- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَّا يَنۢبَغِى لِأَحَدٍۢ مِّنۢ بَعْدِىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ
- عربى - نصوص الآيات : قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ۖ إنك أنت الوهاب
- عربى - التفسير الميسر : ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيه شق وَلَد، وُلِد له حين أقسم ليطوفنَّ على نسائه، وكلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، ولم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعًا، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق ولد، ثم رجع سليمان إلى ربه وتاب، قال: رب اغفر لي ذنبي، وأعطني ملكًا عظيمًا خاصًا لا يكون مثله لأحد من البشر بعدي، إنك- سبحانك- كثير الجود والعطاء. فاستجبنا له، وذللنا الريح تجري بأمره طيِّعة مع قوتها وشدتها حيث أراد.
- السعدى : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
فـ { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } فاستجاب اللّه له وغفر له، ورد عليه ملكه، وزاده ملكا لم يحصل لأحد من بعده، وهو تسخير الشياطين له، يبنون ما يريد، ويغوصون له في البحر، يستخرجون الدر والحلي، ومن عصاه منهم قرنه في الأصفاد وأوثقه.
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
وقوله - سبحانه - : ( قَالَ رَبِّ اغفر لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بعدي . . . ) بيان لما قاله سليمان - عليه السلام - بعد الابتلاء والاختبار من الله - تعالى - له .
أى : قال سليمان - عليه السلام - يا رب اغفر لى لى ما فرط منى من ذنوب وزلات . . ( وَهَبْ لِي مُلْكاً ) عظيما ( لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بعدي ) أى : لا يحصل مثله لأحد من الناس من بعدى ( إِنَّكَ أَنتَ ) يا إلهى ( الوهاب ) أى : الكثير العطاء لمن تريد عطاءه .
وقدم سليمان - عليه السلام - طلب المغفرة على طلب الملك ، للإِشارة إلى أنها هى الأهم عنده .
قال الإِمام الرازى - رحمه الله - : دلت هذه الآية على أنه يجب تقديم مهم الدين على مهم الدنيا ، لأن سليمان طلب المغفرة أولا ، ثم بعدها طلب المملكة ، وأيضا الآية تدل على أن طلب المغفرة من الله - تعالى - سبب لانفتاح أبواب الخيرات فى الدنيا ، لأن سليمان طلب المغفرة أولا ، ثم توسل به إلى طلب المملكة .
ولايقال كيف طلب سليمان - عليه السلام - الدنيا والملك مع حقارتهما إلى جانب الآخرة وما فيها من نعيم دائم؛ لأن سليمان - عليه السلام - ما طلب ذلك إلا من أجل خدمة دينه وإعلاء كلمة الله فى الأرض ، والتمكن من أداء الحقوق لأصحابها ، ونشر العدالة بين الناس ، وإنصاف المظلوم ، وإعانة المحتاج .
وتنفيذ شرع الله - تعالى - على الوجه الأكمل .
فهو - عليه السلام - لم يطلب الملك للظلم أو البغى . . وإنما طلبه للتقوى به على تنفيذ شريعة الله - تعالى - فى الأرض .
ولقد وضح الإِمام القرطبى هذا المعنى فقال : كيف أقدم سليمان على طلب الدنيا ، مع ذمها من الله - تعالى - . . . ؟
فالجواب : أن ذلك محمول عند العلماء على أداء حقوق الله - تعالى - وسياسة ملكه ، وترتيب منازل خلقه ، وإقامة حدوده ، والمحافظة على رسومه وتعظيم شعائره ، وظهور عبادته ، ولزوم طاعته . . . وحوشى سليمان - عليه السلام - أن يكون سؤالا طلبا لنفس الدنيا . لأنه هو والأنبياء ، أزهد خلق الله فيها ، وإنما سأل مملكتها لله . كما سأل نوح دمارها وهلاكها لله ، فكانا محمودين مجابين إلى ذلك .
ومعنى قوله ( لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بعدي ) أى : أن يسأله . فكأنه سأل منه السؤال بعده ، حتى لا يتعلق به أمل أحد ، ولم يسأل منع الإِجابة . .
- البغوى : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ) قال مقاتل وابن كيسان : لا يكون لأحد من بعدي . قال عطاء بن أبي رباح : يريد هب لي ملكا لا تسلبنيه في آخر عمري وتعطه غيري ، كما استلبته فيما مضى من عمري .
( إنك أنت الوهاب ) قيل : سأل ذلك ليكون آية لنبوته ، ودلالة على رسالته ، ومعجزة .
وقيل : سأل ذلك ليكون علما على قبول توبته حيث أجاب الله دعاءه ورد إليه ملكه ، وزاد فيه .
وقال مقاتل بن حيان : كان لسليمان ملكا ولكنه أراد بقول : " لا ينبغي لأحد من بعدي " تسخير الرياح والطير والشياطين ، بدليل ما بعده .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد ، حتى تنظروا إليه كلكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " فرددته خاسئا .
