- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ۚ واتقوا الله لعلكم ترحمون
- عربى - التفسير الميسر : إنما المؤمنون إخوة في الدين، فأصلحوا بين أخويكم إذا اقتتلا وخافوا الله في جميع أموركم؛ رجاء أن تُرحموا.
- السعدى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } هذا عقد، عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي شخص كان، في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فإنه أخ للمؤمنين، أخوة توجب أن يحب له المؤمنون، ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون له، ما يكرهون لأنفسهم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آمرًا بحقوق الأخوة الإيمانية: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبع أحدكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره"
وقال صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن، كالبنيان يشد بعضه بعضًا" وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه.
ولقد أمر الله ورسوله، بالقيام بحقوق المؤمنين، بعضهم لبعض، وبما به يحصل التآلف والتوادد، والتواصل بينهم، كل هذا، تأييد لحقوق بعضهم على بعض، فمن ذلك، إذا وقع الاقتتال بينهم، الموجب لتفرق القلوب وتباغضها [وتدابرها]، فليصلح المؤمنون بين إخوانهم، وليسعوا فيما به يزول شنآنهم.
ثم أمر بالتقوى عمومًا، ورتب على القيام بحقوق المؤمنين وبتقوى الله، الرحمة [ فقال: { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } وإذا حصلت الرحمة، حصل خير الدنيا والآخرة، ودل ذلك، على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين، من أعظم حواجب الرحمة.
وفي هاتين الآيتين من الفوائد، غير ما تقدم: أن الاقتتال بين المؤمنين مناف للأخوة الإيمانية، ولهذا، كان من أكبر الكبائر، وأن الإيمان، والأخوة الإيمانية، لا تزول مع وجود القتال كغيره من الذنوب الكبار، التي دون الشرك، وعلى ذلك مذهب أهل السنة والجماعة، وعلى وجوب الإصلاح، بين المؤمنين بالعدل، وعلى وجوب قتال البغاة، حتى يرجعوا إلى أمر الله، وعلى أنهم لو رجعوا، لغير أمر الله، بأن رجعوا على وجه لا يجوز الإقرار عليه والتزامه، أنه لا يجوز ذلك، وأن أموالهم معصومة، لأن الله أباح دماءهم وقت استمرارهم على بغيهم خاصة، دون أموالهم.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
وقوله : ( إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ . . ) استئناف مقرر لمضمون ما قبله من الأمر بوجوب الإِصلاح بين المتخاصمين .
أى : إنما المؤمنون إخوة فى الدين والعقيدة ، فهم يجمعهم أصل واحد وهو الإِيمان ، كما يجمع الإِخوة أصل واحد وهو النسب ، وكما ان أخوة النسب داعية إلى التواصل والتراحكم والتناصر فى جلب الخير ، وفدع الشر ، فكذلك الأخوة فى الدين تدعوكم إلى التعاطف والتصالح ، وإلى تقوى الله وشخيته ، ومتى تصالحتم واتقيتم الله - تعالى - كنتم أهلا لرحمته ومثوبته .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : فلم خص الإِثنان بالذكر دون الجمع فى قوله : فأصلحوا بين أخويكم -؟
قلت : لأن أقل من يقع بينهم الشقاق اثنان ، فإذا لزمت المصالحة بين الأقل ، كانت بين الأكثر ألزم ، لأن الفساد فى شقاق الجمع أكثر منه فى شقاق الاثنين .
هذا ، وقد أخذ العلماء من هاتين الآيتين جملة من الأحكام منها :
أن الأصل فى العلاقة بين المؤمنين أن تقوم على التواصل والتراحم ، لا على التنازع والتخاصم ، وأنه إذا حدث نزاع بين طائفتين من المؤمنين ، فعلى بقية المؤمنين أن يقوموا بواجب الإِصلاح بينهما حتى يرجعا إلى حكم الله - تعالى - .
