- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَٰلِكُمْ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ قالت الأعراب آمنا ۖ قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ۖ وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ۚ إن الله غفور رحيم
- عربى - التفسير الميسر : قالت الأعراب (وهم البدو): آمنا بالله ورسوله إيمانًا كاملا قل لهم -أيها النبي-: لا تدَّعوا لأنفسكم الإيمان الكامل، ولكن قولوا: أسلمنا، ولم يدخل بعدُ الإيمان في قلوبكم، وإن تطيعوا الله ورسوله لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئًا. إن الله غفور لمن تاب مِن ذنوبه، رحيم به. وفي الآية زجر لمن يُظهر الإيمان، ومتابعة السنة، وأعماله تشهد بخلاف ذلك.
- السعدى : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يخبر تعالى عن مقالة الأعراب، الذين دخلوا في الإسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخولاً من غير بصيرة، ولا قيام بما يجب ويقتضيه الإيمان، أنهم ادعوا مع هذا وقالوا: آمنا أي: إيمانًا كاملاً، مستوفيًا لجميع أموره هذا موجب هذا الكلام، فأمر الله رسوله، أن يرد عليهم، فقال: { قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا } أي: لا تدعوا لأنفسكم مقام الإيمان، ظاهرًا، وباطنًا، كاملاً.
{ وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } أي: دخلنا في الإسلام، واقتصروا على ذلك.
{ و } السبب في ذلك، أنه { لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } وإنما آمنتم خوفًا، أو رجاء، أو نحو ذلك، مما هو السبب في إيمانكم، فلذلك لم تدخل بشاشة الإيمان في قلوبكم، وفي قوله: { وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } أي: وقت هذا الكلام، الذي صدر منكم فكان فيه إشارة إلى أحوالهم بعد ذلك، فإن كثيرًا منهم، من الله عليهم بالإيمان الحقيقي، والجهاد في سبيل الله، { وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ } بفعل خير، أو ترك شر { لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا } أي: لا ينقصكم منها، مثقال ذرة، بل يوفيكم إياها، أكمل ما تكون لا تفقدون منها، صغيرًا، ولا كبيرًا، { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } أي: غفور لمن تاب إليه وأناب، رحيم به، حيث قبل توبته.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بالرد على الأعراب الذين قالوا آمنا ، دون أن يدركوا حقيقة الإِيمان ، وبين من هم المؤمنون الصادقون .
فقال - تعالى - : ( قَالَتِ الأعراب آمَنَّا قُل . . . بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) .
والإِعراب : اسم جنس لبدو العرب ، واحده أعرابى ، وهم الذين يسكنون البادية .
والمراد بهم هنا جماعة منهم لأكلهم ، لأن منهم ، ( مَن يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخر وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ الله وَصَلَوَاتِ الرسول ألا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ الله فِي رَحْمَتِهِ ) قال الآلوسى : قال مجاهد : نزلت هذه الآيات فى بنى أسد ، وهم قبيلة كانت تسكن بجوار المدينة ، أظهروا الإِسلام ، وقلوبهم دغلة ، إنما يحبون المغانم وعرض الدنيا . . ويروى أنهم قدموا المدينة فى سنة مجدبة ، فأظهروا الشهادتين ، وكانوا يقولون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جئناك بالأثقال والعيا ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان . . يمنون بذلك على النبى - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله - سبحانه - : ( قَالَتِ الأعراب آمَنَّا ) من الإِيمان ، وهو التصديق القلبى ، والإِذعان النفسى والعمل بما يقتضيه هذا الإِيمان من طاعة لله - تعالى - ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله : ( أَسْلَمْنَا ) من الإِسلام بمعنى الاستسلام والانقياد الظاهرى بالجوارح ، دون أن يخالط الإِيمان شغاف قلوبهم . أى : قالت الأعراب لك - أيها الرسول الكريم - آمنا وصدقنا بقلبونا لكل ما جئت به ، وامتثلنا لما تأمرنا به وتنهانا عنه .
قل لهم ( لَّمْ تُؤْمِنُواْ ) أى : لم تصدقوا تصديقا صحيحا عن اعتقاد قلب وخلوص نية . .
( ولكن قولوا أَسْلَمْنَا ) أى : ولكن قولوا نطقنا بكلمة الإِسلام : واستسلمنا لما تدعونا إليه إستسلاما ظاهريا طمعا فى الغنائم ، أو خفوا من القتل .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : ما وجه قوله - تعالى - : ( قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ ولكن قولوا أَسْلَمْنَا ) والذى يقتضيه نظم الكلام أن يقال : قل لا تقولوا آمنا ، ولكن قولوا أسلمنا . .
قلت : أفاد هذا النظم تكذيب دعواهم أولا ، ودفع ما انتحلوه ، فقيل : قل لم تؤمنوا ، وروعى فى هذا النوع من التكذيب أدب حسن حين لم يصرح بلفظه ، حيث لم يقل : كذبتم ، ووضع ، " لم تؤمنوا " الذى هو نفى ما ادعوا إثباته موضعه . .
واستغنى بالجملة التى هى " لم تؤمنوا " عن أن يقال : لا تقولوا آمنا ، لاستهجان أن يخاطبوا بلفظ مؤداه النهى عن القول بالإِيمان . .
وقوله : ( وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان فِي قُلُوبِكُمْ ) جملة حالية من ضمير ، " قولوا " و " لما " لفظ يفيد توقع حصول الشيئ الذى لم يتم حصوله .
أى : قولوا أسلمنا والحال أنه لم يستقر الإِيمان فى قلوبكم بعد ، فإنه لو استقر فى قلوبكم لما سلكتم هذا المسلك ، ولما مننتم على الرسول - صلى الله عليه وسلم - بإسلامكم .
قال الإِمام ابن كثير ما ملخصه : وقد استفيد من هذه الآية الكريمة : أن الإِيمان أخص من الإِسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، ويدل عليه حديث جبريل ، حين سأل عن الإِسلام .
ثم عن الإِيمان . . فترقى من الأعم إلى الأخص .
كما يدل على ذلك حديث الصحيحين " عن سعد بن أبى وقاص ، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعطى رجلا ولم يعط آخر . فقال سعد : يا رسول الله ، مالك عن فلان إنى لأراه مؤمنا ، فقال : " أو مسلما " " .
فقد فرق - صلى الله عليه وسلم - بين المؤمن والمسلم . فدل على أن الإِيمان أخص من الإِسلام .
كما دل هنا عن أن هؤلاء الأعراب المذكورين فى هذه الآية ، إنما هم مسلمون لم يستحكم الإِيمان فى قلوبهم . فادعو لأنفسهم مقاما أعلى مما وصلوا إليه ، فأدبوا بذلك . .