مسألة: الجزء السابعالتحليل الموضوعي
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( 35 ) )
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) قَالَ مُقَاتِلٌ وَابْنُ كَيْسَانَ : لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي . قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : يُرِيدُ هَبْ لِي مُلْكًا لَا تَسْلُبْنِيهِ فِي آخِرِ عُمْرِي وَتُعْطِهِ غَيْرِي ، كَمَا اسْتَلَبْتَهُ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمُرِي .
( إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) قِيلَ : سَأَلَ ذَلِكَ لِيَكُونَ آيَةً لِنُبُوَّتِهِ ، وَدَلَالَةً عَلَى رِسَالَتِهِ ، وَمُعْجِزَةً .
وَقِيلَ : سَأَلَ ذَلِكَ لِيَكُونَ عَلَمًا عَلَى قَبُولِ تَوْبَتِهِ حَيْثُ أَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَرَدَّ إِلَيْهِ مُلْكَهُ ، وَزَادَ فِيهِ .
وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ : كَانَ لِسُلَيْمَانَ مُلْكًا وَلَكِنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِ : "
لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي " تَسْخِيرَ الرِّيَاحِ وَالطَّيْرِ وَالشَّيَاطِينِ ، بِدَلِيلِ مَا بَعْدَهُ .أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ ، فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ " رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي " فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا .مسألة: الجزء السابعالتحليل الموضوعي
( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ( 35 ) )
( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ) قال مقاتل وابن كيسان : لا يكون لأحد من بعدي . قال عطاء بن أبي رباح : يريد هب لي ملكا لا تسلبنيه في آخر عمري وتعطه غيري ، كما استلبته فيما مضى من عمري .
( إنك أنت الوهاب ) قيل : سأل ذلك ليكون آية لنبوته ، ودلالة على رسالته ، ومعجزة .
وقيل : سأل ذلك ليكون علما على قبول توبته حيث أجاب الله دعاءه ورد إليه ملكه ، وزاد فيه .
وقال مقاتل بن حيان : كان لسليمان ملكا ولكنه أراد بقول : " لا ينبغي لأحد من بعدي " تسخير الرياح والطير والشياطين ، بدليل ما بعده .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد ، حتى تنظروا إليه كلكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " فرددته خاسئا .
- ابن كثير : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) قال بعضهم : معناه : لا ينبغي لأحد من بعدي أي : لا يصلح لأحد أن يسلبنيه كما كان من قضية الجسد الذي ألقي على كرسيه لا أنه يحجر على من بعده من الناس . والصحيح أنه سأل من الله تعالى ملكا لا يكون لأحد من بعده من البشر مثله ، وهذا هو ظاهر السياق من الآية وبه وردت الأحاديث الصحيحة من طرق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
قال البخاري عند تفسير هذه الآية : حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح ومحمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة - أو كلمة نحوها - ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان : ( رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي )
قال روح : فرده خاسئا
وكذا رواه مسلم والنسائي من حديث شعبة به
وقال مسلم في صحيحه : حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فسمعناه يقول : "
أعوذ بالله منك " . ثم قال : " ألعنك بلعنة الله " - ثلاثا - وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله ، قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ؟ قال : " إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك - ثلاث مرات - ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة . فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به صبيان أهل المدينة "وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو أحمد حدثنا ميسرة بن معبد حدثنا أبو عبيد حاجب سليمان قال : رأيت عطاء بن يزيد الليثي قائما يصلي ، فذهبت أمر بين يديه فردني ثم قال حدثني أبو سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام يصلي صلاة الصبح وهو خلفه فقرأ فالتبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال : "
لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين - الإبهام والتي تليها - ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد ، يتلاعب به صبيان المدينة فمن استطاع منكم ألا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل " .وقد روى أبو داود منه : "
من استطاع منكم ألا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل " عن أحمد بن أبي سريج عن أبي أحمد الزبيري بهوقال الإمام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري حدثنا الأوزاعي ، حدثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله الديلمي قال : دخلت على عبد الله بن عمرو ، وهو في حائط له بالطائف يقال له : "
الوهط " ، وهو مخاصر فتى من قريش يزن بشرب الخمر ، فقلت : بلغني عنك حديث أنه " من شرب شربة خمر لم يقبل الله - عز وجل - له توبة أربعين صباحا ، وإن الشقي من شقي في بطن أمه وإنه من أتى بيت المقدس لا ينهزه إلا الصلاة فيه ، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه ، فلما سمع الفتى ذكر الخمر اجتذب يده من يده ثم انطلق . فقال عبد الله بن عمرو إني لا أحل لأحد أن يقول علي ما لم أقل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من شرب من الخمر شربة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه . فإن عاد - قال فلا أدري في الثالثة أو الرابعة - فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة " قال : وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم الله - عز وجل - " وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن سليمان سأل الله تعالى ثلاثا فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة : سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فنحن نرجو أن يكون الله تعالى قد أعطانا إياها "وقد روى هذا الفصل الأخير من هذا الحديث النسائي وابن ماجه من طرق عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن سليمان لما بنى بيت المقدس سأل ربه - عز وجل - خلالا ثلاثا . . . " وذكره