قال الشوكانى : إذا تقاتل فريقان من المسلمين ، فعلى المسلمين أن يسعوا بالصلح بينهم ، ويدعوهم إلى حكم الله فإن حصل بعد ذلك التعدى من إحدى الطائفتين على الأخرى ، ولم تقبل الصلح ولا دخلت فيه ، كان على المسلمين أن يقاتلوا هذه الطائفة الباغية ، حتى ترجع إلى أمر الله وحكمه ، فإن رجعت تلك الطائفة الباغية عن بغيها ، وأجابت الدعوة إلى كتاب الله وحكمه ، فعلى المسلمين أن يعدلوا بين الطائفتين فى الحكم ، ويتحروا الصواب المطابق لحكم الله ، ويأخذوا على يد الطائفة الظالمة ، حتى تخرج من الظلم ، وتؤدى ما يجب عليها نحو الأخرى .
- البغوى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
( إنما المؤمنون إخوة ) في الدين والولاية ( فأصلحوا بين أخويكم ) إذا اختلفا واقتتلا ، قرأ يعقوب " بين إخوتكم " بالتاء على الجمع ( واتقوا الله ) فلا تعصوه ولا تخالفوا أمره ( لعلكم ترحمون ) .
[ أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ] ، أخبرنا أبو محمد الحسين بن أحمد المخلدي ، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يشتمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " .
وفي هاتين الآيتين دليل على أن البغي لا يزيل اسم الإيمان ، لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين ، يدل عليه ما روي عن الحارث الأعور أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سئل - وهو القدوة - في قتال أهل البغي ، عن أهل الجمل وصفين : أمشركون هم ؟ فقال : لا ، من الشرك فروا ، فقيل : أمنافقون هم ؟ فقال : لا ، إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ، قيل : فما حالهم ؟ قال : إخواننا بغوا علينا .
والباغي في الشرع هو الخارج على الإمام العدل ، فإذا اجتمعت طائفة لهم قوة ومنعة فامتنعوا عن طاعة الإمام العدل بتأويل محتمل ، ونصبوا إماما فالحكم فيهم أن يبعث الإمام إليهم ويدعوهم إلى طاعته ، فإن أظهروا مظلمة أزالها عنهم ، وإن لم يذكروا مظلمة ، وأصروا على بغيهم ، قاتلهم الإمام حتى يفيئوا إلى طاعته ، ثم الحكم في قتالهم أن لا يتبع مدبرهم ولا يقتل أسيرهم ، ولا يذفف على جريحهم ، نادى منادي علي - رضي الله عنه - يوم الجمل : ألا لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح . وأتي علي - رضي الله عنه - يوم صفين بأسير فقال له : لا أقتلك صبرا إني أخاف الله رب العالمين . وما أتلفت إحدى الطائفتين على الأخرى في حال القتال من نفس أو مال فلا ضمان عليه .
قال ابن شهاب : كانت في تلك الفتنة دماء يعرف في بعضها القاتل والمقتول ، وأتلف فيها أموال كثيرة ، ثم صار الناس إلى أن سكنت الحرب بينهم ، وجرى الحكم عليهم ، فما علمته اقتص من أحد ولا أغرم مالا أتلفه .
أما من لم يجتمع فيهم هذه الشرائط الثلاث بأن كانوا جماعة قليلين لا منعة لهم ، أو لم يكن لهم تأويل ، أو لم ينصبوا إماما ، فلا يتعرض لهم إن لم ينصبوا قتالا ولم يتعرضوا للمسلمين ، فإن فعلوا فهم كقطاع الطريق .
روي أن عليا - رضي الله عنه - سمع رجلا يقول في ناحية المسجد : لا حكم إلا لله تعالى ، فقال علي : كلمة حق أريد بها باطل ، لكم علينا ثلاث : لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ، ولا نبدؤكم بقتال .
- ابن كثير : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
وقوله : ( إنما المؤمنون إخوة ) أي : الجميع إخوة في الدين ، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه " . وفي الصحيح : " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " . وفي الصحيح أيضا : " إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك : آمين ، ولك بمثله " . والأحاديث في هذا كثيرة ، وفي الصحيح : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " . وفي الصحيح أيضا : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وشبك بين أصابعه .
وقال أحمد : حدثنا أحمد بن الحجاج ، حدثنا عبد الله ، أخبرنا مصعب بن ثابت ، حدثني أبو حازم قال : سمعت سهل بن سعد الساعدي يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان ، كما يألم الجسد لما في الرأس " . تفرد به ولا بأس بإسناده .
