيد، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أمّ الدرداء، أنها قالت: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) فإن صليت فهو من ذكر الله، وإن صمت فهو من ذكر الله، وكلّ خير تعمله فهو من ذكر الله، وكل شرّ تجتنبه فهو من ذكر الله، وأفضل ذلك تسبيحُ الله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: لا شيء أكبر من ذكر الله، قال: أكبر الأشياء كلها، وقرأ (أقِمِ الصلاةَ لِذِكْرِي) قال: لذكر الله وإنه لم يصفه عند القتال إلا أنه أكبر.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، قال: قال رجل لسلمان: أي العمل أفضل،؟ قال: ذكر الله.
وقال آخرون: هو محتمل للوجهين جميعا، يعنون القول الأوّل الذي ذكرناه والثاني.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن خالد، عن عكرِمة، عن ابن عباس في قوله: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: لها وجهان: ذكر الله أكبر مما سواه، وذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: ثنا خالد الحذّاء، عن عكرِمة، عن ابن عباس في قوله: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: لها وجهان: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، وذكر الله عند ما حُرم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لذكر الله العبد في الصلاة، أكبر من الصلاة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن السُّدِّي، عن أبي مالك في قوله: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) قال: ذكر الله العبد في الصلاة، أكبر من الصلاة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وللصلاة التي أتيت أنت بها، وذكرك الله فيها، أكبر مما نهتك الصلاة من الفحشاء والمنكر.
حدثني أحمد بن المغيرة الحمصي، قال: ثنا يحيى بن سعيد العطار، قال: ثنا أرطاة، عن ابن عون، في قول الله ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر.
قال أبو جعفر: وأشبه هذه الأقوال بما دلّ عليه ظاهر التنـزيل، قول من قال: ولذكر الله إياكم أفضل من ذكركم إياه.
وقوله: ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) يقول: والله يعلم ما تصنعون أيها الناس في صلاتكم، من إقامة حدودها، وترك ذلك وغيره من أموركم، وهو مجازيكم على ذلك، يقول: فاتقوا أن تضيعوا شيئا من حدودها، والله أعلم.
- ابن عاشور : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
بعد أن ضرب الله للناس المثل بالأمم السالفة جاء بالحجة المبيّنة فساد معتقد المشركين ، ونوه بصحة عقائد المؤمنين بمنتهى البيان الذي ليس وراءه مطلب أقبل على رسوله بالخطاب الذي يزيد تثبيته على نشر الدعوة وملازمة الشرائع وإعلان كلمة الله بذلك ، وما فيه زيادة صلاح المؤمنين الذين انتفعوا بدلائل الوحدانية . وما الرسول عليه الصلاة والسلام إلا قدوة للمؤمنين وسيّدهم فأمره أمر لهم كما دل عليه التذييل بقوله { والله يعلم ما تصنعونلآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ * اتل مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الكتاب وَأَقِمِ الصلاة إِنَّ } بصيغة جمع المخاطبين كقوله { فاستقم كما أُمِرتَ ومن تاب معك } [ هود : 112 ] قرآن إذ ما فرط فيه من شيء من الإرشاد .
وحذف متعلق فعل { اتْلُ } ليعم التلاوة على المسلمين وعلى المشركين . وهذا كقوله تعالى { إنما أُمرتُ أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرّمها } إلى قوله { وأن أتلو القرءان فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين } [ النمل : 91 ، 92 ] .
وأمره بإقامة الصلاة لأن الصلاة عمل عظيم ، وهذا الأمر يشمل الأمة فقد تكرر الأمر بإقامة الصلاة في آيات كثيرة .
وعلل الأمر بإقامة الصلاة بالإشارة إلى ما فيها من الصلاح النفساني فقال { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } ، فموقع { إن } هنا موقع فاء التعليل ولا شك أن هذا التعليل موجّه إلى الأمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الفحشاء والمنكر فاقتصر على تعليل الأمر بإقامة الصلاة دون تعليل الأمر بتلاوة القرآن لما في هذا الصلاح الذي جعله الله في الصلاة من سِرّ إلهي لا يهتدي إليه الناس إلا بإرشاد منه تعالى؛ فأخبر أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والمقصود أنها تنهى المصلي .
وإذ قد كانت حقيقة النهي غير قائمة بالصلاة تعيّن أن فعل { تنهى } مستعمل في معنى مجازي بعلاقة أو مشابهة . والمقصود : أن الصلاة تيسر للمصلي ترك الفحشاء والمنكر . وليس المعنى أن الصلاة صارفة المصلي عن أن يرتكب الفحشاء والمنكر فإن المشاهد يخالفه إذ كم من مصلّ يقيم صلاته ويقترف بعض الفحشاء والمنكر .
كما أنه ليس يصح أن يكون المراد أنها تصرف المصلي عن الفحشاء والمنكر ما دام متلبساً بأداء الصلاة لقلة جدوى هذا المعنى . فإن أكثر الأعمال يصرف المشتغل به عن الاشتغال بغيره .
