- عربي - نصوص الآيات عثماني : هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلْأُمِّيِّۦنَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
- عربى - التفسير الميسر : الله سبحانه هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون، ولا كتاب عندهم ولا أثر رسالة لديهم، رسولا منهم إلى الناس جميعًا، يقرأ عليهم القرآن، ويطهرهم من العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة، ويعلِّمهم القرآن والسنة، إنهم كانوا من قبل بعثته لفي انحراف واضح عن الحق. وأرسله سبحانه إلى قوم آخرين لم يجيئوا بعدُ، وسيجيئون من العرب ومن غيرهم. والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء، الحكيم في أقواله وأفعاله.
- السعدى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
المراد بالأميين: الذين لا كتاب عندهم، ولا أثر رسالة من العرب وغيرهم، ممن ليسوا من أهل الكتاب، فامتن الله تعالى عليهم، منة عظيمة، أعظم من منته على غيرهم، لأنهم عادمون للعلم والخير، وكانوا في ضلال مبين، يتعبدون للأشجار والأصنام والأحجار، ويتخلقون بأخلاق السباع الضارية، يأكل قويهم ضعيفهم، وقد كانوا في غاية الجهل بعلوم الأنبياء، فبعث الله فيهم رسولاً منهم، يعرفون نسبه، وأوصافه الجميلة وصدقه، وأنزل عليه كتابه { يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ } القاطعة الموجبة للإيمان واليقين، { وَيُزَكِّيهِمْ } بأن يحثهم على الأخلاق الفاضلة، ويفصلها لهم، ويزجرهم عن الأخلاق الرذيلة، { وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } أي: علم القرآن وعلم السنة، المشتمل ذلك علوم الأولين والآخرين، فكانوا بعد هذا التعليم والتزكية منه أعلم الخلق، بل كانوا أئمة أهل العلم والدين، وأكمل الخلق أخلاقًا، وأحسنهم هديًا وسمتًا، اهتدوا بأنفسهم، وهدوا غيرهم، فصاروا أئمة المهتدين، وهداة المؤمنين، فلله عليهم ببعثه هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، أكمل نعمة، وأجل منحة
- الوسيط لطنطاوي : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
ثم بين - سبحانه - جانبا من مظاهر فضله على خلقه ، فقال : ( هُوَ الذي بَعَثَ فِي الأميين رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكتاب والحكمة . . . ) .
وقوله : ( الأميين ) جمع أمى ، وهو صفة لموصوف محذوف . أى : فى الناس أو فى القوم الأميين ، والمراد بهم العرب ، لأن معظمهم كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة .
وسمى من لا يعرف القراءة والكتابة بالأمى ، لغلبة الأمية عليه ، حتى لكأن حاله بعد تقدمه فى السن ، كحاله يوم ولدته أمه فى عدم معرفته للقراء ة والكتابة .
و " من " فى قوله - تعالى - : ( مِّنْهُمْ ) للتبعيض ، باعتبار أنه واحد منهم ، ويشاركهم فى بعض صفاتهم وهى الأمية .
وقوله : ( يَتْلُواْ . . . ) من التلاوة ، وهى القراءة المتتابعة المرتلة ، التى يكون بعضها تلو بعض .
وقوله : ( وَيُزَكِّيهِمْ ) من التزكية بمعنى التطهير والتنقية من السوء والقبائح .
والمراد بالكتاب : القرآن ، والمراد بتعليمه : بيان معانيه وحقائقه ، وشرح أحكامه وأوامره ونواهيه .
والمراد بالحكمة : العلم النافع ، المصحوب بالعمل الصالح ، وفى وضعها إلى جانب الكتاب إشارة إلى أن المقصود بها السنة النبوية المطهرة ، إذ بالكتاب وبالسنة ، يعرف الناس أصلح الأقوال والأفعال ، وأعدل الأحكام وأقوم الآداب ، وأسمى الفضائل .
.
أى : هو - سحبانه - وحده ، الذى ( بَعَثَ ) بفضله وكرمه ، ( فِي ) العرب ( الأميين رَسُولاً ) كريما عظيما ، كائنا ( مِّنْهُمْ ) أى : من جنسهم يعرفون حسبه ونسبه وخلقه . . . هذا الرسول الكريم أرسلناه إليهم ، ليقرأ عليهم آيات الله - تعالى - التى أنزلها عليه لهدايتهم وسعادتهم ، متى آمنوا بها ، وعملوا بما اشتملت عليه من توجيهات سامية .
وأرسلناه إليهم - أيضا - ليزكيهم ، أى : وليطهرهم من الكفر والقبائح والمنكرات وليعلمهم الكتاب ، بأن يحفظهم إياه ، ويشرح لهم أحكامه ، ويفسر لهم ما خفى عليهم من ألفاظه ومعانيه .
وليعلمهم - أيضا - الحكمة . أى : العلم النافع المصحوب بالعمل الطيب وصدر - سبحانه - الآية الكريمة بضمير اسم الجلالة ، لتربية المهابة فى النفوس ، ولتقوية ما اشتملت عليه من نعم وأحكام ، إذ هو - سبحانه - وحده الذى فعل ذلك لا غيره .
وعبر - سبحانه - بفى المفيدة للظرفية فى قوله - تعالى - : ( فِي الأميين ) . للإشعار بأن هذا الرسول الكريم الذى أرسله إليهم ، كان مقيما فيهم ، وملازما لهم ، وحريصا على أن يبلغهم رسالة الله - تعالى - فى كل الأوقات والأزمان .
