- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَآ أَنْهَٰرٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍۢ وَأَنْهَٰرٌ مِّن لَّبَنٍۢ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُۥ وَأَنْهَٰرٌ مِّنْ خَمْرٍۢ لَّذَّةٍۢ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنْهَٰرٌ مِّنْ عَسَلٍۢ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَٰلِدٌ فِى ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ
- عربى - نصوص الآيات : مثل الجنة التي وعد المتقون ۖ فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ۖ ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ۖ كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم
- عربى - التفسير الميسر : صفة الجنة التي وعدها الله المتقين: فيها أنهارٌ عظيمة من ماء غير متغيِّر، وأنهار من لبن لم يتغيَّر طعمه، وأنهار من خمر يتلذذ به الشاربون، وأنهار من عسل قد صُفِّي من القذى، ولهؤلاء المتقين في هذه الجنة جميع الثمرات من مختلف الفواكه وغيرها، وأعظم من ذلك السَّتر والتجاوزُ عن ذنوبهم، هل مَن هو في هذه الجنة كمَن هو ماكث في النار لا يخرج منها، وسُقوا ماء تناهى في شدة حره فقطَّع أمعاءهم؟
- السعدى : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
أي: مثل الجنة التي أعدها الله لعباده، الذين اتقوا سخطه، واتبعوا رضوانه، أي: نعتها وصفتها الجميلة.
{ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ } أي: غير متغير، لا بوخم ولا بريح منتنة، ولا بمرارة، ولا بكدورة، بل هو أعذب المياه وأصفاها، وأطيبها ريحا، وألذها شربا.
{ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } بحموضة ولا غيرها، { وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ } أي: يلتذ به شاربه لذة عظيمة، لا كخمر الدنيا الذي يكره مذاقه ويصدع الرأس، ويغول العقل.
{ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى } من شمعه، وسائر أوساخه.
{ وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ } من نخيل، وعنب، وتفاح، ورمان، وأترج، وتين، وغير ذلك مما لا نظير له في الدنيا، فهذا المحبوب المطلوب قد حصل لهم.
ثم قال: { وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ } يزول بها عنهم المرهوب، فأي هؤلاء خير أم من هو خالد في النار التي اشتد حرها، وتضاعف عذابها، { وَسُقُوا } فيها { مَاءً حَمِيمًا } أي: حارا جدا، { فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ }
فسبحان من فاوت بين الدارين والجزاءين، والعاملين والعملين.
- الوسيط لطنطاوي : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
ثم أكد - سبحانه - هذا المعنى بأن بين مصير الفريقين فقال : ( مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون ) .
والمراد بالمثل هنا : الصفة . وهو مبتدأ ، والكلام على تقدير الاستفهام الإِنكارى ، وتقدير مضاف محذوف ، والخبر قوله - تعالى - : ( كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النار ) . أى : أمثل أهل الجنة كمثل من هو خالد فى النار : أو : أمثل الجنة جزاء من هو خالد فى النار ، وقدر الاستفهام فى المبتدأ لأنه مرتب على الإِنكار الساق فى قوله : ( أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ) .
ورحم الله - تعالى - صاحب الكشاف ، فقد قال : فإن قلت ما معنى قوله - تعالى - : ( مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون فِيهَآ أَنْهَارٌ ) كمن هو خالد فى النار؟
قلت : هو كلام فى صورة الإِثبات ، ومعناه النفى والإِنكار ، لانطوائه تحت حكم كلام مصدر بحروف الإِنكار ، ودخوله فى حيزه ، وانخراطه فى سلكه ، وهو قوله - تعالى - : ( أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ . . ) ؟ فكأنه قيل : أمثل الجنة كمن هو خالد فى النار ، أى كمثل جزاء من هو خالد فى النار؟
فإن قلت : فلم عرَّى فى حرف الإِنكار؟ وما فائدة التعرية؟
قلت : تعريته من حرف الإِنكار فيها زيادة تصوير لمكابرة من يسوى بين المتمسك بالبينة والتابع لهواه ، وأنه بمنزلة من يثبت التسوية بين الجنة التى تجرى فيها الأنهار ، وبين النار التى يسقى أهلها الجحيم . .
وقوله - سبحانه - : ( فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) تفسير مسوق لشرح محاسن الجنة أى : صفة الجنة التى وعد الله - تعالى - بها عباده المتقين ، أنها فيها أنهار من ماء ليس متغيرا فى طعمه أو رائحته ، وإنما هو ماء طيب لذيذ تشتهيه النفوس .
والماء الآسن : هو الماء الذى تغير طعمه وريحه ، لطول مكثه فى مكان معين . يقال : أَسَنَ الماء يأسِن - كضرب - يضرب ، إذا تغير .
( وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ) أى : وفيها - أيضا - أنهار من لبن لم يتغير طعمه لا بالحموضة ولا بغيرها مما يجرى على الألبان التى تشرب فى الدنيا .
( وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ) أى : وفيها كذلك أنهار من خمر فى غاية اللذة لمن يشربها ، إذ لا يعقبها ذهاب عقل ، ولا صداع .
وقال - سبحانه - ( لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ) للإِشعار بأنها لذيذة لجميع من يشربونها بخلاف خمر الدنيا فإن من الناس من ينفر منها ويعفها حتى ولو كان على غير دين الإِسلام .
( وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ) أى : وفيها - أيضا - أنهار من عسل لا يخالطه ما يخالط عسل الدنيا من الشمع أو غيره .
( وَلَهُمْ ) أى : للمؤمنين ( فِيهَا ) أى : فى الجنة فضلا عن كل ذلك ( مِن كُلِّ الثمرات ) التى يشتهونها ، وأهم من كل ذلك أنهم لهم فيها : ( وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ) أى : لهم ثواب عظيم وفضل كبير من ربهم ، حيث ستر لهم ذنوبهم ، وأزالها عنهم ، وحولها إلى حسنات بكرمه وإحسانه .
وقوله - سبحانه - : ( كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النار وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ ) أى : أمثل جزاء المؤمنين الذى هو الجنة التى فيها ما فيها من أنهار الماء واللبن والخمر والعسل . . كمثل عقاب الكافرين والمتمثل فى نارهم خالدين فيها أبدا ، وفى ماء فى أشد درجات الحرارة ، يشربونه فيقطع أمعاءهم؟
لا شك أن كل عاقل يرى فرقا شاسعا ، بين حسن عاقبة المؤمنين ، وسوء عاقبة الكافرين .
وبذلك نرى أن هاتين الآيتين قد فرقت بين الأخيار والأشرار فى المنهج والسلوك ، وفى المصير الذى يصير إليه كل فريق .
- البغوى : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
( مثل الجنة التي وعد المتقون ) أي صفتها ( فيها أنهار من ماء غير آسن ) آجن متغير منتن ، قرأ ابن كثير " أسن " بالقصر ، والآخرون بالمد ، وهما لغتان يقال : أسن الماء يأسن أسنا ، وأجن يأجن ، أسونا وأجونا ، إذا تغير ( وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة ) [ لذيذة ] ( للشاربين ) لم تدنسها الأرجل ولم تدنسها الأيدي ( وأنهار من عسل مصفى ) .