وإذ كانت الآية مسوقة للتنويه بالصلاة وبيان مزيتها في الدين تعين أن يكون المراد أن الصلاة تُحذر من الفحشاء والمنكر تحذيراً هو من خصائصها .
وللمفسرين طرائق في تعليل ذلك منها ما قاله بعضهم : إن المراد به ما للصلاة من ثواب عند الله ، فإن ذلك غرض آخر وليس منصباً إلى ترك الفحشاء والمنكر ولكنه من وسائل توفير الحسنات لعلها أن تغمر السيئات ، فيتعين لتفسير هذه الآية تفسيراً مقبولاً أن نعتبر حكمها عاماً في كل صلاة فلا يختص بصلوات الأبرار ، وبذلك تسقط عدة وجوه مما فسروا به الآية .
قال ابن عطية : «وذلك عندي بأن المصلي إذا كان على الواجب من الخشوع والإخبات صلحت بذلك نفسه وخامرها ارتقاب الله تعالى فاطرد ذلك في أقواله وأفعاله وانتهى عن الفحشاء والمنكر» اه . وفيه اعتبار قيود في الصلاة لا تناسب التعميم وإن كانت من شأن الصلاة التي يحق أن يلقنها المسلمون في ابتداء تلقينهم قواعد الإسلام .
والوجه عندي في معنى الآية : أن يُحمل فعل { تنهى } على المجاز الأقرب إلى الحقيقة وهو تشبيه ما تشتمل عليه الصلاة بالنهي ، وتشبيه الصلاة في اشتمالها عليه بالناهي ، ووجه الشبه أن الصلاة تشتمل على مذكِّرات بالله من أقوال وأفعال من شأنها أن تكون للمصلي كالواعظ المذكر بالله تعالى إذ ينهى سامعه عن ارتكاب ما لا يرضي الله . وهذا كما يقال : صديقك مرآة ترى فيها عيوبك . ففي الصلاة من الأقوال تكبير لله وتحميده وتسبيحه والتوجيه إليه بالدعاء والاستغفار وقراءة فاتحة الكتاب المشتملة على التحميد والثناء على الله والاعتراف بالعبودية له وطلب الإعانة والهداية منه واجتناب ما يغضبه وما هو ضلال ، وكلها تذكر بالتعرض إلى مرضاة الله والإقلاع عن عصيانه وما يفضي إلى غضبه فذلك صدّ عن الفحشاء والمنكر .
وفي الصلاة أفعال هي خضوع وتذلل لله تعالى من قيام وركوع وسجود وذلك يذكر بلزوم اجتلاب مرضاته والتباعد عن سخطه . وكل ذلك مما يصد عن الفحشاء والمنكر .
وفي الصلاة أعمال قلبية من نية واستعداد للوقوف بين يدي الله وذلك يذكر بأن المعبود جدير بأن تمتثل أوامره وتُجتنب نواهيه .
فكانت الصلاة بمجموعها كالواعظ الناهي عن الفحشاء والمنكر ، فإن الله قال { تنهى عن الفحشاء والمنكر } ولم يقل تَصُدّ وتحول ونحو ذلك مما يقتضي صرف المصلي عن الفحشاء والمنكر .
ثم الناس في الانتهاء متفاوتون ، وهذا المعنى من النهي عن الفحشاء والمنكر هو من حكمة جعل الصلوات موزعة على أوقات من النهار والليل ليتجدد التذكير وتتعاقب المواعظ ، وبمقدار تكرر ذلك تزداد خواطر التقوى في النفوس وتتباعد النفس من العصيان حتى تصير التقوى ملكة لها . ووراء ذلك خاصية إلهية جعلها الله في الصلاة يكون بها تيسير الانتهاء عن الفحشاء والمنكر .
روى أحمد وابن حِبّان والبيهقي عن أبي هريرة قال : «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق ، فقال : سينهاه ما تقول» أي صلاته بالليل .
واعلم أن التعريف في قوله { الفحشاء والمنكر } تعريف الجنس فكلما تذكر المصلي عند صلاته عظمة ربه ووجوب طاعته وذكر ما قد يفعله من الفحشاء والمنكر كانت صلاته حينئذ قد نهته عن بعض أفراد الفحشاء والمنكر .
و { الفحشاء } : اسم للفاحشة ، والفُحش : تجاوز الحد المقبول . فالمراد من الفاحشة : الفعلة المتجاوزة ما يُقبل بين الناس . وتقدم في قوله تعالى { إنما يأمركم بالسوء والفحشاء } في سورة [ البقرة : 169 ] . والمقصود هنا من الفاحشة : تجاوز الحد المأذون فيه شرعاً من القول والفعل ، وبالمنكر : ما ينكره الشرع ولا يرضى بوقوعه .
