- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَفَرَءَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍۢ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِۦ وَقَلْبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنۢ بَعْدِ ٱللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ۚ أفلا تذكرون
- عربى - التفسير الميسر : أفرأيت -أيها الرسول- من اتخذ هواه إلهًا له، فلا يهوى شيئًا إلا فَعَله، وأضلَّه الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه، فلا يسمع مواعظ الله، ولا يعتبر بها، وطبع على قلبه، فلا يعقل به شيئًا، وجعل على بصره غطاء، فلا يبصر به حجج الله؟ فمن يوفقه لإصابة الحق والرشد بعد إضلال الله إياه؟ أفلا تذكرون -أيها الناس- فتعلموا أنَّ مَن فَعَل الله به ذلك فلن يهتدي أبدًا، ولن يجد لنفسه وليًا مرشدًا؟ والآية أصل في التحذير من أن يكون الهوى هو الباعث للمؤمنين على أعمالهم.
- السعدى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
يقول تعالى: { أَفَرَأَيْتَ } الرجل الضال الذي { اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } فما هويه سلكه سواء كان يرضي الله أو يسخطه. { وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ } من الله تعالى أنه لا تليق به الهداية ولا يزكو عليها. { وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ } فلا يسمع ما ينفعه، { وَقَلْبِهِ } فلا يعي الخير { وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } تمنعه من نظر الحق، { فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ } أي: لا أحد يهديه وقد سد الله عليه أبواب الهداية وفتح له أبواب الغواية، وما ظلمه الله ولكن هو الذي ظلم نفسه وتسبب لمنع رحمة الله عليه { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } ما ينفعكم فتسلكونه وما يضركم فتجتنبونه.
- الوسيط لطنطاوي : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
والاستفهام فى قوله - سبحانه - : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ ) للتعجب من حال هؤلاء المشركين ، ولتسلية النبى - صلى الله عليه وسلم - عما أصابه منهم من أذى .
والمراد بهواه : ما يستحسنه من تصرفات ، حتى ولو كانت تلك التصرفات فى نهاية القبح والشناعة والجهالة .
والمعنى : انظر وتأمل - أيها الرسول الكريم - فى أحوال هؤلاء الكافرين فإنك لن ترى جهالة كجهالاتهم ، لأنهم إذا حسن لهم هواهم شيئا اتخذوه إلها لهم ، مهما كان قبح تصرفهم ، وانحطاط تفكيرهم ، وخضعوا له كما يخضع العابد لمعبوده .
قال ابن عباس : كان الرجل فى الجاهلية يعبد الحجر الأبيض زمانا . فإذا رأى غيره أحسن منه عبد الثانى وترك الأول .
وقوله : ( وَأَضَلَّهُ الله على عِلْمٍ ) أى : وأضل الله - تعالى - هذا الشقى ، بأن خلق فيه الضلالة ، على علم منه - سبحانه - بأن هذا الشقى أهل لذلك لاستحبابه العمى على الهدى .
فيكون قوله ( على عِلْمٍ ) حال من الفاعل ، أى أضله - سبحانه - حالة كونه عالما بأنه من أهل الضلال .
ويصح أن يكون حالا من المفعول ، أى : وأضل الله - تعالى - هذا الشقى ، والحال أن هذا الشقى عالم بطريق الإِيمان ، ولكنه استحب الغى على الرشد .
وقوله ( وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ) والختم : الوسم بطابع ونحوه ، مأخوذ من وضع الخاتم على الشئ ، وطبعه فيه للاستيثاق ، لكى لا يخرج منهما بداخله ولا يدخله ما هو خارج عنه .
أى : وطبع على سمعه وقلبه ، فجعله لا يسمع سماع تدبر وانتفاع ، ولا يفقه ما فيه هدايته ورشده .
( وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غِشَاوَةً ) أى : وجعل على بصره غطاء ، يجب عنه الرؤية السليمة للأشياء وأصل الغشاوة ما يغطى به الشئ ، من غشاه إذا غطاه .
والاستفهام فى قوله - تعالى - : ( فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله ) للإِنكار والنفى .
أى : لا أحد يستطيع أن يهدى هذا الإِنسان الذى اتخذ إلهه هواه من بعد أن أضله الله - عز وجل - .
( أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ) أى : أفلا تتفكرون وتتأملون فيما سقت لكم من مواعظ وعبر ، تفكرا يهيدكم إلى الرشد ، ويبعثكم على الإِيمان .
فأنت ترى أن هذه الآية الكريمة ، تسلية للرسول - صلى الله عليه وسلم - عما أصابه من المشركين ، وتعجيب من أحوالهم التى بلغت الغاية فى الجهالة والضلالة . ودعوة لهم إلى التذكير والاعتبار ، لأن ذلك ينقلهم من الكفر إلى الإِيمان .
- البغوى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) قال ابن عباس والحسن وقتادة : ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه ، فلا يهوى شيئا إلا ركبه لأنه لا يؤمن بالله ولا يخافه ، ولا يحرم ما حرم الله . وقال آخرون : معناه اتخذ معبوده هواه فيعبد ما تهواه نفسه .
قال سعيد بن جبير : كانت العرب يعبدون الحجارة والذهب والفضة ، فإذا وجدوا شيئا أحسن من الأول رموه أو كسروه ، وعبدوا الآخر .
قال الشعبي : إنما سمي الهوى لأنه يهوي بصاحبه في النار .