وقوله : ( فأصلحوا بين أخويكم ) يعني : الفئتين المقتتلتين ، ( واتقوا الله ) أي : في جميع أموركم ( لعلكم ترحمون ) ، وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه .
- القرطبى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
قوله تعالى : إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون .
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : إنما المؤمنون إخوة أي في الدين والحرمة لا في النسب ، ولهذا قيل : أخوة الدين أثبت من أخوة النسب ، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب . وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا . وفي رواية : لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه لفظ مسلم . وفي غير الصحيحين عن أبي هريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يعيبه ولا يخذله ولا يتطاول عليه في البنيان فيستر عليه الريح إلا بإذنه ولا يؤذيه بقتار قدره إلا أن يغرف له غرفة ولا يشتري لبنيه الفاكهة فيخرجون بها إلى صبيان جاره ولا يطعمونهم منها . ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( احفظوا ولا يحفظ منكم إلا قليل ) .
الثانية : قوله تعالى : فأصلحوا بين أخويكم أي بين كل مسلمين تخاصما . وقيل : بين الأوس والخزرج ، على ما تقدم . وقال أبو علي : أراد بالأخوين الطائفتين ; لأن لفظ التثنية يرد والمراد به الكثرة ، كقوله تعالى : بل يداه مبسوطتان وقال أبو عبيدة : أي : أصلحوا بين كل أخوين ، فهو آت على الجميع . وقرأ ابن سيرين ونصر بن عاصم وأبو العالية والجحدري ويعقوب ( بين إخوتكم ) بالتاء على الجمع . وقرأ الحسن ( إخوانكم ) الباقون : أخويكم بالياء على التثنية .
الثالثة : في هذه الآية والتي قبلها دليل على أن البغي لا يزيل اسم الإيمان ; لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين . قال الحارث الأعور : سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو القدوة عن قتال أهل البغي من أهل الجمل وصفين : أمشركون هم ؟ قال : لا ، من الشرك فروا . فقيل : أمنافقون ؟ قال : لا ; لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . قيل له : فما حالهم ؟ قال إخواننا بغوا علينا .
- الطبرى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)
يقول تعالى ذكره لأهل الإيمان به ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) في الدين ( فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) إذا اقتتلا بأن تحملوهما على حكم الله وحكم رسوله. ومعنى الأخوين في هذا الموضع: كل مقتتلين من أهل الإيمان, وبالتثنية قرأ ذلك قرّاء الأمصار. وذُكر عن ابن سيرين أنه قرأ بين إخوانكم بالنون على مذهب الجمع, وذلك من جهة العربية صحيح, غير أنه خلاف لما عليه قرّاء الأمصار, فلا أحب القراءة بها( وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) يقول تعالى ذكره: وخافوا الله أيها الناس بأداء فرائضه عليكم في الإصلاح بين المقتتلين من أهل الإيمان بالعدل, وفي غير ذلك من فرائضه, واجتناب معاصيه, ليرحمكم ربكم, فيصفح لكم عن سالف إجرامكم إذا أنتم أطعتموه, واتبعتم أمره ونهيه, واتقيتموه بطاعته.
- ابن عاشور : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10(
تعليل لإقامة الإصلاح بين المؤمنين إذا استشرى الحال بينهم ، فالجملة موقعها موقع العلة ، وقد بني هذا التعليل على اعتبار حال المسلمين بعضهم مع بعض كحال الإخوة .
وجيء بصيغة القصر المفيدة لحصر حالهم في حال الإخوة مبالغة في تقرير هذا الحكم بين المسلمين فهو قصر ادعائي أو هو قصر إضافي للرد على أصحاب الحالة المفروضة الذين يبغون على غيرهم من المؤمنين ، وأخبر عنهم بأنهم إخوة مجازاً على وجه التشبيه البليغ زيادة لتقرير معنى الأخوة بينهم حتى لا يحق أن يقرن بحرف التشبيه المشعر بضعف صفتهم عن حقيقة الأخُوَّة . وهذه الآية فيها دلالة قوية على تقرر وجوب الأخوة بين المسلمين لأن شأن { إنما } أن تجيء لخبر لا يجهله المخاطب ولا يدفع صحته أو لما يُنَزِّل منزلة ذلك كما قال الشيخ في «دلائل الإعجاز» في الفصل الثاني عشر وساق عليه شواهد كثيرة من القرآن وكلام العرب فلذلك كان قوله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة } مفيد أن معنى الأخوة بينهم معلوم مقرر . وقد تقرر ذلك في تضاعيف كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله تعالى : { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } في سورة الحشر ( 10 ( ، وهي سابقة في النزول على هذه السورة فإنها معدودة الثانية والمائة ، وسورة الحجرات معدودة الثامنة والمائة من السور . وآخى النبي بين المهاجرين والأنصار حين وروده المدينة وذلك مبدأ الإخاء بين المسلمين . وفي الحديث لو كنت متّخذاً خليلاً غيرَ ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام أفضل .