وقد روي من حديث رافع بن عمير رضي الله عنه ، بإسناد وسياق غريبين فقال الطبراني :
حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني حدثنا محمد بن أيوب بن سويد حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " قال الله - عز وجل - لداود - عليه السلام - : ابن لي بيتا في الأرض . فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى الله إليه : يا داود نصبت بيتك قبل بيتي ؟ قال : يا رب هكذا قضيت من ملك استأثر ثم أخذ في بناء المسجد فلما تم السور سقط ثلاثا فشكا ذلك إلى الله - عز وجل - فقال : يا داود إنك لا تصلح أن تبني لي بيتا قال : ولم يا رب ؟ قال : لما جرى على يديك من الدماء . قال : يا رب أو ما كان ذلك في هواك ومحبتك ؟ قال : بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم فشق ذلك عليه فأوحى الله إليه : لا تحزن فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان . فلما مات داود أخذ سليمان في بنائه فلما تم قرب القرابين وذبح الذبائح وجمع بني إسرائيل فأوحى الله إليه : قد أرى سرورك ببنيان بيتي فسلني أعطك . قال : أسألك ثلاث خصال حكما يصادف حكمك وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما ثنتان فقد أعطيهما وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة "
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن راشد اليمامي ، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال : ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا دعاء إلا استفتحه ب " سبحان الله ربي الأعلى العلي الوهاب "
وقد قال أبو عبيد : حدثنا علي بن ثابت عن جعفر بن برقان عن صالح بن مسمار قال : لما مات نبي الله داود أوحى الله إلى ابنه سليمان عليهما السلام : أن سلني حاجتك . قال : أسألك أن تجعل لي قلبا يخشاك كما كان قلب أبي وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي . فقال الله : أرسلت إلى عبدي وسألته حاجته فكانت [ حاجته ] أن أجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قلبه يحبني لأهبن له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده .
- القرطبى : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
قوله تعالى : قال رب اغفر لي أي اغفر لي ذنبي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي يقال : كيف أقدم سليمان على طلب الدنيا ، مع ذمها من الله تعالى ، وبغضه لها ، وحقارتها لديه ؟ . فالجواب : أن ذلك محمول عند العلماء على أداء حقوق الله تعالى وسياسة ملكه ، وترتيب منازل خلقه ، وإقامة حدوده ، والمحافظة على رسومه ، وتعظيم شعائره ، وظهور عبادته ، ولزوم طاعته ، ونظم قانون الحكم النافذ عليهم منه ، وتحقيق الوعود في أنه يعلم ما لا يعلم أحد من خلقه حسب ما صرح بذلك لملائكته فقال : إني أعلم ما لا تعلمون وحاشا سليمان - عليه السلام - أن يكون سؤاله طلبا لنفس الدنيا ; لأنه هو والأنبياء أزهد خلق الله فيها ، وإنما سأل مملكتها لله ، كما سأل نوح دمارها وهلاكها لله ، فكانا محمودين مجابين إلى ذلك ، فأجيب نوح فأهلك من عليها ، وأعطي سليمان المملكة . وقد قيل : إن ذلك كان بأمر من الله - جل وعز - على الصفة التي علم الله أنه لا يضبطه إلا هو وحده دون سائر عباده ، أو أراد أن يقول ملكا عظيما فقال : لا ينبغي لأحد من بعدي وهذا فيه نظر . والأول أصح . ثم قال له : هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب قال الحسن : ما من أحد إلا ولله عليه تبعة في نعمه غير سليمان بن داود - عليه السلام - فإنه قال : هذا عطاءنا الآية .
قلت : وهذا يرد ما روي في الخبر : إن آخر الأنبياء دخولا الجنة سليمان بن داود - عليه السلام - لمكان ملكه في الدنيا . وفي بعض الأخبار : يدخل الجنة بعد الأنبياء بأربعين خريفا ، ذكره صاحب القوت ، وهو حديث لا أصل له ; لأنه سبحانه إذا كان عطاءه لا تبعة فيه ; لأنه من طريق المنة ، فكيف يكون آخر الأنبياء دخولا الجنة ، وهو سبحانه يقول : وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب . وفي الصحيح : لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته . . . الحديث . وقد تقدم فجعل له من قبل السؤال حاجة مقضية ، فلذلك لم تكن عليه تبعة . ومعنى قوله : لا ينبغي لأحد من بعدي أي : أن يسأله . فكأنه سأل منع السؤال بعده ، حتى لا يتعلق به أمل أحد ، ولم يسأل منع الإجابة . وقيل : إن سؤاله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، ليكون محله وكرامته من الله ظاهرا في خلق السماوات والأرض ، فإن الأنبياء عليهم السلام لهم تنافس في المحل عنده ، فكل يحب أن تكون له خصوصية يستدل بها على محله عنده ، ولهذا لما أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - العفريت الذي أراد أن يقطع عليه صلاته وأمكنه الله منه ، أراد ربطه ثم تذكر قول أخيه سليمان : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده خاسئا . فلو أعطي أحد بعده مثله ذهبت الخصوصية ، فكأنه كره - صلى الله عليه وسلم - أن يزاحمه في تلك الخصوصية ، بعد أن علم أنه شيء هو الذي خص به من سخرة الشياطين ، وأنه أجيب إلى ألا يكون لأحد بعده . والله أعلم .