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير وعلي بن مسهر ، عن عبيد الله بن عمر ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة " .
قال كعب الأحبار : نهر دجلة نهر ماء أهل الجنة ، ونهر الفرات نهر لبنهم ، ونهر مصر نهر خمرهم ، ونهر سيحان نهر عسلهم ، وهذه الأنهار الأربعة تخرج من نهر الكوثر .
( ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار ) أي من كان في هذا النعيم كمن هو خالد في النار ( وسقوا ماء حميما ) شديد الحر تسعر عليهم جهنم منذ خلقت إذا أدني منهم شوى وجوههم ووقعت فروة رءوسهم فإذا شربوه ( فقطع أمعاءهم ) فخرجت من أدبارهم ، والأمعاء جميع ما في البطن من الحوايا واحدها معى .
- ابن كثير : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
ثم قال : ( مثل الجنة التي وعد المتقون ) قال عكرمة : ( مثل الجنة ) أي : نعتها : ( فيها أنهار من ماء غير آسن ) قال ابن عباس ، والحسن ، وقتادة : يعني غير متغير . وقال قتادة ، والضحاك ، وعطاء الخراساني : غير منتن . والعرب تقول : أسن الماء ، إذا تغير ريحه .
وفي حديث مرفوع أورده ابن أبي حاتم : ( غير آسن ) يعني : الصافي الذي لا كدر فيه .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق قال : قال عبد الله : أنهار الجنة تفجر من جبل من مسك .
( وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ) أي : بل في غاية البياض والحلاوة والدسومة . وفي حديث مرفوع : " لم يخرج من ضروع الماشية " .
( وأنهار من خمر لذة للشاربين ) أي : ليست كريهة الطعم والرائحة كخمر الدنيا ، بل [ هي ] حسنة المنظر والطعم والرائحة والفعل ، ( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 47 ] ، ( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) [ الواقعة : 19 ] ، ( بيضاء لذة للشاربين ) [ الصافات : 46 ] ، وفي حديث مرفوع : " لم تعصرها الرجال بأقدامها " .
[ وقوله ] ( وأنهار من عسل مصفى ) أي : وهو في غاية الصفاء ، وحسن اللون والطعم والريح ، وفي حديث مرفوع : " لم يخرج من بطون النحل " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا الجريري ، عن حكيم بن معاوية ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " في الجنة بحر اللبن ، وبحر الماء ، وبحر العسل ، وبحر الخمر ، ثم تشقق الأنهار منها بعد " .
ورواه الترمذي في " صفة الجنة " ، عن محمد بن بشار ، عن يزيد بن هارون ، عن سعيد بن إياس الجريري به وقال : حسن صحيح .
وقال أبو بكر بن مردويه حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم ، حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هذه الأنهار تشخب من جنة عدن في جوبة ، ثم تصدع بعد أنهارا "
وفي الصحيح : " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، وفوقه عرش الرحمن " .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري ، وعبد الله بن الصقر السكري قالا : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة ، حدثني عبد الرحمن بن عياش ، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي ، عن أبيه ، عن عمه لقيط بن عامر ، قال دلهم : وحدثنيه أيضا أبو الأسود ، عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت : يا رسول الله ، فعلام نطلع من الجنة ؟ قال : " على أنهار عسل مصفى ، وأنهار من خمر ما بها صداع ولا ندامة ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وماء غير آسن ، وفاكهة ، لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله ، وأزواج مطهرة " قلت : يا رسول الله ، أولنا فيها أزواج مصلحات ؟ قال : " الصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذونكم ، غير ألا توالد " .
وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا : حدثنا يعقوب بن عبيدة ، عن يزيد بن هارون ، أخبرني الجريري ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال : لعلكم تظنون أن أنهار الجنة تجري في أخدود في الأرض ، والله إنها لتجري سائحة على وجه الأرض ، حافاتها قباب اللؤلؤ ، وطينها المسك الأذفر .
وقد رواه أبو بكر بن مردويه ، من حديث مهدي بن حكيم ، عن يزيد بن هارون به مرفوعا .
وقوله : ( ولهم فيها من كل الثمرات ) ، كقوله : ( يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) [ الدخان : 55 ] . وقوله : ( فيهما من كل فاكهة زوجان ) [ الرحمن : 52 ] .
وقوله : ( ومغفرة من ربهم ) أي : مع ذلك كله .
وقوله : ( كمن هو خالد في النار ) أي : أهؤلاء الذين ذكرنا منزلتهم من الجنة كمن هو خالد في النار ؟ ليس هؤلاء كهؤلاء ، أي : ليس من هو في الدرجات كمن هو في الدركات ، ( وسقوا ماء حميما ) أي : حارا شديد الحر ، لا يستطاع . ( فقطع أمعاءهم ) أي : قطع ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء ، عياذا بالله من ذلك .
- القرطبى : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
قوله تعالى : مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم .
قوله تعالى : مثل الجنة التي وعد المتقون لما قال - عز وجل - : إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات وصف تلك الجنات ، أي : صفة الجنة المعدة للمتقين . وقد مضى الكلام في هذا في ( الرعد ) وقرأ علي بن أبي طالب ( مثال الجنة التي وعد المتقون )
فيها أنهار من ماء غير آسن أي غير متغير الرائحة . والآسن من الماء مثل الآجن . وقد أسن الماء يأسن ويأسن أسنا وأسونا إذا تغيرت رائحته . وكذلك أجن الماء يأجن ويأجن أجنا وأجونا . ويقال بالكسر فيهما : أجن وأسن يأسن ويأجن أسنا وأجنا ، قاله اليزيدي . وأسن الرجل أيضا يأسن ( بالكسر لا غير ) إذا دخل البئر فأصابته ريح منتنة من ريح البئر أو غير ذلك فغشي عليه أو دار رأسه ، قال زهير :
قد أترك القرن مصفرا أنامله يميد في الرمح ميد المائح الأسن
ويروى ( الوسن ) وتأسن الماء تغير . أبو زيد : تأسن علي تأسنا اعتل وأبطأ . أبو عمرو : تأسن الرجل أباه أخذ أخلاقه . وقال اللحياني : إذا نزع إليه في الشبه ، وقراءة العامة آسن بالمد . وقرأ ابن كثير وحميد ( أسن ) بالقصر ، وهما لغتان ، مثل حاذر وحذر . وقال الأخفش : أسن للحال ، وآسن ( مثل فاعل ) يراد به الاستقبال .
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه أي لم يحمض بطول المقام كما تتغير ألبان الدنيا إلى الحموضة . وأنهار من خمر لذة للشاربين أي لم تدنسها الأرجل ولم ترنقها الأيدي كخمر الدنيا ، فهي لذيذة الطعم طيبة الشرب لا يتكرهها الشاربون . يقال : شراب لذ ولذيذ بمعنى . واستلذه عده لذيذا . وأنهار من عسل مصفى العسل ما يسيل من لعاب النحل . مصفى أي : من الشمع والقذى ، خلقه الله كذلك لم يطبخ على نار ولا دنسه النحل . وفي الترمذي عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد . قال : حديث حسن صحيح . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة . وقال كعب : نهر دجلة نهر ماء أهل الجنة ، ونهر الفرات نهر لبنهم ، ونهر مصر نهر خمرهم ، ونهر سيحان نهر عسلهم . وهذه الأنهار الأربعة تخرج من نهر الكوثر . والعسل : يذكر ويؤنث . وقال ابن عباس : من عسل مصفى أي : لم يخرج من بطون النحل .