( وأضله الله على علم ) منه بعاقبة أمره ، وقيل على ما سبق في علمه أنه ضال قبل أن يخلقه ( وختم ) طبع ( على سمعه ) فلم يسمع الهدى ( وقلبه ) فلم يعقل الهدى ( وجعل على بصره غشاوة ) قرأ حمزة والكسائي " غشوة " بفتح الغين وسكون الشين ، والباقون " غشاوة " ظلمة فهو لا يبصر الهدى ( فمن يهديه من بعد الله ) [ أي فمن يهديه ] بعد أن أضله الله ( أفلا تذكرون ) .
- ابن كثير : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
ثم قال [ تعالى ] ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) أي : إنما يأتمر بهواه ، فمهما رآه حسنا فعله ، ومهما رآه قبيحا تركه : وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين .
وعن مالك فيما روي عنه من التفسير : لا يهوى شيئا إلا عبده .
وقوله : ( وأضله الله على علم ) يحتمل قولين :
أحدهما : وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك . والآخر : وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه ، وقيام الحجة عليه . والثاني يستلزم الأول ، ولا ينعكس .
( وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ) أي : فلا يسمع ما ينفعه ، ولا يعي شيئا يهتدي به ، ولا يرى حجة يستضيء بها ; ولهذا قال : ( فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) كقوله : ( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ) [ الأعراف : 186 ] .
- القرطبى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
قوله تعالى : أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون .
قال ابن عباس والحسن وقتادة : ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه ، فلا يهوى شيئا إلا ركبه . وقال عكرمة : أفرأيت من جعل إلهه الذي يعبده ما يهواه أو يستحسنه ، فإذا استحسن شيئا وهويه اتخذه إلها . قال سعيد بن جبير : كان أحدهم يعبد الحجر ، فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر . وقال مقاتل : نزلت في الحارث بن قيس السهمي أحد المستهزئين ، لأنه كان يعبد ما تهواه نفسه . وقال سفيان بن عيينة : إنما عبدوا الحجارة لأن البيت حجارة . وقيل : المعنى أفرأيت من ينقاد لهواه ومعبوده تعجيبا لذوي العقول من هذا الجهل . وقال الحسن بن الفضل : في هذه الآية تقديم وتأخير ، مجازه : أفرأيت من اتخذ هواه إلهه . وقال الشعبي : إنما سمي الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه في النار . وقال ابن عباس : ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه ، قال الله تعالى : واتبع هواه فمثله كمثل الكلب . وقال تعالى : واتبع هواه وكان أمره فرطا . وقال تعالى : بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله . وقال تعالى : ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . وقال تعالى : ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله وقال عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به وقال أبو أمامة : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما عبد تحت السماء إله أبغض إلى الله من الهوى وقال شداد بن أوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت . والفاجر من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله وقال - عليه السلام - : إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة وقال - صلى الله عليه وسلم - : ثلاث مهلكات وثلاث منجيات ؛ فالمهلكات : شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه . والمنجيات : خشية الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر والعدل في الرضا والغضب وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه - : إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله وعلمه ، فإن كان عمله تبعا لهواه فيومه يوم سوء ، وإن كان عمله تبعا لعلمه فيومه يوم صالح . وقال الأصمعي سمعت رجلا يقول :
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه فإذا هويت فقد لقيت هوانا
وسئل ابن المقفع عن الهوى فقال : هوان سرقت نونه ، فأخذه شاعر فنظمه وقال :
نون الهوان من الهوى مسروقة فإذا هويت فقد لقيت هوانا
وقال آخر :
إن الهوى لهو الهوان بعينه فإذا هويت فقد كسبت هوانا
وإذا هويت فقد تعبدك الهوى فاخضع لحبك كائنا من كانا
ولعبد الله بن المبارك :
ومن البلايا للبلاء علامة ألا يرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتها والحر يشبع تارة ويجوع
ولابن دريد :
إذا طالبتك النفس يوما بشهوة وكان إليها للخلاف طريق
فدعها وخالف ما هويت فإنما هواك عدو والخلاف صديق
ولأبي عبيد الطوسي :
والنفس إن أعطيتها مناها فاغرة نحو هواها فاها
وقال أحمد بن أبي الحواري : مررت براهب فوجدته نحيفا فقلت له : أنت عليل . قال نعم . قلت مذ كم ؟ قال : مذ عرفت نفسي! قلت فتداوي ؟ قال : قد أعياني الدواء وقد عزمت على الكي . قلت وما الكي ؟ قال : مخالفة الهوى . وقال سهل بن عبد الله التستري : هواك داؤك . فإن خالفته فدواؤك . وقال وهب : إذا شككت في أمرين ولم تدر خيرهما فانظر أبعدهما من هواك فأته . وللعلماء في هذا الباب في ذم الهوى ومخالفته كتب وأبواب أشرنا إلى ما فيه كفاية منه ، وحسبك بقوله تعالى : وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى .
قوله تعالى : وأضله الله على علم أي على علم قد علمه منه . وقيل : أضله عن الثواب على علم منه بأنه لا يستحقه . وقال ابن عباس : أي : على علم قد سبق عنده أنه سيضل . مقاتل : على علم منه أنه ضال ، والمعنى متقارب . وقيل : على علم من عابد الصنم أنه لا ينفع ولا يضر . ثم قيل : على علم يجوز أن يكون حالا من الفاعل ، المعنى : أضله على علم منه به ، أي : أضله عالما بأنه من أهل الضلال في سابق علمه . ويجوز أن يكون حالا من المفعول ، فيكون المعنى : أضله في حال علم الكافر بأنه ضال . وختم على سمعه وقلبه أي طبع على سمعه حتى لا يسمع الوعظ ، وطبع على قلبه حتى لا يفقه الهدى . وجعل على بصره غشاوة أي غطاء حتى لا يبصر الرشد . وقرأ حمزة والكسائي ( غشوة ) بفتح الغين من غير ألف وقد مضى في البقرة وقال الشاعر :
أما والذي أنا عبد له يمينا وما لك أبدي اليمينا
لئن كنت ألبستني غشوة لقد كنت أصفيتك الود حينا
فمن يهديه من بعد الله أي من بعد أن أضله . أفلا تذكرون تتعظون وتعرفون أنه قادر على ما يشاء .
وهذه الآية ترد على القدرية والإمامية ومن سلك سبيلهم في الاعتقاد ، إذ هي مصرحة بمنعهم من الهداية . ثم قيل : وختم على سمعه وقلبه إنه خارج مخرج الخبر عن أحوالهم . وقيل : إنه خارج مخرج الدعاء بذلك عليهم ، كما تقدم في أول ( البقرة ) وحكى ابن جريج أنها نزلت في الحارث بن قيس من الغياطلة . وحكى النقاش أنها نزلت في الحارث بن نوفل بن عبد مناف . وقال مقاتل : نزلت في أبي جهل ، وذلك أنه طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة ، فتحدثا في شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو جهل : والله إني لأعلم إنه لصادق! فقال له مه! وما دلك على ذلك ؟ ! قال : يا أبا عبد شمس ، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين ، فلما تم عقله وكمل رشده ، نسميه الكذاب الخائن!! والله إني لأعلم إنه لصادق! قال : فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به ؟ قال : تتحدث عني بنات قريش أني قد اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسرة ، واللات والعزى إن اتبعته أبدا . فنزلت : وختم على سمعه وقلبه
- الطبرى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23)
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) فقال بعضهم: معنى ذلك: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه, فلا يهوى شيئا إلا ركبه, لأنه لا يؤمن بالله, ولا يحرِّم ما حَرَّمَ, ولا يحلل ما حَللَ, إنما دينه ما هويته نفسه يعمل به.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) قال: ذلك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) قال: لا يهوي شيئا إلا ركبه لا يخاف الله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أفرأيت من اتخذ معبوده ما هويت عبادته نفسه من شيء.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب, عن جعفر, عن سعيد, قال: كانت قريش تعبد العُزّى, وهو حجر أبيض, حينا من الدهر, فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأوّل وعبدوا الآخر, فأنـزل الله ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) .
وأولى التأويلين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أفرأيت يا محمد من اتخذ معبوده هواه, فيعبد ما هوي من شيء دون إله الحقّ الذي له الألوهة من كلّ شيء, لأن ذلك هو الظاهر من معناه دون غيره.
وقوله ( وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) يقول تعالى ذكره: وخذله عن محجة الطريق, وسبيل الرشاد في سابق علمه على علم منه بأنه لا يهتدي, ولو جاءته كل آية.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس ( وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) يقول: أضله الله في سابق علمه.
وقوله ( وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ) يقول تعالى ذكره: وطَبَع على سمعه أن يسمع مواعظ الله وآي كتابه, فيعتبر بها ويتدبرها, ويتفكر فيها, فيعقل ما فيها من النور والبيان والهدى.
وقوله ( وَقَلْبِهِ ) يقول: وطبع أيضًا على قلبه, فلا يعقل به شيئا, ولا يعي به حقا.
وقوله ( وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ) يقول: وجعل على بصره غشاوة أن يبصر به حجج الله, فيستدّل بها على وحدانيته, ويعلم بها أن لا إله غيره.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ) فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة ( غِشَاوَةً ) بكسر الغين وإثبات الألف فيها على أنها اسم, وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة (غَشْوَةً) بمعنى: أنه غشاه شيئا في دفعة واحدة, ومرّة واحدة, بفتح الغين بغير ألف, وهما عندي قراءتان صحيحتان فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله ( فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ) يقول تعالى ذكره: فمن يوفِّقه لإصابة الحقّ, وإبصار محجة الرشد بعد إضلال الله إياه ( أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) أيها الناس, فتعلموا أن من فعل الله به ما وصفنا, فلن يهتدي أبدا, ولن يجد لنفسه وليا مرشدا.
- ابن عاشور : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
.أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)
لما كان الذين حسبوا أن يكونوا في الآخرة في نعمة وعزة كما كانوا في الدنيا قالوا ذلك عَنْ غير دليل ولا نظر ولكن عن اتباع ما يشتهون لأنفسهم من دوام الحال الحسن تفرع على حسبانهم التعجيب من حالهم ، فعطف بالفاء الاستفهامُ المستعملُ في التعجيب ، وجعل استفهاماً عن رؤية حالهم ، للإشارة إلى بلوغ حالهم من الظهور إلى حد أن تكون مرئية .
وأصل التركيب : { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } الخ ، فقدمت همزة الاستفهام ، والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم والمقصود من معه من المسلمين ، أو الخطاب لغير معيّن ، أي تناهت حالهم في الظهور فلا يختص بها مخاطب .