وفي باب تزويج الصغار من الكبار من صحيح البخاري } " أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة من أبي بكر . فقال له أبو بكر : إنما أنا أخوك فقال : أنتَ أخي في دين الله وكتابِه وهي لي حلال " وفي حديث «صحيح مسلم» " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم " وفي الحديث " لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه " أي يحب للمسلم ما يحب لنفسه .
فأشارت جملة { إنما المؤمنون إخوة } إلى وجه وجوب الإصلاح بين الطائفتين المُتبَاغِيَتَيْن منهم ببيان أن الإيمان قد عَقَد بين أهله من النسب الموحَى ما لا ينقص عن نسب الأخوة الجسدية على نحو قول عمر بن الخطاب للمرأة التي شكت إليه حاجة أولادها وقالت : أنا بنت خُفاف بن أيْمَاء ، وقد شهد أبي مع رسول الله الحديبية فقال عمر «مرحبا بنسب قريب» . ولما كان المتعارف بين الناس أنه إذا نشبت مشاقّة بين الأخوين لزم بقية الإخوة أن يتناهضوا في إزاحتها مشياً بالصلح بينهما فكذلك شأن المسلمين إذا حدث شقاق بين طائفتين منهم أن ينهض سائرهم بالسعي بالصلح بينهما وبثِّ السفراء إلى أن يرقعوا ما وهى ، ويرفعوا ما أصاب ودهَى .
وتفريع الأمر بالإصلاح بين الأخوين ، على تحقيق كون المؤمنين إخوة تأكيد لما دلت عليه { إنما } من التعليل فصار الأمر بالإصلاح الواقع ابتداء دون تعليل في قوله : { فأصلحوا بينهما ، وقوله : { فأصلحوا بينهما بالعدل } [ الحجرات : 9 ] قد أردف بالتعليل فحصل تقريره ، ثم عقب بالتفريع فزاده تقريراً .
وقد حصل من هذا النَظم ما يشبه الدعوى وهي كمطلوب القياس ، ثم ما يشبه الاستدلال بالقياس ، ثم ما يشبه النتيجة .
ولمَّا تقرر معنى الأخوة بين المؤمنين كمالَ التقرّر عُدل عن أن يقول : فأصلحوا بين الطائفتين ، إلى قوله : { بين أخويكم } فهو وصف جديد نشأ عن قوله : { إنما المؤمنون إخوة } ، فتعين إطلاقه على الطائفتين فليس هذا من وضع الظاهر موضع الضمير فتأمل .
وأوثرت صيغة التثنية في قوله : { أخويكم } مراعاة لكون الكلام جار على طائفتين من المؤمنين فجعلت كل طائفة كالأخ للأخرى . وقرأ الجمهور { بين أخويكم } بلفظ تثنية الأخ ، أي بين الطائفة والأخرى مراعاة لجريان الحديث على اقتتال طائفتين . وقرأ الجمهور { بين أخويكم } بلفظ تثنية الأخ على تشبيه كل طائفة بأخ . وقرأ يعقوب { فأصلحوا بين إخوَتِكم } بتاء فوقية بعد الواو على أنه جمع أخ باعتبار كل فرد من الطائفتين كالأخ .
والمخاطب بقوله : { واتقوا اللَّه لعلكم ترحمون } جميع المؤمنين فيشمل الطائفتين الباغية والمبغي عليها ، ويشمل غيرهما ممن أمروا بالإصلاح بينما ومقاتلة الباغية ، فتقوى كلَ بالوقوف عند ما أمر الله به كُلّا مما يخصه ، وهذا يشبه التذييل . ومعنى { لعلكم ترحمون } : تُرجى لكم الرحمة من الله فتجري أحوالكم على استقامة وصلاح . وإنما اختيرت الرحمة لأن الأمر بالتقوى واقع إثر تقرير حقيقة الأخوة بين المؤمنين وشأن تعامل الإخوة الرحمة فيكون الجزاء عليها من جنسها .