ثم أرشدهم - سبحانه - إلى ما يكمل إيمانهم فقال : ( وَإِن تُطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
ومعنى : " لا يلتكم " لا ينقصكم . يقال : لات فلان فلانا حقه - كباع - إذا نقصه .
أى : وإن تطيعوا الله - تعالى - ورسوله ، بأن تخلصوا العبادة ، وتتركوا المن والطمع ، لا ينصكم - سبحانه - من أجور أعمالكم شيئا ، إن الله - تعالى - واسع المغفرة والرحمة لعباده التائبين توبة صادقة نصوحا .
- البغوى : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله - عز وجل - : ( قالت الأعراب آمنا ) الآية ، نزلت في نفر من بني أسد بن خزيمة قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنة جدبة فأظهروا الإسلام ولم يكونوا مؤمنين في السر ، فأفسدوا طرق المدينة بالعذرات وأغلوا أسعارها وكانوا يغدون ويروحون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقولون : أتتك العرب بأنفسها على ظهور رواحلها ، وجئناك بالأثقال والعيال والذراري ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان ، يمنون على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويريدون الصدقة ، ويقولون : أعطنا ، فأنزل الله فيهم هذه الآية .
وقال السدي : نزلت في الأعراب الذين ذكرهم الله في سورة الفتح ، وهم أعراب جهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار ، كانوا يقولون : آمنا ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم ، فلما استنفروا إلى الحديبية تخلفوا ، فأنزل الله - عز وجل - " قالت الأعراب آمنا " صدقنا .
( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) انقدنا واستسلمنا مخافة القتل والسبي ( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) فأخبر أن حقيقة الإيمان التصديق بالقلب ، وأن الإقرار باللسان وإظهار شرائعه بالأبدان لا يكون إيمانا دون التصديق بالقلب والإخلاص .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن غرير الزهري ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني عامر بن سعد ، عن أبيه قال : أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطا وأنا جالس فيهم ، قال : فترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي ، فقمت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ فساررته ] ، فقلت : ما لك عن فلان ؟ والله إني لأراه مؤمنا ، قال : أو مسلما ، قال : فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه ، فقلت : يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا ؟ قال : أو مسلما ، قال : " إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه " .
فالإسلام هو الدخول في السلم وهو الانقياد والطاعة ، يقال : أسلم الرجل إذا دخل في السلم كما يقال : أشتى الرجل إذا دخل في الشتاء ، وأصاف إذا دخل في الصيف ، وأربع إذا دخل في الربيع ، فمن الإسلام ما هو طاعة على الحقيقة باللسان ، والأبدان والجنان ، كقوله - عز وجل - لإبراهيم عليه السلام : " أسلم قال أسلمت لرب العالمين " ( البقرة - 131 ) ، ومنه ما هو انقياد باللسان دون القلب ، وذلك قوله : ( ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) .
( وإن تطيعوا الله ورسوله ) ظاهرا وباطنا سرا وعلانية . قال ابن عباس تخلصوا الإيمان ( لا يلتكم ) قرأ أبو عمرو " يألتكم " بالألف لقوله تعالى : " وما ألتناهم " ( الطور - 21 ) والآخرون بغير ألف ، وهما لغتان ، معناهما : لا ينقصكم ، يقال : ألت يألت ألتا ولات يليت ليتا إذا نقص ، ( من أعمالكم شيئا ) أي لا ينقص من ثواب أعمالكم شيئا ( إن الله غفور رحيم ) .
- ابن كثير : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ، ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) . وقد استفيد من هذه الآية الكريمة : أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، ويدل عليه حديث جبريل ، عليه السلام ، حين سأل عن الإسلام ، ثم عن الإيمان ، ثم عن الإحسان ، فترقى من الأعم إلى الأخص ، ثم للأخص منه .
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجالا ولم يعط رجلا منهم شيئا ، فقال سعد : يا رسول الله ، أعطيت فلانا وفلانا ولم تعط فلانا شيئا ، وهو مؤمن ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أو مسلم " حتى أعادها سعد ثلاثا ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أو مسلم " ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إني لأعطي رجالا وأدع من هو أحب إلي منهم فلم أعطه شيئا ; مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم " .
أخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري ، به .
فقد فرق النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المسلم والمؤمن ، فدل على أن الإيمان أخص من الإسلام . وقد قررنا ذلك بأدلته في أول شرح كتاب الإيمان من " صحيح البخاري " ولله الحمد والمنة . ودل ذلك على أن ذاك الرجل كان مسلما ليس منافقا ; لأنه تركه من العطاء ووكله إلى ما هو فيه من الإسلام ، فدل هذا على أن هؤلاء الأعراب المذكورين في هذه الآية ليسوا بمنافقين ، وإنما هم مسلمون لم يستحكم الإيمان في قلوبهم ، فادعوا لأنفسهم مقاما أعلى مما وصلوا إليه ، فأدبوا في ذلك . وهذا معنى قول ابن عباس وإبراهيم النخعي ، وقتادة ، واختاره ابن جرير . وإنما قلنا هذا لأن البخاري رحمه الله ذهب إلى أن هؤلاء كانوا منافقين يظهرون الإيمان وليسوا كذلك . وقد روي عن سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وابن زيد أنهم قالوا في قوله : ( ولكن قولوا أسلمنا ) أي : استسلمنا خوف القتل والسباء . قال مجاهد : نزلت في بني أسد بن خزيمة . وقال قتادة : نزلت في قوم امتنوا بإيمانهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
والصحيح الأول أنهم قوم ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ، ولم يحصل لهم بعد ، فأدبوا وأعلموا أن ذلك لم يصلوا إليه بعد ، ولو كانوا منافقين لعنفوا وفضحوا ، كما ذكر المنافقون في سورة براءة . وإنما قيل لهؤلاء تأديبا : ( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) أي : لم تصلوا إلى حقيقة الإيمان بعد .
ثم قال : ( وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم [ شيئا ] ) أي : لا ينقصكم من أجوركم شيئا ، كقوله : ( وما ألتناهم من عملهم من شيء ) [ الطور : 21 ] .
وقوله : ( إن الله غفور رحيم ) أي : لمن تاب إليه وأناب .
- القرطبى : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله تعالى : قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم .
نزلت في أعراب من بني أسد بن خزيمة قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنة جدبة وأظهروا الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السر . وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات وأغلوا أسعارها ، وكانوا يقولون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فأعطنا من الصدقة ، وجعلوا يمنون عليه فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية . وقال ابن عباس : نزلت في أعراب أرادوا أن يتسموا باسم الهجرة قبل أن يهاجروا ، فأعلم الله أن لهم أسماء الأعراب لا أسماء المهاجرين . وقال السدي : نزلت في الأعراب المذكورين في سورة الفتح : أعراب مزينة وجهينة وأسلم وغفار والديل وأشجع ، قالوا آمنا ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم ، فلما استنفروا إلى المدينة تخلفوا ، فنزلت .