وكأنّ الجمع بين الفاحشة والمنكر منظور فيه إلى اختلاف جهة ذمه والنهي عنه .
وقوله { وَلَذِكْرُ الله أكبر } يجوز أن يكون عطفاً على جملة { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } فيكون عطف علة على علة ، ويكون المراد بذكر الله هو الصلاة كما في قوله تعالى { فاسعوا إلى ذكر الله } [ الجمعة : 9 ] أي صلاة الجمعة . ويكون العدول عن لفظ الصلاة الذي هو كالاسم لها إلى التعبير عنها بطريق الإضافة للإيماء إلى تعليل أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، أي إنما كانت ناهية عن الفحشاء والمنكر لأنها ذكر الله وذكر الله أمرٌ كبير ، فاسم التفضيل مسلوب المفاضلة مقصود به قوة الوصف كما في قولنا : الله أكبر ، لا تريد أنه أكبر من كبير آخر .
ويجوز أن يكون عطفاً على جملة { اتلُ ما أوحي إليك من الكتاب } . والمعنى : واذكر الله فإن ذكر الله أمر عظيم ، فيصح أن يكون المراد من الذكر تذكُّر عظمة الله تعالى . ويجوز أن يكون المراد ذكر الله باللسان ليعمّ ذكر الله في الصلاة وغيرها . واسم التفضيل أيضاً مسلوب المفاضلة ويكون في معنى قول معاذ بن جبل «ما عَمِل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله» .
ويجوز أن يكون المراد بالذكر تذكر ما أمر الله به ونهى عنه ، أي مراقبة الله تعالى وحذر غضبه ، فالتفضيل على بابه ، أي ولذكر الله أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من الصلاة في ذلك النهي ، وذلك لإمكان تكرار هذا الذكر أكثر من تكرر الصلاة فيكون قريباً من قول عمر رضي الله عنه : أفضل من شكر الله باللسان ذكر الله عند أمره ونهيه .
ولك أن تقول : ذكر الله هو الإيمان بوجوده وبأنه واحد . فلما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم وأراد أمر المؤمنين بعملين عظيمين من البر أردفه بأن الإيمان بالله هو أعظم من ذلك إذ هو الأصل كقوله تعالى { فكُّ رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة ثم كان من الذين ءامنوا } [ البلد : 13 17 ] . وذلك من ردّ العجز على الصدر عاد به إلى تعظيم أمر التوحيد وتفظيع الشرك من قوله { إن الله يعلم ما تدعون من دونه من شيء } [ العنكبوت : 42 ] إلى هنا .
وقوله { والله يعلم ما تصنعون } تذييل لما قبله ، وهو وعد ووعيد باعتبار ما اشتمل عليه قوله { اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة } وقوله { تنهى عن الفحشاء والمنكر } .
والصنع : العمل .
- إعراب القرآن : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
«اتْلُ» أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر «ما» مفعول به والجملة مستأنفة «أُوحِيَ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر «إِلَيْكَ» متعلقان بالفعل والجملة صلة لا محل لها «مِنَ الْكِتابِ» متعلقان بالفعل أيضا «وَأَقِمِ الصَّلاةَ» معطوفة على اتل .. «إِنَّ الصَّلاةَ» إن واسمها «تَنْهى » مضارع فاعله مستتر والجملة خبر إن والجملة الاسمية تعليل «عَنِ الْفَحْشاءِ» متعلقان بالفعل «وَالْمُنْكَرِ» معطوف على الفحشاء «وَلَذِكْرُ» الواو حالية واللام لام الابتداء وذكر مبتدأ مضاف «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «أَكْبَرُ» خبر والجملة حال. «وَاللَّهُ» الواو حرف استئناف ولفظ الجلالة مبتدأ «يَعْلَمُ» مضارع فاعله مستتر «ما» مفعول به والجملة الفعلية خبر المبتدأ ، والجملة الاسمية مستأنفة «تَصْنَعُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة.
- English - Sahih International : Recite [O Muhammad] what has been revealed to you of the Book and establish prayer Indeed prayer prohibits immorality and wrongdoing and the remembrance of Allah is greater And Allah knows that which you do
- English - Tafheem -Maududi : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(29:45) (O Prophet), recite the Book that has been revealed to you and establish Prayer. *77 Surely Prayer forbids indecency and evil. *78 And Allah's remembrance is of even greater merit. *79 Allah knows all that you do.