و { مَنْ } الموصولة صادقة على فريق المستهزئينَ الذين حسبوا أن يكون مَحْياهم ومماتهم سواء بقرينة ضمير الجمع في الجملة المعطوفة بقوله : { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا } [ الجاثية : 24 ] الخ .
والمعنى : أن حجاجهم المسلمين مركَّز على اتباع الهوى والمغالطةِ ، فلا نهوض لحجتهم لا في نفس الأمر ولا فيما أرادوه ، على فرض وقوع البعث من أن يكونوا آمنين من أهوال البعث ، وأنهم لا يرجى لهم اهتداء لأن الله خلقهم غير قابلين للهدَى فلا يستطيع غيره هداهم .
و { إلهه } يجوز أن يكون أطلق على ما يلازم طاعته حتى كأنه معبود فيكون هذا الإطلاق بطريقة التشبيه البليغ ، أي اتخذ هواه كإله له لا يخالف له أمراً . ويجوز أن يبقى { إلهه } على الحقيقة ويكون { هواه } بمعنى مَهْوِيَّهُ ، أي عبد إلها لأنه يحب أن يعبده ، يعني الذين اتخذوا الأصنام آلهة لا يقلعون عن عبادتها لأنهم أحبوها ، أي ألِفوها وتعلقت قلوبهم بعبادتها ، كقوله تعالى : { وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم } [ البقرة : 93 ] .
ومعنى { أضلّه الله } أنه حفّهم بأسباب الضلالة من عقول مكابرة ونفوس ضعيفة ، اعتادت اتباع ما تشتهيه لا تستطيع حَمل المصابرة والرضى بما فيه كراهية لها . فصارت أسماعهم كالمختوم عليها في عدم الانتفاع بالمواعظ والبراهين ، وقلوبُهم كالمختوم عليها في عدم نفوذ النصائح ودلائل الأدلة إليها ، وأبصارُهم كالمغطاة بغشاوات فلا تنتفع بمشاهدة المصنوعات الإلهية الدالة على انفراد الله بالإلهية وعلى أنَّ بعد هذا العالم بعثاً وجزاء .
ومعنى { على علم } أنهم أحاطت بهم أسباب الضلالة مع أنهم أهل علم ، أي عقول سليمةٍ أوْ مع أنهم بلغهم العِلم بما يهديهم وذلك بالقرآن ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام .
فحرف { على } هنا معناه المصاحبة بمعنى ( مع ) وأصل هذا المعنى استعارة معنى الاستعلاء للاستعلاء المجازي وهو التمكن بين الوصف والموصوف . وشاع ذلك حتى صار معنى من معاني ( على ) كما في قول الحارث بن حلزة :
فيَقيناً على الشَّنَاءة تَنْمينا ... حُصون وعِزّة قعساء
والمعنى : أنه ضال مع مَا له من صفة العلم ، فالعلم هنا من وصف من اتخذ إلهه هواه وهو متمكن من العلم لو خلع عن نفسه المكابرة والميل إلى الهوى .
وقرأ الجمهور { غشاوة } بكسر الغين وفتح الشين بعدها ألف . وقرأه حمزة والكسائي وخلف { غَشْوةٌ } بفتح الغين وسكون الشين وهو من التسمية بالمصدر وهي لغة . وتقدم معنى الختم والغشاوة في أول سورة البقرة .
وفرع على هذه الصلة استفهام إنكاري أن يكون غيرُ الله يستطيع أن يهديهم ، والمراد به تسلية النبي صلى الله عليه وسلم لشدة أسفه لإعراضهم وبقائهم في الضلالة .
و { من بعد الله } بمعنى : دون الله ، وتقدم عند قوله تعالى : { فبأيّ حديثثٍ بعده يؤمنون } آخر سورة الأعراف ( 185 ) .
وفرع على ذلك استفهام عن عدم تذكر المخاطبين لهذه الحقيقة ، أي كيف نَسُوها حتى ألحُّوا في الطمع بهداية أولئك الضالّين وأسفوا لعدم جدوى الحجة لديهم وهو استفهام إنكاري .
ومن المفسرين من حمل مَن } الموصولة في قوله { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } على معيَّن فقال مقاتل : هو أبو جهل بسبب حديث جرى بينَه وبين الوليد بن المغيرة كانا يطوفان ليلة فتحدثا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو جهل : والله إني لأعْلَم إنه لصادق فقال له المغيرة : مَهْ ، وما دَلَّكَ على ذلك ، قال : كنّا نسميه في صباه الصادق الأمين فلما تمّ عقله وكمل رشده نسميه الكذاب الخائن قال : فما يمنعك أن تؤمن به قال : تتحدث عني بنات قريش أني قد اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كِسرَة ، واللاتتِ والعُزّى إنْ اتبعتُه أبداً فنزلت هذه الآية . وإذا صح هذا فإن مطابقة القصة لقوله تعالى : { وأضله الله على علم } ظاهرة . وعن مقاتل أيضاً : أنها نزلت في الحارث بن قيس السهمي أحد المستهزئين كان يَعْبُد من الأصنام ما تهواه نفسه .
وهذه الآية أصل في التحذير من أن يكون الهوى الباعث للمؤمنين على أعمالهم ويتركوا اتباع أدلة الحق ، فإذا كان الحق محبوباً لأحد فذلك من التخلق بمحبة الحق تبعاً للدليل مثل ما يهوى المؤمن الصلاة والجماعة وقيامَ رمضان وتلاوة القرآن وفي الحديث « أرِحْنا بها يا بلال » يعني الإقامة للصلاة . وعن عبد الله بن عمْرو بن العاصي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئتُ به » وعن أبي الدرداء « إذا أصبح الرجل اجتمع هَواه وعَمله وعلمه فإن كان عمَلُه تبعاً لهواه فيومه يوم سوء وإن كان عمله تبعاً لِعلمه فيومه يوم صالح » . وأما اتباع الأمر المحبوب لإرضاء النفس دون نظر في صلاحه أو فساده فذلك سبب الضلال وسوء السيرة .