ولهم فيها من كل الثمرات من زائدة للتأكيد . ومغفرة من ربهم أي لذنوبهم . كمن هو خالد في النار قال الفراء : المعنى أفمن يخلد في هذا النعيم كمن يخلد في النار . وقال الزجاج : أي : أفمن كان على بينة من ربه وأعطي هذه الأشياء كمن زين له سوء عمله وهو خالد في النار . فقوله : كمن بدل من قوله : أفمن زين له سوء عمله . وقال ابن كيسان : مثل هذه الجنة التي فيها الثمار والأنهار كمثل النار التي فيها الحميم والزقوم . ومثل أهل الجنة في النعيم المقيم كمثل أهل النار في العذاب المقيم .
وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم أي حارا شديد الغليان ، إذا أدني منهم شوى وجوههم ، ووقعت فروة رءوسهم ، فإذا شربوه قطع أمعاءهم وأخرجها من دبورهم . والأمعاء : جمع معى ، والتثنية معيان ، وهو جميع ما في البطن من الحوايا .
- الطبرى : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
القول في تأويل قوله تعالى : مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)
يقول تعالى ذكره: صفة الجنة التي وعدها المتقون, وهم الذين اتقوا في الدنيا عقابه بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه ( فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) يقول تعالى ذكره في هذه الجنة التي: ذكرها أنهار من ماء غير متغير الريح, يقال منه: قد أسن ماء هذه البئر: إذا تغيرت ريح مائها فأنتنت, فهو يأسَن أسَنًا, وكذلك يُقال للرجل إذا أصابته ريح منتنة: قد أَسِن فهو يأْسَن. وأما إذا أَجَنَ الماء وتغير, فإنه يقال له: أسِن فهو يأسَن, ويأسن أسونا, وماء أسن.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله ( مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني علي, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله ( فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) يقول: غير متغير.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) قال: من ماء غير مُنْتن.
حدثني عيسى بن عمرو, قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد, قال: ثنا مصعب بن سلام, عن سعد بن طريف, قال: سألت أبا إسحاق عن ( مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) قال: سألت عنها الحارث, فحدثني أن الماء الذي غير آسن تسنيم, قال: بلغني أنه لا تمسه يد, وأنه يجيء الماء هكذا حتى يدخل فى فيه. وقوله ( وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ) يقول تعالى ذكره: وفيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه لأنه لم يحلب من حيوان فيتغير طعمه بالخروج من الضروع, ولكنه خلقه الله ابتداء في الأنهار, فهو بهيئته لم يتغير عما خلقه عليه.
وقوله ( وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ) يقول: وفيها أنهار من خمر لذة للشاربين يلتذّون بشربها.
كما حدثني عيسى, قال: ثنا إبراهيم بن محمد, قال: ثنا مصعب, عن سعد بن طريف, قال: سألت عنها الحارث, فقال: لم تدسه المجوس, ولم ينفخ فيه الشيطان, ولم تؤذها شمس, ولكنها فوحاء (1) قال: قلت لعكرمة: ما الفوحاء: قال: الصفراء.
وكما حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم, قال: ثنا حفص بن عمر, قال: ثنا الحكم بن أبان, عن عكرمة, في قوله ( مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ) قال: لم يحلب, وخُفِضت اللذة على النعت للخمر, ولو جاءت رفعا على النعت للأنهار جاز, أو نصبا على يتلذّذ بها لذة, كما يقال: هذا لك هبة. كان جائزا ; فأما القراءة فلا أستجيزها فيها إلا خفضا لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
وقوله ( وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ) يقول: وفيها أنهار من عسل قد صُفِّي من القَذى, وما يكون في عسل أهل الدنيا قبل التصفية, إنما أعلم تعالى ذكره عباده بوصفه ذلك العسل بأنه مصفى أنه خلق في الأنهار ابتداء سائلا جاريا سيل الماء واللبن المخلوقين فيها, فهو من أجل ذلك مصفًّى, قد صفاه الله من الأقذاء التي تكون في عسل أهل الدنيا الذي لا يصفو من الأقذاء إلا بعد التصفية, لأنه كان في شمع فصُفي منه.
وقوله ( وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) يقول تعالى ذكره: ولهؤلاء المتقين في هذه الجنة من هذه الأنهار التي ذكرنا من جميع الثمرات التي تكون على الأشجار ( وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) يقول: وعفو من الله لهم عن ذنوبهم التي أذنبوها في الدنيا, ثم تابوا منها, وصَفْحٌ منه لهم عن العقوبة عليها.
وقوله ( كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ ) يقول تعالى ذكره: أمَّن هو في هذه الجنة التي صفتها ما وصفنا, كمن هو خالد في النار. وابتُدئ الكلام بصفة الجنة, فقيل: مثل الجنة التي وعد المتقون, ولم يقل: أمَّن هو في الجنة. ثم قيل بعد انقضاء الخبر عن الجنة وصفتها( كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ ) . وإنما قيل ذلك كذلك, استغناء بمعرفة السامع معنى الكلام, ولدلالة قوله ( كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ ) على معنى قوله ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ).
وقوله ( وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا ) يقول تعالى ذكره: وسُقي هؤلاء الذين هم خلود في النار ماء قد انتهى حرّه فقطع ذلك الماء من شدّة حرّه أمعاءهم.
كما حدثني محمد بن خلف العَسْقلانيّ, قال: ثنا حَيْوة بن شُريح الحِمصِيّ, قال: ثنا بقية, عن صفوان بن عمرو, قال: ثني عبيد الله بن بشر, عن أبي أُمامة الباهلي, عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وقوله وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ قال: يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ, فإذَا أُدْنِيَ مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ, وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رأْسِهِ, فإذَا شَرِبَ قَطَّعَ أمْعاءَهُ حتى يَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ. قال: يقول الله ( وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ) يقول الله عزّ وجلّ &; 22-169 &; يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا .
------------------------
الهوامش:
(1) في اللسان : الفوح : وجدانك الريح الطيبة . فاحت ريح المسك تفوح وتفيح ، فوحا وفيحا . وفوحانا فيحانا : انتشرت رائحته .
- ابن عاشور : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15(
استئناف بياني لأن ما جرى من ذكر الجنة في قوله : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناتتٍ تجري من تحتها الأنهار } [ محمد : 12 ] مما يستشرف السامعُ إلى تفصيل بعض صفاتها ، وإذ قد ذكر أنها تجري من تحتها الأنهار مُوهم السامع أنها أنهار المياه لأن جري الأنهار أكمل محاسن الجنات المرغوب فيها ، فلما فُرغ من توصيف حال فريقي الإيمان والكفر ، ومما أعد لكليهما ، ومن إعلان تباين حاليهما ثُني العنان إلى بيان ما في الجنة التي وعد المتقون ، وخص من ذلك بيان أنواع الأنهار ، ولما كان ذلك موقع الجملة كان قوله : { مثَل الجنة } مبتدأ محذوف الخبر . والتقدير : مَا سيوصف أو ما سيتلى عليكم ، أو مما يتلى عليكم .