- Français - Hamidullah : Récite ce qui t'est révélé du Livre et accomplis la Salât En vérité la Salât préserve de la turpitude et du blâmable Le rappel d'Allah est certes ce qu'il y a de plus grand Et Allah sait ce que vous faites
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Verlies was dir vom Buch als Offenbarung eingegeben wird und verrichte das Gebet Gewiß das Gebet hält davon ab das Schändliche und das Verwerfliche zu tun Und das Gedenken Allahs ist wahrlich größer Und Allah weiß was ihr macht
- Spanish - Cortes : ¡Recita lo que se te ha revelado de la Escritura ¡Haz la azalá La azalá prohíbe la deshonestidad y lo reprobable Pero el recuerdo de Alá es más importante aún Alá sabe lo que hacéis
- Português - El Hayek : Recita o que te foi revelado do Livro e observa a oração porque a oração preserva o homem da obscenidade e doilícito; mas na verdade a recordação de Deus é o mais importante Sabei que Deus está ciente de tudo quanto fazeis
- Россию - Кулиев : Читай то что внушено тебе из Писания и совершай намаз Воистину намаз оберегает от мерзости и предосудительного Но поминание Аллаха - гораздо важнее и Аллах знает о том что вы творите
- Кулиев -ас-Саади : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
Читай то, что внушено тебе из Писания, и совершай намаз. Воистину, намаз оберегает от мерзости и предосудительного. Но поминание Аллаха - гораздо важнее, и Аллах знает о том, что вы творите.Всевышний повелел Своему посланнику читать ниспосланное ему откровение, то есть Священный Коран. Это означает, что каждый правоверный должен выполнять обязательные предписания, остерегаться совершения запрещенных деяний, руководствоваться кораническими наставлениями, верить в коранические повествования, размышлять над смыслом премудрых откровений и читать их в соответствии с определенными правилами. Из всего сказанного следует, что чтение Корана - это всего лишь часть этого прекрасного предписания. А это значит, что чтение Писания в широком смысле этого слова подразумевает выполнение всех предписаний мусульманской веры. И поэтому последующее повеление совершать намаз является одним из примеров включения частного в общее и свидетельствует о важности и превосходстве намаза. Этот обряд поклонения приносит человеку огромную пользу, и поэтому Всевышний Аллах возвестил о том, что намаз оберегает человека от мерзких поступков и предосудительного. Мерзкими поступками называются отвратительные прегрешения, к которым человеческая душа испытывает природное влечение. А предосудительными деяниями являются прегрешения, которые не только порицаются разумом, но и противоречат природе человеческой души. И если человек регулярно совершает намаз, выполняя его обязательные предписания и проявляя смирение перед Господом, то ему непременно удастся избавиться от прегрешений любого рода. Благодаря молитвам озарится светом его душа, очистится от скверны его сердце, приумножится его вера, усилится его стремление вершить добро и уменьшится или даже исчезнет его склонность к совершению грехов. Всякий, кто регулярно совершает намаз и выполняет его условия и обязательные предписания, непременно добьется этих результатов, потому что благочестие является одним из важнейших плодов мусульманской молитвы. Однако польза намаза не ограничивается этим, потому что есть нечто более важное и прекрасное. Это - поминание Аллаха душой, устами и телом, которое является важнейшей составляющей мусульманской молитвы. Всевышний сотворил людей для того, чтобы они поклонялись Ему, и обрядовая молитва является самым прекрасным обрядом поклонения. Совершая молитву, человек поклоняется своему Господу всеми частями тела, чего не происходит при выполнении других обрядов поклонения. Именно поэтому Всевышний Аллах сказал, что поминание Аллаха - гораздо важнее. Однако существует иное толкование этого откровения, согласно которому Всевышний Аллах вначале возвестил о важности совершения намаза, а затем отметил, что поминание Аллаха в остальное время является гораздо более важным занятием. Этого мнения придерживалось большинство толкователей Священного Корана, но первое толкование является более убедительным. И согласно этому толкованию, намаз важнее поминания Аллаха в остальное время, потому что он сам по себе является величайшим проявлением поминания Аллаха. Воистину, Аллах ведает обо всех добрых и злых деяниях Своих рабов и сполна воздаст каждому из них за все содеянное.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kitap'tan sana vahyolunanı oku; namaz kıl; muhakkak ki namaz hayasızlıktan ve fenalıktan alıkor; Allah'ı anmak en büyük şeydir Allah Yaptıklarınızı bilir
- Italiano - Piccardo : Recita quello che ti è stato rivelato del Libro ed esegui l'orazione In verità l'orazione preserva dalla turpitudine e da ciò che è riprovevole Il ricordo di Allah è certo quanto ci sia di più grande Allah conosce perfettamente quello che operate