والتعبير بقوله : ( مِّنْهُمْ ) فيه ما فيه من دعوتهم إلى الإيمان به ، لأن هذا الرسول الكريم ، ليس غريبا عنهم ، بل هو واحد منهم شرفهم من شرفه ، وفضلهم من فضله . . .
وهذه الآية الكريمة صريحة فى أن الله - تعالى - قد استجاب دعوة نبيه إبراهيم - عليه السلام - عندما دعاه بقوله : ( رَبَّنَا وابعث فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكتاب والحكمة وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم . . ) وقد جاء ترتيب هذه الآية الكريمة وأمثالها فى أسمى درجات البلاغة والحكمة ، لأن أول مراحل تبليغ الرسالة ، يكون بتلاوة القرآن ، ثم ثنى - سبحانه - بتزكيه النفوس من الأرجاس ، ثم ثلث بتعليم الكتاب والحكمة لأنهما يكونان بعد التبليغ والتزكية للنفوس .
ولذا قالوا : إن تعليم الكتاب غير تلاوته ، لأن تلاوته معناها ، قراءته قراءة مرتلة ، أما تعليمه فمعناه : بيان أحكامه ، وشرح ما خفى من ألفاظه وأحكامه . . .
فأنت ترى أن هذه الآية الكريمة ، قد اشتملت على جملة من الصفات الجليلة التى منحها - سبحانه - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - .
ثم بين - سبحانه - بعد ذلك حال الناس قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) .
وهذه الجملة الكريمة فى موضع الحال من قوله : ( هُوَ الذي بَعَثَ فِي الأميين . . ) و " إن " فى قوله ( وَإِن كَانُواْ . . ) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف .
أى : هو - سبحانه - بفضله وكرمه ، الذى بعث فى الأميين رسولا منهم ، وحالهم أنهم كانوا قبل إرسال هذا الرسول الكريم فيهم ، فى ضلال واضح لا يخفى أمره على عاقل ، ولا يلتبس قبحه على ذى ذوق سليم وحقا لقد كان الناس قبل أن يبزغ نور الإسلام ، الذى جاء به النبى - صلى الله عليه وسلم - من عند ربه ، فى ضلال واضح ، وظلام دامس ، من حيث العقائد والعبادات ، والأخلاق والمعاملات .
فكان من رحمة الله - تعالى - بهم ، أن أرسل فيهم رسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - لكى يخرجهم من ظلمات الكفر والفسوق والعصيان ، إلى نور الهداية والاستقامة والإيمان .
- البغوى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
( هو الذي بعث في الأميين ) يعني العرب كانت أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ ( رسولا منهم ) يعني محمدا - صلى الله عليه وسلم - نسبه نسبهم [ ولسانه لسانهم ليكون أبلغ في إقامة الحجة عليهم ] ( يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) أي ما كانوا قبل بعثة الرسول إلا في ضلال مبين يعبدون الأوثان .
- ابن كثير : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
وقوله تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ) الأميون هم : العرب كما قال تعالى : ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ) [ آل عمران : 314 ] وتخصيص الأميين بالذكر لا ينفي من عداهم ، ولكن المنة عليهم أبلغ وآكد ، كما في قوله : ( وإنه لذكر لك ولقومك ) [ الزخرف : 44 ] وهو ذكر لغيرهم يتذكرون به . وكذا قوله : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) [ الشعراء : 214 ] وهذا وأمثاله لا ينافي قوله تعالى : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) [ الأعراف : 158 ] وقوله : ( لأنذركم به ومن بلغ ) [ الأنعام : 19 ] وقوله إخبارا عن القرآن : ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) [ هود : 17 ] ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على عموم بعثته صلوات الله وسلامه عليه إلى جميع الخلق أحمرهم وأسودهم ، وقد قدمنا تفسير ذلك في سورة الأنعام ، بالآيات والأحاديث الصحيحة ، ولله الحمد والمنة .
وهذه الآية هي مصداق إجابة الله لخليله إبراهيم حين دعا لأهل مكة أن يبعث الله فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة . فبعثه الله سبحانه وتعالى وله الحمد والمنة ، على حين فترة من الرسل ، وطموس من السبل ، وقد اشتدت الحاجة إليه ، وقد مقت الله أهل الأرض عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب - أي : نزرا يسيرا - ممن تمسك بما بعث الله به عيسى ابن مريم عليه السلام ; ولهذا قال تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) وذلك أن العرب كانوا قديما متمسكين بدين إبراهيم الخليل عليه السلام فبدلوه وغيروه ، وقلبوه وخالفوه ، واستبدلوا بالتوحيد شركا وباليقين شكا ، وابتدعوا أشياء لم يأذن بها الله وكذلك أهل الكتابين قد بدلوا كتبهم وحرفوها وغيروها وأولوها ، فبعث الله محمدا صلوات الله وسلامه عليه بشرع عظيم كامل شامل لجميع الخلق ، فيه هدايتهم ، والبيان لجميع ما يحتاجون إليه من أمر معاشهم ومعادهم ، والدعوة لهم إلى ما يقربهم إلى الجنة ، ورضا الله عنهم ، والنهي عما يقربهم إلى النار وسخط الله . حاكم ، فاصل لجميع الشبهات والشكوك ، والريب في الأصول والفروع . وجمع له تعالى ، وله الحمد والمنة جميع المحاسن ممن كان قبله ، وأعطاه ما لم يعط أحدا من الأولين ، ولا يعطيه أحدا من الآخرين ، فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين .
- القرطبى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
قوله تعالى : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
قوله تعالى : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم قال ابن عباس : الأميون العرب كلهم ، من كتب منهم ومن لم يكتب ، لأنهم لم يكونوا أهل كتاب . وقيل : الأميون الذين لا يكتبون . وكذلك كانت قريش . وروى منصور عن إبراهيم قال : الأمي الذي يقرأ ولا يكتب . وقد مضى في " البقرة " .
رسولا منهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم . وما من حي من العرب إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة وقد ولدوه . قال ابن إسحاق : إلا حي تغلب ; فإن الله تعالى طهر نبيه صلى الله عليه وسلم منهم لنصرانيتهم ، فلم يجعل لهم عليه ولادة . وكان أميا لم يقرأ من كتاب ولم يتعلم صلى الله عليه وسلم . قال الماوردي : فإن قيل ما وجه الامتنان إن بعث نبيا أميا ؟ فالجواب عنه من ثلاثة أوجه : أحدها : لموافقته ما تقدمت به بشارة الأنبياء . الثاني : لمشاكلة حال لأحوالهم ، فيكون أقرب إلى موافقتهم . الثالث : لينتفي عنه سوء الظن في تعليمه ما دعا إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها . قلت : وهذا كله دليل معجزته وصدق نبوته .
قوله تعالى : يتلو عليهم آياته يعني القرآن
" ويزكيهم " أي يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان ; قاله ابن عباس . وقيل : يطهرهم من دنس الكفر والذنوب ; قاله ابن جريج ومقاتل . وقال السدي : يأخذ زكاة أموالهم
ويعلمهم الكتاب يعني القرآن
والحكمة السنة ; قاله الحسن . وقال ابن عباس : الكتاب الخط بالقلم ; لأن الخط فشا في العرب بالشرع لما أمروا بتقييده بالخط . وقال مالك بن أنس : الحكمة الفقه في الدين . وقد مضى القول في هذا في " البقرة " .
" وإن كانوا من قبل " أي من قبله وقبل أن يرسل إليهم .
لفي ضلال مبين أي في ذهاب عن الحق .
- الطبرى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
يقول تعالى ذكره: الله الذي بعث في الأميين رسولا منهم، فقوله هو كناية من اسم الله، والأميون: هم العرب. وقد بيَّنا فيما مضى المعنى الذي من أجله قيل للأميّ أميّ.
وبنحو الذي قلنا في الأميين في هذا الموضع قال أهل التأويل.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن ليث ، عن مجاهد، قال: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ ) قال: العرب.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت سفيان الثوريّ يحدّث لا أعلمه إلا عن مجاهد أنه قال: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ) : العرب.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ ) قال كان هذا الحيّ من العرب أمة أمِّيَّة، ليس فيها كتاب يقرءونه، فبعث الله نبيه محمدًا رحمة وهُدى يهديهم به.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر، عن قتادة ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ ) قال: كانت هذه الأمة أمِّيَّة لا يقرءون كتابًا.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ ) قال: إنما سميت أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم الأميين ، لأنه لم ينـزل عليهم كتابًا؛ وقال جلّ ثناؤه ( رَسُولا مِنْهُمْ ) يعني من الأميين وإنما قال منهم، لأن محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان أمِّيًّا، وظهر من العرب.
وقوله: ( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ) يقول جلّ ثناؤه: يقرأ على هؤلاء الأميين آيات الله التي أنـزلها عليه ( وَيُزَكِّيهِمْ ) يقول: ويطهرهم من دنس الكفر.
وقوله: ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ) يقول: ويعلمهم كتاب الله، وما فيه من أمر الله ونهيه، وشرائع دينه ( وَالْحِكْمَةَ ) يعني بالحكمة: السنن.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) أي السنة.
حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، قال: ( وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) أيضًا كما علم هؤلاء يزكيهم بالكتاب والأعمال الصالحة، ويعلمهم الكتاب والحكمة كما صنع بالأوّلين، وقرأ قول الله عزّ وجلّ: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ممن بقي من أهل الإسلام إلى أن تقوم الساعة، قال: وقد جعل الله فيهم سابقين، وقرأ قول الله عز وجلّ: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ وقال: ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ فثلة من الأوّلين سابقون، وقليل السابقون من الآخرين، وقرأ: وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ حتى بلغ ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ أيضا، قال: والسابقون من الأوّلين أكثر، وهم من الآخرين قليل، وقرأ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ الآية، قال: هؤلاء من أهل الإسلام إلى أن تقوم الساعة.
وقوله: ( وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) يقول تعالى ذكره: وقد كان هؤلاء الأميون من قبل أن يبعث الله فيهم رسولا منهم في جَوْر عن قصد السبيل، وأخذ على غير هدى مُبِينٌ ، يقول: يبين لمن تأمله أنه ضلال وجَوْر عن الحقّ وطريق الرشد.