وبالجملة فالآية خاصة لبعض الأعراب ; لأن منهم من يؤمن بالله واليوم الآخر كما وصف الله تعالى . ومعنى ولكن قولوا أسلمنا أي : استسلمنا خوف القتل والسبي ، وهذه صفة المنافقين ; لأنهم أسلموا في ظاهر إيمانهم ولم تؤمن قلوبهم ، وحقيقة الإيمان التصديق بالقلب . وأما الإسلام فقبول ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - في الظاهر ، وذلك يحقن الدم .
وإن تطيعوا الله ورسوله يعني إن تخلصوا الإيمان لا يلتكم أي : لا ينقصكم . من أعمالكم شيئا لاته يليته ويلوته : نقصه . وقرأ أبو عمرو ( لا يألتكم ) بالهمزة ، من ألت يألت ألتا ، وهو اختيار أبي حاتم ، اعتبارا بقوله تعالى : وما ألتناهم من عملهم من شيء قال الشاعر :
أبلغ بني ثعل عني مغلغلة جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا
واختار الأولى أبو عبيد . قال رؤبة :
وليلة ذات ندى سريت ولم يلتني عن سراها ليت
أي : لم يمنعني عن سراها مانع ، وكذلك ألاته عن وجهه ، فعل وأفعل بمعنى . ويقال أيضا : ما ألاته من عمله شيئا ، أي : ما نقصه ، مثل ألته ، قاله الفراء . وأنشد [ للشاعر عدي بن زيد ] :
ويأكلن ما أعنى الولي فلم يلت كأن بحافات النهاء المزارعا
قوله : فلم يلت أي : لم ينقص منه شيئا . وأعنى بمعنى أنبت ، يقال : ما أعنت الأرض شيئا ، أي : ما أنبتت . والولي المطر بعد الوسمي ، سمي وليا لأنه يلي الوسمي . ولم يقل : لا يألتاكم ، لأن طاعة الله تعالى طاعة الرسول .
- الطبرى : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)
يقول تعالى ذكره: قالت الأعراب: صدّقنا بالله ورسوله, فنحن مؤمنون, قال الله لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل يا محمد لهم ( لَمْ تُؤْمِنُوا ) ولستم مؤمنين ( وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ).
وذُكر أن هذه الآية نـزلت في أعراب من بني أسد.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا ) قال: أعراب بنى أسد بن خُزَيمة.
واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله قيل للنبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل لهؤلاء الأعراب: قولوا أسلمنا, ولا تقولوا آمنا, فقال بعضهم: إنما أمر النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بذلك, لأن القوم كانوا صدّقوا بألسنتهم, ولم يصدّقوا قولهم بفعلهم, فقيل لهم: قولوا أسلمنا, لأن الإسلام قول, والإيمان قول وعمل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن الزهري ( قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) قال: إن الإسلام: الكلمة, والإيمان: العمل.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, وأخبرني الزهريّ, عن عامر بن سعد, عن أبيه, قال: أعطى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم رجالا ولم يعط رجلا منهم شيئا, فقال سعد: يا رسول الله أعطيت فلانا وفلانا, ولم تعط فلانا شيئا, وهو مؤمن, فقال النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أو مُسْلِمٌ؟ حتى أعادها سعد ثلاثا, والنبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: أوْ مُسْلِمٌ, ثم قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إني أُعْطِي رِجالا وأَدَعُ مَنْ هُوَ أحَبُّ إليَّ مِنْهُمْ, لا أُعْطِيه شَيْئا مَخافَةَ أنْ يُكَبُّوا فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ".
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ) قال: لم يصدّقوا إيمانهم بأعمالهم, فردّ الله ذلك عليهم ( قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) , وأخبرهم أن المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا, وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله, أولئك هم الصادقون, صدّقوا إيمانهم بأعمالهم; فمن قال منهم: أنا مؤمن فقد صدق; قال: وأما من انتحل الإيمان بالكلام ولم يعمل فقد كذب, وليس بصادق.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن مُغيرة, عن إبراهيم ( وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) قال: هو الإسلام.
وقال آخرون: إنما أمر النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بقيل ذلك لهم, لأنهم أرادوا أن يتسموا بأسماء المهاجرين قبل أن يهاجروا, فأعلمهم الله أن لهم أسماء الأعراب, لا أسماء المهاجرين.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثنى أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا )... الآية, وذلك أنهم أرادوا أن يتسَمَّوا باسم الهجرة, ولا يتسَمَّوا بأسمائهم التي سماهم الله, وكان ذلك في أول الهجرة قبل أن تنـزل المواريث لهم.
وقال آخرون: قيل لهم ذلك لأنهم منوا على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بإسلامهم, فقال الله لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل لهم لم تؤمنوا, ولكن استسلمتم خوف السباء والقتل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ) ولعمري ما عمت هذه الآية الأعراب, إن من الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر, ولكن إنما أنـزلت في حيّ من أحياء الأعراب امتنوا بإسلامهم على نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, فقالوا: أسلمنا, ولم نقاتلك, كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان, فقال الله: ( لا تقولوا آمنا. . . ) ,( وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) حتى بلغ ( فِي قُلُوبِكُمْ ) .
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة ( لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) قال: لم تعمّ هذه الآية الأعراب, إن من الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر, ويتخذ ما ينفق قربات عند الله, ولكنها في طوائف من الأعراب.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن رَباح, عن أبي معروف, عن سعيد بن جُبَير ( قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) قال: استسلمنا لخوف السباء والقتل.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن رجل, عن مجاهد ( قُولُوا أَسْلَمْنَا ) قال: استسلمنا.
حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, وقرأ قول الله ( قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) استسلمنا: دخلنا في السلم, وتركنا المحاربة والقتال بقولهم: لا إله إلا الله, وقال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "
أُمِرْتُ أنْ أُقاتِل النَّاس حتى يَقُولُوا لا إلَهَ إلا اللّهُ, فإذَا قالُوا لا إلَهَ إلا اللّهُ, عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ وأمْوَالهُمْ إلا بِحَقِّها وَحِسابُهُمْ على اللّهِ".وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك القول الذي ذكرناه عن الزهريّ, وهو أن الله تقدّم إلى هؤلاء الأعراب الذين دخلوا في الملة إقرارا منهم بالقول, ولم يحققوا قولهم بعملهم أن يقولوا بالإطلاق آمنا دون تقييد قولهم بذلك بأن يقولوا آمنا بالله ورسوله, ولكن أمرهم أن يقولوا القول الذي لا يشكل على سامعيه والذي قائله فيه محقّ, وهو أن يقولوا أسلمنا, بمعنى: دخلنا في الملة والأموال, والشهادة الحق (2) .