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی پێغهمبهر ص ئهوهی بۆت ڕهوانه دهكرێت له قورئان بیخوێنهرهوه و نوێژیش بهچاكی ئهنجام بده چونكه بهڕاستی نوێژ بهرههڵستی له گوناهو تاوان و نادروستی دهكات بێگومان یادی خوا له ههموو شت گهورهتر و بهنرختره كه دهبێت له كاتی نوێژ و كاتی تریشدا بیر و هۆشی ئیماندار دابگرێت و خوا خۆی زانایه به ههموو ئهو كار و كردهوانهی كه ئهنجامی دهدهن
- اردو - جالندربرى : اے محمدﷺ یہ کتاب جو تمہاری طرف وحی کی گئی ہے اس کو پڑھا کرو اور نماز کے پابند رہو۔ کچھ شک نہیں کہ نماز بےحیائی اور بری باتوں سے روکتی ہے۔ اور خدا کا ذکر بڑا اچھا کام ہے۔ اور جو کچھ تم کرتے ہو خدا اسے جانتا ہے
- Bosanski - Korkut : Kazuj Knjigu koja ti se objavljuje i obavljaj molitvu molitva zaista odvraća od razvrata i od svega što je ružno; obavljanje molitve je najveća poslušnost – A Allah zna šta radite
- Swedish - Bernström : LÄS VAD som har uppenbarats för dig av denna Skrift och förrätta bönen Bönen avhåller [den bedjande] från skamlösa handlingar och allt som strider mot rimlighet och förnuft Men först och störst är åkallandet av Guds namn Och Gud vet vad ni gör
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Bacalah apa yang telah diwahyukan kepadamu yaitu Al Kitab Al Quran dan dirikanlah shalat Sesungguhnya shalat itu mencegah dari perbuatanperbuatan keji dan mungkar Dan sesungguhnya mengingat Allah shalat adalah lebih besar keutamaannya dari ibadatibadat yang lain Dan Allah mengetahui apa yang kamu kerjakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
(Bacalah apa yang telah diwahyukan kepadamu, yaitu Alkitab) kitab Alquran (dan dirikanlah salat. Sesungguhnya salat itu mencegah dari perbuatan-perbuatan keji dan mungkar) menurut syariat seharusnya salat menjadi benteng bagi seseorang dari perbuatan-perbuatan keji dan mungkar, selagi ia benar-benar mengerjakannya. (Dan sesungguhnya mengingat Allah adalah lebih besar keutamaannya) daripada ibadah-ibadah dan amal-amal ketaatan lainnya. (Dan Allah mengetahui apa yang kalian kerjakan) maka Dia membalasnya kepada kalian.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি আপনার প্রতি প্রত্যাদিষ্ট কিতাব পাঠ করুন এবং নামায কায়েম করুন। নিশ্চয় নামায অশ্লীল ও গর্হিত কার্য থেকে বিরত রাখে। আল্লাহর স্মরণ সর্বশ্রেষ্ঠ। আল্লাহ জানেন তোমরা যা কর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே இவ்வேதத்திலிருந்து உமக்கு அறிவிக்கப்பட்டதை நீர் எடுத்தோதுவீராக இன்னும் தொழுகையை நிலை நிறுத்துவீராக நிச்சயமாக தொழுகை மனிதரை மானக்கேடானவற்றையும் தீமையையும் விட்டு விலக்கும் நிச்சயமாக அல்லாஹ்வின் திக்ரு தியானம் மிகவும் பெரிதான சக்தியாகும்; அன்றியும் அல்லாஹ் நீங்கள் செய்பவற்றை நன்கறிகிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เจ้าจงอ่านสิ่งที่ถูกวะฮีย์แก่เจ้าจากคัมภีร์ และจงดำรงการละหมาด เพราะ แท้จริงการละหมาด นั้นจะยับยั้งการทำลามกและความชั่วและการรำลึกถึงอัลลอฮ์นั้น ยิ่งใหญ่มาก และอัลลอฮ์ทรงรอบรู้สิ่งที่พวกเจ้ากระทำ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сенга китобдан ваҳий қилинган нарсани тиловат қил ва намозни тўкис адо эт албатта намоз фоҳиша ва мункар ишлардан қайтарур Албатта Аллоҳнинг зикри буюк ишдир Аллоҳ нима қилсангиз билур Қуръонни тиловат қилиб кишиларга етказиш Ислом даъватининг асосий омилидир Ушбу илоҳий китоб маъноларини кишиларга етказиш унинг таълимотларига амал қилишга чақириш даъватчининг асосий иши бўлмоғи лозим Биз намозни тўкис адо эт деб таржима қилган жумлани тўридантўғри сўзмасўз ўзбекчага ағдарадиган бўлсак намозни тик турғиз бўлиб чиқади Демак намозни ўқиш билан намозни тик турғизиш яъни тўкис адо этиш орасида фарқ бор Аллоҳ таоло Пайғамбарга с а в намоз ўқи деб эмас намозни тўкис адо эт деб хитоб қилмоқда Мана шу нуқтадан кимнинг намози ҳақиқий кимники сохта эканини билиб оламиз Намозни ҳамма ҳам ўқийверади лекин намозхон фоҳиша ва мункар ишлардан қайтмаса унинг ўқиган намози ҳақиқий бўлмайди Қачонки намозхон намозни тўкис адо қилса фоҳиша ва мункар ишлардан қайтади
- 中国语文 - Ma Jian : 你应当宣读启示你的经典,你当谨守拜功,拜功的确能防止丑事和罪恶,记念真主确是一件更大的事。真主知道你们的做为。
- Melayu - Basmeih : Bacalah serta ikutlah wahai Muhammad akan apa yang diwahyukan kepadamu dari AlQuran dan dirikanlah sembahyang dengan tekun; sesungguhnya sembahyang itu mencegah dari perbuatan yang keji dan mungkar; dan sesungguhnya mengingati Allah adalah lebih besar faedahnya dan kesannya; dan ingatlah Allah mengetahui akan apa yang kamu kerjakan
- Somali - Abduh : Akhri Nabiyow waxa luguu waxyoon oo Kitaabka ah oog Salaaddana maxaayeelaySalaaddu waxay ka reebta Dadka Xumaanta iyo waxa la noco xusidda Eebaana weyn Eebana waa ogyahay waxaad sanceyneysaan
- Hausa - Gumi : Ka karanta abin da ake yin wahayi zuwa gare ka daga Littãfi kuma ka tsayar da salla Lalle salla tanã hanãwa daga alfãsha da abni ƙyãma kuma lalle ambaton Allah ya fi girma kuma Allah Yanã sane da abin da kuke aikatãwa
- Swahili - Al-Barwani : SOMA uliyo funuliwa katika Kitabu na ushike Sala Hakika Sala inazuilia mambo machafu na maovu Na kwa yakini kumdhukuru Mwenyezi Mungu ndilo jambo kubwa kabisa Na Mwenyezi Mungu anayajua mnayo yatenda