- الطبرى : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
قوله ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) يقول تعالى ذكره: قال سليمان راغبا إلى ربه: ربّ استر عليّ ذنبي الذي أذنبت بيني وبينك, فلا تعاقبني به ( وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) لا يسلبنيه أحدكما كما سلبنيه قبل هذه الشيطان.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) يقول: ملكا لا أسلَبه كما سُلبتُه. وكان بعض أهل العربية يوجه معنى قوله ( لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) إلى: أن لا يكون لأحد من بعدي, كما قال ابن أحمر:
مـا أُمُّ غُفْـرٍ عـلى دعْجَـاءَ ذي عَلَقٍ
يَنْفـي القَراميـدَ عنهـا الأعْصَمُ الوَقِلُ
فـي رأْسِ حَلْقـاءَ مِـن عَنقاءَ مُشْرِفةً
لا يَنْبَغــي دُونهـا سَـهْل وَلا جَـبَل (2)
بمعنى: لا يكون فوقها سهل ولا جبل أحصن منها.
وقوله ( إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) يقول: إنك وهاب ما تشاء لمن تشاء بيدك خزائن كلّ شيء تفتح من ذلك ما أردت لمن أردت.
-------------------
الهوامش :
(2) البيتان لابن أحمر الباهلي . أنشد أولهما صاحب اللسان في (دعج ، علق) وأنشد الثاني في (علق) ، وقال : دعجاء : هضبة عن أبي عبيدة . والغفر ، بضم أوله وفتحه : ولد الأروية ، والأنثى بالهاء والقراميد في البيت : أولاد الوعول . والقرمود : ذكر الوعول : والقراميد في غير هذا : الصخور وطوابيق الدار والحمامات . وبناء مقرمد : مبني بالآجر أو الحجارة . والأعصم : الوعل الذي في ذراعيه أو أحدهما بياض . والوعل بكسر العين وضمها : الذي يسرع في الصعود في الجبل. وهضبة حلقاء : مصمتة ملساء ، لا نبات فيها . ويقال : هضبة معنقة وعنقاء : إذا كانت مرتفعة طويلة في السماء. ولا ينبغي : أي لا يكون مثلها في سهل أو جبل . وهذا محل الشاهد في البيتين ، وهو مثل قوله تعالى :" هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي" . قال أبو عبيدة وأنشد البيتين ( الورقة 214 ) لا ينبغي أن يكون فوقها سهل ولا جبل أعز منها أو أحصن منها . ورواية البيت الثاني في ( اللسان : علق ) : لا ينبغي تحريف . وقد مر هذا البيت في شواهد المؤلف مرتين في الجزء ( 16 : 84 ، 131 ) . أ هـ .
- ابن عاشور : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فكنّى ب { لا ينبغي } عن معنى لا يُعطَى لأحد ، أي لا تعطيه أحداً من بعدي .
ففعل : { ينبغِي } مطاوع بغاه ، يقال : بغاه فانبغى له وليس للملْك اختيار وانبغاء وإنما الله هو المعطي والميسّر فإسناد الانبغاء إلى الملك مجاز عقلي ، وحقيقته : انبغاء سببه . وهذا من التأدّي في دعائه إذ لم يقل : لا تعطه أحداً من بعدي .
وسأل الله أن لا يقيم له منازعاً في ملكه وأن يبقى له ذلك الملكُ إلى موته ، فاستجاب فكان سليمان يخشى ظهور عبده ( يربعام بن نباط ) من سبط أفرايم عليه إذ كان أظهر الكيد لسليمان فطلبه سليمان ليقتله فهرب إلى ( شيشق ) فرعون مصر وبقي في مصر إلى وفاة سليمان . فهذا أيضاً مما حمل سليمان أن يسأل الله تثبيت ملكه وأن لا يعطيه أحداً غيره . وكان لسليمان عدوَّان آخران هما ( هدد ) الأدومي و ( رزون ) من أهل صرفة مقيمين في تخوم مملكة إسرائيل فخشي أن يكون الله هيأهما لإِزالة ملكه .
واستعمل { مِن بعدي } في معنى : من دوني ، كقوله تعالى : { فمن يهديه من بعد الله } [ الجاثية : 23 ] ، فيكون معنى { لا ينبغِي } أنه لا ينبغي لأحد غيري ، أي في وقت حياتي فهذا دعاء بأن لا يُسلط أحد على ملكه مدة حياته .