- ابن عاشور : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)
استئناف بياني ناشىء عن إجراء الصفات المذكورة آنفاً على اسم الجلالة إذ يتساءل السامع عن وجه تخصيص تلك الصفات بالذكر من بين صفات الله تعالى فكأن الحال مقتضياً أن يبين شيء عظيم من تعلق تلك الصفات بأحوال خلقه تعالى إذ بعث فيهم رسولاً يطهر نفوسهم ويزكيهم ويعلمهم . فصفة { الملك } [ الجمعة : 1 ] تعلقت بأن يدبر أمر عباده ويصلح شؤونهم ، وصفة { القدوس } [ الجمعة : 1 ] تعلقت بأن يزكي نفوسهم ، وصفة { العزيز } [ الجمعة : 1 ] اقتضت أن يلحق الأميين من عباده بمراتب أهل العلم ويخرجهم من ذلة الضلال فينالوا عزة العلم وشرفه ، وصفة { الحكيم } [ الجمعة : 1 ] اقتضت أن يعلمهم الحكمة والشريعة .
وابتداء الجملة بضمير اسم الجلالة لتكون جملة اسمية فتفيد تقوية هذا الحكم وتأكيده ، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم مَبعوث من الله لا محالة .
و { في } من قوله : { في الأميين } للظرفية ، أي ظرفية الجماعة ولأحد أفرادها . ويفهم من الظرفية معنى الملازمَة ، أي رسولاً لا يفارقهم فليس ماراً بهم كما يَمرّ المرسل بمقالةٍ أو بمالكةٍ يبلغها إلى القوم ويغادرهم .
والمعنى : أن الله أقام رسوله للناس بين العرب يدعوهم وينشر رسالته إلى جميع النّاس من بلاد العرب فإن دلائل عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم معلومة من مواضع أخرى من القرآن كما في سورة [ الأعراف : 158 ] { قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً } وفي سورة [ سبأ : 28 ] { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً . } والمراد بالأميين : العرب لأن وصف الأميّة غالب على الأمة العربية يومئذٍ . ووصف الرسول ب { منهم } ، أي لم يكن غريباً عنهم كما بعث لوطاً إلى أهل سدوم ولا كما بعث يونس إلى أهل نينوَى ، وبعث إلياس إلى أهل صيدا من الكنعانيين الذين يعبدون بَعل ، ف ( من ) تبعيضية ، أي رسولاً من العرب .
وهذه منة موجهة للعرب ليشكروا نعمة الله على لطفه بهم ، فإن كون رسول القوم منهم نعمةٌ زائدة على نعمة الإِرشاد والهدي ، وهذا استجابة لدعوة إبراهيم إذ قال : { ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم } [ البقرة : 129 ] فتذكيرهم بهذه النعمة استنزال لطائر نفوسهم وعنادهم .
وفيه تورك عليهم إذ أعرضوا عن سماع القرآن فإن كون الرسول منهم وكتابه بلغتهم هو أعون على تلقي الإِرشاد منه إذ ينطلق بلسانهم ويحملهم على ما يصلح أخلاقهم ليكونوا حملة هذا الدين إلى غيرهم .
و { الأميين } : صفة لموصوف محذوف دل عليه صيغة جمع العقلاء ، أي في الناس الأميين . وصيغة جمع الذكور في كلام الشارع تشمل النساء بطريقة التغليب الاصطلاحي ، أي في الأميين والأمِّيات فإن أدلة الشريعة قائمة على أنها تعم الرجال والنساء إلا في أحكام معلومة .
والأميون : الذين لا يقرؤون الكتابة ولا يكتبون ، وهو جمع أمي نسبة إلى الأمة ، يعنون بها أمة العرب لأنهم لا يكتبون إلا نادراً ، فغلبت هذا التشبيه في الإطلاق عند العرب حتى صارت تطلق على من لا يكتب ولو من غيرهم ، قال تعالى في ذكر بني إسرائيل
{ ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني } وقد تقدم في سورة [ البقرة : 78 ] .
وأوثر التعبير به هنا توركاً على اليهود لأنهم كانوا يقصدون به الغض من العرب ومن النبي جهلاً منهم فيقولون : هو رسول الأميين وليس رسولاً إلينا . وقد قال ابن صياد للنبي لما قال له : أتشهد أني رسول الله . أشهد أنكَ رسولُ الأميين . وكان ابن صياد متديناً باليهودية لأن أهله كانوا حلفاء لليهود .
وكان اليهود ينتقصون المسلمين بأنهم أميون قال تعالى : { ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل } [ آل عمران : 75 ] فتحدى الله اليهود بأنه بعث رسولاً إلى الأميين وبأن الرسول أمي ، وأعلمهم أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء كما في آخر الآية وأن فضل الله ليس خاصاً باليهود ولا بغيرهم وقد قال تعالى من قبل لموسى { ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أيمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض } [ القصص : 5 - 6 ] .
ووصف الرسول بأنه منهم ، أي من الأميين شامل لمماثلته لهم في الأمية وفي القومية . وهذا من إيجاز القرآن البديع .
وفي وصف الرسول الأمي بأنه يتلو على الأميين آيات الله ، أي وحيه ويزكيهم ويعلمهم الكتاب ، أي يلقنهم إياه كما كانت الرسل تلقن الأمم الكتاب بالكتابة ، ويعلمهم الحكمة التي علمتها الرسل السابقون أممهم في كل هذه الأوصاف تحد بمعجزة الأمية في هذا الرسول صلى الله عليه وسلم أي هو مع كونه أمّياً قد أتى أمته بجميع الفوائد التي أتى بها الرّسل غير الأميين أممهم ولم ينقص عنهم شيئاً ، فتمحضت الأمية للكون معجزة حصل من صاحبها أفضل مما حصل من الرسل الكاتبين مثل موسى .