قال عمرو بن العاصي :
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه ... ولم ينْه قلباً غاوياً حيثُ يَمَّمَا
فيوشك أن تَلقَى له الدهرَ سبَّة ... إذا ذُكرت أمثالها تَمْلأ الفما
ومن الكلمات المأثورة « ثلاث من المهلكات : شُحّ مطاع ، وهوًى متبع ، وإعجاب المرأ بنفسه » ويروى حديثاً ضعيف السند .
وقدم السمع على القلب هنا بخلاف آية سُورة البقرة { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة } [ البقرة : 7 ] لأن المخبَر عنهم هنا لما أخبر عنهم بأنهم اتخذوا إلههم هواهم ، فقد تقرر أنهم عقدوا قلوبهم على الهوى فكان ذلك العَقد صَارفاً السمع عن تلقي الآيات فَقُدِّمَ لإفَادةِ أنهم كالمختوم على سمعهم ، ثم عطف عليه { وقلبِه } تكميلاً وتذكيراً بذلك العقد الصارف للسمع ثم ذكر ما { على بصره } من شبهِ الغشاوة لأن ما عقد عليه قلبه بصره عن النظر في أدلة الكائنات .
وأما آية سورة البقرة فإن المتحدث عنهم هم هؤلاء أنفسهم ولكن الحديث عنهم ابتدىء بتساوي الإنذار وعدمه في جانبهم بقوله : { سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } [ البقرة : 6 ] فلما أريد تفصيله قدم الختم على قلوبهم لأنه الأصل كما كان اتخاذ الهوى كالإله أصلاً في وصف حالهم في آية سورة الجاثية . فحالة القلوب هي الأصل في الانصراف عن التلقي والنظر في الآيتين ولكن نظم هذه الآية كان على حسب ما يقتضيه الذكر من الترتيب ونظم آية البقرة كان على حسب ما يقتضيه الطبْع . وقرأ الجمهور { أفلا تذكرون } بتشديد الذال . وقرأه عاصم بتخفيف الذال وأصله عند الجميع { تتذكرون } . فأما الجمهور فقراءتهم بقلب التاء الثانية ذالاً لتقارب مخرجيهما قصداً للتخفيف ، وأما عاصم فقراءته على حذف إحدى التاءين .
- إعراب القرآن : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
«أَ فَرَأَيْتَ» الهمزة حرف استفهام والفاء زائدة وماض وفاعله «مَنِ» موصولية مفعول به أول والمفعول الثاني محذوف «اتَّخَذَ إِلهَهُ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر «هَواهُ» مفعول به ثان والجملة صلة «وَ أَضَلَّهُ» الواو حرف عطف وماض ومفعوله «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل «عَلى عِلْمٍ» حال والجملة معطوفة على ما قبلها «وَ خَتَمَ» ماض معطوف على ما قبله «عَلى سَمْعِهِ» متعلقان بختم «وَ قَلْبِهِ» معطوف على ما سبق «وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً» معطوف على جملة الصلة أيضا «فَمَنْ» الفاء استئنافية ومن اسم استفهام مبتدأ «يَهْدِيهِ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية خبر من والجملة الاسمية مستأنفة «مِنْ بَعْدِ» متعلقان بالفعل «اللَّهُ» لفظ الجلالة مضاف إليه «أَ فَلا» الهمزة حرف استفهام والفاء حرف استئناف ولا نافية «تَذَكَّرُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : Have you seen he who has taken as his god his [own] desire and Allah has sent him astray due to knowledge and has set a seal upon his hearing and his heart and put over his vision a veil So who will guide him after Allah Then will you not be reminded
- English - Tafheem -Maududi : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(45:23) Did you ever consider the case of him who took his desire as his god, *30 and then Allah caused him to go astray despite knowledge, *31 and sealed his hearing and his heart, and cast a veil over his sight? *32 Who, after Allah, can direct him to the Right Way? Will you not take heed? *33
- Français - Hamidullah : Vois-tu celui qui prend sa passion pour sa propre divinité Et Allah l'égare sciemment et scelle son ouïe et son cœur et étend un voile sur sa vue Qui donc peut le guider après Allah Ne vous rappelez-vous donc pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Was meinst du wohl zu jemandem der sich als seinen Gott seine Neigung genommen hat den Allah trotz seines Wissens hat in die Irre gehen lassen und dem Er das Gehör und das Herz versiegelt und auf dessen Augenlicht eine Hülle gelegt hat Wer könnte ihn nach Allah rechtleiten Bedenkt ihr denn nicht
- Spanish - Cortes : Y ¿qué te parece quien ha divinizado su pasión a quien Alá ha extraviado a sabiendas sellando su oído y su corazón vendando sus ojos ¿Quién podrá dirigirle luego de Alá ¿Es que no os dejaréis amonestar
- Português - El Hayek : Não tens reparado naquele que idolatrou a sua concupiscência Deus extraviouo com conhecimento sigilando os seusouvidos e o seu coração e cobriu a sua visão Quem o iluminará depois de Deus têlo desencaminhado Não meditais pois
- Россию - Кулиев : Видел ли ты того кто обожествил свою прихоть Аллах ввел его в заблуждение на основании знания запечатал его слух и сердце и бросил на его взор покрывало Кто же наставит его на прямой путь после Аллаха Неужели вы не помяните назидание
- Кулиев -ас-Саади : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
Видел ли ты того, кто обожествил свою прихоть? Аллах ввел его в заблуждение на основании знания, запечатал его слух и сердце и бросил на его взор покрывало. Кто же наставит его на прямой путь после Аллаха? Неужели вы не помянете назидание?Эти заблудшие совершают все, чего желают их порочные души, и не думают о том, доволен этим Аллах или нет. Аллах сбил их с пути, потому что Ему прекрасно известно о том, что они не достойны идти прямым путем. Их уши не внимают тому, что может принести им пользу, сердца не испытывают тяги к добру, а глаза не способны узреть истину. Никто не сможет помочь таким людям, если Сам Аллах закрыл для них двери, выводящие человека на прямой путь, и обрек их на вечное заблуждение. Но Аллах не поступил с ними несправедливо - они сами были несправедливы к себе, и их злодеяния отдалили их от милости Аллаха. О люди! Неужели вы не станете делать то, что приносит вам пользу, и не прекратите совершать то, что навлекает на вас беду?