وعلى هذا التفسير لا يكون في سؤاله هذا الملك شيء من الاهتمام بأن لا ينال غيره مثل ما ناله هو فلا يرد على ذلك أن مثل هذا يعدّ من الحسد .
ويجوز أن يبقى { مِن بعدي } على ظاهره ، أي بعد حياتي . فمعنى { لا يَنبغِي } : لا ينبغي مثله لأحد بعد وفاتي . وتأويل ذلك أنه قصد من سؤاله الإِشفاق من أن يلِي مثل ذلك الملك من ليس له من النُبوءة والحكمة والعصمة ما يضطلع به لأعباء ملك مثل ذلك الملك ومن ليس له من النفوذ على أمته ما لسليمان على أمته فلا يلبث أن يحسد على الملك فينجم في الأمة منازعون للمَلِك على مُلْكه ، فينتفِي أيضاً على هذا التأويل إيهام أنه سأل ذلك غيرة على نفسه أن يعطَى أحد غيرُه مثلَ ملكه ( مما تشمّ منه رائحة الحسد ) .
وقد تضمنت دعوته شيئين : هما أن يعطى ملكاً عظيماً ، وأن لا يُعطَى غيرُه مثلَه في عظمته . وقد حكى الله دعاء سليمان وهو سرّ بينه وبين ربه إشعاراً بأنه ألهمه إياه ، وأنه استجاب له دعوته تعريفاً برضاه عنه وبأنه جعل استجابته مكرمة توبتِه . ومعنى ذلك أنه لا يأتي ملك بعده له من السلطان جميع ما لسليمان فإن ملك سليمان عمّ التصرف في الجن وتسخير الريح والطير ، ومجموعُ ذلك لم يحصل لأحد من بعده .
وفي «الصحيح» عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن عفريتاً من الجن تفلَّتَ البارحةَ ليقطع عليَّ صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردتُ أن أربطه بسارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلُّكُم فذكرتُ دعوة أخي سليمان : «رب هَبْ لي مُلْكاً لا يَنْبَغي لأحَدٍ مِنْ بَعْدي فرددته خاسِئاً» .
وجملة { إنَّك أنتَ الوهابُ } علة للسؤال كله وتمهيد للإِجابة ، فقامت ( إنّ ) مقام حرف التفريع ودلت صيغة المبالغة في { الوَهَّابُ } على أنه تعالى يهب الكثير والعظيم لأن المبالغة تفيد شدة الكمية أو شدة الكيفية أو كلتيهما بقرينة مقام الدعاء ، فمغفرة الذنب من المواهب العظيمة لما يرتب عليه من درجات الآخرة وإعطاء مثل هذا الملك هو هبة عظيمة . و { أنْتَ } ضميرُ فصل ، وأفاد الفصل به قصراً فصار المعنى : أنت القوي الموهبة لا غيرك ، لأن الله يَهَب ما لا يملك غيره أن يهبه .
- إعراب القرآن : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
«قالَ» ماض فاعله مستتر «رَبِّ» منادى بأداة نداء محذوفة مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة والجملة مقول القول «اغْفِرْ» فعل دعاء فاعله مستتر «لِي» متعلقان باغفر «وَهَبْ» الواو حرف عطف وفعل دعاء فاعله مستتر «لِي» متعلقان بهب «مُلْكاً» مفعول به «لا» نافية «يَنْبَغِي» مضارع مرفوع فاعله مستتر «لِأَحَدٍ» متعلقان بينبغي والجملة صفة لملكا «مِنْ بَعْدِي» متعلقان بمحذوف صفة لأحد «إِنَّكَ» إن واسمها «أَنْتَ» ضمير فصل «الْوَهَّابُ» خبر إن والجملة الاسمية تعليل للدعاء
- English - Sahih International : He said "My Lord forgive me and grant me a kingdom such as will not belong to anyone after me Indeed You are the Bestower"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ(38:35) He said: 'My Lord, forgive me and bestow upon me a kingdom such as none other after me will deserve. Surely You are the Bounteous Giver.' *36
- Français - Hamidullah : Il dit Seigneur pardonne-moi et fais-moi don d'un royaume tel que nul après moi n'aura de pareil C'est Toi le grand Dispensateur
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er sagte "Mein Herr vergib mir und schenke mir eine Königsherrschaft die niemandem nach mir geziemt Gewiß Du bist ja der unablässig Schenkende"
- Spanish - Cortes : ¡Señor dijo ¡Perdóname y regálame un dominio tal que a nadie después de mí le esté bien Tú eres el Munífico
- Português - El Hayek : Disse Ó Senhor meu perdoame e concedeme um império que ninguém além de mim possa possuir porque Tu és oAgraciante por excelência
- Россию - Кулиев : Он сказал Господи Прости меня и даруй мне такую власть которая не будет подобать никому после меня Воистину Ты - Дарующий
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