وفي وصف الأميّ بالتلاوة وتعليم الكتاب والحكمة وتزكية النفوس ضرب من محسن الطباق لأن المتعارف أن هذه مضادة للأمية .
وابتدىء بالتلاوة لأن أول تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي ، وثني بالتزكية لأن ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك ، وما يعْلق به من مساوىء الأعمال والطباع .
وعقب بذكر تعليمهم الكتاب لأن الكتاب بعد إبلاغه إليهم تُبيّن لهم مقاصده ومعانيه كما قال تعالى : { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه } [ القيامة : 18 ، 19 ] ، وقال : { لتبين للناس ما نزل إليهم } [ النحل : 44 ] ، وتعليم الحكمة هو غاية ذلك كله لأن من تدبر القرآن وعمل به وفهم خفاياه نال الحكمة قال تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به } [ البقرة : 231 ] ونظيرها قوله : { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } في سورة [ آل عمران : 164 ] .
وجملة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } في موضع الحال من الأميين ، أي ليست نعمة إرسال هذا الرسول إليهم قاصرة على رفع النقائص عنهم وعلى تحليتهم بكمال علم آيات الله وزكاة أنفسهم وتعليمهم الكتاب والحكمة بل هي أجل من ذلك إذ كانت منقذة لهم من ضلال مبين كانوا فيه وهو ضلال الإِشراك بالله . وإنما كان ضلالاً مبيناً لأنه أفحش ضلال وقد قامت على شناعته الدلائل القاطعة ، أي فأخرجهم من الضلال المبين إلى أفضل الهدى ، فهؤلاء هم المسلمون الذين نفروا إسلامهم في وقت نزول هذه السورة .
و { إنْ } مخففة من الثقيلة وهي مهملة عن العمل في اسمها وخبرها . وقد سد مسدها فعل ( كان ) كما هو غالب استعمال { إنْ } المخففة . واللام في قوله : { لفي ضلال مبين } تسمى اللام الفارقة ، أي التي تفيد الفرق بين ( إنْ ) النافية و { إنْ } المخففة من الثقيلة وما هي إلا اللام التي أصلها أن تقترن بخبر ( إن ) إذ الأصل : وإنهم لفي ضلال مبين ، لكن ذكر اللام مع المخففة واجب غالباً لئلا تلتبس بالنافية ، إلا إذا أمن اللبس .
- إعراب القرآن : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
«هُوَ الَّذِي» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «بَعَثَ» ماض وفاعله مستتر «فِي الْأُمِّيِّينَ» متعلقان بالفعل «رَسُولًا» مفعول به والجملة صلة «مِنْهُمْ» صفة رسولا «يَتْلُوا» مضارع فاعله مستتر والجملة صفة «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل «آياتِهِ» مفعول به «وَيُزَكِّيهِمْ» معطوف على يتلو «وَيُعَلِّمُهُمُ» مضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر «الْكِتابَ» مفعوله الثاني «وَالْحِكْمَةَ» معطوف على الكتاب «وَ» الواو حالية «إِنْ كانُوا» إن مخففة وماض ناقص واسمه «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بمحذوف حال واللام فارقة «في ضَلالٍ» خبر كانوا «مُبِينٍ» صفة والجملة حال.
- English - Sahih International : It is He who has sent among the unlettered a Messenger from themselves reciting to them His verses and purifying them and teaching them the Book and wisdom - although they were before in clear error -
- English - Tafheem -Maududi : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(62:2) He it is Who has sent to the gentiles a Messenger from among themselves, *2 one who rehearses to them His verses, purifies their lives, and imparts to them the Book and the Wisdom *3 although before that they were in utter error; *4
- Français - Hamidullah : C'est Lui qui a envoyé à des gens sans Livre les Arabes un Messager des leurs qui leur récite Ses versets les purifie et leur enseigne le Livre et la Sagesse bien qu'ils étaient auparavant dans un égarement évident
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er ist es Der unter den Schriftunkundigen einen Gesandten von ihnen hat erstehen lassen der ihnen Seine Zeichen verliest sie läutert und sie das Buch und die Weisheit lehrt obgleich sie sich ja zuvor in deutlichem Irrtum befanden -
- Spanish - Cortes : Él es quien ha mandado a los gentiles un Enviado salido de ellos que les recita Sus aleyas les purifica y les enseña la Escritura y la Sabiduría Antes estaban evidentemente extraviados
- Português - El Hayek : Ele foi Quem escolheu entre os iletrados um Mensageiro da sua estirpe para ditarlhes os Seus versículos consagrálose ensinarlhes o Livro e a sabedoria porque antes estavam em evidente erro
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто отправил к неграмотным людям Посланника из их среды Он читает им Его аяты очищает их и обучает их Писанию и мудрости хотя прежде они пребывали в очевидном заблуждении
- Кулиев -ас-Саади : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