- Shqiptar - Efendi Nahi : Lexo Librin Kur’anin që të është shpallur ty dhe kryeje namazin Namazi me të vërtetë të largon pengon nga korrupcioni dhe nga çdo vepër e shëmtuar E të përmendurit e Perëndisë është më e madhja lutje – E Perëndia di çka punoni ju
- فارسى - آیتی : هر چه را از اين كتاب بر تو وحى شده است تلاوت كن. و نماز بگزار، كه نماز آدمى را از فحشا و منكر باز مىدارد و ذكر خدا بزرگتر است و خدا به كارهايى كه مىكنيد آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар чиро аз ин китоб бар ту ваҳй шудааст, тиловат кун. Ва намоз бигзор, ки намоз одамиро аз фаҳшову мункар бозмедорад ва зикри Худо бузургтар аст ва Худо ба корҳое, ки мекунед, огоҳ аст!
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ساڭا ۋەھىي قىلىنغان كىتابنى (يەنى قۇرئاننى) تىلاۋەت قىلغىن، نامازنى (تەئدىل ئەركان بىلەن) ئوقۇغىن، ناماز ھەقىقەتەن قەبىھ ئىشلاردىن ۋە گۇناھلاردىن توسىدۇ، اﷲ نى ياد ئېتىش ھەممىدىن (يەنى ئۇنىڭدىن باشقا ھەممە ئىبادەتتىن) ئۇلۇغدۇر، اﷲ قىلىۋاتقان (ھەممە) ئىشىڭلارنى بىلىپ تۇرىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഈ വേദപുസ്തകത്തില് നിനക്കു ബോധനമായി ലഭിച്ചവ നീ ഓതിക്കേള്പ്പിക്കുക. നമസ്കാരം നിഷ്ഠയോടെ നിര്വഹിക്കുക. നിശ്ചയമായും നമസ്കാരം നീചകൃത്യങ്ങളെയും നിഷിദ്ധകര്മങ്ങളെയും തടഞ്ഞുനിര്ത്തുന്നു. ദൈവസ്മരണയാണ് ഏറ്റവും മഹത്തരം. ഓര്ക്കുക: നിങ്ങള് ചെയ്യുന്നതെന്തും അല്ലാഹു നന്നായി അറിയുന്നുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : اتل ما انزل اليك من هذا القران واعمل به واد الصلاه بحدودها ان المحافظه على الصلاه تنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي والمنكرات وذلك لان المقيم لها المتمم لاركانها وشروطها يستنير قلبه ويزداد ايمانه وتقوى رغبته في الخير وتقل او تنعدم رغبته في الشر ولذكر الله في الصلاه وغيرها اعظم واكبر وافضل من كل شيء والله يعلم ما تصنعون من خير وشر فيجازيكم على ذلك اكمل الجزاء واوفاه
*77) The address apparently is directed to the Holy Prophet but, in fact, it is meant for all the believers. Until now they were being counselled patience and reliance on Allah to brave the extreme trying conditions in which they found themselves and the persecutions they were being subjected to on account of their faith. Now they are being told to recite the Qur'an and establish the Salat as a practical device, for these are the two things which endow a believer with a strong character and a wonderful capacity by which he can not only brave successfully the most violent storms of evil and falsehood but can even subdue them. But man can acquire this power from the recitation of the Qur'an and the Prayer only when he does not retrain content with the mere recital of the words but also understands well the Qur'anic teachings and absorbs them in his soul, and his Prayer does not remain confined to physical movements but becomes the very function of his heart and the motive force for his morals and character. The desired quality of the Prayer is being mentioned by the Qur'an itself in the next sentence. As for its recitation, one should know that the recitation which does not reach the heart beyond the throat, cannot even give tnan enough power to remain steadfast to his faith, not to speak of enabling him to withstand the furies of unbelief. About such people, a Hadith says: "They will recite the Qur'an, but the Qur'an will not go beyond their throats; they will leave the Faith just as the arrow leaves the bow." (Bukhari, Muslim, Mu'atta`). As a matter of fact, the recitation which dces not effect any change in a man's way of thinking, and his morals and character, and he goes on doing what the Qur'an forbids, is not the recitation of a believer at all. About such a one the Holy Prophet has said: ;'He who makes lawful what the Qur'an has declared unlawful, has not believed in the Qur'an at all." (Tirmidhi, on the authority of Suhaib Rumi). Such a recitation dces not reform and strengthen a maws self and spirit, but makes him even more stubborn against Allah and impudent before his own conscience, and destroys his character altogether. For the case of the person who believes in the Qur'an as a Divine Book, reads it and comes to know what his God has enjoined, and then goes on violating His injunctions, is of the culprit, who commits a crime not due to ignorance but after full knowledge of the law. The Holy Prophet has elucidated this point in a brief sentence, thus: "The Qur'an is a testimony in your favour as well as against you." (Muslim). That is, "If you follow the Qur'an rightly it is a testimony in your favour. Whenever you are called to account for your deeds, here or in the hereafter, you can produce the Qur'an as a testimony in your defence, saying that whatever you did was in accordance with this Book. If what you did was precisely according to it, no jurist in the world will be able to punish you, nor will God in the Hereafter hold you accountable for it. But if this Book has reached you, andyou have read it and found out what your Lord demands from you, what He enjoins and what He forbids, and then you adopt an attitude opposed to it, then this Book will be a testimony against you. It will further strengthen the criminal case against you in the Court of God. Then it will in no way be possible for you to escape the punishment, or receive a light punishment, by making the excuse of ignorance. "