Он сказал: «Господи! Прости меня и даруй мне такую власть, которая не будет полагаться никому после меня. Воистину, Ты - Дарующий».- Turkish - Diyanet Isleri : Süleyman "Rabbim Beni bağışla bana benden sonra kimsenin ulaşamayacağı bir hükümranlık ver; Sen şüphesiz daima bağışta bulunansın" dedi
- Italiano - Piccardo : e disse “Signore perdonami e concedimi una sovranità che nessun altro avrà dopo di me In verità Tu sei il Munifico”
- كوردى - برهان محمد أمين : وتی پهروهردگارا لێم خۆش ببه و دهسهڵاتێکم پێببهخشه که دهست نهدات بۆ کهسی تر له دوای خۆم چونکه بهڕاستی تهنها تۆ بهخشێنهری ههموو ناز و نیعمهتێکیت
- اردو - جالندربرى : اور دعا کی کہ اے پروردگار مجھے مغفرت کر اور مجھ کو ایسی بادشاہی عطا کر کہ میرے بعد کسی کو شایاں نہ ہو۔ بےشک تو بڑا عطا فرمانے والا ہے
- Bosanski - Korkut : "Gospodaru moj" – rekao je – "oprosti mi i daruj mi vlast kakvu niko osim mene neće imati Ti uistinu bogato daruješ"
- Swedish - Bernström : [och] sade "Herre Förlåt mig [mina fel] och skänk mig sådan makt som ingen efter mig kommer att kunna utöva Du är den store Givaren"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Ia berkata "Ya Tuhanku ampunilah aku dan anugerahkanlah kepadaku kerajaan yang tidak dimiliki oleh seorang juapun sesudahku sesungguhnya Engkaulah Yang Maha Pemberi"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
(Ia berkata, "Ya Rabbku! Ampunilah aku dan anugerahkanlah kepadaku kerajaan yang tidak patut dimiliki) maksudnya, belum pernah dimiliki (oleh seorang jua pun sesudahku) artinya, yang tidak layak dimiliki oleh orang selainku. Pengertian ungkapan ini sama dengan makna yang terkandung di dalam firman-Nya yang lain, yaitu, 'Maka siapakah yang akan memberinya petunjuk sesudah Allah?' (Q.S. Al-Jatsiyah, 23) yakni selain Allah (sesungguhnya Engkaulah Yang Maha Pemberi.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : সোলায়মান বললঃ হে আমার পালনকর্তা আমাকে মাফ করুন এবং আমাকে এমন সাম্রাজ্য দান করুন যা আমার পরে আর কেউ পেতে পারবে না। নিশ্চয় আপনি মহাদাতা।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "என் இறைவனே என்னை மன்னித்தருள்வாயாக அன்றியும் பின்னர் எவருமே அடைய முடியாத ஓர் அரசாங்கத்தை எனக்கு நீ நன்கொடையளிப்பாயாக நிச்சயமாக நீயே மிகப்பொருங் கொடையாளியாவாய்" எனக் கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เขากล่าวว่า “ข้าแต่พระเจ้าของข้าพระองค์ ขอพระองค์ทรงอภัยให้แก่ข้าพระองค์ด้วย ขอพระองค์ทรงประทานอำนาจอันกว้างขวางแก่ข้าพระองค์ ซึ่งไม่คู่ควรแก่ผู้ใดนอกจากข้าพระองค์ แท้จริงพระองค์เท่านั้นเป็นผู้ทรงประทานให้อย่างมากมาย
- Uzbek - Мухаммад Содик : У Эй Роббим мени мағфират қилгин ва менга ўзимдан кейин бирор кишига муяссар бўлмайдиган мулкни ҳадя этгин Албатта сен кўплаб атоларни бергувчисан деди
- 中国语文 - Ma Jian : 他说:我的主啊!求你赦宥我,求你赏赐我一个非任何人所宜继承的国权。你确是博施的。
- Melayu - Basmeih : Katanya " Wahai Tuhanku Ampunkanlah kesilapanku dan kurniakanlah kepadaku sebuah kerajaan yang tidak ada taranya dan yang tidak akan ada pada sesiapapun kemudian daripadaku; sesungguhnya Engkaulah yang sentiasa Melimpah kurniaNya "
- Somali - Abduh : Wuxuuna yidhi Eebow ii dambi dhaaf ina sii xukun aan ku habooneyn cid igadambeeysa adaa bixin badane ahe
- Hausa - Gumi : Ya ce "Ya Ubangijĩna Ka gãfarta mini kuma Ka bã ni mulki wanda bã ya kamãta da kõwa daga bãyãna Lalle Kai Kai ne Mai yawan kyauta
- Swahili - Al-Barwani : Akasema Mola wangu Mlezi Nisamehe na unipe ufalme usio mwelekea yeyote baada yangu Hakika Wewe ndiye Mpaji
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe tha “O Zoti im të më falësh dhe më dhuro një pushtet çfarë nuk do ta ketë askush pas meje Me të vërtetë Ti je dhurues i madh”
- فارسى - آیتی : گفت: اى پروردگار من، مرا بيامرز و مرا مُلكى عطا كن كه پس از من كسى سزاوار آن نباشد، كه تو بخشايندهاى.