- إعراب القرآن : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
«إِنَّمَا» كافة ومكفوفة «الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» مبتدأ وخبره والجملة مستأنفة «فَأَصْلِحُوا» الفاء الفصيحة وأمر مبني على حذف النون والواو فاعله «بَيْنَ» ظرف مكان «أَخَوَيْكُمْ» مضاف إليه مجرور بالياء والجملة جواب شرط لا محل
لها «وَاتَّقُوا» الواو حرف عطف وأمر مبني على حذف النون والواو فاعله «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعوله «لَعَلَّكُمْ» لعل واسمها «تُرْحَمُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة خبر لعل والجملة الاسمية تعليل.
- English - Sahih International : The believers are but brothers so make settlement between your brothers And fear Allah that you may receive mercy
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(49:10) Surely the believers are none but brothers unto one another, so set things right between your brothers, *18 and have fear of Allah that you may be shown mercy.
- Français - Hamidullah : Les croyants ne sont que des frères Etablissez la concorde entre vos frères et craignez Allah afin qu'on vous fasse miséricorde
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Die Gläubigen sind doch Brüder So stiftet Frieden zwischen euren beiden Brüdern und fürchtet Allah auf daß ihr Erbarmen finden möget
- Spanish - Cortes : Los creyentes son en verdad hermanos ¡Reconciliad pues a vuestos hermanos y temed a Alá Quizás así se os tenga piedad
- Português - El Hayek : Sabe que os fiéis são irmãos uns dos outros; reconciliai pois os vossos irmãos e temei a Deus para vos mostrarmisericórdia
- Россию - Кулиев : Воистину верующие - братья Посему примиряйте братьев и бойтесь Аллаха - быть может вы будете помилованы
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
Воистину, верующие - братья. Посему примиряйте братьев и бойтесь Аллаха, - быть может, вы будете помилованы.Этой крепкой связью Аллах соединил сердца верующих мусульман. Где бы ни был мусульманин, - на востоке или на западе, - он верит в Аллаха, ангелов, Священные Писания, посланников и в Судный день. Значит, он приходится братом всем остальным верующим. Это братство обязывает каждого правоверного желать для него того же, что и для себя самого, и переживать за него так же, как и за себя самого. Поэтому Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, провозгласив братство правоверных, сказал: «Не завидуйте друг другу, не преувеличивайте цену товара, не враждуйте друг с другом, и будьте, о рабы Аллаха, братьями! Мусульманин - брат мусульманина: он не притесняет его, не оставляет без своей помощи и не обманывает». Этот хадис передали аль-Бухари и Муслим. Они же передали хадис о том, что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: «Верующие подобны строению: они поддерживают друг друга». Сказав это, он сложил кисти обеих рук в замок. Аллах и Его посланник, да благословит его Аллах и приветствует, повелели правоверным исправно выполнять свои обязанности перед верующими братьями, и благодаря этому мусульман всегда объединяют взаимная любовь и согласие. Эти искренние чувства заставляют их заботиться друг о друге, и если они видят, как правоверные оказываются по разные стороны баррикад и начинают сражаться друг с другом, а их сердца переполняются взаимной враждой и ненавистью, то они всеми силами стремятся помирить поссорившихся братьев и потушить огонь их злобы и ненависти. Затем Всевышний повелел бояться Его, дав понять, что богобоязненными праведниками могут считаться только те, кто уважает права своих верующих братьев и выполняет все свои обязанности перед ними. Только такая искренняя богобоязненность поможет верующим снискать милость Аллаха. А тот, кого Он помилует, обретет величайшее благо как в этой жизни, так и после смерти. Этот аят однозначно свидетельствует о том, что невыполнение обязанностей перед мусульманами очень сильно отдаляет человека от милости Господа. А если связать этот аят с предыдущим, то становится ясно, что сражение между мусульманами несовместимо с братством правоверных, а потому является одним из величайших грехов. Но вместе с тем, мусульмане, которые воюют друг с другом, не перестают оставаться верующими и братьями, так же как и все остальные великие грехи, кроме многобожия, не выводят человека из лона ислама. В этом убеждены все приверженцы Сунны и сторонники единой мусульманской общины. Все они единодушны в том, что мусульмане обязаны примирять верующих по справедливости и сражаться против тех из них, кто покушается на права других мусульман и не желает покориться решению Аллаха. Но если те согласятся во всем повиноваться Его шариату, то они должны прекратить войну с ними. А что касается самой войны с верующими, то ни одна сторона не имеет права покушаться на имущество других мусульман, потому что Всевышний разрешил убивать бесчинствующих мусульман, которые не желают раскаяться, но не позволил присваивать их имущество.