- Turkish - Diyanet Isleri : Heva ve hevesini tanrı edinen bilgisi olduğu halde Allah'ın şaşırttığı kulağını ve kalbini mühürlediği gözünü perdelediği kimseyi gördün mü Onu Allah'tan başka kim doğru yola eriştirebilir Ey insanlar Anlamaz mısınız
- Italiano - Piccardo : Non ha visto quello che assume a divinità le sue passioni Allah scientemente lo allontana suggella il suo udito e il suo cuore e stende un velo sui suoi occhi Chi lo potrà dirigere dopo che Allah [lo ha sviato] Non rifletterete dunque
- كوردى - برهان محمد أمين : ههواڵم بدهرێ ئایا ئهوکهسهی که ویست و ئارهزووی خۆی کردۆته خوای خۆی بههۆی ئهوهوه خوایش گومڕای کردووه که زانیوێتی شایهنی ئهوهیه له ئهنجامی بهد ههڵوێستی خۆیدا و مۆری ناوه به دهزگای بیستن و دڵ و دهروونیدا و پهردهشی هێناوه بهسهر چاوو دهزگای بینینیدا جا ئیتر کێ ههیه جگه له خوا هیدایهت و ڕێنمووی بکات ئایا بیر ناکانهوه و ئامۆژگاری وهرناگرن
- اردو - جالندربرى : بھلا تم نے اس شخص کو دیکھا جس نے اپنی خواہش کو معبود بنا رکھا ہے اور باوجود جاننے بوجھنے کے گمراہ ہو رہا ہے تو خدا نے بھی اس کو گمراہ کردیا اور اس کے کانوں اور دل پر مہر لگا دی اور اس کی انکھوں پر پردہ ڈال دیا۔ اب خدا کے سوا اس کو کون راہ پر لاسکتا ہے۔ بھلا تم کیوں نصیحت نہیں پکڑتے
- Bosanski - Korkut : Reci ti Meni ko će uputiti onoga koji je strast svoju za boga svoga uzeo onoga koga je Allah znajući ga u zabludi ostavio i sluh njegov i srce njegovo zapečatio a pred oči njegove koprenu stavio Ko će mu ako neće Allah na Pravi put ukazati Zašto se ne urazumite
- Swedish - Bernström : HUR SER du [Muhammad] på den som gör sina egna passioner till gud Eftersom Gud vet [att hans sinne är stängt för all vägledning] har Han låtit honom gå vilse och tillslutit hans öron och förseglat hans hjärta och bundit för hans ögon Vem kan vägleda honom sedan Gud [har övergett honom] Skall ni inte tänka över detta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka pernahkah kamu melihat orang yang menjadikan hawa nafsunya sebagai tuhannya dan Allah membiarkannya berdasarkan ilmuNya dan Allah telah mengunci mati pendengaran dan hatinya dan meletakkan tutupan atas penglihatannya Maka siapakah yang akan memberinya petunjuk sesudah Allah membiarkannya sesat Maka mengapa kamu tidak mengambil pelajaran
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
(Apakah kamu pernah melihat) maksudnya ceritakanlah kepadaku (orang yang menjadikan hawa nafsunya sebagai tuhannya) maksudnya, yang disukai oleh hawa nafsunya, yaitu batu demi batu ia ganti dengan yang lebih baik sebagai sesembahannya (dan Allah membiarkan-Nya sesat berdasarkan ilmu-Nya) berdasarkan pengetahuan Allah swt. Dengan kata lain Dia telah mengetahui, bahwa orang itu termasuk orang yang disesatkan sebelum ia diciptakan (dan Allah telah mengunci mati pendengaran dan hatinya) maka, karena itu ia tidak dapat mendengar petunjuk dan tidak mau memikirkannya (dan meletakkan tutupan atas penglihatannya) mengambil kegelapan hingga ia tidak dapat melihat petunjuk. Pada ayat ini diperkirakan adanya Maf'ul kedua bagi lafal Ra-ayta, yaitu lafal ayat tadi, yang artinya; apakah ia mendapat petunjuk? (Maka siapakah yang akan memberinya petunjuk sesudah Allah) membiarkannya sesat? Maksudnya, tentu saja ia tidak dapat petunjuk. (Maka mengapa kalian tidak mengambil pelajaran?) atau mengapa kalian tidak mau mengambilnya sebagai pelajaran buat kalian. Lafal Tadzakkaruuna asalnya salah satu dari huruf Ta-nya diidgamkan kepada huruf Dzal.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি কি তার প্রতি লক্ষ্য করেছেন যে তার খেয়ালখুশীকে স্বীয় উপাস্য স্থির করেছে আল্লাহ জেনে শুনে তাকে পথভ্রষ্ট করেছেন তার কান ও অন্তরে মহর এঁটে দিয়েছেন এবং তার চোখের উপর রেখেছেন পর্দা। অতএব আল্লাহর পর কে তাকে পথ প্রদর্শন করবে তোমরা কি চিন্তাভাবনা কর না