Он - Тот, Кто отправил к неграмотным людям Посланника из их среды. Он читает им Его аяты, очищает их и обучает их Писанию и мудрости, хотя прежде они пребывали в очевидном заблуждении.Аллах назвал арабов неграмотными, потому что у них не было Небесного Писания, да и знания об учениях предыдущих пророков у них не сохранились, так же как и не сохранились они у всех других народов. И только люди Писания сумели сохранить часть того, что проповедовали Божьи посланники. Всевышний Аллах осенил их Своей величайшей милостью, которой Он никогда прежде не удостаивал ни один народ. Арабы были лишены знаний и благочестия, находились во мраке глубокого заблуждения, поклонялись идолам, деревьям и каменьям, отличались присущей диким зверям кровожадностью, жили по законам, согласно которым сильный пожирает слабого. Все это свидетельствует о том, что они не имели никаких представлений об учении Божьих пророков. Но Аллах отправил к ним Своего посланника и избрал его из них самих. Они знали его происхождение, им было хорошо известно о его прекрасных качествах и правдивости. Господь ниспослал ему Свое писание, а он читал людям его аяты, то есть мудрые стихи, которые вселяли в их души веру и не позволяли усомниться в их истинности. Он очищал их, разъясняя им преимущества благонравия, призывая их к праведной морали и предостерегая их от пороков и нечестия. Он обучал их Писанию и мудрости, то есть Корану и Сунне, и раскрывал пред ними просторы великого знания, которым обладали их предки и современники. Благодаря этому сподвижники Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, стали самыми образованными людьми. Более того, они стали образцом для подражания для всех ученых и праведников. Им нет и не было равных ни в благородстве и праведности, ни в приверженности прямому пути. Они не только сами прошли прямым путем, но и повели за собой остальных. Благодаря этому они стали вождями правоверных и вдохновителями благочестивых. А то, что Всевышний Аллах отправил Своего посланника, да благословит его Аллах и приветствует, именно к ним, стало для них величайшей милостью Господа.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kitapsız okuma-yazma bilmeyen kimseler arasından kendilerine ayetlerini okuyan onları arıtan onlara Kitabı ve hikmeti öğreten bir Peygamber gönderen O'dur Onlar daha önce şüphesiz apaçık bir sapıklık içinde idiler
- Italiano - Piccardo : Egli è Colui Che ha inviato tra gli illetterati un Messaggero della loro gente che recita i Suoi versetti li purifica e insegna loro il Libro e la Saggezza anche se in precedenza erano in errore evidente
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر ئهو زاتهیه لهناو خهڵکێکی نهخوێندهواردا پێغهمبهرێکی له خۆیان ڕهوانه کرد ئایهتهکانی قورئانهکهی ئهویان بهسهردا دهخوێنێتهوه و دڵ و دهروون و ڕواڵهت و ئاشکرا و نادیاریان پوخته دهکات فێری قورئان و دانایی و شهریعهتیان دهکات بهڕاستی ئهوانه پێشتر لهگوامڕایی و سهرلێشێواویهکی ئاشکرادا گیریان خواردبوو
- اردو - جالندربرى : وہی تو ہے جس نے ان پڑھوں میں ان ہی میں سے محمدﷺ کو پیغمبر بنا کر بھیجا جو ان کے سامنے اس کی ایتیں پڑھتے اور ان کو پاک کرتے اور خدا کی کتاب اور دانائی سکھاتے ہیں۔ اور اس ے پہلے تو یہ لوگ صریح گمراہی میں تھے
- Bosanski - Korkut : On je neukima poslao Poslanika jednog između njih da im ajete Njegove kazuje i da ih očisti i da ih Knjizi i mudrosti nauči jer su prije bili u očitoj zabludi
- Swedish - Bernström : Det är Han som har sänt ett Sändebud till de olärda ur deras egna led för att framföra Hans budskap till dem och [lära] dem renhet och undervisa dem i Skriften och [profeternas] visdom de hade förut helt uppenbart gått vilse
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dialah yang mengutus kepada kaum yang buta huruf seorang Rasul di antara mereka yang membacakan ayatayatNya kepada mereka mensucikan mereka dan mengajarkan mereka Kitab dan Hikmah As Sunnah Dan sesungguhnya mereka sebelumnya benarbenar dalam kesesatan yang nyata
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
(Dialah yang mengutus kepada kaum yang buta huruf) yaitu bangsa Arab; lafal ummiy artinya orang yang tidak dapat menulis dan membaca kitab (seorang rasul di antara mereka) yaitu Nabi Muhammad saw. (yang membacakan kepada mereka ayat-ayat-Nya) yakni Alquran (menyucikan mereka) membersihkan mereka dari kemusyrikan (dan mengajarkan kepada mereka Kitab) Alquran (dan hikmah) yaitu hukum-hukum yang terkandung di dalamnya, atau hadis. (Dan sesungguhnya) lafal in di sini adalah bentuk takhfif dari inna, sedangkan isimnya tidak disebutkan selengkapnya; dan sesungguhnya (mereka adalah sebelumnya) sebelum kedatangan Nabi Muhammad saw. (benar-benar dalam kesesatan yang nyata) artinya jelas sesatnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই নিরক্ষরদের মধ্য থেকে একজন রসূল প্রেরণ করেছেন যিনি তাদের কাছে পাঠ করেন তার আয়াতসমূহ তাদেরকে পবিত্র করেন এবং শিক্ষা দেন কিতাব ও হিকমত। ইতিপূর্বে তারা ছিল ঘোর পথভ্রষ্টতায় লিপ্ত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவன்தான் எழுத்தறிவில்லா மக்களிடம் அவனுடைய வசனங்களை ஓதிக்காட்டி அவர்களைப் பரிசுத்தமாக்கி அவர்களுக்கு வேதத்தையும் ஞானத்தையும் கற்பிக்கும் படியான தூதரை அவர்களிலிருந்தே அனுப்பி வைத்தான் அவர்களோ அதற்கு முன்னர் பகிரங்கமான வழிகேட்டிலேயே இருந்தனர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พระองค์ทรงเป็นผู้แต่งตั้งร่อซูลขึ้นคนหนึ่งในหมู่ผู้ไม่รู้จักหนังสือจากพวกเขาเองเพื่อสาธยายอายาตต่าง ๆ ของพระองค์แก่พวกเขา และทรงทำให้พวกเขาผุดผ่อง และทรงสอนคัมภีร์และความสุขุมคัมภีร์ภาพแก่พวกเขา และแม้ว่าแต่ก่อนนี้พวกเขาอยู่ในการหลงผิดอย่างชัดแจ้งก็ตาม