- Turkish - Diyanet Isleri : Şüphesiz müminler birbiri ile kardeştirler; öyle ise dargın olan kardeşlerinizin arasını düzeltin; Allah'tan sakının ki size acısın
- Italiano - Piccardo : In verità i credenti sono fratelli ristabilite la concordia tra i vostri fratelli e temete Allah Forse vi sarà usata misericordia
- كوردى - برهان محمد أمين : لهڕاستیدا ههر ئیمانداران برای یهکن کهواتهههرکاتێک لهنێوان دوو براتاندا ناکۆکی پهیدا بوو ئێوه نێوانیان چاک بکهن و ئاشتیان بكهنهوه ههمیشه لهخوا بترسن و پارێزکار بن بۆ ئهوهی ڕهحمتان پێ بکرێت
- اردو - جالندربرى : مومن تو اپس میں بھائی بھائی ہیں۔ تو اپنے دو بھائیوں میں صلح کرادیا کرو۔ اور خدا سے ڈرتے رہو تاکہ تم پر رحمت کی جائے
- Bosanski - Korkut : Vjernici su samo braća zato pomirite vaša dva brata i bojte se Allaha da bi vam se milost ukazala
- Swedish - Bernström : De troende är bröder Försona därför två bröder [som är oense] och frukta Gud kanske skall ni erfara barmhärtighet
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Orangorang beriman itu sesungguhnya bersaudara Sebab itu damaikanlah perbaikilah hubungan antara kedua saudaramu itu dan takutlah terhadap Allah supaya kamu mendapat rahmat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
(Sesungguhnya orang-orang mukmin adalah saudara) dalam seagama (karena itu damaikanlah antara kedua saudara kalian) apabila mereka berdua bersengketa. Menurut qiraat yang lain dibaca Ikhwatikum, artinya saudara-saudara kalian (dan bertakwalah kepada Allah supaya kalian mendapat rahmat.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মুমিনরা তো পরস্পর ভাইভাই। অতএব তোমরা তোমাদের দুই ভাইয়ের মধ্যে মীমাংসা করবে এবং আল্লাহকে ভয় করবেযাতে তোমরা অনুগ্রহপ্রাপ্ত হও।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக முஃமின்கள் யாவரும் சகோரர்களே ஆகவே உங்கள் இரு சகோதரர்களுக்கிடையில் நீங்கள் சமாதானம் உண்டாக்குங்கள்; இன்னும் உங்கள் மீது கிருபை செய்யப்படும் பொருட்டு நீங்கள் அல்லாஹ்வை அஞ்சங்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงบรรดาผู้ศรัทธานั้นเป็นพี่น้องกัน ดังนั้นพวกเจ้าจงไกล่เกลี่ยประนีประนอมกันระหว่างพี่น้องทั้งสองฝ่ายของพวกเจ้า และจงยำเกรงอัลลอฮฺเถิด หวังว่าพวกเจ้าจะได้รับความเมตตา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта мўминлар биродардирлар бас икки биродарингиз ўртасини ислоҳ қилинг Аллоҳга тақво қилинг шоядки раҳм қилинсангиз
- 中国语文 - Ma Jian : 信士们皆为教胞,故你们应当排解教胞间的纷争,你们应当敬畏真主,以便你们蒙主的怜恤。
- Melayu - Basmeih : Sebenarnya orangorang yang beriman itu adalah bersaudara maka damaikanlah di antara dua saudara kamu yang bertelingkah itu; dan bertaqwalah kepada Allah supaya kamu beroleh rahmat
- Somali - Abduh : Mu'miniintu waa uun walaala ee wanaajiya walaalihiin dhexdooda Eebana ka dhawrsada waxaad u dhawdihiin inuu idiin naxariistee
- Hausa - Gumi : Mũminai 'yan'uwan jũna kawai ne sabõda haka ku yi sulhu a tsakãnin 'yan'uwanku biyu kuma ku bi Allah da taƙawa tsammãninku a yi muku rahama
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Waumini ni ndugu basi patanisheni baina ya ndugu zenu na mcheni Mwenyezi Mungu ili mrehemewe
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë muslimanët janë vëllezër andaj pajtoni vëllezërit tuaj në mes vete dhe druajuni Perëndisë për t’u mëshiruar ju
- فارسى - آیتی : هر آينه مؤمنان برادرانند. ميان برادرانتان آشتى بيفكنيد و از خدا بترسيد، باشد كه بر شما رحمت آرد.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар оина (Албатта) мӯъминон бародаронанд. Миёни бародаронатон оштӣ андозед ва аз Худо битарсед, шояд, ки бар шумо раҳмат орад.