وقوله : { كمن هو خالد في النار } كلام مستأنف مقدر فيه استفهام إنكاري دلّ عليه ما سبق من قوله : { أفمن كان على بينة من ربه كمن زيّن له سوء عمله } [ محمد : 14 ] . والتقدير : أكَمَنْ هو خالد في النار . والإنكار متسلط على التشبيه الذي هو بمعنى التسوية . ويجوز أن تكون جملة { مثَل الجنة } بدلاً من جملة { أفمن كان على بينة من ربه } فهي داخلة في حيز الاستفهام الإنكاري . والخبر قوله : { كمن هو خالد في النار } ، أي كحال من هو خالد في النار وذلك يستلزم اختلاف حال النار عن حال الجنة ، فحصل نحو الاحتباك إذ دل { مَثَل الجنة } على مَثَل أصحابها ودلّ مثل من هو خالد في النار على مثل النار .
والمقصود : بيان البَون بين حالي المسلمين والمشركين بذكر التفاوت بين حالي مصيرهما المقرر في قوله : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعمل الصالحات جناتٍ } [ الحج : 23 ] إلى آخره ، ولذلك لم يترك ذكر أصحاب الجنّة وأصحاب النار في خلال ذكر الجنة والنار فقال : { مثل الجنة التي وُعد المتقون } وقال بعده { كمن هو خالد في النار } . ولقصد زيادة تصوير مكابرة من يُسَوِّي بين المتمسك ببينةِ ربه وبين التابع لهواه ، أي هو أيضاً كالذي يسوي بين الجنّة ذات تلك الصفات وبين النار ذاتتِ صفاتتٍ ضدها .
وفيه اطراد أساليب السورة إذ افتتحت بالمقابلة بين الذين كفروا والذين آمنوا ، وأعقب باتباع الكافرين الباطل واتباع المؤمنين الحق ، وثُلّثَ بقوله : { أفمن كان على بيّنة من ربّه } الخ . والمثل : الحال العجيب .
وجملة { فيها أنهار } وما عطف عليها تفصيل للإجمال الذي في جملة { مَثل الجنة } ، فهو استئناف ، أو بدل مفصَّل من مجمل على رأي من يثبته في أنواع البدل .
والأنهار : جمع نهْر ، وهو الماء المستبحر الجاري في أخدود عظيم من الأرض ، وتقدم في قوله تعالى : { قال إن الله مبْتلِيكم بنهَر } في سورة البقرة ( 249 ( .
فأما إطلاق الأنهار على أنهار الماء فهو حقيقة ، وأما إطلاق الأنهار على ما هو من لبن وخَمر وعَسل فذلك على طريقة التشبيه البليغ ، أي مماثلة للأنهار ، فيجوز أن تكون المماثلة تامة في أنها كالأنهار مستبحرة في أخاديد من أرض الجنة فإن أحوال الآخرة خارقة للعادة المعروفة في الدنيا ، فإن مرأى أنهار من هذه الأصناف مرأى مُبهج .
ويجوز أن تكون مماثلة هذه الأصناف للأنهار في بعض صفات الأنهار وهي الاستبحار . وهذه الأصناف الخمسة المذكورة في الآية كانت من أفضل ما يتنافسون فيه ومن أعزّ ما يتيسر الحصول عليه ، فكيف الكثير منها ، فكيف إذا كان منها أنهار في الجنة . وتناولُ هذه الأصناف من التَفَكُّهِ الذي هو تنعم أهل اليسار والرفاهية .
وقد ذكر هنا أربعة أشربة هي أجناس أشربتهم ، فكانوا يستجيدون الماء الصافي لأن غالب مياههم من الغُدران والأحواض بالبادية تمتلىء من ماء المطر أو من مرور السيول فإذا استقرت أياماً أخذت تتغير بالطحلب وبما يدخل فيها من الأيدي والدلاء ، وشرب الوحوش وقليلٌ البلاد التي تكون مجاورة الأنهار الجارية . وكذلك اللبن كانوا إذا حلبوا وشربوا أبقوا ما استفضلوه إلى وقت آخر لأنهم لا يحلبون إلا حَلْبة واحدة أو حلْبتين في اليوم فيقع في طعم اللبن تغيير . فأما الخمر فكانت قليلة عزيزة عندهم لقلة الأعناب في الحجاز إلا قليلاً في الطائف ، فكانت الخمر تجتلب من بلاد الشام ومن بلاد اليمن ، وكانت غالية الثمن وقد ينقطع جلبها زماناً في فصل الشتاء لعسر السير بها في الطرق وفي أوقات الحروب أيضاً خوف انتهابها .
والعسل هو أيضاً من أشربتهم ، قال تعالى في النحل ( 69 ( { يَخرج من بطونها شَراب مختلف ألوانه } والعرب يقولون : سقاه عسلاً ، ويقولون : أطعمه عسلاً . وكان العسل مرغوباً فيه يجتلب من بلاد الجبال ذات النبات المستمر . فأما الثمرات فبعضها كثير عندهم كالتمر وبعضها قليل كالرمان .
والآسِن : وصف من أسَن الماء من باب ضرب ونصر وفرح ، إذا تغيّر لونه . وقرأه ابن كثير أسِنٍ } بدون ألف بعد الهمزة على وزن فَعِللٍ للمبالغة .
والخمر : عصير العنب الذي يترك حتى يصيبه التخمر وهو الحموضة مثل خمير العجين . و { لَذَة } وصفٌ وليس باسم ، وهو تأنيث اللذّ ، أي اللذيذ قال بشار :
ذكرت شبابي اللذّ غير قريب ... ومجلس لهو طاب بين شروب
واللّذاذة : انفعال نفساني فيه مسرة ، وهي ضد الألم وأكثر حصوله من الطعوم والأشربة والملامس البدنية ، فوصف خمر هنا بأنها { لذة } معناه يجد شاربها لذاذة في طعمها ، أي بخلاف خمر الدنيا فإنها حريقة الطعم فلولا ترقب ما تفعله في الشارب من نشوة وطرب لما شربها لحُموضة طعمها .
والعسل المصفى : الذي خُلِّص مما يخالط العسل من بقايا الشمع وبقايا أعضاء النحل التي قد تموت فيه ، وتقدم الكلام على العسل وتربيته في سورة النحل .
ومعنى { من كلّ الثمرات } أصناف من جميع أجناس الثمرات ، فالتعريف في { الثمرات } للجنس ، و { كُلّ } مستعملة في حقيقتها وهو الإحاطة ، أي جميع ما خلق الله من الثمرات مما علموه في الدنيا وما لم يعلموه مما خلقه الله للجنة .
و { مِن } تبعيضية ، وهذا كقوله تعالى : { فيهما من كل فاكهة زوجان } [ الرحمن : 52 ] .