قوله ( وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) يقول تعالى ذكره: ولما يدخل العلم بشرائع الإيمان, وحقائق معانيه في قلوبكم.
وقوله ( وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل لهؤلاء الأعراب القائلين آمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم, إن تطيعوا الله ورسوله أيها القوم, فتأتمروا لأمره وأمر رسوله, وتعملوا بما فرض عليكم, وتنتهوا عما نهاكم عنه,( لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ) يقول: لا يظلمكم من أجور أعمالكم شيئا ولا ينقصكم من ثوابها شيئا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( لا يَلِتْكُمْ ) لا ينقصكم.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ) يقول: لن يظلمكم من أعمالكم شيئا.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في ( وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) قال: إن تصدقوا إيمانكم بأعمالكم يقبل ذلك منكم.
وقرأت قرّاء الأمصار ( لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ ) بغير همز ولا ألف, سوى أبي عمرو, فإنه قرأ ذلك ( لا يَأْلَتْكُمْ ) بألف اعتبارا منه في ذلك بقوله وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ فمن قال: ألت, قال: يألت.
وأما الآخرون فإنهم جعلوا ذلك من لات يليت, كما قال رُؤبةُ بن العجاج:
وَلَيْلَـــةٍ ذَاتِ نَـــدًى سَـــرَيت
ولَــمْ يَلِتْنِــي عَـنْ سُـرَاها لَيْـتُ (3)
والصواب من القراءة عندنا في ذلك, ما عليه قرّاء المدينة والكوفة ( لا يَلِتْكُمْ ) بغير ألف ولا همز, على لغة من قال: لات يليت, لعلتين: إحداهما: إجماع الحجة من القرّاء عليها. والثانية أنها في المصحف بغير ألف, ولا تسقط الهمزة في مثل هذا الموضع, لأنها ساكنة, والهمزة إذا سكنت ثبتت, كما يقال: تأمرون وتأكلون, وإنما تسقط إذا سكن ما قبلها, ولا يحمل حرف في القرآن إذا أتى بلغة على آخر جاء بلغة خلافها إذا كانت اللغتان معروفتين في كلام العرب. وقد ذكرنا أن ألت ولات لغتان معروفتان من كلامهم.
وقوله ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يقول تعالى ذكره: إن الله ذو عفو أيها الأعراب لمن أطاعه, وتاب إليه من سالف ذنوبه, فأطيعوه, وانتهوا إلى أمره ونهيه, يغفر لكم ذنوبكم, رحيم بخلقه التائبين إليه أن يعاقبهم بعد توبتهم من ذنوبهم على ما تابوا منه, فتوبوا إليه يرحمكم.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) غفور للذنوب الكثيرة أو الكبيرة, شكّ يزيد, رحيم بعباده.
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
(2) لعله دخلنا في الملة لحفظ الأنفس والأموال بالشهادة ... إلخ .
(3) البيتان نسبهما المؤلف إلى رؤبة بن العجاج ، ولم أجدهما في ديوانه ولا في ديوان أبيه العجاج . وأوردهما صاحب اللسان في ( حنن ) محمد ونسبهما على أبي الفقعسي . وقد استشهد بهما المؤلف مرة قبل هذه في ( 15 : 2 ) من هذه المطبوعة ، عند أول سورة الإسراء . وشرحناهما شرحًا مفصلا يناسب هذه المقام ، فراجعهما ثمة .
- ابن عاشور : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14(
كان من بين الوفود التي وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة تسع المسماة سنةَ الوفود ، وفْدُ بني أسدٍ بننِ خُزيمة وكانوا ينزلون بقرب المدينة ، وكان قدومهم المدينة عقب قدوم وفد بني تميم الذي ذُكر في أول السورة ، ووفَدَ بنُو أسد في عدد كثير وفيهم ضِرار بن الأزْوَر ، وطُلَيْحَة بن عبد الله ( الذي ادعى النبوءة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أيام الردة ( ، وكانت هذه السنة سنة جدب ببلادهم فأسلموا وكانوا يقولون للنبيء صلى الله عليه وسلم أتتك العرب بأنفسها على ظهور رواحلها وجئناك بالأثقال والعيال والذراري ولمْ نقاتلك كما قاتلك محارب خَصَفَةَ وهوازنُ وغَطفانَ . يفدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروحون بهذه المقالة ويمنُّون عليه ويريدون أن يَصرف إليهم الصدقات ، فأنزل الله فيهم هذه الآيات إلى آخر السورة لوقوع القصتين قصة وفد بني تميم وقصة وفد بني أسد في أيام متقاربة ، والأغراض المسكوَّة بالجَفاء متناسبة . وقال السدّي : نزلت في الأعراب المذكورين في سورة الفتح ( 11 ( في قوله تعالى : { سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا } الآية .
قالوا آمنا ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم فلما استنفروا إلى الحديبية تخلفوا فنزلت هذه الآية .
والأعراب : سكان البادية من العَرب . وأحسب أنه لا يطلق على أهل البادية من غير العرب ، وهو اسم جمع لا مفرد له فيكون الواحد منه بياء النسبة أعرابي .
وتعريف { الأعراب } تعريف العهد لإعراب معينين وهم بنو أسد فليس هذا الحكم الذي في الآية حاقاً على جميع سكان البوادي ولا قال هذا القول غير بني أسد .
وهم قالوا آمنا حين كانوا في شك لم يتمكن الإيمان منهم فأنبأهم الله بما في قلوبهم وأعلمهم أن الإيمان هو التصديق بالقلب لا بمجرد اللسان لقصد أن يخلصوا إيمانهم ويتمكنوا منه كما بينه عقب هذه الآية بقوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله } الآية .