- Uyghur - محمد صالح : مۆمىنلەر ھەقىقەتەن (دىندا) قېرىنداشلاردۇر، (ئۇرۇشۇپ قالسا) قېرىنداشلىرىڭلارنىڭ ئارىسىنى تۈزەڭلار، رەھمەتكە ئېرىشىشىڭلار ئۈچۈن، اﷲ تىن قورقۇڭلار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യവിശ്വാസികള് പരസ്പരം സഹോദരങ്ങളാണ്. അതിനാല് നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ സഹോദരങ്ങള്ക്കിടയില് ഐക്യമുണ്ടാക്കുക. നിങ്ങള് അല്ലാഹുവെ സൂക്ഷിക്കുക. നിങ്ങള്ക്ക് കാരുണ്യം കിട്ടിയേക്കും.
- عربى - التفسير الميسر : انما المومنون اخوه في الدين فاصلحوا بين اخويكم اذا اقتتلا وخافوا الله في جميع اموركم رجاء ان ترحموا
*18) This verse establishes a universal brotherhood of aII the Muslims of the world, and it is by virtue of this that the sort of fraternity that exists among the Muslims exists among the followers of no other religion and creed. The importance of this Command and its demands have been explained by the Holy Prophet in many of his Traditions from which one can understand its full significance and spirit - Hadrat Jarir bin 'Abdullah says: The Holy Prophet took a pledge from Me on three things: That I will establish the Prayer; that I will continue to pay the zakat: and that I will remain a well-wisher of every Muslim. " (Bukhari: Kitab-al-Iman. According to Hadrat 'Abdullah bin Mas'ud, the Holy Prophet said: "To abuse a Muslim is sinful and to fight him disbelief." In Musnad Ahmad a tradition bearing on the same subject has also been related by Hadrat Said bin Malik on the authority of his father. Hadrat-Abu Hurairah relates that the Holy Prophet said: "The life, property and honour of every Muslim is forbidden to every other Muslim. " (Muslim: Kitab-al-Birr was Silah; Tirmidhi: Abwab-al-Birr was-Silah). Hadrat Abu Said Khudri and Hadrat Abu Hurairah say that the Holy Prophet said: "A Muslim is a brother to the other Muslim: he does not treat him unjustly; he dces not leave him alone; and he does not dishonour him. There is no greater evil than that one should hold a Muslim in contempt." (Musnad Ahmad). Hadrat Sahl bin Sa'd as-Sa`idi has related this saying of the Holy Prophet: "A believer's relation with the community of the believers is just like the head's relation with the body. He feels their afflictions as the head feels the pain of every part of the body." (Musnad Ahmad). In another Hadith bearing on the same subject the Holy Prophet said: "The believers' example in the matter of their mutual love, relationship and compassion with one another is of the state of the body that when a part of it is afflicted the whole of it is afflicted with fever and restlessness." (Bukhari, Muslim). In another Hadith he is reported to have said: The believers are with one another like the bricks of a wall so that each is strengthened by the other. " (Bukhari: Kitab al-Adab; Tirmidhi; : Abwab al-Birr was-Silah).