*78) This is an important characteristic out of the many characteristics of the Prayer, which has been presented here prominently in view of its relevance to the context. To counter the severe storm of opposition and resistance that the Muslims were experiencing in Makkah, they stood in need of a moral force rather than any material power. To bring about the moral force and develop it suitably two practical devices were pointed out in the first instance, the recitation of the Qur'an and the establishment of the Salat. Now they are being told that the establishment of the Salat is the means through which they can get rid of those evils in which they themselves had been involved before they embraced Islam and in which the non-Muslim Arabs and the non-Arab world around them were involved at that tithe. With a little thinking one can easily understand why this special advantage of the Prayer has been particularly mentioned here. Evidently, getting rid of the moral evils is not only useful insofar as it is beneficial for those who attain the moral purity, both here and in the Hereafter, but its inevitable advantage is that it gives them unique superiority over those who might be involved in diverse moral evils, and who might be exerting their utmost to sustain the impure system of ignorance, which nourishes those evils, against the efforts of the morally pure people. Indecent and evil acts are those which man by nature abhors, and which have always been held as evil in principle by the people of every community and society, however depraved and perverted practically. The Arab society in the days of the revelation of the Qur'an was no exception to this. Those people also were aware of '.he moral virtues and the evils: they valued the good above the evil and there might be none among them, who regarded the evil as identical with the good, or depreciated good. Under such conditions, in a perverted society like that, the emergence of a movement which revolutionised morally members of the same society itself as soon as they came into contact with it, and raised them in character high above their contemporaries, inevitably had widespread effects. The common Arabs could not possibly fail to feel the moral impact of the movement, which eradicated evils and promoted goodness, and instead go on following those who were themselves morally corrupt and were fighting to sustain the system of ignorance, which had been nourishing those evils since centuries. That is why the Qur'an at that time exhorted the Muslims to establish Sa/at instead of urging them to collect material resources and force and strength that could win over the people's hearts and defeat the enemy without any material force. The virtue of the Prayer that has been mentioned here has two aspects: its essential and inseparable quality that it restrains from evil and indecent acts, and its desired quality that the one who performs it should in actual fact refrain from evil and indecent acts. As for the first quality the Prayer does restrain people from the evils. Anyone who ponders a little over the nature of the Prayer, will admit that of aII the checks and brakes that can be put on man to restrain him from the evils, the Prayer can be the most effective. After all, what check could be more effective than this that man should be called upon five times a day for the remembrance of Allah and made to remind himself again and again that he is not wholly free and independent in this world but is the servant of One God, and his God is He Who is aware of his open as well as hidden acts, even of the most secret aims and intentions of his heart, and a time will surely come when he will have to account for all his deeds before his God. Then he is not only reminded of this but is given practical training at every Prayer time that he should not disobey any of his God's Commands even secretly. From the time that he stands up for the Prayer till its completion man has to perform continuously certain acts in which there is no third person, besides him and his God, who can know whether he has obeyed God's law or , disobeyed it. For instance, if the man's wudu (state of ablutions ) has become void and he stands up for the Prayer, there ca.. be no one, besides him and God, who will know that he is no longer in the state of wudu. If the man has expressed no intention of the Prayer but just goes on performing all the required movements and recites poetry, for instance, instead of the prescribed texts quietly, there is none, besides him and his God who can be aware of the secret that he has not, in fact, performed his Prayer at all. Notwith standing this, if