- tajeki - Оятӣ : Гуфт: «Эй Парвардигори ман, маро бибахш ва маро мулке ато кун, ки пас аз ман касе сазовори он набошад, ки ту бахшояндаӣ».
- Uyghur - محمد صالح : سۇلەيمان ئېيىتتى: «پەرۋەردىگارىم! ماڭا مەغپىرەت قىلغىن، ماڭا مەندىن كېيىن (مەندىن باشقا) ھېچ ئادەمگە مۇيەسسەر بولمايدىغان پادىشاھلىقنى ئاتا قىلغىن، سەن ھەقىقەتەن كۆپ ئاتا قىلغۇچىسەن»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അദ്ദേഹം പറഞ്ഞു: "നാഥാ, എനിക്കു നീ പൊറുത്തുതരേണമേ! എനിക്കുശേഷം മറ്റാര്ക്കും തരപ്പെടാത്ത രാജാധിപത്യം നീ എനിക്കു നല്കേണമേ. നീ തന്നെയാണ് എല്ലാം തരുന്നവന്; തീര്ച്ച."
- عربى - التفسير الميسر : ولقد ابتلينا سليمان والقينا على كرسيه شق ولد ولد له حين اقسم ليطوفن على نسائه وكلهن تاتي بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يقل ان شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن الا امراه واحده جاءت بشق ولد ثم رجع سليمان الى ربه وتاب قال رب اغفر لي ذنبي واعطني ملكا عظيما خاصا لا يكون مثله لاحد من البشر بعدي انك سبحانك كثير الجود والعطاء فاستجبنا له وذللنا الريح تجري بامره طيعه مع قوتها وشدتها حيث اراد
*36) In view of the contest, the real object here is to relate this event; the preceding verses are an introduction to it. Just as above this, first the Prophet David was praised, then the event narrated by which he was put to temptation, then it was said that Allah Almighty dces not spare even such a beloved servant from accountability, then about his noble nature it was said that as soon as he was warned of the temptation, he repented and bowed before Allah and withheld himself from the act, so also here the sequence is like this: First, the Prophet Solomon's high rank and his deep sense of devotion has been mentioned, then it is said that he also was put to the test, then it has been stated that when a mere body was placed on his throne, he immediately felt warned on his error, and pleading the forgiveness of his Lord, withdrew from the act, because of which he was involved in the temptation. In other words, Allah by means of these two stories wants to impress two things upon the reader simultaneously: (1) Not to speak of the common men, even high-ranking Prophets were not spared from His strict accountability; and (2) the right attitude for man is not to brag and feel proud after committing an error, but to bow down humbly before his Lord as soon as he realizes his sin. It was the result of this attitude that Allah not only forgave the mistakes of those illustrious men but blessed them with still more favours and kindness.
Here, the question again arises as to what was the temptation in which the Prophet Solomon was involved; what is the meaning of placing a mere body on his throne, and what was the nature of the warning on the occurrence of which he repented? In reply to this the commentators have adopted four different points of view:
One section of them has related a long story whose details are disputed, but their resume is this: The error committed by the Prophet Solomon was either that one of his wives continued to worship the idols in the palace for forty days and he remained unaware of it, or that he remained confined to his residence for a few days and did not attend to redressing of the oppressed people's grievances. For this he was punished as follows: A satan somehow made away with his ring by which he ruled over the jinns, men and wind. As soon as he lost the ring he was deprived of his powers and he remained wandering from place to place for forty days; in the interval the satan continued to rule in the guise of Solomon. The placing of a mere body on Solomon's throne implied this very satan, who had sat on his -throne. Some people have gone to the extent to say that during that period even the chastity of the women in the royal household did not remain safe from the satan. At last from his conduct the ministers and the chiefs and the scholars of the court began to doubt that he was not Solomon. Therefore, when they opened the Torah before him, he fled. On the way the ring fell from his hand in the sea, or he cast it into the sea himself, and a fish swallowed it. Then, somehow the Prophet Solomon came by the fish. When in order to cook it, he cut open its belly he found his ring in it. Then, no sooner did he get the ring than the jinns and men presented themselves humbly before him.--This whole story, from the beginning to the end, is nonsensical and absurd, which the converts from among the Jews and Christians took from the Talmud and other Israelite traditions and spread it among the Muslims. It is strange that some of our well known scholars took these traditions as authentic and cited them as the explanation of the allusions of the Qur'an, whereas neither is there any truth in Solomon's ring, nor could his glorious works be attributed to any ring, nor had the satans been given the power that they might disguise themselves as Prophets and mislead the people, nor can it be imagined about Allah that He would punish a Prophet for an error in such a manner as to enable a satan to corrupt and destroy a whole community, disguised as a prophet. The Qur'an itself repudiates this commentary. In the verses that follow Allah says: When Solomon met with the trial, and he asked Our forgiveness for it, then We subdued the wind and the satans to him. Hut, on the contrary, according to the above commentary, the satans were already under his control by virtue of the ring. It is strange that the scholars who have made this commentary did not care to consider what the subsequent verses say.