و { مغفرة } عطف على { أنهار } وما بعده ، أي وفيها مغفرة لهم ، أي تجاوز عنهم ، أي إطلاق في أعمالهم لا تكليف عليهم كمغفرته لأهل بدر إذ بينت بأن يعملوا ما شاؤوا في الحديث « لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم » وقد تكون المغفرة كناية عن الرضوان عليهم كما قال تعالى : { ورضوان من الله أكبر } [ التوبة : 72 ] .
وتقدير المضاف في { مثله } ظاهر للقرينة . وقوله : { وسُقوا ماءً حميعاً } جيء به لمقابلة ما وصف من حال أهل الجنة الذي في قوله : { فيها أنهار من ماء غير آسن } إلى قوله : { من كل الثمرات } ، أي أن أهل النار محرومون من جميع ما ذكر من المشروبات . وليسوا بذائقين إلا الماء الحميم الذي يقطع أمعاءهم بفور سقيه . ولذلك لم يعرج هنا على طعام أهل النار الذي ذكر في قوله تعالى : { لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم } [ الواقعة : 52 54 ] وقوله : { أذلك خير نُزُلاً أم شجرة الزقوم } [ الصافات : 62 ] إلى قوله : { فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم } [ الصافات : 66 67 ] .
وضمير { سقوا } راجع إلى { من هو خالد في النار } باعتبار معنى ( من ( وهو الفريق من الكافرين بعد أن أعيد عليه ضمير المفرد في قوله : { هو خالد } .
والأمعاء : جمع مِعًى مقصوراً وبفتح الميم وكسرها ، وهو ما ينتقل الطعام إليه بعد نزوله من المعدة . ويسمى عَفِج بوَزن كَتِف .
- إعراب القرآن : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
«مَثَلُ» مبتدأ «الْجَنَّةِ» مضاف إليه «الَّتِي» صفة الجنة «وُعِدَ» ماض مبني للمجهول «الْمُتَّقُونَ» نائب فاعل مرفوع بالواو والجملة صلة «فِيها» خبر مقدم «أَنْهارٌ» مبتدأ مؤخر «مِنْ ماءٍ» جار ومجرور صفة أنهار «غَيْرِ» صفة «آسِنٍ» مضاف إليه والجملة الاسمية فيها أنهار خبر المبتدأ مثل «وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ» معطوف على ما قبله «لَمْ يَتَغَيَّرْ» مضارع مجزوم بلم «طَعْمُهُ» فاعل والجملة صفة لبن «وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ» معطوف على ما قبله أيضا «لَذَّةٍ» صفة خمر «لِلشَّارِبِينَ» صفة لذة «وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى» معطوف على سابقه «وَ لَهُمْ» الواو حرف استئناف ولهم خبر مقدم «فِيها» متعلقان بالخبر المقدم المحذوف «مِنْ كُلِّ» جار ومجرور صفة المبتدأ المحذوف «الثَّمَراتِ» مضاف إليه والجملة مستأنفة «وَ مَغْفِرَةٌ» الواو حرف عطف ومغفرة مبتدأ خبره محذوف «مِنْ رَبِّهِمْ» جار ومجرور صفة مغفرة «كَمَنْ» خبر لمبتدأ محذوف «هُوَ خالِدٌ» مبتدأ وخبره والجملة صلة من «فِي النَّارِ» متعلقان بخالد «وَ سُقُوا» الواو حرف عطف وماض مبني للمجهول ونائب فاعل «ماءٍ» مفعول به ثان «حَمِيماً» صفة ماء والجملة معطوفة على جملة الصلة «فَقَطَّعَ» ماض فاعله مستتر «أَمْعاءَهُمْ» مفعول به
- English - Sahih International : Is the description of Paradise which the righteous are promised wherein are rivers of water unaltered rivers of milk the taste of which never changes rivers of wine delicious to those who drink and rivers of purified honey in which they will have from all [kinds of] fruits and forgiveness from their Lord like [that of] those who abide eternally in the Fire and are given to drink scalding water that will sever their intestines
- English - Tafheem -Maududi : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ(47:15) Here is the parable of Paradise which the God-fearing have been promised: in it shall be rivers of incorruptible water, *20 rivers of milk unchanging in taste, *21and rivers of wine, a delight to those that drink; *22 and rivers of pure honey. *23 In it they will have every kind of fruit as well as forgiveness from their Lord. *24 Can such be like those who will abide in the Fire and will be given a boiling water to drink that will tear their bowels apart?
- Français - Hamidullah : Voici la description du Paradis qui a été promis aux pieux il y aura là des ruisseaux d'une eau jamais malodorante et des ruisseaux d'un lait au goût inaltérable et des ruisseaux d'un vin délicieux à boire ainsi que des ruisseaux d'un miel purifié Et il y a là pour eux des fruits de toutes sortes ainsi qu'un pardon de la part de leur Seigneur [Ceux-là] seront-ils pareils à ceux qui s'éternisent dans le Feu et qui sont abreuvés d'une eau bouillante qui leur déchire les entrailles
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Das Gleichnis des Paradiesgartens der den Gottesfürchtigen versprochen ist Darin sind Bäche mit Wasser das nicht schal wird und Bäche mit Milch deren Geschmack sich nicht ändert und Bäche mit Wein der köstlich ist für diejenigen die davon trinken und Bäche mit geklärtem Honig Und sie haben darin von allen Früchten und Vergebung von ihrem Herrn Sind diese denn jemandem gleich der im Höllenfeuer ewig bleibt und dem heißes Wasser zu trinken gegeben wird das seine Gedärme zerreißt
- Spanish - Cortes : Imagen del Jardín prometido a quienes temen a Alá habrá en él arroyos de agua incorruptible arroyos de leche de gusto inalterable arroyos de vino delicia de los bebedores arroyos de depurada miel Tendrán en él toda clase de frutas y perdón de su Señor ¿Serán como quienes están en el Fuego por toda la eternidad a los que se da de beber un agua muy caliente que les roe las entrañas
- Português - El Hayek : Eis aqui uma descrição do Paraíso que foi prometido aos tementes Lá há rios de água impoluível; rios de leite de saborinalterável; rios de vinho deleitante para os que o bebem; e rios de mel purificado; ali terão toda a classe de frutos com aindulgência do seu Senhor Poderá isto equiparse ao castigo daqueles que permanecerão eternamente no fogo a quem serádada a beber água fervente a qual lhes dilacerará as entranhas
- Россию - Кулиев : Вот описание Рая обещанного богобоязненным В нем текут реки из воды которая не застаивается реки из молока вкус которого не изменяется реки из вина дарующего наслаждение пьющим и реки из очищенного меда В нем для них уготованы любые фрукты и прощение от их Господа Неужели они подобны тем которые вечно пребывают в Огне и которых поят кипящей водой разрывающей их кишки
- Кулиев -ас-Саади : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
Вот описание Рая, обещанного богобоязненным! В нем текут реки из воды, которая не застаивается, реки из молока, вкус которого не изменяется, реки из вина, дарующего наслаждение пьющим, и реки из очищенного меда. В нем для них уготованы любые фрукты и прощение от их Господа. Неужели они подобны тем, которые вечно пребывают в Огне и которых поят кипящей водой, разрывающей их кишки?Этот Рай обещан тем, кто боялся разгневать Аллаха и стремился снискать Его благоволение. В нем текут ручьи из воды, которая не портится. Эта вода не приобретает неприятный вкус и гнилостный запах и не становится горячей или мутной, а всегда остается чистой, с приятным вкусом и запахом, и всегда доставляет удовольствие тем, кто ее пьет. В этих садах текут ручьи из молока, которое не прокисает и не портится; ручьи из вина, дарующего наслаждение пьющим, которое не похоже на вино в этом мире, которое имеет неприятный вкус, дурманит рассудок и вызывает мигрень; и ручьи из чистого меда, в котором нет ни воска, ни примесей. В них - всякого рода плоды: финики и виноград, яблоки и гранаты, лимоны, инжир и многие другие фрукты, не похожие на те, что растут на земле. Все они прекрасны и желанны, и все они приготовлены для обитателей Рая. Помимо этого, для праведников там уготовано прощение от их Господа, благодаря которому они не только обретут желанные блага, но и спасутся от ужасного наказания. Так кто же лучше: эти счастливые праведники или мученики, обитающие в Адском Огне, который опаляет их невыносимым жаром и вызывает ужасную боль. Пречист Тот, Кто сделал такое великое различие между Раем и Преисподней, вознаграждением и наказанием, праведниками и грешниками, добром и злом!