a person offers the Prayer five times a day, fulfilling faithfully aII the conditions of the Divine law in respect of the cleanliness of the body and dress, and the essentials of the Prayer and its recitation, etc. it means that through this Prayer his conscience is being awakened to life several times a day, he is being helped to-become a responsible and dutiful person, and he is being practically trained that he should, under his own urge of obedience, abide by the law which he has believed in openly as well as secretly, regardless whether there is any external force to make him abide by it or not, and whether the people of the world have any knowledge of his intentions and deeds or not. Thus considered, one cannot help admitting that the Prayer not only restrains man from the evils and indecencies, but, in fact, there is no other method of training in the world, which may be so effective as the Prayer is in restraining man from the evils. As for the question whether or not man in actual fact refrains from the evils even after attendance at the Prayer, this depends upon the man himself, who is undergoing training for self-reform. If he has the intention to benefit from it, and endeavours for it, the reformatory effects of the Prayer will certainly have their impact on him. Otherwise, evidently, no reformatory device in the world can be effective with a person, who is not prepared to receive any impact of it, or tries to avoid its impact intentionally. This can be explained by an example. The essential quality of food is to nourish the body and develop it. But this advantage can be had only when food is allowed to be assimilated. If a person vomits what he eats after every meal, his food cannot profit him in any way. Just as, keeping such a person in view, one cannot say that food is not nutritious for the body, because so-and-so is becoming a skeleton in spite of eating food, so can no one present the example of an unrighteous offerer of the Prayer and say that the Prayer dces not restrain from the evils, because so-and-so is unrighteous in spite of his Prayer. Just as about such a person it will be apt to say that he dces not offer the Prayer at all, so about the person who vomits everything he eats, it will be apt to say that he does not eat his food at all. Precisely the same thing has been reported from the Holy Prophet and some great Companions and their followers. `Imran bin Husain reports that the Holy Prophet said: "He Whose Prayer did not restrain him from the evil and indecent acts, offered no Prayer at all." (Ibn Abi Hatim). -Ibn `Abbas has reported the Holy Prophet as saying: "The Prayer which did not restrain a person from the evil and indecent acts, led him further away from Allah." (Ibn Abi Hatim, Tabarani). A Hadith containing the same theme has been reported by Hasan Basri directly from the Holy Prophet (Ibn Jarir, Baihaqi). Another Hadith reported on the authority of Ibn Mas`ud is to the effect: "He who did not obey the Prayer, offered no Prayer at all, and obedience to the Prayer is that one should refrain from the evil and indecent acts." (Ibn Jarir, Ibn Abi Hatim). Several sayings to the same effect have been reported on the authority of 'Abdullah bin Mas`ud, `Abdullah bin `Abbas, Hasan Basri, Qatadah and A`amash, etc. Imam Ja`far Sadiq has said: "He who wants to know whether his Prayer has been accepted or not, should see how far his Prayer has restrained him from the evil and indecent acts. If he has been restrained from the evils, his Prayer has been accepted." (Ruh al Ma `ani).
*79) This can have several meanings: (1) "That the remembrance of Allah (i.e. Prayer) is a thing of much higher value: it not only restrains from the evils, but, over and above that, it induces people to act righteously and urges them to excel one another in good acts," (2) "that Allah's remembrance in itself is a great thing: it is the best of acts: no act of man is greater in value than this. ` (3) "that Allah's remembrance of you is a greater thing than your remembrance of Him. Allah has said in the Qur'an: "So remember Me: I will remember you'." (Al-Baqarah: 156). Thus, when the servant remembers Allah in the Prayer, inevitably AIIah also will remember him, and the merit of Allah's remembering the servant is certainly greater than the servant's remembering Allah. Besides these three meanings, there is another subtle meaning also, which the wife of Hadrat Abud Darda has explained. She says, "Allah's remembrance is not restricted to the Prayer, but, its sphere is much vaster. When a man observes a fast, or pays the Zakat or performs a righteous act, he inevitably remembers Allah. That is why the righteous act emanates from him. Likewise, when a man refrains from an evil act when an opportunity exists for it, even this also is the result of Allah's remembrance. Thus, the remembrance of Allah pervades the entire life of a believer."