The second section of them says that a son was born to the Prophet Solomon after twenty years. The satans feared that if he became king after Solomon, they would continue to remain slaves as they were under him. Therefore, they plotted to kill him. When Solomon came to know of this plot, he hid the child in the clouds so that he was brought up there. This was the temptation in which he was involved: he placed reliance on the protection of the clouds instead of having trust in Allah. For this he was punished in this way that the child died and fell on his throne as a mere body .... This tale also is baseless and is expressly against the Qur`an, for in this also it has been assumed that the winds and satans were already under the Prophet Solomon's control, whereas the Qur'an in clear words has stated their subjection to be an event that took place after the trial.
The third section says that the Prophet Solomon one day swore that he would go in to his 70 wives that night, and from each a warrior would be born, who would fight in the cause of Allah, but while he said this he did not say: In sha A//ah: if Allah so wills. Consequently, only one wife conceived and from her also a defective child was born, whom the midwife brought and placed on his throne. This Hadith has been reported by Hadrat Abu Harairah from the Holy Prophet and it has been related by Bukhari and Muslim and other traditionists in several ways. In Bukhari itself this tradition has been related at different places in different ways. At one place the number of the wives has been stated as 60 and at others 70 or 90 or 99 or 100. As far as the chains of the transmitters are concerned, most of the traditions have strong chains, and their authenticity cannot be disputed from the point of view of the principles of reporting. But the subject-matter of the Hadith is patently against reason, and proclaims aloud that such a thing could not have been said by the Holy Prophet, as reported. But, on the contrary, he might have probably mentioned it as an example of the foolish and nonsensical tale-telling of the Jews, and the hearer might have misunderstood that the Holy Prophet himself had stated it as an event. To force the people to accept such traditions only on the strength of their chains of transmitters would be making religion a matter of mockery and jest. Everyone can calculate for himself that even in the longest night of winter the interval between the `Isha` and the Fajr Prayers cannot be of more than ten to cloven hours. If the minimum number of the wives be 60, it would mean that the Prophet Solomon (peace be upon him) went on having intercourse with them continuously for 10 to 11 hours that night at the rate of six wives per hour, without having a moment's rest. Is it practically possible? And can it be expected that the Holy Prophet might have related it as an event? Then in the Hadith nowhere has it been said that the body that had been placed on Solomon's throne, as stated in the Qur'an, implied the malformed child. Therefore, it cannot be claimed that the Holy Prophet had narrated this event as a commentary of this verse. Furthermore, though it is understandable why the Prophet Solomon asked for Allah's forgiveness on the birth of the child, one fails to understand why, along with the prayer for forgiveness, he prayed: "My Lord, grant me a kingdom as may belong to no one else after me. "
Another commentary which Imam Razi has preferred is this: The Prophet Solomon was afflicted with a serious disease, or on account of an impending danger his body had been reduced to a mere skeleton. But this commentary also does not conform to the words of the Qur'an. The Qur'an says: "We put Solomon to the test and placed a mere body on his throne. Then he turned (to Allah). " From these words no one can understand that the mere body implied the body of the Prophet Solomon himself. They clearly show that putting to the test implied some error that. he happened to commit. On this, the way he was given the warning was that a mere body was placed on his throne, and when he realized his error he turned to Allah.
As a matter of fact, this is one of the most difficult places of the Qur'an, and we do not find any indisputable ground for giving a definite and absolute commentary of it. But if the words of the Prophet Solomon's prayer: "My Lord, forgive me, and grant me a kingdom as may belong to no one else after me," are read in the light of the Israelite history, it appears that probably he cherished in his heart the desire that his son should succeed him on the throne so that His kingdom and sovereignty should continue in his own race after him. This same thing has been called a "temptation" for him by Allah, and he realized this when his heir Rehoboam grew up into an unworthy young man, whose ugly manners clearly foretold that he would not be able to sustain the mighty kingdom of the Prophets David and Solomon (peace be upon them) even for a few days. 'Placing a mere body on his throne" probably means that the son whom he wanted to succeed him on the throne, was an unworthy person. Therefore, he restrained his desire, asked for Allah's forgiveness and prayed that the kingdom should end with him, and he would curb his desire to have it continued in his dynasty. The Israelite history also shows the same thing. The Prophet Solomon did not make any will about his successor, nor made it binding for the people to obey a particular person. After him his ministers put Rehoboam on the throne, but not long afterwards ten tribes of Israel took northern Palestine and broke away, and only the tribe of Judah remained loyal to the throne of Jerusalem.