والاستدراك بحرف ( لكن ( لرفع ما يتوهم من قوله : { لم تؤمنوا } أنهم جاؤوا مضمرين الغدْر بالنبي صلى الله عليه وسلم وإنما قال : { ولكن قولوا أسلمنا } تعليماً لهم بالفرق بين الإيمان والإسلام فإن الإسلام مَقرُّه اللسان والأعمالُ البدنية ، وهي قواعد الإسلام الأربعة : الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج الكعبة الوارد في حديث عمر عن سُؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتأتي الزكاة وتصوم رمضان وتحُجّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا» فهؤلاء الأعراب لما جاءوا مظهرين الإسلام وكانت قلوبهم غير مطمئنة لعقائد الإيمان لأنهم حديثو عهد به كذبهم الله في قولهم { آمنَّا } ليعلموا أنهم لم يخف باطنهم على الله ، وأنه لا يتعدّ بالإسلام إلا إذا قارنه الإيمان ، فلا يغني أحدهما بدون الآخر ، فالإيمان بدون إسلام عناد ، والإسلام بدون إيمان نفاق ، ويجمعهما طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وكان مقتضى ظاهر نظم الكلام أن يقال : قل لم تؤمنوا ولكن أسلمتم ، أو أن يقال : قل لا تقولوا آمنا ولكن قولوا أسلمنا ، ليتوافق المستدرك عنه والاستدراك بحسب النظم المتعارف في المجادلات ، فعدل عن الظاهر إلى هذا النظم لأن فيه صراحة بنفي الإيمان عنهم فلا يحسبوا أنهم غالطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستغني بقوله : { لم تؤمنوا } عن أن يقال : لا تقولوا آمنا ، لاستهجان أن يخاطبوا بلفظ مُؤدّاه النهي عن الإعلان بالإيمان لأنهم مطالبون بأن يؤمنوا ويقولوا آمنا قولا صادقاً لا كاذباً فقيل لهم { لم تؤمنو } تكذيباً لهم مع عدم التصريح بلفظ التكذيب ولكن وقع التعريض لهم بذلك بعد في قوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } إلى قوله : { أولئك هم الصادقون } أي لا أنتم ولذلك جيء بالاستدراك محمولاً على المعنى .
وعدل عن أن يقال : ولكن أسلمتم إلى { قولوا أسلمنا } تعريضاً بوجوب الصدق في القول ليطابق الواقع ، فهم يشعرون بأن كذبهم قد ظهر ، وذلك مما يُتعير به ، أي الشأن أن تقولوا قولاً صادقاً .
وقوله : { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } واقع موقع الحال من ضمير { لم تؤمنوا } وهو مبيّنٌ لمعنى نفي الإيمان عنهم في قوله : { لم تؤمنوا } بأنه ليس انتفاء وجود تصديق باللسان ولكن انتفاء رسوخه وعقد القلب عليه إذ كان فيهم بقية من ارتياب كما أشعر به مقابلته بقوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } .
واستعير الدخول في قوله : { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } للتمكن وعدم التزلزل لأن الداخل إلى المكان يتمكن ويَسْتقر والخارج عنه يكون سريع المفارقة له مستوفزاً للانصراف عنه .
و ( لمّا ( هذه أخت ( لم ( وتدل على أن النفي بها متصل بزمان التكلم وذلك الفارق بينها وبين ( لم ( أختها . وهذه الدلالة على استمرار النفي إلى زمن التكلم تؤذن غالباً ، بأن النمفي بها متوقع الوقوع . قال في «الكشاف» «وما في ( لمّا ( من معنى التوقع دال على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد» .
وهي دلالة من مستتبعات التراكيب . وهذا من دقائق العربية . وخالف فيه أبو حيان والزمخشري حجة في الذوق لا يدانيه أبو حيان ، ولهذا لم يكن قوله : { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } تكريراً مع قوله : { لم يؤمنوا } .
وقوله : { وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً } إرشاد إلى دواء مرض الحال في قلوبهم من ضعف الإيمان بأنه إن يطيعوا الله ورسوله حَصل إيمانهم فإن مما أمر الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بيان عقائد الإيمان بأن يقبلوا على التعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة إقامتهم بالمدينة عوضاً عن الاشتغال بالمَنّ والتعريض بطلب الصدقات .
ومعنى { لا يلتكم } لا يُنقصكم ، يقال : لاته مثل باعه . وهذا في لغة أهل الحجاز وبني أسد ، ويقال : التَه ألَتاً مثل : أمره ، وهي لغة غطفان قال تعالى : { وما ألتناهم من عملهم من شيء } في سورة الطور ( 21 ( .
وقرأ بالأولى جمهور القراء وبالثانية أبو عمرو ويعقوب . ولأبي عمرو في تحقيق الهمزة فيها وتخفيفها ألفا روايتان فالدُّوري روى عنه تحقيق الهمزة والسوسي روى عنه تخفيفها .
وضمير الرفع في { يلتكم } عائد إلى اسم الله ولم يقل : لا يَلِتَاكم بضمير التثنية لأنّ الله هو متولي الجزاء دون الرسول صلى الله عليه وسلم
والمعنى : إن أخلصتم الإيمان كما أمركم الله ورسوله تقبَّل الله أعمالكم التي ذكرتم من أنكم جئتم طائعين للإسلام من غير قتال .
وجملة { إن الله غفور رحيم } استئناف تعليم لهم بأن الله يتجاوز عن كذبهم إذا تابوا ، وترغيب في إخلاص الإيمان لأن الغفور كثير المغفرة شديدُها ، ومن فرط مغفرته أنه يجازي على الأعمال الصالحة الواقعة في حالة الكفر غيرَ معتدّ بها فإذا آمن عاملها جوزي عليها بمجرد إيمانه وذلك من فرط رحمته بعباده .
وترتيب { رحيم } بعد { غفور } لأن الرحمة أصل للمغفرة وشأن العلة أن تورد بعد المعلل بها .
- إعراب القرآن : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
«قالَتِ» ماض «الْأَعْرابُ» فاعل والجملة مستأنفة «آمَنَّا» ماض وفاعله والجملة مقول القول «قُلْ» أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة «لَمْ تُؤْمِنُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة مقول القول «وَلكِنْ» حرف استدراك «قُولُوا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «أَسْلَمْنا» ماض وفاعله والجملة مقول القول «وَلَمَّا يَدْخُلِ» الواو حالية ومضارع مجزوم بلما «الْإِيمانُ» فاعله «فِي قُلُوبِكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة حالية «وَإِنْ» الواو حرف استئناف وإن شرطية جازمة «تُطِيعُوا» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والواو فاعله وجملة تطيعوا ابتدائية لا محل لها «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «وَرَسُولَهُ» معطوف عليه «لا يَلِتْكُمْ» لا نافية ومضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والكاف مفعوله والفاعل مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها «مِنْ أَعْمالِكُمْ» متعلقان بالفعل «شَيْئاً» مفعول به ثان «إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» إن واسمها وخبراها والجملة تعليل لا محل لها
- English - Sahih International : The bedouins say "We have believed" Say "You have not [yet] believed; but say [instead] 'We have submitted' for faith has not yet entered your hearts And if you obey Allah and His Messenger He will not deprive you from your deeds of anything Indeed Allah is Forgiving and Merciful"
- English - Tafheem -Maududi : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(49:14) The Bedouins say: 'We believe.'(O Prophet), *30 say to them: 'You do not believe; you should rather say: 'We have submitted''; *31 for belief has not yet entered your hearts. If you obey Allah and His Messenger, He will not diminish anything from the reward of any of your deeds. Surely Allah is Most Forgiving, Most Compassionate.