- Uzbek - Мухаммад Содик : У зот саводсизлар ичидан гарчи улар бундан аввал очиқ залолатда бўлсалар ҳам уларга оятларини ўқиб берадиган ва уларни поклайдиган ҳамда китобни ва ҳикматни ўргатадиган Пайғамбарни юборди Ўша давр араблари уммий қавм дейилган чунки уларнинг ичларида ўқишёзишни биладиганлари жуда оз бўлган Пайғамбаримиз Муҳаммад алайҳиссалом ўқишёзишни мутлақо ўрганмаганлар
- 中国语文 - Ma Jian : 他在文盲中派遣一个同族的使者,去对他们宣读他的迹象,并培养他们,教授他们天经和智慧,尽管以前他们确是在明显的迷误中;
- Melayu - Basmeih : Dia lah yang telah mengutuskan dalam kalangan orangorang Arab yang Ummiyyin seorang Rasul Nabi Muhammad saw dari bangsa mereka sendiri yang membacakan kepada mereka ayatayat Allah yang membuktikan keesaan Allah dan kekuasaanNya dan membersihkan mereka dari iktiqad yang sesat serta mengajarkan mereka Kitab Allah AlQuran dan Hikmah pengetahuan yang mendalam mengenai hukumhukum syarak Dan sesungguhnya mereka sebelum kedatangan Nabi Muhammad itu adalah dalam kesesatan yang nyata
- Somali - Abduh : Eebe waa kan u soo bixiyey kuwaan wax aqoon Rasuul ka mid ah oo ku akhriya korkooda Aayaadkiisa quraankana bara iyo Sunnada Nabiga waxayna horey u ahaayeen kuwo haadi cad ku sugan
- Hausa - Gumi : Shĩ ne wanda Ya aika a cikin mabiya al'ãdu wani Manzo daga gare su yanã karanta ãyõyinSa a kansu kuma yanã tsarkake su kuma yanã sanar da su littafin da hikimarsa kõ da yake sun kasance daga gabãninsa lalle sunã a cikin ɓata bayyanãnna
- Swahili - Al-Barwani : Yeye ndiye aliye mpeleka Mtume kwenye watu wasio jua kusoma awasomee Aya zake na awatakase na awafunze Kitabu na hikima ijapo kuwa kabla ya haya walikuwa katika upotofu ulio dhaahiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia është Ai që ju ka dërguar të pa arsimuarve një Profet nga mesi i tyre që ua ka lexuar ajetet e Kur’anit dhe i ka pastruar nga gjendjet e gabuara ua ka mësuar Librin Kur’anin dhe urtinë dijeninë e thellë meqë ata më parë në të vërtetë kanë qenë në humbje të plotë
- فارسى - آیتی : اوست خدايى كه به ميان مردمى بىكتاب پيامبرى از خودشان مبعوث داشت تا آياتش را بر آنها بخواند و آنها را پاكيزه سازد و كتاب و حكمتشان بياموزد. اگر چه پيش از آن در گمراهى آشكار بودند،
- tajeki - Оятӣ : Ӯст Худое, ки ба миёни мардуме бесавод паёмбаре аз худашон фиристод, то оёташро бар онҳо бихонад ва онҳоро покиза созад ва китобу ҳикматашон биёмузад. Агарчи пеш аз он дар гумроҳии ошкор буданд,
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ ئۈممىلەرگە (يەنى يېزىشنى ۋە ئوقۇشنى ئۇقمايدىغان ئەرەبلەرگە) ئۇلارنىڭ ئىچىدىن بىر پەيغەمبەرنى (يەنى مۇھەممەد ئەلەيھىسسالامنى) ئەۋەتتى، ئۇ (يەنى پەيغەمبەر) ئۇلارغا قۇرئان ئايەتلىرىنى ئوقۇپ بېرىدۇ، ئۇلارنى (گۇناھلاردىن) پاك قىلىدۇ، ئۇلارغا كىتابنى (يەنى قۇرئاننى) ۋە ھېكمەتنى (يەنى يەنى پەيغەمبەرنىڭ سۈننىتىنى) ئۆگىتىدۇ، گەرچە ئۇلار ئىلگىرى ئوچۇق گۇمراھلىقتا بولسىمۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിരക്ഷരര്ക്കിടയില് അവരില്നിന്നു തന്നെ ദൂതനെ നിയോഗിച്ചത് അവനാണ്. അദ്ദേഹം അവര്ക്ക് അല്ലാഹുവിന്റെ സൂക്തങ്ങള് ഓതിക്കേള്പ്പിക്കുന്നു. അവരെ സംസ്കരിക്കുകയും അവര്ക്ക് വേദവും തത്വജ്ഞാനവും അഭ്യസിപ്പിക്കുകയും ചെയ്യുന്നു. നേരത്തെ അവര് വ്യക്തമായ വഴികേടിലായിരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : الله سبحانه هو الذي ارسل في العرب الذين لا يقروون ولا كتاب عندهم ولا اثر رساله لديهم رسولا منهم الى الناس جميعا يقرا عليهم القران ويطهرهم من العقائد الفاسده والاخلاق السيئه ويعلمهم القران والسنه انهم كانوا من قبل بعثته لفي انحراف واضح عن الحق وارسله سبحانه الى قوم اخرين لم يجيئوا بعد وسيجيئون من العرب ومن غيرهم والله تعالى وحده هو العزيز الغالب على كل شيء الحكيم في اقواله وافعاله
*2) Here the word ummi (gentile) has been used as a Jewish term and there is a subtle aabtle in it. The verse means: "The All-Mighty and All-Wise Allah has raised a Messenger among the Arabs whom the Jews contemptuously consider the gentiles and much below themselves, The Messenger has not risen of his own wish and will, but has been raised by Him Who is the Sovereign of the universe, Who is All-Mighty and All-Wise, Whose power can be resisted and opposed only to one's own loss and peril.