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'a karşı gelmekten sakınanlara söz verilen cennet şöyledir Orada temiz su ırmakları tadı bozulmayan süt ırmakları içenlere zevk veren şarap ırmakları süzme bal ırmakları vardır Onlara orada her türlü ürün ve Rablerinden mağfiret vardır Bunların durumu ateşte temelli kalan ve bağırsaklarını parça parça edecek kaynar su içirilen kimselerin durumu gibi olur mu
- Italiano - Piccardo : [Ecco] la descrizione del Giardino che è stata promessa ai timorati [di Allah] ci saranno ruscelli di un'acqua che mai sarà malsana e ruscelli di latte dal gusto inalterabile e ruscelli di un vino delizioso a bersi e ruscelli di miele purificato E ci saranno per loro ogni sorta di frutta e il perdono del loro Signore Essi sono forse simili a coloro che rimangono in perpetuo nel Fuoco e che verranno abbeverati di un'acqua bollente che devasterà le loro viscere
- كوردى - برهان محمد أمين : وێنهی ئهو بهههشتهی کهبهڵێن دراوهبدرێت بهخواناس و پارێزکاران ئهمهیه چهندهها ڕووباری لهئاوی سازگارو تام و نهگۆڕاوی تێدایه ههروهها چهندهها ڕووباری شیر کهتامی تێک نهچووه ههروهها چهندهها ڕوبار لهشهرابی تام خۆش و بۆنخۆش کهلهخواردنهوهی بێزار نابن و لهبهر چاویان ناکهوێت بۆ ئهوانهی دهیخۆنهوه چهندهها ڕوبار لهههنگوینی پاڵفتهو بێگهرد ههروهها بۆیان ههیه لهو بهههشتهدا لهههموو جۆره بهرو و بووم و میوهیهکی جوان و بهتام و بۆنخۆش هاوکات لهگهڵ لێخۆشبوون و خۆشهویستی پهروهردگاریاندا ئایا ئهو بهختهوهرانهوهکو ئهو کهسانهوان کهلهناو ئاگری دۆزهخدا نهمرن و ئاوی لهکوڵ دهکرێت بهگهروویاندا کهریخۆڵهکانیان پارچهپارچهو تۆی تۆی دهکات
- اردو - جالندربرى : جنت جس کا پرہیزگاروں سے وعدہ کیا جاتا ہے۔ اس کی صفت یہ ہے کہ اس میں پانی کی نہریں ہیں جو بو نہیں کرے گا۔ اور دودھ کی نہریں ہیں جس کا مزہ نہیں بدلے گا۔ اور شراب کی نہریں ہیں جو پینے والوں کے لئے سراسر لذت ہے۔ اور شہد مصفا کی نہریں ہیں جو حلاوت ہی حلاوت ہے اور وہاں ان کے لئے ہر قسم کے میوے ہیں اور ان کے پروردگار کی طرف سے مغفرت ہے۔ کیا یہ پرہیزگار ان کی طرح ہوسکتے ہیں جو ہمیشہ دوزخ میں رہیں گے اور جن کو کھولتا ہوا پانی پلایا جائے گا تو ان کی انتڑیوں کو کاٹ ڈالے گا
- Bosanski - Korkut : Zar je Džennet koji je obećan onima koji se Allaha boje – u kome su rijeke od vode neustajale i rijeke od mlijeka nepromijenjena ukusa i rijeke od vina prijatna onima koji piju i rijeke od meda procijeđenog i gdje ima voća svakovrsnog i oprosta od Gospodara njihova – zar je to isto što i patnja koja čeka one koji će u vatri vječno boraviti koji će se uzavrelom vodom pojiti koja će im crijeva kidati
- Swedish - Bernström : Paradiset som lovats dem som fruktar Gud kan liknas vid [en lustgård] där bäckar flyter med vatten som alltid förblir friskt och floder av mjölk med ofördärvad smak och floder av det ljuvligaste vin och floder av renaste honung och där de skall njuta frukter av alla slag och [dessutom få] sin Herres förlåtelse [Kan den som stiger in i detta paradis jämföras] med den som måste förbli i Elden och [där] dricka skållhett vatten som bränner sönder hans inälvor
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Apakah perumpamaan penghuni jannah yang dijanjikan kepada orangorang yang bertakwa yang di dalamnya ada sungaisungai dari air yang tiada berubah rasa dan baunya sungaisungai dari air susu yang tidak berubah rasanya sungaisungai dari khamar yang lezat rasanya bagi peminumnya dan sungaisungai dari madu yang disaring; dan mereka memperoleh di dalamnya segala macam buahbuahan dan ampunan dari Rabb mereka sama dengan orang yang kekal dalam jahannam dan diberi minuman dengan air yang mendidih sehingga memotong ususnya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
(Perumpamaan) gambaran tentang (surga yang dijanjikan kepada orang-orang yang bertakwa) dan yang menjadi milik bersama bagi orang-orang yang memasukinya. Lafal ayat ini menjadi Mubtada, sedangkan Khabarnya ialah (yang di dalamnya ada sungai-sungai dari air yang tiada berubah rasa dan baunya) dapat dibaca Aasinin atau Asinin, jika dibaca Aasinin wazannya sama dengan lafal Dhaaribin, jika dibaca Asinin Wazannya sama dengan lafal Hadzirun. Artinya, airnya tidak berubah atau tidak berbeda dengan air dunia yang dapat berubah karena ada sesuatu yang mencampurinya (sungai-sungai dari air susu yang tiada berubah rasanya) berbeda dengan air susu di dunia, karena air susu di dunia keluar dari susu (sungai-sungai dari khamar yang lezat rasanya) sangat lezat rasanya (bagi peminumnya) berbeda halnya dengan khamar di dunia, khamar dunia rasanya tidak enak bila diminum (dan sungai-sungai dari madu yang disaring) berbeda dengan madu di dunia, karena madu di dunia keluar dari perut tawon kemudian bercampur dengan lilin dan lain sebagainya (dan mereka memperoleh di dalamnya) berbagai macam jenis (dari aneka ragam buah-buahan, dan ampunan dari Rabb mereka) Rabb mereka rela terhadap mereka di samping kebaikan-Nya yang terus melimpah bagi mereka tanpa henti-hentinya, yaitu berupa kenikmatan-kenikmatan yang telah disebutkan tadi. Berbeda halnya dengan perihal seorang tuan atau pemilik hamba sahaya di dunia, karena sesungguhnya sekalipun majikan dari hamba sahaya itu berbuat baik kepadanya hal itu dibarengi dengan amarahnya, yakni terkadang sang majikan memarahinya (sama dengan orang yang kekal dalam neraka) lafal ayat ini menjadi Khabar dari Mubtada yang diperkirakan keberadaannya yakni, apakah orang yang berada dalam kenikmatan tersebut sama dengan orang yang kekal di dalam neraka (dan diberi minuman dengan air yang mendidih) yakni air yang sangat panas (sehingga memotong-motong ususnya?) artinya, minuman itu menghancurkan dan mencabik-cabik isi perutnya. Lafal Am'aa adalah bentuk jamak dari lafal Mi'a, sedangkan huruf Alifnya adalah ganti dari huruf Ya, karena sebagian dari mereka ada yang mengatakan Mi'yaani.