- Français - Hamidullah : Les Bédouins ont dit Nous avons la foi Dis Vous n'avez pas encore la foi Dites plutôt Nous nous sommes simplement soumis car la foi n'a pas encore pénétré dans vos cœurs Et si vous obéissez à Allah et à Son messager Il ne vous fera rien perdre de vos œuvres Allah est Pardonneur et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Die Wüstenaraber sagen "Wir glauben" Sag Ihr glaubt nicht wirklich sondern sagt Wir sind Muslime geworden' denn der Glaube ist noch nicht in eure Herzen eingezogen Wenn ihr aber Allah und Seinem Gesandten gehorcht verringert Er euch nichts von euren Werken Gewiß Allah ist Allvergebend und Barmherzig
- Spanish - Cortes : Los beduinos dicen ¡Creemos Di ¡No creéis ¡Decid más bien 'Hemos abrazado el islam' La fe no ha entrado aún en vuestros corazones Pero si obedecéis a Alá y a Su Enviado no menoscabará nada vuestras obras Alá es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Os beduínos dizem Cremos Dizelhes Qual Ainda não credes; deveis dizer Tornamonos muçulmanos pois que a féainda não penetrou vossos corações Porém se obedecerdes a Deus e ao Seu Mensageiro em nada serão diminuídas asvossas obras porque Deus é Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : Бедуины сказали Мы уверовали Скажи Вы не уверовали Посему говорите Мы покорились Вера еще не вошла в ваши сердца Если вы подчинитесь Аллаху и Его Посланнику Он нисколько не умалит ваших деяний Воистину Аллах - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
Бедуины сказали: «Мы уверовали». Скажи: «Вы не уверовали. Посему говорите: «Мы стали мусульманами». Вера еще не вошла в ваши сердца. Если вы подчинитесь Аллаху и Его посланнику, Он нисколько не умалит ваших деяний. Воистину, Аллах - Прощающий, Милосердный».Некоторые из бедуинов, живших во времена посланника Аллаха, слепо приняли ислам, не познали его сути и не выполняли важнейших требований веры, но наряду с этим считали, что их вера совершенна и безупречна. Всевышний повелел Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, открыть им глаза на их заблуждение и сказать им: «Не думайте, что ваша вера безупречна и что вы достигли совершенства души и плоти. Говорите лучше, что вы стали мусульманами, то есть покорились Аллаху и пока являетесь простыми мусульманами. Вера еще не вошла в ваши сердца. Вы стали мусульманами из страха перед Аллахом либо в надежде получить обещанное Им вознаграждение, в вашей душе появились ростки веры, но вы пока еще не почувствовали всей ее прелести». Этот аят содержит в себе указание на то, что вера еще войдет в сердца этих бедуинов, что и произошло позднее, когда Аллах почтил их истинной верой и превратил в стойких борцов на Его пути. Если вы будете совершать добро и избегать зла, то Аллах не уменьшит вашей награды даже на одну пылинку, а вознаградит каждого из вас сполна за каждое большое и малое благодеяние. Воистину, Аллах - Прощающий и Милосердный. Он дает Своим рабам возможность покаяться и проявляет к ним милосердие и сострадание, когда они каются в грехах.
- Turkish - Diyanet Isleri : Bedeviler "İnandık" dediler de ki "İnanmadınız ama İslam olduk deyin; inanç henüz gönüllerinize yerleşmedi; eğer Allah'a ve Peygamberine itaat ederseniz işlediklerinizden bir şey eksilmez; doğrusu Allah bağışlar merhamet eder"
- Italiano - Piccardo : I Beduini hanno detto “Crediamo” Di' “Voi non credete Dite piuttosto ci sottomettiamo" poiché la fede non è ancora penetrata nei vostri cuori Se obbedirete ad Allah e al Suo Inviato Egli non trascurerà nessuna delle vostre [buone] azioni In verità Allah è perdonatore misericordioso”
- كوردى - برهان محمد أمين : ههندێک لهبیابان نشینه عهرهبهکان وتیان باوهڕمان هێناو و موسڵمانین پێیان بڵێ نهخێر باوهڕتان نههێناوه بهڵام بڵێن بهناچاری موسوڵمان بووین هێشتا باوهڕ نهچۆته ناو دڵهکانتانهوه و تیایدا جێگیر نهبووه چاوهڕێ دهکرێت کهباوهڕ بهێنن خۆ ئهگهر بهڕاستی ئێوه گوێڕایهڵی فهرمانی خواو پێغهمبهری خوا بن ئهوهخوای گهورهلهپاداشتی چاکهکانتان هیچ کهم ناکاتهوه چونکهبهڕاستی خوا لێخۆشبوو میهرهبانه
- اردو - جالندربرى : دیہاتی کہتے ہیں کہ ہم ایمان لے ائے۔ کہہ دو کہ تم ایمان نہیں لائے بلکہ یوں کہو کہ ہم اسلام لائے ہیں اور ایمان تو ہنوز تمہارے دلوں میں داخل ہی نہیں ہوا۔ اور تم خدا اور اس کے رسول کی فرمانبرداری کرو گے تو خدا تمہارے اعمال سے کچھ کم نہیں کرے گا۔ بےشک خدا بخشنے والا مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : Neki beduini govore "Mi vjerujemo" Reci "Vi ne vjerujete ali recite 'Mi se pokoravamo' jer u srca vaša prava vjera još nije ušla A ako Allaha i Njegova Poslanika budete slušali On vam nimalo neće umanjiti nagradu za djela vaša" – Allah uistinu prašta i samilostan je
- Swedish - Bernström : ÖKENARABERNA säger ”Vi har blivit troende” Svara [dem Muhammad] ”[Ännu] än ni inte troende – säg hellre 'Vi har underkastat oss Guds vilja' Ännu har inte [sann] tro vunnit insteg i era hjärtan Men om ni [med ärligt uppsåt] lyder Gud och Hans Sändebud skall Han inte låta er gå miste om någon del av [lönen för] era handlingar; Gud är ständigt förlåtande barmhärtig”