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே எவன் தன்னுடைய சரீர மனோ இச்சையைத் தன்னுடைய தெய்வமாக ஆக்கிக் கொண்டானோ அவனை நீர் பார்த்தீரா மேலும் அறிந்தே அல்லாஹ் அவனை வழிகேட்டில் விட்டு அவனுடைய காதுகள் மீதும் இருதயத்தின் மீதும் முத்திரையிட்டு; இன்னும் அவனுடைய பார்வை மீதும் திரையை அமைத்துவிட்டான் எனவே அல்லாஹ்வுக்குப் பிறகு அவனுக்கு நேர்வழி காண்பிப்பவர் யார் நீங்கள் சிந்தித்து உணர வேண்டாமா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เจ้าเคยเห็นผู้ที่ยึดถือเอาอารมณ์ต่ำของเขาเป็นพระเจ้าของเขาบ้างไหม และอัลลอฮฺจะทรงให้เขาหลงทางด้วยการรอบรู้ ของพระองค์ และทรงผนึกการการฟังของเขาและหัวใจของเขาและทรงทำให้มีสิ่งบดบังดวงตาของเขา ดังนั้นผู้ใดเล่าจะชี้แนะแก่เขาหลังจากอัลลอฮฺ พวกเจ้ามิได้ใคร่ครวญกันดอกหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Айтингчи ҳавои нафсини илоҳ қилиб олган Аллоҳ уни билиб туриб залолатга солган ва қулоғига ҳамда қалбига муҳр босиб кўзига парда тортиб қўйган кимсани Аллоҳдан бошқа ким ҳидоят қила олади Эсламайсизларми
- 中国语文 - Ma Jian : 你告诉我吧!以私欲为主宰的人,真主使他明知故违地迷误,并封闭他的耳和心,在他的眼上加翳膜;真主使他迷误之后,谁还能引导他呢?难道你们不觉悟吗?
- Melayu - Basmeih : Dengan yang demikian bagaimana fikiranmu wahai Muhammad terhadap orang yang menjadikan hawa nafsunya tuhan yang dipatuhinya dan ia pula disesatkan oleh Allah kerana diketahuiNya bahawa ia tetap kufur ingkar dan dimeteraikan pula atas pendengarannya dan hatinya serta diadakan lapisan penutup atas penglihatannya Maka siapakah lagi yang dapat memberi hidayah petunjuk kepadanya sesudah Allah menjadikan dia berkeadaan demikian Oleh itu mengapa kamu wahai orangorang yang ingkar tidak ingat dan insaf
- Somali - Abduh : ka waran ruux ka yeeshay ilaahiisa hawadiisa oo Eebe dhumiyey isagoo cilmi leh oo daboolay maqalkiisa iyo qalbigiisa yelayna aragiisa dabool yaa hanuunin Eebe kadib miyaydaan wax xusuusanayn
- Hausa - Gumi : Shin kã ga wanda ya riƙi son zũciyarsa sĩh ne abin bautawarsa kuma Allah Ya ɓatar da shi a kan wani ilmi Kuma Ya sa hatini a kan jinsa da zũciyarsa kuma Ya sa wata yãnã ã kan ganinsa To wãne ne zai shiryar da shi bãyan Allah Shin to bã zã ku yi tunãni ba
- Swahili - Al-Barwani : Je Umemwona aliye fanya matamanio yake kuwa ndiye mungu wake na Mwenyezi Mungu akamwacha apotee pamoja na kuwa ana ujuzi na akapiga muhuri juu ya masikio yake na moyo wake na akambandika vitanga machoni mwake Basi nani atamwongoa huyo baada ya Mwenyezi Mungu Hamkumbuki
- Shqiptar - Efendi Nahi : A e ke parë atë që kënaqësinë e vet e ka marrë për zot dhe Perëndia e ka lënë në humbje duke e ditur të keqen e tij dhe ia ka vulosur të dëgjuarit e tij dhe zemrën e tij e para syve të tij ka vënë perde Kush do ta udhëzojë atë pos Perëndisë A nuk po kuptoni
- فارسى - آیتی : آيا آن كس را كه هوسش را چون خداى خود گرفت و خدا از روى علم گمراهش كرد و بر گوش و دلش مُهر نهاد و بر ديدگانش پرده افكند، ديدهاى؟ اگر خدا هدايت نكند چه كسى او را هدايت خواهد كرد؟ چرا پند نمىگيريد؟
- tajeki - Оятӣ : Оё он касро, ки ҳавасашро чун худои худ гирифт ва Худо аз рӯи илм гумроҳаш кард ва бар гӯшу дилаш мӯҳр ниҳод ва бар дидагонаш парда афканд, дидаӣ? Агар Худо ҳидоят накунад, чӣ касе ӯро ҳидоят хоҳад кард? Чаро панд намегиред?