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : পরহেযগারদেরকে যে জান্নাতের ওয়াদা দেয়া হয়েছে তার অবস্থা নিম্নরূপঃ তাতে আছে পানির নহর নির্মল দুধের নহর যারা স্বাদ অপরিবর্তনীয় পানকারীদের জন্যে সুস্বাদু শরাবের নহর এবং পরিশোধিত মধুর নহর। তথায় তাদের জন্যে আছে রকমারি ফলমূল ও তাদের পালনকর্তার ক্ষমা। পরহেযগাররা কি তাদের সমান যারা জাহান্নামে অনন্তকাল থাকবে এবং যাদেরকে পান করতে দেয়া হবে ফুটন্ত পানি অতঃপর তা তাদের নাড়িভূঁড়ি ছিন্ন বিচ্ছিন্ন করে দেবে
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பயபக்தியுடையவர்களுக்கு வாக்களிக்கப்பட்டுள்ள சுவர்க்கத்தின் உதாரணமாவது அதில் மாறுபடாத தெளிந்த நீரைக் கொண்ட ஆறுகளும் தன் சுவை மாறாத பாலாறுகளும் அருந்துவோருக்கு இன்பமளிக்கும் மது ரச ஆறுகளும் தெளிவான தேன் ஆறுகளும் இருக்கின்றன இன்னும் அதில் அவர்களுக்கு எல்லா விதமான கனிவகைகளும் தங்கள் இறைவனின் மன்னிப்பும் உண்டு இத்தகையோர் நரகத்தின் எவன் என்றென்றுமே தங்கியிருந்த கொதிக்கும் நீர் புகட்டப்பட்டு அதனால் குடல்களெல்லாம் துண்டு துண்டாகிவிடுமோ அவனுக்கு ஒப்பாவாரா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อุปมาของสวนสวรรค์ซึ่งบรรดาผู้ยำเกรงได้ถูกสัญญาไว้ในสวนสวรรค์นั้นมีธารน้ำหลายสายที่ไม่ผันแปร ทั้งรสและกลิ่น และธารน้ำนมหลายสาย ที่รสชาติของมันไม่เปลี่ยนแปลง และธารน้ำจัณฑ์ เหล้า หลายสายเป็นโอชะอร่อยแก่ผู้ดื่ม และธารน้ำผึ้งที่สะอาดบริสุทธิ์หลายสาย และสำหรับพวกเขาในสวนสวรรค์นั้นมีผลไม้หลายชนิด และการอภัยโทษจากพระเจ้าของพวกเขาจะเหมือนกับผู้ที่พำนักอยู่ในไฟนรก และถูกให้ดื่มน้ำร้อนจัดแล้วมันตัดลำไส้ของพวกเขากระนั้นหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Тақводорларга ваъда қилинган жаннатнинг мисоли ичида айнимаган сувли анҳорлари таъми ўзгармаган сутли анҳорлари ичувчиларга лаззатбахш хамршаробли анҳорлари мусаффо асалли анҳорлари бор Улар учун у ерда барча мевалар ва ўз Роббиларидан мағфират бор Ўшалар оташда мангу қолувчи ва ўта қайноқ сув ила суғорилиб ичаклари титилиб кетган кимсага ўхшайдиларми
- 中国语文 - Ma Jian : 敬畏的人们所蒙应许的乐园,其情状是这样的:其中有水河,水质不腐;有乳河,乳味不变;有酒河,饮者称快;有蜜河,蜜质纯洁;他们在乐园中,有各种水果,可以享受;还有从他们的主发出的赦宥。永居乐园者,难道与那永居火狱,常饮沸水,肠寸寸断的人是一样的吗?
- Melayu - Basmeih : Sifat Syurga yang telah dijanjikan kepada orangorang yang bertaqwa ialah seperti berikut ada padanya beberapa sungai dari air yang tidak berubah rasa dan baunya dan beberapa sungai dari susu yang tidak berubah rasanya serta beberapa sungai dari arak yang lazat bagi orangorang yang meminumnya dan juga beberapa sungai dari madu yang suci bersih Dan ada pula untuk mereka di sana segala jenis buahbuahan serta keredaan dari Tuhan mereka Adakah orangorang yang tinggal kekal di dalam Syurga yang sedemikian itu keadaannya sama seperti orangorang yang tinggal kekal di dalam neraka dan diberi minum dari air yang menggelegak sehingga menjadikan isi perut mereka hancur Sudah tentu tidak sama
- Somali - Abduh : Tilmaanta Jannada loogu yaboohay mu'miniinta waa in Wabiyaal biya ah oon doorsoomaynin dhexdeeda yihiin iyo Wabiyaal Caano ah ooo iyana dhadhankoodu doorsoomaynin iyo Wabiyaal Khamro xalaal ah oo u macaan dadka cabbi iyo Wabiyaal Malab ah oo la sifeeyay waxayna Jannada ku leeyihiin nooc kasta ooMidho ah iyo dambidhaafka Eebe Ma la midbaa Ruux Narta ku waari lagana waraabin Biyo kulayl daran oo Xiidmahooda gooya/
- Hausa - Gumi : Misãlin Aljanna wadda aka yi wa'adinta ga mãsu taƙawa a cikinta akwai waɗansu kõguna na ruwa ba mai sãkẽwa ba da waɗansu kõguna na madara wadda ɗanɗanonta bã ya canjãwa da waɗansu kõguna na giya mai dãɗi ga mashãya da waɗansu kõguna na zuma tãtacce kuma suna sãmu a cikinta daga kõwane irin 'ya'yan itãce da wata gãfara daga Ubangijinsu Shin mãsu wannan ni'ima nã daidaita kamar wanda yake madawwami ne a cikin wutã kuma an shãyar da su wani ruwa mai zãfi har ya kakkãtse hanjinsu
- Swahili - Al-Barwani : Mfano wa Pepo walio ahidiwa wachamngu ina mito ya maji yasiyo vunda na mito ya maziwa isiyo haribika ladha yake na mito ya mvinyo yenye ladha kwa wanywao na mito ya asali iliyo safishwa Na wao humo watakuwa na kila namna ya matunda na maghfira kutoka kwa Mola wao Mlezi Basi hao ni kama watakao dumu Motoni na wakinyweshwa maji yanayo chemka ya kuwakata matumbo yao
- Shqiptar - Efendi Nahi : Shembulli i xhennetit që u është premtuar besimtarëve – në të cilin gjenden lumenj me ujë të paprishur dhe lumenj të qumështit me shije të pandryshuar dhe lumenj të verës me shije të këndshme për ata që e pinë pa përbërje alkooli dhe lumenj prej mjaltit të kulluar në të kanë edhe llojlloj pemësh dhe falje të mëkateve prej Zotit të tyre a është njësoj si shembulli i atij i cili është përherë në zjarr dhe të cilëve u jepet ujë i vëluar që ua copton zorrët