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Orangorang Arab Badui itu berkata "Kami telah beriman" Katakanlah "Kamu belum beriman tapi katakanlah 'kami telah tunduk' karena iman itu belum masuk ke dalam hatimu; dan jika kamu taat kepada Allah dan RasulNya Dia tidak akan mengurangi sedikitpun pahala amalanmu; sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(Orang-orang Arab Badui itu berkata,) yang dimaksud adalah segolongan dari kalangan Bani Asad ("Kami telah beriman") yakni hati kami telah beriman. (Katakanlah) kepada mereka, ("Kalian belum beriman, tetapi katakanlah, 'Kami telah berserah diri,'") artinya, kami telah tunduk secara lahiriah (karena masih belumlah) yakni masih belum lagi (iman masuk ke dalam hati kalian) sampai sekarang hanya saja hal itu baru merupakan dugaan bagi kalian (dan jika kalian taat kepada Allah dan Rasul-Nya) yakni dengan cara beriman yang sesungguhnya dan taat dalam segala hal (Dia tidak akan mengurangi) Dia tidak akan mengurangkan (amal-amal kalian) yakni pahala amal-amal kalian (barang sedikit pun; sesungguhnya Allah Maha Pengampun) kepada orang-orang mukmin (lagi Maha Penyayang") kepada mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মরুবাসীরা বলেঃ আমরা বিশ্বাস স্থাপন করেছি। বলুনঃ তোমরা বিশ্বাস স্থাপন করনি; বরং বল আমরা বশ্যতা স্বীকার করেছি। এখনও তোমাদের অন্তরে বিশ্বাস জন্মেনি। যদি তোমরা আল্লাহ ও তাঁর রসূলের আনুগত্য কর তবে তোমাদের কর্ম বিন্দুমাত্রও নিস্ফল করা হবে না। নিশ্চয় আল্লাহ ক্ষমাশীল পরম মেহেরবান।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "நாங்களும் ஈமான் கொண்டோம்" என்று நபியே உம்மிடம் நாட்டுப் புறத்து அரபிகள் கூறுகிறார்கள் "நீங்கள் ஈமான் கொள்ளவில்லை எனினும் 'நாங்கள் வழிபட்டோம்' இஸ்லாத்தைத் தழுவினோம் என்று வேண்டுமானால் கூறுங்கள் என நபியே அவர்களிடம் கூறுவீராக "ஏனெனில் உங்களுடைய இதயங்களில் உண்மையான ஈமான் நுழையவில்லை மேலும் நீங்கள் அல்லாஹ்வுக்கும் அவனுடைய தூதருக்கும் வழிப்பட்டு நடப்பீர்களாயின் அவன் உங்களுடைய நற்செய்கைகளில் எதையும் உங்களுக்குக் குறைக்க மாட்டான்" நிச்சயமாக அல்லாஹ் மிக மன்னிப்பவன்; மிக்க கிருபையுடையவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อาหรับชาวชนบทกล่าวว่า เราศรัทธาแล้ว จงกล่าวเถิดมุฮัมมัดว่า พวกท่านยังมิได้ศรัทธา แต่จงกล่าวเถิดว่า เราเข้ารับอิสลามแล้ว เพราะการศรัทธายังมิได้เข้าสู่หัวใจของพวกท่าน และถ้าหากพวกท่านเชื่อฟังปฏิบัติตามอัลลอฮฺและร่อซูลของพระองค์แล้ว พระองค์จะไม่ทำให้การงานของพวกท่านด้อยลงแต่ประการใด แท้จริงอัลลอฮฺเป็นผู้ทรงอภัย ผู้ทรงเมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аъробийлар иймон келтирдик дедилар Сен Иймон келтирганингиз йўқ лекин бўйинсундик денглар ҳали иймон қалбларингизга киргани йўқ ва агар Аллоҳга ва Унинг Расулига итоат қилсангиз амалларингиздан ҳеч нарса камимас Албатта Аллоҳ кечирувчи ва раҳмли зотдир деб айт Бир кун саҳро араблари Пайғамбар алайҳиссалом ҳузурларига келиб иймон келтирдик деб миннат қилишган Аслида эса улар янги мусулмонлар бўлиб ҳали ҳақиқий иймон қалбларидан жой олган эмас эди Аллоҳ таоло уларга ҳақиқий иймон ҳақида таълим беришни ирода қилиб ушбу оятни туширди
- 中国语文 - Ma Jian : 游牧人们曾说:我们已信道了。你说:你们没有信道,虽然你们可以说:我们已归顺了',但正信还没有入你们的心。如果你们服从真主和使者,他不减少你们的善功一丝毫。真主确是至赦的,确是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Orangorang " A'raab" berkata " Kami telah beriman" Katakanlah wahai Muhammad "Kamu belum beriman janganlah berkata demikian tetapi sementara iman belum lagi meresap masuk ke dalam hati kamu berkatalah sahaja ` kami telah Islam ' Dan ingatlah jika kamu taat kepada Allah RasulNya zahir dan batin Allah tidak akan mengurangkan sedikitpun dari pahala amalamal kamu kerana sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani"
- Somali - Abduh : Waxay dheheen ree baadiyihii carbeed waan rumaynay xaqa waxaad ku dhahdaa maydaan rumaynin laakiin dhaha waan hoggansannay Iimaankuna wali Quluubtiinna ma galin haddaadse adeecdaan Eebe iyo Rasuulkiisa kama nusqaamiyo camalkiinna waxba Eebana waa dambi dhaafe naxariista
- Hausa - Gumi : ¡auyãwa suka ce "Mun yi ĩmãni" Ka ce "Ba ku yi ĩmãni ba amma dai ku ce 'Mun mĩƙawuya ĩmani bai gama shiga a cikinzukãtanku ba Kuma idan kun yi ɗã'a ga Allah da ManzonSa to bã zai rage muku kõme daga ayyukanku ba Lalle Allah Mai gãfara ne Mai jin ƙai"
- Swahili - Al-Barwani : Mabedui wamesema Tumeamini Sema Hamjaamini lakini semeni Tumesilimu Kwani Imani haijaingia katika nyoyo zenu Na mkimt'ii Mwenyezi Mungu na Mtume wake hatakupunguzieni chochote katika vitendo vyenu Hakika Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusamehe Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Beduinët arabët e shkretëtirës thanë “Na besojmë” Thuaju atyre “Nuk keni besuar” Por thoni “Na jemi përulur” meqë në zemrat tuaja ende nuk ka hyrë feja si duhet E nëse i përuleni Perëndisë dhe Pejgamberit të Tij nuk do t’ju pakësohet juve asgjë prej veprave tuaja Me të vërtetë Perëndia është falës dhe mëshirues
- فارسى - آیتی : اعراب باديهنشين گفتند: ايمان آورديم. بگو: ايمان نياوردهايد، بگوييد كه تسليم شدهايم، و هنوز ايمان در دلهايتان داخل نشده است. و اگر خدا و پيامبرش را اطاعت كنيد از ثواب اعمال شما كاسته نمىشود، زيرا خدا آمرزنده و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Аъроби бодиянишин гуфтанд: «Имон овардем!» Бигӯ: «Имон наёва. рдаед. Бигӯед, ки таслим шудаем ва ҳанӯз имон дар дилҳоятон дохил нашудааст. Ва агар Худову паёмбарашро итоъат кунед, аз савоби амалҳои шумо кам карда намешавад, зеро Худо бахшояндаву меҳрубон аст».