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ماڭا نەپسى خاھىشنى ئىلاھ قىلىۋالغان، اﷲ ئازدۇرغان، (ھەقنى) بىلىپ تۇرغان، اﷲ قۇلىقىنى ۋە قەلبىنى پېچەتلىۋەتكەن ۋە كۆزىنى پەردىلىگەن ئادەمنى ئېيتىپ بەرگىن، اﷲ ئازدۇرغاندىن كېيىن، ئۇنى كىم ھىدايەت قىلالايدۇ؟ سىلەر (بۇلاردىن) ۋەز - نەسىھەت ئالمامسىلەر؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : തന്റെ ദേഹേച്ഛയെ ദൈവമാക്കിയവനെ നീ കണ്ടോ? അല്ലാഹു അവനെ ബോധപൂര്വം വഴികേടിലാക്കിയിരിക്കുന്നു. അവന്റെ കാതിനും മനസ്സിനും മുദ്രവെച്ചിരിക്കുന്നു. കണ്ണുകള്ക്ക് മൂടിയിട്ടിരിക്കുന്നു. അപ്പോള് അല്ലാഹുവെ കൂടാതെ അവനെ നേര്വഴിയിലാക്കാന് ആരുണ്ട്? എന്നിട്ടും നിങ്ങളൊട്ടും ചിന്തിച്ചറിയുന്നില്ലേ?
- عربى - التفسير الميسر : افرايت ايها الرسول من اتخذ هواه الها له فلا يهوى شيئا الا فعله واضله الله بعد بلوغ العلم اليه وقيام الحجه عليه فلا يسمع مواعظ الله ولا يعتبر بها وطبع على قلبه فلا يعقل به شيئا وجعل على بصره غطاء فلا يبصر به حجج الله فمن يوفقه لاصابه الحق والرشد بعد اضلال الله اياه افلا تذكرون ايها الناس فتعلموا ان من فعل الله به ذلك فلن يهتدي ابدا ولن يجد لنفسه وليا مرشدا والايه اصل في التحذير من ان يكون الهوى هو الباعث للمومنين على اعمالهم
*30) "To make one's lust one's god" implies that one should become a slave of one's lusts and desires: one should do whatever one likes whether God has forbidden it, and should not do what one dislikes, whether God has made it obligatory. When a man starts obeying somebody like this, it means that his deity is not God but the one whom he is obeying without question, no matter whether he calls him his Iord (with the tongue) or not, and carves out an image of him and worship: him or not. For when he has worshipped him directly without question, it is enough to make him a deity and after this practical shirk one cannot be absolved from the guilt of shirk only because one did not call the object of one's worship one's deity with the tongue, nor prostrated oneself before it. The other major commentators also have given the same commentary of this verse. Ibn Jarir says: the forbidden things by Allah as forbidden, nor regarded the things made lawful by Him as lawful." Abu Bakr al-Jassas gives this meaning: "He obeys his lusts as one should obey one's God." Zamakhshari explains it, thus: "He is obedient to the lusts of his self: He follows his self wherever it beckons him, as if he serves him as one should serve one's God. " (For further explanation, scc E.N. 56 of AIFurqan, E.N. 63 of Saba, E N. 53 of Ya Sin, and E.N. 38 of Ash-Shura).
*31) The words adalla hulla-hu 'ala 'ilm-in may either mean: "The person in spite of being knowledgeable was driven astray by Allah, for he had become a slave of his lusts ;" or "Allah, by virtue of His knowledge that he had made his lusts his god, drove him astray."
*32) For the commentary of letting a person go astray and setting a seal upon his heart and ears and a coveting on his eyes, scc AI-Baqarah: 7, 18, AIAn'am:25 and E.N. 28, Al-A'raf: 100, At-Taubah: 87, 93, Yunus: 74 and E.N. 73, Ar-Ra'd: 27, Ibrahim: 4, 27, An-Nahl: 108, Bani Isra'il: 46, Ar-Rum; 59, Fatir: 8 and E.N.'s 16, 17, and E.N. 54 of Al-Mu'minun).
*33) From the context in which this verse occurs, it becomes obvious that only those people deny the Hereafter, who want to serve their lusts and who regard belief in the Hereafter as an obstacle to their freedom. Then, once they. have denied the Hereafter, their servitude of the self goes on increasing and they go on wandering further into deviation. They commit every kind of evil without feeling any qualms; they do not hesitate to usurp the rights of others; they cannot be expected to restrain themselves when there is an opportunity for them to commit an excess or injustice only because of a regard for justice and truth in their hearts. The events and incidents that can serve as a warning for a man, are witnessed by them too, but they draw the wrong conclusion that whatever they are doing is right and they should do the same. No word of advice moves them; no argument, which can stop a man from evil, appeals to them; but they go on devising and furnishing more and more arguments to justify their unbridled freedom, and their minds remain day and night engaged only in devising ways and means of fulfilling their own interests and desires in every possible way instead of engaging in a good thought. This is an express proof of the fact that the denial of the Hereafter is destructive for human morals. The only thing that can restrain man within the bounds of humanity is the feeling that tnan is not irresponsible but has to render an account of his deeds before God. Being devoid of this feeling even if a person is highly Iearned, he cannot help adopting an attitude and behaviour worse than that of the animals.