- فارسى - آیتی : وصف بهشتى كه به پرهيزگاران وعده داده شده اين است كه در آن نهرهايى است از آبهايى تغييرناپذير و نهرهايى از شيرى كه طعمش دگرگون نمىشود و نهرهايى از شراب كه آشامندگان از آن لذت مىبرند و نهرهايى از عسل مصفى. و در آنجا هرگونه ميوه كه بخواهند هست و نيز آمرزش پروردگارشان. آيا بهشتيان همانند كسانى هستند كه در آتش جاودانهاند و آنان را از آبى جوشان مىآشامانند چنان كه رودههايشان تكهتكه مىشود؟
- tajeki - Оятӣ : Васфи биҳиште, ки ба парҳезгорон ваъда дода шуда, ин аст, ки дар он наҳрҳоест аз обҳое тағйирнопазир ва наҳрҳое аз шире, ки таъмаш дигаргун намешавад ва наҳрҳое аз шароб, ки ошомандагон аз он лаззат мебаранд ва наҳрҳое аз асали мусаффо. Ва дар он ҷо ҳар гуна мева, ки бихоҳанд, ҳаст ва низ бахшоиши Парвардигорашон. Оё биҳиштиён монанди касоне ҳастанд, ки дар оташи ҷовидонаанд ва ононро аз обе ҷӯшон меошомананд, чунон ки рудаҳояшон тика-тика мешавад?
- Uyghur - محمد صالح : تەقۋادارلارغا ۋەدە قىلىنغان جەننەتنىڭ سۈپىتى شۇكى، ئۇ يەردە رەڭگى ئۆزگەرمىگەن سۇدىن ئۆستەڭلار، تەمى ئۆزگەرمىگەن سۈتتىن ئۆستەڭلار، ئىچكۈچىلەرگە لەززەت بېغىشلايدىغان مەيدىن ئۆستەڭلار ۋە ساپ ھەسەلدىن ئۆستەڭلار بولىدۇ، ئۇلارغا جەننەتتە بەھرىمەن بولىدىغان تۈرلۈك مېۋىلەر بولىدۇ ۋە پەرۋەردىگارى تەرىپىدىن مەغپىرەت بولىدۇ، (مۇنداق تەقۋادارلار) دوزاختا مەڭگۈ قالىدىغان، قايناقسۇ بىلەن سۇغىرىلىپ (قىزىقلىقىدىن) ئۈچەيلىرى پارە - پارە قىلىنىدىغانلار بىلەن ئوخشاشمۇ؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സൂക്ഷ്മത പുലര്ത്തുന്നവര്ക്ക് വാഗ്ദാനം ചെയ്യപ്പെട്ട സ്വര്ഗത്തിന്റെ ഉപമ; അതില് കലര്പ്പില്ലാത്ത തെളിനീരരുവികളുണ്ട്. രുചിഭേദമൊട്ടുമില്ലാത്ത പാലൊഴുകും പുഴകളുണ്ട്. കുടിക്കുന്നവര്ക്ക് ആസ്വാദ്യകരമായ മദ്യനദികളുണ്ട്. ശുദ്ധമായ തേനരുവികളും. അവര്ക്കതില് സകലയിനം പഴങ്ങളുമുണ്ട്. തങ്ങളുടെ നാഥനില് നിന്നുള്ള പാപമോചനവും. ഇതിന്നര്ഹരാകുന്നവര് നരകത്തില് നിത്യവാസിയായവനെപ്പോലെയാണോ? അവരവിടെ കുടിപ്പിക്കപ്പെടുക കൊടും ചൂടുള്ള വെള്ളമായിരിക്കും. അതവരുടെ കുടലുകളെ കീറിപ്പൊളിക്കും.
- عربى - التفسير الميسر : صفه الجنه التي وعدها الله المتقين فيها انهار عظيمه من ماء غير متغير وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر يتلذذ به الشاربون وانهار من عسل قد صفي من القذى ولهولاء المتقين في هذه الجنه جميع الثمرات من مختلف الفواكه وغيرها واعظم من ذلك الستر والتجاوز عن ذنوبهم هل من هو في هذه الجنه كمن هو ماكث في النار لا يخرج منها وسقوا ماء تناهى في شده حره فقطع امعاءهم
*20) Literally, asia is the taste and colour of water which has changed, or which gives a bad smell. In the world the water of rivers and canals is generally muddy; its taste and colour change due to the mixture of sand and dust and of different kinds of vegetation in it, and it also gives off a kind of bad smell. Therefore, the quality of the water of the rivers and canals of Paradise will be that it will be pure and clear, without any adulteration.
*21) In a Hadith directly reported from the Holy Prophet, it has been explained thus: "It will not be the milk squeezed from the teats of animals." That is, it willbe the milk which Allah will bring out in the form of springs from the earth and cause it to flow into canals; it will not be squeezed from the teats of animals and then made to flow into the canals of Paradise. About this natural milk it has been said: Its flavour will not have changed at all ;" that is, it will not give even the slightest offensive smell that is found in every kind of milk squeezed from the animal teats.
*22) In another Hadith reported directly from the Holy Prophet, it has been explained, thus: ''This wine will not have been distilled from rotten fruit by beating and crushing it under feet," like the wine in the world, but AIIah will produce it also in the form of springs and cause it to flow into canals; then its quality will be that "it will be delightful for the drinkers"; that is, it will not be bitter and foul-smelling like the wines of the world, which cannot be drunk even by the most habitual drinker without showing some distaste. In Surah As-Saffa t, another quality of it has been described: "Neither will the drinker be harmed physically thereby nor become drunk." (v. 47) In Surah AI-Waqi'ah it has been said: "... which will neither cause them giddiness nor affect their sense." (v. 19) This shows that wine will not intoxicate, but will only give pleasure and delight.
*23) In the Hadith it has been explained, thus: "The honey will not have been drawn from the bees' bellies," but it also will come out from springs and flow into canals; therefore, it will not have wax, and pieces of the honey-comb and legs of dead bees mixed in it, but it will be absolutely pure.
*24) The mention of forgiveness from Allah after the blessings of Paradise can have two meanings: (1) That the greatest blessing by far will be that Allah will forgive them; and (2) that the errors and faults that they happened to commit in the world, will not even so much as be mentioned before them, but Allah will cover them up for ever so that they are not put to shame in Paradise.