- Uyghur - محمد صالح : ئەئرابىلار: «ئىمان ئېيتتۇق» دەيدۇ، (ئۇلارغا) ئېيتقىنكى، «(تېخى) ئىمان ئېيتمىدىڭلار ۋە لېكىن سىلەر بويسۇندۇق دەڭلار، ئىمان تېخى دىلىڭلارغا كىرمىدى، ئەگەر سىلەر اﷲ قا ۋە ئۇنىڭ پەيغەمبىرىگە ئىتائەت قىلساڭلار، اﷲ سىلەرنىڭ ئەمەلىڭلاردىن ھېچ نەرسىنى كېمەيتىۋەتمەيدۇ، اﷲ ھەقىقەتەن (مۆمىنلەرگە) ناھايىتى مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، (ئۇلارغا) ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഗ്രാമീണരായ അറബികള് അവകാശപ്പെടുന്നു: "ഞങ്ങളും വിശ്വസിച്ചിരിക്കുന്നു." പറയുക: നിങ്ങള് വിശ്വസിച്ചിട്ടില്ല. എന്നാല് “ഞങ്ങള് കീഴൊതുങ്ങിയിരിക്കുന്നു”വെന്ന് നിങ്ങള് പറഞ്ഞുകൊള്ളുക. വിശ്വാസം നിങ്ങളുടെ മനസ്സുകളില് പ്രവേശിച്ചിട്ടില്ല. നിങ്ങള് അല്ലാഹുവെയും അവന്റെ ദൂതനെയും അനുസരിക്കുന്നുവെങ്കില് നിങ്ങളുടെ കര്മഫലങ്ങളില് അവനൊരു കുറവും വരുത്തുകയില്ല. അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും ദയാപരനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : قالت الاعراب وهم البدو امنا بالله ورسوله ايمانا كاملا قل لهم ايها النبي لا تدعوا لانفسكم الايمان الكامل ولكن قولوا اسلمنا ولم يدخل بعد الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا ينقصكم من ثواب اعمالكم شيئا ان الله غفور لمن تاب من ذنوبه رحيم به وفي الايه زجر لمن يظهر الايمان ومتابعه السنه واعماله تشهد بخلاف ذلك
*30) This does not imply alI the desert Arabs but only a few particular groups of the Bedouins who had become Muslims, seeing the increasing power of Islam, thinking that they would not only remain safe from any attack by the Muslims but would also gain materially from the Islamic conquests. These people had not embraced Islam sincerely but had professed faith only verbally in order to be counted among the Muslims, and their this inner state became exposed whenever they would come before the Holy Prophet with different sorts of demands and would enumerate and mention their rights as if they had done him a great favor by accepting Islam. Traditions mention several of such tribal groups, e.g. Muzainah, Juhainah, Aslam, Ashja', Ghifar, etc. About the Bani Asad bin Khuzaimah in particular, Ibn 'Abbas and Said bin Jubair have stated that once during a drought they came to Madinah and making a demand for financial help they said to the Holy Prophet again and again: "We became Muslims without any conflict: we did not fight against you as have such and such other tribes fought." By this they clearly meant to point out that their refraining from fighting against the Messenger of Allah and their accepting Islam was a favour for which they must be rewarded by the Messenger and the Muslims. It was this same attitude and conduct of the Bedouin group living around Madinah, which has been commented upon in these verses. One can understand this appraisal better if one reads it together with vv. 90-110 of At-Taubah and vv. 11-17 of AI-Fat-h.
*31) Another translation of the words qulu aslamna can be; "Say: we have become Muslims. " From these words some people have concluded that in the language of the Qur'an, "Mu 'min" and "Muslim" are two opposite terms. A "Mu'min" is he who has believed sincerely and a "Muslim" he who might have accepted Islam only verbally without true faith. But, in fact, this is an absolutely wrong idea. No doubt the word iman here has been used for sincere affirmation by the heart and the word islam for only outward and external submission but to understand them as two independent and mutually contradictory terms of the Qur'an is not correct. A study of the Qur'anic verses in which the words Islam and Muslim have been used, shows that in the Qur'anic terminology "Islam " is the name of the the Faith, which Allah has sent down for mankind; it comprehends the faith and obedience both, and a 'MuslIm " is he who believes with a sincere heart and obeys the Commands practically. This is borne out by the following verses:
"Indeed, Islam is the only right way of life in the sight of Allah." (AI'Imran: 19)
"And whoever adopts any other than this way of submission (Islam), that way shall not be accepted from him," (Al-'Imran: 85)
And I have approved Islam as the way of life for you." (Al-Ma'idah: 3)
`Whomever Allah wills to guide aright, He makes his breast wide open to Islam." (Al-An'am: 125)
Obviously, in these verses Islam " does not imply obedience without the Faith. Here are some other verses:
'Say (O Prophet): I have been enjoined to be the first one to affirm (faith in) Islam. "(AI-An'am: 14) '
"If they have surrendered (to Islam), they are rightly guided." (AI-'Imran: 20)
All the Prophets, who were Muslims, judged the cases according to the Torah." (AI-Ma'idah: 44)
Here, and at scores of other places, acceptance of Islam cannot mean adopting obedience without the the faith. Likewise, here are a few verses in which the word "Muslim" has occurred signifying the meaning in which it has been used repeatedly in the Qur'an:
"O you who have believed, fear Allah as He should truly be feared and see that you do not die save as true Muslim. " (AI-`Imran: 102)
`Allah had called you "Muslims" before this and has called you (by the same name) in this Qur'an, too." (AI-Hajj: 78)
"Abraham was neither a Jew nor a Christian, but he was a Muslim, sound in the faith." (AI-i-'Imran: 67)
`And remember that when Abraham and Ishmael were raising the walls of this House, they prayed: ... Lord, make us Thy Muslims and also raise from our offspring a community which should be Muslim. " (AI-Baqarah: 128)
(The Prophet Jacob's will for his children:) "O my children, AIIah has chosen the same way of life for you Hence remain Muslims up to your last breath. (AI-Baqarah: 132)
After a study of these verses who can say that in these the word "Muslim" implies a person who does not believe sincerely but has accepted Islam only outwardly? Therefore, to make the claim that in the Qur'anic terminology "Islam" implies obedience without the faith and the "Muslim" in the language of the Qur'an is he who accepts Islam only outwardly is absolutely wrong. Likewise, this claim also is wrong that the words iman and mu'min have been used in the Qur'an necessarily in the sense of believing sincerely. No doubt, at most places these words have occurred to express the same meaning, but there are many places where these words have also been used for outward affirmation of the faith, and aII those who might have entered the Muslim Community with verbal profession have been addressed with. "O you who have believed", no matter whether they arc the true believers, or people with a weak faith, or mere hypocrites. For a few instances of this, sec Al-i-`Imran: 156, An-Nisa' :13t5, AI-Ma'idah: 54, Al-Anfal: 20-27, At-Taubah: 38, Al-Hadid: 28, As-Saff: 2.