One should know that the word ummi has occurred in the Qur'an at several places but in different meanings at different places. At one place it has been used for the people who do not possess any revealed scripture, which they may he following, as AI-'Imran: 20, where it 'has been said: "Ask those who possess the Book and those who do not possess (umnris); 'Have you accepted Islam`''" Here, the ummis imply the Arab polytheists, and they have been regarded as a separate class from the followers of the Book, i.e. the Jews and the Christians. At another place, it has been used for the illiterate people among the .lews and Christians, who are ignorant of the Book of Allah, as in Al-Baqarah: 78: "Among the Jews there are some illiterate people (ummis) who have no knowledge of the Book but are guided by mere conjecture and guess-work. " At still another place, this word has been used purely as a'Jewish term, which implies aII the non-Jewish people, as in AI-'Imran: 75: '(The actual cause of this dishonesty of theirs is that they say:) We are not to be called to account for out behaviour towards the non-Jews (ummis) This third meaning of ummi is implied in the verse tinder discussion. It is a synonym of the Hebrew word goyim, which has been translated gentiles in the English Bible and implies all the non-Jewish or the non-IsraeAte people of the world.
But the real significance of this Jewish term cannot be understood only by this explanation of it. The Hebrew word goyim originally was used only in the meaning of a nation, but gradually the Jews reserved it first for the nation other then themselves, then they gave it the special meaning that aII the nations other than the Jews were un-civilized, irreligious, unclean and contemptible; so much so that in its connotations of hatred and contempt this word even surpassed the Greek term 'barbarian' which they used for all the non-Greeks. In rabbinical literature, goyim are such contemptible people, who cannot be considered human, who cannot be made companions in a journey, who cannot be saved even if one of them is drowning. The Jews beleivd that the Messiah of the future would destroy aII the goyim and bum them to annihilation. (For further explanation, see E.N. 64 of Al-'Imran).
*3) These characteristics of the Holy Prophet (upon whom be piece) have been mentioned at four places in the Qur'an and everywhere with a different object. These have been mentioned in AI-Baqarah: t29 to tell the Arabs that the mission of the Prophet, which they were regading as a calamity and affliction for themselves, was indeed a great blessing for which the Prophets Abraham and Ishmael (peace be upon them) had been praying for their children. In Al-Baqarah: 151 these have been mentioned to exhort the Muslims to recognize the true worth of the Holy Prophet and to derive full benefit from the blessing which they had been granted in the form of his Apostleship. These have been re-iteated in AI 'Imran: 164 to make the hypocrites and the people of weak faith realize what great favour AIIah had done them by raising His Mcssengcr among them, and how foolish they were in not appreciating this. Now, here in this Surah these have been repeated for the fourth time with the object to tell the Jews: 'The mission that Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessing) is performing in front of you, is evidently the mission of a Mcssengcr. He is reciting the Revelations of AIIah, the language, themes and style of which testify that these arc indeed Divine Revelations. He is purifying and reforming the lives of the people, cleansing their morals and habits And dealings of every evil element, and adorning them with the finest moral qualities. This is the same task which aII the Prophets before him have been performing. Then he does not rest content only with the recitation of the Revelations, but he is making the people understand the real aim of the Divine Book by word and decd and by the practical model of his life and imparting to them the wisdom and knowledge which none but the Prophets have imparted so far. This very character and way of life and practical model is the conspicuous characteristic of the Prophets by which they are recognized. Then how stubborn you arc that you refuse to recognize and believe in the Mcssengcr whose truth is manifestly proved by his wonderful works only because AIIah has not raised him among you but among the people whom you call the ummis (gentiles).
*4) This is another proof of the Holy Prophet's Aposltleship, which has been presented to open eyes of the Jews. These people had been living in Arabia for centuries and no aspect of the religious, moral, social and cultural life of the Arabs was hidden from them. Referring to the state of their previous life it is being said: "You arc an eye-witness of the revolution that has taken place in the lift of this nation within a few years under the guidance and leadership of Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings). You arc fully aware of the condition in which these people were involved before embracing Islam: you arc also aware of their transformation afterwards, and you arc also witnessing the condition of those people of this very nation, who have not yet embraced Islam, Is the clear and manifest difference which even a blind man can perceive not enough to convince you that this revolution can be brought about by none but a Prophet"?.